روايات

رواية شمس في قلبين الفصل السادس عشر 16 بقلم مروة نصار

رواية شمس في قلبين الفصل السادس عشر 16 بقلم مروة نصار

رواية شمس في قلبين الجزء السادس عشر

رواية شمس في قلبين البارت السادس عشر

رواية شمس في قلبين الحلقة السادسة عشر

غادرت زيلدا الجناح وعادت إلي غرفتها، ولكن قبل ان تدخل قامت بإجراء اتصال هاتفي وقالت: الخطة فشلت، حنبدأ في الخطة (ب )، جهز الرجالة ..
ثم اغلقت الهاتف ووقفت قليلاًبالخارج تحدث نفسها قائلة: ماشي يا قصي .. احنا كنّا بنلاعبك علي الهادي .. أشرب بقا اللي جاي، عشان تعرف تعمل فيها كبير اوي .. يلا كان نفسي تسمع الكلام ونتجوز كنت حتستفيد وتفيد .. خسارتك في الموت يا بيبي .
ثم دخلت غرفتها لتجد شريف نائماً في الفراش، وقفت تتأمله وهي تقول: بعد ما كنت حأقضي الليلة مع قصي .. تختم بالجربوع ده .. يلا خليني مستحملة للأخر ..ممكن ينفعني .
أما وليد، بعد أن أنهي مهمته بنجاح، غادر الغرفة وقام بالاتصال بزوجته لملاقاته أمام غرفة شمس، ليذهبا سوياً إلي بيتهما، كانتا الفتاتان جالستان سويا في الشرفة قبل الاتصال، حاولت شاهي في حديثها أن تقوم باستفزاز صديقتها فقالت: مش طايقاه يا مامي .. الحقيني يا مامي الحقيني .. بس قعدتي تقولي مش عايزة اشوف خلقته .. ومش عايزة اكلمه، وانتي قعدتي متنحة في الواد كان ناقص تشفطيه .
نظرت لها شمس ثم انخرطت في الضحك وقالت: الصراحة الواد مز اوي .. اوي اوي يعني، ايه ده يخربيت الحلاوة، ده أحلي مني .
انفجرت شاهي ضحكاً ثم قالت: ما قلنا كده من بدري .. قلتي نطلع من البلد، يا بنتي بطلي عند، الواد حلو، وشكله معجب بيكي .
شردت شمس قليلاً ثم قالت: معجب بيا ازاي يا شاهي .. احنا حنضحك علي بعض، بلاش عبط وخليكي منطقية، حيعجب بيا علي ايه .. الجمال اللي مفيش منه، والا العيلة الكبيرة ومستوايا الاجتماعي .. انا وهو صعب جدا نتقابل في نقطة .
نظرت لها شاهي وقالت: علي فكرة انتي غبية اوي و اوي كمان … انا عمري ما شفت واحدة بالغباء ده، انتي فاكرة انه احسن منك، وايه اللي يخليه يبصلك، فعلا غبية، أنتي احسن مننا كلنا، سواء انا او قصي او وليد، انتي اتولدتي وأتربيتي في ظروف صعبة جدا .. وقفتي قدام الكل عشان تتعلمي، اشتغلتي وطلع عينك عشان تبقي حاجة، وبقيتي .. لكن احنا تعبنا في ايه والا عملنا ايه عشان نبقي احنا .. ولا حاجة .. يمكن نكون حلوين من بره يا شمس .. لكن انتي حلوة من جوه ومن بره .. قصي شاف جمالك من جوه قبل ما يشوف جمال وشك .. شاف روحك اللي مقابلهاش قبل كده .. أرجوكي خلي عندك ثقة في نفسك .. ولازم تشوفي نفسك حلوة .. لانك فعلا حلوة أوي .
استيقظت زيلدا مبكراً وبدأت في حزم جميع أغراضها .. وعندما استيقظ شريف رمقته بنظرات مثيرة ثم قالت: ايه رايك يا بيبي تحب نروح طابا مع بعض .
أجابها بقبلة علي شفتاها طويلة ثم قال: انا اروح معاكي اخر الدنيا .
وضعت يدها علي كتفه ونظرت في عينيه قائلة: متأكد .. أخر الدنيا، يعني مش حترجع في كلامك .
احتضنها شريف بقوة وقال: متأكد طبعا .
فقالت له بدهاء وهي بين احضانه ورأسها علي صدره: طب وشمس !.
صمت شريف قليلاً، وعادت ذاكرته إلي شمس وإلي ما جمعهما سوياً ثم قال: لا خلاص مفيش شمس .. هي اختارت طريق غيري .
فأضافت: يعني مش حتندم يا قلبي .. وحتفضل معايا علي طول .
أجابها بضمة قوية كاد أن يسحقها بين يديه وقال: انا اصلا مش عايز غير انك تفضلي معايا علي طول .
فابتعدت عنه قائلة: طب يلا بينا، حضر شنطتك عشان حنسافر دلوقتي .
استيقظ قصي في ساعة متأخرة من نومه، وظل جالساً في الفراش بعض الوقت، ثم قام بالاتصال بموظف الاستقبال ليسأله عن حسناء .. وبمجرد أن علم بمغادرتها الفندق .. نهض من الفراش وتوجه إلي الحمام .. وضع المياه علي وجهه ثم وقف امام المرآة ليشذب لحيته .. كان عقله في حيرة كبيرة، لا يعرف ماذا يفعل مع شمس ؟، ظل يفكر حتي استقر اخيراً علي فكرة وقرر تنفيذها .
مرت الساعات الاولي من النهار .. وشمس منهمكة في عملها ما بين المصنع والفندق .. اما قصي ووليد فكانا يمارسان نشاطاتهم المعتادة في العمل .. وشاهي تجلس امام البحر وقد قررت ان تعود لرسم اللوحات مرة اخري … وبالفعل جلست ترسم طوال النهار .
ظلت لقاءات قصي وشمس متفرقة طوال النهار .. مجرد دقائق في كل مرة للتأكيد علي امر .. او تغيير بعض الاشياء الغير متوفرة، إلي أن أصر عليها انها يجب أن ترتاح قليلاً من العمل .. وألح ان تتناول الغذاء معه ..وبالفعل رضخت في الأخير .
كان قد أعد كل شيء مسبقاً، مائدة خاصة لهما في مطعم الشاطيء، مجهزة خصيصاً، وفي مكان مميز لا يوجد احد حولهما .. جلسا الأثنان سوياً، وبدأ الجرسون في وضع الصحون ثم تقديم الطعام .. حاولت شمس الاسترخاء، وعدم التفكير في أي شيء، ثم بدأت تتناول الطعام في هدوء، إلي أن قطع قصي الصمت وقال: انتي لسه متضايقة مني !.
تركت شمس الشوكة من يدها .. ونظرت له قائلة: مش فاهمة .
فأضاف: يعني لسه متضايقة من الموقف اللي حصل !.
صمتت قليلاً ثم قالت: بصراحة مش عارفة .. بس متهيألي لا .. مش قادرة أحدد بالضبط انا متضايقة والا متغاظة منك، بس اللي انا متأكدة منه ان نيتك كانت كويسة، عشان كده الموضوع مبقاش شاغلني .
ابتسم قصي وقال: طيب حلو اوي .. كده شجعتيني اني اطلب منك طلب .
وضعت الطعام جانباً وقالت بعدم اطمئنان: طلب ايه تاني !، خير اللهم اجعله خير .
فأجابها: لا متقلقيش ده طلب بسيط اوي وسهل .. أيه رأيك نكون أصحاب ؟.
عقدت حاجبيها وظهرت علامات الاستفهام علي وجهها وقالت: تقصد ايه بأصحاب !.
حرك قصي بعض الطعام في الصحن الذي أمامه ثم قال: يعني أصحاب .. أنتي رفضتي فكرة الارتباط، وده حقك وأنا مش معترض، فعلا أنتي عندك حق، انا كنت متسرع في طلبي، وكلامك كله صح ان ممكن تكون مشاعري غير حقيقية، انا مش حأنكر أني انبهرت بيكي، أسلوبك .. شخصيتك .. قوتك اللي عمري ما شفت زيها، كل حاجة فيكي بجد شدتني، انا تقريباً مش فاكر اني أعجبت ببنت قبل كده … او انبهرت بواحدة زيك، ممكن تكوني صح ومشاعري دي حاجة وقتية، عشان كده بقول نبقي اصحاب .. نتعرف علي بعض بشكل عادي .. من غير ضغوط، ولا طلبات .. مجرد اتنين اصدقاء، ايه رأيك ؟.
صمتت قليلاً تفكر في عرضه ثم اجابته: وانا معنديش مانع .
وصلت زيلدا ومعها شريف إلي طابا.. وكانت أقامتهما في فندق هيلتون طابا، فندق يقع علي الحدود المصرية التي تفصلنا عن فلسطين الحبيبة المحتلة، تستطيع ان تري من هناك الجنود الصهاينة وهم مرابضين في ثكناتهم..
كان هناك حجز بأسم زيلدا الحقيقي.. وعندما سمع شريف الاسم من الموظف في الاستقبال.. اندهش كثيراً للأمر .. فانتظر حتي صعدا سوياً للغرفة ثم قال: أنتي أسمك حسناء والا زيلدا !.
ابتسمت له ابتسامة مغرية، في محاولة منها لإلهائه .. وبدأت في نزع ملابسها وهي تحدثه حتي تشتت انتباهه: ده موضوع طويل حأبقي أحكيلك عنه بعدين .. بس دلوقتي مش حنضيع وقتنا في الكلام .. أصلك وحشتني اوي .
لو بحثت عن أسباب غباء الرجل .. ستجد أن ورائه جسد امرأة سلبه عقله .. وحوله الي شخصاً ابله بلا عقل .. وهذا ما فعلته زيلدا به .. كانت تعلم نقطة ضعفه جيداً … لذا كانت تبرع معه في فنون العشق والغرام حتي يظل مخمورً بها .. ولا يملها ابدا… وبالفعل وصلت لمبتغاها .. نسي كل شيء ولَم يتذكر سوي شهواته وغريزته .. التي أصبحت تستحوذ عليه حتي انه اصبح لا يتميز عن الحيوانات في ممارستها .. ونسي كل شيء عما حرمه الله وتذكر فقط ما يريده هو .
كان قصي يجلس في مكتبه بعد الغذاء مع وليد لإنهاء بعض الاعمال عندما سمع رنين الهاتف ؛ الو
_ الوو مسيو قصي، كيف حالك .
_ اهلا مسيو أسحاق مردوخ .. أقدر أخدمك ازاي .
_ حبيبي .. انت عارف كويس ايه الخدمة اللي انا محتاجاه .
_ وأظن انا بلغت حضرتك قبل كده، ان طلب حضرتك مرفوض .
_ ليه مسيو قصي .. لو المبلغ مش مناسب قولي .. ايه رأيك في مليار دولار .. اعتقد ده أكبر من تمن الأرض الفعلي يا مسيو .
_ بالضبط يا مسيو أسحاق .. انت قلتها .. ايه اللي يخليك تدفع في ارض ضعف تمنها .. حاجة غريبة متهيألي .
_ ابدا مسيو قصي .. انا محتاج الأرض دي موقعها ممتاز وقريبة من اسرائيل جداً .. انت عارف طابا عزيزة علينا ازاي مسيو .. واحنا بنحب ننزل إجازات فيها .. حبيت أعمل منتجع علي مستوي عالمي عليها .. وأرضك انسب مكان للمشروع .
_ زي ما طابا عزيزة عليكم مسيو .. فهي غالية اوي عندنا، ومش ناويين نفرط في شبر منها، وكون أن أرضي قريبة من فلسطين يا مسيو ده مش معناه تدفع كل المبلغ ده … وبردوه في الأخر عشان أريح حضرتك لو عرضت عشرة مليار مش مليار واحد .. بردوه ردي لا .
_ ده أخر كلام مسيو .. لاحظ اني حاولت معاك كتير .
_ ده اخر كلام من زمان مسيو أسحاق .. بس انت اللي مش عايز تقتنع .. وعشان اكون صريح معاك اكتر، انا مش ببيع حاجة للأسرائيلين .
_ تؤتؤ تؤتؤ ليه كده حبيبي .. احنا ولاد عّم .. وفِي بينا اتفاقية سلام .. وتطبيع ومفيش اي مشكلة خالص .
ضحك قصي عالياً وقال: لا التطبيع ده يبقي ابن خالتك .. والاتفاقية دي تبلها وتشرب مايتها … انا مش بتعامل معاكم وانت عارفني كويس .. وسألت كتير عليا .. وياما بعت ناس .. ومفيش فايدة .
_ ليه كده حبيبي .. أحنا كلنا أخوات .. واليهود شعب الله المختار في الأرض .. محبين السلام .. ولكل البشرية .. ليه التعصب ده .
_ يا حبيبي .. وايه كمان .. شوية شوية حتقولي أنكم بتدعو للسلام .. وأن الفلسطنيين إرهابين وانتم اللي ولاد الحلال .. اولا يا مسيو انا مَش معترض علي اليهود لأنهم أهل ديانة سماوية .. انا مش بتعامل مع صهاينة ..ثانياً الله يحرقكم بطلوا كلمة شعب الله المختار .. هو مختار اه .. بس في الأرهاب والتعصب .. والكره .. وسرقة الأوطان .
بص يا عّم مردوخ انا مش حبيع وده أخر كلام .
_ براحتك حبيبي.. بس الارض كده كده بتاعتي .. وبكره نشوف .. شلوم حبيبي .
_ شلوم يا حبيبي ورحمة الله وبركاته .
أغلق قصي الهاتف وزفر بقوة وهو يشعربالغيظ ويتمني لو يستطيع ان يستطيع فعل شيء اكثر من مجرد الكلمات، كان وليد يستمع للمحادثة ثم قال: لسه بردوه مش عايز يقتنع .
نظر له صديقه وقال: وهما دول بيقتنعوا، ولاد الو…، ربنا يولع فيهم، الراجل بيتكلم ببرود كأن طابا دي بلدهم، الباشا عايز يستولي عليها هي كمان .
صاح به وليد قائلاً: لما يشوفوا حلمة ودنهم .
وعلي الجانب الأخر في القدس المحتلة، الأرض الغالية التي ستعود يوماً ما، فهذا وعد الله لنا، والله لا يخلف الميعاد، كان إسحاق يجري اتصالا مرئياً علي الهاتف الأخر مع زيلدا، التي كانت تجلس في حوض الاستحمام تنعم بحماماً دافئاً بعدما أمضت وقتاً كافياً مع شريف.. استطاعت فيه أن تغرقه اكثر في مستنقع الرذيلة وتجعله يقطع شوطاً كبيراً، بتذكرة ذهاب بلا عودة ..وبعد أن أنتهت منه تركته نائماً .. حتي تستطيع أن تقوم بالأهم ..إسحاق مردوخ .. اغني أغنياء العالم .. رجل تفتح له جميع الابواب .. وهي تتمني ان تستطيع فتح باب قلبه .. والتربع عليه .. هي تعلم انه مهما بلغ الرجل من الثراء والذكاء والشهرة .. ولكنه يبقي رجل .. ملك امام الناس .. وعبد أمام امرأة جميلة مثيرة، وهذا ما تفعله معه، تتعمد دائما ان تكون محادثاتها معه مرئية، وان تكون في حمامها او الفراش .. حتي تسلبه عقله دائما وتجعله يرغب بها .. ويتناسي زلاتها ..
أما مردوخ فكان علي علم جيد بمخططها فهو يحفظها عن ظهر قلب، منذ أن تعرف عليها في بيت البغاء الذي كانت تديره .. سلبت عقله بجمالها وذكائها الغير معتاد في المرأة، فهي قادرة علي كشف نقاط ضعف كل رجل بسهولة، محترفة في لعبة الاغراء .. تستطيع ان تجعل المؤمن عاص، والقسيس فاجر، والكاهن كافر، وهذا بالضبط ما يجعلها ذو منفعة له هي وفتياتها .. فهي قادرة علي إسعاده وقتما يريد .. وأيضا بارعة في إيقاع اعدائه بمنتهي السهولة .. لذا هما الاثنان وجهان لعملة واحدة .. لا يستطيعان ان ينفصلا عن بعضهما البعض .
أمسك مردوخ الهاتف في يده وتحدث إليها وعيناه تلتهمان جسدها الذي كانت تحاول إظهار جزء منه طوال المحادثة: سمعتي ما قال، فما العمل الأن، أريد أن أحرق له كل فنادقه .
ضحكت زيلدا ضحكة مثيرة ثم قالت: الرجال .. دايما يذهبون للأصعب .. بالرغم من وجود الأسهل أمامهم .. تستطيع ان تحرق قلبه بدلاً من فنادقه .
حدق بها وقال: ماذا تقصدين ؟.
فأجابته وهي تمسك الاسفنجة في يدها وتمررها علي رقبتها وأعلي صدرها: حبيبته .
أطلق إسحاق ضحكة مدوية وقال: زيلدا .. أنتي عاهرة قلبي .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس في قلبين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى