رواية بانتظار العشق الفصل الخامس عشر 15 بقلم زينب محروس
رواية بانتظار العشق البارت الخامس عشر
رواية بانتظار العشق الجزء الخامس عشر
رواية بانتظار العشق الحلقة الخامسة عشر
حسام باقتراح: تحبي أنام جنبك؟؟
فاطمة بحرج: لو مش هيكون فيه إزعاج ليك يعني.
ابتسم حسام بخفة: لاء مفيش إزعاج و لا حاجة، عادي
أفسحت فاطمة و تركت مكانًا مناسبًا من أجل حسام بعدما كانت تتوسط الفراش، اقترب حسام و جلس على طرف الفراش و سألها باهتمام: تحبي أسيل النور و لا أطفيه؟
فاطمة بجدية: لاء اطفيه أنا مش بعرف انام فى النور.
أطفأ حسام الأنوار، و اعتدل كلُا منهما استعدادًا للنوم، تاركين بينهما مسافة مناسبة، لم يستغرق الأمر وقتًا حتى ذهب كلا منهما فى سبات عميق.
___________________
فى اليوم التالي، استيقظ هادي من نومه و هو يشعر بألم فى رقبته نتيجة لنومته الغير مريحة على ذلك المقعد الخشبي.
اعتدل فى جلسته فوقعت عينيه على سالي التى كانت مستيقظة و لكنها مازالت تأخذ وضعية النوم و تطالعه بابتسامة لطيفة.
ابتسم لها هادي و استطاع أن يسحب يده منها قائلا: صباح الخير يا……… هو انتى اسمك ايه؟؟
نهضت سالي من الفراش و تحركت فى الغرفة و كأنها تبحث عن شيء ما، و بينما يتابعها هادي بصمت، تحركت هي إلى مكتب صغير موجود فى زاوية الغرفة، و أخذت من عليه قلمًا و ورقة صغير من تلك الخاصة بالملاحظة.
عادت سالي إلى حيث يجلس هادي و جلست أمامه على طرف الفراش و كتبت اسمها على الورقة، و أعطته إياها.
نظر لها هادي بجدية و قال: اسمك سالي؟؟
اماءت برأسها، فسألها هادي باهتمام: قوليلي اي حاجة غير اسمك، زى انتي بنت مين مثلًا أو كنتي ساكنة فين قبل كدا أو ايه اللى حصل معاكي فى الماضي؟
أخذت سالي منه الورقة، و سكنت قليلاً و هي تفكر ثم كتبت: مش عارفة.
قرأ هادي ما كتبته سالي، فسألها بيأس: طب اسمك سالي ايه؟؟
حركت سالي كتفيها بعدم معرفة و هي تذم شفتيها، فقال هادي: خلاص مش مشكلة.
كانوا يجلسون ثلاثتهم على مائدة الطعام، فقال هادي و هو يضع باقي العيش من يده، أنا هخرج دلوقت يا رضوي عشان هقابل يزن، و انتي خلي بالك من سالي.
انتبهت سالي إلى اسم يزن، و قد راودها شعور غريب، أما رضوى فقالت: فى شي جديد بخصوص البابا و لا شو؟؟
هادي بجدية: مش عارف و الله يا رضوى، هو كلمني امبارح و طلب يشوفني.
رضوى: خلص اخي ما تقلق، أنا رح دير بالي ع سالي.
استعد هادي من أجل الخروج، و عندما هم أن يغادر، تحركت إليه سالي سريعًا و تعلقت بذراعه، فنظر هادي إليها و قال باسمًا: مش هينفع تيجي معايا يا سالي، خليكي مع رضوي أنا مش هتأخر.
حركت سالي رأسها برفض و قد أدمعت عينيها، نظر هادي إلى رضوى و قال: ما هي رضوي كمان هتفضل هنا معاكي، يعني مش هتكوني لوحدك.
كررت سالي حركة رأسها بالرفض عدة مرات، ثم أشارت إلى قلبها تزامنًا من نزول دموعها.
أخذها هادي و اجلسها على الأريكة، و طلب من رضوى أن تحضر قلم و ورقة، و أعطاهما إلى سالي قائلاً بترقب: زعلانة ليه دلوقت؟؟
كتبت سالي: أنا خايفة، و عايزة اجي معاك.
هادي بهدوء: بس مش هينفع يا سالي، أنا عندي شغل مهم.
نزلت دموعها مرة آخري، فأزالها هادي بحنان و قال: طيب أنا عندي فكرة، ايه رأيه نتكلم ع الفون.
نظرت إليه سالي منتظرة توضيحه فأكمل هادي: هكلمك فيديو، بصي زي كدا.
استخدم هادي هاتف و هاتف رضوى لإجراء مكالمة فيديو، فاقتنعت سالي بفكرته نوعًا ما، و تركته يغادر تاركًا تلك المكالمة مستمرة.
عندما وصل هادي إلى وجهته، و قبل أن يترجل من سيارته وجد يزن قد ركب بجانبه و قال باسمًا: متأخر تلت ساعة.
عندما سمعت سالي صوت يزن الذي لم يظهر فى الڤيديو، بدأت بعض المواقف من ذاكرتها تتردد على ذهنها بصورة غير واضحة، و بعد الحوارات بينهما ترن فى أذنيها بصورة متداخلة تجعل الحديث غير واضحًا، وقع الهاتف ارضًا من يد سالي التي تركتها و أمسكت رأسها و هي تضغط عليها كمحاولة لتخفيف الألم الذى احتل رأيها.
لاحظت رضوى التى كانت تشاهد التلفاز، ما يحدث مع سالي التى تتأوه بألم، فنهضت إليها سريعًا و هي تسألها بقلق ما الذي حل بها.
على الطرف الآخر، ابتسم هادي و قال: احمد ربنا اني جيت أصلا.
يزن باستغراب: ليه فى حاجة و لا ايه؟؟
هادي بشرود: هحكيلك بعدين، بس الأول خلينا فى موضوعنا…….
كل هذا و يزن لم يلحظ تلك المكالمة الهاتفية، و لكن قبل أن يبدأ يزن حديثه تناهي إلى سمعهما صوت رضوى التي تصرخ و تستغيث بأخيها.
حمل هادي هاتفه سريعًا، و هنا انتبه له يزن، أردف هادي بقلق: فى ايه يا رضوى، سالي بخير؟
ردد يزن الاسم بشك، فى حين جائهما الرد من رضوى: مابعرف يا اخي، فجأة صارت عم تبكي و تتوجع و عم تمسك رأسها بشدة…… ما بعرف شو ساوي.
هادي بقلق و لهفة: خليكي جنبها و أنا جي حالًا، و حاولي تهديها.
انهي هادي المكالمة و سرعان ما أعاد تشغيل سيارته و انطلق بها عائدًا إلى المنزل، كان ليزن اسئلة كثيرة، و لكن حالة هادي القلق و المتوتر و الخائف جعلته يؤخر أسئلته لوقت آخر.
دلف هادي إلى شقته و من خلفه يزن، تحرك هادي سريعًا إلى سالي التي مازالت على وضعها، تضغط على رأسها و تبكى و تتألم، بسبب ذلك فلم يكن وجهها واضحًا ليزن الذي وقف خلف هادي و بجانبه رضوى.
اقترب منها هادي و جثا أمامها على ركبتيه و سألها بقلق و لهفة: سالي مالك؟ ايه اللى بيوجعك.
عندما سمعت سالي صوته، تلقائيًا ألقت بنفسها بين أحضانه، تردد هادي فى البداية و لكنه حسم أمره و بادلها الاحتضان و بدأ يربت على ظهره بحنان وهو يقول: اهدي يا سالي أنا هنا معاكي مش هيحصلك حاجة.
بالفعل بعد عدة دقائق هدأت سالي و كفت عن البكاء، فأخرجها هادي من بين أحضانه و هنا تفاجأ يزن ب سالي التي يبحث عنه و التي كان وجهه مليء بالكدمات.
اقترب منها يزن هو و الآخر و لكن قبل أن يسألها شىء و جدها تبتعد عنه و تتعلق فى ذراع هادي، لاحظ يزن نفورها منه فرجع خطوتين إلى الوراء ثم سألها باستغراب: سالي أنتي هنا ليه؟ و ايه اللى حصل معاكي؟؟!
لم تجبه سالي، و لكن أردف هادي بدلاً عنها: انت تعرفها يا يزن؟
يزن بجدية: ما دى النقيب سالي اللى كلمتك عنها، دي اللى والدك اختارها عشان تساعدنا فى المهمة……. بس أنا مش عارف بقى وصلت هنا ازاي، انا بدور عليها من يومين.
أماء هادي برأسه بتفهم و قال: أنا هفهمكم و افهم منك بعدين بس بلاش تسألها حاجة……. قوليلي يا رضوى ايه اللى حصل؟؟
أجاب رضوي بحيرة: أنا مابعرف يا هادي، كنت قاعدة ع هديك الكناباية عم شوف فيلم، و هي كانت عم تتابع اتصالها معك و فجأة وقع الفون من إيدها و صارت بهي الحالة ياللي كانت قبل شوي…..
تنهد هادي متفهمًا و قال: سالي ممكن تروحي مع رضوي تعملوا عصير؟؟
حركت سالي رأسها برفض، فقال هادي باسمًا: عشان خاطري انا عايز اشرب عصير من تحت إيدك.
نهضت سالي و اخذت القلم و الورقة و كتبت: هادي يجي معايا.
هنا أدرك هادي أنها لن ترحل بدونه، فذهب معها إلى المطبخ و معهما يزن و رضوي.
بدأت رضوى تعد المكونات و معها سالي تساعدها، و عندما لاحظ هادي أنها مُنشغلة همس إلى يزن قائلًا: قولي بقى ايه اللى حصل قبل ما تختفي؟
يزن بصوت منخفض: سالي كانت بتساعدنا و بتشتغل مع سعد الدمنهوري لصالحنا، و فى مرة سعد طلب منها تروح لحسام و فاطمة و تكرر موضوع الحمل اللى أنا حكتلك عنه ده مرة تانية، و هي قبل ما تروح كلمتني عشان اعرف فاطمة و حسام يمثلوا و يعيشوا الموقف بجد، عشان سعد هيبعت معاها و أحد من رجالته.
هادي بترقب: و بعدين؟؟
يزن بتوضيح: اكتشفت إن اللى مثلت الدور ده بنت تانية، و لما ضغطنا عليها قالت إنها جيت بدل سالي، و إن سالي خيانتهم و عشان كدا عذبوها لما كشفوا الحقيقة…. و من ساعتها و أنا بدور على سالي.
هادي بهدوء: هي فعلاً كانت مخطوفة، و اتعرضت للاعتداء.
يزن بصدمة: نعم! أنت بتهزر؟؟
هادي بجدية: لاء مش بهزر، هي فعلاً اتعرضت للاعتداء و مع الأسف لحقتها بعد فوات الأوان، ساعتها فقدت الوعي على أيدي بعد ما طلبت مني إنها متروحش مشفى، و لما فاقت طلعت فاقدة النطق و الذاكرة، بسبب الضغط النفسي و الضرب و العذاب اللى اتعرضت ليه.
يزن بصدمة مخلوطة بحزن: سالي اتعرضت لكل ده!!
زفر هادي بحزن قائلًا: مع الأسف، أنا مش عارفة حالتها دي هتنتهي بإيه!
قبل أن يتحدث يزن، جاءت إليهما سالي و هي تحمل معها كأس من العصير، قدمته إلى هادي و هي تبتسم بلطف، أخذه منها هادي و شكرها، و كان سيعطيه ل يزن و لكن سالي اعترضت طريق يده، و أخذت منه الكأس و قريته من فمه راغبةً فى أن تسقيه بنفسها.
نظر لها يزن بحزن، و هو يتذكر بعد المواقف الطريفة التى كانت بينه و بين سالي عندما كان يعملان معًا.
قاطعت رضوى شروده و هي تمد إليه يدها بكأس العصير.
____________________’_________________
كان حسام جالسًا فى حجرة الجلوس و يعمل على حاسوبه، و بجانبه فاطمة التى تمضي وقتها فى أعمال التطريز، و بينما هي تعمل بتركيز شديد، غزا عقلها ذلك الحديث و تلك الكلمات التي قالها حسام يوم أمس.
أصبحت تستخدم الإبرة فى حركة عشوائية، و هي تبتسم ببلاهة لتلك الكلمات التي تتردد فى أذنها، و على حين غرة منها تحركت الإبرة صوب إصبعها، مما جعلها تنهي شرودها و تصرخ بضعف.
انتبه لها حسام، و أبعد حاسوبه و اقترب منها متلهفًا و هو يتفحص ذلك الجرح الصغير الذي لولا نقطة الدماء التي خرجت منه ما كان ل يُلاحظ.
أخذ حسام منديلًا ورقيًا من تلك الموضوعة على الطاولة، ازال قطرة الدماء و بدأ ينفخ بلطف على مقدمة إصبعها، في هذا الوقت كانت فاطمة تنظر إليه و تتأمله و هو بذلك القرب منها، فكانت تطالعه بهيام و عندما رفع رأسه سائلًا إياها: بتوجعك؟؟
هنا تلاقت أعينهما سويًا، فكانت النظرات تبعث و تستقبل الإشارات بدلًا من الحديث، استغرق ذلك الحديث الصامت بضع دقائق، و أخيرًا قطعت فاطمة هذا الصمت عندما رمشت بعينيها عدة مرات قبل ان تبعد نظرها بعيدًا عنه و تقول: أنا كويسة، دي حاجة بسيطة متقلقش.
سحبت فاطمة يدها منه بخجل و قالت بتوتر: انا عايزة اقولك حاجة.
– قولي!
صمت فاطمة ترتب حديثها ثم قالت: أنا لم كنت فى إسكندرية من ست شهور، هناك قابلت واحد و……..
توقفت فاطمة عن الحديث لأنها فكرت فى التراجع، و لكن حسام سألها بترقب و اهتمام : قابلتي مين؟
فاطمة بتلعثم: خلاص، متشغلش بالك.
قبل أن يرد عليها حسام، تناهي إلى سمعهما جرس الباب، فذهب حسام ليفتحه، و هناك وجده حارس العمارة و معه ظرف، أعطاه إلى حسام قائلًا: الظرف ده جاي لمدام فاطمة من المشفى.
أخذه حسام و أغلق الباب، و لكنه شعر بالقلق فأى ظرفٍ سيأتي من المشفى إلى فاطمة إلا إذا كانت عميلة!
قرر أن يفتح هو الظرف ليطمئن عليها، و بالفعل فعل ذلك و لكنه تفاجأ عندما وجده تقرير حمل باسم فاطمة، و الصادم فى الموضوع أن النتيجة كانت إيجابية.
هنا تذكر حسام عندما قالت فاطمة منذ قليل أنها قابلت رجلاً فى الإسكندرية، و تذكر وقوفها مع نادر، و عندما كانت مُصرة بشدة على إفساد زواجهما.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بانتظار العشق)