روايات

رواية هالة والأدهم الفصل الثالث 3 بقلم هدى زايد

رواية هالة والأدهم الفصل الثالث 3 بقلم هدى زايد

رواية هالة والأدهم الجزء الثالث

رواية هالة والأدهم البارت الثالث

رواية هالة والأدهم الحلقة الثالثة

بعد مرور ثلا ثة أشهر من التأجيل لرؤية هالة بناءً على طلب إبراهيم قرر أن يذهب دون اتصال مسبق، ذهب هناك ليعرف بما لا يود أن يسمعه من أخيها أو حتى هي الوضع بات يسوء أكثر من ذي قبل، تريد أن تتركه وحده من أين أتت بهذه الجرأة التي تتحدث بها !
تمردت عليه و على قلبه الذي أصبح يُعاني بسبب عنادها و قسوتها .
كان ينفث دخان لفافة التبغ خاصته و هو يستمع لقرارها بواسطة أخيها إبراهيم، وضعها في المنفضة و قال بغضبٍ مكتوم
– يعني إيه مش عاوزاني ؟ أنا عاوزها يا إبراهيم أنا مش هاسيب مراتي
رد إبراهيم بهدوءٍ حد الاستفزاز مربتًا على فخذيه قائلًا:
– اشرب قهوتك يا حمزة و روق كدا
تابع بجدية قائلًا:
– أنا كمان يا ابن عمي و الله ما عاوزك تسيب مراتك بس هي مش حاية اعمل إيه بس يا حمزة ؟!
هدر حمزة بصوته الجهوري و هو يقف عن مقعده بهرجلة مما أدى لسقوطه، نظر إبراهيم بطرف عينه أرضًا، ثم عاد ببصره و قال :

 

 

– كدا وقعت الكرسي ؟! اعدله بقى عشان امي مابتحبش الكركبة
ر د حمزة و قال بنبرة مغتاظة و هو يبحث عن هالة في كل مكان قائلًا:
– هالة يا هالة
خرجت هالة من حجرتها و قالت بهدوء
– أنا اهو يا حمزة في إيه ؟!
رد من بين لهاثه و قال:
– أنا عاوز أعرف إيه اللي أنتِ عملتي دا ؟!
– عملت إيه ؟
– سيبتي البيت ليه و أنتِ عارفة إني حالف عليكي بالطلاق ما تخرجي منه غير بعلمي ؟!
– حمزة أنا تعبت و مش قادرة اكمل بالشكل دا
– يعني إبه ؟!
ردت بمرارة في حلقها قائلة:
– يعني خلاص كفاية بقى نتعب بعض أكتر من كدا أنت اتجوزت و جاي لك عيل في السكه سبني في اللي أنا في الله يرضى عليك
اقترب حمزة منها و هو يحتضن يدها بين كفيها و قال بتوسل
– هالة ابوس ايدك بلاش تبعدي عني أنا بحبك ووالله ما عاوز من الدنيا غيرك لو بعدتي عني أنا ممكن اموت
رد إبراهيم و قال بهدوء
– محدش بيموت ورا حد يا حمزة و بطل بقى شغل الصعبانيات دا مش هيأثر فينا
رد حمزة بنبرة صادقة و هو ينظر لـ هالة و قال:
– و الله العظيم بحبك ووجودك في حياتي كفايتي من الدنيا و اللي فيها ابوس ايدك يا هالة ارجعي لي و لو وداد اعتبريها مش في حياتنا و إن كان على اللي جاي بردو مش عاوزه طالما مش منك
ردت هالة من بين دموعها و قالت:
– مبقاش ينفع يا حمزة أنا مش عاوزة نص راجل أنا كنت ليك كل حاجة و أنت رحت اتجوزتها و ياريتك اتجوزتها كدا على الورق و خلاص أنت اتجوزتها فعلا و دوست على قلبي و حبنا اللي أنت بتتكلم عنه أنا أناني يا حمزة عاوزني وعاوز تخدف و عاوز وداد اللي بتلبي طلباتك من قبل ما تقولها أنت م عاوز تتنازل عن حاجة و عاوزني اقبل بدا عشان أنا مبخلفش مع إن كل الدكاترة اجمعت على إني ينفع اخلف بدل العيل عشرة بس من حد غيرك أنت يا حمزة فاهم إني هقبل عشان بحبك بس اللي بيحب ما بيوجعش حبيبه اللي بيحب ما بيدورش على حد تاني بيكتفي بي هو و بس عشان هو دنيته و كل ما لي، لكن أنت عملت إيه قل لي عملت إيه عشان حبك ليا زي ما بتقول اتجوزت عليا و عاوزني اقبل بدا طب ليه ؟ عشان إيه أقبل بكل الوجع دا و المفروض عليا اضحك في وشك و اقول حاضر رد عليا يا حمزة عشان إيه ؟
رد إبراهيم مقاطعًا إياها ببرودٍ
-عشان هو هارون الرشيد !!
****

 

 

داخل منزل جدة محمود
كان جالسًا في غرفته ممددًا على حافة الفراش يتذكر المواقف العابرة التي جمعته بحبيبته لم تكن حتى الآن بما يجيش في صدره طلب يدها من والدها فرفض مبررًا أنه بن أخيه سبق و عرض عليه هذا، رفع بصره لسقف الغرفة و هو يُطلق تنهيدة قوية تعبر عن مدى حزنه، كان يظن أن صداقته مع أخيها إبراهيم ستكون سببًا قويًا لموافقة والدها عليه، علم بعد ذلك أن حمزة يعشقها منذ الصغر و عرض على عمه الزواج منها قبل تغربه لإحدى الدول العربية و وافق العم دون أدنى تفكير، عاد بعد عامين و تزوج بها في عُمر الثامنة عشر، و بعد مرور عشرة سنوات تزوج بأخرى من أين أتى بهذه الوقاحة يتزوج بأخرى و هي معه لو كان هو لمات و لا يفعل فعلته تلك .
وقف عن حافة الفراش متجهًا نحو شرفته وقف يراقب ما يحدث داخل غرفة الضيوف المُطلة على غرفة نومه، يرأهُ يتوسلها يقبل يدها حتى توافق أن تعود له من جديد، ابتسم بجانب ثغره و قال بخفوت
– مقدرتش النعمة اللي في ايدك يا غبي تستاهل
ولجت الجدة و عصبيتها تفوق الحد، استدار بجسده كله و قال:
– مالك يا ستي في إيه ؟
– قل لي يا محمود مين اللي عمل كدا في الطاسة التيفال الجديدة ؟
– أنا يا ستي لقيت المطبخ مبهدل قلت اغسل المواعين و اظبطه و لقيتها سودا قلت لا ستي بتخب النضافة اغسلها يا واد و خليها بتلمع عشان ستك تتدعي لك
ردت الجدة بنبرة مغتاظة و قالت
– دا أنا هادعي عليك من هنا للصبحدي هي بتبقى كدا يا واد
– و أنا اعرف منين بس يا ستي أنا قلت اساعدك
وضع قدح القهوة و قال بهدوء
– سيبك من كل دا و قولي لي عملتي إيه مع أبويا و امي ؟
– عملت إيه في إيه مش فاهمة ؟
– مش قلت لك تقولي لهم إن عاوز اتجوز هالة ؟
شاحت الجدة بوجهها بعيدًا عنه ثم عادت ببصرها و قالت :
– هو أنت مافيش عندك د م و لا كر امة ؟ تتجوز واحدة متجوزة قبل كدا ليه ؟
– يا ستي أنا بحبها و كنت مانع نفسي طول السنين اللي فاتت دي عن الجواز عشانها و هي دلوقتي اطلقت خلاص يبقى ليه متجوزهاش ؟!
ردت الجدة بضيق من حفيدها و قالت :

 

 

– يا واد دي مبتخلفش هتعمل بيها إيه دي ؟
رد محمود و قال بحبٍ و رضا
– أنا عارف و راضي و مش عاوز غيرها يا ستي من الدنيا ليه مش عاوزين تعملوا لي اللي أنا نفسي في، يا ستي دا أنا لو طلبتوا مني نور عينا ها حطوا على طبق من دهب و اقولكم اتفضلوا و أنا بطلب منكم تيجوا معايا نطلبها تقولوا لا ؟!
ردت الجدة بعصبية مؤيدة قرار والديه
– أنا مليش دعوة بيك يا خويا أنا لو رحت معاك أبوك هايزعل و أمك هتقول بتقوي على الغلط
سألها محمود بنبرة ذاهلة قائلة:
– غلط ؟ غلط إيه يا ستي اللي بتقولي عليه دا ؟! بقى لما اتجوز اللي بحبها تقولي غلط ؟!
ردت الجدة بعصبية محاولة الهروب من الإجابة قائلة:
– معرفش بقى المهم أنا لا رايحة و لا جاية معاك في حتة و لو عاوز تتجوزها أنت حر بس ابوك و امك مش راضين عن الجوازة دي و أنا كمان و ابقى دور لك ع أي مكان تاني غير هنا تتجوزها في
*****
في منزل حمزة كان الشر و الغضب يتطاير من عينه يتذكر ما فعله معه إبراهيم طيلة هذه المدة و يعض على أنامله من الغيظ، جلست وداد جواره و قالت:
– رجعها يا حمزة و طلقني لو دا هايرضي هالة
رد حمزة بعصبية مفرطة قائلًا:
– أنتِ بتفهمي عربي و لالا. بقلك مش عاوزة أصلًا ترجعي لي و دي كانت الطلقة التالتة و عدينا خلاص شهور العدة
رد بقتراح قائلة:
– طب ما تشوف محلل و ارجـ…
ضرب بيده على صدغه و قال بصوتٍ جهوري
-قومي من جنبي بدل ما اطلع كل جناني عليكي محلل إيه وزفت إيه ؟!
وقفت عن الأريكة و هي تستمع لعتاب و يضرب جبهته بغيظٍ شديد:
– غبي غبي كان لازم افهم الاعيبه إيه اللي أنا عملته في نفسي دا
*****
بعد مرور يومان
كان محمود جالسًا في غرفة الضيوف داخل منزل صديقه المقرب إبراهيم، يستمع لحديثه و هو يقول بهدوء
– طب و لما أهلك مش موافقين يا محمود جاي تعمل إيه في بيتنا لا مؤخذة ؟

 

 

– أنا بحب هالة يا هيما و أنت عارف كدا و عارف إن قا طع الجواز عشانها و سبق و طلبتها منكم قبل كدا و النهاردا و بعد عشر سنين جاي لك تاني اطلبها سيبك من أهلي هما أصل‘ا لو جبت لهم مين م هايوافقه عشان أنا و أنت عارفين كويس إنهم عاوزين اتجوز بنت عمي و القلب و ما يريد يا صاحبي بقى
– معلش يا محمود و متزعلش مني أنا اختي مش تعباني في حاجة و لا بتأكل من أكلي عشان اجري اجوزها لتاني مرة جوازة كدا و السلام
– اخس عليك يا هيما و هو أنا بردو جوازة و السلام ؟
– م قصدي بس أنت جاي بطولك و تقولي لي أهلي م حابين اختك و مش عاوزينها و أنا عاوز اتجوزها عاوزني اقلك إيه مبروك ؟! ما هو طبيعي اقلك لا أنا اختي عندها تمانية وعشرين سنة يعني لسه صغيرة و اللي في سنة لا اتجوز و لا حتى اتخطب يبقى ليه استعجل على جوازها ؟!
رد محمود بإصرار قائلًا :
– طب خد رأيها و شوفها كدا هاتقول إيه ؟ يمكن ربنا كاتب لنا حياة مع بعض
رد إبراهيم و قال بهدوء:
خلاص سبني ليوم الخميس و هرد عليك بس إيًا كان الرد أنت اخويا و صاحبي بعيد عن اللي هايحصل يعني متزعلش و تاخد لك جنب
– عيب عليك يا هيما احنا اخوات من غير حاجة يا جدع
بعد عدة ساعات من المناقشات بين إبراهيم و هالة جلست جوار أمها حائرة في ردها، نظرت لامها و قالت :
– مش عارفة يا ماما هو محمود كويس و غلبان بس الصراحة عمري ما فكرت في كزوج
ردت والدتها ساخرة منها قائلة:
– و اللي فكرتي في زوج ياختي عمل إيه ما هو راح و اتجوز عليكي و بعدين محمود دا متربي معانا و عارفينه من زمان و صاحب اخوكي الروح بالروح يعني عمره ما هايفكر يعمل فيكي حاجة كدا و لا كدا
– مش عارفة يا ماما محتارة
-خلاص شوفي واقعدي معاه لو مش مرتاحة له يبقى نرفضه لو ارتاحتي يبقى على بركة الله
نظرت هالة لوالدتها ثم عادت ببصرها لأخيها و قالت
– خلاص يا هيما قل له يجي يوم الخميس
*****
يوم الخميس الساعة السابعة مساءً
جلس داخل غرفة الضيوف يهز ساقه بتوترٍ ملحوظة و لأول مرة ستيحدث معها على إنفراد أتت أخيرًا و بين يدها حامل القهوة الساخنة وضعته برفق ثم صافحته، جلست على المقعد المجاور و قالت بخفوت حين سألها
– عاملة إيه ؟
– الحمد لله بخير

 

 

– يارب دايما تبقي بخير و سعادة أنا بصي عاوز اقولك كلام كتير اوي بس م عارف ابدأ منين و لا منين بس خليني أكلمك عن نفسي و اقلك أنا محمود جاركم عارفاني يا هالة ؟
ردت هالة باسمة
– اه طبعًا عارفك أنت صاحب إبراهيم اخويا
– طب ما أنتِ عارفة اهو
رد بجدية قائلًا:
– بصي أنتِ شكلك متعرفي عني كل حاجة بس انا هاختصر كل الطرق و اقول إني استنيتك كتير كتير اوي يا هالة لدرجة فقد الأمل في إنك تكوني ليا بس ربنا قالي اصبر و أنا هكافأك احلى مكافأة يا محمود بعتك تاني ليا بعد ما خلاص كنت مقرر اسيب الدنيا كلها و امشي كنت ناوس ارجع اسافر تاني و اشتغل بس رجوعك تاني ليا خلاني وقفت فكرة السفر تمامًا من دماغي
كادت أن ترد عليه لكنه استوقفها قائلًا:
– أنا عارف إني رغاي و كلت دماغك بس أنتِ مش عارفة أنا جوايا إيه و حاسس بإيه ولا اا….
ولج إبراهيم و قال بإبتسامة واسعة
– كمل كمل قول حاسس بإيه بص اتكلم و خد راحتك على الآخر أصل أنا بحب اسمع الحاجات دي اوي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هالة والأدهم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى