روايات

رواية حافية علي أشواك من ذهب الفصل السابع 7 بقلم زينب مصطفي

 رواية حافية علي أشواك من ذهب الفصل السابع 7 بقلم زينب مصطفي

رواية حافية علي أشواك من ذهب الفصل السابع 7 بقلم زينب مصطفي

رواية حافية علي أشواك من ذهب الفصل السابع 7 بقلم زينب مصطفي

اندفع بيجاد خارجآ من سيارته قبل حتى ان تتوقف عن الدوران وركض بسرعه رهيبه في اتجاه سيارة شمس المقلوبه رأسآ على عقب وقد اشتعلت بها النيران وقد سيطر عليه الرعب وقلبه يكاد ان يتوقف عن العمل وهو يتجه اليها بأقصى سرعه لديه حتى وصل اليها..
لينقبض قلبه وهو يكاد ان يتوقف عن العمل وهو يصرخ بهلع ..
= شمس..
وهو يراها غائبه عن الوعي وغارقه في دمائها يحيطها معدن السياره المحطم والمضغوط عليها بطريقه تصعب سحبها او اخراجها من السياره المحطمه والمشتعله بالنيران..
ولكنه اسرع اليها يحاول اخراجها وقد نحى خوفه وألمه جانبآ وقد انصب بكامل تركيزه على محاولة اخراجها قبل ان تنفجر السياره..
فانحنى سريعا يحاول تحطيم الباب الذي بجانبها وهو يحدثها بألم ..
= متخافيش يا حبيبتي انا هخرجك من هنا ..وهتعيشي.. هتعيشي ياحبيبتي
ثم بدء في جذب باب السياره المحطم بقوه شديده للخارج محاولا فتحه الا انه فشل
وقد توقفت بعض السيارات من حوله
وخرج بعض سائقيها وهم يحملون ادوات اطفاء في محاوله للمساعده في اطفاء نيران السياره.. التي لم تستجب لمحاولتهم وقد زادت النيران اشتعالا مهدده بالانفجار في اي لحظه..
لتتعالى الاصوات والصرخات من حوله تطالبه بالابتعاد قبل ان تنفجر السياره..
ولكنه لم يعيرهم اهتمام وهو يواصل تحطيم باب السياره وهو مازال يتحدث معها..
= متخافيش يا حبيبتي انا معاكي ومش هسيبك وهخرجك من هنا حتى لو ده كلفني حياتي..
ثم تابع بتصميم وسرعه شديده محاولاته القويه في تحطيم باب السياره الذي انهار تحت قوة ضرباته وهو يلاحظ برعب انبعاج مقود السياره وضغطه جسد شمس وحجزها بينه وبي الكرسي مما جعل مهمة اخراجها شبه مستحيله
ولكنه لم ييأس..
وهو يتجاهل صرخات الفزع والتحذير التي ارتفعت من حوله تطالبه بتركها والابتعاد والنيران التي بدأت تشتعل من حولهم وجعلت المكان يصبح كأتون مشتعل..
وكل تركيزه منصب على شئ واحد وهو إنقاذها حتى ولو كلفه حياته..
فأسرع بإمالة جسدها الغارق في غيبوبه.. قليلا عن المقود حتى يحميها ثم ركل المقود بقدمه عدة مرات بقوه وسرعه حتى تحطم وابعده ثم حملها بسرعه واخرجها من السياره وهو يركض بها بعيدا وسط صرخات الموجودين الذين ركضوا بعيدا بعد ازدياد اشتعال النار بالسياره والتي اصبحت على وشك الانفجار..
ليحدث الانفجار فجأه.. و يدفع بعنف جسد بيجاد وهو يحمل شمس الغارقه في غيبوبه ويلقيه ارضآ.. والنيران تتساقط من قطع السياره المشتعله حولهم وهو يحاول حماية جسدها من النار ..
لتصطدم رأسه بقوه في الرصيف ويغيب عن الوعي..
بعد مرور اسبوع في فيلا قسمت مندور ..
جلست قسمت على اريكة بجوار فراش والدتها نازك هانم مندور وقالت بتوتر.. =انا كلمت المستشفى وبيقولوا
بيجاد ممكن يفوق على بكره اوبعده بالكتير
نازك هانم بهدوء..
=طيب وانتي ايه الي مخوفك
انتي مش كلمتي ابوها واتفقتي معاه ينفذ الي قلناله عليه..
قسمت بتوتر..
= ايوه انا معنديش مشكله في ابوها دا حيوان والي هنقله عليه هينفذه من غير تفكير بس المشكله دلوقتي في نبيله
نازك بغضب..
=ليه هو انتي لسه متكلمتيش معاها
قسمت بكراهيه وغل..
=ماهو ده الي انا جايالك عشانه مش عاوزه اكلمها وانا لواحدي .. انتي عارفه انا بكرهها قد ايه ووجودك معايا وانا بكلمها هو الي هيخليني اقدر اسيطر على نفسي
نازك بفروغ صبر ..
= لسه برضه مش قادره تنسي الي حصل زمان ..ايه مبردش نارك كل الي حصلها..
قسمت بغل وكراهيه شديده..
= انا ميبردش ناري الا اني اشوفها ميته ومرميه هي وبنتها في قبر واحد وانا الي اهيل التراب عليهم بنفسي..
نازك هانم بغضب..
= اعقلي كده وبلاش تضيعي كل الي عملناه علشان غيرتك الي لسه مسيطره عليكي.. وان كان على البنت دي فهتموت زي ما انتي عاوزه وهتختفي من حياتنا خالص .. بس مش دلوقتي.. في الوقت إلي انا اشوفه مناسب ..
ثم تابعت بحده
= يلا اتصلي بنبيله مستنيه ايه خلينا نضرب الحديد وهو سخن..
لم تنتظر قسمت حتى تتم والدتها كلماتها فأخرجت هاتفها وقامت بالاتصال بها ولم تنتظر كثيرا ..
فاتاها صوت نبيله المتعب..
= ايوه ياقسمت..
قسمت ببرود..
=انا سمعت ان الدكاتره طمنوكم على حالة بيجاد بيه وانه خلاص كلها يوم والا اتنين ويفوق من غيبوبته
نبيله بصوت حزين منهك..
=الحمد لله بس شمس الي لسه تعبانه اوي..
قسمت بغل..
ماهو ده الي بكلمك عشانه.. موضوع شمس
انهارت نبيله في البكاء وهي تقول بألم
=قسمت انا نفذت كل الي طلبتيه مني وخلاص مش هقدر أئذي المسكينه دي اكتر من كده كفايه الي حصلها بسببي ..فياريت انتي كمان تنفذي اتفاقك معايا وتقنعي والدتك تعرفني مكان بنتي فين
ابتسمت قسمت بشماته ثم قالت بصوت حزين..
=ياريت كان الامر بإيدي كنت وديتك عند بنتك بنفسي بس انتي عارفه ماما الوحيده الي عارفه طريقها ..
ارتمت نبيله على طرف فراشها بتعب ورأسها يدور ودموعها تسيل بيأس..
=يعني ايه مش انتي قولتيلي لونفذت كل الي طلبتيه مني هتعرفيني طريق بنتي
ابتسمت قسمت وهي تنظر لوالدتها وقالت بخبث..
=طبعا هتعرفك مكان بنتك بس هي خايفه لو بنتك ظهرت واتعرف انها بنت منصورابن عمي الله يرحمه فأكيد هاتورث كل الشركات والعقارات وحتى فلوسنا الي في البنك.. واحنا مش هيفضل لينا حاجه
ثم تابعت بخبث..
=وانا مش ممانعه ده حقها بس ماما بقى الله يسامحها مش راضيه بتقول زي ما انتي عاوزه تتطمني على بنتك الي هتورث كل حاجه احنا كمان لازم نتطمن على بنتنا تارا وانها هتعيش في نفس المستوى الي واخده عليه..
نبيله بلهفه..
=انا.. انا ممكن اكتب لها الفلوس الي هي عاوزاها والي تأمنلها مستقبلها وكمان اوعدك يا قسمت اني مش هطالب بورث بنتي من منصور ولا حتى هاخد منكم ولا جنيه واحد
ثم انهارت في البكاء..
=انا كل الي انا عاوزه اني اخد بنتي في حضني ولو لمره واحده قبل ما اموت..
ابتسمت قسمت بشماته وهي تستمع لبكائها وقالت بصوت ناعم كالحرباء..
=متقوليش كده يا نبيله بعد الشر عليكي ..بس زي ما انتي عارفه ماما صعبه اوي واستحاله تغير قرار هي وخداه..
نبيله ودموعها تسيل بيأس..
=يعني مفيش فايده ..مش هقدر اشوف بنتي ولا اخدها في حضني..
ابتسمت قسمت وهي تغمز بعينها لوالدتها بسخريه ..
=لا طبعا.. هتشوفي بنتك زي ما انتي عاوزه بس انتي اعملي الي هي طلبته منك..
نبيله بتعب..
=ما انا نفذت كل الي طلبتيه مني.. يبقى لسه ايه تاني..
عصمت بصوت جاد..
=لسه اهم حاجه يا نبيله ..تتخلصي من الي اسمها شمس دي و تقنعي بيجاد ابن اخوكي انه يتجوز تارا بنتي و بكده ماما هتتطمن عليها وهتتطمن انها هتعيش في نفس المستوى الي واخده عليه
ثم تابعت بتهديد خفي..
=واظن انكم مش هتلاقوا عروسه احسن من بنتي.. والا انتي شايفه ايه..
نبيله بحزن ودموعها تسيل..
=عندك حق مش هنلاقي احسن من بنتك عروسه لبيجاد.. بس انتي شفتي بنفسك هو بيحب شمس قد ايه وكان هيضيع نفسه عشان ينقذها .. يبقى ازاي عاوزاني اتخلص منها
ابتسمت قسمت بقسوه..
=ملكيش دعوه انا هتصرف بس اهم حاجه انتي متدخليش.. اهتمي بصحة ابن اخوكي وملكيش دعوه بإلي هيحصل
انهارت نبيله ارضآ وهي تبكي وتقول بارتعاش..
=حاضر يا قسمت هعمل كل الي انتم عاوزاه بس المهم اعرف طريق بنتي..
ابتسمت قسمت بخبث..
=وانا اضمنلك ان في اليوم الي بنتي هاتبقى فيه مرات بيجاد الكيلاني.. هو نفسه اليوم الي هتعرفي فيه مكان بنتك..
ثم انهت المكالمه وهي تقول بشماته..
=مع السلامه يا نبيله وحمد الله بسلامة بيجاد بيه
ثم قذفت الهاتف ارضآ وهي تقول بغل..
=يوم جواز بنتي من ابن الكيلاني هو نفسه اليوم الي انتي وبنتك هتموتي فيه..
في نفس التوقيت وفي المستشفى..
اندفع رفعت وهو يشعر بالخوف الى داخل المشفى وهو يتلفت حوله بقلق وهو يتذكر أوامر قسمت هانم بضرورة نقل شمس الى المنزل الجديد الذي انتقل به هو وزوجته بعد ان ترك القريه واختفى خوفا من ان يكتشف بيجاد الكيلاني حقيقة الخدعه التي فعلوها به وبشمس..
فتنهد بخوف وهو يتذكر صوت قسمت هانم الحاد وهي تقول بصرامه..
=تروح تجيبها من المستشفى وتاخدها معاك على البيت الي انت مستخبي فيه..
رفعت بقلق..
=بس هي متصابه يا هانم وعاوزه مستشفى تتعالج فيه وممكن لو خدتها تموت والا يجرالها حاجه..
قسمت بغضب..
= ماتموت والا تتحرق.. ايه قلبك عليها اوي..
رفعت بخوف..
=لا يا هانم بس…
قسمت بغضب..
=نفذ الي بقولك عليه ومتخافش لو ماتت فعادي واحده عملت حادثه وماتت فيها وانا عندي الي يطلعلنا اذن دفنها..
رفعت بتردد..
=ولو.. لو عاشت..
قسمت بقسوه..
=يبقى نجوزها ونفرح بيها وعريسها عندي..
رفعت بصدمه..
=ايه.. بس. هي.. مت.. متجوزه..و..
قاطعته قسمت بصرامه..
=اخرس.. و الي اقول عليه يتنفذ
شمس ومش فاكره حاجه وبيجاد على اما يفوق ويبتدي يدور عليك تكون كل حاجه خلصت.. دا لو قدر يوصلك
ثم تابعت بصرامه..
=انا هستنى تليفون منك تقولي انك نفذت
ثم اغلقت الهاتف في وجهه
استفاق رفعت من افكاره وهو يتوجه بتردد الى مكتب الاستقبال وهو يقول بارتباك..
=انا.. انا بنتي جات هنا في حادثه وكنت جاي عشان اخدها وانقلها في مستشفى تانيه..
موظفة الاستقبال بعمليه..
= اسمها ايه المريضه يا فندم..
رفعت بصوت خفيض وهو يتلفت حوله بخوف..
=اسمها شمس رفعت وجايه في حادثة عربيه..
موظفة الاستقبال بعمليه وهي تنظر لشاشة الحاسوب امامها..
=المريضه موجوده يافندم بس ممكن بطاقتك الشخصيه نتأكد من قرابتك للمريضه وانك المسئول قانونيا عنها قبل ماحولك للدكتور المختص بحالتها..
اخرج رفعت البطاقه واعطاها لها
فتناولتها منه وهي تبتسم بعمليه وتشير اليه بالانتظار..
بعد مرور نصف ساعه..
وقف رفعت بجانب الطبيب المختص بحالة شمس وهو يستمع للطبيب بتوتر..
الطبيب بعمليه..
=دي كل الاشعه والتقارير الخاصه بالحاله.. هي حالتها العامه مستقره.. وبتعاني من رضوض وكسر في الكاحل وارتجاج بالمخ اتعافت منه ..
ثم تابع وهو يتابع بهدوء..
=هي مشكلتها الاساسيه هي انها مرجعتش لكامل وعيها.. هي فاقت من الغيبوبه الي كانت فيها بس للاسف مش قادره تتعرف على اي حد من الي حواليها وعشان كده احنا بنلجأ لتخديرها
عشان نتلافى اي صدمه ممكن تحصل ليها وهي في وضعها الصحي ده..
تناول رفعت ملفها الصحي من الطبيب وهو يقول بلهفه..
=متشكر اوي يا دكتور انا هنقلها في مستشفى كبير عندنا في بلدنا عشان تبقى قريبه مني واقدر ابقى جنبها انا معايا عربية اسعاف بره هتنقلها لحد باب المستشفى..
اشار له الطبيب بالموافقه.. ثم
بدؤا فعليا في تجهيزها استعدادا لنقلها لعربة الاسعاف فنقلوها على سرير متحرك واتجهوا بها للخارج الا انه وفجأه..
ارتفع صوت محمود رئيس حرس بيجاد بغضب..
=انتم واخدين شمس هانم ورايحين بيها على فين..
الطبيب بهدوء..
=ابدا والدها طلب نقلها لمستشفى تاني واحنا بنجهزها للنقل..
محمود بصرامه..
=شمس هانم مش هتروح في اي حته ولا هتتحرك من هنا خطوه واحده الا لما بيجاد بيه هو إلي يقرر هو عاوز يعمل ايه مع مراته
رفعت بصوت مهتز..
=بس انا ابوها والمسئول عنها وعاوز اخدها لمستشفى تاني عشان تبقى قريبه مني
= والدها.. مش تقول كده
تنهد رفعت براحه الا انه استولى عليه الرعب ومحمود يتابع بصرامه
بس القرار ده مش في ايدي وكويس ان بيجاد بيه خلاص فاق.. فتعالى معايا وقوله على الي انت عاوز تعمله بنفسك
ارتعش رفعت وهو يقول بفزع..
فاق… طيب خلاص انا.. انا هستنى شويه لما يشد حيله وابقى اقابله استئذنه اني انقل شمس.. مش معقوله اكلمه في حاجه زي دي دلوقتي.. عن.. عن إزنكم…
ثم اندفع مغادرا الغرفه وهو يكاد يركض..
تركه محمود يغادر وهو يبتسم بتهكم
ثم استدار للطبيب وقال
بصرامه..
=انا هقدم فيكم شكوى عشان المهزله الي كانت هتحصل هنا لولا وصولي ..
الطبيب بتوتر
= شكوي ليه بس دا والدها ومن حقه قانونيا انه ينقلها لمستشفى تانيه و…
قاطعه محمود بصرامه
=المسئول عن شمس هانم وعن كل قرار يخصها يبقى بيجاد بيه
جوزها.. مش حد تاني.. وادعي انت ربنا ان الموضوع ينتهي على انه يشتكيكم وبس ..
ثم اشار لاحد رجاله..
=تقف هنا ومتتحركش ومحدش يدخل او يخرج الا لما تديني خبر الاول
ثم غادر في اتجاه غرفة بيجاد انتظارآ لاستعادته لوعيه..
بعد مرور يومين..
فتح بيجاد عينيه بتعب وعينيه تدور في الموجودين بعدم ايستيعاب..
فإقتربت منه عمته واحتضنته وهي تبكي بحراره..
= حمد الله على السلامه يا بيجاد..حمد الله على السلامه يا حبيبي..
الطبيب بابتسامه جاده..
=حمدالله على السلامه يا بيجاد بيه..
عقد بيجاد حاجبيه بتفكير وهو يحاول ان يتذكر ما الذي اتى به الى هنا..
ليشهق وهو ينتفض محاولا النهوض بفزع..
= شمس.. شمس حصلها ايه..
حاول الطبيب السيطره عليه ولكنه فشل وهو يسحب المحلول المعالج من زراعه يلقيه ارضآ ويهب محاولا النهوض ..
فصرخت عمته وهي تبكي وتشاهد لهفته وخوفه القاتل عليها..
=شمس كويسه يا حبيبي.. متخافش..
نظر لها بيجاد بأمل ولكنه جذب الطبيب من معطفه بقسوه وهو يقول بصرامه اخافت الطبيب
=هي فين عاوز اشوفها..
ابتلع الطبيب ريقه بخوف وهو يشير اليه..
=اتفضل وانا اوديك.. بس خلينا نعالج ايدك الاول.. مكان الابره بيجيب دم و…
الا انه لم ينتظر اكماله لحديثه.. وخرج فعليا من الغرفه وهو يترنح ويستند على الحائط محاولا الوصول لغرفتها التي لا يعلم مكانها
ولكن شدة خوفه ولهفته عليها هي ما تحركه..
فكاد ان يسقط ارضآ ورأسه يلفه الدوار لتتلقاه يد محمود حارسه الشخصي و دعمته وهو يقول باندفاع
=حاسب.. حاسب يا باشا
بيجاد بتعب وحبيبات العرق تتساقط عن جبينه..
=وديني عند شمس..
دعمه محمود جيدا و هو يقول بجديه..
=حاضر.. تعالى معايا يا باشا
ثم توجه به الى غرفة شمس..
ليقوم بتوجيهه الى احدى الغرف
وهو يقول بجديه..
=دي اوضتها اتفضل يا باشا
ثم اشار للحارس لذي تنحى جانبآ بعد ان فتح باحترام باب الغرفه لبيجاد.. الذي اندفع للغرفه بسرعه..
ثم تجمد امام فراشها عينيه تتأملها بلهفه وخوف وهو يراقب صوت تنفسها الهادئ..
لينهار جالسآ بجوارها على الفراش وهو يحتضنها ويبكي وقد انهار تماسكه وذكريات الحادث تهاجمه الارتطام القوي وتحطم السياره والنار التي كانت تلفها من جميع الاتجاهات والانفجار الذي نجو منه بإعجوبه وحقيقة انه كان سيفقدها لولا رحمة الله به..
فضمها بلهفه أكثر الى قلبه وهو يمرر يده على جسدها بلهفه يحاول التأكد انها مازالت تتنفس وانها حقيقه موجوده بين زراعيه..
ليتفاجأ بها تشهق بنعومه وجسدها يرتجف قليلا..
فأبعدها عنه قليلا يتأمل وجهها بقلق خوفآ من ان تكون تعاني من شئ..
فكاد ان ينادي الطبيب الا انه توقف وهو يراها تفتح عينيها بتعب..
فقال وهو ينظر لوجهها بلهفه..
=شمس..
ابتسمت شمس وهي تقول برقه..
=جاد..
احتضنها بيجاد بعشق وهو يغلق عينيه بألم يشكر الله على نجاتها
ثم ابعدها قليلا وهو يتأمل وجهها بحنان وهي تتأمل المكان بدهشه..
=هو.. هو احنا فين..
مرر بيجاد يده في شعرها وهو يبتسم ابتسامه مهزوزه وعينيه ممتلئه بالدموع..
= احنا في المستشفى يا حبيبتي..
شهقت شمس وهي تقول بخوف
=مستشفى.. مستشفى ليه ..ايه الي جابنا هنا…
ثم نظرت لوجهه الممتلئ بالكدمات برعب هيستيري..
=وشك ماله ..ايه الي عمل فيك كده.. وايه الي جابنا هنا.. انت كويس يا جاد.. انت كويس مش كده
احتضنها بيجاد مهدئآ ثم مرر يده على ظهرها وهو يهدهدها بحنان..
=ششش.. اهدي يا حبيبي ومتخافيش انا كويس وانتي كويس والحمد لله الحادثه عدت على خير…
استكانت شمس في احضانه وهي تقول بخوف..
=حادثه ..حادثة ايه انا مش فاكره اي حاجه..
نظر بيجاد الى وجهها وهو يقول بقلق حاول ان يداريه..
=مش فاكره.. مش فاكره ايه بالظبط..
شمس بارتجاف وقد بدأت دموعها تسيل..
=مش فاكره حاجه خالص انا كل الي فكراه اننا كنا في الحفله وانا دخلت الاوضه غيرت هدومي وركبت معاك العربيه عشان تروحني البيت..لكن الحادثه نفسها مش فكراها..
مسح بيجاد دموعها وهو يقول بابتسامه قلقه..
=حفلة ايه بالظبط الي بتتكلمي عنها يا حبيبتي..
شمس بدهشه..
=حفلة ا فتتاح القريه.. انت نسيت والا ايه..
ضمها بيجاد بحمايه اكثر اليه
وهو يقول بتوتر..
=لا حبيبتي منستش …
استكانت شمس بين زراعي بيجاد ولكنها انتفضت فجأه وهي تقول بخوف..
=يا مصيبتي اكيد ابويا دلوقتي بيدور عليا ولو عرف ان انا كنت معاك ممكن يموتني..
احتضنها بيجاد اكثر اليه وهو يقول بحنان..
=متخافيش يا حبيبتي.. بابا كان هنا وعارف انك معايا
اتسعت عين شمس برعب..
=يا نهار اسود عرف اني كنت معاك ..دا اكيد هييجي ويموتني.. قوم يا جاد.. قوم امشي من هنا.. قوم امشي قبل ما ييجي ويموتك
احتضنها بيجاد وهو يحاول تهدئتها ..
= اهدي يا شمس واسمعيني يا حبيبتي ..
الا انه توقف عن الكلام وهو يرى الطبيب يشير اليه الا يفعل..
فضيق عينيه بتوتر وهو يبتسم ويمسح دموعها بحنان..
=ممكن تستنيني ثواني هكلم الدكتور وأجي اقولك على كل حاجه.. ماشي
هزت شمس رأسها بطاعه وهي تشعر بالخوف يستولي عليها
فقبلها بيجاد من جبينها بحنان ثم توجه بتعب للطبيب الذي يقف بجانب الباب من الخارج .. الطبيب بصوت خفيض..
=ده الي كنا عاوزين نعرفهولك يا بيجاد بيه قبل ماتقابلها..
بيجاد بصرامه شديده وقد شعر انه قد اصبح على الحافه..
تعرفوني ايه..
الطبيب بهدوء..
=شمس هانم عندها فقدان ذاكره جزئي..
بيجاد بفروغ صبر وقلق ..
= ايه، يعني ايه فقدان ذاكره جزئي الي بتتكلم عنه ده..
الطبيب بتوتر..
= يعني في جزء من ذاكرتها اختفى وغالبآ الجزء ده.. هو الجزء الي مش راضيه عنه في حياتها..
ثم تابع بقلق من ردة فعل بيجاد..
=وفقدان ذاكرتها ده ممكن يكون بسبب الحادث او ضغوط نفسيه شديده.. او الاتنين مع بعض..
بيجاد وهو ينظر لشمس بتوتر..
=والذاكره دي هترجعلها تاني ..والا كده خلاص الجزء
الي نسته ده هتنساه للابد
الطبيب بعمليه..
= والله يا بيجاد بيه دي حاجه محدش يقدر يجزم بيها..ممكن ذاكرتها ترجع لها علطول اوبعد شهر او سنه وممكن مترجعش خالص دي حاجه خارجه عن قدرتنا على التوقع..
مرر بيجاد يده في شعره وهو يقول بحيره..
=طيب لو حاولنا نفكرها مش ده ممكن يساعدها على رجوع ذاكرتها من تاني..
الطبيب بجديه..
=للاسف مينفعش.. وده الي خلانا نخدرها اكبر وقت ممكن لحد ما عقلها يقدر يتعامل مع المحيط الي حواليها.. وعشان لو عقلها الباطن هو الي اختار انها تنسى بسبب ضغوط نفسيه مثلا.. فهتنهار اول ماحد يحاول يفكرها وممكن تدخل في صدمه عصبيه ودي عواقبها ممكن تكون وخيمه..
هز بيجاد رأسه بتفهم وهو يعود للغرفه مره اخرى..
ثم جلس بجانبها وضمها اليه مره اخرى بحمايه شديده..
وهو يشعر بقلبه ينفطر من أجلها وكل ماحدث منها ولها يدور بداخله كدوامه من الالم وهي تهمس بخوف..
=الدكتور قالك ايه.. بابا هيجي
ياخدني مش كده..
ابتسم بيجاد وهو يمرر يده في شعرها ويقول بحنان..
=اسمعي يا حبيبي انا هقولك على كل حاجه وانتي توعديني تسمعي وتحاولي تستوعبي الي هقوله من غير زعل..
هزت شمس رأسها وهي تقول بارتجاف..
=حاضر..
ابتسم بيجاد لها وهو يقول بهدوء..
=الدكتور كان بيشرحلي حالتك..
للاسف الحادثه الي حصلتلك عملتلك فقدان ذاكره جزئي ..
ثم مرر يده في شعرها وهو يقول بهدوء حتى تستوعب ما يقوله..
= يعني نسيتي شوية حاجات معظمها مش مهم الا حاجه واحده
اتسعت عين شمس بحيرهوهي تقول بارتباك..
=حاجة ايه دي..
ضمها بيجاد اليه بحمايه وهو يقول بحنان..
=اننا اتجوزنا ياحبيبتي.. وبابا عارف اننا متجوزين عشان كده مش لازم تخافي انه يعرف اننا مع بعض..
شهقت شمس بصدمه وأمل في ان واحد فمتلئت عينيها بالدموع وهي تبتسم بفرحه..
= متجوزين.. بجد ياجاد.. بس انا ازاي انسى حاجه زي دي
ضحك بيجاد بمرح مسطنع وهو يقبل وجنتها بحنان..
=شفتي.. انا زعلان.. وهاخصمك.. يعني فاكره كل حاجه وناسيه جوازنا
لفت شمس يدها حول خصره وهي تنام على كتفه وتقول بحزن..
= ليك حق تزعل مني يا حبيبي.. انا كمان مش فاهمه ازاي ممكن انسى اسعد لحظه في حياتي ..
ابتعد بيجاد قليلا عنها وهو يتأمل وجهها بدون تصديق..
=اسعد لحظه في حياتك يا شمس..
تناولت شمس يده المجروحه وقبلتها وهي تقول بحب..
=طبعا اسعد لحظه في حياتي ..اللحظه الي اتمنيتها كتير وكنت خايفه انها متحصلش
ثم ابتسمت بسعاده وهي تعود لاحتضانه..
=بس مش مهم.. المهم اني دلوقتي بقيت مراتك ومحدش يقدر يفرقنا عن بعض..
ضمها بيجاد الى قلبه وهو يهمس بتعب..
=ايوه يا حبيبتي المهم انك دلوقتي مراتي..
ابتعدت شمس وهي تقول بفضول..
=اه صحيح.. مقولتليش الحادثه دي حصلت لنا إزاي..
ابتسم بيجاد وهو يقول بتوتر..
= احنا كنا لسه كاتبين الكتاب وكنا مسافرين نقضي اسبوع في شرم
والعربيه اتقلبت بينا..
عقدت شمس حاجبيها بحزن..
=كنا هنسافر شرم… خساره..
ضحك بيجاد وهو يضمها اليه ويقول بمرح حقيقي..
=يعني مش زعلانه على كل الي حصلنا ده وزعلانه على الاسبوع الي كنا هنقضيه في شرم..
ضحكت شمس وهي تقول بمرح
عندك حق بس اصل انا من زمان بسمع عنها وكان نفسي اشوفها اوي
مرر بيجاد يده في شعرها وهو يقول بحنان..
=خلاص يا ستي اوعدك اول ما تفكي الجبس هنسافر نقضي اسبوع هناك..
ضحكت شمس وهي تحتضنه بمرح طفولي.. فضمها هو اكثر اليه وهو يغلق عينيه بألم..
ثم قال بهدوء وهو يبعدها قليلا عنه..
انا هسيبك ترتاحي وهاروح انا لأوضتي ..
لفت شمس يدها بقوه من حوله وكأنها تخشى ان تركته ستفقده وهي تقول بخوف وقد بدئت دموعها بالنزول
=خليك هنا.. عشان خاطري بلاش تسيبني لواحدي.. انا حاسه لو سيبتني ممكن يجرالي حاجه..
ثم انهارت في البكاء وهي تحتضنه بخوف شديد..
