رواية ميراث نور الفصل السادس والثمانون 86 بقلم لينا بسيوني
رواية ميراث نور الجزء السادس والثمانون
رواية ميراث نور البارت السادس والثمانون
رواية ميراث نور الحلقة السادسة والثمانون
” خاتم نصير ”
دخلت اوضتى ، مسكت العلبة وفتحتها لاقيت فيها الخاتم الابيض اللى كان جايبهولى نصير .
مسكت الخاتم وتفحصته قبل ما ألبسه .
لبست الخاتم فى صوباعى وأندهشت لما لاقيته نور بضوء أبيض شديد .
فجأة ظهرت عليه حروف بلون أحمر زى الدم مكتوبة بلغة الجن , تفحصت الحروف وحاولت أترجمها ..
أول حرف كانت ترجمته .. حرف النون والتانى كان حرف ال (ص)
كملت ترجمة وأكتشفت أن الحروف اللى على الخاتم ماهى ألا أسم نصير بلغة الجن …
الحروف أختفت وظهر مكانها سهم بيشير ناحية اليمين .. مكنتش عارف أيه دلالة السهم وبيشاور على أيه !!
لكنى أرتجلت و لفيت الخاتم وهو فى صوباعى لنفس الناحية اللى بيشير عليها (ناحية اليمين ) وأول ما لفيت الخاتم أتصدمت باللى حصلى !!!
جسمى اتخشب ، اتجمدت فى مكانى وفقدت السيطرة عليه .
مكنتش قادر احرك أطرافى لا أيدى ولا رجلى ..
كل اللى كنت قادر احركة فى جسمى هو عينى واللى لمحت بيها شعر ايدى وهو بيقف كأنى بقشعر !
فجأة حسيت بحاجة بتسحب روحى وبترميها فى بير غووووويط ….
احساس السقوط استمر لمدة طويلة كنت بصرخ وسمعت حد تانى بيصرخ كأنه بيسقط زيي!
لحد ما حسيت انى برتطم بأرضية صلبة زى الحديد بعدها كل حاجة بقى لونها أسود ..
ظلام دامس وصمت … فقدان القدرة على الاحساس..
مكنتش عارف انا عايش ولا ميت
عدت فترة فى الظلام لحد مابدأت تدريجيا أحس بجسدى واللى حرارته كانت مرتفعة جدا وشعرت مع حرارته المرتفعة بقوى غريبة بتنتابنى…
الغمامة السوداء اللى كانت على عينى انقشعت وبدأت توضح معاها الرؤية تدريجيا..
بصيت على دراعى ورجلى لاقيتهم أضخم ومكبلين بأصفاد حديدية منقوش عليها تعزيمات بلغة الجن !!
إيه ده … ده مش جسدى ! انا فين !!
بصيت حواليا على المكان الموجود فيه لاقيته اشبه بكهف مرسوم على جدرانه رسومات غريبة اول مرة اشوفها ..
لافيت بعينى فشوفت قدامى إناء نحاسي بيلمع جواه ماية
ركزت نظرى على سطح الاناء اللامع و اتذهلت لما شوفت انعكاس صورتى عليه
نصير !!!
انا ساكن جسد نصير .. اومال نصير راح فين !!!
معقول يكون معايا فى نفس الجسد..
ناديت عليه :
نصير !! يانصه ! أنت هنا !!
مجاليش رد
قولت لنفسى :
أيه ده , هو اللى بفكر فيه ده معقول …
معقولة يكون نصير ساكن جسدى زى ما أنا ساكن جسده دلوقتى !!
منطقى برضه ماهو اكيد جسدى مش هيفضل فاضى من غير روح أكيد الخاتم بدلنا فى جسد بعض ..
قطع ذهولى توران الساحر واللى ظهر فجأة قدامى هو وجنى ضخم شوفته بعين نصير على هيئته الحقيقية مكنش متشكل , تقريبا ده الجنى اللى فى خدمة توران…
توران قرب عليا وقال :
أيه يانصير .. فكرت فى العرض اللى عرضته عليك ولا لسه دماغك ناشفة ومعاند ؟!
معرفتش أرد على توران .. فضلت ساكت ومتنح ..
ياترى عرض أيه اللى عرضه توران على نصير ؟!!
تجاهلت توران تماما ووديت وشى الناحية التانية لكنى لمحته وهو بيقرب من منقد نار على بعد مترين منى , دس جوه النار المشتعلة سيخ حديد منقوش عليه تعاويذ , أول ماحط السيخ فى النار ، السيخ توهج والتعزيمات اللى عليه لمعت ..
توران قلب سيخ الحديد فى النار وهو بيقول :
عيلتك اتخلوا عنك , فكروك موت أو حاولوا يوصلولك وفشلوا , بصراحة أنا كنت متوقع رد فعل أقوى من كده , كنت فاكر أنى هواجه خصوم عنيدة وقوية خاصة أنى سمعت عنكم أساطير كتيرة , بس للاسف طلع كله كلام …
وانا اللى كنت فاكر أنى هكسر حالة الملل وادخل فى معارك … يلاه مش مهم المهم أتفاقنا يانصير
توران رفع السيخ من النار واللى لونه كان أحمر من شدة الحرارة , قرب عليا و بدون مقدمات كوى رجلى بالسيخ فصرخت وقولت :
أه ه ه ه
توران بصلى بأندهاش وقال :
غريبة أول مره أسمعك بتصرخ …
الجنى الضخم اللى معاه قطع كلامه وقاله :
أنا حاسس أنه فيه طاقة زيادة هنا , كأن فيه حد رابع معانا فى الكهف ..
توران قال للجنى :
حاسس !! يعنى أيه حاسس روح أتأكد وتعالا
الجنى اللى معاه أختفى فتوران رجع بصلى وقال :
نرجع لموضوعنا , العرض اللى عرضته عليك
مد أيده فى جيبه فطلع ساعة رملية وقال:
أنا صبرت كتير عليك , ومش هقدر أصبر أكتر من كده , معاك مهلة أخيرة تفكر فيها كويس وتاخد قرارك ويأما ترفض و تموت بعد المهلة أو توافق وتعيشلك فترة كويسة…. مش بطالة ..
توران قطع كلامه معايا لما شاف الجنى اللى فى خدمته رجع وهو مجرجر وراه جنى تانى صغير شبهى بالضبط لكن ودانه أطول وليه أنياب خارجة من بوقه..
الجنى الضخم قال لتوران :
شوفت لاقيت أيه !! قرين نور حفيد ناير وأيوب !!
توران بص على قرينى فى ذهول وقال :
معنى ذلك أن نور هنا ..
الجنى الضخم رد عليه وقاله :
معلوم ,,, قرين البنى آدم مابيسبوش وبيفضل ملازمه , لكنى دورت فى الكهف وحواليه ومالقتش حد ! حاولت أقرر القرين قالى أنه ميعرفش صاحبه نور فين!
توران ضيق عينه وهو بيفكر ، شوية وقرب عليا , حط أيده على كتفى وضغط عليه بغلظة , دقق النظر فى عينى ..
لمحت على وشه علامات الصدمة والأندهاش قبل مايقول وهو مبتسم :
نور هنا أهوه .. كان لسه بيصرخ من شوية ، لأ وايه مش متشكل بالسحر على هيئة نصير ده ساكن جسده
وجهه الكلام ليا وقال :
بس غريبة .. الطبيعى أن الجن بيسكن ويلبس البنى آدم إنما بشرى يسكن جسد جنى .. جديدة لأ حقيقى جديدة ، صح يانور ؟
هزتله رأسى بالتأكيد فى تردد
فقال :
أمال نصير فين ؟!
جاوب على نفسه وقال :
أكيد فى جسدك …
توران أدانى ضهره , قرب على منقد النار تانى ودس فيه سيخ الحديد
قولتله :
بنتى فين ياتوران ؟
فضل يقلب السيخ فى النار رد عليا من غير مايلف أو يبصلى وقال :
بنتك !! بنتك رجعتهالك زى ماوعدتك !
قولتله :
أنت كداب !! بنتى مارجعتش
قالى :
توران عمره مايخلف وعده , وزى مافكيت اللعنة من عليك ومن على نسلك مقابل نصير ,رجعتلك بنتك , أى نعم انا لعبت فى شوية حاجات لكنى رجعتها , كون بقى هى مارجعتش البيت ده بيعتمد على بنتك و تربيتك ليها …
أتفاجأت بيه بيلف رأسه 180 درجة زى البومة , رأسه بقت مكان قفاه , رأسه وجهت ليا الكلام وقالت :
أنا كنت عرضت على نصير عرض مقابل أنى أسيبه يعيش فترة مش بطالة ..
قولتله بفضول :
عرض أيه ؟
قالى :
عرض أستنساخ .. الجنى الضوئى نادر وانا كنت عاوز أأمن حياتى لعصور تانية فكنت هجوزه جنية من سلالته لكن ….
سكت فجأة ورأسه لفت رجعت لمكانها الطبيعى ..سحب السيخ من النار , قرب عليا بالسيخ وقال :
لكن أنا غيرت رأى وقررت أعمل أتفاق تانى جديد و معاك أنت يا نور …
………………………………………………………………………….
” مارو ”
كنت نايم على الكنبة بحاول اخطف ساعتين النوم اللى محتاجهم جسمى, لكن أبويا صحانى وطلب منى أروح البيت اجيب العلبة اللى فيها الخاتم اللى اهدهوله نصير فى عيد ميلاده …
روحت جيبتهوله ورجعت انام تانى لكنى ملحقتش ,معداش 5 دقايق وشوفت فى جفون عينى المغمضة ضوء وردى وكأن حد مسلط على عينى كشاف نور …
فتحت عينى ببطى فشوفت ضوء أبيض ساطع خارج من اوضة أبويا ..
قومت وانا ساند على عصايتى وروحت ناحية الاوضة..
فشوفت أبويا واقف كأنه صنم ،متجمد زى التمثال وشعر رأسه وأيده واقف !
بصيت على مصدر الضوء واللى كان خارج من الخاتم اللى لابسه فى ايده …
قربت منه وهزيته وانا بقوله :
أبوياا …ابويااا
اتفاجأت بالاضاءة اللى فى الخاتم انطفت تماما ..
شوية ورجعت نورت تانى بعدها أبويا شهق شهقة طويلة وجسمه بدأ يلين ويفك …
أتحرك ورجع لورا وهو مخضوض ، بص حواليه بأستغراب و اول ما لمحنى قال بأندهاش :
مارو !!
قولتله :
أبويا انت كويس ؟!
مردش عليا وفضل سرحان فى الخاتم اللى فى صباعه.
لوحت بأيدى قدام عينه وأنا بقوله :
يا والدى انت هنا !!
مردش عليا وسمعته بيقول لنفسه وهو سرحان :
ازاى ده حصل !! انا مكنش قصدى كده
قولتله :
مكنش قصدك ايه يا والدى ؟!
قالى:
انا مش نور يا مارو انا نصير ..
قرب عليا ,حضنى وهو بيقول :
وحشتنى يا مارو !
لسه هقوله فى ايه يا أبويا دخل علينا حنوش
أبويا أول ما شاف حنوش قال :
حنش واحشنى يا صاحبى ..
حنوش بصلى وهو مضيق عينه ورد على أبويا وقال :
وانت اكتر يا نور ولو أنى مغبتش اوى كده ، دول كلهم كام ساعة!!
حنوش قرب عليا وقالى وهو بيوشوشنى :
أبوك ماله ؟!
أبويا قال :
يا جماعة انا نصير مش نور ..
حنوش خبط كف على كفه وقال :
اوبا ابوووك ساحت منه خالص يامارو ..
مش ممكن يكون ده تأثير البتاع اللى رشيته عليه عشان ينام ..
قولتله :
اهدى بس يا حنوش عايزين نفهم ..
ابويا قطع كلامى وقال :
اقسم بالله أنا نصير ،تقريبا نور استخدم الخاتم وبدلنا، خلى روحى تسكن جسده وروحه تسكن جسدى ..
هرشنا فى دماغنا انا وحنوش فى نفس اللحظة فى محاولة لإدراك الجملة …
أبويا كمل كلامه وقال :
انا كنصير مكنش قصدى وانا بصنع الخاتم أنه يبدل ارواحنا انا كان قصدى الخاتم يمكن نور من قراءة افكارى زى ما أنا بقدر اقرأ أفكاره لكن الظاهر أن الموضوع خرج عن السيطرة ومعرفتش أحجم قوة الحجر اللى فى الخاتم …
قطعت كلامه وسألته :
ادينى امارة انك نصير …قولى على السر اللى ميعرفهوش أبويا ؟
رد عليا وقال :
أقولك على إيه ولا إيه ؟! على البردية ولا ميريت ولا الكاهن الاكبر و لا ألعاب الرحمة ..
حنوش قال :
بس خلاص هو نصير بأيامه السواد…
حنوش اخده بالحضن وقاله :
حمد الله على سلامتك يانصه ، كمل كنت بتقول على الخاتم
نصير شاور على الخاتم اللى فى صباعه واللى نوره بهت وقال :
الخاتم ده بقالى سنين بصنعه ، كنت عامله مفاجأة لنور وقررت اهاديه بيه زى ما هاديت جده ناير القميص ..
الخاتم فيه قطعة دقيقة جدا ونادرة كانت ورثى من اجدادى
حنوش كان فاتح بوقه زيي وإحنا بنسمع اللى بيحكيه نصير ..
قولتله :
طب كده أبويا فين دلوقتى ؟
رد :
مكانى ، فى جسدى ،محبوس فى كهوف التاسيلى مع توران واللى اكيد هيكشفه ،مفيش وقت لازم ارجع كل حاجة زى ما كانت ..
قولتله :
طب ونورا فين ؟
قال :
للاسف معرفش اى حاجة عن نورا انا هرجع كل حاجة زى ما كانت وانتوا دوروا على نورا ولما تلاقوها ابقوا تعالولى متقلقوش عليا انا بماطل مع توران ..اهم حاجة تطمنوا على نورا ومتخلوش نور يعمل الحركة دى تانى .
حنوش قاله :
احنا هنجيلك يا نصير وهنلاقى نورا وهنقلبها سواد على توران
قولت لنصير وانا ببص على الخاتم :
والخاتم ده بيشتغل ازاى ؟! يعنى هتعرف ترجع لجسدك تانى ؟!
قالى :
هشغله بنفس الطريقة اللى مفروض يشتغل بيها .. هفكر فى نور فأسمه هيظهر على الخاتم ..
بصيت على الخاتم فلاقيت نوره سطع تانى وظهر معاه أسم أبويا بلغة الجن بعدها اتشكل من الحروف سهم بيشير ناحية الشمال …
نصير لف الخاتم فى صوباعه ناحية فى اتجاه السهم.
جسم أبويا رجع اتخشب على نفس الوضع اللى كان واقف عليه …
فجأة شعر ايده ورأسه وقفوا ، عينه الوحيدة اللى كانت بتتحرك لكنها فجأة اتحجرت …
الخاتم طفى شوية ورجع يضوى تانى بالتزامن مع شهقة أبويا اللى اخد نفسه وقال :
مارو .. حنوش
قولتله:
انت كده رجعت أبويا صح؟
قالى:
اها … هو نصير كان هنا فى جسدى صح؟
حنوش قاله:
اها وعرفنا منه هو محبوس فين … كهوف التاسيلى.. وقالنا أنه ميعرفش حاجة عن نورا …
قالنا:
ولا توران … بيقول أنه رجعها … وانها هى اللى مارجعتش..
المهم انا اتفقت مع توران على اتفاق جديد لو وافقنا عليه … هيساعدنا نوصل لنورا ويحرر نصير ويسيبنا فى حالنا …
رديت انا وحنوش فى صوت واحد وقولنا :
اتفاق ايه…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث نور)