رواية أجنبية بقبضة صعيدي الفصل الخامس 5 بقلم نور زيزو
رواية أجنبية بقبضة صعيدي البارت الخامس
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الجزء الخامس
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الحلقة الخامسة
نظر “عاصم” إلى هذا الرجل الذي يقف أمام بوابة منزله الحديدية ورجال “عاصم” يقفون فى الداخل بعد أن فتح البوابة له أحد الرجال وهذا الرجل يطلق الكثير من النيران بسلاح ألي وعندما نظر إلي “عاصم” تحدث بجدية قائلًا:-
-مش بتحيوا بعض فى الأفراح كدة برضو
نظر “عاصم” إلى مساعده الواقف فى الخلف مُرتعبًا من “عاصم” ويمسك ذراعه المُصاب بسبب طلقة النار الخاصة بـ “عاصم” ليدرك “عاصم” سريعًا بأن هذا الرجل هو من جاء من الخارج طالبًا بملكيته إلى “حلا” التى أصبحت للتو زوجته وملكه وحده، رفع رأسه بغضب سافر وترجل الدرجات الأمامية للمنزل وسار بنظرات ثاقبة تشبه الصقر الذي على وشك ألتهام فريسته وقبل أن يصل إلى البوابة صعد “ليام” إلى سيارته وأنطلق السائق به بعد أن غمز “ليام” إلي “عاصم” بسخرية وكأنه يخبره بأنه لا يخشاه ولا يخشي ضرب النار مثله تمامًا فنظر “عاصم” إليه بهدوء شديد بعد مواجهته الأولي لعدوه وكأن “ليام” أراد أن يخبره بأنه ليس بخصمك سهلًا إليه، أمر رجاله بأخذ هذا الرجل الذي تجرأ على فتح البوابة لغريب دون أذن منه وبسببه وضع هذا الرجل المُختل قدمه فى منزله ثم عاد للداخل وخلفه “مازن” الذي يسأل بفضوا:-
-مين دا يا عاصم؟ وكيف يتجرأ على ضرب نار على بيتنا
لم يتفوه “عاصم” بشيء بل حدق بزوجته الواقفة هناك بمنتصف الدرج خائفة وتتكأ بذراعها على داربزين الدرج، تحدث “مازن” بضيق شديد أكثر وقلق على أهل بيته من هذا المجنون قائلًا:-
-رد عليا يا عاصم، أنت تعرفه؟
ألتف “عاصم” مُنفعلًا إليه ويصرخ بغضب شديد قائلًا:-
-دى البيه اللى مرت أبوك باعت له خيتك، بلوى من بلاوي عمي
أتسعت عيني الجميع فبعضهم لا يعرفون سبب قدوم “حلا” إلى المنزل ليدركون الآن سبب حضورها إلى الصعيد، نظر “مازن” إلى أخته الواقفة بخوف شديد واضح بملامحها المذعورة وقال بصدمة:-
-حلا
تمتمت “تحية” بقلق على هذه الفتاة بتسائل:-
-وأنت هتهمله أكدة؟ ناجص تديهاله
صرخ “عاصم” بأنفعال شديد وهو يشير بسبابته على “حلا” قائلًا:-
-أدي له مرتي، دى مرتي وخلى حد يفكر يلمسها وأنا مش أجطع يده بس دا أنا أحرج البلد كلتها باللى فيها
صعد الدرج غضبًا بعد أن أرتعب الجميع من نبرته وكلماته فإذا أراد سيفعل، وصل أمامها ليأخذ يدها بقوة ويصعد معها لتسير خلفه صامتة دون أن تتفوه بكلمة حتى دلف إلى غرفته ليترك أسر يدها، لكنه دُهش عندما رأها تتشبث هى بيده فظلت يديهما مُتشابكة، ألتف لينظر إليها فرأى دموعها تجمعت بعينيها الخضراء تلوثهما وتنظر أرضًا بأحراج شديد ممزوج بالخوف لتقول:-
-أنا مش عايزه يأخذني، عارفة أنه شخص وحش وأن ماما هى اللى عملت فيا كدة بس معلش متخلهوش يأخدني حتى لو هعملك مشاكل
تنهد بهدوء وهى يرمقها بنظره بإشفاق عليها، جميعهم قراره تركها تعاني وحيدة، لم يخيرها والدها فى العيش معه ام مع والدتها المقامرة بل قرر تركها نهائيًا ولم تسألها والدتها عن حياتها بل لأجل المال قررت بيعها لرجل سيحولها لعاهرة تعاشر رجلًا كل ليلة، أخذ خطوة نحوها بلطف ثم ضمها إليه لتتشبث به بخوف يجتاحها ثم قال بهدوء:-
-كيف أهمله يأخد مرتي
رفعت رأسها إليه بأنكسار شديد ليقولها مرة أخرى:-
-أنتِ مرتي
أومأت إليه بنعم وعينيها تترجاه بأن يتركها نهائيًا…..
_____________________________
كانت “فريدة” واقفة بشرفة غرفتها حزينة وتستمع لأغاني حزينة تزيد من ألمها لتتوقف الموسيقي عندما رن الهاتف، نظرت إلى الهاتف ودُهشت عندما رأت أسم “مازن”، ترددت كثيرًا فى الجواب عليه لينتهى الأتصال فتذمرت على عقلها وكبريائها الذي منعها من الإجابة عليه لكنه عاود الأتصال لتبتسم بحماس شديد وأجابته بنبرة خافتة مُصطنعة الغضب:-
-أيوة
أجابها بنبرة خافتة دافئة:-
-أنا تحت أنزلي
نظرت إلى الحديقة لتراه يقف فى الأسفل فنظرت إليه وهى تكبح بسمتها وسألت ببرود:-
-ليه؟
نظر إليها بكبرياء ثم قال بجدية:-
-خمس دجائج لو منزلتيش هطلع أنام
أغلقت الهاتف وركضت للخارج مُسرعة وهى تضع حجابها على رأسها ونزلت الدرج مسرعة بحماس شديد مُشتاق لمحادثته وإليه، وقفت أمام الباب تلفظ أنفاسها بهدوء وتصطنع الضيق ثم خرجت غاضبة فرأته جالسًا على المقعد مُنتظرًا إياها، ذهبت نحوه بهدوء ثم قالت:-
-نعم
أشار إليها بأن تجلس ففعلت بضيق شديد ثم قالت:-
-أدينى جعدت عايز أيه؟
ظل يتطلع بملامحها الجميلة مُشتاقًا إلى النظر إليها ثم قال ببرود شديد:-
-مستعدة تتجوزى يا فريدة
تبسمت بلطف مُعتقدة بأنه سيطلبها للزواج وأخيرًا وقالت:-
-شايفينى صغيرة على الجواز ولا أيه
أقترب منها برأسه قليلًا ونظر بعينيها لا يُصدق بأنه سيتركها تذهب إلى غيره وتكن ملك لرجل أخر، سأل بفضول شديد قائلًا:-
-أى أن كان العريس؟
كزت على أسنانها بغيظ شديد ثم قالت:-
-أنت جاي تستعبط يا مازن، لا جاصد تتضايجنى وخلاص، أنت خابر زين أنى مهتجوزش أى حد والسلام وألا كنت خدت أى واحد من اللى اتجدمولي، كون أنك بطلت تحبنى وجررت أننا نبجي أخوات فأنت حر فى جرارك لكن متجدرش تجبرني أنى أحب مين وأتجوز مين
عاد بظهره للخلف غاضبًا من أتهامها إليه بأنه توقف عن الحب ليقول بضيق:-
-أنا بطلت أحبك، عشان بخاف عليكي بجيت بطلت أحبك، مشكلتك أنك مبتشوفيش نفسك غلطانة أبدًا، دايمًا بكل أنانية بكون أنا اللى غلطان
أشارت بسبابها عليها مُصدومة من حديثه لتقول:-
-أنا يا مازن، أنا أنانية وعلى طول غلطانة، طب ما دام أنا وحشة جوي أكدة أخترتني ليه، ما تروح تشوف لك واحدة غيري متكونش أنانية وتوفي مواصفاتك
وقفت غاضبة لتغادر وأنهمرت دموعها على وجنتيها ليسرع خلفها ثم مسك يدها بهدوء وقال:-
-أستني هنا أنا بكلمك
وقف أمامها لتخفض رأسها بحرج شديد من أن يرى دموعها وأنهيارها هكذا ويعتقد بأنها ضعيفة بدونه، تنهد بهدوء وهو لا يتحمل رؤية دموعها ليقول بهدوء:-
-طب أهدئي ممكن، كفاية بكى أنتِ خابرة زين أنى مبحبش أشوف دموعك
رفعت نظرها إليه بحزن ثم أجابته وهى تبكي بقسوة ساخرة من كلماته:-
-والله!! إذا كانت اللى مبكيني
وغزه قلبه بألم غاضبًا من بكاءها وقسوته عليه، ليجفف دموعها بسبابته بلطف ثم قال:-
-حجك عليا يا ست البنات متزعليش منى
ضربته بقبضتها النحيفة على صدره غاضبة من تركه لها كل هذه الأيام وقالت مُتمتمة:-
-لسه فاكر، لا مش مسامحاك أنت بتعمل فيا أكدة عشان خابر زين أنى دايمًا مسامحاك لكن لا يا مازن أنا مهسامحكش
تبسم بخفوت إليها ثم أخذ يدها فى راحة يده و قال بحب:-
-طب ولو جولتلك تتجوزينى
أتسعت عينيها على مصراعيها بذهول والسعادة أحتلت قلبها لتنهي عذابه وبكاءه من الفراق وهذا الخصام ثم قالت بتلعثم لا تستوعب ما قاله:-
-أنت جولت أيه؟ جول والله
-موافجة؟
سألها بلطف شديد وعينيه ترمقها بدلال لتشير إليه بنعم ثم قالت:-
-اه دا لو مبتهزرش
رفع حاجبه إليها بغرور شديد ثم قال:-
-طب والله بجول بجد، اجولك أنا هطلع دلوجت أطلب يدك من الراجل اللى فوج دا
ألتف كي يدخل المنزل لتمسك ذراعه سريعًا وقالت بدهشة:-
-أنت مجنون، رايح فين؟ عاصم زمانه نايم
صاح فى وجهها بعفوية ثم قال:-
-يصحي عشان خاطر ست البنات يعنى هو يتجوز وأنا أجعد عانس أكدة
ضحكت على كلمته وتركها كي يدخل إلى المنزل ثم صعد للأعلي مُتجهًا إلى غرفة “عاصم” بجدية…..
طرق باب الغرفة بتعجل ليفتح “عاصم” عينيه بتعب شديد وكان نائمًا بفراشه بتعب شديد وثقل جسده المُقيد لينظر جواره ويُدهش عندما رأى قيده هو ذراعيها، تنم خلفه وتحيطه بذراعيها ، رفع ذراعها بخفوت مُرتبكًا من وجودها هكذا وقربها منه، تسلل من الفراش مُرتديًا بنطلون أسود وتي شيرت أزرق اللون وذهب نحو الباب وفتح ليجد “مازن” أمامه فقال وهو يفرك عينيه:-
-خير يا مازن؟
-أنا عايز أتجوز فريدة
قالها بحماس شديد ليفتح “عاصم” عينيه جيدًا من كلماته ثم قال بأختناق:-
-دا وجته، أنت خابر الساعة كام؟ مجدرش تستني للصبح يعنى
أومأ إليه بنعم وقال بعناد:-
-وأنت كنت استنيت على جواز أختى ولا أنا عارضت
مسكه “عاصم” من ملابسه بغضب ثم قال بتمتمة غليظة:-
-أنا كنت طلبتها للجواز منك أصلاً؟ غور يا مازن من وشي
دلف للداخل وأغلق الباب وقبل أن يتحرك دق الباب مر أخرى ليلتف ويفتح الباب صارخًا به:-
-أنت مرفوض يا مازن وخبط مرة كمان وأنا أنزل أجوزها لأبن الصديق
أغلق الباب ليبتلع “مازن” لعابه بغضب ثم رحل، دلف “عاصم” لغرفته ونظر إلى الفراش حيث “حلا” وقال بتمتمة:-
-أنا مكنتش طلبت أتجوز حد
ذهب للأريكة لينام عليها بعيدًا عن “حلا” هذه الفتاة جالبة المصائب….
