رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شيماء سعيد
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الحادي والعشرون
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الحادي والعشرون
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الحادية والعشرون
🌺 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
قال صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. رواه أبو داود ومعناه أيضاً في مسند الإمام أحمد.
سمع أهل الحارة صرخات بسمة المدوية ، وهي تصرخ على أخيها بلال حين قبضت عليه الشرطة .
ونزلت دموع بلال على وجنتيه قهرا وظلما فأخذ يردد…..اللهم إنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين .
قال بلال مودعا لأخته ….خلي بالك من نفسك يا بسمة ، وادعيلي ربنا يصبرني.
ثم دفعه العسكرى بالنزول ، فنزلت وراءه بسمة ، رغم توسلات بلال لها أن تبقى في شقتها وتغلق عليها الباب جيدا .
وتعلقت عيني بسمة به ، حتى اختفى من أمامها .
فجلست على أحد الأرصفة تبكي فتجمع حولها أهل الحارة يواسونها ، وغلبهم حب الاستطلاع عن سبب القبض عليه، فلم تستطع بسمة الحديث واكتفت بالصمت ،وقامت للعودة إلى شقتها ولكن سمعت تهامس البعض على أخيها …أنا مش مصدقة اللي أنا شوفته ،معقول الشيخ بلال زينة شباب الحتة يتقبض عليه .
أكيد فيه حاجة غلط في الموضوع .
أما الآخر الشامت.
أنا كان قلبي حاسس إن الدقن دي وراها شيء وشويات وبيلعبوا من ورانا باسم الدين .
فرددت بسمة ….لا حول ولا قوة إلا بالله .
اللهم إني مغلوب فانتصر .
ثم ولجت إلى الشقة ومنها إلى فراشها تبكي مرارا وتكرارا .
حتى انتفخت عينيها من كثرة الدموع .
بسمة. …وأنا هعمل إيه دلوقتي في المصيبة دي .
ده حتى معيش فلوس أقوّمله محامي .
ثم رددت …لا حول ولا قوة إلا بالله .
ده حتى مليش قريب ولا غريب أصل بيه ، أقوله يساعدني .
ثم شردت في أشرقت .
ولكن تذكرت وعدها لبلال أنها لن تكلمها .
فاستغفرت الله عز وجل قائلة…أستغفر الله العظيم .
فيها إيه بس يا بلال لو كنت كلمتها ،هي أكتر وحدة كانت ممكن تساعدنا .
بس يلا الله أحن وأرحم عليك يا بلال يا خويا .
وربنا يفك أزمتك .
………………
حاولت أشرقت النوم في تلك الليلة بعدما حدث في الكلية وإهانة عماد لها .
فلم تستطع النوم وتوعدته بلقاء قريب تأخذ به حقها منه .
وكان هو على الصعيد الآخر لا يستطيع النوم .
ويلوم نفسه قائلا …أنت ازاي تعمل معاها كده ؟
هان عليك قلبك ازاي ؟
ثم أجاب على نفسه بقوله … أعمل إيه ما هو كله بسبب لسانها اللي عامل زي الفرقلة ده.
وكمان مكنش ينفع أغير أسلوبي عشانها ، فالكل هيقول اشمعنا دي؟
بس صراحة مكنتش قادر ،كان نفسي أروح أضمها وأدخلها جوه نفسى ،مش جوا المحاضرة بس .
وكمان بصراحة مش عارف ازاي قولتلها مش عايز أشوفها لمدة أسبوع .
ده أنا كنت بعد الدقايق والثواني عشان أشوفها…آه يا غلبك يا عماد.
كان مالك ومال بس الحب وسنينه .
وأخذ يردد كلمات أغنية لعبد الحليم حافظ.
كان مالي ما كنت في حالي
متهني بقلبي الخالي
فات رمشه الجميل وندهلي
في أجمل عيون توهني
قولوله ندهني ليه
حيرني وشغلني عليه .
فسمعته والدته يدندن فابتسمت قائلة…أخيرا يا حبيبي وقعت ولا حد سمّى عليك .
وأخيرا هفرح بيك .
لما أدخل أقرره هي مين وبنت مين ؟
فولجت إليه والدته مبتسمة قائلة …إيه يا ابني ،كل ده لسه ما منمتش .
إيه حد واخد عقلك ومش عارف تنام ولا إيه ؟
عماد بحرج …أنا لاااا طبعا .
هو أنا برده من النوع ده ، لا متخفيش ابنك تقيل يا ست الكل.
ومفيش حاجة تهزه .
الحاجة حُسنة…يا واد ،طب عيني في عينك كده .
فابتسم عماد بخجل قائلا …وبعدين معاكي .
عايزاني أقول إيه ؟
الحاجة حُسنة …عايزاك تقول اللي جواك .
ده أنا أمك وأوّل وحدة أفرحلك ، وصراحة نفسي تبشرني .
فأمسك عماد يد والدته بحنو ،وأجلسها بجانبه .
وقال …..صراحة آه يا أمي ،ومش عارف ازاي وامتى ؟
ده أنا مشوفتهاش غير مرتين بس .
وفي المرتين دول ، اتعركنا عركة جامدة ،وشدينا مع بعض
في الكلام .
وكنت عايز أمسكها من رقبتها أخنقها والله .
ومش عارف ازاي ، دخلت قلبي بعد اللي عملته فيا .
فضحكت الحاجة حُسنة قائلة …صدق المثل اللي بيقول
ما محبة إلا من بعد عدواة .
وهو القط كده يا واد ، مبيحبش إلا خناقه .
عماد…تفتكري يا أمي .
بس أنا حاسس أنها مش طيقاني ، وصراحة حقها .
ده أنا جيت عليها بزيادة كمان النهاردة .
الحاجة حُسنة…معلش ، يبقا تصلح غلطك .
مفيش حاجة خالص لما الإنسان يغلط ويعتذر ، بدال بتحبها
يا ابني .
بس قولي هي مين وبنت مين ؟
عماد …هي طالبة عندي لسه إعدادي طب ، أما جدها ماشاء الله رجل أعمال معروف .
بس أنا ميهمنيش مين أبوها أو جدها ، المهم هي.
الحاجة حُسنة….جدع يا ضنايا ،طول عمري مربياك إن الراجل هو اللي بيعيش مراته على قده ، مش هي اللي تعيشه على هواها .
وهي حلها سهل ، كلمتين حلوين مع ابتسامة هتلاقيها تسلم الراية .
أنا عارفة شغل البنات يموتوا في الكلام .
عماد …تفتكرى يا ماما ، بس أنا حاسسها مختلفة عن البنات شوية .
الحاجة حُسنة…يا ابني كل البنات بتيجي بالحنية والكلمة الطيبة .
جرب بس وأنت مش هتندم .
عماد …نجرب إن شاء الله ،بس تيجي .
فقامت الحاجة حُسنة وقالت …طيب يا ابني ربنا يسعدك .
وهسيبك شوية ترتاح عشان شغلك .
فقبل عماد يدها بحنو ثم غادرت والدته .
ليحاول النوم مرة أخرى .
ولكن استوقفه رسالة على الفيس من موقع صراحة فيها… إلى متى يا حبيبي؟
إلى متى لا تشعر بنبضات قلبي التي تناديك في كل لحظة أحبك .
إلى متى أنتظرك لتأتي إلي ، فالشوق بات يقتلني .
اندهش عماد من الرسالة ، وأعاد قرائتها عدة مرات.
ثم ابتسم وقال …معقول تكون من أشرقت .
ياريت تكون حاسه بيه وبقلبي .
ياريت .
ده كده هيوفر عليه كلام كتير .
ثم تذكر حسن وقطب جبينه قائلا …بس يبعد عني حسن وغلاسته .
…………
اما اشرقت فهى أيضا جفاها النوم فقالت ،،….وبعدين ، أنا مش عارفة أنام .
خلاص هقوم أصلي ركعتين لله وأدعي كده الله بدعاء الأرق يمكن يجيلي نوم .
وبالفعل صلت أشرقت ، ثم تضرعت إلى الله بدعاء الأرق
«اللهم غارَتِ النُّجُومُ وَهَدأتِ العُيُونُ وأنْتَ حَيُّ قَيُّومٌ لا تَأخُذُكَ سِنَةٌ وَلاَنَوْمٌ، يا حيُّ يا قَيُّومُ أَهْدِىءْ لَيْلي، وأنِمْ عَيْنِي»
وبعد انتهائها من الدعاء ، شعرت بنغصة في قلبها .
أشرقت بعد ارتياح …خير يارب .
ثم لاح لها في الأفق صورة بلال ،حزينا .
فوضعت يدها على قلبها متألمة لتقول …آه يا وجع قلبي .
يا ترى فيك إيه يا بلال .؟
وسبحان الله حين تتلاقى الأرواح ، فيشعر كلا منهما بما يعاني به الآخر بدون أن يحدثه .
فقامت على الفور ، بدون شعور واتصلت بـ بسمة .
كانت بسمة في ذلك الوقت تبكي لوحدتها ولحزنها على قرة عينها وأخوها بلال .
ثم سمعت رنين الهاتف ، فتعجبت من يتصل بها في هذا الوقت المتأخر.
فظنت في بادئ الأمر ، أنه ربما يكون بلال ، ليطمئن عليها .
فأسرعت إلى الهاتف ولكنها وجدت اسم أشرقت .
فتجهم وجهها مرددة…ده وقته ده يا أشرقت ؟
هكلمك أقولك إيه بس ؟
آه يا بلال لو مكنتش وعدتك .
كنت قولت هي بتتصل في الوقت المناسب .
بس دلوقتي أقول إيه ؟
دي ممكن كمان يكون قلبها حاسس بيه .
زي ما هو كان قلبه حاسس بيها في الحادثة .
سبحان الله على حبهم ، مش خسارة يكون كل واحد في ناحية كده .
ثم شردت في جلال ودمعت عينيها قائلة بحزن …..مش لو كنت عايش دلوقتي ،كان زمانك واقف جمبي .
وعرفت تتصرف في فلوس ، بدل ما كان حصل اللي حصل .
لا حول ولا قوة إلا بالله.
ربنا يرحمك يا جلال وينجيك يا قلب أختك .
ثم وجدت أشرقت لم تيأس وأعادت الإتصال مرة أخرى .
فلم تجد سبيل غير الاستجابة الإتصال فقالت …السلام عليكم.
أشرقت …بسوم حبيبتي .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عاملة إيه يا قمر ؟
بسمة بصوت حزين …الحمد لله على كل حال.
أشرقت …مال صوتك ؟
أنتِ كويسة وبلال كويس ؟
بسمة …آه بخير ، مفيش حاجة .
أشرقت بعدم تصديق …بسمة قوليلي فيه إيه ؟
أنا قلبي حاسس إن فيه حاجة .
بلال تعبان ولا حاجة ؟
فلم تستطع بسمة الصمود أمامها فبكت بمرارة ،فانخلع قلب أشرقت لتقول بإرتجاف …بلال ماااااله ؟
حصل إيه ؟
أنا قلبي حاسس بيه .
أرجوكي يا بسمة قولي ،متوجعيش قلبي .
بسمة …مش هقدر أقولك يا أشرقت للأسف .
أنا وعدته .
أشرقت بإندهاش …للدرجاتي كرهني ، ومش عايزني في حياته .
أنا آسفة أني طاوعت قلبي وسألت عليه .
بس غصب عني يا بسمة صدقيني .
بسمة …حاسه بيكي يا أشرقت ، بس صدقيني أنتِ كمان
بلال بيحبك أكتر من أنك بتحبيه ، وهو قال كده ، عشان بيتحرج منك يا أشرقت .
فياريت تقدري ده .
أشرقت بغصة مريرة …أنا هقدر إيه ولا إيه ؟
أنا خلاص ، مبقاش يفرق معايا حبه أو مش حبه .
كل الموضوع أني قلقت وكان لازم أطمن .
بسمة …سامحيني يا حبيبتي .
ده وعد وغصب عني .
أشرقت …خلاص يا بسمة ،زي ما تحبي.
استودعك الله .
بسمة …استنى يا أشرقت ، انا كنت هتصل بيكي عشان عايزاكي فى موضوع .
أشرقت …امريني يا قلب أختك .
بسمة بحرج …أنا محتاجة أشتغل يا أشرقت ضروري .
فياريت ألاقي شغل في شركة جدك .
أنتِ عارفة أن خلاص دي آخر سنة دراسية ليا ، وهتخرج من كلية تجارة قسم إدارة أعمال .
وهو صح مليش خبرة لسه ، بس بإذن الله عندي معلومات حلوة تفيد الشغل .
أشرقت …بس كده عيوني يا روح قلبي، غالي والطلب رخيص.
اعتبري نفسك اتعينتي خلاص .
بسمة بفرحة …متحرمش منك يا نور عيني .
أشرقت ..ولا منك يا قلبي.
بس يعني سؤال مش بقصد بيه حاجة .
ليه منتظرتيش لما تخلصي السنادي بالمرة ، عشان تقدري تركزي
في الدراسة ومفيش حاجة تأثر عليكي .
فتنهدت بسمة بمرارة …معلش أنا قولت أخف شوية مصاريف
على بلال ،كتر خيره .
تعب معايا كتير .
أشرقت …وهو كذلك يا حبيبتي .
وعايزة تشتغلي من امتى ؟
بسمة …لو مكنش فيها قلة ذوق ، يبقا من بكرة .
أشرقت بتعجب…قد كده مستعجلة .
بسمة بحرج …أنا آسفة لو ضايقتك يا قلبي.
أشرقت …لا أبداً ، أنتِ عبيطة يا بت .
أنتِ أختي .
وبإذن الله بكرة هتلاقيني عندك ، آخدك ونروح الشركة سوا.
فاضطربت بسمة وخشيت من مجيئها فقالت بلعثمة …لاااااا لاااا متجيش .
أنتِ بس اوصفيلي الشركة وقولي أجي الساعة كام وأقابلك هناك.
تعجبت أشرقت من رفض بسمة مجيئها إلى الحارة .
فانكسر قلبها ،ظنا منها أن بلال لا يريد رؤيتها .
ولكنها حدثت نفسها قائلة بنفي…لا مش معقول .
أنا قلبي حاسس إن فيه حاجة ، ومش عايزاني أجي عشان معرفش.
طيب أعمل إيه ؟
وأعرف الحكاية ازاي ؟
طيب هصبر كده شوية عليها ، يمكن تقول من نفسها .
ولا بلال يظهر وأطمن عليه .
ثم تابعت بقولها… تمام يا بسوم ، إن شاء الله أشوفك على الساعة عشرة الصبح تمام .
بسمة …طيب كده مش هعطلك عن كليتك .
أشرقت …ما أنتِ كمان هتتعطلي يا بسمة ، ومش عارفة ازاي هتوفقي بين الكلية والشغل .
بسمة ….الله المستعان ، ومش لازم كلية .
أنا هذاكر من الكورسات لوحدي .
أشرقت …وهتقدرى تفهمي يا حبيبتي ؟
بسمة …بإذن الله ولو مفهمتش حاجة ، هسأل زمايلي ، مش قصة يعني .
أشرقت …طيب وبلال ،عارف كده ؟
فابتلعت بسمة ريقها بمرارة وفتحت موضوع آخر حتى تلهيها .
عن بلال ….بس قوليلي يا أشرقت أنتِ طب ، ازاي هتقدري بعد عمر طويل تتابعي الشركة .
فأدركت أشرقت أن هناك شيئا بالفعل لا تعرفه .
لأنها تعلم جيدا أن بسمة سمعت سؤالها، ولكنها لا تعلم ما تقول ، لذا غيرت مجرى الحديث .
أشرقت ….ربنا يبارك في عمر بابا يا بسمة .
وبابا مش كبير أوي زي ما أنتوا فاكرين ده يدوبك أربعين سنة ، وشكله كمان يديله تلتيناية كده .
مز يعني من الآخر .
فابتسمت بسمة بالكاد قائلة ….ربنا يبارلكك فيه يا حبيبتي .
أشرقت …اللهم آمين يا قلب أختك .
ويعوضك خير .
فبكت بسمة مرددة بحزن ….مفيش عوض بعد جلال .
اللهم صبرا .
دمعت عيني أشرقت مرددة …ربنا يربط على قلبك يا قلبي .
بسمة …آمين .
أشرقت ….طيب هسيبك تنامي دلوقتي عشان تقدري تصحي بدري ، ونتقابل في الشركة بإذن الله .
بسمة محدثة نفسها …ومين يجيله النوم ، وأنا مش عارفه فين أخويا دلوقتى ، ولا حالته إيه ؟
ولا هينام ازاي ولا هياكل ازاي ؟
يا عيني عليك يا أخويا .
يارب هونها .
بسمة ….مع السلامة .
……………………..
وفي أحد أقسام البوليس ، كان بلال يتعرض لأبشع الشتائم والسخرية من أمناء الشرطة .
أمين الشرطة ….والله ما حد جايب الكفية للبلد غير بتوع الدقون دول .
فلحين بس يقولوا قال الله وقال الرسول ، وهما من جوه شيطان رجيم .
بلال بقهر …حرام عليك يا أخي ، دخلت جوا قلوبنا وعرفت فيها إيه ؟
احتقن أمين الشرطة غضبا وأسرع نحو بلال ممسكا ياقة قميصه بشده حتى كاد أن يختنق ، ثم دفعه بقوة حتى اصطدم بالحائط، فَفُتحت رأس بلال ونزل منها الدماء .
فتألم بلال وتأوه…اااااااااه .
ثم ردد ….لا حول ولا قوة إلا بالله .
حسبنا الله ونعم الوكيل .
اللهم إني مغلوب فانتصر .
أمين الشرطة بسخرية…عشان تتعلم ترد عليه تاني ، يا ابن كذا وكذا .
يا نصاب يا حرامي ، يا واكل فلوس الناس .
وجي تتكلم وتقول حرام ، حرمت عليك عشتك يا بعيد .
ثم قام بحمل زجاجة ماء ، وأفرغها على رأسه من أجل أن يغسل دمائه .
وبلال في حالة يرثى ولسانه حاله يردد …كل ده بسبب غلطة كلفتني عمري .
ثم دفعه أمين الشرطة إلى غرفة وكيل النيابة للتحقيق .
وكيل النيابة ( زياد الدمنهوري ) …اتفضل أقعد .
فجلس بلال بالكاد وهو يشعر بالدوار ويمسك برأسه من أثر الاصطدام بالحائط .
لاحظ زياد الدماء وملابسه المبتلة فسأله عن السبب ، فكاد بلال
أن ينطق بمن فعل به ذلك .
ولكن باغته وكيل أمين الشرطة بقوله وهو ينظر إليه بتوعد ….اتكعبل يا باشا ، فوقع على دماغه ، بس قدر ولطف أنها جت على قد كده ،وياريت يخلي باله المرة الجاية ، إلا يروح فيها .
ففهم بلال أنه يهدده فآثر الصمت ولم يتحدث .
وكيل النيابة ( زياد ) وكان رجلا طيب القلب رغم أن هذا السلك معروفون بغلظة القلب ولكنه كان منفردا عمن من حوله فقال له بلطف …دكتور بلال ، أنا فعلا مشفق عليك جدا .
ازاي رجل في مكانتك بسمعته الطيب حسب التحريات اللي جمعناها عنك .
يقع في قضية زي دي؟
نظر له بلال بإنكسار …النصيب يا باشا للأسف .
وكنت فاكر إني هقدر أسد لكن الظروف منعتني ، وصاحب المحل تعنت ومصبرش ، ربنا يسامحه .
وكيل النيابة …ومقدرتش تستلف من أيّ حد المبلغ ؟
بلال بتنهيدة حارة موجعة …لو ليا حد كنت استلفت ، بس للأسف أنا من يومي وحيد في الدنيا .
والزمن جه عليا بزيادة بس الحمد لله على كل حال .
أنا راضي بما قسمه الله لي .
وكيل النيابة ….لا حول ولا قوة إلا بالله.
ياريت كنت أقدؤ أساعدك يا دكتور بلال ، بس للأسف .
أنا هنا بنفذ القانون ، اللي لازم ياخد مجراه .
وللأسف تاني هتتحول القضية لمحكمة الجنايات .
ولازم فعلا تشوف محامي شاطر ، عشان تاخد أقل حكم .
أغمض عينه بلال وشعر أن الكون حوله كله قد أظلم ثم همس ….وفلوس المحامي منين ؟
الله المستعان .
ويا ترى أنتِ عاملة إيه دلوقتى يا بسمة ؟
يارب احفظها بحفظك .
وكيل النيابة …أنت انسان مؤمن ، وعارف أكيد أن كل قدر الله حلو وإن الابتلاء بيرفع درجتك في الجنة أو بيخفف من ذنوبك .
بلال …الحمد لله ،كل أمر الله خير .
وكيل النيابة ….تمام خده يا إسماعيل على الحجز ، بس إياك حد يضايقه واتوصى بيه يا اسماعيل فاهمني.
لو سمعت أنه اتعرض لحاجة جوا ، هتكون أنت المسؤول قدامي .
إسماعيل محدثا نفسه ….يا سلام على قلبك الحنين يا باشا ، أنت بتحيل عليك الأشكال دي برده .
إسماعيل مبتسما باصطناع …عيوني يا باشا ، أنت تؤمر .
ثم وجه حديثه لـ بلال …اتفضل يا دكتور ، شرف الزانزنة .
بلال ….الله المستعان على ما تصفون .
………………
دلفت أشرقت إلى حجرة والدها ، بعد أن أذن لها بالدخول
ليفتح لها ذراعيه قائلا …حبيبة بابا ، لسه كل ده ما نمتيش ، مينفعش كده ، عندك كلية بدري .
أشرقت …لا هغيب بكرة .
فضحك لؤي …هو إحنا لحقنا نروح عشان نغيب، ليه كده بس ؟
أشرقت …مهو ده السبب اللي جاية لحضرتك عشانه.
عارف حضرتك بسمة أخت بلال .
لؤي…آه عارفها من كلامك لكن معرفهاش شخصيا .
أشرقت …بكرة بإذن الله هتعرفها شخصيا .
لأنها جاية الشركة ،طلبت شغل عندنا .
وأنا قولت بابا حبيبي مش هيكسفني وهيحطها في مكان كويس ،بمرتب الضعف ، عشان يا قلبي شكلها محتاجة أوي اليومين دول .
وأنا عارفة عزة نفسها ، فهنديها الفلوس من خلال المرتب .
ها قولت إيه يا بابا حبيبي؟
ابتسم لؤي قائلا …وأنا هقدر أقول حاجة بعد كلامك يا سكر، حاضر عيوني .
خليها تيجي المكتب وأشوفها وكمان هكلم جدو مؤمن كمان يتوصى بيها ايه رئيك بقا ؟
فسارعت أشرقت لتقبيل والدها بفرحة قائلة …ربنا يخليك ليا
يا أحن أب في العالم انت وجدو حبيبى .
ثم قامت قائلة …هروح بقا أنام عشان حضرتك تستريح .
وأشوفك الصبح على خير .
لؤي مبتسما لتلك الصغيرة التي وهبها الله له عوضا عن تلك الجوهرة زوجته رحمها الله ……وأنتِ من أهل الجنة يا روح بابا .
…………..
وفي اليوم التالي
انتظرت أشرقت بسمة في الشركة ، لكنها تأخرت بعض الشيء .
فاتصلت بها أشرقت لتطمئن عليها .
ألوووو بسومة اتأخرتي ليه يا قمر؟
الساعة بقت ١١ .
بسمة بحرج ….معلش أنا اسفة يا شوشو بس الموصلات زفت وماشي زي السلحفة .
بس خلاص قدامي ربع ساعة كده وتوصل بإذن الله .
أشرقت .
أشرقت …طيب يا قلبي ، أنا بس هضطر أمشي عشان بشرى صحبتي هتعدي عليا أنقل منها المحاضرات .
بسمة بحرج …بس يعني ، أنا هتحرج من غيرك يا شوشو .
ومش هعرف أقول إيه ؟
أشرقت ….لا يا عيوني ، أنا عرفت جدو وبابا كل حاجة .
وهما منتظرينك ومش محتاجة تتكلمي.
وهتستلمي شغلك على طول .
تهلل وجه بسمة قائلة ….بجد ، مش عارفة أشكرك ازاي يا قلبي .
أشرقت …..عيب عليكي.
هو فيه شكر بين الاخوات برضه .
وأنتِ هتنوري الشركة يا قمر .
بسمة …نورك يا حب .
ثم ودعتها أشرقت وأغلقت الخط ، لتذهب مسرعة إلى الفيلا .
لتجد من ينتظرها ؟.
يا ترى مين؟ يا ولاد 😂
وبلال وربنا صعبان عليه ، بس هو جابه لنفسه .
معلش بقا .
استحملوني يا جماعة الخير .
هان الفرج بإذن الله 🥰وأسيبكم مع الدعاء الصغيّر ده
(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا)
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)