روايات

رواية من الجاني الفصل العاشر 10 بقلم هدى مرسي أبوعوف

رواية من الجاني الفصل العاشر 10 بقلم هدى مرسي أبوعوف

رواية من الجاني الجزء العاشر

رواية من الجاني البارت العاشر

رواية من الجاني الحلقة العاشرة

دخل ياسين ومصطفى الى فيلا في منطقة نائيه، تفحصها ياسين بحدقتيه وبدأ بتصوير كل ركن بها بحثًا عن اي شيء، توقفت عينيه عند ثلاث شباب يجلسون على الارض حول جثة في حالة انهيار، اقتربا منهم وتنحنح فنظرا ثلاثتهم إليه، جلس مصطفى وضع الكرفساء بجانب الجثة وبدأ في فحصه قائلا:
– مبدائيً كده سبب الوفاه اسبسيا الخنق، بس في اثار على جسمه تدل على مقاموته ومحاولته مهاجمة القاتل.
اخذ ياسين نفس وزفره:
– ممكن تقفوا وتتمالكوا اعصابكم كده وتحكوا ايه اللى حصل؟ وبيت مين ده؟
نظر كل منهم للاخر وقفوا جميعا اومأ اثنان منهم برؤسهم لاحدهم، كانهم يرجأون إليه الحديث، ابتلع غصة في حلقه وزفر قائلا:
– احنا كنا جاين نعمل شغل هنا، وبعدين فجاه هاجمنا شبح وقتل عمر واحنا مقدرناش نعمل حاجه.
تلفت ياسين في اتجهات الفيلا الاربعه على احهزة موضوعه في كل ركن بترتيب معين، ونظر إلى الشخص الذي تحدث قائلا:
– يعني اللى مات اسمه عمر، ممكن بقا تعرفوني اسمايكم انتوا كمان؟ وايه الشغل اللى بتعملوا هنا بالاجهزه دي؟
واشار بيده على الاجهزة التي بالمكان، نظر الشاب إلى زميليهم كانه يسالهم، فاومأا بالموافقه فزفر قائلا:
– اسمي زين واصاحابي ( اشار على كل منهم) مهند و إيساف، احنا فريق بيطرد الارواح من البيوت، وصاحب البيت هنا طلب منا طرد الاروح اللى فيه، لانهم بيطفشوا كل زبون يجيبه عشان يشتريه، وزي عدتنا بدأنا نوزع الاجهزه اللي بستشعر وجود الكائنات دي، فجأه النور قطع وظهر ضوء خافت من بعيد، ولما قرب وضح انه شبح بعنين حمرا هجم علينا، فهربنا بسرعه لكن عمر اتكعبل فمسكه وخنقه حاولنا نرجع نساعده بس كان خلاص امر الله نفذ.
هز ياسين رأسه واردف:
– والاجهزه دي بقا بعد ما تظهر لكم الكائنات دي انتو بتعملوا فيها ايه؟
زمت زين شفتيه قائلا:
– معنا جهاز بيسحبهم ويحبسهم جوه.
فرك ياسين في راسه قائلا:
– اه زي كارتون داني الشبح كده، جميل بس ليه بقا محاولتوش انكم تسحبوا الشبح اللى طلع بالجهاز ده؟ وليه اتخضيتوا مش المفروض انكم متعودين على الكلام ده، ولا انتوا متخصصين في الاشباح الطيبه بس؟
تنهد ايساف مردفًا:
– لاء طبعا اي كائن نقدر نحبسه، احنا لازم ناخد وضعيه الجاهزيه قبلها، واحنا كنا لسه بدئين نوزع الاجهزه ومكناش شغلنا جهاز سحب الاشباح.
اكمل مهند:
– لان الجهاز بيحتاج تظبيط، وحد يبقا ماسكه بطريقه معينه، وزي ماقال مهند احنا كنا لسه بنرص الاجهزه.
نظر مصطفى الى ياسين فاوما ياسين له فتحدث:
– سمعت عن الحاجات دي، وشوفت على اليتويوب بعض الفرق في اوربا، وهي بتستعمل التكنولوجيا في طرد الاشباح من داخل بعض البيوت، لكن فكرة حبسهم دي جديده، مشفتهاش صراحه غير في الكارتون.
اكمل ياسين:
– عموما دي حاجه متخصناش، اللى يخصنا دلوقتي جريمه القتل، في حد غيركم بيشتغل معاكم ولا انتو الاربعه بس؟
زين:
– في واحد خامس بس هو مسافر عشان كده مجاش معنا.
فكر ياسين:
– محدش منكم حاول يلمس الشبح ده، عشان نعرف ده شبح ولا انسان عمل كده عشان يطردكم من المكان؟
غضب زين هاتفًا:
– انت كده بتشكك في شغلنا، هو احنا منعرفش الفرق بين الشبح ولو حد بيضحك علينا.
اكمل مهند:
– وبعدين ما زميلك قال انه يعرف التقنيات دي يعني محناش نصابين.
جز ايساف على اسنانه مردادًا:
– وبعدين احنا لنا شغلنا دي مجرد هوايه والاجر اللى بناخده اجر رمزي
بلل ياسين شفتيه قائلا:
– بس انا مشككتش فيكم ولا اتهمتكم بالنصب، سؤالى واضح هل اتاكدوا من انه شبح ولا لاء، احنا في عصر المديا دلوقت وفي تقنيات حديثه، ممكن تخليكم متفرقوش بين ان كان حقيقي ولا مزيف.
نظر كل منهم للاخر فغضبهم غير مبرر، وتحدثوا قائلين
زين:
– المهم دلوقتي عايزين نعرف مين اللى قتل عمر؟
مهند:
– ايوه لازم ناخد حقه من اللى قتله مش هنسيب دمه يروح هدر.
ايساف:
– حتى لو كان اللى قتله ده عفريت مش انسان.
ياسين:
– تمام يبقا عايز الفيديو اللى تم تصويره، عشان اقدر اعرف حقيقة القاتل انس ولا جن .
نظر زين الى الاثنين وطاطأ راسه قائلا:
– مفيش تصوير؛ احنا لسه كنا بنجهز والكاميرا، لسه مكنتش اتثبتت في مكانها.
ياسين:
– يعني مفيش فيديوا، طب ممكن كل واحد يقولي اللى حصل بالضبط مره ثانيه؟
صمت الثلاثة للحظة وبدا زين قائلا:
– طب انا حكيت احكي ثاني بردوا؟
فكر ياسين قائلا:
– لاء مش لازم بس قولي كنت واقف فين لما هجم عليكم الشبح؟
– كنت واقف جنب الجهاز اللى في الركن هناك( واشار على يمين ياسين)
نظر ياسين الى مهند وساله:
– وانت كنت فين؟
– كنت في الجه الثانيه بضبط الجهاز الثاني( واشار على الجه الاخرى)
ثبت ياسين حدقتيه على ايساف فقال:
– انا كنت في الركن الثالث ماهو كل واحد فينا كان بيحط جهازه في مكانه، حتى عمر هو كمان كان بيضبط جهاز.
– اه يعني كلكم شوفتوا الشبح وجريتوا بسرعه، والمكان كان ظلمه طب عرفتوا ازي انه وقع؟
تنهد مهند:
– ماهو صرخ وقال الحقوني في حاجه كعبلتني ووقعت، حد ينقذني.
– لكن محدش منكم حاول يساعده؟
اخذ زين نفس وزفره:
– احنا اتلهينا من اللي حصل ومعرفناش نعمل ايه؟
ياسين:
– يعني شوفتوا الشبح وهو بيخنقوا؟
اجاب الثلاثه في نفس اللحظه كل منهم بأجابه مختلفه.
زين:
– ايوه شفنا، اقصد فهمنا من صوته.
ايساف:
– الدنيا ضلمه هنشوفه ازي احنا فهمنا من صوته وصراخه.
مهند:
– صوت صراخه كان واضح انه بيخنقه ولما الصوت سكت عرفنا انه مات
سكت ياسين ولم يعقب وابتعد هو مصطفى وبدأا في التحدث، رفع مصطفى حاجبيه وانزلهم قائلا:
– تفتكر المجرم حد منهم ولا شبح زي ما بيقولوا.
ابتسم ياسين:
– شبح بردوا؟! اللى شايفه انه حد خامس، واظنه زميلهم اللى مجاش بس في واحد منهم ساعده.
– طب عرفته؟
– اعتقد اني عرفته والقرائ كمان
سلاااااااااااااااااااااااااام

الحل

فكر ياسين واقترب من ثلاثتهم قائلا:
– هو ليه الشبح بعد ما قتل. عمر سابكم ومقتلش حد ثاني؟
صدمهم السؤال ونظر كل منهم للاخر، قبض زين على يده غاضبا:
– واحنا ايش عرفنا.
– ماهو بدهيّا كده لو ده شبح وجاي ينتقم للاشباع اللى طردتوهم من بيوت قبل كده كان قتلكم كلم، لكن معنى انه يقتل واحد ويسيب الباقي يبقا جايله مخصوص مش غريبه شويه.
زاد غضب زين واختلط معه الارتباك لكنه حاول تصنع الهدوء، وهذا ما كان يريده ياسين رؤية الغضب على وجهه فهو يقرا جيدًا ما بين السطور، ابتعد عنهم وقام بعدة اتصالات، وعاد اليهم مردفًا:
– عمر كان بيشتغل في شركه سمسره هو مهند، مش كده؟
تردد مهند قائلا:
– ايوه ده صحيح لكن ده ايه علاقته بالجريمه؟
اخذ ياسبن نفس وزفره:
– هقولك الفكره كلها ان انت وعمر تختاروا المكان، وبعدين ايساف عن طريق المديا اللى هو استاذ فيها، ينشر انه مسكون وواحد منكم يروح على انه زبون وتقنعوا صاحب العقار بده، وبعد كده تقولوا انكم هتخرجوا العفريت من المكان مقابل اجر رمزي، وبعدين تعملوا الفيلم ده وتقنعوا صاحب المكان انكم خلاص طردتوا الجن، بس للاسف محدش يرصى ياخد العقار فتعرضوا عليه انكم تاخدوا بملغ صغير، وهو لانه عايز يخلص يوافق وانتوا تاخدوا تبيعوا باعلى سعر بعد ما يتعمل دعايه عكسيه للمكان، بس عمر اختلف معاكم واتخانق لانه حس انكم زودتوها قوي، وطلب انه يوقف شغل معاكم وانه مش هيتكلم ولا يفضحكم، لكن انت وصاحبك اللى مجاش معبكمش، محبتوش تسيبوا ديل لكم او سلاح على رقبتكم، وعملتوا الفكره دي لقتله بس للاسف ربنا كشفكم، اه يا زين نسيت اقولك صاحب البيت حاطت كاميرا في النجفه، اصله كان خايف تكونوا كدابين وايه بتصور في الضلمه، وهيبعت لنا التصوير بعد شويه، يعني خلاص التهمه ثابته عليك ملوش لزوم اي كذب.
صدم زين ولم يستطع ان ينطق بكلمه، ونظر إليه ايساف ومهند في حالة استنكار، كيف له ان يفكر في هذا وكيف له ان يفعل امر كهذا، صرخ مهند:
– لكن ازي احنا شوفنا الشبح وهو بيهجم عليه؟
زفر ياسين:
– ماهو اتفق مع زميلكم الخامس يلبس شبح ويهجم عليكم في الضلمه، ولما تاخفوا وتجروا يمسك عمر ويقتله، وعشان كده كان عينه عليه ولحقه وكعبله ووقعه في الارض وسابه له هو كمل الباقي.
امسك ايساف زين من طوق قميصه وصرخ:
– انت قاتل انت مجرم كان هيحصل ايه لو سبته يروح ماهو وعدنا انه مش هيحكي لحد.
– ابعده زين بغضب وهو يصرخ:
– مكنش هيسنبا في حالنا اللى عملته هو الصح وكان هيعدي لولا الكاميرا اللى صورتنا .
هجم عليه مهند هو الاخر صارخا:
– يعني ايه يعدي لو واحد منا اعترض هتقتله انت فاكر نفسك ايه؟
ابعده عنه بقوة صارخا:
– انا بحافظ على شغلنا البيه كان هيروح يعمل شغل هو واحد صاحبه مش زي ما كان بيقول، يعني هيقاسمنا في اللقمه، كان لازم يموت عشان شغلنا يفضل ماشي.
ابتسم ياسين:
– اديكوا خسرتوا شغلكم سواء النصب او العادي، وعموما خلاص ملوش لزوم الخناق، انا خدت منك اعترف متسجل بجد ماهو مفيش نجفه اصلا.
نظر ثلاثتهم للاعلى وقذف كل من مهند وايساف زين بنظرة غضب كانها سهم اصابه، اشار ياسبن للمجندين باخذهم لسيارة الشرطه، وقبل ان يخرجوا قال لهم:
– اه صح لو حد فيكم حب يساعد صاحبه ويغير اقوله ملوش لزوم، لان المجرم اتمسك ومخدش وقت للاعتراف طلع قلبه خفيف قوي.
اخذوهم المجندين للخارج وضع مصطفى يده على كتف ياسين قائلا:
– طول عمرك جامد يا ياسوا، لكن لما القاتل اعترف لزومه ايه الفيلم اللى عملته ده.
قوس ياسين شفتيه إلى الاسفل مردفً:
– مش لما نمسكوا يا ناصح.
فرغ فاه مصطفى وهز راسه دون كلام فقد فهم انه اوقعهم في فخه.

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من الجاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى