روايات

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الفصل الخامس عشر 15 بقلم أية محمد

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الفصل الخامس عشر 15 بقلم أية محمد

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الجزء الخامس عشر

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) البارت الخامس عشر

رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الحلقة الخامسة عشر

#بعنوان ……#عودة_الأبن ! …..
فتح عيناه بصعوبة على صوت هاتفه ؛ فجذبه ليجد صديقه ، تطلع للساعة الموضوعة على الحائط ليجدها الخامسة صباحاً !! ، رفع الهاتف بضيق
_في حد يكلم حد في الوقت دا …
_مش وقته يا “عدي” تعال القسم فوراً ..
أغلق الهاتف بأستغراب من لهجته الغامضة فحسم أمره بالذهاب لمعرفة ماذا هناك؟ ، تطلع لمن تتمسك بقميصه بقوة حتى بغفلتها ، شعورها بفقدانه مجدداً جعلها تخشى كل شيء حتى النوم ! ،أزاح خصلات شعرها المتمردة على وجهها ؛ فأبتسم بعشق وهو يتأمل ملامحها عن قرب ، حرر أصابعها برفق حتى ينهض من جوارها ، طبع قبلة صغيرة على أطراف أصابعها المتشبسة بقميصه ثم جذب الوسادة ليضع رأسها عليها بهدوء ثم توجه لخزانته فأرتدى سروال أسود اللون وتيشرت باللون الأبيض ،ضيق يبرز عضلات جسده بوضوح ثم صفف شعره بعناية تاركاً رائحة البرفنيوم الخاص به تتناثر بالغرفة ،هبط للأسفل ليشير للحرس الذي أتى بسيارته على الفور …
************
_لأول مرة “ياسين الجارحي” يخاف من الموت !! ، يمكن عشان خايف عليكِ من غيري يا “آية” .. ..
كان يحدث ذاته وهو يتأمل ملامحها بنظرات مطولة كأنه يطبع ملامحها بداخل القلب ، جذب الغطاء وداثرها جيداً ثم خرج للشرفة يتأمل حديقة قصره الشاسعه بهدوء ، تعلقت نظراته على “عدي” الذي أوشك على صعود سيارته فأخرج هاتفه يطلبه ..
كاد بالصعود فوجد هاتفه يصيح بأسم والده ، أستدار بوجهه بتعجب ليجده يقف بشرفته ،أشار له بعيناه بالصعود إليه ؛ فوضع الهاتف بجيب سرواله هامساً بصوتٍ منخفض غاضب أستمع له الحارس الذي أتي بالسيارة _بيطلبني وأنا جانبه ! …
لم يكلف ذاته عناء النداء فيكفي الهاتف ليستدير “عدي” فيراه يقف خلفه ! ، صعد الدرج الجانبي المودي لغرفة “ياسين ” …
_مش معقول نازل المقر باللبس دا ! .
قالها “ياسين” دون أن يستدير له فبقيت نظراته على الحديقة الخارجية ! ..
ضيق عيناه بضيق فأمتص غضبه بكلماته الثابتة _قبل نزولي في شروط ..
أخفى بسمته الصغيرة بصعوبة وقال بثبات _واللي هي ؟! ..
محى “عدي” ملامح التعجب قائلاٍ بثبات _هكون بالمقر لوحدي ..
أستدار “ياسين” ليكون بمقابله قائلاٍ بأستغراب _والمعنى ؟
أجابه بثقة وعدم خوف بعدما رمقه بنظرة ثبات تشابهه _حضرتك متكنش موجود يعني تنسحب من الأدارة .
ساد الصمت لقليل من الوقت ،يجتازه النظرات بين الأب وإبنه ، يبتسم بها “عدي” بثقة وحماس لسماع ما سيقوله ، لم ينكر دهاء إبنه ولكنه بالنهاية “ياسين الجارحي” ..
قطع الصمت قائلاٍ بثبات _وأنا موافق …
تعجب “عدي” للغاية من ردود أفعاله فأسترسل حديثه بهدوء_من بكرا هتكون مكاني..
ثم شدد على كلماته الأخيرة بسخرية _بس أتمنى تقدر تعمل نص اللي كنت بعمله والا الدمار الكامل لامبراطورية “الجارحي” هتكون تحت أشرافك ..
أرتدى نظارته السوداء ثم غادر بصمت متجاهلا أسلوبه الساخر وبداخله وعد بالأنتصار ، غادر بسيارته فجلس “ياسين” على المقعد ببسمة إعجاب على دهاء “عدي” فأخذ يتراقب شروق الشمس المحبب لديه كل صباح ….
************
صوتٍ خافت بتأويهات طالت من الليل حتى الصباح ، زفر “حازم” بضيق_ما خلاص ياعم هى حدفتك بمية نار ! …
مكنتش أزازة برفان يعني …
أستند على “رعد” حتى أستقام بجلسته قائلاٍ بغضب جامح وهو يتطلع له و”لتالين”_مش قولتلك أطلعي بره وخدي الواد دا معاكِ …
رمقته بنظرة ضيق _ما خلاص بقى يا “حمزة” وأنا يعني كنت أقصد الله ..
رفع يديه على الشاش الأبيض المغطي لرأسه قائلاٍ بلهجة نارية _لا كنتِ أرشقي خنجر فى صدري عشان ترتاحي وأرتاح من إبنك الغبي دا ..
رفع يديه بتحذير _أنت اللي بتغلط أهو
نهض عن الفراش وهو يتمسك بذراع “رعد” قائلاٍ بسخرية _طب أستنى أما أبوس رأسك ..
إبتسم “حازم” بغرور _وأنا مسامح من غير ما تبوس يا عم ..
رفع يديه على رأسه بصراخ _هتجبلي أيه تاااني أخرج بره ..
زفر “رعد” بضيق _ما خلاص بقى يا “حمزة” !
تطلع له “حازم” بضيق _والنعمة أنا محترمك عشان خاطر الراجل الكبارة دا ..
كبت “رعد” ضحكاته مشيراً له بجدية _أخرج برة يا “حازم” ..
أشار له ببسمة واسعة _عيووني يابو البرق ..
ثم توجه للخروج فأستدار بتذكر _الا أخبار العواصف أيه يا رعودة ..
رمقه بنظرة تحذيرية فهرول للخارج ببسمة عاليه ، صاح “حمزة” بعصبية _شوفت سئل دمه ؟ ..
أشار له بتأييد _شوفت ..
أكمل الأخر بغضب _صدقت أنه ممكن يجبلي ذبحة صدرية ؟
أجابه بتأييد _صدقت …
نهض بغضب _يبقى عندي حق أقتله وأخلص
جذبه “رعد” بنفاذ صبر _يا أخي أن كان علي القتل فأنا نفسي أرتاح منك قبله وبعدين أنت اللي مبتحرمش كل شوية يدبرلك كارثة وبتدوس معاه ..
أخفت “تالين” بسمتها قائلة بحزن مصطنع _قوله يا ” رعد” وفي الأخر بيحط اللوم عليا ..
تطلع لها “حمزة” بنظرات نارية _ما كله عشان أعجبك ياختي وفي الأخر بتيجي فوق دماغي ، ثم ءحتضن رأسه بألم _اااااه يا دماغي ..
_ألف سلامة عليك يا “حمزة” أيه اللي حصل ؟ ..
قالها “عز” بلهفة بعدما فشى “حازم” بما حدث للقصر بأكمله ، تطلع له بأستغراب _لحقت تعرف ؟ ..
إبتسم بسخرية _”حازم” بقى الله يباركله …دانا حتى سايبه تحت بيحكى “ليحيى” و”أدهم” وزمانهم طالعين على هنا ..
تمدد على الفراش بتعب مشيراً لرعد بيأس _غطيني غطيني الواد دا مش هيرتاح ولا هيكون بينا محبة اللي لما يشيعني للقبر وأنا فى عز شبابي …
تعالت الضحكات بالغرفة فداثره “عز” جيداً ، ولج “أحمد” هو الأخر فأسرع إليه بخوف_ألف سلامه على حضرتك يا بابا
تطلع له بصدمة _قالك أنت كمان ؟ ..
أشار له بتأكيد فتأملهم بنظرات ساكنة تنم عن شيئاً ما بين تأنيب الضمير والندم لطلب المساعدة من هذا الأحمق !…..
**************
وصل “عدي” لمركز الشرطة ؛ فولج لمكتبه بضيق يتربع على ملامحه ؛ فحينما وجده بأنتظاره صاح بغضب _ممكن أفهم فى أيه ؟ ، وأيه الموضوع اللي مينفعش يستنى لحد ما أجازتي تخلص أو يتلخص بالفون ! .
نهض “مازن” عن مقعده بضيق _معرفش يا “عدي” الحيوان اللي قبضنا عليه من كام يوم دا عمال يزعق جوا الحبس وبيقول عنده معلومات مهمة وخطيرة فلما دخلتله رفض يتكلم وقال عايز “عدي الجارحي” وطبعاً أنت عارف مجرم دولي زي دا ممكن يكون لسه وراه كوارث فأني أتجاهله أو أحط أفتراضات بوقت زي دا قمة الغباء .
تطلع له بذهول _يعني هيكون عايز أيه ؟ ..
ثم قال بغضب _أنا لو دخلتله وكانت لعبة حقيرة صدقني هقتله المرادي ..
رفع يديه بقلة حيلة وحقد تجاه _بعد ما نزلني من بيتي وقطع عليا أجمل لحظات حياتي مقدرش أمنعك عن دا ..
تعالت ضحكات “عدي” الرجولية قائلاٍ بسخرية _لا باين …
وتركه وتوجه للداخل ليرى ماذا هناك ؟ ، أسرع الشرطي بفتح باب المعتقل إليه ؛ فولج للداخل بملامح تكاد تشبه الجمر من شدة سخطه على هذا اللعين الذي أرد أن يفتك بمعشوقته ولكن كونه رجل قانون يحتمه على الصبر وتركه يقتص لما فعله هذا الوضيع …
وقف أمامه بثبات ونظرات حادة كالنمر ، إبتسم من يجلس أرضاً بثقة حينما رأى الوحش الثائر أمام عيناه بعد ساعات قليلة من طلبه ! ، زادت بسمته من غضب “عدي” ؛ فرفع قدميه عن تعمد ليضعها على جواره قائلاٍ بنبرة مميتة _متفكرش وجودي هنا أنتصار ليك بالعكس أعتبره خطوة للموت ..
أتكأ على معصمه لينهض ببسمة تفوح منها الشر _بالعكس وجودك هناك أول خطوة للخروج من المكان دا …
ضيق عيناه بغضب _بتستظرف سعاتك …
وجذبه من ملابسه بغضب ليسرع بالحديث والخوف يتصبب بعيناه _أسمع اللي عندي وأعمل ما بدالك … ..
إبتسم بسخرية _لما حشرة بتتكلم جانب الأسد مبيدهاش فرصة تتكلم ..
وعصر يديه فأصدرت صوتاً قوي _بيفعصها تحت رجله ومبيشوفهاش
يمتلك القدرة المثالية على أرضاء فضوله ولكن بطريقة تجعل من أمامه بالتحدث سريعاً للنجأة حينما يشعر بعدم اللامبالة بحديثه هكذا هو “عدي الجارحي” لذا لقب بالوحش الثائر على مدار قصير له بقسم الشرطة ! .
أسرع بالحديث قائلاٍ بأرتباك _ساعدني أخرج من هنا وليك مقابل ..
تطلع له قليلاٍ ثم أنفجر ضاحكاً ، تراقبه “مصطفى” بملامح تنم عن الرعب ليسرع بحديثه قبل أن يسقط ضريعاً ! _ زي ما قدرت أقنعكم بموت “رحمة” قدرت برضو أقنعكم بموت إبنك ..
توقع أن يراه منصدماً أو أنه سيركض إليه برجاء وتوسل ولكن خاب ظنه !! ..فربما لا يعلم مع من يتحدث وربما أن كانت سنحت له الفرصة بالتعرف على “ياسين الجارحي” لعلم بأن إبنه مثله تماماً …
بقى كما هو ، بسمة السخرية على وجهه ؛ فجذب المقعد الذي وضعه الشرطي له مسبقاً ليجلس ببطء ووضع قدماً فوق الأخرى جاذباً قهوته يرتشفها بملامح ثابته جعلته يرتعب من القادم ، أنهى لحظات الصمت الطويلة قائلاٍ بتلذذ _جيت بوقتها …
ثم وضعها جواره ببرود _ها كنا بنقول أيه ؟ ..
تعجب من هدوئه الغير مناسب مع ما يتفوه به فأسرع إليه قائلاٍ بلهجة حائرة ما بين الغضب والخوف _بقولك إبنك معايا وممكن يرجعلك بس لو ساعدتني أخرج من هنا غير كدا متحلمش تش….
بترت كلماته حينما أنهال عليه بلكمات قوية للغاية جعلته يلتقط أنفاسه بصعوبة ، حاول أن يبتعد عنه بقدر المستطاع ولكنه حاصره بين يديه والحائط ، ولج “مازن” للداخل حينما أستمع لما يحدث بالداخل فكان يعلم بأن “عدي” سيفعل ما يفعله الآن لذا كان يقف بالخارج يستمع لما يحدث ، أسرع إليه فجذبه بتحذير _كفايا يا “عدي” هيموت تحت أيدك ! ..
ودفشه بصعوبة بعيداً عنه فوقف يتأمله بنظرة نارية قائلاٍ بصوتٍ كالسهام المشتعلة ولم يرى من يقف خلفه _منصبي وأسمى عندي بالمرتبة الأولى هنا مفيش مشاعر ولا حياة شخصية …حتى لو هفقد كل اللي بحبهم مش ذنب الأبرياء تموت على أيد حيوان زيك وأنا اللي أساعده ..
ثم أقترب منه وأنحنى ليكون على مستواه فوضع “مصطفى” يديه على وجهه ظناً بأنه سيلكمه مجدداً …
نظراته كبئر يعج كالأفاعى السامة حتى صوته جعله يتمنى الموت للأفصاح عن هذا الأمر _دا مكانك هتعيش وتموت هنا متحلمش أنك ممكن تخرج فى يوم من الأيام أما إبني فأنا أعرف أرجعه أزاي ؟…
ونهض ليغادر ذلك المعتقل اللعين ؛ فأستدار ليجد العميد خلفه وعيناه مغمورة بنظرة فخر وسعادة يعلمهم جيداً ، توجه “عدي” للخروج فتوقف أمامه وعيناه أرضاً _لو سمحت يا فندم “ياسين الجارحي” ميعرفش حاجة عن الموضوع دا ..
تطلع له بأستغراب _ليه يا “عدي” “ياسين” بيه أكتر حد ممكن يساعدك ..
رفع عيناه المملؤة بنظرات ما بين الغضب وأحترام الملابس الميرية قائلاٍ بضيق _وأنا مش صغير عشان ألجئله …
ثم أستعاد هدوئه بخزي للهجته الغليظة معه _من فضلك يا فندم سبني أرجع إبني بطريقتي ..
أشار له ببسمة فخر ؛فتوجه “عدي” لمكتبه ، تطلع “مازن” له بنظرات حقد وكره فود لو أن يقتلع رأسه بين يديه ، نهض من جواره قائلاٍ بأستقزاز _اللي زيك ما يتناسبش للبشر أنت مكانك مع الحيوانات دا لو قبلوا بيك وسطهم …
كرهك “لعدي” خالك تجازف بطفل صغير ملوش ذنب والله أعلم أذا كان الطفل التاني كان ميت ولا أنت اللي قتلته ؟ ..
ثم تطلع له بنظرة نارية وصوتٍ صادق _بتمنى ما أكنش ظابط شرطة فى الوقت دا صدقني كنت هقتلك بأيدي ..
_”مازن” على مكتبك ..
قالها العميد بحدة خشية بأن يفعلها لما يشعر به تجاه صديقه فيفقد هو الأخر مستقبله لأجل هذا اللعين ! .
أنصاع له هو الأخر ولحق برفيق دربه ليكون حلفاً له بأستعادة طفله …
أما هو فهمس بصوتٍ متقطع لما تعرض له من ضربات قوية للغاية _هتندم على اللي عملته فيا دا ومصيرك هتيجي تترجاني عشان أقولك مكانه فين ؟ ..
وتعالت ضحكاته بوعيد فهل سيتحقق أماله أم أن “عدي الجارحي ” سيستخدم الجانب الأخر من لقبه المميز ؟!…
***********
بمكتب “عدي” ..
ولج “مازن” للداخل سريعاً ليجده يجلس على أحد المقاعد وأمامه ملفات القضية من جديد ، جلس أمامه بأستغراب _بتعمل أيه ؟ …
قال وعيناه تتفحص ما أمامه _زي مأنت شايف ..
صاح بضيق _مش وقته يا “عدي” لازم تحاول تعرف من الكلب دا مكانه حتى لو هنستدرجه بأننا هنفذله طلباته عش…
قطع كلماته حينما صاح “عدي” غاضباً_لااا …مستحيل يحصل ..
ضيق عيناه بعدم فهم فأكمل “عدي” حديثه بغضب بعدما نهض عن مقعده ليتواجه للخزانة يخرج منها المعلومات المدونة بالملف _مستحيل أشوف بعيونه نظرة أنتصار ولو لساعة واحده هنمثل فيها أننا أنخضعنا له مستحيل …
صاح “مازن” بيأس _أنت كدا بتجازف يا “عدي” .
طافت نظراته مقعد مكتبه الرئيسي فتذكر كم خاض الجرائم المعقدة وغيرها من القبض على أكبر المافيا ؛ فأشار بيديه عليه _لو مرجعتش إبني فى ظرف 12 ساعة مستحقش الكرسي دا يا “مازن” وأوعدك لو فشلت هقدم أستقالتي بنفس المدة …
إبتسم “مازن” بثقة _وأنا معاك يا صاحبي ..
أقترب منه ببسمة صغيرة ؛ فوضع بيديه ملف أحمر اللون قائلاٍ بثبات _ كل معلومة ولو صغيرة عن اليوم اللي دخلت فيه “رحمة” الجراحه هتفيدنا ودي مهمتك …
أخذ الملف منه بصدراً رحب _أعتبره حصل ..
وتوجه “مازن” سريعاً للمشفى بذاته فأبي أن يبعث بشرطي وفضل أن يقوم بذلك شخصياً لأستعادة الطفل سريعاً ..
*************
بالقصر …
هبطت خلفه برجاء _عشان خاطري يا “ياسين” مش هتاخر والله ..
أستدار لها بضيق _”مليكة” أنتِ عارفة أني مش برجع بكلامي قولتلك لا يعني لا ..
رمقته بنظرة لامعة بالدموع فصاحت ببكاء وصوتٍ مرتفع أتي على أثره “أحمد” الذي ترك طعامه وأسرع ليري ماذا هناك ؟
_أنت على طول كدا مفيش مجال للنقاش معاك ..
تدخل “أحمد” سريعاً _فى أيه ؟ ..
تطلعت له “مليكة” ببكاء_كل ما أقوله هخرج مع البنات مش يوافق وأنا زهقت من القعدة فى القصر لوحدي ..
وتركته وغادرت للخارج ببكاء مسموع ، تطلع له بهدوء _ليه كدا يا “ياسين” ؟ …
زفر بغضب _ يا “أحمد” هي مش مقدرة حالتها ولا كلام الدكتور بالراحة التامة ..
أجابه “أحمد” بحكمة _ ماشي ياعم بس الكلام ميبقاش بالحدة دي هو أيه اللي قولت لا يعني لا ؟!’..
كلمها بالراحة وأكيد هي هتفهمك وهتستوعب يكفي أنها تحس أنك خايف عليها ..
رمقه بنظرة ضيق _وأنا يعني مش خايف عليها ؟؟ ..
تطلع له بنظرة ساخرة _خالي أحساسك لنفسك المهم أنك تبينه بالكلام …
ثم تأفف بضيق _مش عارف مين فينا الكبير بالظبط ، ثم قال بمرح _خاليك كدا عاملها بالجفاء دا لحد ما تروح تشتكي “لياسين الجارحي” وشوف بقى هيعمل فيك أيه وهى بنته الوحيدة ؟؟ ..
تعالت ضحكات “ياسين” لتطل وسامته الفتاكة فقال بصعوبة بالحديث _تهديد صح ؟ ..
جلس يكمل فطوره فغمز له بتسلية _لا وجهة نظر يا عالمي ..
إبتسم “ياسين” ثم كشف عن ساعديه وألتقط أنفاسه بصوت مسموع وهو يهم بالتوجه للحديقة _دعواتك لأني معنديش القدرة على البقاء ثابت ومتحمل الوضع كتير ..
إبتسم “أحمد” بتفهم لمروره بأكثر من موقف _الله معاك “الجارحي” فوق بالصبر والموعظة الحسنة وأ… …
_أنا رايح أحارب ! ..
قالها بسخرية قبل أن يغادر فتراقبه “أحمد” ببسمة مرح حتى غادر من أمامه ، هبطت “نور” هي الأخرى فبدت لأحمد بملابسها بأنها على وشك المغادرة ، اقتربت منه ببسمة صغيرة _صباح الخير يا “أحمد” ..
أجابها بأستغراب _صباح النور ،على فين كدا ؟ ..
أستدارت بتراقب ثم قالت بفرحة _على المستشفى ..
تطلع لها بأهتمام _خير ؟ ..
اجابته سريعاً _لا أنا رايحة “لعمر”
أجابها بنفس ذات اللهجة _خير برضه ؟
إبتسمت بسعادة _هعملهاله مفاجأة وبعدين أنتوا أتفقتوا أمبارح أن يوم الأجازة هنقضيه كلنا مع بعض وهو خالف الوعد وراح شغله فقولت أضحى وأروح أجيبه عشان يوفي بوعده ..
وتوجهت للمغادرة قائلة بفرحة _سلام بقى ..
وغادرت من أمامه فهمس بصدمة _هو أيه اللي عاد بيحصل بالقصر دا ..
ثم حمل القهوة بخوف _أقوم أشربها فى أي مكان مش ناقص صدمات تانية على الصبح ..
_حبيبي يا أبو حميد …
قالها “حازم” بفرحة حينما رأى “أحمد” بالأسفل فمن المعتاد أن يكون بالمقر على الدوام ولكن فضل أن بعطلته أن يقضيها مع معشوقته وأولاد العم ..
زفر بغضب _أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
أستدار “حازم” بأستغراب_فين الشيطان دا ؟ ..
أجابه بغضب _فى مشوار وراجع يلزمك فى حاجه ؟ ..
أقترب منه بعدم مبالاة _مش مهم أسمعني بقى ..
همس بغضب _هو يوم أسوح من أوله أنا عارف مكنت روحت الشغل أشرفلي ..
أقترب منه بأستغراب _بتقول حاجه ؟ ..
صاح بضيق _لا يا سيدي أنجز ..
أجابه ببسمة واسعة _عايز أتجوز ..
_نعمم وأنا هعملك أيه أن شاء الله ..
قالها بضيق فأسترسل “حازم” حديثه بغضب _ما تهدى يا عم الله ما يبقاش خلقك أسترتش كدا ..
رفع يديه يشدد على رأسه كمحاولات عديدة للأسترخاء فأكمل حديثه _عايزك تكلم عمك “ياسين” خاليه يعملي الفرح بقى هو بيحبك وهيسمعك
“أحمد” بعصبية _ ومتقولش أنت ليه ؟
أجابه ببسمة واسعة _ أنا لما بدخله بيجيلي أرتجاج وبنسى الكلام …..
أشار له بهدوء _أوك هكلمه ..
قبله بسعادة _حبيبي والله .
_خيااااانه الأخ وأخوه لاااااااا …شيلوا الكاميرات عيلة “الجارحي” شريفة ياخونا
صاح بها “جاسم” بعدما هبط الدرج بملامح تنعى ما يقول ، دفشه “أحمد” بضيق _هو كل واحد بياخد دور فى العيلة دي ولا أيه ؟ ..
“جاسم” بمرح _هو دور وماشي بعد عنك …المهم بما أننا أجازة النهاردة ما تيجي نلعب رياضية …
هبط “معتز” هو الأخر _طب والله فكرة الواحد بقاله فترة متمرنش بسبب ضغط الشغل ..
“أحمد” بتفكير _بس أنا كنت هخرج “أسيل ” ..
رفع “حازم” يديه على كتفيه _يا عم فكك قاعدة الحريم نكد وبعدين يرضيك العضلات دي تنخ ؟ ..
تطلع “أحمد” لما يشير له “حازم” قائلاٍ بسخرية _تنخ ! ..
تعالت ضحكات “معتز” بعدم تصديق فأستكمل “جاسم” الحديث _خاليك أنت فى مقالبك السودة أبوك ناوي يتبرا منك وأبقى قابلني لو طباخ القصر رضى بيك ..
كاد أن يجيبه فقطع حديثهم هبوط “رائد” قائلاٍ بخوف _أيه التجمع المريب دا ! ..أستر يارب ..
“معتز” ببسمة هادئة _صباحك فل يا ريس ..
رمقه بنظرة ضيق _ليه دايماً بتحسسني أني سواق ميكروباص ؟ ..
“جاسم” بمكر _أنا بقول نروح الصالة واللي مضايق من حد يتطلعه فى المنافسة وأهو كله بصوابه ..
“رائد” بتأييد وعيناه على “معتز”_معاك
“أحمد” وعيناه على “حازم” بوعيد_معاك جداً ..
“جاسم” بأنتصار _اشطا نجيب “ياسين” و”عدي” بقى ..
وصعد اول درجات الدرج فوجد من يدفشه بقوة قائلاٍ بغضب _”عدي” !! دانت ناوي على موتنا بقى ومستبيع ..
تعالت ضحكاته قائلاٍ بمشاكسة _لا يا عم والله دانا بنغشكم هجيب “ياسين” بس ..
“أحمد” بسخرية _لا “ياسين ” عنده مهمة أصعب ربنا يعينه .
تفهم الجميع ما ود قوله فتعالت الضحكات الرجولية بينهم بمشاكسة لينضموا للصالة الرياضية لقضاء وقت ممتع بالنسبة لهم ..
*************
بقسم الشرطة ..
ولج “مازن” بعد ساعات قضاها بالبحث المتواصل كما وكله “عدي” بينما جمع هو معلوماتٍ هامة للغاية تكاد تكون نقطة أساسية بقرب مسافته من إبنه ..
طاف بفكره حنين اللقاء به ، حمله والعودة به للقصر لتراه “رحمة” ،شعر بالحزن والخوف مما سيراه عليه ، تمنى من كل قلبه أن يكون على ما يرام …
صوت “مازن” من أعاده على أرض الواقع فأستعاد ثباته ليرى ماذا جلب ؟ ..
أرتشف “مازن” قطرات المياه ثم قدم إليه أوراقاً مطوية قائلاٍ بهدوء
_دي كل المعلومات اللي قدرت أجيبها ..ودي الحالات اللي الدكتور دا ولدها باليوم دا منهم حالة الممرضة قالت أنها كانت بالتامن أعتقد بس الدكتور دا طلب تخديرها وتهيأها للجراحه لأن حالتها كانت تستدعي الولادة ..
إبتسم بصوتٍ ساخر ويحمل بداخله أمل _أو عشان يرسم الخطة .
لم يفهم ما يود قوله ،تفحصها “عدي” بأهتمام فأخذ يبحث وسط أسماء المرضي كأنه يعرف عن ماذا يبحث ؟ ..مما أثار تعجب “مازن” ..أستند بجسده على المقعد ببسمة أمل ..
تأمل “مازن” ما بيديه ثم قال بهدوء
_فاهمني هتعمل أيه ؟ …..
حمل سلاحه بأعين تحمل الغموض متوجهاً للخروج _هرجع إبني ..
لحق به “مازن” فصعد جواره بالسيارة ، أستدار له بضيق فكاد بالحديث ليقطعه “مازن” بأصرار _قولتلك مش هسيبك ..
لم يكن بحالة تسمح بالنقاش فعليه بالتحرك على الفور لذا قاد سيارته بسرعة جنونيه للمكان المنشود …
************
بالمشفى …
ولجت لغرفة مكتبه ببسمة رقيقة ؛ فنهض بأستغراب _”نور” ! ..
أغلقت الباب ثم أقتربت منه فأسرع إليها بقلق _فى أيه أنتِ كويسة ؟ ..
تطلعت له بمكر لرؤية خوفه يملأ عيناه فقالت بصوتٍ خادع _مش عارفه يا “عمر” صحيت من النوم عيوني تعباني أوي فقولت أجيلك تديني حاجة …
تمسك بيدها بخوف _ألف سلامة يا عمري تعالي …
وأسندها حتى جلست أمام الجهاز الخاص به ثم جلس أمامها يتفحصها بلهفة ، كانت تكبت بسمتها بين الحين والأخر وهى تراه عن قرب ، تألق العشق بعيناها ومعه ذكريات تلك الغرفة رغم أنها كانت كفيفة ولم تراها ولكنها حفرت بالقلب قبل العقل ! ..
نهض “عمر” من على مقعده ثم أستند بجسده على الحائط ونظرات الشك تحول بعيناه _متأكدة أن عيونك تعباكِ ..
تطلعت له ببراءة مصطنعة _جداً ..
اشار لها بخبث _أممم ..
طيب أوك هكتبلك على حقنتين وهخلي الممرضة تدهملك حالا …
وضغط على الزر المجاور له فأتت على الفور قائلاٍ بمكر _ألف سلامة يا رووحي ..
ولجت الممرضة قائلة بعملية _تحت أمرك يا دكتور .
إبتلعت ريقها برعب ؛فأشار “عمر” للممرضة بخبث_أعطي المريضة حقنتين ##..
أشارت له بهدوء ثم عبأت أحداهما وأقتربت منها . صرخت بفزع ثم هرولت لتقف خلفه قائلة بصراخ _أبعدي عني أنا كويسة جداً ..
أستدار لها بخبث _متخافيش يا روحي دي حقنة بسيطة جداً مش هتحسي بحاجة .
أجابته بصراخ _يا عم أنا كويسة حتى أفحصني تاااني ….
تعجبت الممرضة منا يحدث فلا تعلم بأنها زوجته ظنت بأنها مريضة …
كبت “عمر ” ضحكاته بمكر_ بلاش دلع يا “نور” أنتِ مش طفلة !..
تعلقت بجاكيته الطبي بغضب _لا طفلة وجيت أدلع عليك بس مدام فيها حقن يبقى الحقيقة أفضل …
اشار للممرضة ببسمته الهادئة _بعتذر يا “هدي” المدام حبت تستظرف معايا فأستعنت بمساعدتك عشان متكررهاش تاني ..
إبتسمت الممرضة _ولا يهمك يا دكتور “عمر” ربنا يخليكم لبعض يارب ..
أشار لها بأمتنان فخرجت على الفور فأستدار ليجد الغضب يحاوط معشوقته فكادت بالأنفجار ، إبتسم بتسلية _ها يا “نور” بقيتي أحسن ؟ ..
أقتربت منه لتلكمه بغضب _كنت هتخليها تديني الأبره دي كلهااااا ..
تعالت ضحكاته بعدم تصديق _يعني غلطانه وبترفعي صوتك كمان ..
كبتت ضحكاتها قائلة بخجل _بلاش أدلع عليك يعني ..
أستند بجذعيه على حافة المكتب _هنا لا ..وأنتِ شايفة العلاج بيكون أيه؟ ..
رمقته بضيق ثم جذبت حقيبتها وتوجهت للمصعد ، خلع البلطو الأبيض ثم لحق بها ليقف جوارها ، أستدارت بضيق فغمز لها ببسمته الفتاكة _ممكن تدلعي الوقتي خلاص شلنا توب العفة ..
لم تتماسك ذاتها من كلماته الأخيرة فتعالت ضحكاتها بعدم تصديق ، قربها إليه بجدية_ ما تحاوليش تمثلي عليا التعب تاني فاهمه ؟ ..
أحتضنته بعشق حتى أنفتح المصعد على مصرعه فوجد المرضى يتأملونهم بصدمة وبسمة تتسلل لبعض ، خرج معاها للخارج واضعاً يديه على وجهه بضيق _هكشف على المرضى أزاي دلوقتي الله يخربيت الحب على سنينه ..
خرجوا من المجمع فبقوا بالحديقة الخارجيه ، إبتعدت عنه ببسمة أنتصار_كدا خلصين يا دوك واحدة قصاد واحدة ….
رمقها بنظرة وعيد _مين اللي زقك عليا بس …
تطلعت للحديقة بشرود ، فهناك كانت تجلس ، وهنا كانت تتراقب وصوله ، لاحظ “عمر” شرودها فأبتسم لتذكره تلك اللحظات ….
جلست على الحافة المحاوطة لأطيب الزهرات ؛ فجلس جوارها يتراقبها بصمت كأنه يسترجع معها تلك الذكريات الجميلة ، لمعت عيناها بالدمع قائلة بألم_عمري ما هنسى أحساسي وأنا دخله هنا مع ماما أول مرة ..
رفعت عيناه عليه لتكمل بدموع _أوقات كنت بحمد ربنا أني كفيفة مش بشوف لأني لو كنت شوفت حزن أمي باللي تعمله عشاني ممكن كنت هغضب ربنا بأني أموت نفسي كنت عارفة أنها بتعاني كانت بتحاول تعالجني وعاجزة أنها تدفع مبلغ زي دا ….
رفع يديه على يدها بحزن :_ربنا يرحمها ….
ثم جذب وردة من الحديقة قائلاٍ بمرح لأخراجها مما هي به _وبعدين يكفي أنك أتجوزتي دكتور مشهور زيي شهم وجدع ووسيم ومحبوب وأ…
رمقته بغضب _ومتواضع ..
أجابه بتأكيد _جدااااً ..لدرجة أني بدخل الجراحه مكان المريض ..
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق فبقى يتأملها ببسمة عشق لتجذب الزهرة منه ببسمة خجل فعاونها على الوقوف ثم صعدوا للسيارة ليعود كلا منهم للقصر ..
**************
هبط من سيارته أمام مبني متهالك يبدو كأنه أوشك على السقوط ، صعد للأعلى مسرعاً فلحق به “مازن” بعدم فهم ، أخرج الورقة من جيبه يتأكد من الطابق ثم طرق الباب بقوة حتى فتح له إمرأة فى بداية العقد الرابع من عمرها …
تطلعت لهم بغضب _أيه الباب هيقع ..
ثم تفحصت ملامحهم بأستغراب _أنتوا مين وعايزين أيه ؟ ..
ولج “عدي” للداخل وعيناه تتفحص المكان بتفحص فأسرعت خلفه بغضب حتى “مازن” لحقه بأستغراب _أنت يا أخ هي سويقة …
أستدار بهدوء حاول التحلى به _دا منزل “نجلاء عبد التواب” ؟ ..
إبتسمت بسخرية _منزل ؟! ..لا ياخويا منزل أبوها وأهي توكلت ومفضلش غيري
صاح “مازن” بغضب_أتكلمي مع الباشا عدل بدلا ما أبيتك فى الحبس ..
أعتدلت بوقفتها حينما شعرت بأنهم ذات شأن ، أشار له “عدي” بالهدوء ثم قال بثبات _أنا عايز أشوفها ..
أجابته ببعض الاحترام _يا بيه بقولك أتكلت من بشهرين ..
ضيف عيناه بعدم فهم _سابت البيت ؟ ..
أجابته بسخرية _يا دين النبي على الفهم ..ثم صاحت بلطف _ماتت يا بيه ..
صعق “عدي” مما أستمع إليه فظل لدقائق يستعيد أتزانه ثم قال _انا عايز أعرف كل حاجة عنها وعن جوزها “صلاح ” الله يرحمه ..
شعرت بالأرتباك فقالت بخوف _أنا ماليش دعوة بحاجة يا باشا ..
كاد “مازن” بالحديث فأشار له بتحذير ثم أخرج من جيب سرواله مبلغ من المال أعمى عيناها فقال بهدوء _متقلقيش أحنا مش شرطة أحنا بس عايزين مساعدتك ..
جذبت المال بلهفة قائلة بفرحة _اللي تؤمر بيه يا بيه ..
إبتسم “مازن” على دهاء “عدي” فهو يعلم جيداً كيف يستعمل هدوئه وحدته ! ..
جلست على المقعد قائلة بهدوء _”صلاح” الله يرحمه كان شغال فى الشمال يعني لا مؤاخذة وكان على طول بينها وبينه مشاكل واخرهم كانت هتطلق منه ..
أشار لها لأستكمال ما تقول _وبعدين ..
اجابته مسرعة _أبوها الله يرحمه مكنش راضي انها تسيبه عشان كانت حامل وهو هيصرف عليها وعلى اللي فى بطنه منين فكانت مستحمله وعايشة بعد ما ولدت باسبوعين كدا جوزها اتقتل ولمت هدومها وجيت تعيش هنا بابنها بس أب… …
قطعها “عدي” _أنتِ هتكروتيني ولا أيه ؟ ..بالراحة كدا وقوليلي هى ولدت فى الشهر الكام ومين كان معاها بالمستشفي ..
ووضع لها مزيد من المال فأخذت تسرد له ما حدث بذلك اليوم بفرحة ..
_ولدت فى التامن يا بيه وإكمن جوزها كان شغال مع ناس كبار الراجل صاحب الشغل ولدها فى مستشفى كبيرة اوي بتاعت البهاوات بس الواد اول ما اتولد كان عنده مشاكل ياما حتى فى دكتور شافه وقالهم دا مات بس جيه دكتور تاني وقالهم لا كويس بس محتاج ياحط بالحضانه وفضل يومين بالحضانه وبعدين خرجت بيه ..
هنا علم “مازن” ما توصل له “عدي” فأزداد أعجابه به كثيراً نعم أنه الوحش الثائر بذاته …
أكملت المرأة حديثها _كنا خلاص يا بيه ارتاحنا من مشاكلهم وحياتهم اتحسنت بعيد عننا بس اسبوعين وجوزها اتقتل وجابت الواد وجيت هنا …وأنت زي ما حضرتك شايف العيشة على القد ..
صاح بلهجة حازمة حتى لا تستميله بتلك الطريقة _خالينا فى موضوعنا ..
أجابته بخوف من لهجته المميته _أبوها مقدرش يصرف عليها وعلى الواد فخده وداه ملجأ وهي مستحملتش وماتت من القهر عليه …
اسرع بالحديث والخوف يتصبب بعيناه _فين الملجئ دا ؟ ..
أجابته بحيرة _مش فاكرة أسمه يا بيه ..
صاح “مازن” بغضب _أنتِ هتصايعي علينا يا بت
اجابته برعب _العفو يا بيه هو شايل العنوان وأسمه فى ورقة جوا أستنوا هجبهالكم …
وتوجهت للداخل فتمسك “عدي” بأعصابه حتى أتت بالورقة فأبتسم بألم _الخير اللي بيتعمل بيفادي شر أكبر ..
لم يفهم “مازن” ما يريد قوله فجذب الورقة ولحق به بالأسفل فوجد أنه بالميتم الذي أنشاه “ياسين الجارحي” لزوجته ! ..فزفر براحة فالآن أستعاد “عدي” إبنه فهناك معاملة كريمة للأطفال …
صعد لجواره بالسيارة قائلاٍ بأعجاب _قدرت تربط كل النقط دي أزاي ببعضها ؟ ..
قاد السيارة ببسمة هادئة _”صلاح” كان قريب للكلب دا فأول ما “رحمة” دخلت المستشفي طلب منه أنه يجيب مراته ويكشف عليها مجرد كشف ومن هناك الدكتور يقوله ان الحالة خطر ولازم ولادة عشان يعرف يبدل الاطفال بس الست كانت بالتامن والولد توفى فتقدر تقول كانت نقطة لصالحهم اهو يكمل كسر “عدي الجارحي” وأهو يضمن أني لو قبضت عليه فى يوم من الايام هخرجه مقابل أنه يدلني على إبني ، بس اختلفوا بعد ما بدلوا الاولاد بحوالي اسبوعين اعتقد على فلوس عشان كدا “مصطفي” قتله واتخلص منه ولان الام مكنتش تعرف حاجة ربيته وخافت عليه الله اعلم لو كانت تعرف كانت عملت فيه ايه؟!..
صاح “مازن” بصدمة _ والاب قبل أنه يعرض ابنه لخطر زي دا وهي بالتامن !!
أجابه ببسمة ساخرة _ورضى انه يبدله عشان الفلوس ، استغل حزني على “رحمة” أني مش هركز بالبيبي وبدله بالطفل الميت واهو يضمن اني مش هكشفه ..
زفر “مازن” بغضب _دول شياطين مش بني ادمين ..
أجابه بأمل وقد زادت سرعة سيارته _المهم أني أرجعه ..
إبتسم بأمل _ أن شاء الله هتلاقيه …
********
لسرعته الفائقة بالقيادة وصل بوقتاً قياسي فولج للداخل سريعاً ، رحبوا به جميعاً فهم على علم بمن يكون ؟ ..ومع اختصار بسيط املاه عليهم ادخلوه غرفة بها الاطفال التي عثروا عليهم بذاك التاربخ ، رفص “عدي” أن تأتي به المؤظفة فهى تعلمه جيداً وفضل بأن يخوض ذلك الأختبار القاسي ، وقف “مازن” يراقبه بحماس ؛ فولج للداخل ، تفحص أوجههم بهدوء ودمع يلمع بمقلتيه إلي أن وقعت عيناه على هذا الطفل المتمرد بالبكاء المرتفع ، حمله بين ذراعيه بتفحص ، نفس عيناها ، نفس ذات القوة المنسوبة له و”لياسين الجارحي” ، لم يتمكن من التحكم بتلك الدمعة اللعينة فأحتضنه بقوة كأنه حرم من الأنجاب لسنوات عديدة ، سكن بكاء الصغير فهمس له “عدي” بدموع _ سامحني يا حبيبي مقدرتش أحميك من خططهم …
إبتسمت الممرضة وأشارت “لمازن” بأنه الطفل الصحيح ثم غادرت فولج ليكون على مقربة منه _هتسميه أيه يا “عدي” ؟ ..
أستدار له بفرحة ملأت عيناه _”رحمة” هى اللي هتسميه . .
وحمله وتوجه لقصر “ياسين الجارحي” ليروي شوق أماً لطفلها الذي حرمت منه تحت مسمى توفاه الله ! …….
**********
بقصر “الجارحي” …
تجمعت العائلة بأكملها على مائدة الطعام الطويلة بأمر من “ياسين الجارحي” فكأنما يريد أن يجمعهم قبل السفر غداً مع “يحيي” ليستعد للجراحة بعد أن شدد عليه بعدم أخبار أحد …
إبتسمت “يارا” بدلال على أخيها _أيه سبب التجمع الكريم دا ..
تطلع لها “ياسين” ببسمة هادئة فمازالت تلك الفتاة المدلاله _تقدري تقولي اللمة وحشتنا …
ثم أستدار بعيناه “لعمر” قائلاٍ بغضب _أخوك فين ؟
تطلع له بأرتباك فأسرع “ياسين” بالحديث _مع “مازن” على الطريق يا عمي زمانهم على وصول ..
“أسيل ” ببسمة هادئة _أهم وصلوا أهو ..
أستدار الجميع للمكان الذي أشارت عليه حتى “رحمة” تطلعت بلهفة لرؤيته فساد التعحب الوجوه حينما راه يدلف حاملاٍ طفل رضيع بين يديه ، تخطى الجميع ليقترب من “رحمة” التى تتأمله بصدمة ودموع من أن شكوكها صحيحة وضعه بين يديها ووقف يتراقبها بصمت ….
الآن سيتبدل مجهول عائلة “الجارحي” …الآن حان دول الشباب بالبناء وحان دور الفتيات وأيضاً أمبراطور العائلة “ياسين الجارحي” !!! ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى