رواية عينيكي وطني وعنواني الفصل السادس 6 بقلم أمل نصر
رواية عينيكي وطني وعنواني الجزء السادس
رواية عينيكي وطني وعنواني البارت السادس
رواية عينيكي وطني وعنواني الحلقة السادسة
بالغرفة البيضاء كانت الأسرة جميعها مجتمعة حول إبراهيم الذي استعاد عافيته قليلًا ليعي جيدًا حديثه مع اسرته ..والدته بالكرسي المجاور لرأسه تطعمه بيدها وزوجها جالس على طرف التخت.. أما الفتيات شقيقاته فجر وشروق بجواره من الناحية الأخرى.. يداعبنه بالأحاديث الطريفة.
قالت شروق بمشاكسة:
– طبعًا ياعم انت هاتعيش الدور بقى علينا طول الإيام إللي الجاية دي.. اكل ودلع ونوم فى السرير براحتك ولا دراسة بقى ولا قرف .
كان رده ابتسامة ممتعضة أثارت ضكك الجميع فقالت فجر بمرح هي الأخرى :
– يالهوي عالعسل لما يكشر بوشه .
اللتفت إبراهيم مخاطبًا لأبيه :
– ماتشوف بناتك ياعم الحج دول اللي بيستظرفوا على ابنك العيان .
سمع منه شاكر فقال لهم حازمًا بابتسامة:
– بس يابت انت وهي..خلوا عندكم دم بقى وبلاش غلاسة على الولد..يعني مش كفاية انه عامل حادثة ومدشدش ..كمان انتوا تيجوا عليه .
ضحكت الفتاتان مرة أخرى مما اثرن ضيق إبراهيم الذي قال لوالده بعتب :
– حتى انت ياعم الحج بتقلش عليا مكانش العشم ..ماتشوفي الجماعة دول يا ست ماما .
ناولته قطعة من الفاكهة ليأكلها بفمه وهى قائلة بابتسامة:
– سيبك منهم ياحبيبي وخليك فى صحتك انت.. دول عالم فاضية .
رددت فجر خلفها :
– احنا برضوا ياست ماما عالم فاضية ؟
– ايوة عالم فاضية ورايقة كمان .
قالتها سميرة بتأكيد قبل ان تلتفت على من أطل برأسه محييًا :
– صباح الخير عليكم.
رد الجميع عليه التحية عدا فجر التي خبئت ابتسامتها.. فتقدم هو لداخل الغرفة قائلًا بحبور:
– عيني باردة عليك ياابراهيم .. اخبارك إيه النهاردة يابطل ؟
– الحمد لله كويس انا النهاردة يامعلم علاء .
– اقعد يابنى انت هاتقعد واقف.
قالها شاكر وهو يشير بيده على إحدى المقاعد .. أجفل علاء الذي كانت مازالت عيناهُ عالقة ناحيتها ..تحرك ليجلس امامهم وهو يقول :
– انا لسة جاي من عند الدكتور دلوقتي وطمني على حالة إبراهيم.. دا بيقول انه خلاص ممكن يخرج النهاردة او بكرة بالكتير .
– ايوة يابني صحيح زي ماقالك كده ..بس انا زعلان من والدك ..عشان دفع حساب المستشفى من غير مايقولي .
جحظت فجر عيناها غضبًا اما علاء فقد ردد خلف ابيها سائلًا:
– ابويا انا دفع؟! امتى ده ؟
جاوبته سميرة :
– النهاردة الصبح يابنى وصل مع اخوك حسين وقعدوا شوية مع إبراهيم قبل ما يخرجوا مع شاكر .
– هو حسين خرج بدري شوية عشان كان وراه مشوار مهم ..والدك بقى فضل معايا حبتين زيادة لكنه ماجبليش سيرة نهائي ..عرفت انا بالصدفة من حسابات المستشفى بعد هو ما مشي .. بس ليه كده يابني ؟ دي الحال مستورة والحمد لله .
قال علاء بابتسامة صافية امام نظرات فجر التى اشتعل الغضب داخلها :
– وماله ياعم شاكر دا احنا اهل .
بعد هذه الجملة فقدت السيطرة ولم تعد تقوى بعدها الصمود :
– عن اذنكم !
– رايحة فين يابنت ؟
انصرفت سريعًا ولم تكلف نفسها عناء الرد على والدتها التى قال مندهشة فى أثرها:
– هي البت دي خرجت وراحت على فين ؟
اجابتها شروق وهى تتحرك للخروج ايضًا :
– تلاقيها بس عندها مكالمة مهمة ولا حاجة..انا رايحة اشوفها .
قال علاء وهو ينظر في اثر شروق هي الأخرى رغم تغيره من موقف فجر :
– طب انا كمان كنت عايزك فى موضوع مهم ياعم شاكر ..بمناسبة ان ربنا نجا إبراهيم وخلاص خارج قريب ان شاء الله من المستشفى.
………………………
بخطوات مسرعة كانت تهتف للحاق بها :
– استنى يافجر بقى شوية انتى ايه قطر ؟
التفت لشقيقتها وسط رواق المشفى قائلة بحدة :
– يعني عاجبك اللي بيحصل ده ياشروق ؟
قالت شروق بصوتٍ خفيض وعيناها تدور على البشر المتناثرين حولهم :
– وطي صوتك يافجر الناس واخدة بالها .
زفرت بداخلها وهي تحاول السيطرة على الغضب المتصاعد داخلها فقالت مابين اسنانها :
– انا هافرقع من الغيظ ياشروق ..الناس دي بقت فارضة نفسها علينا بشكل مستفز وأبوكي وامك قابلين وساكتين ..هو في ايه بالظبط؟
قالت شقيقتها بنفي رغم مايدور بعقلها :
– وانا هاعرف منين يعني؟ ما انا زيي زيك ؟
– مالكم واقفين هنا ليه ؟
التفت الاثنتان على سحر وقد اصبحت امامهم فتابعت مازحة:
– اوعوا تقولولي انكم اتخانقتوا هنا فى المستشفى؟لأ عيب نفرج الناس علينا.
تبسمت شروق للمداعبة اما فجر فقالت :
– كويس انك جيتي ياسحر ..اصل انا بصراحة مخنوقة ونفسي ارغي معاكي وافك شوية .
همت لتتكلم ولكنها صمتت متسمرة وهي ترى علاء وهو خارج مع شاكر من حجرة إبراهيم فقالت ذاهلة :
– يانهار أبيض.. مين الحليوة دا اللي خارج مع ابوكي يافجر؟
قالت حانقة :
– حتى انتي كمان ياسحر ؟
………………………..
على طاولة مستديرة جلس الاثنان بداخل كافتيريا المشفى بناءً على طلب علاء الذي تلعثمت الكلمات داخل فمه وهو يدعوا الله ان ينتهي من هذه المهمة الثقيلة .
– يابني ما تتكلم ساكت ليه؟ انت مش قولت عايزني في موضوع مهم ؟
تحمحم يجلي حلقه فقال بحرج :
– أسف ياعم شاكر بس انا مكسوف صراحة عشان الظرف يعني.. لكن اعمل إيه بقى في صاحبي اللى قصدني وشدد عليا عشان افاتحك .
– صاحبك مين ؟ وعايزك تفاتحني فى ايه ؟
– صاحبي سعد وهو…قصدني فى موضوع نسب معاك..
قاطعه شاكر قائلًا ببساطة:
– قصده يعنى على فجر ..ومالك يابنى محرج ليه؟ ما انا على طول الناس بتفاتحنى عنها .
شعر بشحنة من الغضب اندفعت بداخله فجأة وهو يقول بحدة :
– لا طبعًا هو مايقصدتش فجر ؟
– امال هو قصده على مين؟…معقولة يقصد شروق ؟
اومأ برأسه وهو يتابع:
– انا عارف انه اكبر منها بيجى عشر سنين على الاقل ..بس هو انسان محترم وعشرة عمر و…….
صمت عن اكمال جملته وهو يرى شاكر الذي كان يضحك بدون سبب .
– هو انا قولت حاجة تضحك ياعم شاكر ؟
قال معتذرًا وهو ينهي ضحكته :
– معلش يابني ما تأخذنيش اصل شروق العريس التاني يتقدم لها فى نفس اليوم..والعجيب بقى انه كمان من طرفك برضوا ويُخصك؟
قطب سائلًا بدهشة :
– تقصد بمين إنه من طرفي ويخصني ؟
قال شاكر بابتسامة:
– يعني انت متعرفش ان والدك الحج ادهم المصري طلب إيد شروق النهاردة لحسين اخوك ؟
وكأن دلوًا من الماء البارد سقط على رأسه لم يعرف يرد على الرجل ولو ببنت شفاه ..فتابع شاكر :
– دا حتى بالأمارة طلب مني افكر براحتي انا والبنت على ما يخرج ابراهيم بالسلامة من المستشفى وبعدها تبقى الزيارة رسمي.
تصبب العرق فوق جبهته من هذا الموقف الحرج فسأله بتوتر:
– طب انت كده هاتوافق على مين فيهم ياعم شاكر ؟
– شوف يابنى انا هاعرض الموضوع على البنت وهي بقى اللي تقول رأيها ..ان كانت موافقة على واحد فيهم ولا هاترفض الاتنين .
بلع ريقه فقال بتوتر :
– طبعا دا حقها أكيد .
………………………….
حينما انهى مقابلته مع شاكر ..خرج سريعًا من الكافتيريا وكأن الشياطين تلاحقه .. يريد الخروج من المشفى واستنشاق هواءً طبيعي ..فطوال سنوات عمره التي تعدت الثانية والثلاثون لم يتعرض لمثل هذا الحرج.. كيف لأخيه ان يفعل هذا ويتقدم لخطبة الفتاة جارته دون حتى ان يخبره .. ولسخرية القدر يتم هذا الاَن بعد اظهار سعد صديقه نيته الواضحة للزواج بها ..فكيف يكون وضعه حينما تختار واحد منهم دون الاَخر ..في اية جهة يقف الاَن؟
– حاسب ياأخينا.
خرجت بخشونة من أحد الأشخاص الذي كاد أن يصدم به.. تراجع فورًا للرجل ليذهب من جواره .. استدرك نفسه وهم ليكمل طريقه ولكنه توقف مبهوتًا لهذه الأعين المسلطة عليه وهو يقف أمامه بوسط الرواق بمسافة ليست بقريبة غير منتبه لحديث أحد الأشخاص بجواره.. ملامحه الإرستقراطية نحتت مع تطور سنوات عمره لتزيده وسامة و جاذبية أكثر . يرتدي حلة رمادية وكأنه أحد المسؤلين.. بلمحة بسيطة شعر بحنين الصداقة القديمة ولكنه تذكر سريعًا كيف انتهت ..إحتدت عيناه واشتعل صدره بغضبه القديم ..فتحرك سريعًا يتخطاه حتى اصطدم به عن قصد حتى كاد الرجل ان يسقط لولا أنه تماسك ومع هذا لم يتكلم او يعترض حتى ..هتف الرجل الذي بجواره:
– دا اتجنن دا ولا إيه ؟
اوقفه بأشارة بكفه ليصمت فسأله الرجل بفضول :
– انت تعرف الراجل دا ياعصام بيه ؟
بلهجة الأمر قال :
– اسمع ياعزمي انا عايز ادخل حجرة الكاميرات دلوقتي حالًا .
قال الرجل بإذعان :
– تحت امرك ياباشا.
…………………………….
خطت لداخل الغرفة نحو زوجها الجالس على الإريكة الاثيرة امام شاشة التلفاز يدعي المشاهدة ولكن ملامح وجهه المنغلقة تظهر عكس ذلك وهو يتلاعب بمسبحته بشرود .. حتى انها جلست بجواره ولم يشعر بها.. فتساءلت بصوت مسموع :
– اللي واخد عقلك ياحج يتهنا بُه !
أجفل من شروده فالتفلت اليها قائلًا :
– نعم يا نيرمين عايزة إيه ؟
بلهجتها الناعمة :
– يعني هاعوز ايه بس ياحج ؟ هو انت منقصني من أي شئ؟ انا بس مستغربة يعنى سرحانك الكتير الأيام دي .. هو انت في مشكلة عندك في الشغل ؟
قال بمغزى :
– وهي المشاكل انحصرت بس في الشغل يانيرمين ؟ والشخصية بقى مافيش؟ولادي اللي انصرفوا عني وعاشوا حياتهم ولا مراتي اللى سابتني بعد العمر دا كله؟ دا عادي بقى عندك ؟
قالت بارتباك :
– لا طبعًا انا مقصديش حاجة وحشة ..انت عارفني من الأول انا راضية بقليلي ونفسي نبقى عيلة واحدة كمان .. بس هما بقى اللي رفضوا وبعدوا من نفسهم..انا حتى ملحقتش اعمل مشاكل معاهم عشان تتحسب عليا.. لكن تقول ايه بقى؟ ولادك ودماغهم ناشفة زيك والست زهيرة بقى فدي خدت على الدلع والأنانية ..فشئ طبيعي ترفض اللى قبلت بيه ضرتها الصغيرة والغلبانة .
– انت غلبانة يانيرمين ؟
قالت حانقة من سؤاله الساخر:
– انت قصدك ايه ياحج ؟
– مقصديش حاجة يابنت الناس ..عن اذنك بقى .
قالها ونهض فتركها تنظر لأثره بغيظ .
……………………….
بداخل غرفته بشركة الأدهم للسياحة والسفر كان جالسًا مع احد العملاء حينما أجفله شقيقة باقتحام الغرفة بوجهه الجامد دون استئذان وخلفه السكرتيرة تردد برجاء لمديرها:
– اسفة ياحسين بيه بس انا قولتلوا انتظر دقايق لكنه مرديش .
اشار لسكريرته بالإنصراف وتقدم هو نحو أخيه مرحبًا :
– دا ايه الزيارة الجميلة دي نورت المكتب يامعلم علاء .
صافحه بجمود اثار استيائه وهو يخطوا لداخل الغرفة حتى جلس امام العميل الذي شعر بالحرج أيضًا فنهض على الفور عن مقعده :
– طب عن إذنك بقى ياحسين بيه ..اكمل معاك في وقت تاني ..تشرفنا ياحضرت .
اومأ علاء برأسه وتولى حسين مصاحبة الرجل حتى باب المكتب يحدثه بلطف واعتذار حتى خرج فصفق باب الغرفة خلفه ليلتفت الى أخيه قائلًا بقلق :
– في ايه ياعلاء ؟ هو في حاجة حصلت ؟
تلاعب قليلًا بشاربه وهو ينظر إليه بغموض حتى جلس امامه فقال اَخيرًا :
– اطمن ياحسين باشا مافيش حاجة حصلت .. دا بس اخوك الغلبان جاي يستفسر منك عن حاجة كده.
– غلبان !
خرجت منه باستنكار قبل ان يتابع :
– هو في ايه بالظبط ياعلاء ؟ دي مش عوايدك يعنى تتكلم بالالغاز ..ماتقول اللى انت عايز تفتسر عنه يمكن افهم .
قال مباشرةً:
– اجيبلك من الاَخر ياحسين بيه .. لما انت بتحب ابوك اوي كده ومكبره عشان تطلب إيد البنت ..طب حتى ادينى فكره بحكم اني جارها مش في الأصل اخوك.
– بنت مين ؟ انت قصدك شروق ؟ معقول؟
قالها باندهاش وعدم تصديق وتابع :
– يانهار ابيض..هو بابا لحق يطلب إيدها ؟.
هتف عليه غاضبًا :
– انت هاتستهبل عليا ياض .. يعني هو طلبها من غير ما يقولك ؟
– يابني افهم انا قولتلوا عن رغبتي للإرتباط بيها .. لكن مكنتش اعرف انه هايلحق بسرعة دي كدة يطلبها من والدها ..بس انت ايه اللي مزعلك ؟
– اللي مزعلني انك ماقولتليش وخليت منظري زي الزفت النهاردة لما والدها فاجأني وانا بافاتحه عن موضوع سعد .
– وماله سعد بشروق ؟
تنهد بثقل وهو يمسح بكفيه على وجهه وأخيه يردد السؤال على اسماعه :
– مال سعد بشروق ياعلاء ؟
– كان عايز يتجوزها هو كمان .
– نعم !!
صاح عليه حازمًا :
– حقه ياحسين ..شاف البنت عجبته وطلب مني اشوف أهلها بحكم إني جارها ..عمل اللي انت ماعملت ماعملتوش .
زفر حسين وهو يحاول التماسك أمام أخيه:
– ياعلاء كفاياك تقطيم فيا بقى ..انا ملحقتش افاتحك بحكم السفرية اللي جات فجأة وبعدها حادثة إبراهيم أخوها ..وان كان على والدي فانا وربنا ما اعرف السبب اللي خلاه يجري بسرعة كدة ويطلب إيد البنت .. يمكن ماصدق بقى عشان يخلص مني ويخلاله الجو مع عروسته الجديدة.
قال الاَخيرة ممازحًا جعلت طيف ابتسامة تغزوا ملامح اخيه الذي أكمل:
– أو يمكن عايز يقربك منه من تاني .
ردد خلفه بتفكير :
– يمكن برضوا!
…………………………..
وعودة للمشفى وبداخل غرفة إبراهيم دلف شاكر بابتسامته المعهودة وهو يمشط الغرفة بعيناه :
– ايه ده؟ هما خواتك مشيوا ياعم هيما ولا إيه؟
قالت سميرة التي كانت تنتهي من صلاتها وتهم لطوي سجادتها:
– بناتك ياخويا الاتنين خرجوا مع سحر يوصلوها لخارج المستشفى.
جلس بجوار ابنه المصاب وهو يقول :
– بنت حلال سحر دي وتستاهل كل خير ..أنا مش عارف بس إيه إللي أخرها من الجواز ..هي الرجالة عميت ؟
رددت خلفه زوجته :
– لأ ياخويا ما عميتش ..دي البنات هي اللي بتدلع على كيفها ..ولا انت ناسي النسخة التانية منها معاك ..مقصوفة الرقبة فجر .
تدخل إبراهيم:
– مالها فجر بس ياست ياماما؟ ماهي زي الفل معانا هي لازم تتجوز يعني؟
شهقت سميره ضاحكة :
– ينيلك ياواض .. لهو انت مش عايز اختك تتجوز زي البنات ولا تشيل ولادها .
– لأ مش عايزها تتجوز .
قال ابيه ايضًا وهو يضحك :
– يخرب عقلك ياابراهيم ..دا انت طالع حمش قوي على كده ..بس ياحبيبي البنت مالهاش غير بيت جوزها.. ومهما قعدت في بيت ابوها ..بيتها هو بيت جوزها في الاَخر.
تنهدت سميرة بصوت عالي قائلة :
– اه ياابو فجر ..ياما نفسي اجوزها بقى وافرح بيها..نفسي تعقل وتبطل جنان.. كمان لو توافق على المهندس ابن صاحبك ده وتفرح قلبي.
– سيبك بس من ابن صاحبي وركزي في اللي جاي.. ان شاء الله فجر هايجلها نصيبها وهاتفرحي بيها بس انتي قولي يارب..انا دلوقتي فى بنتك الصغيرة .
– بنتي الصغيرة مالها ياراجل ؟
– ياولية افهمي بقى البت الصغيرة إتقدم لها اتنين النهاردة ؟
فغرت فاهاها دهشة وقالت :
– هنا والاتنين النهاردة فى المستشفى؟!
تبسم شاكر فسبق إبراهيم والدته بالسؤال :
– هما مين يابابا ؟ فيهم حد نعرفه؟
هم شاكر ليجيب ولكن استوقفه طرقٌ على باب الغرفة ..ليدلف بعدها رجل مهيب بحلته الرمادية ومعه الطبيب المعالج لإبراهيم الذي قال بابتسامة جميلة لإبراهيم:
– السلام عليكم..عامل ايه النهاردة يابطل ؟الباشا مدير المستشفى جاي بنفسه يشوفك النهاردة.
نهض شاكر مرحباً بالرجل:
– اهلًا ياباشا ..دي إيه المفاجأة الحلوة دي؟
سميرة ايضًا:
– يااهلًا مرحب بيك يا سعادة الباشا.
تحدث هو بصوت رزين ولكن متردد:
– انا جيت النهاردة وعملت مرور على بعض الحالات .. اا انت كويس ياابراهيم.. الدكتور بتاعك طمني عليك .
اجاب إبراهيم بروتينية:
– نحمد ربنا على كل حال.
وكأنه يتفحصهم او يبحث عن إجابة ظل ينظر إليهم بأعين مشتتة وهو يستمع من الطبيب المعالج لإبراهيم وهو يصف حالته.. حتى دلفت الشقيقتان .
– السلام عليكم.
– ايه ده ؟ هو في ايه ؟
جذبت المراَة بناتها الاثنتان من ايديهم تسحبهم لداخل الغرفة و تهمس لهم :
– بس يامنيلة انتي وهي ..دا البيه مدير المستشفى؟
قالت فجر بدهشة:
– ودا إيه إللي جابه عندنا؟
أكملت سميرة بنفس الهمس:
– بيقولك قال عامل مرور على الحالات.
همست شروق هي الأخرى بمزاح :
– وجاي عند إبراهيم أخويا مخصوص بقى عشان يطمن عليه و..
قطعت جملتها ولم تكملها حينها فقد أخافتها نظرة هذه الرجل المهيب رغم صغر سنه وهو يحدق بها وكأنه رأى شبحًا أمامه .. جف حلقها ولم تستطيع التنفس إلا حينما انتقلت نظراته إلى فجر ثم ما لبث ان فاجأهم بسؤاله المباشر:
– هو انت تعرفوا علاء المصري منين ؟
أجفل الجميع من سؤاله المباغت لكن شاكر هو الذي اجابه رغم دهشته :
– المعلم علاء يبقى جيرانا يابني ..بس ابن حلال هو وابوه واخوه.
اومأ برأسه وعيناه نحو الفتاتين :
– جيران وبس ؟
قال شاكر وقد ازدادت دهشته :
– ايوه جيران وبس ..لكن واضح بقى ان انت تعرفه ؟
تمتم بغموض :
– طبعًا أعرفه وعز المعرفة كمان ..عن اذنكم .
قال الاَخيرة وخرج على الفور وخلفه الطبيب ..امام دهشة شاكر وأسرته جميعها.
قالت شروق وهي تتنفس اَخيرًا ارتياحًا بخروج هذا الغريب:
– يانهار ابيض الراجل ده خوفني قوي .
قالت فجر خلفها معترضة :
– بقى ده خوفك ياهبلة.. دا حتى شكله ولا البهوات اللي بيجوا في التليفزيون.
قال أبيهم :
– بس عجيبة يعني إنه بيسألني عن علاء!
– ياخويا ولا عجيبة ولا حاجة.. خلينا إحنا فى موضوعنا .
قالتها سميرة وهي تجلس على احدي المقاعد الجلدية امامهم وتابعت مع زوجها :
– ها بقى ياابو إبراهيم ..انت كنت بتقولي ان شروق متقدملها عريسين .. هما مين بقى ؟
صدر صوتها من الخلف:
– شروق مين ياماما؟
قالت سميرة بسخرية :
– هو احنا عندنا كام نسخة منك ياهبلة بنفس الإسم؟
قالت شروق بابتسامة مرتابة قالت :
– معقولة!يعني انا متقدملي عريسين ..ودول يبقوا مين يابابا ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عينيكي وطني وعنواني)