روايات

رواية أميرة القصر الفصل السادس عشر 16 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل السادس عشر 16 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء السادس عشر

رواية أميرة القصر البارت السادس عشر

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة السادسة عشر

وقفت فى شرفة حجرتها تنظر الى الحديقه التى كستها ورود الربيع وفاح عطرها فى كل مكان , ماذا تفعل هنا ؟.. أى أمل لها فى هذا البيت ؟ حتى هدير رفعت الرايه البيضاء أمام الزائرة الجديده وسحبت حبها له بهدؤ … فلماذا لا تفعل مثلها وتبتعد من هنا وتنساه؟ .. أنها لن تقوى على فراقه ولكن البديل أصعب بكثير, أن تراه متزوجا من غيرها وفى نفس البيت؟ .. مرت ثلاثة أشهر من العذاب وهى تراهما معا بأستمرار .. يأخذها فى طريقه الى عملها فى الصباح وتجلس على المقعد المجاور له على مائدة الطعام ويندمجان فى أحاديث جانبيه خاصه حتى كرهت الجلوس معهم على مائده واحده فقربه من أيمان وأهتمامه بها يعذبها ويجعل الغيرة تفتك بروحها دون أن يبالى بألمها .
طرق الباب فقالت دون أن تستدير
جينا : أدخل .
فتح الباب من خلفها وعرفت أنه هو حتى قبل ان تشم رائحة عطره أو تسمع صوته يكفى أن يقترب من مكان هى فيه حتى يقشعر بدنها وتزداد سرعة نبضات قلبها , ولكنها الأن تكرهه .. ذكرت نفسها بهذا عندما بدأ جسدها يخونها .
يوسف : جينا .
عصرت عيونها بقوة .. منذ زمن لم تسمع أسمها يخرج من بين شفتيه وكأنه قد حرم على نفسه قوله .
يوسف : جبتلك دعوتين للحفله .. كانوا معايا وأنا مش محتاجهم .
وضع الدعوتين على طاوله قرب الباب ولم يتقدم أكثر الى الداخل وهى لم تلتفت اليه أو ترد عليه .. وقف للحظات يحدق فى ظهرها .. لماذا مازال هنا؟ ماذايريد أن يقول أكثر؟ أنغلق الباب بهدؤ فأستدارت بحده ولكنه كان قد ذهب .
******
رأته أيمان جالسا على الشرفه يسند رأسه على ظهر مقعده مغلق العنين يفوته منظر رائع للنجوم اللامعه فى سماء الربيع الصافيه .
منذ مجيئها أزداد تعلقها به ولكن حقيقة مشاعرة تجاهها ظلت مبهمه , يعاملها كصديقه مقربه وهى تأمل فى أكثر من ذلك , وهما فى فرنسا قبل أشهر ظنت ان عواطفه تميل الى أبنة عمه ولكن خلال الشهور الماضيه وجدت أن ظنها لا أساس له من الصحه بل على العكس فعلاقتهما فاترة جدا , فجينا فتاة غريبه سيئة الطباع تعادى كل من فى البيت ويعادونها حتى جدتها مستاءة منها ويوسف بالكاد يتحدث اليها , أقتربت منه ولمست كتفه وشعرت به يجفل من شروده … فيما كان يفكر ؟
أيمان : ممكن أقعد معاك ؟
أعتدل فى جلسته وأبتسم لها
يوسف : طبعا أتفضلى .
جلست أيمان على المقعد المجاور له فقال
يوسف : أوعى تكون ماما تعبتك معاها فى تنظيم الحفله وعطلتك عن شغلك ؟
أيمان : لا أبدا بالعكس .. وأحتمال كمان أنضم للجمعيه مع عمتو .
ضحك يوسف
يوسف : أندمجتى معانا بسرعه .
أيمان : فعلا .
ساد الصمت للحظات قطعه يوسف بسؤاله
يوسف : خالى ماقلش هينزل مصر أمتى ؟
أيمان : فى حركة التنقلات اللى جايه فى أواخر يونيه .
صمتا مرة أخرى فتابعت أيمان
أيمان : قعادى معاكو طول .. لتكونوا زهقتوا منى .
نظر اليها بعتب
يوسف : معقول تقولى كده .. البيت بيتك يا ايمان أنتى عارفه ان الكل هنا بيحبك .
ايمان : وأنت ؟
أرتبك يوسف وشعرت أيمان بالحرج لقد خرج منها السؤال دون تفكير وهى لم تعتاد على الكلام دون أن تحسب حسابه جيدا فتابعت بسرعه
أيمان : أقصد يعنى أن الحمل عليك هنا كبير .. البيت ما شاء الله مليان وأنا جيت زودت العدد .
أبتسم لها وقال
يوسف : لا مايهمكيش أنا متعود على الزحمه .. وياريت كانوا كلهم مريحين زيك .. كان ساعتها بقى جنه .
حلقت أيمان فى السماء بسعاده وأتسعت أبتسامتها وتألقت .
******
كانت جينا تختبئ فى الظلام خلف الأشجار, وجزت على أسنانها بغيظ وتمنت لو تستطيع أن تستمع الى ما يقولان ولكن المسافه كانت بعيده .
كانت تتمشى فى الحديقه بعد العشاء عندما رأت يوسف يخرج الى الشرفه فأختبأت خلف الأشجار لتمتع عينيها برؤيته دون أن يراها فمنذ أن جاء الى حجرتها صباح اليوم ليعطيها دعوات الحفل وهى تلوم نفسها لأنها لم تنتهز الفرصه وتتحدث اليه وكانت تفكر بجديه فى أن تذهب اليه وهو جالس على الشرفه وتتحدث معه وتعرف سبب بعده عنها وان كانت معرفته بحبها له هو ما يضايقه فستأكد له أنه مخطئ فى فهم مشاعرها نحوه وكانت على وشك التوجه اليه عندما خرجت أيمان وجلست معه وأمتلئت بالغيره والكره لها
عبد الرحمن : أنتى واقفه عندك فى الضلمه بتعملى أيه ؟
أجفلها صوته المباغت وكاد أن يتوقف قلبها من الرعب وألتصقت بجذع الشجرة تنظر جاحظة العينين الى وجهه الذى ظهر من وراء السور وكان الضؤ ينعكس على عدستى نظارته الطبيه فجعلهما تبدوان مضيئتان , وضعت يدها على قلبها الخافق بجنون
جينا : الله يخرب بيتك … أنت فعلا دكتور مجانين .
قال بعبوس
عبد الرحمن : أنا آسف لو كنت خضيتك .. لمحتك وانا واقف فى شباك أوضتى واقفه بقالك كتير فقولت أشوف لو فى مشكله .
أقتربت منه وقالت بغيظ
جينا : عارف أيه هيه المشكله ؟
عبد الرحمن : أية ؟
جينا : أنت .
قال بدهشه
عبد الرحمن : أنا ؟.. وأنا عملت أيه؟
جينا : بتتحشر فى اللى مالكش فيه .. هوه أنا كنت واقفه فى جنينة بيتكوا يا أخى ؟
أحمر وجهه حرجا
عبد الرحمن : أنا آسف .
تركته جينا غاضبه وسارت بمحاذاة السور الى الحديقه الخلفيه .
لم يتحرك عبد الرحمن من مكانه , هو متأكد من أنها كانت تقف هنا لسبب معين , عدل النظاره فوق عينيه ومد بصره الى حيث كانت تنظر ورأى رجل وفتاة يجلسان على الشرفه متجاورين , هذا هو المشهد الذى كانت تقف وتراقبه … لماذا ؟
******
فى اليوم التالى بعد أن أنهى يوسف عمله نزل الى الجراج وركب سيارته ولم يجد لديه الرغبه فى الرجوع الى البيت فأتصل بشريف
يوشف : أيوه يا شريف أنت فين ؟
شريف : فى المكتب .
يوسف : قدامك كتير على ما تخلص ؟
شريف : لا أبدا كان معايا عميل لسه ماشى وكنت مروح ع البيت .
يوسف : طب خليك عندك أنا جاي أخدك ونتعشى بره .
أنهى الأتصال وخرج بسيارته الى الطريق .
وصل يوسف أمام مكتب شريف ووجده ينتظره على الرصيف أمام البنايه , ركب شريف فى المقعد المجاور له وهو يقول
شريف : هتضطر ترجعنى هنا تانى عشان أخد عربيتى عندى محكمه الصبح
ثم أنطلق يوسف بالسيارة
******
كانا جالسين على كورنيش النيل وبيد كلا منهما كوب شاى ساخن وأمامهم على صفحة النهر العظيم تراصت المراكب تتلألأ بأنوارها وتنبعث منها أصوات موسيقى الأغانى الشعبيه , لم يتوقع يوسف أن تقع أيمان فى حبه , لقد أستخدمها كدرع يختبئ خلفه ويفهم جينا أنها غير قادرة على التلاعب بحياته فأنقلب السحر على الساحر , أيمان فتاة رقيقه وحساسه وتأثرت به وبالأمس فقط لاحظ هذا وأحتار ماذا يفعل بشأنها ؟
قال شريف دون تعاطف
شريف : وأيه اللى مضايقك فى أن أيمان بتحبك ؟
يوسف : أنت هتستعبط ؟
شريف : وأستعبط ليه ؟.. أنت مش كنت عايز تنسى جينا وقربت من أيمان عشان كده .. خلاص أتجوزها وبكده تجبر نفسك بجد أنك تنساها .
يوسف : أنا مش عشان أنسى جينا أحطم أنسانه تانيه مالهاش أى ذنب .
شريف : وأنت ماأخدتش بالك غير دلوقتى ؟.. بقالك شهور بتعذب فى واحده وتعشم فى التانيه .. ولما لقيت الموضوع دخل فى الجد خفت كالعاده وعايز تهرب .
أنفعل يوسف
يوسف : أنت مش قادر تفهمنى .
شريف : ولا أنت فاهم نفسك .
أطرق يوسف بتجهم
يوسف : عندك حق .
بعد صمت طويل قال شريف بنفاد صبر
شريف : أطلب منها الجواز من غير ماتقولها أنك بتحبها .
نظر اليه يوسف بدهشه
يوسف : هيه مين ؟
شريف : جينا طبعا .. قدرت تنساها ؟
أبتسم ساخرا من نفسه لقد أظهر قلبه مناعة شديدة ضد نسيانها لقد أنتشر مرض عشقها فى كل خلايا جسده وسيطر على روحه وعقله وأصبح من المستحيل أن يجد دواء قادر على شفاءه منها الا بأنفصال روحه عن جسده
أبتسم شريف وربت على كتفه
سأله يوسف بأهتمام
يوسف : ودلوقتى الأقتراح العجيب بتاعك ده معناه أيه ؟.. أزاى أطلب منها الجواز من غير ماقولها أنى بحبها .
أبتسم شريف
شريف : يعنى مثلا تقولها أنها كانت رغبة والدك الله يرحمه .. أو حتى رغبتك فى أن الشركه ماتخرجش بره العيله ولو بتحبك صدقنى هتوافق مهما كانت أسبابك ولو رفضت ساعتها كرامتك هتفضل محفوظه
فكر يوسف فى أقتراح شريف
تابع شريف مازحا
شريف : ويمكن توافق بس عشان خاطر تغيظ أمك .. مانت عارفها .
فكر يوسف بمراره هل أصبح يائسا الى هذه الدرجه ؟ يسعى لدفعها للزواج به لأسباب وحجج غير حقيقيه ؟
هل سيقبل حقا أن يجعلها زوجته وهى لا تحبه كما يتمنى ؟
******
بعد أن عادت سارة تلملم شتات نفسها وتتصالح مع الحياة حولها .. يظهر لها فجأة ناسفا كل آمالها .. لم تتوقع رؤيته من جديد وقد كادت أن تنساه , مرت خمس سنوات من الخوف والقلق سلمت بأنه أختفى الى الأبد , وبعد نجاح معرضها شعرت بأنها تستطيع أن تنجح فى أشياء أخرى فبدأت تهتم بأبنتها وتشعر بالثقه فى نفسها , وظنت أنها قد كفرت عن ذنبها بما يكفى وليفاجئها هذا الذنب القديم ويظهر أمامها , لقد أعتبرت زواجها منه ذنبا .. ذنبا أقترفته فى حق نفسها وفى حق عائلتها وفى حق أبنتها
لقد عاد ليبتزها , يطلب منها مبلغ كبير ليطلقها ويتنازل لها عن أبنته وان رفضت سيذهب الى أسرتها ويفضح كذبتها , لم تعرف الى من تذهب ومن أين لها أن تأتى بمبلغ كهذا دون أن يعرف يوسف , ولكنها لم تجد غيرها , جينا هى الشخص الوحيد القادرعلى مساعدتها
كانتا فى حجرة تلك الأخيره وجينا تسألها بدهشه
جينا : محتاجاهم فى شغل ؟
أجابتها سارة بأرتباك
سارة : يعنى .. تقدرى تقولى كده .
جينا : ومالك وشك أحمر كده ليه .. مكسوفه تطلبى منى فلوس .
ثم ضحكت ولكن العذاب فى عينى سارة جعلها تعبس وتسألها
جينا : مالك يا سارة ؟
سارة : أرجوك يا جينا متسألنيش .. وهطلب منك طلب تانى … مش عايزه يوسف يعرف أنى أخدت منك المبلغ ده .
قالت عابسه
جينا : أزاى يا سارة مش عايزاه يعرف ؟ .. ما انتى عارفه أن كل حساباتى وحساباتك أنتى كمان تحت أيده ومبلغ كبير زى ده هيلاحظه بسهوله وهيسألنى صرفته فى أيه ومن الطبيعى أنى أقوله .
أنهارت سارة باكيه على الفراش , ركعت جينا أمامها وسألتها بقلق
جينا : مالك يا سارة فى أيه ؟
جففت سارة دموعها وحاولت أن تسيطر على تشنجاتها وبكلمات متقطعه سردت لها ما يحدث معها , قامت جينا وجلست بجوارها ووجهها شاحب من الصدمه
جينا : يعنى ما ماتش فى حادثه زى ما قولتى وكمان أنتى لسه مراته .
هزت رأسها أيجابا وعادت للبكاء
جينا : طب ما قولتيش الحقيقه ليه ؟
سارة : لأن جوازنا ما أستمرش غير شهرين بس وبعدها هجرنى .. سابنى لوحدى فى أيطاليا وهرب.
جينا : وطول السنه اللى غيبتيها كنتى عايشه لوحدك ؟
هزت رأسها ايجابا وهى تمسح أنفها بمنديل
سارة : لما عرف أن أنا حامل ما بقاش طايقنى وخصوصا لما أكتشف أن أنا ماليش سيطرة على ميراثى وأن كل حاجه فى أيد يوسف .. صحيت فجأة فى يوم مالقيتهوش ولا حتى سابلى ورقه يقول اذا كان هيرجع والا لأ .
جينا : ماتصلتيش بينا ليه ؟
سارة : خفت .. عملتلكو فضيحه لما هربت من البيت فماكنش ينفع أرجع بعد شهرين وأنا حامل وأزود همكوا .. كان لازم أدفع التمن لوحدى .
سألتها جينا
جينا : وكنتى بتصرفى على نفسك منين ؟
سارة : كنت بنزل الشارع أرسم صور للسياح .. كان بيجينى منها دخل كويس لكن بعد ولادة سما مابقتش قادرة أفضل بعيد وقررت أرجع ولما سألنى يوسف عن جوزى أضطريت أقول أنه مات .. كان صعب عليا أقول أنه هجرنى بعد شهرين بس من جوازنا .
ربتت جينا على كتفها
جينا : خلاص يا سارة ماتشيليش هم .. أنا هتصرف من غير ما يوسف يعرف .
لن تخبر يوسف شيئا ولكن هناك شخص من حقه أن يعرف .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى