رواية امرأة ليست ككل النساء الفصل الرابع 4 بقلم Ones Herzi
رواية امرأة ليست ككل النساء الجزء الرابع
رواية امرأة ليست ككل النساء البارت الرابع
رواية امرأة ليست ككل النساء الحلقة الرابعة
عجزت الفتاة عن السيطرة على خوفها، و إنقطعت أنفاسها، ثم عمدت و مثل كل مرة إلى تهدئة نفسها، وبدأت تصرخ و تقول أنا قوية و سأتعامل مع هذا الأمر بكل ذكاء، و لقد ساعدها ذلك الأمر حقا، و إستطاعت السيطرة على نفسها، ثم قالت “إن قفزت في هذا الشلال سأموت ولكن موتي لن يكون موتا شريفا، لأنهم عندما يجدونني سيقولون أنني إنتحرت، وهذا سيؤكد لهم ضعفي. بينما إن إستسلمت لهذا الوحش فهو خبير في القتل، أي أنه سيقتلني و يمحي آثاري. ثم صمتت لبرهة و صرخت وهي قائلة بنبرة حادة يملأها الحزن الذي يمزج بين الصبر و الحرقة “متى سيتحقق ما تمنيته، كبرت على كلمة أن الصبر مفتاح الفرج و أقنعوني أن الحزن لا يدوم أي أن دوام الحال من المحال و لكنني في المقابل وجدت أن الصبر مخيف و مأذي و أنني على نفس الحال منذ عشرة سنوات أكابد شقاء لا يستطيع أي إنسان تحمله. ثم أنهت كلامها بقولها لقد كنت محقة يا أمي عندما قلت لي “أنت لا تستحقين” اليوم عرفت أنني لا أستحق السعادة، و إن الشقاء خلق من أجلي، و أنني أصبحت من أوفى ضحايا الصبر”. ثم إلتفتت وراءها لتجد الوحش مازال واقفا فمسحت دموعها و قالت للوحش” أنا مستعدة للموت
لأنني و ببساطة لم أجد في حياتي السعادة و الهناء، لذلك تقبلت فكرة الموت لتنعم روحي بالسلام و الراحة الأبدية”و فجأة بدأ الوحش في السير تجاهها في المقابل كانت هي صامدة و لم تتحرك من مكانها وعندما وصل إليها إقترب منها إقترابا شديدا ثم حملها على ظهره. كانت الفتاة مستسلمة تماما لمصيرها، و كانت تنظر إلى الأرض بنظرات توديع، إلى أن وصلت إلى تلك الورشة العجيبة فراودتها العديد من الأفكار، و قالت في نفسها أنه سيقتلها هنا و يترك جثتها في الورشة، و لوهلة تجد نفسها واقعة أي أن الوحش رمى بها على الأرض ليفتح الورشة، كانت تنظر له بتعمق و دهشة و كانت تتساءل ماذا حصل لهذا الإنسان لكي يتحول إلى وحش لا يرحم، ثم رأت أخيرا باب الورشة يفتح، فنهظت و مسحت ثيابها و دخلت إلى تلك الورشة بإرادتها أي أنها سارت نحو الهلاك بنفسها، و عندما كانت في حالة ذهول و دهشة مما رأته داخل الورشة، إذ بذلك الوحش يغلق الباب بقوة، فإرتعبت عكس ما تصورت و لأول مرة تكلمت روحها داخلها قائلة لها، لم يخدعوكي عندما قالو لك أن النفس عزيزة و أن الإنسان مهما بلغ يأسه و مهما بلغت قوته و إصراره على الموت ستجدينه في وسط موته يحارب من أجل البقاء لآخر نفس وجعلها ذلك تتحلى بالشجاعة ثم قالت للوحش بصوت قوي “هيا أقتلني ماذا تنتظر ” فضحك الوحش بصوت عال و قال
“أنت مخطئة مهمتي ليست قتل الأشخاص الذين لا يريدون العيش، بالعكس تماما مهمتي تكمن في قتل الأشخاص المتشبثين بالحياة و الراغبين فيها” فإستغربت من إجابته و قالت “بما أنك لن تقتلني فلماذا أتيت بي إلى ورشة الموت” فرد عليها بسخرية و تهكم “أنت من سلكت طريق الموت بنفسك و دخلت إلى هذه الورشة بإرادتك، ولهذا تفسير وحيد و هو أنك من اليوم ستكونين شريكتي” فقاطعته بتعصب وهي قائلة” ماهذا الكلام الذي تقوله لقد فضلت الموت لأنني كنت طوال الوقت مسالمة لا أؤذي أحدا بالرغم من كل الأذى الذي لحق بي” فرد “لهذا السبب يجب أن تخلعي عليك رداء الطيبة و البراءة المليئة بالسذاجة وترتدي مكانها القسوة و الصلابة…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية امرأة ليست ككل النساء)