رواية كواسي الفصل الأول 1 بقلم نسمة مالك
رواية كواسي الجزء الأول
رواية كواسي البارت الأول
رواية كواسي الحلقة الأولى
الفصل الأول..
كواسي..
✍️نسمة مالك✍️..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
اعلموا جيدًا أن الغضب والدموع والحزن هي أسلحة المستسلمين، و أن القلب المملوء حزناً كالكأس الطافئة يُصعب حمله، انعزلوا قدر ما تشاءون لتصبحوا أقوى، مهما رأيتم من الوحدة جحيمًا لا يطاق هي أفضل بكثير من الأقنعة المتعددة للبشر،
تأملوا قلوبكم حين يغمركم الحزن ستروا أنكم في الحقيقة تبكون مما كانوا يومًا مصدر بهجتكم و بكل أسف بعضهم لن يمكنكم الإبتعاد عنهم أو قطع علاقتكم بهم،
لذا لا تدع الحزن يفقدك عزيمتك ف الحياة روايةٌ جميلةٌ ك روايات نسمة مالك عليك قراءتها حتى النهاية، لا تتوقف أبداً عند سطرٍ حزينٍ، قد تكون النهاية جميلةً..
بإحدى محافظات مصر، بمدينة تتميز ببساطة و هدوء أهلها، داخل منزل عتيق كما لو كان منزل أثري من فخامة وجهته، بالطابق الثالث و الأخير حالة من الهرج و المرج و بعض الصراخات المكتومة..
“على جثتي لو خرجتي انهاردة من البيت يا كواسي، مش هسيبك تحضري للبت الخبيثة دي أي حاجة و من اللحظة دي هتقطعي علاقتك بيها نهائي”..
قالتها “صفية” بغضب عارم و هي تقف حائل بين ابنتها و بين باب المنزل..
تحلت “كواسي” بالصبر و نظرت لوالدتها بإبتسامة مصطنعة، و تحدثت بنبرة راجية و صوتٍ بدي لو كان ابرالي ..
” ياااااا مااااماااا سبيناااي أحضر خطوبة عزة.. دي صحبتي الوحيدة ياااا وليه”..
ضربت “صفية” بكف يدها على صدرها ضربة خفيفة و هي تقول بغيظ..
“بتعلي صوتك على أمك و بتجعريلي أوي و كمان تقوليلي يا وليه!!”..
هجمت عليها فجأة كادت أن تجذبها من حجابها لولا يد زوجها” سيد” الذي منعها بأخر لحظة مغمغمًا..
” صلِ على حبيبك محمد يا أم كواسي.. و أوعى تمدي إيدك على واحدة من بناتي”..
صكت “صفية” على أسنانها كادت أن تهشمها من شدة غضبها و غيظها و تطلعت له باعين تقدح منها الشرر مردفة بعصبية مفرطة قائلة..
“بقى يا راجل ملقتش إسم في الدنيا تسميه للبت غير واكسي!!! و تظلمني ليه و تخليني أم واكسي يعني حتى مش وكسة واحدة!!”..
سار” سيد” نحو ابنته و وقف بجوارها واضعًا ذراعه حول كتفها و نظر لها نظرة يملؤها الحنان مغمغمًا بفخر..
“قولتلك و هفضل أقولك اسمها كواسي مش واكسي.. كواسي إسم أصوله مصري و معناه كل حاجة في الدنيا هتبقى كويسة و فعلاً من يوم ما أنتي اتوالدتي يا بنتي و كل حاجة بقت كويسة و في أحسن حال الحمدلله ربنا يديمها علينا نعمة”..
ابتسمت “كواسي” لوالدها ابتسامتها الجميلة و هي تقول..
” حبيبي يا بابا ربنا ميحرمنيش منك أبدًا “..
انتفضوا على صوت” صفية” تصيح بتحذير..
” خد بنتك و ابعدوا عن وشي يا سيد السعادي إلا أنا مش طايقاكم و لا طايقة نفسي”..
نظرت” كواسي” لوالدها و تمتمت بصوتٍ خفيض قائلة..
” ابعدها عن الباب يا بابا.. عايزة ألحق أروح خطوبة عزة”..
تنهد” سيد ” تنهيدة حزينة و هو يتأمل ملامح ابنته التي تُشع طيبة و برائة، و من ثم نظر ل” صفية” ليجدها تنظر له بنظرات متوحشة كما لو كانت تستعد للانقضاض عليه، فبتلع رمقه و تحدث بقلق قائلاً..
“استهدي بالله يا صفيه و سيبي البنت تروح تعمل بأصلها و تبارك لصاحبتها”..
ضحكت “صفيه” بسخرية و هي تقول..
“صاحبتها اللي قالتلها انهاردة أصبح إن خطوبتها بليل وهي كانت عندنا هنا امبارح واكله شاربة قعدة في وسطنا و بنعملها زي واحدة من بناتنا و في الأخر تطلع اتخطبت للعريس اللي أتقدم لواكسي بنتك و هي اللي فضلت وراها لحد ما خلتها ترفضه!!! “..
قالت “كواسي” بغضب طفولي..
” واكسي تاني يا صفصف؟”..
همس” سيد” بأذنيها قائلاً..
” الصراحة عندها حق المرادي يا كواسي”..
أخذت” كواسي” نفس عميق و رسمت إبتسامة على وجهها ، و تحدثت بهدوء قائلة..
” يا ماما كل شيء قسمة و نصيب و العريس اللي بتقولي عليه ده هو اللي رفضني و إختار عزة.. عايزانى بقى مروحش عشان يفتكروا إني زعلانه عليه؟!”..
لطمت” صفيه” وجهها بكفيها و صاحت بانفعال قائلة..
” ما هو كان لازم يرفضك و ياخد ديلو في سنانه و يفر منك يا بت بعد ما خلتك تقوليله إنك مريضة نفسيًا و بتتعالجي!! عملتي لنفسك سمعة و بقيتي في نظر الكل مجنونة.. قوليلي مين هيغامر و يتجوز واحدة بتقول على نفسها كده؟! “..
ابتلعت “كواسي” غصة مريرة بحلقها و هي تقول..
” و هي دي مش حقيقة يعني يا ماما؟”..
نظرت لها ” صفيه” نظرة مطولة قبل أن تخطفها لحضنها و تنفجر بالبكاء مرددة بصعوبة من بين شهقاتها..
” لا مش دي الحقيقة.. أنتي مش مجنونة.. أنتي عاقلة و زينة البنات..و اللي حصلك ده عين حد حاسد و حاقد عليكي و قلبي بيقولي أنها الخبيثة عزة اللي بتقولي عليها صاحبتك”..
“بلاش تظلمي حد يا ماما، و متنسيش عزة دي مش عشرة يوم و لا اتنين.. دي معايا من إبتدائي و خلصنا جامعة سوا و لازم ابقى معاها و جنبها في فرحتها”..
” و هي كانت فين وقت تعبك و حزنك؟ “..
قالتها ” صفيه” بغضب و هي تدفعها فجأة ببعض العنف كادت” كواسي” أن تسقط على ظهرها لولا يد والدها الذي أسندها..
لم تترك لها مجال للرد عليها و تابعت بنفاذ صبر..
” أنا خلاص جبت أخرى منك و من هبلك يا بنت بطني و من انهاردة تلمي شنطة هدومك و تروحي تعيشي مع ستك قبل ما تموتيني بحسرتي و قهرتني”..
اردفت “كواسي” بفرحة غامرة..
“حاضر يا ماما لما أجي من فرح عزة هاخد شنطي و أروح عند تيتة”..
“أنتي فاكرة نفسك هتروحي عند أمي أنا! ..عايزة تروحي تنقطيها زي ما نقطيني ليه هو أنا مستغنية عن أمي و لا أيه؟.. أنتي هتنزلي تحت عند واكسي الكبيرة ستك أم أبوكي “..
رفع “سيد” حاجبيه و هو يقول..
“يعني أنتي مش مستغنيه عن أمك و مستغنيه عن أمي!.. بنتك بتنقط أمي برضوا يا صفيه”..
صرخت” كواسي” فجأة فزعتهما و هي تقول ببوادر غضب..
” سبوني أروح أنا الفرح و لما أرجع نبقى نشوف هتطردوني المرادي عند أم مين فيكم “..
ساد الصمت للحظات قبل أن تقطعه “صفيه” قائلة و هي تنظر لابنتها بنديه و تُشير على زوجها بأصبعها ..
” عليا الطلاق من أبوكي سيد ده ما أنتي رايحة للخبيثة بتاعتك دي يا كواسي”..
تطلعت لها” كواسي” بفم مفتوح من هول صدمتها مرددة بذهول..
” بتحلفي بالطلاق على جوزك يا وليه!!”..
نظرت لوالدها بشفقة مكملة..
“بقى حد يطلق سيد سيكا مزيكا العسل ده!”..
لمعت أعين “سيد” و أبتسم بفرحة بلهاء وهو يقترب من” صفيه” و قام بضمها شل حركتها تمامًا و ابعدها عن الباب مردفًا بسعادة بالغة ..
“روحي الفرح أنتي يا كواسي خلي اليمين يقع و أتحرر بقي”..
هرولت “كواسي” راكضة للخارج و هي تقول من بين ضحكاتها ..
” حيث كده نتقابل لما أرجع تحت عند تيته يا بابا”..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كواسي)