روايات

رواية شبكة العنكبوت الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الجزء الثاني والعشرون

رواية شبكة العنكبوت البارت الثاني والعشرون

رواية شبكة العنكبوت
رواية شبكة العنكبوت

رواية شبكة العنكبوت الحلقة الثانية والعشرون

( العملية س )
دق الهاتف صباح الثلاثاء في منــزل »نورا« ، قامت متثاقلة لتجيب المتصل ، لم تحظَ بأي قدر من النوم في تلك الليلة التي أمضتها في التفكير في قرارها ، ربما أخذتها لحظة الغضب قليلا وتمادت في هذا القرار، ربما الأفضل أن تغلق تلك الصفحة إلى الأبد وتدع عنها تلك المخاطرة ، تتساءل هل ما تفعله لرد حقها فيه ظلم سلامة ؟ هل تترك ذاتها لتتحول من مظلومة إلى ظاملة؟ ثم تعود لتؤكد لنفسها أن »سلامة « هو من تمادى في ظلمه وطغيانه ، تلعن الظروف وترى ذاتها ضحية لكل الأشخاص الذين مروا بحياتها، فتزداد عزيمتها في الانتقام ولو لمرة واحدة في حياتها ، مرة واحدة تســمح لها الحياة أن تكون الأقوى ، أن تكون الفاعل لا المفعول به، هل يجب أن يدفع »سلامة « فاتورة الجميع؟ ربما ولما لا، هو يستحق بلا شك أن يكون كبش الفداء فهو أكثر من أذاها وأساء اليها.
كما هــو المتوقع كانت »ريم« هي المتصلة بغاية التأكد من تنفيذ المتفق عليه حسب الخطة الموضوعة .
– يا »نورا« إزيك عاملة إيه؟ صباح الفل .
– أيوة يا حبيبتى إزيك أخبارك إيه؟

 

 

– بطمن منك جوزك جاى ولا مش جاى انهارده ؟
– لحد دلوقتي جاى.
– طيب لــو حصل فى الأمور أمور كلمينى ، أنــا عشرة بالظبط أنا وأسماء هنكون حوالين البيت.
-تمام عشرة كويس.
– خلاص يا حبيبتى لو قالك مش جاى، غيري رأيه اتخانق معاكى أى حاجة حصلت بلغينى عشان منزلش على الفاضي .
– أكيد طبعا لو حصل أى حاجة هابلغك انتى وأسماء فورا..
– تمام هاستنى منك تليفون.
– على ميعادنا.
– على ميعادنا حبيبتى، سالم .
– سلام .
فى تمام الســاعة التاسعة والنصف مساء نفس اليوم تلاقت »ريم« و«أسماء« بجوار منزل »نورا« كما هو الاتفاق ، وبحسب الخطة انتظرتا فى الســيارة لحظة الصفر أو الإشارة ببدء العملية، أكدت »نورا« تحرك الزوج إلى المنزل بالفعل، انتظرت »أســماء« مع »ريم« في سيارتها على طريق جانبى يبعد ثلاث دقائق من منزل »نورا«، وخمس دقائق من محــل صانع المفاتيح ، رنة واحدة من »نــورا« على هاتف »ريم« أذنت بالانطلاق ، هرعت »ريم« و«مايســة« فى هذه اللحظة إلى منزل »نورا« لتفاجآ بوجود البواب أمام شــقة »نورا«، حمدتــا الله على صعودهن بالدرج بدلا عن المصعد واختبأتا في الطابق الأسفل حتى استقل البواب المصعد هابطا.
»ريم«:
– الحمد لله إن الاسانسير بتاعهم ده بمفتاح ، تخيلى لو كنا طالعين فى الاسانسير ولقينا الراجل واقف معاها فوق ، أنا مش عارفة دي غبية ولا إيه؟ كانت تستنى على الرنة لما يغور فى داهية .
– خلاص الحمد لله انه مخدش باله مننا.
صوت المصعد لحظــة وصوله إلى الطابــق الأرضي أعلن بخروج البواب من العماره فانطلقتا إلى الممشاة سريعا قبل أن تلمحا شخصًا آخر ، اقتمستا الأدوار فورا وانطلقتا للتنفيذ ، لم يستغرق الأمر الكثير من الوقت ، فى خلال عشر دقائق كانت »ريم« وأسماء فى طريقهما إلى وضع المفاتيح أمام باب »نورا« .
»أسماء«:
– روحي انتي على العربية وانا هاطلع المفاتيح وأجيلك .
– حاولي محدش يشوفك وانتى طالعة وانتى نازلة .

 

 

– هو بيت العفاريت ده فيه حد أصلا .
– ماشى هاسبقك أنا على العربية ويلا بسرعة .
أسرعت »أســماء« إلى حيث باب »نورا« ووضعــت المفاتيح تحت الممشاة ، وفي هذه اللحظة يهبط المصعد من أعلى فتختبئ بين الدورين حتى ترى مستقيل المصعد لتكتشف حينها ان المصعد كان فارغا ويبدو ان البواب قد استدعاه لرجوعه بطلبات »نورا«.
انتظرت حتى اقتراب المصعد لتتســلل على الــدرج بخفة قبل ان يلاحظها البواب ، كانت دقــات قلبها تعلو وتهبط ، حين وصل المصعد إلى الأعلى أسرعت »أسماء« إلى الأسفل طائرة فوق سلالم الدرج من فرط التوتر، وفور خروجها إلى الشــارع تلفتت يمينا ويســارا وكادت أن تصدمها إحدى السيارات اثناء عبورها الطريق بسبب هذا الارتباك غير المبرر ، بالنهاية عادت إلى »ريم« سالمة بينما تتنفس بسرعة كما لو كانت آتية من سباق للعدو، مما أثار استغراب »ريم«.
– فى إيــه يا بنتى عامله كده ليه، انتي عندك القلب؟ خدي نفســك واشربي ميا .
– قلبى هيقف، الواد الزفت البواب طلع وانا بحط المفاتيح .
– هو شافك؟
– لأ ما شافنيش.
– طب أومال خايفة ليه؟
– قلقت يا ستي، لو الموضوع اتكشف يربطوا بيني وبني الموضوع ، وهو عارف شكلي وعارف أني صاحبتها.
– فال الله ولا فالك يا بومة، رنيتي لها والا أرن لها؟
– رنيت لمين ؟
– لنورا هيكون لمين؟ بعتى رسالة ولا رنيتى عليها ولا أى حاجة ؟
– لا أنا قلت انتى اللي هتعملي كده .
– ماشى انتى الواحــد ميعرفش يعتمد عليكى
– انتى مش متخيلة الـلي كنت فيه، أنا كنت مرعوبة، بقولك البواب يشوفنى وهو اصلا شــافني ميت مرة وانا جاية لها عادي زيارة، فلما يشــوفني وانا جاية ومش طالعة ولا داخلة البيت يقول عليا ايه جاية أسرقهم والا جاية أرميلهم عمل ؟ وهو عارف إن جوزها جوة.
– هيقــول عاملة لها عمل طبعا ههههــه، عموما خلاص أنا رنيت عليها، ها أوصلك فني ؟
– لا متوصلنيش إلا لأول الشارع وأنا هاركب أى حاجة .
– ماشى زى ما تحبي.

 

 

وانتهــى هذا اليوم بكل ما فيه من مغامــرات وتم تركيب الأجهزة بالسيارة واستخراج نسخ أخرى على المفاتيح بنجاح .
بعد انتهــاء المهمة الأولى في العملية س كما أســمتها »ريم«، بدأت ”نورا“ في مراقبة تحركاته والاستماع إلى مكالماته ، لم تضف لها المراقبة معلومة جديدة فيما يخــص علاقتها به، كانت تعلم بخياناته المتعددة كما كانت تعلم بضعف شــخصيته أمام أبنائه، ربما المعلومة الوحيدة الجديدة كانت تجارته بالعملة وإن كانت قد ســبق وتوقعت ذلك نظرا لعمله بالسياحة وتحصله على العملة بسهولة ، ما لم تتوقعه هو تورط ابنه ذي المنصب الحساس في تجارة العملة هو الآخر ، معلومة قيمة قد تضيف بعدا جديدا للمفاوضات ومن الوارد أن تمثل مزيدًا من الضغط عليه ليقبل بأي شروط ومطالب.
حاولت »ريــم« أن توفر المزيد من أجهزة المراقبة سريعا لمايسة ونادية تنفيذا لرغبتيهما ، كانت مشــفقة عليهما من معرفة الحقيقة، فبحكم تجربتها أصبحت مدركة للفرق بين الشــك والتيقن ، الأمر ليس مجرد مغامرة صغيرة تكتشف من خلالها بعض الأسرار ، لكن الحقيقة أن هذه التجربة مؤملة حتى النخاع، شديدة القسوة، تقلب كل المقاييس في لحظــة وذكراها تخلف جرحًا لا يندمل مهما طال الزمن، لكن برغم هذا الألم المربح فإن عقلها يحدثها أن هذا الوجع الكاشف للحقيقة بكل قذاراتها افضل من الاســتمرار في الدوران داخل دوائر الشك والحرية، والغرق في دوامات الحزن والغضب كما غرقت هي شــخصيا من قبل.
بالنهاية أليس من الأفضل إن لم نســتطع التأقلم مع واقع يسمم خلايا أبداننا ببطء أن نتجرع هذا السم كله مرة واحدة ؟ أليس الموت أحيانا أرحم من الحياة بجســد عليل؟ أليس الموت في حــد ذاته بداية لحياة أخرى؟ ألم تكن معرفة الحقيقــة هي الغاية والهدف دائما أبدا؟ لماذا نخشى من اكتشاف حقيقة ما لمجرد أنها ستؤملنا؟ ونقبل أن نعيش أملًا يوميًّا نتقلب فيه صباحا ومســاء في علاقة مرهقة رافضين أن نلقي بها إلى الماضي ونسير إلى الأمام .
في الســاعة الثامنة والنصف صباحا وبعد خلــو المنزل من
»على « والأطفال ، اتصلت »ريم« تليفونيًّا بمايسة لتزف إليها خرب توفر أجهزة المراقبة ، كانت ”مايسة“ ما زالت في طريقها للعمل .

 

 

– صباح الفل، عاملة إيه؟
– أنا كويسة يا »ريم« عاملة إيه انتى ؟
– ”نورا“ حكت لك اننا خلصنا في موضوع الحاج؟
– أنا كلمتها واتطمنت منها إن الموضوع تم بدون مشاكل الحمدلله.
– عقبال التنفيذ بأة.
– يا رب، ربنا يستر هترني عليها، دي رنة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى