رواية كواسي الفصل السادس 6 بقلم نسمة مالك
رواية كواسي الجزء السادس
رواية كواسي البارت السادس
رواية كواسي الحلقة السادسة
الفصل السادس..
كواسي..
✍️نسمة مالك✍️..
بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
عامل الشخص على حاضره ليس ماضيه، و على عقله و ليس عمره ، انصح و لا تفضح، عاتب دون أن تجرح، تجمل بالأخلاق إن لم تنفع أحد فلا تضره..
كانت “كواسي” تتمنى أن يحدث هذا معاها لكن بكل اسف لم تجد سوي السخرية و الغضب من الجميع، جرح قلبها قبل مشاعرها من عائلتها التي من المفترض أن تكون الداعم لها..
مّر اسبوع كامل، كانت حالة “كواسي” يرثي لها بعدما أصابها انهيار عصبي نتيجة ذعرها الشديد، قاموا أهلها بحبسها داخل غرفتها مقيدة بالفراش بسوط غليظ ملتف حول قدميها و كلتا معصميها،
لم يصدق أحد حديثها و ما أخبرتهم به عن رؤيتها لشبح، و اتفقوا جميعًا على أخذها لطبيب نفسي..
“سألت علي الدكتور اللي قولتلك عليه يا سيد؟!”..
اردفت بها “صفية” بلهفة فور رؤيته يدلف من باب الشقة..
جلس “سيد” على أقرب مقعد و اجابها بتنهيدة لا تخفي حزنه على ابنته..
“أيوه سألت يا أم كواسي و الكل بيشكر فيه و بيقولوا ممتاز.. و أديني حجزت عنده .. خلينا نطمن على البنت”..
بكت” صفية” و هي تقول بقلة حيلة..
“ما تسمع كلامي و خلينا نوديها للشيخ اللي قولتلك عليه يا سيد.. أنا خايفة الدكتور ميعرفش يعالجها زي اللي قبله يا أخويا”..
رمقها” سيد ” بنظرة غاضبة، و تحدث بتعقل قائلاً..
” اللي أنتي عايزة تودي بنتك عنده ده دجال و أوعى اسمعك بتقولي عليه شيخ مرة تانية.. و أنا مش جاهل يا صفية عشان أودي بنتي لواحد زي ده.. بنتي تعبانة و بإذن الله هتتعالج و هتخف.. أنا أملي في الله كبير.. و أعملي حسابك متحطيش المنوم و لا المهدأ ليها انهارده عشان تبقى فايقة و إحنا مودينها للدكتور بليل”..
قالت” صفة” بغصة مريرة يملؤها الألم..
” بنتك بتبقى حالتها صعبة أوي لما بقلل المهدأ و بتصرخ و تتشنج و تسمع بينا الناس “..
صاح” سيد” بغضب عارم و هو يلكم المنضدة بقبضة يده..
” كل اللي على لسانك الناس تسمع! .. هو ده اللي همك و مش همك بنتك اللي بتديها علاج بقالك كام يوم لو زاد أكتر من كده ممكن يخليها مدمنة و تضيع مننا أكتر ما هي ضايعة! “..
اجهشت” صفية” في البكاء مرددة بحسرة..
“و هضيع أخواتها معاها.. الكل بقى عارف ان اختهم الكبيرة مجنونة! ..هتوقف حالها و حالهم معاها.. يا حسرة قلبي على بناتي”..
ارتمت فجأة على ركبتيها ارضًا و زحفت حتى وصلت أمامه مباشرةً و تابعت بتوسل و الدمع يغرق وجنتيها..
” البت لازم تتعالج..اتصرف و اعمل اي حاجة نثبت بيها ان بنتي مش مجنونه يا سيد”..
ربت على كتفها، و جذبها برفق يحثها على النهوض، لترتمي هي داخل حضنه و تنفجر في نوبة بكاء مرير..
“أهدى يا صفية.. ده قضاء الله وقدره و هو قادر يلطف و يرأف بقلوبنا و يشفي بنتنا”.. قالها” سيد” بصوتٍ جاهد لإخراجه طبيعيًا لكنه خرج متحشرج بالبكاء..
…………… سبحان الله وبحمده…..
داخل غرفة “كواسي” تجلس جدتها على مقعد بجوار فراشها، تقرأ لها آيات من القرآن الكريم، قلبها يتمزق على حال حفيدتها، عينيها تذرف الدمع على عزيزة قلبها و هي تراها تذبل و تنطفئ أمام أعينهم و هم عاجزون عن مساعدتها..
“يارب يشفيكي يا كواسي يا كبد ستك”.. همست بها و هي تميل على يديها المقيدة و قبلتها بحب شديد، انتفضت فجأة مبتعدة عنها حين همست “كواسي” بين النوم و اليقظة مرددة الأسم الوحيد التي لم تكف عن نطقه منذ تقيدهم لها و أرغامها على النوم دون أرادتها..
“عبيد!”..
فرت جدتها راكضة لخارج الغرفة صائحة بفزع..
“صفية.. الحقي كواسي بدأت تفوق.. تعالي أديها المنوم تاني أوام”..
“لا يا أمه مش هنديها منوم و لا مهدأ تاني.. كفاية على البت كده.. خليها تفوق عشان حجزت لها عند دكتور و هوديها بعد صلاة العشا”..
شهقت الجدة و ضربت بكف يدها على صدرها و هي تقول..
“و لا منوم و لا مهدأ!! عايز البت تفوق وأنت عارف إننا مبنقدرش عليها و هتفضل تصرخ طول النهار لحد ما نوديها بليل للدكتور! “..
نفخت” صفية” بضيق مغمغمة..
” يعني عايزانا ننيمها و ناخدها نايمة للدكتور.. هيكشف عليها إزاي؟! “..
صمتت لبرهةً و تابعت بأسف..
“لو فاقت و فضلت تصرخ هحط لزق على بوقها “..
ضحك” سيد”ضحكة وجع نابعه من أعمق نقطة بقلبه و هو يقول..
” عشان نبقى كتفناها و خرسناها كمان يا صفية”..
ليتعالي صوت بكاء الجميع عقب إنتهاء جملته القاسية التي اصابتهم بمقتل..
……………………. سبحان الله العظيم……..
” كواسي”..
رمشت بأهدابها و من ثم فتحت عينيها بثقل شديد، لتجد “عُبيد” جالس بجوارها على الفراش، وجه مقابل وجهها تمامًا، محتضن وجهها بين كفيه و يتطلع لها بنظرات يملؤها اللهفة و الإشتياق..
“فوقي يا كواسي.. أوعى تنامي تاني.. أنا بموت لما بتنامي”..
همس بها و هو يضع جبهته على جبهتها، حاولت استجماع قوتها حتى تصرخ بوجهه كعادتها، لكنه أسرع بوضع أصابعه على فمها و اردف محذرًا أياها..
“لو صرختي هيحطوا لزقة على شفايفك و هيودوكي لدكتور بليل.. اديني فرصة أساعدك.. أنا هنا عشان تبقى كويسة.. متخافيش مني يا كواسي”..
“أنا مش خايفة منك”.. همست بها بصوتها المبحوح بصعوبة بالغة لشدة تعبها و أرهقها، اغمضت عينيها لتهبط منها دمعه ساخنة ألتقطها “عُبيد” بأبهامه..
” أنا زعلانه منهم هما.. زعلانه اوي اوي يا عبيد على اللي بيعملوه فيا”..
كانت تتحدث و هي تُشير بعينيها على القيود المقيدة بها، أهداها ابتسامته و هو يقوم بفك قيدها بمنتهى السهولة مغمغمًا..
“فوقي أنتي بس و متنميش مني تاني و بطلي صريخ و أوعدك محدش هيقدر يلمس منك شعرة واحدة “..
أنهى جملته و حملها بين ذراعيه و بلمح البصر وجدت نفسها داخل تلك الغرفة السرية معه، لكنها اختلفت تمامًا عن أول مرة دلفت بها، كانت مزينة بأروع الورود جعلتها تبدو كما لو كانت قطعة من الجنة..
اجلسها على فراش ملوكي موضوع عليه أشهى المؤكولات و بدأ يطعمها بيده..
“ده أكل عفاريت!”..
رمقها بنظرة عاتبة و هو يقول..
“قولتلك عبيد مش عفريت”..
نظرت له بحيرة مردفة بنفاذ صبر..
“و لما أنت مش عفريت.. أمال هتكون أيه بس؟!”..
حاوطها بذراعيه و بدأ يتقلب بها على الفراش حتى أصبح يطوف بها بالهواء مدمدمًا..
“اممم.. عايزة تعرفي أنا أيه ؟ “..
حركت رأسها بالايجاب و هي تتمسك به و تنكمش على نفسها بين ضلوعه لكن تلك المرة قد تبخر خوفها منه حين قال هو بصوته المدمر لجميع حصونها..
” أنا عبيد اللي عشق كواسي حرره”..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كواسي)