_____________________________
كان “حمدى” يجلد هذا الرجل فى الغرفة الخلفية للمنزل بغضب و”عاصم” جالسًا على المقعد يتلذذ من صراخه وأستغاثته ليقول الرجل:-
-حجك عليا يا جناب البيه
وقف “عاصم” من مكانه مُنفعلًا ثم أقترب منه وهمس فى أذنيه بنبرة مُخيفة:-
-دفع لك كام عشان تفتح له الباب، تعرف لو كان خد خطوة كمان جوا دارى أنا كنت جطعت رأسك وبعتها لعيالك
أجابه الرجل باكيًا بألم شديد ويقول:-
-والله ما دفع حاجة يا بيه أنا مجدرش أخونك دا أنا لحم كتافي من خيرك، هو جال أنه جاي يبارك لجنابك بس والله دا اللى حصل
أستشاط “عاصم” غيظًا وضرب النار فى منزله بمثابة إهانة له وهو كبير البلد وليس عائلته فقط، أمر “حمدي” بضربه مرة أخرى……
فى الداخل كانت أسرة الرجل قد سمعت بأخذ “عاصم” له فجاءت زوجته وابنته تترجي “تحية” بأن تجعل “عاصم” يترك زوجها، نزلت ” حلا” من الأعلي وأنتبهت لصوت المرأة فنظرت ووجدت مرأة تجلس على الأرض قرب قدم “تحية” وعلى وشك تقبيل يدها من شدة الرجاء وتقول:-=
-أبوس يدك يا ست تحية تخلي جنابه يهمل جوزى
واقفت “حلا” مصدومة مما تراه وكيف قسوته بلغت لأخذ رجل لم يرتكب شيء سوى فتح باب، أهذا الأمر يستحق أخذه وتعذيبه، شعرت بقشعريرة تسير فى جسدها من الخوف والذعر فهو لم يكن باللطف الذي يصطنعه أمامها، نظرت “تحية” إلى المرأة بحيرة ثم قالت بتردد:-
-هكلمه لما يعاود، جومي دلوجت روحي وخدي بنتك وياكي
خرجت المرأة منكسرة وضعيفة وأبنتها تساعدها فى السير ودموعهم لم تجف نهائيًا من الخوف، ربما هى لا تعرف من زوجها لكن جميع من فى هذه البلد يعرف جيدًا من هو “عاصم الشرقاوي” وكيف يكون عقابه ؟……
___________________________
أستأجر “ليام” منزلًا فى الصعيد للبقاء به وأرسل رجلًا يراقب منزل “عاصم” حتى تخرج “حلا” منه وبدأ فى جمع المعلومات عن “عاصم الشرقاوي” ولم يهتم بأمر أى شخص أخر فما سمعه فى البلد يخبره بأن “عاصم” هو الخصم الذي لا يجب أن يكن خصمه نهائيًا….
كانت “هيام” جالسة فى كافتريا الجامعة مع صديقاتها ولم تدخل للمحاضرة وبعد أنتهى موعد محاضرة “أدهم” ذهبت إلى المدرج لتحضر محاضرة الدكتورة الأخرى، راها “أدهم” وهى تدخل المدرج ليدرج بأنها لن تحضر محاضراته مرة أخرى بسبب ما فعله…
حمل الميك مرة أخرى قبل أن يرحل ثم قال:-
-متنسوش تتأكدوا من أسمائكم وأخر يوم للبحث الأسبوع الجاي
لم تبالي بما قاله، غادر دون أن ترفع نظرها به وسألت صديقة لها قائلة:-
-بحث أيه
أجابتها صديقتها بعفوية وهى تفتح الدفتر الخاص بها:-
-دكتور أدهم طالب مننا بحث كل مجموعة ليها بحث مختلف وعليه نص درجات الترم، وتعرفي مجموعتك وفريجك من الأسماء اللى نزلها على الجروب بتاع الدفعة
تنهدت بضيق شديد وفتحت مجموعة الدفعة كي تبحث عن أسم وتعرف بأى مجموعة ستلحق وعنوان البحث الخاص بهم لكنها صُدمت عندما رأت أسمها وحيدًا وليس لها شركاء حاولت فتح الموقع مرة وأخرى لكن لم يتغير شيء لتتأفف بضيق شديد وشعرت بترصده إليها فخرجت من المدرج قبل أن تبدأ المحاضرة، ذهبت إلى حيث مكتبه وصديقتها “جاسمين” تتحدث بذعر:-
-أهدي بس يا هيام، أكيد فى غلط
صاحت “هيام” هى تسير مُسرعة أمامها ولم تتوقف لتستمع لأى أحتمال أو عذر:-
-أنا حتى مش أخر واحدة فى الأسماء فى ناس بحروف تانية بعدي، أنا الوحيدة اللى أشيل بحث كامل لوحدي وكمان المفروض أسلمه الأسبوع الجاي ليه، دى واضح زى الشمس هو قاصدنى وحاططنى فى دماغه
وصلت للمكتب ودلفت دون أن تستأذن فرأته جالسًا على مكتبه وأمام كوب من القهوة الساخنة، تتطلع بها بغرور وكأن ما أراد فعله نجح به، ليقول:-
-أزاى تدخلي كدة، متعملتيش تخبطي جبل ما تدخلي
تحدثت بأنفعال شديد غاضبة منه:-
-أنا دخلت مكتب مش حمام…
أتسعت عينيه على مصراعيها من ردها الجريء ثم قالت بأنفعال وهى تضع الهاتف على المكتب:-
-ممكن أعرف أيه دا؟ أشمعنا أنا لوحدي، كلهم طلاب وأنا الكائن الخارج للطبيعة يعنى
عاد بظهره للخلف ببرود شديد ثم قال:-
-والله أنا حر ومعاكي لأخر الأسبوع الجاي وتسلمينى البحث دا إذا عايزة تعدي السنة دى وتخلصي منى
تمتمت بضيق شديد قائلة:-
-دا ظلم
تبسم إليها بأستفزاز يثير غضبها أكثر وقال:-
-أول ما تتعلمي تتكلمى بأدب أبجى أوريكي العدل
كزت على أسنانها بضيق شديد ففتح الباب ودلف “تامر” صديقها وصديقتها “جاسمين” وقال:-
-أسف يا دكنور، خلصتي
صرخ “أدهم” به بانفعال شديد:-
-أطلع برا يا حيوان
هرب أصدقائها من الغرفة بينما هو يقف من مكتبه غاضبًا وذهب أمامها ثم قال بتحذير شديد وتهديد:-
-وعلى الله ألمح حد بيساعد ولا أشوفك واجفة مع الحيوان اللى برا دا حتى لو صدفة، كل مرة هشوفك واجف معه يا هُيام هتنقصي درجة وهم كلهم 10 درجات
أتسعت عينيها على مصراعيها بتعجب شديد من تحذيره لها وكأنه يخبرها بأن تقطع علاقتها بصديقها ولا تفهم سر غضبه الشديد من “تامر” لتقول:-
-عذرًا لحضرتك بس أجف مع مين وأعمل أيه دا ميخصكش، حضرتك دكتوري مش ولي أمري
أخذ خطوة نحوها وهو يكز على أسنانه لترتعب خوفًا منه وقال:-
-جربي يا هُيام تعمليها وأنا أوريكي أنك هتونسينى السنة الجاية كمان
أغلقت قبضتيها بأنفعال شديد ثم خرجت من المكتب غاضبة ولا تفهم عنيده وغضبه منها وكل هذا بسبب تليفون جاء لها أثناء المحاضرة لكنها تجهل تمامًا بأن هذا الرجل يكن المشاعر إليها ووضعها وحيدة فى مشروعها حتى تلجأ إليه وليس لأصدقائها وخصيصًا هؤلاء الشباب بسبب الغيرة التى تلتهب فى قلبه…….
______________________________
دلف “عاصم” مساءًا إلى غرفته ليرى “حلا” بأنتظاره غاضبة فنظر إليها بأستغراب شديد لغضبها وهو لم يراها طيلة اليوم، جلس على المقعد يخلع حذاءه وعمامته لتسأل بضيق شديد:-
-أنت جتلته!!
رفع نظره إليها بدهشة لتتابع حديثها قائلة:-
-الراجل اللى مراته جت هنا تعيط وتبكي عشان أنت خدت جوزها ، جتلته
وقف من ماكنه وهو يسير نحوها صامتًا ليقف أمامها وسأل بخنق:-
-أنتِ جابلتيها؟!
صرخت مُنفعلة بنبرة قوية ومُشمئزة منه:-
-دا اللى فارق معاك، أنا عرفت ليه كل الناس بتكرهك وخايفين منك، محدش عايز يقرب منك وبيكرهوك
أخذ خطوته الأخيرة التى تفصل بينهما بعنف شديد ملتهبًا كالنار وقال:-
-أتكلمي ويايا بأدب، بلاش تشوفي وشي التاني اللى بتسمعى عنه دا
صُدم عندما وضعت السكين على عنقه بتمرد وعينيها يتطاير منها الشر والغضب ثم قالت:-
-أنا قولتلك أنى مجنونة، جرب تقرب منى وأنت تشوف جناني بجد
نظر “عاصم” للسكين بأندهاش من جرائتها التى تزداد يومًا بعد يوم وتُدهشه أكثر، تبسم عندما رأى السكين يرتجف على عنقه من رجفة يدها وجسدها ليقترب أكثر دون خوف من أن يجرحه السكين أو تسبب فى ذرف دماءه لتبتلع ريقها بذعر من قربه بينما يقول:-
-جربي تدبحيني…. جربي
نظرت إليه بذعر ثم قالت بتلعثم:-
-عاصم……
أسكتها حين تسللت يديه تحيط بخصرها ويجذبها إليه أكثر لتفتح عينيها على مصراعيها وتسقط السكين من يدها أرضًا حادقة بعينيه الرمادتين بأرتباك شديد وقال:-
-حاولي متستفزنيش
خفضت نظرها عن عينيه إلي عنقه الذي جُرح بسكينها وظهرت قطرات الدماء عليه لترفع سبابتها إلي عنقه تلمسه برفق وهى تقول بنبرة دافئة:-
-بتوجع!!؟
نظر إليها بتوتر شديد وهذه الفتاة تُربكه دومًا بتحولها المفاجيء تتحول فى وهلة واحدة بسرعة البرق من عدوانية إلى قلقة بشأنه فقال بحيرة:-
-تعمل المشكلة وتزعلي
دمعت عينيها بحزن شديد وهى تبتعد عنه بعد أن أرخي ذراعيه عنها فذهبت تجلب علبة الإسعافات الأولية وجلست أمامه باكية بصمت وبدأت تعالج جرحه لتهرب دمعتها من جفنيها ليقول بهدوء:-
-بتبكي ليه دلوجت؟
أجابته بحزن شديد ويدها تعالج جرحه قائلة:-
-عشان جرحتك
تبسم بخفوت عليها وهذه الفتاة مُحيرة إليه وتربكه بأقل فعل لها، رفع يده إلي وجنتها يجفف دموعها الحارة بلطف، توقفت عما تفعله ثم نظرت إليه صامتة، نظر بعينيها الخضراء الباكية وقال:-
-ولا يهمك فداكِ
هدأت “حلا” قليلًا ثم سألته بخوف ممزوج بفضول شديد:-
-أنت عملت ايه فى الراجل!؟
تحولت ملامحه للعبوس وتلاشي دفئه وظهر عنفه وقسوته حين وقف من مكانه مُتحاشي النظر إليه ثم قال:-
-متدخليش فى اللى ميخصكش
تأففت بأنفعال شديد وهى تقف مثله وتسير خلفه بأختناق قائلة:-
-يعنى ايه، أنا أتجوزت قتال قتلة بقي زى ما بيقولوا
لم يتمالك أعصابه أكثر على لسانها السليط فألتف إليها بصفعة قوية على وجهها لطمها بغضب قوي مكبوحًا بداخله، أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها ولم تتخيل نهائيًا أن يرفع يده ويصفعها، حذرها كثيرًا من رؤية جانبه الأخر لكنها لم تبال بحديثه، نظر “عاصم” إليها مُصدومًا هو الأخر من فعلته، لم يقصد صفعها لكنها أفقدته أعصابه بحديثها المُهين إليه، أخذ خطوة إليها وقبل أن يتحدث ركضت مُسرعة للخارج فخرج خلفها ليراها بالأسفل تبكي بهلع شديد وتتشبث بأخاها بضعف وتقول:-
-خليه يطلقنى، أنا مش عايزة أعيش معاه
لم يفهم “مازن” قصدها وماذا فعل “عاصم” إلى أخته لينتبه إلى أثر أصابعه على وجهها فنظر نحو “عاصم” الواقف خلفها هادئًا فقال “مازن” بجدية:-
-عملتي أيه عشان يضربك، عاصم مهيمدش يده عليكي من فراغ، أكيد عملتي حاجة
نظرت إلى أخيها بخذلان من حديثه وأبتعدت عنه بيأس وخذلان ثم صرخت بأنفعال شديد ولأول مرة تكن مُنهارة هكذا وتتلعثم فى حديثها من شهقاتها القوية:-
-أنا غلطانة، ودايمًا فى نظر الكل أنا السبب، أنا الوحشة معاكم كلهم، أنا اللى غلطت لما بابا أتجوز ماما عشان كدة كلكم هنا بتكرهونى أنا، أنا اللى خليت أمى تلعب قمار وتصاحب رجال عشان كدة بابا سابها وسابنى معها ومشي، أنا اللى قولتلها ألعبي عليه كأني تحفة فنية تتباع عادى، أنا اللى عصبته وخليته ضربي، أنا سبب كل حاجة وأنتوا أيه؟ ما بتأذوش ولا بتوجعه ، أنتوا بتتوجعوا بسببي وأنا دمرت حياتك طب وحياتى أنا ها، كليتى اللى حرموتنى منها، أخويا اللى مش قادر يتحمل مسئوليتى فجوزنى لرجل قد عمرى مرتين، معقول أنا سبب كل دا
كانت تشهق بقوة قهرًا على حالها وقلبها يفتك به الوجع والخذلان قد خيم على قلبها وحول حياتها الملونة إلى حياة رمادية مدمرة نهائيًا ونفسيًا، ألتفت إلى “عاصم” بوجهها المبلل بدموعها الغزيرة ثم قالت بحزن شديد:-
-يلا أضربنى مرة كمان لأني السبب
كانت تنتفض أمامه مع بكاءها وشهقاتها المكبوح بداخلها ليتطلع بوجهها وعينيها المليئة بالدموع ثم نظر لأثر أصابعه على وجنتها التى زاد أحمرارها أكثر وأكثر، كاد أن يتحدث لكن بتر حديثه قبل أن يخرج من فمه عندما فقدت وعيها لتشبث بها جيدًا قبل أن تسقط أرضًا…………..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أجنبية بقبضة صعيدي)