رواية قدر العاصفه الفصل الثامن 8 بقلم أسماء الطبلاوي
رواية قدر العاصفه الجزء الثامن
رواية قدر العاصفه البارت الثامن
رواية قدر العاصفه الحلقة الثامنة
((عندما سمعت روح صوت حولها لم تكن ترى صوت من هو فهي عندما تغضب بشده تتوقف عيناها عن الرؤيه.. فمدت يدها امامها تتحسس طريقها وهي تقول دون وعي منها ان الواقف هو فريد لانها لم تتعرف عليه بعد..
روح: مين..؟؟ مين اللي بيتكلم؟؟ امجد.. انت امجد ولا مين ما ترد عليا..
( تعجب فريد منها اهي تحاول ان تتجاهله ام ماذا فهي لا تنظر له مباشره وتلوح براسها ويديها في كل اتجاه ليجيب..
فريد: لا مش امجد انا فريد ايه مش شايفاني ما انا قدامك اهو ولا انت مستكبره تبصيلي يا انسه كلنا اولاد تسعه على فكره يعني انزلي على الارض.
( تعجبت روح من طريقه كلامه وله الحق فهو لا يعلم ماذا بها… انتبهت على صوته مره اخرى وهو ينوي الرحيل لتحاول ايقافه فتعثرت وكادت ان تقع لولا ان يد فريد امتدت ليمسكها مسرعا يقول
فريد: حاسبي انتى كويسه..
روح بتوتر: معلش انا اصلي مش شايفه حاجه لو تسمح بس توديني المطبخ اشرب ليمون او اي حاجه تهدي اعصابي وتروق دمي بعد اذنك.
فريد باستغراب: طيب تحت امرك اتفضلي هاتي ايدك وانا هوديكي..
( وبالفعل امسك فريد بيدها الى المطبخ وجلب لها العصير وجلس يراقبها وهي تحتسيه الى اخر نقطه… شربته وهدات لتغمض روح عيناها لبعض الوقت في تركيز قبل ان يتحدث فريد قائلا..
فريد: ها عامله ايه دلوقتي هديتي ولا ايه بقيتي احسن.
روح: ايوه الحمد لله… ااااه انت…. انا اسفه جدا ما اعرفش انا شفتك جوه بس ما اعرفش انت مين والله… علشان كده ما عرفتش صوتك ما كنتش شايفاك اصلا..
(رن هاتف فريد برقم امجد وقتها فعلم ان عاصف يقوم باستعجاله للرحيل و لا يوجد وقت لمعرفة حكاية تلك الفتاة الان ليقول..
فريد باستعجال: بصي على قد ما انا عاوز افهم ازاي ما كنتيش شايفاني بس انا فعلا لازم امشي ومستعجل بكره ان شاء الله اما اجي هنتكلم ثاني تمام ارجوكى ما تفهميش ان انا مشيت بطريقه غلط سلام دلوقتي وبكره اما ارجع هفهمك كل حاجه.
( وصل عاصف الى منزله متاخرا فصعد فورا دون ان يصدر صوت حتى لا يزعج والدته واخته فتوجه لغرفته وبدل ثيابه وارتمى فوق فراشه بتعب واغمض عيناه قليلا ليفتحها مره اخرى سريعا بتذكر وهو ينتفض جالسا يقول بحده..
عاصف: هي… ايوه والله هي… افتكرتها… البنت بتاعه القطه اللي كانت هتدوسني وتهرسني امبارح يا وقعتك المهببه يا عاصف…!! هي الدنيا بتاعتي مالها ضيقه اوي كده ليه كل حاجه حواليا بتدور جوه دواير صغيره جوه بعض.. ما بقتش فاهم اي حاجه ااااه يا ربي قدرلي الخير يا رب في اللي جاي احسن انا استويت والحمد لله..
(ثم استسلم عاصف اخيرا للنوم وهو يفكر في الاتي ولا يعلم لماذا التقى بها مره اخرى ولسوء حظه في عمل بمعنى انه سيرافقها طوال الوقت وبالذهاب لغرفه انين نجدها ممدده ايضا فوق فراشها تفكر قبل ان يطرق الباب ويدخل امجد باسما يقول..
امجد: انون.. نمتي ولا لسه صاحيه يا حلوه.. ممكن ادخل.
انين: لا لسه صاحيه يا مج… تعالى في حاجه ولا ايه.
امجد: ابدا يا قمر انا كنت جاي اطمن عليكى بس انتى عامله ايه دلوقتي حاسه بحاجه.
انين: الحمد لله انا كويسه جدا ما تقلقش بس كويس انك انت جيت انا كنت عاوز اسالك على الجدع اللي جه مع بابا ده.. اللي لحقني من تحت النجفه هو انت تعرفه؟؟.
امجد: اااه قصدك عاصف… ده صاحبي واخويا ما اعرفش وصل هنا ازاي اصلا واتفاجئت جدا ان هو هنا..
انين بتوتر: يا ساتر يا رب اسمه عاصف.؟؟ باين.. باين اللهم احفظنا
امجد بضحك: ههههههه هو فعلا اللهم احفظنا… حاولي ما تعصبيهوش يلا تصبحي على خير
انتى وانا هروح انام..انت اتطمنت عليكى خلاص.
(انين باستغراب بعد رحيله)
انين: وانت من اهل الخير… وانا مالي اعصبه ليه هو انا لسه هشوفه تاني اهو راح لحاله..
( و في صباح اليوم التالي استيقظ عاصف مبكرا ليتحدث مع والدته واخته قبل الذهاب استعدت حياه للخروج لتذهب لجامعتها وهي في حيره شديده من امرها هل تذهب لملاقاه امجد ام لا فوجدت عاصف ووالدتها يتناولون طعام الافطار لتلقي تحيه الصباح عليهم بارتباك وجلست ليبدا عاصفه الحديث قائلا..
عاصف: بصي يا نسومه الشغل اللي انا لقيته ده كويس جدا من ناحيه وخطر من ناحيه تانيه انا مش بقلقكم انا بس ببلغكم بصراحه انتى عارفه ان انا بقولك على كل حاجه بتحصل….انا اشتغلت بادي جارد عند راجل اعمال واصل وكبير اوي ومضطر افضل طول الوقت معاه…. يعني هغيب عن البيت كثير بس هطمنكم عليا بالتليفون وهاجي برده اطمن عليكوا على طول وهبات هنا ما تخافوش… والكلام ده هيبقى لمده اسبوع بس الراجل بيقول في سكن خاص باهالي رجالته هيجهز كمان اسبوع وهاخذكم هناك معايا ايه رايكم..
نسايم: بص يا عاصف يا حبيبي…بعيدا عن موضوع خطر وكده كلنا فى رعاية ربنا و انا مفوضاه فيك ياقلبى… انت عارف اني ما بعدلش عليك في اي قرار تاخده بس تفتكر هنقدر نسيب بيتنا ونعيش بره..
حياه: ماما قصدها يعني يا عاصف ازاي هنسيب بيت بابا اللي عشنا فيه عمرنا كله ونروح مكان ثاني صعب شويه..
(يعلم عاصف ما يشعرون به حتى هو يشعر بذلك ولم يكن يريد ان يترك المنزل الذي ترعرع به خصوصا ان له ذكريات كثيره بهذا المنزل مع والده وهو لم يكن يريد ان يترك البيت ولكن اجبرته الدنيا على ذلك فما باليد حيله ليستعيد تركيزه مره اخرى وهو يقول..
عاصف: ولا صعب ولا حاجه وبعدين احنا مش هنسيب البيت هيفضل موجود وده وضع لابد منه علشان الشغل وبس عموما فكروا احنا قدامنا اسبوع يعني مش مستعجلين يلا انا هنزل انا دلوقتي..
( خرج عاصف وهو يهندم ثيابه ليذهب للعمل لتلحق به حياه مسرعه لتقول..
حياه: عاصف استنى انا عاوزه اقولك حاجه ضروري.
عاصف: خير يا حبيبتي قولي عاوزه ايه..
( وهناك على اول الشارع المؤدي لمنزل عاصف كان امجد ينتظر بسيارته الفارهه يتلفت حوله يمينا ويسارا ينتظر حضور حياه فراها تاتي من بعيد ليبتسم ابتسامه صغيره ولكنها سرعان ما اختفت ليتفاجا بان عاصف ياتي خلفها مبتسما ليقفوا الاثنان امام السياره لتصعد حياه الى السياره مع امجد وينحني عاصف من الجهه الاخرى المخصصه للسائق الى مستوى امجد وهو يهمس له قائلا..
عاصف: لو انا مش عارفك كويس كنت قتلتك زي ما انت كتبتلها في الورقه… بس انا شايفك مش متفاجئ ان انا جيت وبتضحك… يعني كنت عارف انها هتقولي طالما كده بقى يبقى توصلها بادبك وتشوف موضوع ايه اللي انت عاوزها فيه اللي انا هعرفه برده واما اشوفك نتحاسب… بادبك يا ميجو علشان ما غيرش ملامح وشك يا حبيبي وانت عارف قد ايه نفسي اغيرها ماشي..
امجد بضحك: اكيد هتعرف انه بادبي يا معلم… ما هو في خط ساخن ما بينا ما تقلقش..
( انطلق امجد بسيارته برفقة حياه لينظر لها مبتسما وهو يضحك ضحكه اثرت عيناها في مشهد لم تكن تتخيل ان يمر بحياتها ابدا ليقول..
امجد: كنت واثق مليون في المئه انك هتقوليله بس ما توقعتش انك تجيبيه معاكي وانت جايه بالمنظر ده وتحرجيني..
حياه باحراج: معلش انا اتعودت على كده ما اقدرش اعمل حاجه زي دي واركب معاك عربيتك كمان من غير ما عاصف يعرف… افرض حد شافني وانا بركب معاك وراح قال لعاصف.. واحنا في منطقه شعبيه هيبقى منظري ايه انا واضحه جدا وما بحبش
اعمل حاجه في الخفاء وكمان انا اتعودت على كده…تربيتى كدهو مبحبش احط نفسى فى دايرة الشبهات..
( نظر لها امجد نظره مليئه بالاعجاب فهو كان يعلم بنسبه كبيره انها ستخبر عاصف وكانه كان يختبر عقله عندما اخبره بانها ستفعل هذا ولكنه سعيد بانها اخبرت عاصف ليقول…
امجد: ما تبرريش حاجه انا مبسوط جدا انك عملتى كده اصلا وبقولك كنت عارف ان ده هيحصل بس انا اتفاجئت اصلا مش من انك قلتيله و لا لانه جه معاكي انا اتفاجئت انك انت جيتي
حياه موضحه: والله انا اللي جابني انك قلت ان هو موضوع مهم جدا وانت شخص محترم زي ما قالي عاصف لما كان بيتكلم عن موضوع انك روحت كلمت عميد الجامعه وكده.. وكمان ما شفتش منك حاجه وحشه علشان كده جيت..
امجد بابتسامه ساحره: متشكر جدا على كلامك اللطيف ده وفعلا موضوع مهم جدا.
حياه: وايه هو الموضوع المهم يا ترى ممكن اعرف حضرتك.
امجد: اولا اسمي امجد بلاش حضرتك دي… ثانيا الموضوع المهم ده انتى يا انسه حياه انا عندي علم بما ان يعني انا وعاصف اكثر من الاخوات بحالتك… يعني النوبه اللي بتجيلك وضيقه النفس وانا عندي اعتقاد كبير ان الموضوع نفسي مش عضوي في دكتور نفسي كويس جدا كان طالب متدربه معاه وانا عرفت من عاصف انك في كليه طب وتخصصك علم نفس كمان.. فقلت ليه ما تتدربيش وانتى بتدرسي وفي نفس الوقت تقدري تتابعي مع الدكتور علشان يقدر يوصل لسبب الازمه دي..
(شعرت حياه بالاحراج الشديد من فكره ان عاصف قد اخبر امجد بحالتها وبعرض امجد عليها الذهاب لطبيب نفسي ارتبكت ولم تكن تعلم بماذا ستجيب ولكن لملمت شتات نفسها سريعا لتغير مجرى الحديث قليلا دون التطرق الى حالتها قائله..
حياه: وانت بقى متعود تهتم بكل اخوات اصحابك كده وتعمل معاهم كده ولا ده عرض exclusive ليا انا بس..
(شعر امجد بالاحراج نظرا لانها تسخر منه بطريقه لطيفه في الحديث ليقول..
امجد: ولو اني شامم ريحه تريقه بس هجاوبك لا انا ما بعملش كده مع حد ثاني ويهمني انتى اكثر من اي حد عشان انتى اخت عاصف… وعاصف يبقى اخويا مش صاحبي
( شعرت حياه بالاحراج من ما قالت لانها لم تكن تعلم ان علاقه الصداقه بينه وبين شقيقها تصل الى حد الاخوه ولهذه الدرجه لتصلح ما افسدت بلسانها قائله..
حياه: انا اسفه جدا والله انا مش قصدي اتريق عليك انا بس كنت بسال… شفت ادينا وصلنا اهو ولازم دلوقتي همشي بعد اذنك بقى..
امجد مسرعا: استني لحظه انا هعدي عليكى اخذك اروحك ماشي ولا ايه..
حياه بضحك: مش عاوزه اتعبك بس لو مصمم يعني اوكي هستناك بس هقول لعاصف ماشي هههههه.
(قالت حياه كلماتها وانصرفت ضاحكه ليبتسم امجد على سذاجه تلك الفتاه وعندما غابت عن عيناه في الداخل شرد قليلا و عندما استعاد تركيزه كان سينصرف ولكنه وجد احد دفاتر حياه الخاصه بمحاضرتها على مقعد السياره فاخذه ونزل من السياره باتجاه الداخل ليعطيها الدفتر ولكنه عندما دخل وجد جلبه وتجمع من الطالبات والطلاب القى نظره سريعه ليتفاجا بان حياه وسط ذلك الزحام فاقتحم الناس مسرعا ليرى ماذا يحدث..
وجد امجد شاب يضحك بسخريه في وجه حياه وهو يقلد البنات بشكل ساخر ويتمايل باستهزاء قائلا..
الشاب: وقال ايه انا ما بصاحبش حد… انا مليش اختلاط بحد… انا مبكلمش شباب.. وانتى مقضياها وفي العربيات كمان يا ست الشيخه…
حياه بدموع:انت بأى حق تتكلم معايا كده.. وانت اصلا……
(قاطعها امجد وهو يسكتها ساحبا اياها خلف ظهره بحده قائلا..
امجد: بس بس بس… استني انتى يا حياه انتى هتبرريله موقفك كمان ولا ايه… وانت بقى يا باشا المسؤول الرسمي عن بنات الكليه ولا ايه يركبوا مع مين ويعرفوا مين..
( نظر له الشاب باستهزاء وهو يرفع احد حاجبيه ويشمر اكمامه كاشفا عن ساعديه بتفاخر امام امجد ينظر له بحده وهو يقول..
الشاب: وانت بقى تطلع مين يا امور علشان تتدخل في الحوار اصلا..
(لاحظ امجد تغير ملامح حياه واحمرار وجهها وعلم انها من الممكن ان تتعرض لنوبه ليقول..
امجد: تعالى معايا يا روش وانا اعرفك انا مين و دخلت فى الحوار ليه… تعالى متخفش..
(فقام امجد بسحب الشاب بعيدا عن التجمع الى خلف الكافيه الخاص بالكليه دون ان يصدر كلمه واحده وغاب لبضع دقائق ثم عاد لوحده وهو يرتب ثيابه…. واخذ حياه من يدها وخرج بها مره اخرى وسط نظرات التعجب و الاعجاب الشديد بوسامته من الفتيات… واجلسها بالسياره ثم صعد بجانبها سريعا ولاحظ تقطع نفسها فتصنع المرض سريعا وبشكل بديهي دون سابق ترتيب ليقول…
امجد: اه عينيا… عينيا يا حياه مش عارف فيها ايه.. اه عيني بتوجعني اوي..
( ارتسم القلق على وجه حياه فورا واقتربت من وجه امجد تفحصه بقلق قائله..
حياه: مالها عينيك ما انت كنت كويس دلوقتي… وريني كده حصل ايه يمكن دخل فيها حاجه..
امجد بالم مزيف: مش عارف يا حياه فيها ايه بس بتوجعني اوي مش قادر..
حياه بخوف: طيب حاول تفتحها كده شوف فيها ايه ما انا لو بعرف اسوق كنت طلعت بيك على اقرب مستشفى..
امجد:مستشفى…هو الموضوع مستاهل مستشفى. اه مش قادر يا حياه مش عارف افتح عينيا خالص.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قدر العاصفه)