Uncategorized

رواية لاجئة في الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم نور زيزو

 رواية لاجئة في الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم نور زيزو

رواية لاجئة في الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم نور زيزو

رواية لاجئة في الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم نور زيزو

     ____ بعنــــــوان  ” أستعدادات مُسبـقة ”  ____
كانت “فرح” جالسة أمام المرآة مُرتدية فستان أسود اللون قصير يصل لركبتيها بكم مغلق الصدر والظهر وشعرها البندقى يصل إلى منتصف ظهرها وتنزع عن أذنها حلقهما بعد أن أنهت أسبوع كامل فى التعازى وجسدها مُنهك من الأرق والتعب ، تطلعت لصورتها بالمرآة وهى تشعر بعجز كبير وكأنها شاخت مبكرًا قبل الأوان ، الحزن تملك من ملامحها والهالات السوداء أحتلت أسفل عيناها بوجه شاحب اللون …
– فرح ، حبيبتى أصحى 
قالها “محسن ” بنبرة ناعمة ودافئة بينما هو يجلس خلف جسدها فى الفراش يقظها من النوم ، تذمرت عليه وهى تضع الغطاء فوق رأسها وقالت بصوت شبه نائم :-
– خمس دقايق كمان بليييز 
ضحك عليها وهو يربت على جسدها بدفء وقال مُتذمرًا هو هذه المرة :-
– بقالك ساعة كاملة كل شوية تقوليلى خمس دقائق ، يلا يا فرح 
أستدارت له مُبدلة وسادتها بفخده حيث وضعت رأسها فوق قدمها وعانقت خصره بذراعيها بحنان ، كانت تعلم جيدًا أن أبقاءها داخل أحضانه هو الجنة الحقيقي على هذه الأرض له ، وأنه هو من سيطلب منها الخمس دقائق القادمة ، أربت على ظهرها بحنان مُبتسمًا وقال مُتمتمًا :-
– أنتِ تجيدين اللعب مع قلبى يا فرح 
– أممم ، فى الواقع دا أكتر شيء بحب اللعب معه 
غيرت وضعيته من الجلوس للنوم وأخذ رأسها بين ذراعيه حاقدًا بعينين المغمضتين وقال بنبرة هامسة مليئة بالحب والشغف :-
– وأنتِ الحُب كله عنده 
فتحت عيناها ببطيء شديد وكأنها تأسر قلبه مع فتحهما لتطلع به بنظرة دافئة وقد فر من عيناها النوم حين سكن الدفء قلبها معه وقالت وهى تداعب لحيته الخفيفة بسبابتها :-
– أنا أول مرة أحبنى من حُبك ليا ، بشوفنى بنظرة أول مرة أشوفنى بها من عينيك أنتِ ، أنا بحمد ربنا أن بعتك ليا وأن القدر جمعنى بيك ، لأنى لو مُكنتش أتخطفت ولا أخوك أخدنى مكنتش هقابلك ، أنا قبلت بكل اللى مرت بيه ما دام نهايته كانت أنت وبس 
لم يعقب على حديثها ، هذه اللحظة بالنسبة له كانت االلانهاية له ، لو كان أنهت عمره وقتها لكان من أسعد البشر ، أجابها بقبلة على شفتيها هادئة تحمل كل مشاعر الحب المخبأة بداخله من أجلها ولأجلها ، كاد أن يبتعد عنها ليشعر بأناملها تتشبث بتيشرته وتجذبه لها فتبسم وهو يخبرها بهمس :-
– مش هنروح للدكتورة تكشف عليكى 
حدقت بعيناه بسعادة وهى تخبره هامسة تثير رجولته ورغبته بينما تلف ذراعيها حول عنقه بأتقان قائلة :-
– خليها بليل ، دلوقت أنا مش عاوزة غيرك 
تبسم وهو يضع قبلة على جبينها ومن ثم وجنتها لتغمض عيناها مُستسلمة له وهى تشعر بقبلات تصل لعنقها ويديه تداعب خصره … 
أنزلت دمعة من عيناها وهى تتذكر كيف كان يدللها ويفعل كل شيء لأجلها ولأجل أن لا تشعر بفارق السن بينهما ، قطع شرودها به صوت طفلها الباكي ، وضعت الفرشة من يدها وأتجهت نحوه الفراش لتجلس بجواره ، طفل رضيع لم يكمل من عمره أربعين يوم ومع ذلك فقد والده وأصبح يتيم لتصبح هى الأم والأب ، لم تنسي تلك اللحظة التى أخبرته بها بحملها وأن ستنجب ولدًا يحمل أسمه كان على وشك أمتلك الكون كله من سعادته وكيف غفر لذلك المؤظف المُخطيء فقط لأن سعادته تمتلكه ، كان فى حالة عاطفية لا توصف …
حملت طفلها بين ذراعيها ليهدأ من بكاءه وقالت :-
– ماما هنا ، متخافش يا مروان ماما مش هتسيبك أبدًا 
بدلت ملابسها بتعب حاد فى جميع أطراف جسدها فكان أسبوع شاق عليها جدًا ، أرتدت بيجامة حرير سوداء اللون بكم ثم صعدت لفراشها بجوار طفلها حتى غاص فى نومه وسمعت صوت ضجيج بالأسفل ، زفرت بأختناق وهى تنزل من فراشها وتأخذ الروب الأسود ترتديه وهى تنزل الدرج لتجد الخدم جميعًا يقفون ويراقبون ما يحدث فى الخارج حتى قالت بجدية ونبرة قاسية أرعبت الجميع :-
– فى ايه يا عليا ، أنا مش قولتلك هنام .. أيه الدوشة دى
– فى واحد عاوز يعزى حضرتك 
أجابتها بنبرة مُرتفعة بعض الشيء :-
– أنا قولت العزاء خلص ومش عاوزة أقابل حد تانى 
– أنا قولتله كدة وبيتشاجر مع الحرس مُصر أنه يقابل حضرتك 
زفرت بأختناق وهى تنزل درجة الدرج الأخيرة مُتجهة للخارج لينصرف جميع الخدم إلى أعمالهم  ، خرجت من باب الڤيلا لتراه يتعارك مع أحد الحراس حين مسكه من ذراعه ليخرجه ، صدم ألجمتها حين رأته ، “فريد” هو نفسه ذلك الرجل الذي أحبته بقلب صادق وأوجعها بأقسي ما لديه ، هو نفسه من أدخلها السجن ، ووقفت أعلى الدرجات صامتة ليتوقف الحارس عن الشجار بعد طلتها ،فأردفت قائلة :-
– أنا محدش فى البيت دا بيفهم كلامى ، لازم كل حاجة أعملها بنفسي … مش قولت العزاء خلص 
صعد “حسام” الدرج لها وقال بهدوء :-
– هو مُصر يقابل حضرتك وحاولنا نمنعه بدأ الشجار معًا 
نظرت له لتتقابل عيناهما ، لم يصدق للحظة أن هذه المرأة هى فرحه البريئة الساذجة كانت تكاد تموت خوفًا حين تلتقى بغريب وتختبيء به أم الأن تقف أمامه ثابتة وواثقة والأكثر دهشة أن الجميع يخشاها ، الجميع يخشي من كانت تخشي الجميع أحقًا هذا معقوله … 
تطلعت له لترى أثر العراك على وجهه   والدماء تنزف من أسفل حاجبه الأيسر ، أخفت لهفتها بقسوتها وهى تستدير كى تدخل وتقول بجدية :-
– خلي يجى بكرة فى معاد العزاء يا حسام ومش عاوزة دوشة أكتر من كدة 
دلفت إلى الداخل وخلفها “عليا” تغلق باب الڤيلا ، خرج من الڤيلا مذهولًا فى قوتها وقسوتها من أين جاءت بكل هذا الجمود وجحود القلب ، ليسمع أمن البوابة يحدث صديقه قائلاً :-
– يحمد ربنا بأنها مأمرتش بقتله على الدوشة والأذية اللى سببها لرجالها 
– فعلاً مدام فرح أتحولت لأسد مُفترس بعد وفأة محسن بيه 
– أنا كنت متوقع أن هيجرلها حاجة بعد موته من الحب اللى كان بينهم بس هى أتحولت لسكين حاد 
هكذا كان الحديث الذي سمعه وهو يصعد سيارته فتسأل هل أحبت هذا الرجل إلى تلك الدرجة كما يقول الجميع ، هل نسيت “فريد” وحبها له ؟؟ 
لم تستطيع النوم ليلة جديدة لكن اليوم بسببه وتساؤلات كثيرة تدور بذهنها ، لما عاد ؟؟ وماذا يريد ؟ أمازال يتذكرها ؟ تساؤلات كثير بعقلها اطارت النوم منها ، طلبت من الخادمة بأن تحضر لها فنجان قهوة واخذته وصعدت إلى تلك الغرفة السوداء التى لم يدخلها أحد من قبل ، مسكت مقبضها بوجع وتذكرت حين أدخلها لها للمرة الأولى والأخيرة 
عاد “محسن” من الشركة ليراها نائمة على الأريكة تتابع كرتون جديد ، جلس بجوارها لتترك الفشار والريموت وتعانقه بقوة وأشتياق فقال :-
– كرتون يا فرح 
أجابته مُتجاهلة جملته :-
– وحشتنى ، أتأخرت ليه ؟
– كان عندى شغل بمناسبة موسم الشتاء الجديد ، مش هتبطل كرتون يا فرح 
قالها مُجددًا لتجيبه قائلة :-
– طب أعمل أيه ؟ أنت سايبنى طول اليوم 
حملها على ذراعيه وقال :-
– أنا سيبتك النهاردة يا فرح لأنك قولتى تعبانة من الحمل وأنك على وشك الولادة ، لكن أنتِ عارفة أن عندك مسؤولية 
كان يتحدث وهو يصعد الدرج بها ، تذمرت وهى تضع رأسها على كتفه وقالت :-
– مش عاوزة يكون عندى المسؤولية دى يا حبيبي 
– كأنك بتقولى مش عاوزة أكون مراتك ولا أم لأبنك 
– يا محسن أنا ….
قطع حديثها وقوفه أمام الغرفة السوداء ، نظرت لباب الغرفة جيدًا تحاول أن تصدق بأنه سيدخلها هذه الغرفة التى لا تعرف ما بداخلها وماذا يوجد خلف هذا الباب الحديدي الألكترونى ، فتح باب الغرفة ودلف فكانت مُظلمة جدًا لا ترى اصابعها بها حتى صفق بيده لتفتح الأضواء تلقائيًا لتندهش من الغرفة وجمالها ، كانت غرفة زجاجية تمامًا بباب حديد قوي والكترونى مُأمن ببصمة العين وبصمة الوجه وبصمة الأصابع وهكذا دقات القلب وأخيرًا رقم سري مكون من ١٠ أرقام ، بها مكتب زجاجي عليه ثلاث شاشات كمبيوتر ، شاشة أخرى كبيرة بحجم الحائط تعمل باللمس فقالت :-
– وووااااووو كأنها قلعة من الثلج 
أربت على كتفها بحنان وقال بجدية :-
– هى قلعة فعلًا بس مش من الثلج ولا من الكرتون بتاعك يا فرح ، هنا يا فرح هتلاقى كل الأسرار والحماية ، هتعرفى من عدوك ومين صديقك وأمتى تخلصي من عدوك وأمتى تسيببيه يلعب من وراكى ، كل واحد أتعملت معه هتلاقى له ملف كامل فى كل حاجة ، القلعة دى من بعدى هتكون ليكى ومن بعدك هتكون لأبننا اللى جاى 
– تعرف بقدر أنها جميلة بقدر أنها مُرعبة 
– دى هتكون الحماية ليكى من بعدى ، هى اللى هتحميكى فى زمان كله هيحاول يدوسك 
وقفت أمامه وهى ترى بعيناه تعب وحزن وقلق وخوف ، أردفت بحنان :-
– أنا من بعدك مش هعيش 
أخذ وجهها بين يديه وقال بجدية :-
– لازم تعيشي يا فرح ، بس تعيشي صح ، تنسي الكرتون لأن الدنيا مُخيفة وليها أنياب 
– مالك يا حبيبى ، راجع النهاردة تعبان وبتكلم فى البُعد ، أنا مش هبعد عنك أبدًا 
– أنا عاوزك دايمًا تكونى عارفة يا فرح أنى بحبك وهفضل أحبك لحد مماتى وبعده كمان 
عانقته بقوة وخوف من نبرته وحديثه وتشبثت به بقوة وهى تقول :-
– أنت وعدتنى متسبنيش ، أوعى تسبنى يا حبيبى 
– مش هسيبك يا فرح ، عمرى ما هسيبك 
قالها وهو يعانقه بقوة ويربت على ظهرها ….
تمتمت بقلب موجوع وهى تضع أصبعها على البصمة قائلة :-
– بس أنت سبتنى وبدرى أوعى …..
دلفت لتلك الغرفة بدموع تحرق وجنتها وظلت بها حتى شروق الشمس وخرجت بعد عمل طويل بها وكأنه كان يعمل أن هذا سيحدث له فوجدت دفتر على المكتب يحتوى على ما يجيب أن تفعل وبأى أسماء يجب أن لا تثق فكانت قائمة طويلة أم الأسماء التى يجب أن تثق بهم كانوا خمسة ( سيرا ، على ، عليا ، حسام ) ، لكن ما صدمها حقًا هو أخر أسم فكان أسم رجل تمنته كثيرًا لكنه لم يتمناها ، رجل لم تتعمد حبه لكن حبه تعمدها ، “فريد الصاوى” كان أسمه أخر ما كُتب فى الدفتر …
دلفت لغرفتها تبدل ملابسها وتأخذ حمامها وأرتدت بنطلون أسود اللون فضفاض وتيشرت بنصف كم أسود وأسدلت شعرها ثم نزلت إلى غرفة السفرة جلست تتناول فطارها وحيدة حتى جاءت لها “سيرا” وجلست تتحدث معها بالعمل طيل اليوم بأكمله حتى قطعها صوت “عليا” فى السابعة مساءًا تخبرها بوصول الضيف ، خرجت “سيرا” بعد أن تركت لها بعض الأعمال ، تنهدت بأختناق وهى تقف وتنزع نظارة النظر عن عينها وخرجت لتراه جالسًا فى الصالون بأنتظارها ، جلست على الأريكة المقابلة له واضعة قدم على الأخر ترتشف قهوة وهى تتطلع له وهو يحدق بالمكان والخدم والحرس بكل مكان كالتماثيل بأنتظار أشارة واحدة منها حتى داخل الڤيلا الحرس موجودين حولها ، أنزلت نظرها عنه وهى تنظر لفنجان قهوتها وتقول :-
– طلبت تقابلنى بإصرار شديد ، خير 
– دا اللى معايا 
وضع لها ظرف بنى على الطاولة ، أخذته وفتحته بغرور لتجد بداخله عقد عمل له كحارس خاص لها يفوق رتبة “حسام” حتى ، ممضيء من زوجها المتوفى لمدة خمس سنين وغير قابل للرفض أو الطرد ، لم تُصدم فهى صدمت سابقًا حين رأت أسمه بدفتر زوجها يخبرها بأن تثق به ، ألقت الظرف على الطاولة بلا مبالاة وقالت :-
– كان المفروض تقابل على هو اللى مسؤول عن الحرس ، وعمومًا تقدر تقابله من خلال أى حارس 
قالتها وهى تقف ليمنعها حين مسك يدها وقال :-
– أتغيرتى أوى يا فرح 
– وهو فى أى مبتغيرش يا حضرة الضابط ، فى ناس كانوا الأمان لحد ما غدروا 
فهم بأنها تلمح لما فعله بيها فقال بغيظ وهو يكز على أسنانه بنبرة منخفضة خوفًا من أن يسمعه العمال المتواجدين حولهم :-
– أنا راجل قانون يا فرح عاوزين أعمل أيه 
– راجل قانون لكنك مش قاضي تحكم 
شد على ذراعها وهو يقول :-
– وجيت عشان أسمعك واساعدك لاقيتك قاعدة معاه وماسكة أيده ، ومكفكيش لا أتجوزتيه بعد عدتك بيوم 
– حبنى وحمانى 
– تقومى تتجوزيه
أجبته بتحدى سافر :-
– أه
كرر سؤاله بنبرة لؤم وعتاب :-
– أتجوزتيه 
صرخت به بأنفعال ودموعها تتلألأ فى جفنيها وجعًا على فراق “محسن” :-
– لأنه حبنى ، أتجوزته لأنه كان حامينى من قسوة الدنيا كلها ، أتجوزته لأنه وقف قدام العالم كله وحارب اقرب ما له عشانى ، أتجوزته وحبت حبه ليا اللى كان بيطمنى فى ليالى الخوف ، اتجوزته لأنه كان يستحق بعد كل اللى عمله عشانى أنى أفرحه وأسعده ، أتجوزته لأنه الراجل الوحيد اللى وفى بكل وعد وعدهولى مقالش كلام وبس ، أخترته عشان كان بيعاملنى وشايفنى على أنى الحياة له وأن حبى فى قلبه هو النبض الحقيقي له … … أتجوزته وخلفت منه لأن مكنش عندى حاجة اديهاله تسعده زى ما بيسعدنى غير أنى اجبوله ولى العهد اللى يحمل اسمه ويخلى أسمه مستمر فى الحياة بعد مماته …
أقترب خطوة منها حتى عانقت رائحته جسدها من قربهما وقال بنبرة هادئة تهدأ من روعتها وأنفعالها :-
– بس محبتهوش يا فرح ، محبتهوش… 
نظرت لعيناه بثقة وقالت بثبات :-
– أنت متعرفش حاجة ، يمكن محبتهوش نفس حبه ليا ، بس أحترمته وأخلصته ووفيت بكل وعد نطقت به ، وعدته أن مفكرش فى غيره ومخونهوش لا بنظرة ولا بفكر ، حبت حبه ليا 
– بس أنتِ محبتهوش لأنك حبتينى ولسه بتحبنى أنا .. لهفتك عليا لما الحارس لكمنى والخوف عليا اللى شوفته فى عينيكِ لما نزفت بعد العراك مع حراسك ، طردك للحارس اللى ضربنى وقطع رزقه .. كل دا بيقول اللى لسانك رافض يقوله .. كل حاجة فيكى بتصرخ بحبى اللى قلبك يا فرح .. غصب عنك ومش بمزاجك ولا بمزاجى كل حاجة فينا بتنادى للتانى وعاوزاه  
حدقت به بصمت تام لتشعر بدمعتها تخذلها أمامه وتذرف من جفنيها لتستدير سريعًا مُحاولة الفرار من أمامه قبل أن يرى ضعفها وتصدم حين مسكها من ذراعها ويديرها له بعد أن طوقها بذراعيه بقوة لتبكى مُستسلمة بين ذراعيه وتتمتم بوجع قائلة :-
– اللعنة عليك لسه حضنك دافىء بس مبقاش ينفعنى …. 
اللعنة على قلبها الضعيف ، عناق واحد منه كالصفعة على وجهها ليحيا ما أوهمت بنفسها بأنه مات بداخلها ، عناقه كان الحياة لقلبها حتى ويعيد النبض له ، أخرجت نفسها من حضنه بصعوبة فى كل شيء بها مُتشبث به وأتجهت مُسرعة إلى الدرج وهى تقول بجحود قلب وقسوة مُواجه حديثها لـ “عليا” :-
– وصلى الضيف للباب يا عليا  ومستقبليش ضيوف للعزاء تانى … العزاء خلص ….. 
أتجه للخارج تاركها خلف ثم تحدث مع أحد الحراس سألًا عن المدعو بـ “على” يأخذوا أحد الحراس إلى غرفة بجوار الڤيلا مُستقلة دلف به إليها ، رأه جالسًا هناك على المكتب أمام شاشة الكاميرات يراقب الوضع أثناء حديثه فى الهاتف وبجواره مراقب الكاميرا يقوم بعمله ، رأى وجهه ليعلم بأنه من جاء إلى الصعيد كى يأخذها 
– تحت أمرك ، متقلقيش يا سيرا … 
قالها ثم أغلق الخط معها وأستدار إلى “فريد” تحدثا بشأن العمل وحين رأى “على” عقد العمل تبسم ساخرًا وهو يقول :-
– متأكد أنك عاوز الشغل دا 
– اه 
ضحك ساخرًا أكثر فهو لا يعلم ما هو عمله ويريده بشدة ، أخذه ودلف إلى الڤيلا يعرفوا على الخدم والحراسثم صعد به إلى الطابق الثانى ليقول :-
– أنت بس اللى من حقك تطلع هنا بخلاف أنا وسيرا وعليا غير كدة مش مسموح لأى حد يطلع الطابق التانى مهما كان التمن حتى لو كان التمن حياتك 
– مفهوم 
توقف أمام غرفة نومها وكان البابين الزجاجين مفتوحين على اخره ليظهر فراشها بوضوح تام وهى نائمة عليه فى سبات عميق وبجوار فراشها كان هناك سرير أرجوح صغير وبداخله طفلها ، أبتسم “على” بمكر وهو يقول :-
– أستمتع بعملك ، عملك هو مراقبة مدام فرح حتى أثناء نومها ، عملك هو الظل والظل لا يفارق الجسد 
نظر “فريد” له بدهشة وقال :-
– ظل !!
– اه هتبدأ بمراقبتها طول الوقت بس حذرى رجلك تدخل الغرفة ، المراقبة من هنا 
أومأ له بنعم وذهب معه يبدل ملابسه الفوضوية إلى بدلة سوداء اللون وقميص أبيض ثم صعد إلى الأعلى لم يجدها بفراشها بل كانت تقف بجواره تتطلع إلى القمر من خلف الحائط الزجاجى وصامتة ، ظلت هكذا حتى شروق الشمس شاردة بعقلها وهى تفكر لماذا أحضره زوجها إلى هنا ولما أعطاه أكثر وأهم المهام ؟ لماذا جعله ظلها ؟  …. 
قطع شرودها صوت “عليا” تخبرها بأنه حان الوقت كى تذهب للعمل وجهزت لها بدلة نسائية كحلية اللون عبارة عن تنورة قصير تصل لركبتها وقميص نسائي أبيض وسترة كحلية اللون مع حذاء كعب عالى أبيض اللون ، أستدارت لها لتراه واقفًا هناك خارج الغرفة فأغلقت الباب بالريموت الألكترونى وغيرت ملابسها ، خرجت من غرفتها وهى تتجه للأسفل لتجد “سيرا” بأنتظارها وهى تحمل التابلت بيدها به جدول أعمالها ، خرجت من الڤيلا لترى سيارتها المرسيدس السوداء بأنتظارها وقد علمت لما أهداها لها زوجها منذ اللقاء الأول ، فسيارتها مضادة للرصاص تمامًا ، فتح السائق الباب لأجلها فصعدت وبجوارها “سيرا” و”فريد” بالأمام بجوار السائق .. 
رن هاتف “سيرا” ليصل لها خبر صادم فقالت بجدية :-
– فى ضيف مهم مستنينا فى الشركة 
نظرت لها وأبتسمت بجحود وهى تقول مُحدثة نفسها :-
– أول خطوة ، لقد أخبرتنى بها ، جاء العدو بنفسه إلى عرين الأسد ، لقد جاء أخاك قاتلك وقاتل أبى وزين ، جاء لأنال حقى منه ، أتى إلى حسين بقدمه وأسرع مما توقعت … 
يتبع..
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية المؤامرة للكاتبة منة محسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!