روايات

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الثالث والعشرون

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الثالث والعشرون

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثالثة والعشرون

🌺 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺

مَا كُلُّ مَا يَتَمَنَّاه الْمَرْءُ يُدْركُهُ * تَجْري الرّيَاحٌ بمَا لَا تَشْتَهي السَّفَنُ

………..

عانت لمياء من الوحدة فى شقتها الجديدة ، وتمنت أن لو تعود بها الأيام .

فتطيع بلال ولا تتركه ، فهو كان أهون كثيرا من عشرتها مع سعود الذى تفنن فى ايذائها بكافة الصور .

وليس هو فحسب بل وزوجاته أيضا لم يتركنها لحالها غيرةً منها .

 شعرت لمياء ببعض الملل ، لذا قررت لمياء الاستحمام لإنعاش نفسها وتقضية الوقت ، ولكنها حين ولجت المرحاض ودخلت حوض الاستحمام ثم بدأت فى فتح صنبور المياه فنزلت المياه منه باللون الاحمر كالدم ، فصرخت لمياء …إيه ده !

دم معقول !

يا لهوى ، يا لهوى .

هو حد قاتل قتيل ودمه بيتسرب عندى .

ولا قتيل ايه ؟

ده اكيد جوز الغربان اللى متجوزهم سعود ، عمالة عمل برده ، مهما مش هيسكتوا غير لما يجيبوا أجلى .

انا مش عارفة انا عملتهم ايه ؟

كان مستخبيلى كل ده فين ؟

رحمتك يارب .

ثم أسرعت لارتداء ملابسها وتركت صنبور المياه مفتوح، وخرجت من المرحاض .

وأمسكت هاتفها بيد مرتعشة ، واتصلت بـ سعود .

وبصوت مرتجف قالت …ألحقنى يا سعود الحنفية بتنزل دم .

سعود باندهاش …كيف ده ؟

لمياء باتهام ….يعنى مش عارف !

ولو مش عارف ، اسأل الهوانم اللى وراك .

ثم بكت قائلة ..هو فيه ايه يا سعود ؟

انتم عايزين تموتونى بدرى بدرى ليه ؟

انا عملت فيكم ايه ؟

طيب حتى استنوا لما أولد .

لكن كده حرام حرام والله .

سعود بنفى…مين جال هذا ؟

ده افترى منك لميا .

واظن انها تهيؤات حمل مش اكتر .

لمياء…..تهيؤات ايه بس !

مش مصدقنى تعال شوف بنفسك سعود

سعود …تمام أنا جى فى الطريق ، لا تقلقى لميا .

أغلق سعود الخط معها والتفت إلى صباح التى كانت وراءه ،وتبتسم بمكر .

سعود بغضب …ايش هذا اللى يحصل ما لميا ، صباح ؟

أما جولتلك ، اتركيها هالحين تولد .

وتجيب لنا الصبى ، وبعدين اتركها لكم ، تفعلوا ما تشائون فيها .

اقتربت صباح من سعود تعبث بشعره قائلة…احنا هنهزر معاها سعود ، لكن هى خفيفه كتير .

لكن كيف ما بدك نستحمل شوى كمان لعيون فيصل الصغير.

سعود بلا مبالاة …اوك صباح ، انا هالحين اذهب ، كى تهدىء قليلا من أجل الحمل لا اكثر .

ثم قال مهددا …ولا ابغى شكوى تانى صباح ، لحين ينتهى الحمل بسلام .

صباح …وهو كذلك سعود .

ثم تركها سعود وغادر سريعا إلى لميا .

التى تدثرت فى فراشها خوفا ، وكانت ترتجف أسفل الغطاء تنتظر قدوم سعود .

حتى حضر إليها سعود ولكنه انفجر ضاحكا حين وجدها ترتجف تحت الغطاء فقال …ايش هدا ، عفريت تحت الغطاء .

وكيف عفريت يشتكى من عفريت لميا !

فنزعت لميا عن نفسها الغطاء ، وأسرعت إليه وحوطت ذراعيه برقبته قائلة…أنت جيت سعود ، متسبنيش تانى .

لو سبتنى هموت هنا سعود .

سعود ..اتجننتى لميا !

هالشقة اختيارك أنتِ ، هالحين تجولى هتموتى فيها .

ايش هذا الجنون .

لمياء …مش مصدقنى سعود .

تعال أوريك المية بنفسك .

فذهب معها سعود إلى المرحاض ، ليجد الماء التى تنزل من الصنبور بيضاء طبيعية ليس بها أثر الدماء .

سعود …اين الدماء لميا ، اعملتى انك تتخيلين !

اتسعت عيني لمياء قائلة ….أقسم بالله العظيم ، المية كانت نزلة لون الدم .

فأمسكها سعود من يدها وأغلق الصنبور ثم خرج بها نحو غرفة النوم .

وعانقها بقوة ، هامسا فى أذنها …هدا كله من بعدى عنك لميا ، دعينى أرى جمالك كى تنسى هذا الجنون .

فدعت عليه فى نفسها ….آلهى تجن وتمشى عريان فى الشارع والعيال يضربوك بالطوب يا بعيد .

………………………..

كان عماد فى مكتبه غاضبا بشدة ويتساءل ….برده مجتش النهاردة .

ثم أجاب نفسه …مش حضرتك اللى طلبت أنها متجيش .

ده أنت غريب أوى يعنى .

…بس ده كان كلام من ورا قلبى ، لكن طبعا عايزها تكون قدامى على طول ، فى كل لحظة وثانية .

أنا مبقتش قادر صراحة على بعدها ، وعايز أروح أخطفها وتكون

 ليا لوحدى .

..طيب ما تروح تخطبها مستنى إيه ؟

…مستنى أتأكد من مشاعرها لانى خايف ترفضنى.

…ولأمتى طيب هتفضل كده ،معذب روحك ؟

….مش عارف ، بس أنا فعلا مبقتش قادر أسيطر على نفسى وبتمناها فى كل لحظة .

مش عارف ازاي ده حصل وامتى؟

ده زى ما تكون سحرالى .

..ااااااه من حبك يا أشرقت ، واللي عملوا فيا

وبينما هو كذلك ، وجد من يطرق عليه باب مكتبه .

فأذن له .

فإذ بها فتاة ، ملامحها بسيطة على قدر من الجمال .

عينيها واسعة ، شديدة السواد كالليل مع بشرة خمرية مميزة ، وابتسامة تزيد من جمالها البسيط لأنها يظهر بها الغمزات التى تزين وجنتيها كلما ابتسمت .

ولكنها كانت فى الطول قصيرة نوعا ما ، فمن يراها من بعيد يظن أنها طفلة .

زفر عماد بنفور ، فهو لا يطيق أن يرى أحدا الآن وهو فى حالته تلك .

ولكنه ابتسم رغما عنه قائلا …فيه حاجة يا آنسة .

ارتبكت هدير نوعا ما ولكن استجمعت شجاعتها وقالت بصوت ضعيف ..وهى تمد يدها نحو عماد ….اتفضل موبيل حضرتك نسيته على الديسك فى المدرج .

فنظر إليه عماد غير مصدق أنه قد نساه ، حتى أنه بحث عنه

 فى سرواله ، وعلى مكتب فلم يجده بالفعل .

ثم فى النهاية مد يده إليها وأخذه شاكرا لها بقوله ….متشكر جدا

 يا آنسة .

فقالت …العفو ، أنا إسمي هدير .

عماد …هدير اسم جميل .

فابتسمت هدير …ميرسى لحضرتك .

عماد متسائلا “””

وحضرتك ازاي لقتيه ؟

يعنى اقصد أنتِ مش فى الصف بتاعى ، فإزاى دخلتى المدرج ولقتيه .

فنظرت هدير بإنكسار إلى الأرض محدثة نفسها …ده كمان مش واخد باله إنى تبع الدفعة اللى حضرته بيدرسلها .

هدير ….حضرتك أنا من دفعة الإعدادى ، وحضرتك كنت لسه مخلص المحاضرة من شوية .

ولفت نظرى صوت الموبيل وهو بيرن وأنا كنت بصلح بعض الأخطاء الكتابية اللى كتبتها بسرعة ورا حضرتك .

فأخدته وجبته لحضرتك .

ثم قالت باستياء …..

عن اذنك يا دكتور .

شعر عماد بالحرج لأنها طالبة عنده منذ فترة ولكنه للأسف لا يعرفها أو لم ينتبه لها يوما .

وقال ربنا لصغر قامتها ، فيمكن لهذا السبب تكون رؤيتها غير واضحة بيت الطلاب .

عماد بتودد …آسف يا هدير ، انى معرفتكيش ، بس أكيد من النهاردة هاخد بالي من حضرتك .

لمعت عيني هدير من الفرحة لسماعها منه تلك الكلمات .

فأسرعت للخارج تركض كالأطفال وتبتسم ابتسامتها الجميلة .

ولاحظ هو تلك النغزات عندما تبتسم .

فضحك قائلا ….حلوين أوى الناس اللي عندهم نغزة دول .

شكلها كيوت أوى .

ثم استنشق رائحة عطر جميلة ، لا يعلم مصدرها .

عماد …إيه الريحة الحلوة دى ، جاية منين ؟

ولكن عندما أتته مكالمة أخرى من والدته ورفع الهاتف على أذنه ، أدرك أن تلك الرائحة من الهاتف .

عماد …البنت دى شكلها بتستخدم برفان حلو أوى .

ثم ضحك قائلا ..شكلى هنسى الموبيل كتير ، عشان ترجعولى بالريحة دى .

ثم تعجب من نفسه أنه ابتسم رغم غضبه الذى كان واضحا عليه منذ لحظات لغياب أشرقت .

فعاد لعبوسه قائلا …وبعدين معاكى يا أشرقت دوختينى .

…………….

بسمة مازالت مع مؤمن فى مكتبه .

قالت بحرج …أنا مش عارفة أشكر حضرتك ازاى !

أنا متشكرة أوى على ذوقك معايا يا عمو.

مؤمن …لا شكر على واجب يا بنتي .

أنتِ أخت الغالية أشرقت .

وكل اللي تطلبيه مجاب ، وكمان المرتب اللي تحبيه هدهولك .

فطأطأت بسمة رأسها خجلا ، فأعجب مؤمن بحيائها .

مؤمن محدثا نفسه … ماشاء الله ، ربنا يبارك في دكتور بلال

على تربيته لبسمة وأشرقت .

مؤمن …ها يا بسمة يكفيكي كام مرتب شهري ؟

بسمة بحرج …أي حاجة يا عمو ، بس حضرتك تختبرني الأول فى الشغل ؟

وتشوف هل هستمر ولا مش هيعجبك شغلي .

مؤمن …هو أنا لسه هختبر ، أنتِ خلاص من النهاردة اتعينتى .

ثم أخرج لها ظرف به ثلاث آلاف جنيه ، ثم مد يده لها قائلا. …اتفضلي، وده نص مرتبك .

والباقى آخر الشهر ليكي اتنين ، يبقا خمسة عشان متتحسديش .

فابتسمت بسمة ولكنها حركت رأسها قائلة …أولا يا عمو أنا مقدرش آخذ الفلوس دى قبل ما أشتغل .

وثانيا طبعا المبلغ كبير باللنسبة لمبتدئة زيي لسه .

وأنا عارفة أن حضرتك بتعمل كده عشان صلتى بأشرقت .

لكن أنا للأسف حساسة شوية ، ومش عايزة حضرتك تعاملنى عشان الصلة اللى بينا .

أنا عايزة حضرتك تعاملنى كمجرد موظفة بعمل شغل وليه مرتب

زى أى موظف مبتدىء .

غير كده مش هقبل من حضرتك أي زيادة .

نظر لها مؤمن بإنبهار وحدث نفسه …لا البنت دى بجد فوق الوصف ، اللهم بارك .

بس فعلا لازم تاخد الفلوس ، لأن زى ما فهمت من أشرقت أنها محتاجة فلوس عشان كده ،عايزة تشتغل وهى لسه بتدرس.

فقال مؤمن مداعبا لها …كلامك على العين والراس يا بسمة

يا بنتى ، بس فعلا لو مخدتيش الفلوس دى .

اعتبرى نفسك مرفودة .

شهقت بسمة بخوف فور انهاء مؤمن كلامه، فضحك مؤمن على ردة فعلها قائلا…شوفتى مش تاخدى أحسن الفلوس .

يلا مدى إيدك بسرعة قبل ما ارجع فى كلامى .

فمدت بسمة يدها على خجل ، وأخذت المال .

بسمة ….شكرا لحضرتك ، بس والله كتير ده .

مؤمن …مفيش كتير عليكي يا بنتي ، أنتِ تستاهلي ده وأكتر .

ثم جاءه اتصال من لؤى .

لؤى بصوت يظهر عليه الغضب ….بابا ممكن حضرتك تتفضل عندى فى مكتبى دقيقة .

مؤمن مداعبا له …والله اللى عايزنى يجينى .

فزفر لؤى بضيق …بابا لو سمحت .

مؤمن …طيب طيب جى .

مؤمن إلى بسمة …بصى يا بنتى ، تعالى معايا للاستاذ مدير مكتبى ، الباشمهندس كريم .

وهو هيعلمك كل حاجة فى الشغل ، وهو عنده طريقة مبسطة

فى الشرح ، يعنى أنا متأكد كمان يومين هتكونى عارفة كل كبيرة وصغيرة فى الشغل .

وبعديها تورينى ابداعتك الجميلة .

فابتسمت بسمة ابتسامة عذبة قائلة …إن شاء الله اكون عند حسن حظ حضرتك .

فحدث نفسه مؤمن بقوله قائلا …..يا خلاثى على الابتسامة الجميلة .

اه يا نارى لو كنت أصغر كده أربعين سنة ،كنت اتجوزتها السكر .

بس يلا النصيب بقا .

مؤمن ….والله يا بنتى أنتِ الحظ نفسه ، ربنا يوفقك.

أسيبك أنا اشوف أستاذ لؤى عايز إيه ؟

فابتسمت بسمة بمكر محدثة نفسها …يمكن عايز تغيرله هدومه هههههههههههه.

ثم بخطوات بطيئة ذهب مؤمن إلى لؤى .

حتى وصل إليه ، فرآه فى قمة الغضب ، يفرك فى أصابعه كالاطفال .

فضيق مؤمن عينيه ثم ضحك قائلا ….مالك يا لولو .

بتفرك ليه فى صوابعك يا حبيبى .

اجبلك حاجة حلوة تهديك .

فترك لؤى مقعده الوثير، ووقف غاضبا قائلا بلهجة حادة …..بابا وبعدين .

حضرتك شايفنى عيل صغير ولا إيه ؟

ده أنا معايا بنت طولى .

اقترب منه مؤمن بهدوء وربت على كتفه بحنو ، ثم أخذ بيده واجلسه على الأريكة وجلس بجانبه قائلا …..انت فى عينى مهما كبرت يا مؤمن ، لسه طفل صغير ، ومحتاج منى حب ورعاية ونصيحة .

فابتسم لؤى رغما عنه .

مؤمن …ها قولى بقا مالك مده مزربن ، وبتاكل فى نفسك ؟

وطلبتنى ليه ؟

لؤى بوجه محتقن من الغضب …ازاى حضرتك تعين العيلة دى عندك فى المكتب ، وتكلمها زى ما تكون أشرقت قدامك .

احنا آه وافقنا نشغلها عشان عيون أشرقت ، بس كنت حطتها فى أى مكان على قدها !

نظر له مؤمن بتمعن قائلا ….قد كده مضايق منها ؟

لؤى …دى بنت فظيعة بسبع ألسان ،قولتها كلمة قلتلى عشرة .

اقولك شغلها ترد على تليفونات الناس المزعجة عشان تطفشهم .

ربنا يسامحها ، ضيعت عليا فنجان قهوة مزاج كنت عملته لنفسى بدل قهوة عم إسماعيل اللى ملهاش طعم .

فضحك مؤمن ، فزاد لؤى من حنقه بقوله …حضرتك برده بتضحك !

مؤمن ….عشان شايف أن الموضوع بسيط مش محتاج الغضب ده كله .

ده حتى بيقولوا فى المثل ، دلق القهوة خير .

وأنا حاسس ان البنت دى ، هتكون وش الخير على الشركة .

مؤمن بنفى …مفيش خير يجى أبداً ورا وحدة ست .

كلهم شبه بعض .

وبكرة لما تتمكن هنشوف وش تانى خالص ورا وشها البريء ده .

فياريت حضرتك تاخد بالك منها كويس .

ومتدهاش الأمان .

مؤمن …يا ابنى مش معنى أنك خوضت تجربتين فاشلين مع بنات ربنا يسامحهم ، أن كل البنات على أشكالهم .

احنا ربنا عطانا عقل نقدر نميز بيه الصالح من الطالح .

فمتخليش كرهك للحصل ، يأثر على وحدة غلبانة زى بسمة ، يتيمة الأب والأم ، غير أنها أرملة .

والرسول صلى الله عليه وسلم ، وصانا عليه

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ).

لؤى …مش أى أرملة ،دى حية من الحيات ، وبكرة تشوف .

على العموم أنا حبيت أوعيك يا بابا ،وبكرة تقول لؤى قال .

مؤمن …ماشى يا عم لؤى ،متشكر على النصيحة ،وربنا يهديلك بالك يا قلب أبوك .

ثم قام مؤمن ولكنه شعر أن قدمه لا تحمله ، فجلس مرة أخرى .

فذعر لؤى قائلا…بابا مالك ؟

أنت تعبان !

فابتسم مؤمن …تعبان بيك يا حبيبى .

تعرف يا لؤى ، أنا مش نفسي فى حاجة قبل ما أموت .

إلا أني اشوفك متهنى مع بنت الحلال اللى تراعيك وتهتم ببنتك وتعوضك عن اللى فات .

لؤى ….لا يا بابا ، انتهى خلاص .

ودلوقتى أنا مش بفكر غير فى أشرقت وبس .

ثم حاول مؤمن القيام مرة أخرى ، فساعده لؤى وأصر على اصطحابه إلى مكتبه لكى يطمئن عليه .

مؤمن …خلاص يا ابنى أنا بقيت كويس .

خليك أنت شوف شغلك .

لؤى …لا لازم أوصلك لغاية المكتب .

ولو حاسس أنك تعبان ، أوصلك الفيلا ترتاح .

مؤمن …لا أنا القعدة بتتعبني ، أنا علاجي الشغل .

لؤى بحب …ربنا حفظك ليا يا حبيبى .

ويلا هات ايدك الحلوة دى أوصلك .

وبالفعل أوصله لؤى إلى مكتبه ، ليرى كريم يتحدث مع بسمة

وهى تبتسم .

فحدث نفسه …ايه هى لحقت تصطاد من أول يوم كده .

منا كنت بقول كلهم صنف واحد ، عايز الحرق .

وعندما اقترب منها لؤى نظر لها بحنق قائلا بسخرية ….لو حضرتك مش مشغولة ، ممكن تعمليلى فنجان قهوة .

ثم تابع بقوله ليثير غضبها… أهو برده تعمليلك حاجة مفيدة هنا .

تغيرت ملامح بسمة من الابتسامة للإنكسار ونظرت إلى الأرض بحرج .

ولكن مؤمن تدخل قائلا بإنفعال …لؤى ، أظن كفاية كده ، واتفضل روح مكتبك .

ولو عايز قهوة ، أطلب من عم إسماعيل .

لؤى …وليه هى متعملهاش ، على ايديها رسم الحنة ، ولا مشغولة

أوي مع الباشمهندس .

وعندما أراد مؤمن التحدث ردا على كلام لؤى الساخر .

أوقفته بسمة بقولها بطيب نفس ….تمام زى ما تحب حضرتك .

أنا هعمل لحضرتك القهوة ، وهجبها لغاية حضرتك فى المكتب .

مؤمن مدافعا عنها …بسمة خليكى على علم أن عملتيها فهتكون إكراما منك بس ، لكن ده مش تخصصك .

فابتسمت بسمة قائلة …وعشان الكلمة الحلوة دى ، هعمل حسابك كمان يا عمو .

كريم …ولو مفيش غلاسه ، حسابى أنا كمان على الأقل ترحمينى من وجع بطن قهوة عم إسماعيل .

فضحكت بسمة …حااضر عيونى .

كريم بإعجاب …تسلم عيونك الحلوة .

فصك لؤى على اسنانه بغيظ ، من نظرات كريم لها ، ثم ابتسامتها له .

ولكنه لم يجد ما يقول فضرب بقدميه الأرض غيظا ثم ذهب إلى مكتبه .

فضحك مؤمن محدثا نفسه …يارب التالتة تكون تابتة يا قلب أبوك .

وبالفعل ذهبت بسمة لعمل القهوة التى كانت تجيد صنعها جيدا .

ثم قدمتها أولا لمؤمن وكريم .

ثم تقدمت بها إلى حجرة مكتب لؤى .

فاستأذنت للدخول وقد كان لؤى فى انتظارها بفارغ الصبر ، ولكن عندما سمع صوتها ، عبث فى الأوراق التى أمامه كأنه مشغول .

ثم أذن لها فولجت على خجل ،ووضعت فنجان القهوة أمامه قائلة …اتفضل حضرتك .

ثم اتجهت للمغادرة ، ولكنه استوقفها بقوله …أظن أنا لسه مأذنتلكيش تمشى .

زفرت بسمة بضيق ثم همست كى لا يسمعها ولكنه قرأ حركة شفتيها …الله إمطولك يا روح ، عايز منى إيه ده ؟

مش عارفه صراحة هو طالع لمين؟

أبوه ذوق أوى ، وشكل أشرقت طلعاله ، لكن هو بوريه منه بوريه .

حاول لؤى أن يكتم ضحكته لأنه فهم ما تقول ، ثم عبس بوجهه قائلا بحدة ….بتبرطمى تقولى إيه ؟

بسمة ….بقول تؤمر بحاجة تانية ؟

لؤى …لاااا اتفضلى امشى .

فنظرت له بسمة بحيرة وحدثت نفسها ….لا مش معقول ، ده مش طبيعى ، قال استنى وبعدين أمشى .

لؤى …مالك واقفة بتبصيلى كده ليه ، يلا مع السلامة وخدى الباب وراكى .

فأسرعت بسمة نحو الباب ، تجرى مثل الاطفال ، ثم أغلقت الباب وراءها بقوة .

لؤى ضاحكا ….حركاتها شبه أشرقت كتير .

ثم تابع بقوله… لما أدوق القهوة ولو طلعت زى لسانها هوريها مقامها .

ولكنه عندما ارتشف منها ، صاااااح …..الله !

يخربيتك طلعتى جامدة ، إيه الحلاوة دى .

دى أول مرة أدوق قهوة جامدة كده .

بس ربنا يستر ومتكونش عملالى عمل فيها عشان كده حلوة .

ما هى تربية حوارى برده مش سالكة .

ولكنه تراجع قائلا …لا يا لؤى مش للدرجاتى ، ده أنت اللى طالب منها القهوة ،مش هى اللى عملتها .

بس تصور هى كلها على بعض مش نزلالى من زور بس الحسنة الوحيدة اللى هتخلينى اقبلها هى القهوة بجد .

ثم ارتشف منها رشفة أخرى ليقول …صرااااحة دماااااغ.

…………

جلست بسمة على مكتبها ، شاردة فى بلال .

تتساءل …يا ترى هو عامل إيه دلوقتى ؟

ثم قالت .. الحمد لله أن ربنا رزقني بفلوس ، يعنى بإذن الله ، أول ما أخلص شغل هطلع جري للأستاذ شوقى المحامى .

عشان يشوف فين بلال وأقدر أشوفه ازاي ؟

وهيقدر يساعده ازاي فى قضيته ؟

ربنا يطمنى عليك يا قلب اختك .

……………………..

اتسعت عيني بلال ، وهو ينظر باندهاش إلى التي تقف أمامه .

فقال بصدمة غير مصدق ….أشرقت ، أنا مش مصدق عينيه .

أشرقت …ايوه انا أشرقت يا بلال ، ولا كنت فاكر أني مش حاسه بيك ولا هعرف أنت فين ؟

فنظر لها لؤى بحب جارف ليشبع عينيه منها قائلا …متصوريش أنا كنت محتاج أشوفك قد إيه ؟

فافترشت أشرقت بعينيها الأرض خجلا قائلة …بجد يا بلال .

بلال ….آه بجد .

أنا خلاص تعبت من إني أخبي مشاعرى السنين اللى فاتت دى كلها .

وأنتِ قدامى ومحروم منك .

ثم تمتم اسمها بنعومة قائلا …اشرررررررقت .

أشرقت….نعم يا بلال ، عايز تقول إيه ؟

بلال ….أقول أحبك أقول أحبك .

أحبك أحبك أحبك يا حياة قلبي .

أشرقت بعدم تصديق ….لااا مش مصدقة ، أنك أخيرا قولتها .

يااااااااه متصورش أنا قد إيه انتظرتها منك ، وكنت بتعذب

 فى كل دقيقة ، لما أحس أنك شايفنى أخت مش حبيبة .

بلال ….لا أنتِ حبيبتى من يوم ما كنتى قد كده ثم أشار بيده .

فضحكت اشرقت وقالت ….يعنى أنا صح صغيرة بلال…….؟؟

………..

إيه الحلاوة ده أخيرا الجبل نطق يا جدعاااان؟

وإيه حكاية عم لؤى مع بسمة ؟

ويا ترى لميا هيحصلها إيه تانى ؟

أسيبكم مع الدعاء ده لكن متوقعة منكم توقعات مبهرة.

“اللهم بحقك يا كريم وبحمدك يا محمد حقق يا رب حلمي وظني فيك يا رب جميل فحقق يا الهي حسن ظني يا رب حقق لنا كل ما تتمناه قلوبنا عاجلا غير أجل برحمتك وقدرتك على كل شيء يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير يا رب إنك تقول للشيء كن فيكون.”

……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى