روايات

رواية خسوف الفصل الثالث 3 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل الثالث 3 بقلم آية العربي

رواية خسوف الجزء الثالث

رواية خسوف البارت الثالث

رواية خسوف الحلقة الثالثة

قراءة ممتعة

&&&&&&&&

بدأت قمر تتناول الطعام فقد كانت على وشك الانهيار حقاً … اما هو فظل يتابعها بسعادة وهى تأكل … لا يعلم لما نمى بداخله امل ام هذا شعوره الأن ولكنه افضل من ذى قبل .

قام بدر وتحرك للامام ثم التقط ذلك الشئ وعاد يجلس امامها مردفاً وهو يناولها اياه _ اتفضلي … ده ايباد هيسليكي … عليه برامج والعاب هتعجبك .

ابتسمت ساخرة وهى تنظر لذلك الجهاز مردفة _ العاب ! … انت فكرنى عيلة ؟ .

هز رأسه بنفي مردفاً _ لاء انا مش فاكرك … انتى عيلة فعلاً .

انكمش وجهها ونظرت له بغضب جعله يبتسم عليها ثم قام من مكانه يردف _ انا هنزل اصلي فى المسجد … وانتى كملي اكلك كله .

اومأت بينما غادر هو والتقطت هى الجهاز سريعاً وتفحصته ظناً منها انها تستطيع الوصول لخالد ولكنها وجدت ان جميع برامج التواصل مشفرة بالكامل ولن تستطيع الوصول اليه بأي شكل فجميع التطبيقات هنا تنحصر اما العاب او برامج عرض فقط .

القت الجهاز على الاريكة بغضب تردف بغل وتوعد _ ماشي يا بدر … هنشوف انا ولا انت .

&&&&&&&&

فى اليوم التالى استيقظ بدر صباحاً واستعد ليذهب لعمله بعد ان ادى روتينه …

خرج من غرفته ينظر الى باب غرفتها بترقب … اتجه نحوه وطرقه بهدوء مردفاً من خلفه _ قمر ! .

كانت نائمة وبرغم نومها الثقيل الا انها استيقظت تنظر بعيون متسعة قبل ان تستوعب ان هذا صوته .

اعاد النداء مجدداً فأردفت بنعاس _ افندم ! .

اردف بدر من خلف الباب بترقب _ انا نازل الشغل ومش هتأخر … الفطار ف المطبخ واي حاجة هتحتاجيها هتلاقيها هنا … وجهزى نفسك علشان لما ارجع هخرجك .

ترقب رد فعلها ولكن لا رد اتاه فتنهد واتجه يغادر من المنزل ويغلق الباب خلفه كعادته .

اما هى فاستمعت لصوت رحيله لذلك قفزت بسعادة لا تصدق انها سترى الخارج اليوم … اااه ليتها تستطيع الوصول الى حبيبها فى تلك اللحظة … لكانت فرت هاربة من هذا الجحيم وليحدث ما يحدث … ولكن صبراً يا قمر … تمهلي قليلاً .

عادت بالزمن الى قبل اشهر عدة
____________

تجلس فى منزلها تتابع دروسها بتركيز …. والدها وشقيقها فى مطعمهما .

رن جرس الباب فوقفت متجهة لترى الطارق …. وجدتها زوجة اخيها تنظر لها بترقب مردفة وهى تمر الى الشقة _ بتعملي ايه يا قمر ! … انا زهقت قولت انزل اعد معاكى شوية .

تنهدت قمر بضيق فهى دائماً على خلاف مع زوجة شقيقها … اغلقت الباب ودلفت تجلس مردفة بتكلف _ بذاكر يا مى … انتى عارفة ان امتحاناتى قربت … خير في حاجة ؟

نظرت لها مى باستنكار مردفة _ يو … ايه يا قمر مالك بقولك كنت زهقانة ونزلت ادردش معاكى شوية ..

تهجمت ملامح قمر ولكنها اومأت بصمت بينما اتجهت مى الى المطبخ تبحث عن شيئاً تأكله وقمر تراقبها بتعجب من امر تلك الفتاة .

رن هاتف قمر وكانت قد تركته فى غرفتها القريبة من المطبخ ولكن مى اسرعت تردف بمكر _ خليكي انا هجبهولك انا قريبة عنك .

وبالفعل اسرعت تتناول الهاتف وتنظر الى شاشته لتلاحظ اسم حبيبي kh …

مدت قمر يدها تنزع منها الهاتف وتردف بغضب _ فيه ايه يا مي ! … انتى مالك ومال موبايلي اصلاً !.

نظرت لها مى بمكر واستفزاز واردفت _ فيه ايه يا قمر مالك اتعصبتى ليه ؟ … وفيها ايه يا حبيبتى لما يكون عندك حبيب ! … ما انا واخوكى كنا بنحب بعض من زمان اوى … تعالى بس احكيلي ده مين وايه اللى بينكوا .

نظرت لها بحدة وتملكها الغضب واردفت بتمرد _ الزمى حدودك معايا يا مي وملكيش دعوة بيا … انتى فاهمة … واتفضلي يالا على شقتك علشان عايزة اذاكر .

ظهر الوجه الاصلي لمى التى اردفت بغل _ تمام … براحتك خالص يا قمر … انا طالعة بس ليا كلام تانى مع اخوكى لما يرجع .

نظرت لها قمر باشمئزاز بينما انطلقت مى الى الخارج لتصعد الى شقتها … اتجهت قمر تغلق الباب خلفها بقوة وتستند عليه تتنهد بضيق … فدائما ما توقع مى زوجها فى شقيقته وتضع السم فى العسل حتى بات شقيقها يحقد عليها ويراها سيئة .

ليلاً عاد نادر من عمله مبكراً فهو يعود قبل والده … صعد مباشرةً الى شقته التى ما ان دلفها حتى استمع الى صوت بكاء ياتى من غرفة نومه .

تعجب واتجه الى الغرفة يردف بترقب _ مي ! .

دلف وجدها تجلس على الفراش تحتضن الوسادة باكية وتخفى بها وجهها .. اتجه اليها وجلس امامها يردف بتساؤل وقلق وهو يحاول رفع وجهها _ مي مالك يا حبيبتى مين زعلك ؟!

رفعت مى وجهها الملئ بالدموع ونظرت له بمسكنة واردفت بتعجب ومكر _ نادر ! …. انت جيت امتى ؟ … انا هقوم اجهز العشا .

كادت ان تقف ولكنه امسك معصمها يجلسها مجدداً مردفاً بتساؤل ونبرة جادة _ سيبك من الاكل دلوقتى وقوليلي مالك يا مي ! …. مين زعلك ؟

تنهدت كأنها فى حيرة واردفت بمكر _ عادى يا نادر … يعنى احنا بنات مع بعض محصلش حاجة .

ضيق عيناه قبل ان يردف بترقب _ قمر اللى زعلتك ؟ … قالتلك ايه ؟

نظرت مى لزوجها بتمعن ثم اخفت نظرتها ارضاً فعاد ورفع بسبابته وجهها يردف بنبرة مخيفة وعيون متفحصة _ قالتلك ايه ؟

ادعت البكاء واردفت بصوت متحشرج _ ابدااا … نزلت اقعد معاها شوية لانى زهقت … لقيتها مدتليش وش … قولت اقوم اعمل شاي ولا عصير لينا احنا الاتنين … تليفونها رن ولانى كنت قريبة منه قولت اجبهولها … بس من غير قصد لقيت اللى بيرن حد متسجل ب حبيبي kh … ولسة راحة اديلها الفون لقيتها خطفته منى ونزلت فيا بهدلة كأنها بلاعة واتفتحت …. مع انى دايما بحاول اقرب منها واصاحبها … بس هى دايما بتصدنى ..

غلى الدم فى عروق نادر التى برزت ووقف ينظر لزوجته قليلاً قبل ان يسرع الى الخارج .

نادته مى مردفة بمكر _ نادر استنى انت رايح فين !

كان قد وصل نادر الى الدرج الذى نزل من عليه مسرعاً حتى وصل الى شقة والده … طرقها بقوة وبطريقة مفزعة افزعت تلك التى فى الداخل فعلمت على الفور انه هو .

ارتعبت منه وقد فهمت ما حدث فتناولت هاتفها وهاتفت والدها بخوف مردفة _ بابا الحقنى نادر عمال يرزع ع الباب وعايز يتهجم عليا .

اغلقت معه واسرع ياسر اليها بعدما أمن المطعم لبدر بعد ان اخبره بهامش الموضوع .

وبرغم القلق الذى استحوذ على بدر من اجلها الا انه فضل عدم التدخل فى الامر .

ظل نادر يطرق الباب بعنف مردفاً من الخارج _ افتحى يا قمر … افتحى بدل ما اكسر الباب .

اردفت قمر من خلف الباب بتمرد برغم خوفها _ مش فاتحة يا نادر … وانا كلمت بابا وجاي … اطلع للهانم اللى بختلك السم وانت لسة جاي .

تملكه الغضب اكثر وظل يلكم الباب قبل ان يأتى ياسر ويوقفه مردفاً بتعنيف _ انت بتعمل ايه يا نادر … انت اتجننت ؟.

استمعت الى صوت والدها فأسرعت تفتح الباب بعد ان اطمئنت واتجهت لترتمى فى حضن والدها ولكن اسرع نادر بالامساك بربطة شعرها شدها بعنف منه مردفاً بغضب _ مين حبيبك اللى بتكلميه ده يا بت .

صرخت فهجم ياسر على ابنه يلكمه فى صدره مردفاً بغضب _ ابعد ايدك عنها يا حي*وان ..

ابعد نادر يده عن شقيقته ينظر لها بغل ثم اردف لوالده _ ماشي يا بابا هبعد ايدي … بس ياريت تعرف من بنتك الغالية مين الشاب اللى هى على علاقة بيه وبيكلمها فى التليفون .

اردف ياسر بغضب عارم _ اخرص خالص ….. اختك مش بتاعة الافلام دى … امشى من هنا يالا اطلع على شقتك … وتانى مرة لو ايدك اتمدت على اختك هقطعهالك .

نظر له نادر بحزن ولوم … ثم نظر الى شقيقته التى تستكين فى عناق والدها واردف بايماءة وحزن _ ماشي يا بابا … بس ياريت تفتح عينك كويس على بنتك وتعرف هى بتعمل ايه .

قال جملته وصعد شقته بينما ادخل ياسر ابنته الى المنزل يردف بحنان وهو يربت على كتفيها _ تعالى يا حبيبتى … تعالى متزعليش .

اجلسها وجلس بجوارها يتفحصها بحنان … فدائما كانت قمر فتاة والدها المدللة والغالية … يغرقها بحنانه ورعايته ودلاله لان والدتها توفت وهى صغيرة جدااا فكان لها الاب والام والجميع ولكن احياناً جرعة الحب الزائدة تكون خطراً على من نحبهم .

جلست قمر تنتحب بصمت ووالدها يهدأها مردفاً بثقة _ متزعليش يا حبيبتى … انا مش مصدق كلامه ده كله … انا واثق فيكي يا قمر … متزعليش .

بكت قمر اكثر لكونها لم تكن تستحق كل تلك الثقة … ليتها تستطيع اخباره الآن بأمر خالد …. ولكن خالد منعها ان تخبر احداً الا عندما ينهى عامه الدراسي وقتها سيكون الامر رسمي .

ظلت فى عناق والدها الا ان غلبها النعاس … رن هاتف والدها فاخرجه على الفور يجيب بهدوء قبل ان تستيقظ .

كان هذا بدر الذى اردف بقلق _ اي اخى ياسر … صار شى !

اردف ياسر وهو يقبل جبين ابنته النائمة كالاطفال _ لاء يا بدر اطمن … مشكلة واتحلت متقلقش … معلش مش هعرف اكلمك لان قمر نايمة اهى .

اومأ بدر بتفهم واغلق … تنهد بارتياح بعدما اطمأن عليها واكمل عمله بينما وقف ياسر يحمل صغيرته كعادته الى فراشها حيث سطحها عليه وفرد عليها الغطاء واتجه للخارج .

اما فى الأعلى فدلف نادر يزرع ردهة شقته ذهاباً واياباً بغضب … وقفت مى تتجه اليه مردفة بخبث _ قولتلك متنزلش يا نادر … انت عارف ان باباك عمره ما هيغلط قمر … كان لزومه ايه ده كله واكيد هيقولوا عليا انى وقعت الدنيا .

اتجه اليها نادر يحتضنها ويردف بحزن _ لاء يا مى … انتى مغلطتيش … انا مبقاش ليا حد غيرك يا مي .

بادلته العناق وهى تدفن رأسها فى صدره وتبتسم بحقد … فهى منذ ان رأت قمر وهى تحقد عليها وعلى حياتها ودلال والدها لها وتلبيته لجميع مطالبها … فهى تربت وسط اسرة فقيرة وابٍ سئٍ يتعدى بالضرب على والدتها مما جعل من ذريته غير سوية .

عودة للحاضر .

وقفت قمر تتجه للخارج لتتابع نهارها بأي شكل حتى يأتى بدر ليلاً ويصطحبها .

&&&&&&&&&&&

عاد بدر من عمله مبكراً كي يصطحب قمر الى الخارج مثلما وعدها .

دلف شقته وجدها ساكنة .

تحرك للداخل واغلق الباب واتجه لغرفتها يطرق بابها بهدوء .

فتحت قمر الباب بعد دقيقة تطالعه بهدوء فشرد فى ملامحها وهدوءها الغير معتاد .

اردفت هى بترقب وخوف تخرجه من شروده _ هنخرج فعلا ولا رجعت فى كلامك ؟

تنهد بارتياح ثم اردف باهتمام _ اكلتى الاول ؟

تأفأفت ولفت للجهة الاخرى ثم عادت اليه بنظرها واردفت بتهكم نظراً لمكوثها طوال اليوم بدون هاتف مما جعل الضجر يتمكن منها _ على فكرة انا كبيرة كفاية ومسئولة عن نفسي … متحسسنيش انك خايف عليا … لو خايف عليا مش هتقفل الباب بالمفتاح وتحبسني هنا لوحدى طول اليوم ! … لو فعلا خايف عليا مكنتش وافقت على جوازنا من البداية … لكن انت عايز بس تبان انك شهم ووقفت جنب صاحبك اللى ليه فضل عليك … حاولت تردله جميله فيا انا …. انتوا الاتنين حكمتوا عليا بالموت وانا حية وكل ده من غير حتى ما تسمعونى .

نظر لها بتعجب وصدمة وعاد الألم ينهش ايسره … اردف باستنكار _ انتى ليه دايماً بتتعمدى توجعيني بالكلام ! … انا بحاول جدااا اكون متفاهم معاكى لابعد درجة … وكتير جدااا حاولت اتكلم معاكى بهدوء بس انتى اللى رفضتى تماماً ..

بقفل الباب بالمفتاح لانى لو تركته مفتوح مش هلاقيكي … اخدت منك الموبايل بعد ما كنت ناوى اسيبه وكنت على علم بيه طول الفترة دى بس انتى تواصلتى مع الحق*ير اللى اتسبب فى كل ده تانى ؟! … انتى بتفكرى ازاي بجد يا قمر انا مش قادر افهم … معقول كل دى غشاوة على عقلك !!! ..

مسح على وجه يستدعى الصبر مجبراً امامها ثم تابع وهو يطالعها _ قمر انتى مش بتفكرى فى جامعتك اللى انتى سبتيها فجأة ! … مش بتفكرى فى سمعتك اللى واحد ك*لب زى ده كان هيدمرها ! … مش شاغلك باباكى الراجل اللى عاش عمره كله ليكي !!! … انتى انانية للدرجادى ؟! … كل اللى وصلك اننا جينا عليكي بالعقد الباطل اللى بينا !… فكرى صح مرة واحدة بقى … فكرى بعقل بنت مرت بتجربة المفروض انها تكون اتعلمت منها …. باباكى فكر فى حل يأمنك بيه من اخوكى ومن نظرة الناس ليكي بعد اللى حصل .

نظرت له قليلاً بصمت وقد حجب الخسوف عقلها فلم تعد تعلم الخطأ من الصواب … لا تريد تصديق حديثه وتكذيب مشاعرها … ولكنه محق فى امر الجامعة .

توترت ملامحها واردفت بحدة لاذعة وهي تبعد عيناها عنه _ وانا كنت هروح جامعتى ازاي بعد اللى حصل !! .

نظر لها بتعجب واردف بقليل من الهدوء _ واللى حصل ده مين اللى عمله ! … مهو الكل*ب ده .

اتسعت عيناها بغضب واردفت مدافعة _ لاء مش خالد … خالد لايمكن يعمل كدة ابداا هو حكالي الحقيقة .

هز رأسه بيأس ثم مسح على رأسه بكفه يستدعي الصبر والهدوء مردفاً _ استغفر الله العظيم … يارب الهمنى الصبر ياربي .

رفع نظره اليها مجدداً يردف بهدوء _ لو لسة عايزة تخرجى ادخلي البسي وانا هستناكى برة .

التفت ليغادر وقد ارهق عقله حديثها الغير منطقي ولكنه عاد بنظره اليها مجدداً يردف بنبرة تحذيرية _ البسي حاجة كويسة وشعرك ميظهرش .

نظرت له بغيظ بينما غادر هو ودلفت هى تبدل ثيابها .

بعد نصف ساعة نزلت قمر الدرج خلف بدر وهى تشعر بالقليل من السعادة … فهى سترى الشارع بعد شهرين متواصلين لها فى هذا السجن كما تنعته .

اوقفها على مدخل المنزل مردفاً بهدوء _ استنى هنا لما اخرج السيارة من الجراج .

نظرت للدراجة البخارية التى تصطف بجوارها ثم عادت بنظرها اليه واردفت بترقب وتمنى _ هو مينفعش نروح بالمتوسيكل !! ..

توترت ملامحه قليلاً … فذهابهما سوياً على الموتور سيجعلها اكثر قرباً منه وهذا ما يخشاه ويحسب له الف حساب …

نظرت له باستعطاف تردف بترقب _ علشان خاطرى خلينا نروح بالمتوسكل !.

تنهد بعمق يطالع حركاتها التى تغلف قلبه بالسعادة ثم لا ارادياً اومأ لها مضطراً فهو لا يستطع رفض طلباً لها برغم كل ما فعلته وتفعله وستفعله.

اما هى فكانت تفكر بطريقة اكثر مكراً … فبالسيارة ستكون حركتها مقيدة اكثر وهى تنوى تجربة خطة هروب يمكن ان تنفذها ان سنحت لها الفرصة ..

فك قيد الموتور وصعده بسهولة واحتراف امام عيناها التى اعجبها ذلك المنظر … اردف وهو يطالعها بترقب _ اركبي بس اهم حاجة ابعدى رجلك عن المنطقة دى خالص ( منطقة التروس الخاصة بأدارة حركة الدراجة البخارية ) .

اومأت وبالفعل صعدت خلفه ثم تلقائيا لفت ذراعيها حول خصره فنعقدت معدته واغمض عينه بسبب حركتها تلك التى اثارت وارعشت سائر جسده وأيقن انها نقطة ضعفٍ له ..

تنهد بعد ثوانى وقد ادار المحرك واردف باستعداد وحنو _ امسكى كويس .

تشبتت به بقوة وتحرك هو بسرعة متوسطة وقد بدأ يقود بمهارة تلفحهما نسمات الهواء المنعشة فينتفخ قميصه أسفل ذراعيها في مشهد جعلها تبتسم عليه وتتذكر والدها عندما كان يأخذها خلفه الى مدرستها الاعدادية .

اردف بدر متسائلاً بملامح يظهر عليها السعادة _ عايزة تروحى فين يا قمر ؟! .

تنهدت قليلاً وقد تذكرت ذلك المكان التى كانت تذهب اليه مع المدعو خالد … اردفت فجأة بشرود _ فيه مكان حلو ع النيل اسمه **** خدنا عنده .

اومأ لها وبالفعل اتجه اليه غير مدركاً لما تفعله هذه الماكرة .

&&&&&&&

في فيلا الوزير يجلس خالد فى غرفته بغضب … يحاول الوصول الي قمر ولكنه لا يستطيع … فجميع الوسائل التى تصل اليها خارج نطاق الخدمة ..

دلف عليه والده ينظر له بحدة مردفاً مباشرةً دون سابق انذار _ انت تواصلت تانى مع البنت اللى اسمها قمر !

نظر خالد الى والده بجرأة واردف _ ليه ! خير ؟

غضب شريف واردف بحدة _ لما اسألك تجاوب متسألش … جوزها جه هنا وكان عايزك … وانا هددته بس شكله كدة مش من النوع اللى بيخاف …. يعنى احسنلك تبعد عنها خالص وملكش دعوة بيها .

توتر خالد واردف بقلق وهو يقف _ جوزها ! … جه هنا امتى !! .

اردف شريف بغضب _ مش مهم جه امتى … المهم تبعد عنها خالص … انا مش ناقص مشاكل ولا شوشرة … وكفاية اللى حصل قبل كدة وقدرنا نلم الموضوع … دى دلوقتى واحدة متجوزة … المرة الجاية لو قربت منها انا مش ضامن ايه اللى يحصل .

خرج شريف مندفعاً من غرفة خالد بينما شرد الآخر يفكر بغضب … فما زال يريد الانتقام من هذا البدر على ما فعله به … هو لم يأخذ غايته من قمر مثلما كان يخطط … ان لم يفعل ما توعد به امام اصدقاؤه فتكون وصمة عار بالنسبة له … عليه ان يجد حلاً وخطة بديلة فى الحال .

&&&&&&&&&&

وصل بدر الى المكان التى اخبرته عنه قمر … صف الموتور وترجلت قمر وتبعها هو وخطى سوياً الى الداخل …

رحب بهما النادل الذى نظر لقمر وعرفها على الفور ولكنه التزم الصمت .

لم تبالي هى ومرت قاصدة الطاولة التى كانت تجلس عليها مع المدعو خالد … تبعها بدر بتعجب من تصرفاتها .

جلسا سوياً وبدأت قمر تشرد فى مظهر النيل وتتذكر حبيبها وحديثهما سوياً متجاهلة بدر تماماً .

جاء النادل يتطلع عليها ثم اردف موجهاً حديثه لبدر _ اتفضل طلباتكوا ايه !

تنهد بدر ونظر اليها متسائلاً _ هتطلبي ايه ؟

خرجت من افكارها على صوته المتسائل واردفت ناظرة للنادل _ تشيز كيك وميلك شيك .

اومأ النادل فهذا طلبها المعتاد بينما اردف بدر بهدوء _ وانا قهوة سادة .

اومأ النادل وغادر يحضر طلباتهما بينما نظر بدر لقمر واردف متسائلاً بترقب _ انتى جيتي هنا قبل كدة ! .

توترت ملامحها واردفت بعيون زائغة وكذب _ انا !! … احم اه فى مرة انا والبنات جينا هنا من كام شهر … اول ما دخلت الجامعة .

شعر بدر بالضيق وعدم الراحة فى حديثها ولكنه قرر الانتظار …

بعد دقائق جاء النادل بالطلبات ووضعها وغادر … تناول بدر فنجان القهوة وبدأ يرتشف منه وهو يتطلع على قمر التى اردفت فجأة _ احم … انا هروح التواليت .

نظر لها بدر بعمق قليلاً قبل ان يومئ فوقفت هى متجهة للمرحاض الخاص بالمطعم تلقائياً دون سؤال احدهم عن مكانه .

كان يتابعها بعينه الا ان اختفت عن انظاره وبدأ يشعر بعدم الراحة .

اما هى فدلفت الى الدرهة المؤدية الى المرحاض بالفعل ولكنها اتجهت الى مكان طهى الاطعمة واشارت للنادل الذى جاء متسائلاً _ خير يا انسة !

اردفت بتوتر وهى تنظر خلفها _ لو سمحت ممكن موبايلك ثوانى ؟ … هعمل مكالمة بسرعة .

نظر لها النادل بقلق ثم اومأ وهو يخرج هاتفه من جيبه وناولها اياه … التقطته منه سريعاً وابتعدت لآخر الردهة ثم قامت بالاتصال على الرقم التى تحفظه عن ظهر قلب .

بعد ثوانى فتح الخط واجاب خالد متسائلاً _ الو !!

اردفت قمر بلهفة _ ايوة يا خالد انا قمر .

تعجب خالد واردف بتساؤل _ قمر !!! رقم مين ده ؟

تنهدت وتابعت _ اسمعنى دلوقتى مش لازم اسألة … انا فى المطعم اللى كنا بنتقابل فيه انا وانت … وبدر برة وانا مش عارفة هاخرج تانى ولا لاء … لو ينفع تيجي تاخدنى !.

توتر خالد قليلاً وبدأ يفكر ماذا ان رآه بدر قبل ان يهربا وقتها هو هالكٌ لا محالة .

اردفت قمر بلهفة _ بسرعة يا خالد مافيش وقت … انا لو روحت مش هعرف اكلمك تانى لانه اخد الفون منى انا بكلمك من موبايل الجرسون .

اردف خالد بترقب وخبث _ تمام يا حبيبتى … مسافة الطريق وهبقى عندك .. بس انتى جاهزة ! … اوراقك معاكى ؟

اومأت قمر وقد زادت ضربات قلبها تدفق مشاعر سلبية استحوذت عليها وهى تردف _ اه معايا … جبتهم فى الشنطة قبل ما اخرج .

اردف بقلق _ تمام … مسافة السكة وهجيلك يا حبيبتى .

اغلقت معه وناولت الهاتف للنادل شاكرة ووقفت تسحب شقيهاً قوياً بتوتر وقد بدأت تشعر بالاختناق والضيق لا تعلم لما .

بينما عند خالد الذى شرد يفكر قليلاً فى الامر بقلق خوفاً من بدر ان يراه ولكنه فى نهاية الامر قرر الذهاب فهذه فرصته للانتقام وقد اتت له على طبق من ذهب .

خرجت قمر مجدداً الى بدر وجلست تنظر له ولكنها وجدت ملامحه متهكمة غاضبة … تعجبت بصمت وبدأت تتناول الحلوى التى امامها متجاهلة اياه .

اما بدر فكان يطالعها بصمت ونظرة عتاب حادة كأنه فهم ما تنوى فعله … توترت قليلاً ولكنها ظلت تأكل وتنظر للنيل من حولها بقلق .

اما هو فوقف فجأة واردف بحدة _ يالا بينا .

تركت الشوكة من يدها واردفت تطالعه بعيون متسعة وتعجب وقلق _ يالا على فين !!! … انا لسة مخلصتش !

اخرج من جيبه بعض الاوراق المالية ووضعها على الطاولة مردفاً بنبرة لا تحمل النقاش _ قولت يالاااا .

وقفت منتفضة وقد تهكمت ملامحها … تناولت حقيبتها وخطت معه للخارج بغضب وصمت وهى تفكر … هل كشف امرها ؟! .

ترك الموتور مكانه وقد اوقف سيارة أجرى مما جعلها تردف متسائلة _ هنركب تاكسي ليه !!

تجاهلها تماماً وبالفعل توقفت سيارة الاجرى الذى فتح هو بابها الخلفي وادخلها واغلق الباب ثم لف وصعد من الجهة الآخرى وانطلقت السيارة عائدة بهما الى البيت بعدما افشل مخططها وجعلها تحقد عليه اكثر واكثر .

&&&&&&

بعد دقائق وصل خالد بسيارته امام المكان … خشى الترجل على قدمه حتى لا يلتقي ببدر وفضل الانتظار خارجاً ولكن انتظاره سيطول .

قرر الاتصال برقم النادل وبالفعل اخرج هاتفه وقام بالاتصال على نفس الرقم … اجاب النادل بترقب _ الو .

تحمحم خالد واردف بتساؤل _ كان فيه انسة بتكلمنى من الرقم ده من شوية !!

اردف النادل بهدوء _ ايوة هى مشيت هى واللى معاها من دقايق بس .

تعجب واغلق الهاتف ثم نظر للامام بغضب وحنق مردفاً _ مشيت !!! … معقول يكون عرف انها ناوية تهرب !.. طب وبعدين بقى ف الحكاية اللى طولت اوى دى ؟!

بعد دقائق آخرى وصلت السيارة امام منزل بدر … ترجل هو وتبعته هى بغضب عارم … دفع للسائق اجرته ونظر لها بحدة مردفاً _ اطلعي .

دبت قدماها فى الارض بغضب وصعدت وهو خلفها الى ان وصلت امام شقتهما ..

فتح الباب ودلفت بغضب متوعدة وتبعها هو مغلقاً الباب خلفه .

وقفت فى نصف الصالة تطالعه بغضب من فشل خطتها وقد اردفت بتمرد _ انت ازاااي تتعامل معايا كدة !!! … اومال خرجتنى ليه ؟ … انت قاصد تهيني قدام الناس !.

اقترب منها حتى اصبح وجه قريباً جداا من وجهها واردف بنبرة غاضبة قوية متألمة _ للدرجة دى شيفانى صغير !! … للدرجة دى شيفانى غبي !! … ولا علشان انا بتعامل معاكى بلين ! … لازم اكون قاسي وعنيف معااااكى ؟ .

تراجعت خطوة للوراء بخوف واردفت متسائلة بتوتر وزعر وهي تعلم الاجابة _ ليه بتقول كدة انا عملت ايه !! .

اعتدل يشدد على خصلات شعره الامامية بقوة وغضب ثم فجأة رطم المزهرية الكريستال التى كانت موضوعة على طاولة عمودية فى احد الاركان بظهر يده بقوة فسقطت وتناثر زجاجها فى كل مكان امام اعين تلك التى دب الرعب فى قلبها وهى تراه لاول مرة فى حالته تلك .

اما هو فقد جن جنونه وهو يعيد فعلتها فى عقله … تقدم منها مجدداً وهى تطالعه بعيون متسعة وتعود للخلف بخوف بينما هو تجاهل خوفها وظل يقترب الى ان سقطت على الاريكة من خلفها فمال عليها يردف بحدة وألم _ اخدانى المكان اللى كنتى انتى وحبيبك بتروحيه !!! … قاعدة معايا وانتى بتفكرى فيه وفي الكلام اللى كان بينكم !! … للدرجة دى انتى ما عندك احساس ! … ما شوفتى ازاي الجرسون كان بيبصلي !! … انا تعملي معي كدة !!! … انا تخلي الناس تحكى عنى بالعاطل !!!

اعتدل يدور حول نفسه لا يقبل فكرة ما حدث ثم عاد اليها مجدداً يتابع _ ازاي وثقت فيكي ! … ازاي كنت شايفك مسئولة !! … كنتى عايزة تهربي !!! … دخلتى الحمام لحتى تكلمى الك*لب ده صح ؟! … ردى عليااا .

قال الاخيرة بصراخ افزعها وجعلها تومئ بصمت فتابع _ كنت حاسس كدة … ولما دورت فى شنطتك وشوفت اوراقك وجواز سفرك اتاكدت … ليه عم تعملي معي كدة … ليييه ؟

بدأت قمر تبكى بقوة وتهز قدماها لا ارادياً بخوف … نظر لحالتها قليلاً قبل ان يغمض عينه ويقرر الهدوء بعض الشئ … اتجه يجلس على الاريكة المجاورة يضع رأسه بين كفيه وبغمض عينه بألم بينما هى زاد بكاؤها وبدأت تنتحب وترتعش مما جعله يستغفر سراً ثم اردف بهدوء نسبي _ اهدى يا قمر .

لم تهدأ قمر بل زادت حالتها تلك فاستغفر ووقف يتجه للمطبخ بحذر وعاد بعد ثوانى يحمل كوب ماء ثم مد يده اليها يردف بحنو _ اشربي يا قمر واهدى .

هزت رأسها معترضة وهى تردف ببكاء وصوت متحشرج _ مش عايزة حاجة .

تنهد بضيق ووضع الكوب على الطاولة … قلبه يجبره على تهدأتها وعقله يجبره على الابتعاد ..

ظلت تبكى وترتعش تحت انظاره لدقائق وبالطبع تغلب قلبه على عقله واتجه اليها يجلس بجوارها بترقب وقلق من ان تعنفه او تبعده كعادتها فهو لم يعد يحتمل ردود افعالها المجنونة هذه ..

جلس ومد يده يربت على ظهرها بحنو وحزن ولكنها فاجئته وارتمت بين ذراعيه تبكى وكأنها تحتاج الى الاطمئنان والاحتواء بشدة .

تصلب جسده لثوانى يستوعب ما فعلت ثم بدأ يلف ذراعيه ببطء حول جسدها الضئيل يحتويه بين صدره ليشعرها بالامان ويمتص خوفها وحزنها ويبث لها الهدوء والسكينة .

بعد دقيقتين هدأ فوران قلبه وبردت نار صدره بعناقها المفاجئ له اما هى فبدأ انتحابها يهدأ رويداً رويداً حتى استعادت وعيها وهدوئها .

تململت من بين ذراعيه ففك قيده عنها واعتدلت هى فى جلستها تنظر ارضاً بخجل لما فعلته ولكنها كانت بحاجة ملحة الي مكان آمن تلجأ اليه ولم تجد الا صدره .

اما هو فتحمحم ووقف مضطراً يبتعد قبل ان يعانقها مجدداً فهذا ما يتمناه منذ زمن … جلس امامها يطالعها بصمت … اما هى فرفعت نظرها اليه لترى ملامحه كما لم تراها من قبل … وسيم جدااا ودافئ … استطاع ان يمتص غضبها وقلقها وخوفها منه بمجرد عناق .

اردف هو بهدوء وحنو متسائلاً _ احسن دلوقتى ؟! .

اومأت بصمت فناولها كوب الماء مجدداً … تناولته هذه المرة وبدات ترتشف القليل ثم توقفت ووضعته على الطاولة .

تنهد يعود بظهره للوراء ثم رفع رأسه للاعلي يغمض عينه … كيف له ان يقنعها انها مخطئة !! … تصرفاتها مراهقة غير مسئولة ستوقع نفسها فى الاخطاء … متمردة عنيدة لا تستجيب لا بالعنف ولا باللين … حقاً احتار فى امرها .

عاد برأسه اليها يطالعها بتشتت مردفاً _ اعمل معاكى ايه ؟! .

نظرت له بهدوء ثم اردفت بصدق _ انا عارفة ان انا غلطت … بس ده رد فعل لحكمك عليا انت وبابا .

تحشرجت تكمل بحزن _ انت متخيل لما تحبسنى هنا طول الوقت ده كله لوحدى هتصرف ازاي ! … انا اصلا طول عمرى عايشة لوحدى … حتى فى بيت بابا كنت دايما لوحدى وبابا فى شغله … بس كنت بتسلى مع اصحابي … انما هنا انت حابسنى زى المتهمة وحتى ناهد صاحبتى خلتونى اقطع علاقتى بيها … خالد هو الانسان الوحيد اللى كان بيفهمنى … كان بيسليني … مع انى عمرى ما خليته يتعدى حدوده معايا … اتصرفت غلط يمكن بس مسمحتلوش يغلط او يتمادى ابدااا … وهو اصلا تقبل كدة وكان راضي ومبسوط كمان … خالد هو اللى فهمنى عن اخويا اللى دايما كان بيتعصب عليا من اقل كلمة مراته تقولهاله … بابا ايوة كان بيحبنى بس معلمنيش الصح ولا الغلط … اعطانى الحرية فى كل حاجة بس كنت دايما وحيدة … انا كنت محتاجة ايد تطبطب والايد دى كانت خالد …

اللى حصل ده مكنش مقصود ابدااا انتوا اللى فسرتوه على مزاجكم لانكم عايزين تقتنعوا انه وحش وبتسلى بيا … بس لاء هو كان فعلا هيعرفنى على مامته وباباه وبعدما هيطلب ايدي رسمى من بابا … وحتى الصور اللى انتشرت دى هو مالوش علاقة بيها … بس انتوا حكمتوا عليا بالاعدام … خلتونى امضي على عقد جواز غصب عنى … حتى انت اللى كنت مفكرة انك غير بابا … طلعت زيه وحبستنى هنا فى بيتك وبقيت تعاملنى بجفاف بعد ما كنت بتتعامل معايا حلو … كل حاجة هنا بقت تخنقنى وبقيت بحس انى هموت لو مخرجتش من هنا … انا كنت عايزة اكمل تعليمي واتخرج وافرح واتجوز اللى بحبه زى اي بنت … انا مغلطتش ابدااا … انا حبيت وده مش عيب .

عاد قلبه يؤلمه من جديد … هى تعترف بحبها لآخر امامه وعليه ان يتفاهم ويتقبل ذلك …. لا تراه ابداااا مخطئ ومخادع وعليه ان يتقبل ذلك … لما لا ترأف بحالته الميئوس منها !!!… لما لا تباااالي !! .
يعلم انها تفكر فى غيره وتفضل غيره وعليه ان يتقبل بالاجبار … عليه ان يعشقها فى صمتٍ تام … حتى لو انفجر قلبه وسط قفصه الصدرى من شدة الالم فليصمت … حتى وان ادمعت عيناه دماً فليصمت … حتى لو احترق دمه وجف من عروقه فليصمت … يكفى ان تكون هى ملكة قلبه .

تنهد بضيق يبتلع حلقة مريرة ثم اردف بهدوء _ طيب يا قمر لو جبتلك دليل انك كنتى غلطانة وان خالد ده كان كذاب واستغلالي ! … ياترى هتصدقي ؟

نظرت له بعمق تفكر قليلاً … هل يمكن ان تثق بدليله اكثر من كلام حبيبها !!! .

اومأ عندما طال تحديقها به وقد تيقن اجابتها … اردف بهدوء وقد استنذفت تلك المسألة روحه وجهده _ تمام … بس برغم كدة هجيبلك دليل قوى … برغم كدة يا قمر هحاول اثبتلك انك كنتى غلط ووثقتى بالشخص الغلط … هكون متفهم معك لابعد درجة تتخيليها … وبالنسبة لصاحبتك انا هخليكي تشوفيها … ومحاضرات الجامعة هتكون عندك من اول بكرة وتبدأي تذاكرى وتهتمى بمستقبلك وتنسى الماضي شوي … من اول بكرة يا قمر عايزك ترجعى قمر البنوتة بتاعة زمان باستثناء حكاية خالد ده تماماً لحد ما اجبلك دليلي … وقتها بدك تصدقيني او بخرجك من سجنى .

نظر لها نظرة أخيرة ثم وقف ليجمع قطع الزجاج المكسورة ولكنه التفت اليها مجدداً يتابع _ لو عايزة كل الامور توضح امامك ! ولو حابة ان ينور بصيرتك ؟.. جربي تصلي يا قمر .

اتجه الى المطبخ ليحضر ادوات التنظيف بينما هى شردت تفكر فى حديثه المقنع نوعاً ما .

وقفت وتحركت بهدوء الى غرفتها ولكن قبل ان تصل الى الباب انحنت تصرخ بألم أثر قطعه الزجاج التى جرحت قدمها .

اسرع بدر اليها تاركاً ما بيده وهو ينحنى على ركبتيه ويتمسك بقدمها مردفاً وهو يرفعه الى انظاره يتفحصه _ انتى قومتى ليه دلوقتى بس !!.

كانت تتألم وقد بدأ الجرح ينزف ولكنها اردفت بتمرد _ بردو هتلومنى انا ! … مش انت اللى كسرت الفازة ؟

هز رأسه بقلة حيلة وهو يضغط على الجرح ثم وقف وحملها فجأة عائداً بها بحذر الى الاريكة .

مددها عليها واتجه يحضر علبة الاسعافات الاولية ثم عاد ينحنى بجانب قدماها تحت انظارها المتعجبة … بدأ يطهر الجرح وهى تنكمش وتتألم تحت انظاره وقلبه الذى شعر بالندم من غضبه وتهوره الغير معتاد .

ضمد جرحها البسيط واعتدل يجلس مجدداً يطالعها بتنهيد قبل ان يردف بهدوء _ انا أسف … آخر شئ اقصده هو انى اجرحك يا قمر .

نظرت لعيناه وعندما وجدت بداخلهما بريقاً غريباً توترت وابعدت نظرها تردف بتلعثم _ لاااا … ابدا … حصل خير … مانا كمان كسرتلك البيت كله امبارح .

شبح ابتسامة ظهرت على فمه ثم اومأ لها ووقف يردف _ زى مانتى متتحركيش لحد ما اجمع الازاز ده كله .

اومات له وبالفعل بدأ ينظف المكان بنفس الطريقة السابقة وهى تتابعه بنظرة جديدة وقد رأت جانب جديد من شخصيته .. جانب حنون متفهم … فبعد ذلك الموقف التى ظنت انه سيعاقبها على ما فعلته وسيعنفها جاء هو بتصرفه وخالف توقعها … فقط جعلته دموعها يتراجع … حسنناً اذاً هذا سلاحها الجديد معه الذي ستستعمله .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خسوف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى