روايات

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الثاني والعشرون

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الثاني والعشرون

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الثانية والعشرون

🌺 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن أبي هريرة  قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: كل أمتي معافىً إلى المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه.
لم تستطع أشرقت انتظار بسمة في الشركة أكثر من هذا بعد تأخر بسمة كثيرا عن الموعد المحدد .
حيث كانت أشرقت على موعد مع بشرى بعد أن انتهت محاضرة الدكتور عماد لهذا اليوم .
لكي تنقل منها ما كتبت وتشرح لها ما لا تستوعبه بمجرد القراءة .
ولكن بسمة عندما علمت بذلك الأمر ، توترت أكثر من مقابلة والد وجد أشرقت بمفردها رغم قول أشرقت وطمأنتها لها أنهما على علم بتلك الزيارة ، وعلى استعداد لرؤيتها وتسليمها عملها الجديد .
ورغم ذلك الخوف والتوتر سيطرا عليها طوال الطريق .
……….
كان لؤي في مكتبه يطالع بعض أوراق الصفقة الجديدة مع أحد الشركات بچدٍ وهمة عالية .
فهو منذ ما حدث مع لمياء ، أصبح يلازم العمل مع والده في الشركة بدون ملل أو كلل وأصبح في فترة قصيرة ، يعلم بكل خبايا وقضايا الشركة .
بل والأدهى من ذلك أنّ اسمه لمع سريعا بين رجال الأعمال ، بذكائه ووقاره ودماثة خلقه في التعامل .
وهذا جعل مؤمن فخورا به للغاية ، وحمد الله عز وجل أن هداه له كما كان يحب أن يرى منه منذ زمن طويل .
فسبحان مغير الأحوال ، وصدق الله عز وجل حين قال ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾
وقوله تعالى أيضا ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ﴾
وبينما لؤي مندمج في عمله ، شعر فجأة بصداع وأخذ يزيد شيئا فشيئا حتى كاد أن يفتك برأسه .
فأمسك رأسه بكلتا يديه قائلا ….أستغفر الله العظيم .
إيه الصداع المفاجئ ده !
حاسس إني مش قادر أفتح عينيه .
ثم أخذ يردد الدعاء …اللهمَّ اشفي أنت الشافي ، شفاءا لا يغادره سقما .
اللهمَّ أعوذ بك من شر ما أجد وأحاذر .
ثم تابع لؤي ….لا كده أنا محتاج فنجان قهوة تاني ، وهقوم أعمله بنفسي.
إلا صراحة قهوة عم إسماعيل الساعي ملهاش أي طعم ،وبشربها مجاملة مش أكتر.
ثم تابع بقوله ،
وأدي قومة ، يمكن ربنا يخفف عني الصداع ده شوية لما أتحرك كده بإذن الله .
وبالفعل قام وسار إلى المكان المخصص للساعي إسماعيل الذي يقوم به بإعداد أنواع مختلفة من الأشربة الساخنة لموظفي الشركة .
فتفاجىء به عن إسماعيل أمامه وكان جالسا ، فوقف على الفور قائلا بحرج …لؤي باشا بذات نفسه جاي لغاية هنا !!
يا خطوة عزيزة يا بيه .
بس يعني مكنش يصح حضرتك بنفسك تيجي .
وكنت شيعت ليا حد ،أو رنيت عليا لامؤاخذة لو محتاج مني حاجة .
فابتسم لؤي بتواضع قائلا …أقعد الأول يا عم إسماعيل .
ولا أقولك قبل ما تقعد فين برطمان القهوة والسكر والكنكة طبعا عشان عايز أعمل لنفسي فنجان بمزاج الله يكرمك .
اتسعت عين اسماعيل بعدم تصديق قائلا ..بتقول إيه يا باشا ؟
حضرتك اللي عايز تعمل فنجان قهوة بنفسك !!
لا ده لا عشت ولا كنت طبعا .
حتى بس تؤمر وأنت في مكانك ، وأنا اجيبها لغاية عندك .
اتفضل حضرتك بس يا باشا ، عشان البدلة بتعتك ، الله يكرمك ميجيش عليها حاجة .
لؤي مداعبا له…إيه يا عم إسماعيل مش عايز تضيفني عندك شوية وبتطردني كده على طول .
فوضع إسماعيل يده على رأسه قائلا بحرج…يا دين النبي، ده كلام برده برده يا باشا ، ده المكان مكانك .
وأنا خدامك يا باشا ، أنا خايف عليك لامؤاخذة بس
بدلتك الغالية دي يجي عليها عفارة ولا حاجة .
ابتسم لؤي قائلا …ولا يهمك يا عم إسماعيل .
بس سبني الله يخليك أنا أعمل لنفسى فنجان قهوة مظبوط عشان دماغي هتتفرتك من الصداع .
عم إسماعيل ….بس يا باشا .
لؤي برجاء…أرجوك معلش سبني ومن غير كلام كتير عشان مش مستحمل أيّ كلمة تاني من الصداع .
فلم يجد إسماعيل حلا سوى الإنصياع لأمره قائلا …أؤمرني .
حاضر يا باشا من عينيه .
ثم قام اسماعيل بإعداد ما طلب له .
ووقف لؤي بنفسه يعد فنجان القهوة بطريقته المميزة .
وعندما انتهى أمسك بفنجانه وغادر المكان قائلا ….شكرا يا عم إسماعيل أنك سمحتلي أتعدى على تخصصك شوية معلش .
فتح إسماعيل فمه ببلاهه قائلا …ها اااااا
فضحك لؤي وغادر المكان وبيده فنجان القهوة ، متلذذا باحتساء رشفة تلو الأخرى منه أثناء سيره إلى مكتبه .
ولكن فجأة اصطدم به شخص من ورائه ، وقع على أثره الفنجان على بذلته الأنيقة .
فانفعل قائلا بحدة ملتفتا ليرى من اصطدم به …مش تفتح
يا أعمى أنت ، كده البدلة اتبهدلت !
لتتسع عيناه عندما يرى أن من اصطدم به فتاة .
فثار أكثر عليها ، لأنه منذ ما حدث مع لمياء جعله يكره النساء جميعا وينعتهم بالخائنات وليس عنده أحدا مقربا له سوى ابنته أشرقت التي هي نافذة العالم بالنسبة له .
وقطعة من قلبه بل أصبحت قلبه كله .
ارتبكت بسمة وارتجف جسدها وحاولت اخراج صوتها الذي حبس من الصدمة قائلة بأسف…..أنا آسفة جدا يا فندم ، مكنتش أقصد صدقني.
ولكن لؤي زاد في انفعاله قائلا …ويفيدني بإيه أسفك ده دلوقتي ؟
أنتِ عارفة البدلة دي بكام ، يعني لو أصلا اشتريت حضرتك مش هتجيبي ربع تمنها .
ألجمت كلمات لؤي الساخرة بسمة ، فانهمرت دموعها على الفور ، ثم استجمعت شجعاتها قائلة بإنفعال …حضرتك ربنا خلقنا مكرمين , مش عبيد بنتباع وتشترى وكل إنسان يكون ليه تمن معين .
غير كده أن سوق النخاسة انتهى من زمان ،والعبرة دلوقتي بالأخلاق والتربية .
اللي واضح أنها زيادة عندك شوية.
ولا يكون افتكرت أن بفلوسك تقدر تشتري الناس .
لا يا فندم أنت غلطان .
وأنا كمان بسحب اعتذاري، ميستحقهوش إنسان زيك .
بعد إذنك .
وهمت أن تغادر ولكن استوقفها لؤي الذي بلغ به الغضب مبلغه .
فكيف لتلك الفتاة الضعيفة أن تحدثه بتلك الطريقة وهو من هو فقال بكبر …شكلك فكرتي نفسك وحدة بالكلمتين اللي حفظاهم دول .
وأنتِ في الحقيقة حشرة زي باقي الحشرات ، ممكن افعصك برجلي .
قابلت بسمة احتقار لؤي لها بعصبية أكثر لتقول …وحضرتك مفكر نفسك حاكم على خلق الله ،وإن مجرد عبد من عبيد ربنا ، ممكن في لحظة ينتهي عمرك أو يصيبك مرض ملهوش علاج .
فكفاية تكبر ، كلنا للتراب حضرتك .
زفر لؤي بضيق لأنه لم يستطع أكثر من هذا مجادلتها في الحديث ، لأنه يعلم أنها تقول الحق .
ولكن كرهه للنساء أصاب رأس الحقيقة في مقتل .
فما منه إلا أن قام بالنداء على أحد أفراد الأمن .
فجاء سريعا أحدهم ملبيا النداء ….أمرك يا لؤي بيه .
سمعت بسمة اسم لؤي فشهقت ووضعت يدها على فمها محدثة نفسها ( الظالم ده لؤي ابو أشرقت معقول !!).
لؤي بانفعال …خد البنت دي أطردها برا الشركة ، وأنا مش عارف ازاي أصلا قدرت تدخل بدون تصريح .
فرد الأمن بغلظة إلى بسمة ….اتفضلي حضرتك قدامي.
ليأتي فى تلك اللحظة مؤمن قائلا ….إيه الدوشة دي ؟
وليه صوتك عالي كده يا لؤي ؟
حصل إيه ؟
لؤي…شوف الهانم دي يابابا !
مش عارف من أيّ مصيبة اتحدفت علينا .
لينتقل بصر مؤمن على بسمة التي لمعت عيناها بالدموع مما حدث .
للتسع عين مؤمن قائلا …أنا شوفتك قبل كده صح !
ليتذكرها مؤمن في الحال قائلا ….أنتِ بسمة صح ؟
أخت بلال !
لتجيبه بسمة بغصة مريرة ….أيوه أنا بسمة .
وأنا آسفة بجد إني جيت .
بعتذر لحضرتك مرة تانية .
وتسمحولي أمشي .
لؤي بصدمة ….بسمة!
معقول أنتِ بسمة ، اللي كلمتني عليها أشرقت .
وكنت في انتظارها !!
ثم لام نفسه قائلا …إيه اللي هببته ده ؟
بس صراحة تستاهل ، شايفة نفسها أوي .
وزي ما بيقولوا فقر وعنتظة .
على العموم خليني جنتل مان ، وزي بعضه أحاول أكون لطيف معاها دلوقتي عشان بس أشرقت .
لكن برده مش هسبها غير لما تعرف مقامها .
نظر مؤمن إلى لؤي بإستياء قائلا …أنت قولت إيه للبنت يا لؤي .
أمال فين النحنحنة بتاعة زمان ،ولا أنت فالح بس مع الصنف اللي مش ولابد ، وجيت عند الغلبانة دي ووريتها الوش الخشن .
فمسح لؤي من على جبينه العرق خجلا قائلا ….غلبانة !!
دي غلبانة ، دي لسانها أطول منها يا بابا .
مؤمن …أسكت أسكت دلوقتي وخليني ألحقها عشان لو عرفت أشرقت باللي حصل هتزعل جامد .
وأنا مصدقت علاقتكم بقت كويسة .
فقام مؤمن بالنداء عليها ….بسمة يا بنتي، يا بسمة .
فوقفت بسمة ، ثم أسرعت بمسح دموعها سريعا حتى لا يراها
ثم التفتت إلى مؤمن قائلة….نعم يا عمو .
فتقدم منها مؤمن بخطواته المتثاقلة قائلا ….إيه يا بنتي ؟
أنتِ جاية في إيه وماشية في إيه كده ؟
بسمة بحرج …معلش يا عمو ، أنا مضطرة أروّح .
مؤمن …تروحى فين ؟ ده أنا مصدقت شوفتك .
تعرفي أنك فيكي ملامح من أشرقت وكأنكم اخوات بجد .
ثم داعبها بقوله …..بس أنتِ شكلك هادي أوي مش لمضة زيها .
فابتسمت بسمة رغم حزنها .
مؤمن ….ما القمر بيعرف يبتسم أهو !
ياسلام على الابتسامة دي لو أشوفها كل يوم الصبح وأنتِ بتقدميلي ورق الشغل كل يوم .
اتسعت عيني بسمة قائلة بفرحة …أنااااا .
مؤمن…أيوه أنتِ ، هتكوني سكرتيرتي الخاصة .
إيه رأيك ؟ موافقة ؟
بسمة …ده شرف كبير مستحقهوش يا عمي .
أنا كنت محتاجة وظيفة بس صغيرة .
لكن سكرتيرة مكتب حضرتك كده على طول !
مؤمن …أيوه كده على طول أمال على عرض ، هو أنتِ شوية
في الدنيا ولا إيه ؟
أنتِ أخت الغالية أشرقت .
ويلا قدامي يلا على المكتب يا آنسة .
تخشبت بسمة في مكانها من شدة الفرح .
فأعاد عليها مؤمن الكلام قائلا …إيه من أولها مش بتنفذي الأوامر ، كده هخصم من مرتبك.
بسمة بضحك …لا كله إلا المرتب ، فأسرعت بسمة أمامه، ليضحك مؤمن ويغمز لؤي الذي ينظر إليهما بغيظ من بعيد ، والنار تنهش قلبه ، فحدث نفسه …شوف اللي كانت هتكلني بعينيها ولسانها
من شوية دلوقتي بتضحك وماشية إيه ولا كأنها صاحبة الشركة، كده طيب يا بسمة ، أنا مش هسكت وهفضل وراكي لغاية ما أطفشك من هنا .
لتمر بسمة من أمامه ، لتلقي عليه نظرة نصر ، جعلته يدور حول نفسه .
ثم مر مؤمن وهو يكتم ضحكاته على وجه ابنه الذي احمر من الغيظ .
فغمزه مؤمن ثم همس في أذنه …اتعلم من أبوك فن التثبيت .
وروح يلا غير البدلة ، عشان سوري منظرك مش لطيف .
ثم انفجر مؤمن في الضحك وأسرع وراء بسمة كي لا ينفجر لؤي من الغيظ في وجهه .
فلم يجد لؤي أمامه سوى الذهاب إلى مكتبه قبل أن ينفجر غيظا بعد أن شعر أن كل عيون الموظفين لديه في الشركة تنظر إليه .
فذهب مسرعا لمكتبه ، وولج المرحاض ، وغسل وجهه بماء بارد كي يهدأ قليلا.
ثم خرج وبدل بذلته بأخرى احتياطية لديه في المكتب .
وجلس يتابع عمله ، ولكن بدون تركيز
بعد أن سيطرت عليه بسمة ، وشرد في البحث عن طريقة لابعادها عن الشركة .
……………….
أمال أشرقت فقد وصلت للتو إلى الفيلا ولكنها لاحظت أن هناك
من يقف بجانب بشرى .
ولكن لم تتحقق منه لأنه موليها ظهره .
فقالت باندهاش ….مين ده اللي مع بشرى؟
لتضحك قائلة …يمكن اتكعبلت في عريس وهي جاية .
منا عرفاها هتموت على الجواز .
ثم تقدمت منهما لتصعق عندما وجدت من لا تقبله على الاطلاق ليس بعماد ولكنه دكتور حسن .
لتقول بذهول ….دكتور حسن !!
ضحكت بشرى على تعبيرات وجهه أشرقت التي رأت منها النفور لأنها تعلم جيدا أنها لاتطيقه رغم أن بشرى تهيم به حبا منذ أول يوم رأته فيه ،
بالرغم من شخصيته الطامعة .
ابتسم حسن قائلا …أيون يا أشرقت ،دكتور حسن بنفسه .
إيه رأيك في المفاجأة الحلوة دي ؟
فابتسمت أشرقت بنفور قائلة …لاااا مفاجأة حلوة طبعا يا دكتور ، أهلا وسهلا شرفتنا .
ثم أمسكت بمعصم بشرى ، ودفعتها أمامها لتهمس في أذنها ، إيه اللي جابوا معاكي ده يا بشبش !
هي ناقصة نكد ، مش كفاية اللي عمله فيه الزفت عماد التاني .
بشرى بضحك …احمدي ربنا أني جبت واحد بس ، ده أنا كنت هجبلك الاتنين .
أشرقت بغيظ …يا سلام يا أختي !
وبتضحكى كمان !
بشرى …أعمل إيه ؟
ما الاتنين عنيهم النهاردة كانت بتدور عليكي في المدرج .
وتصوري الدكتور عماد بجلالة قدره ، كان بيتهته
في المحاضرة ،ومش عارف يقول كلمتين على بعض .
وكل شوية يبص على الباب منتظر حضرتك تيجي .
أشرقت …يا سلام ،ده من إيه ده ، إن شاء الله ؟
شكله سخن ، ده مش بيطقني حضرته .
وأديكي شوفتي بنفسك عمل إيه لما اتأخرت عن المحاضرة .
بشرى ….منظر بس قدام الجمهور يا قمر .
لكن القلب من جوه بيقول أشرقت أشرقت .
بس تصوري اللي صعبان عليه بت كده ،معانا .
شكلها هيمانة فيه أوي، وعمالة تسبله طول المحاضرة .
وتتنهد بحرارة لسعت قفايا وربنا .
فضحكت أشرقت قائلة….حلو ربنا يهني سعيد بسعيدة يا أختي ، ويتهنوا مع بعض ويبعدوا عني .
أنا مش نقصاهم .
ثم نظرت بشرى إلى حسن بحب وتنهدت هي الأخرى بحرارة ، لتنغزها أشرقت قائلة …أنتِ جيباه عشان تحبوا بعض هنا ولا إيه ؟
بشرى …ياريت بس هو يحس بقلبي المولع ، أنا اصلا شبه البت اللي هيمانة في عماد وهو مش حاسس بيها .
أنا كده برده مع حسن ،مش حاسس بيه .
وعايزك هو وعماد بس للأسف أنتِ كمان قلبك مش مع واحد فيهم .
مع واحد تالت حاجة تانية عنهم خالص .
فاغمضت أشرقت عينيها بألم ، عندما تذكرت بلال الذي لا تعلم عنه شيئا وقلبها يشعر أنه في ورطة كبيرة .
ولا تعلم ما هي؟ وكيف تصل إليه ؟
ثم رددت منا لازم أعرف يعني لازم أعرف .
فأخرجتها بشرى من شرودها قائلة …وبعدين إحنا سايبين سي حسن هيسيح من الشمش .
ميصحش حتى تقوليله اتفضل جوه ، وتعزمي عليه بكوباية ليمون ساقع تروقه كده .
فأطبقت أشرقت على شفتيها بغيظ مرددة …بت أنتِ ده أنا اللي هفطس وربنا .
وليمون إيه ، هو ده بيحوق فيه حاجة .
ده باااااارد برود .
بشرى …وبعدين معاكي ،متقوليش على حسونة كده الله .
فضحكت أشرقت مرددة …أيون ، أنتِ جبتي التايهه فعلا .
هو فعلا شبه حسونة اللي في بكار .
فوضعت بشرى يديها في جمبيها قائلة …يا سلام دمك خفيف
يا دكتورة .
أشرقت …وهو دمه يلطش ،مش عارفة صراحة إيه عجبك فيه .
بس أنتِ كده طول عمرك روحك حلوة .
بشرى بضحك …ميرسي ميرسي .
أشرقت …تعالي يلا يا أختي نشوفه عايز مني إيه ؟
بشرى …يلااااا .
فتقدمت منه أشرقت بابتسامة مصطنعة قائلة …اتفضل جوه
يا دكتور حسن .
فابتسم حسن وظل ينظر يمينا وشمالا في كل أركان الفيلا
وهو يسير بداخلها محدثا نفسه ….إيه الجمال والحلاوة دي كلها .
بقا أنا أسكن هنا ؟
يا سلام تبقا أمك دعيالك يا واد يا حسن .
ثم نظر إلى بشرى وعينيها التي في لون البندق …فهمس …بس وبعدين في البنت دي وقلبي اللي مال ليها غصبا عني .
طيب والمصلحة …لا أنا مش لازم أفكر بقلبي وأفكر بعقلي ومصلحتي أحسن .
ويا سلام لو الدنيا تضحكلي واتجوزهم هما الاتنين ، يبقا رضيت العقل والقلب كمان .
أيوا أمال إيه مش صحاب وبيحبوا بعض .
ثم جلس حسن وجلست أمامه بشرى وأشرقت .
أشرقت …خير يا دكتور حسن ؟
ممكن أعرف سبب الزيارة الكريمة دي إيه ؟
حسن …والله أولا حبيت أطمن عليكي عشان مجتيش النهاردة .
أشرقت بنفور ….والله فيك الخير يا دكتور .
بس يعني هو كل طالب يغيب هتروح بيته تسأل عليه !
فكتمت بشرى ضحكتها بيدها حتى لا تثير غضب حسن .
ولكنه بلا مبالاة ابتسم قائلا … والله أنا كده ذوق يمكن زيادة
عن اللزوم .
فحدثت أشرقت نفسها…..قصدك بارد زيادة عن اللزوم .
أشرقت …وإيه ثانيا يا دكتور .
حسن…حبيت أعرض خدماتي ، أني أديكي زي درس خصوصي يساعدك في البيت عن المحاضرات اللي فاتت عليكي .
وطبعا أنا من خلال خبرتي ، بتوقع أسئلة الدكاترة في الكلية .
وده هيساعدك أنك تكوني ديما متميزة ومتوفقة ومش بعيد تقعدي جمبي في صف التدريس بعد ما تخلصي الكلية .
أشرقت محدثة نفسها …ده أنا أسقط أحسن ما أبص في خلقتك
يا شيخ ، قال درس خصوصي قال .
أشرقت … والله مش عارفة أقول ايه لحضرتك ولذوقك العالي ده .
حسن بضحك …آه عارف نفسي من يومي كده .
أشرقت …آه واضح واضح .
لكن للأسف يا دكتور .
أنا من صغري مخدتش ولا درس خصوصي ومش متعودة عليه ، والحمد لله ربنا من عليه بالفهم سريعا .
ولما بغيب مشكورة بشرى بتيجي تديني المحاضرة ،ولو فيه حاجة وقفت معايا بتوضحهالي .
فبشكر حضرتك جدا صراحة .
فحدث نفسه حسن …إيه ده ؟ دي شكلها بتوزعني .
بس على مين أنا لازقلها ، ومش لازم درس .
خلينا في الرومانسية ، أنا عارف أني وسيم وبكلمتين حلوين تدوخ أروح على طول طالب ايديها الجواز .
فاصطنع حسن الحزن ثم قال بصوت منخفض ….معقول ، ده أنا كنت عايز فرصة عشان أشوفك باستمرار .
أشرقت بغضب …نعم ، حضرتك بتقول إيه ؟
حمحم حسن قائلا …قصدي يعني أطمن على مستواكي .
بس ملحوقة إن شاء الله أتابعك في الكلية ، بس متغبيش تاني .
أنا صراحة اتعودت أشوفك ديما .
ومتسألنيش ليه ،ده سر هقولهولك بس مش دلوقتي .
أشرقت محدثة نفسها …ولا عايزة أعرف حاجة ، لأنها واضحة ، إنسان مستفز أناني ، عايز يخدني سلم .
فكرني عبيطة .
بس خليني ماشية معاه على الخط ، لغاية ما يقول حق برقبتي .
وعشان خاطر الغلبانة بشرى هستحمله .
أشرقت …والله مش عارفة أقول لحضرتك إيه ؟
متشكرة أوي .
………………
ارتاحت لمياء نوعا ما في شقتها الجديدة ، وخصوصا بعد أن قلّلَ سعود زيارته لها .
لمياء …أحسن كده ، أرتاح منه ومن قرفه شوية .
إلهي يجي ويحط عليه البعيد .
ثم شعرت بحركة الطفل في بطنها ، فابتسمت بسعادة .
ووضعت يدها على بطنها مرددة …يارب تيجي بالسلامة يا قلب أمك .
ويا ترى هتيجي شبهى أنا ولا شبه أبوك بلال .
يارب تطلع شبهه لأنه تتصور واحشني ، أنا كل ما يعدي يوم أحس أني فقدته بجد .
وأنه وحشني .
والله العيشة معاه أهون من الذل اللي شوفته على ايد سعود ، على الأقل كنت بين ناسي وأهلي .
مش زي دلوقتي في غربة ومعرفش حد .
ثم قالت هقوم بقا آخدلي دش يفوقني شوية .
وبعدين أفتح التلفزيون أتسلى .
عشان زعلانة أوي ومليت من القعدة لوحدي من غير محد يكلمني ولا أكلم حد .
ثم بالفعل توجهت نحو المرحاض .
وولجت داخل حوض الاستحمام ، وفتحت المياه .
لتصرخ فجأة …….؟؟
………
يا ترى شافت إيه خلاها تصرخ كده ؟
وكيف سيكون حال بسمة مع لؤي؟
وبلال كيف سيخرج من تلك المحنة ؟
وأشرقت ما ستفعل مع عماد ؟
سنعرف في الحلقات القادمة بإذن الله .
ونختم بدعاء جميل ❤️
“اللهم إن حسناتي من عطائك وسيئاتي من قضائك، فجد بما أنعمت علي، جللت أن تطاع إلا بإذنك، أو تعصى إلا بعلمك، اللهم ما عصيتك حين عصيتك استخفافًا بحقك، ولا استهانة بعذابك، لكن لسابقة سبق بها علمك، فالتوبة إليك، والمغفرة لديك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
…..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!