ضمها بيجاد اليه بقوه وهو يقول بحنان..
=خلاص بقى يا حبيبي متعيطيش.. انا هنا أهو.. ومش همشي وهفضل معاكي ومش متحرك من هنا..
ثم تمدد بجانبها وهو مازال يحتضنها بحمايه ويده تمر بحنان على جسدها وهو يهمس في إذنها بكلمات عاشقه رقيقه حتى غفت بأمان بين زراعيه..
تنهد بيجاد بألم وهو يغلق عينيه بتعب وقد إختلط عليه الامر فما يراه أمامه هو أنثى عاشقه له حتى النخاع تناقد كل ماعلمه عنها في السابق..
ليقوم بتحرير نفسه منها بهدوء ثم اتجه للخارج ليجد عمته تقف بقلق وقد احمرت عينيها من كثرة البكاء فإتجه اليها واحتضنها وهو يقبل اعلى رأسها ويقول بحنان..
=انا كويس قدامك اهو يا بيلا والحمد لله عدت على خير ..
رواحي ارتاحي وانا على بكره بالكتير هكون في البيت..
نبيله باعتراض ودموعها مازالت تسيل..
=بس..
مسح بيجاد دموعها وهو يقول بصرامه حانيه..
=مفيش بس.. فيه سمعان كلام
ثم إلتفت لمحمود وقال بهدوء..
=اتصل بحد من رجالتك وخليه ياخد عمتي ويوصلها للبيت ترتاح وتعالى عشان انا عاوزك
هز محمود رأسه ثم اتجه الى نبيله التي قبلت بيجاد مودعه
ثم قادها الى المصعد..
في اليوم التالي..
جلس بيجاد في غرفته بالمشفى
وهو ينظر الى محمود رئيس فريقه الامني عملت ايه في الي طلبته منك
وضع محمود ملف صغير امام بيجاد الذي تناوله
بغير تصديق..
=إنت متأكد من الكلام الي انت كاتبه ده..
محمود بجديه..
=طبعآ متأكد يا بيجاد باشا.. انت عارفني مستحيل ابلغك بمعلومه الا لما ابقى متأكد منها مليون في الميه..
بيجاد بغضب..
=يعني مرات ابو شمس هي الي وزعت الصور على اهل البلد..
محمود بثقه..
=ايوه.. واول واحد راحتله بالصور هو إمام الجامع
بيجاد بحده..
= انا مش فاهم ايه الي يخليها تعمل كده و ايه مصلحتها في الي هي عملته ده..
والاهم من كل ده جابت الصور المتفبركه دي منين .. خصوصآ ان الصور دي الي عاملها حد احترافي وكان قاصد يفضحني..
ثم صمت قليلا وهو يضيق عينيه بتفكير..
=او يفضح شمس..
ثم تابع بغضب شديد..
= انا عاوز الست دي وجوزها تجبهوملي حالآ..
تنحنح محمود بحرج..
= للاسف هي و جوزها اختفوا من البلد.. بس الغلطه دي المرادي غلطتي..
عقد بيجاد حاجبيه وهو يقول بصرامه..
=غلطتك إزاي مش فاهم
محمود بجديه..
=قبل ما انت وشمس هانم ماتفوقوا من الغيبوبه الي كنتوا فيها والدها جه هنا واستغل ان مفيش حد موجود وكان عاوز ياخدها من المستشفى..
ثم بدء يقص عليه كل ماحدث حتى انتهي..
اشتعلت عينا بيجاد وهو يصرخ بغضب..
=يعني ايه كان عاوز ياخدها وكان عاوز يعمل فيها ايه ..
ثم صمت وعقله يعمل في كل اتجاه ثم قال فجأه بصرامه مخيفه ..
=وقف حارس على اوضة شمس وجهزلي العربيه انا طالع على
بلد شمس
محمود بدهشه
= وهنعمل ايه هناك.. وابوها ومراته سابو البلد ومحدش يعرف طريقهم..
بيجاد بغضب مشتعل كأتون من نار يحرق أوردته..
= لما نروح هناك هتعرف
اسرع محمود بتنفيذ أوامر بيجاد وهو يستشعر غضب بيجاد المشتعل تحت رماد سيطرته على نفسه
وبيجاد يهمس بغضب مشتعل..
=والله لو مختفي في قبرك هوصلك يا رفعت انت والحيه مراتك
يتبع…
لقراءة الفصل الثامن : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى