رواية ذلك هو قدري الفصل الثلاثون 30 بقلم موني عادل
رواية ذلك هو قدري الجزء الثلاثون
رواية ذلك هو قدري البارت الثلاثون
رواية ذلك هو قدري الحلقة الثلاثون
كانت مازالت ليال واقفة في الشرفة المقابلة للشرفة الواقف بها فارس يتحدثون عبر الهاتف والسعادة تملئ قلب كلا منهما وهما يرون بعضهما وكأنهم في نفس المنزل فمنزل عائلتها مجاور لمنزل فارس فتحدثت لتقول بنبرة سعيده
(( سانهي المكالمة واحضر للمنزل .))
تحفزت ملامح فارس وقال ببطء
(( اريدك ان تبقي بمنزل عائلتك لعدة ايام فقط وسأتي انا واعيدك للمنزل .))
ابتلعت غصة مسننه في حلقها لتدمدم بإختناق
(( لما ؟ هل مازلت غاضبا مني بسبب ردة فعلي .))
همس بصوت خافت جعل قلبها ينتفض بين ضلوعها ينتفض بقوه
(( لا لست غاضبا لنعتبر أنكي في زيارة قصيرة لمنزل عائلتك .))
ما ان استمعت اليه غمغمت بإقتضاب قائله
(( حسنا .))
كان صدر فارس ينتفض بعنف فهو يعلم بأنها غاضبة منه لانه يرفض عودتها للمنزل ولكنه يريد اغلاق كل الصفحات القديمة قبل ان تعود مجددا لمنزله ويبدا معها حياة جديده فقال
(( لقد تأخر الوقت ادخلي لتنامي تصبحين علي خير .))
تضايقت ملامح ليال وتحدثت بصوت خافت وهي تهز راسها الايجاب قائله
(( حسنا تصبح علي خير .))
جلس فارس علي فراشه وهو يفكر فيما يريد فعله غدا فعليه ان يضع حدا لزينه حتي لا تشهر به وتفعل شيئا يصغر منه امام عائلته والجمع فقرر انه سيسبقها بخطوة فما فعلته زينه يثبت له بانها لن تستسلم الا بعد ان تحصل علي ما تريده وتتسبب له في فضيحة فاخذ يفكر كيف احبها فهي تشبه غادة لدرجه كبيرة في طباعها وحقدها هل كان اعمي لتلك الدرجة حتي لا ينتبه لذلك الشبه لا يمكنه الان ان يلوم علي معتز فمرأة الحب عمياء فلقد كان سيقع في فخ زينه ولكن الله وقف بجانبه واظهر الحق تسطح علي الفراش واغمض عينيه لعل النوم يزوره الليلة فهو لم يذق طعما للنوم الليلة الماضية بسبب انشغال عقله بالتفكير فيما اوهمته به زينه..
في صباح يوم جديد استيقظ معتز بتكاسل ينظر حوله للغرفة وهو يعافر ليجلس بمفرده فنجح في ذلك وجلس نصف جلسة علي الفراش وصوت تنفسه مرتفع من المجهود الذي بذله ليتمكن من الجلوس فظل يهدي انفاسه حتي يتمكن من تنفيذ الاصعب فمنذ عدة ايام وهو يحاول فمرة ينجح ومرات اخري لا فما ان شعر بالراحة حاول انزال قدميه عن الفراش ثم استند علي طرفه وحاول الوقوف فلم يستطيع فعلها حاول مجددا وكله عزيمة الي ان تمكن من فعلها ارتسمت ابتسامة فخر علي وجهه ولكن سرعان ما تلاشت فما هو قادم هو الاصعب رفع ذراعه المستند بها علي الفراش ليقف في وضع مستقيم تذكر اول مرة قد وصل فيها لتلك المرحلة عندما قرر ان يساعد نفسه بنفسه ويفعل ما يطلبه منه الطبيب ولكن قدمه قد خانته ولم تستطع تحمل وزنه فوقع علي طرف الفراش وقد انهارت احلامه واماله كلها في ذلك الوقت ولكنه لم ييأس وحاول مجددا حتي تمكن منال وقف بمفرده الان دون ان يستند علي شئ فظل لاقل من الدقيقة بقليل وما ان شعر بنفسه سيختل توازنه ويقع استند علي الطاولة الموضوعه بجانب الفراش وهو يمد قدمه باول خطوة له ليتمكن منها وقد ازداد فخرا وفرحا فاستند علي الحائط القريب منه واخذ يخطؤ خطوة بعد الاخري وقد علا صوت تنفسه واصبح مرتفعا جدا فهو يبذل مجهودا لم يعهده منذ فتره وقد ظهر الاجهاد والتعب علي ملامحه ولكنه قرر ان يكمل حتي يتمكن من الحركة بشكل طبيعي وانه لن يخبر احدا من عائلته حتي يتمكن من الوقوف بمفرده والمشئ دون ان يستند علي شئ نظر لاركان الغرفة وهو يتمني ان يأتي اليوم الذي سيخرج منها للشارع والحي ويتابع حياته بشكل طبيعي مثله مثل اي شخص لديه دافع للحياة ودافعه كان اخواته وهو يفكر ان عليه ان يكتسب حبهم وودهم ولكن ذلك لم يحدث الا بعد ان يعترف بخطأه وذنبه تجاههم وذرف دموع الندم ليسامحوه من داخلهم فهو اذاهم وفعل لهم الكثير من اجل امراة لم تقدر ما فعله من اجلها وقابلت حبه وتمسكه بها بالخيانه نزلت دمعة من طرف عينيه فمحاها سريعا ونظر امامه لتقابله صورته في المرآه وكم شعر بالازدراء والشفقة علي نفسه فاخفض بصره ينظر تحت قدميه ثم قرر ان يتحرك ويذهب للمكتب الموضوع في زاوية الغرفة استند علي جدران الغرفة كانت ستخونه قدمه لاكثر من مره ولكنه تمكن من الوصول للمكتب فجلس عليه وحاول امساك القلم بين انامله كما اخبره الطبيب ففعلها ولكنه لم يستطع ان يخطؤ به اي شئ فما زالت اعصاب يده ضعيفه وتحتاج للمزيد من التمارين ولكنه دعي وشكر الله في داخله وهو يري شفائه قريب ..
بينما استيقظ فارس هو الاخر فذهب بإتجاه غرفة والدته بعد ان اغتسل وبدل ثيابه فوقف يطرق علي الباب وما ان استمع لصوتها يأذن له بالدخول فتح الباب ودخل واتجه اليها ليجدها جالسه علي الفراش فمال يلثم كفها وهو يلقي عليها تحية الصباح لتجيبه والدته ثم تحدثت تقول بملامح بشوشة
(( ما بك اخبرني بما تخفيه عني .))
اتسعت عينا فارس وهو يناظرها فقال بتوجس
(( كيف عرفتي بأنني اخفي شيئا.))
قوست والدته حاجبيها وهي تقول
((انتم ابنائي قطعة من قلبي فانا اشعر بكل ما يحدث معكم واعلم من نظرة عينيك بان هناك شئ يشغل تفكيرك .))
أوما فارس بهدوء لوالدته وبدأ في سرد ما حدث معه منذ ان بدا العمل في منزل زينه حتي تلك اللحظة شهقت والدته عدة شهقات من هول الصدمة وهي تستمع اليه فلم تتخيل بان هناك فتاة قد تتجرأ وتعمل مثل تلك الافعال لتحصل علي رجل فما ان انتهي من حديثه حتي انفلتت شتيمة خفيفة من شفتي والدته وقالت بأعصاب فائره
(( حسبي الله ونعم الوكيل في تلك الفتاة التي لا تملك من الكرامة والحياء شيئا اذهب واحضر زوجتك قبل ذهابك للعمل فبما سأجيب اخواتك عندما يسألوني عن ذهابها لمنزل عائلتها في الليل .))
لعق فارس شفتيه وهو يتنهد ببؤس وإرهاق ومواقف كثيره واصوات اكثر تتداخل براسه فعليه اولا ابعاد زينه عن حياته ثم احضار ليال وبدا حياة جديده معها فقال بعد ان انتشلته والدته من دوامات الشرود
(( سأحضرها ولكن ليس الان عليا ان اتخذ موقفا ضد تلك الفتاة حتي لا تشهر بي وتتسبب في فضيحة فلقد هددتني بأنها ستخبر الجميع بانني اغتصبتها وسيكون سهلا علي الناس تصديقها لان هناك من راني وانا اتردد علي منزلهم واعمل به .))
قالت والدته بصوت حزين لابنها المهموم
(( كم يؤلمني صدري علي كل ما تمر به فأنا اشعر بقلبي يتمزق من اجلك ادعوا الله ان ينصرك علي تلك الفتاة وتصل لشئ يساعدك قبل ان تنفذ تلك اللئيمة ما تخطط له .))
اغلق فارس عينيه بالم ثم مال يلثم كف والدته مجددا وهو يقول بصوت معذب
(( دعواتك يا امي .))
قالت والدته وهي تربط فوق ظهر ابنها
(( ادعوا لك في كل وقت وحين فلتكن دعواتي من نصيبك والحمد لله علي صبرك وابتلائك .))
وقف من مكانه وهو يخبر والدته بانه سيذهب للعمل حتي لا يتأخر فأومأت له ليغادر المكان واخرج هاتفه يرسل لمن كانت رفيقة احلامه طوال الليل رسالة نصيه فهو يعلم بانها تضايقت لانه رفض عودتها ولكن لتنتظر قليلا بعد فاوقف سيارة اجره واستقلها وهو يعلم السائق عن وجهته ..
تأخرت مي علي العمل فحاولت ملاك ان تجعلها تستيقظ استيقظت مي من النوم بشفتين بيضاوين متشققة بسبب ارتفاع درجة حرارتها فرفعت بصره تنظر لملاك وهي تقول بتكاسل
(( اتركيني .))
هزت ملاك وجهها لها بتفهم قبل ان تغمغم بصوت عميق
(( لقد تاخرت علي العمل .))
ابتلعت مي ريقها بصعوبه ثم قالت
(( لن اذهب اليوم اشعر بانني مريضه .))
رفعت ملاك كفها تضعها علي جبين مي تتحسسه فشعرت بإرتفاع حرارتها فانسحبت من الغرفة واتجهت للمطبخ واحضرت لها طعاما صحيا ثم ذهبت اليها مجددا وجلست بجوارها وهي تطلب منها ان تتناول طعامها وتأخذ دواء ومن ثم ستشعر بالتحسن رفضت مي تناول الطعام فليس لديها شهية له ولكن مع اصرار ملاك وافقت وتناولت القليل منه ثم اخذث ادويتها وظلت ملاك تتبادل الحديث مع مي وتسألها عن الشخص الذي اخبرتهم عنه بالامس وانه يريد التقدم لخطبيتها لتخبرها مي كل شئ عن سليم ومتي قابلته لاول مرة ورده فعلها علي ما حدث وقتها تفهمت ملاك كل ما تفوهت به اختها ولكنها عارضتها في بعض الاشياء التي سردتها لها م انسحبت ملاك مغادرة للغرفه تاركه مي لتستريح بينما جلست مي علي سريرها وهي بالكاد تمنع ابتسامة من ان تشق ثغرها فسليم يثير بداخلها مشاعر جميلة كلما تذكرته فأمسكت هاتفها وقررت ان تتصل به وتخبره بانها لن تأتي للعمل اليوم ..
في منتصف اليوم كان فارس منشغل في عمله يعمل بكل تركيز واهتمام ليستمع لرنين هاتفه ترك ما بيده واخرجه من جيب بنطاله ونظر اليه لتتسع عيناه ثم سرعان ما اغلق الهاتف في وجهها وهو يفكر بان عليه ان يذهب ويستأذن من صاحب الورشه ليغادر اليوم مبكرا بينما كانت زينه تذرع الغرفة ذهابا وايابا وهي ترتجف من الغضب وقد تضرجت حمرة الاهانة بوجهها فوجدت نفسها تمسك الهاتف وتعيد الاتصال به مجددا وما ان اجابها حتي انفعلت عليه هاتفه
(( هل جننت الا تخشئ ان اخبر عائلتي والجميع بما فعلته معي انت تختبر صبري.))
تذمر فارس بإقتضاب وهو يتحدث بهدوء عكس ما يشعر به فهي من تسببت في فعل ذلك ولم تترك لديه خيار اخر فقال
(( حسنا لكي ما تريدينه اخبري عائلتك بانني سأتي مساءا لاتعرف عليهم واطلب يدك من والدك .))
اتسعت عيناها عندما اغلق الهاتف في وجهها مرة ثانيه فهي لم تستوعب بعد ما نطق به ارادت التاكد منه فبدات دقات قلبها في الخفقان بسرعة ثم هرعت للخارج حيث والدتها تقول بلهفة ورجاء
(( امي هناك شاب سياتي في المساء لطلب يدي ارجوك اخبري والدي انتي واطلبي منه مقابلته ومعاملته بطريقه جيده ارجوكي .))
همهمت والدتها للحظات بتفكير اتلف اعصاب الاخري ثم قالت بعنجهيه
(( ومن اين لكي بمعرفته .))
تنهدت زينه بضجر ثم قالت
(( امي ارجوكي اخبري ابي اولا واطلبي منه مقابلة الشاب ثم ساخبرك بكل ما تريدين معرفته .))
حدجتها بعينين ناريتين ثم قالت
(( حسنا ساخبره ))
فانسحبت زينه لغرفتها بسعادة لتجهز نفسها وتستعد لتكون بإنتظاره ففي المساء سيكون فارس في منزلهم يطلب يدها لتكون زوجته وملكا له شعرت بالزهو من نفسها وان مخططها قد اتي بمنفعة لها وقلق من تهديداتها ..
وصل فارس لمنزل عائلة زينه في الميعاد المتفق عليه وقف يطرق علي الباب ففتحت له زينه ما ان استمعت لصوت الطرق ففغرت شفتيها وهي تحدق به فلم تكن ملابسه تناسب مناسبة كهذه ولكنها تغاضت عن الامر وظلت واقفة في طريقه وقد شردت تنظر اليه عن كثب ليشير اليها بالابتعاد فأجبرت نفسها ان تبتعد من طريقه وهي تسمح له بالدخول ..
جلس فارس وهو ينتظر دخول والدها وقد فارت الدماء من وجهه فطبق علي اسنانه من كثرة الغيظ فدخل والدها عليه المجلس ورحب به واشار اليه ليجلس نظر فارس اليه بدون تعبير واضح عليه يسدد نظره اليه ثم اردف بنيرة متهكمة بحدة راسخه
(( اريد اخبارك بشئ ولا اعرف كيف سيكون تقبلك له وهل ستفهمني وتصدقني ام لا .))
طالعه والد زينه بملامح متجهمة وهو لا يفهم شيئا من حديثه المبهم وقد شعر بانه علي وشك قول شئ خطير فقال بصوت مبحوح
(( تفضل قل ما لديك فأنا اسمعك .))
اخبره فارس عما تفعله زينه معه وابتزازها له وانها ستتسبب له في فضيحة وتخبر الحمد بانه اغتصبها لو لم يتزوجها واخبره ايضا عن ارسالها للرسايل النصية له وانها تسببت في صنع مشكلة كبيرة بينه وبين زوجته اخبره كل شي فعلته زينه ما عدا مخططها القذر وقصة المخدر الذي وضعته في مشروبه فهو لا يريد ان يري الانكسار في عين والدها يكفي بان يعرف ما تفعله ابنته معه وان يمنعها باي طريقه او لو تسببت في فضيحة له من اي نوع يون لدي والدها علم مسبقا وانه برئ ولم يقترب منها
ما ان اخبره فارس عما تفعله ابنته وانه هنا ليشكو له منها وان يبعدها عنه وليس لطلب يدها كما تزعم هي ووالدتها فشعر والد زينه بالامتهان والذل وانه محطم وكرامته متعرية امامه وانه يتقطع اربا اربا من داخله فتحدث يقول بغضب ليداري فضيحته امام فارس
(( كيف تتجرأ وتتحدث معي بتلك الطريقة عن ابنتي اخرج من منزلي في الحال فأبنتي اشرف من الشرف وانا ساعرف كيف اخذ حقها منك جرأ تشويه سمعتها والتحدث عنها بتلك الطريقة المشينه .))
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذلك هو قدري)