رواية رفقا ولطفا الفصل السابع عشر 17 بقلم مريم محمد
رواية رفقا ولطفا البارت السابع عشر
رواية رفقا ولطفا الجزء السابع عشر
رواية رفقا ولطفا الحلقة السابعة عشر
نظرت لهم ونس بأعين تدور عليهم جميعًا أخيها الغضبان و لأول مرة تراه بهذا الشكل الغاضب و والدتها التى أخفضت رأسها فى حزن و يبدو أن الدمع قد تملك منها وجهت بصرها صوب رقية التى كانت تبتسم بشماتة حركت رأسها ببطء شديد لتنظر له وجدته جامد لا يبدو على وجهه أى تعبيرات سيتركها حتمًا سيتركها ..
لما تُعاقب على خطأ ارتكبته بسبب حماقتها و تسرعها لكنها الآن تابت و رجعت عن ذلك الطرق كيف تثبت لهم هل سيصدقونها ؟!
و فى لحظة وجدت أنس يقف أمامها و يقول بصوتٍ عالٍ : ونس ردى عليا الكلام اللى بتقوله رقية ده صح ؟
نكست رأسها و قالت بدموع : ايوة حصل
أمسك أنس بذراعها وهو يقول : ليه عملتى كده ليه ؟
هو ده اللى اتربيتى عليه ؟
قالت ونس بسرعة : والله أنا بعدت و رجعت لربنا أنا سبت كل حاجة ورايا والله
وقف زيد وهو يقول بهدوء و يقوم بإبعاد يد أنس عن ونس : لو سمحت يا أنس نزل أيدك
نظرت له ونس بدموع بينما تابع زيد : الموضوع ده اتقفل و أظن أن ده من ماضى ونس و هى الحمدلله عرفت الغلط و بتحاول تكفر عنه و بعدين يا آنسة رقية أنا مش فارق معايا اللى فات أنا المهم عندى الحاضر و بعدين دى أخت حضرتك يعنى لو أنتِ محفظتيش أسرارها مين يحفظها
نظرت له والدة ونس بفخر بينما ونس شعرت بالخزى الشديد لتورطها بهذا الموقف أمامه
بينما أنس نظر إلى ونس و قال بجمود : ليا كلام معاكِ بس مش دلوقتى
قال زيد بعدما غادر الجميع غرفة الصالون : صدقينى أنا مليش دعوة بالماضي أنا ليا بشخصك دلوقتى و مش عايز أنك تحسى بالتقليل منك أنتِ غالية و غالية أوى كمان
نظرت له ونس و قالت بدموع : أنا تعبت والله
نظر لها زيد بشفقة و قال بهدوء : لو عايزة تحكى فأنا موجود لو مش عايزة فأنا معاكِ فى أى قرار هتاخديه
نظرت له ونس بإمتنان أبتسم زيد بعد عدة جمل لطيفة و غادر بينما ونس شردت فيما هو قادم تعلم أن الأمر لن يمر مرور الكرام و أنس لن يصمت و سرعان ما تذكرت رقية ذهبت لغرفتها بغضب و قالت وهى تدفع الباب : أنتِ عايزة أيه ها؟
ليه كل اللى بتعمليه ده ليه ؟ ليه دايما بتحبى تقللى منى ليه الغل و السواد اللى جواكى ده
تابعت ونس بصراخ غاضب : انطقى
جاءت والدتها و أنس أيضًا و وقفوا ينظرون إليهم
قالت رقية بسخرية و هى تنظر لوالدتها : أقولها يا ماما ؟
= رقية أخرسى كفاية اللى عملتيه
أقتربت رقية من ونس و هى تقول ببراءة مصطنعة : عارفة يا ونس ماما كانت بتعاملك وحش ليه ؟! طب عارفة هى بتفضلنى عليكِ ليه ؟
وقفت والدتها تنظر لها بصدمة هل عرفت ؟ من أين ؟
قالت ونس بإستغراب و قد عقدت حاجبيها : اى اللى بتقوليه ده هيبقى ليه يعنى
قالت رقية بسخرية : أصل ماما سمية دى متبقاش أمك الحقيقية دى مرات باباكِ أصل والدتك اتوفت زمان بس هما خبوا عليكِ المدة دى كلها
و بالنسبة لأنس فهو مش توأمك و لا حاجة ده أكبر منك بكام شهر أصل بابا كان متجوز مامتك و مامتى فى نفس الوقت
دارت اعينها ما الذى تستمع إليه بالتأكيد هذا هراء كبير بماذا تتفوه هذه الفتاة أيعقل أمر كهذا يبدو كأنها تشاهد الكثير من الدراما
قالت ونس بوهن و دموع تأبى النزول : ماما هى بتقول أيه؟
لم ترد سمية بل و أطرقت برأسها أتجهت صوب أنس و قالت بدموع: أنس هى بتكذب صح ؟
أشاح أنس ببصره عنها و لم يرد تابعت بصراخ : ردوا ساكتين كده ليه
جاء والدها الذى كان قد دخل للتو على أثر صراخها وهو يقول بهلع : فيه أيه يا ونس مالك ؟
قالت ونس بدموع : هو أنا مامتى اتوفت
قال والدها بغضب : أيه الكلام اللى بتقوليه ده
قالت رقية بسخرية : قولها الحقيقة مأنا خلاص عرفتها الموضوع
أتجهت ونس صوب رقية و قالت وهى تدفعها : أنتِ بتعملى فيا كده ليه؟
قالت رقية بصراخ : علشان رغم كل حاجة أنتِ فيها و عديتى بيها أنتِ أحسن منى على الاقل دخلتى الكلية اللى بتحبيها و انا دخلت حاجة مش عايزاها دايمًا أنتِ أشطر منى لقيتى تدريب و نزلتى و أنتِ لسه بتدرسى و أنا لأ كل حاجة نفسك فيها مخدتيهاش منهم بس عملتيها لنفسك حتى أنس بيحبك أكتر منى
نظرت لها ونس و قالت بصراخ : أديكى قولتى أنا اللى عملتها لنفسى أنا مشوفتش حاجة عدلة تخلينى إنسانة سوية نفسيًا و برغم كل ده كنت بحاول مأذيش اى حد
نظرت لهم جميعًا و قالت : مش مسمحاكم و لا هعرف اسامحكم
و تركتهم و خرجت من الغرفة و هى تتجه لغرفتها بحثت عن هاتفها و هاتفت زيد و بمجرد أن فتح الهاتف قالت بدموع : زيد ألحقني
____________________________
قال يوسف بصراخ لصديقه : أنتَ ازاى تعمل كده ؟؟
أنتَ مش كنت اتغيرت أيه القرف اللى أنتَ فيه ده هتفوق أمتى أنتَ عايز منها ايه لا و رايحلها بيتها أنا مشوفتش شخص فى وقاحتك
نظر له زياد بغضب بينما تابع يوسف قائلاً : أنتَ لا حبيتها و لا بتحبها أستغليتها فى علاقة ملهاش اى وجود تحت اسم الحب حب اى ده اللى يخلى الواحد يعصى ربنا فى حبيبه أنتَ مضايق أن هى تجاوزتك عادى و كملت حياتها لكن أزاى هو أنتَ ينفع تسكت عن إللى بيحصل ازاى تسيبك و تروح تتجوز صح ؟
أتقى ربنا فى بنات الناس و كفاياك ذنوب لغاية كده
صدقنى يا زياد لو مفوقتش هتخسرنى انا كمان
نظر له زياد بدهشة و قال بغضب : خلاص أمشى أنتَ كمان
نظر له يوسف ببرود و قال : همشى يا زياد همشى
و تركه و غادر الشقة بأكملها بينما تابع زياد رحيله بدموع أبت أن تسقط من مقلتيه تذكر كيف يعيش وحيدًا فى هذه الحياة و الآن صديقه تركه و غادر ماذا يفعل الآن ؟
هل من ملجأ ؟
و هل لنا غير الله نشتكى له يسمع الأنين و بكاء السجود و يدبر الأمر و يغفر الذنوب نظر زياد للمصحف و شعر بالخزى انه نقض كل أفعاله و وعوده لن يذهب ليصلى لن يقبل الله منه ؟
هل أطلع على ذلك هل علم ذلك هل هذا هو حد علمه برحمة الله ؟
( قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا )
قد دخل الشيطان لزياد من مدخل أن الله لن يقبله ؟!
و لكن متى أغلق الكريم بابه بوجه أحد
باب التوبة مفتوح دائمًا فليسارع الإنسان للتوبة قبل أن يأتى يوم لا مرد له
قام زياد و توضأ و صلى ركعتين بنية التوبة و ردد بعدما أنتهى ” ربى إنى ظلمت نفسى ظلمًا كثيرًا فأغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ”
و ظل يبكى و يشهق لا يجد ما يقول هرب الكلام من فوق شفتيه لا يقول سوى” يارب ” و هل لنا من حيلة إلا الدعاء ؟!
____________________________
= يا ونس كفاية عياط و فهمينى ايه اللى حصل ؟
قالت ونس بدموع : مش هرجع هناك تانى أنا مليش مكان أنا مليش حد يا زيد
= وهو أنا كرتون قدامك يا ونس يابنتى اى حصل
قصت له ونس كل شئ و لم تذكر سبب حقد رقية عليها اكتفت بذكر التفاصيل الهامة فقط
تألم زيد لأجلها و قال بهدوء : طب أهدى و أشربي الليمون ده
يعنى هو دلوقتى أنس مش توأمك و لا طنط سمية مامتك ؟
هزت ونس رأسها بوهن و شرود وهى تقول : قعدت خمسة عشرين سنة فى كدبة كبيرة و ياريت كانت فى مصلحتى
رن هاتف زيد فأبتعد به قليلا عنها وهو يستمع لصوت أنس القلق : زيد ونس خرجت هى معاك ؟
قال زيد بهدوء : هى معايا مفيش حاجة
قال له أنس بتوتر : طب رجعها البيت معلش
قال زيد بجمود : لما هى تقولى رجعنا البيت هرجعها أنا مش هجبرها على حاجة
و أغلق الهاتف و عاد إليها مبتسمًا كى يخفف عنها و لكنها كانت شاردة بلا طاقة بلا قدرة على إكمال اى شئ
نظر لها زيد بحزن و قال : ممكن متزعليش نفسك لو عايزانى أقدم الفرح أقدمه و أخليه حتى لو الاسبوع الجاي
نظرت له ونس و لم تعقب و أحترم رغبتها بالسكوت و لكنها قطعت الصمت عندما قالت بشرود : زيد أنا عايزة أخس
=……………..
____________________________
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رفقا ولطفا)