روايات

رواية بين عالمين الفصل العاشر 10 بقلم هنا عادل

رواية بين عالمين الفصل العاشر 10 بقلم هنا عادل

رواية بين عالمين الجزء العاشر

واية بين عالمين البارت العاشر

رواية بين عالمين الحلقة العاشرة

قومت من مكاني وعيني خرجت من مكانها، لساني اتلجم وابويا لاحظ وقال بصوت عالي علشان يلفت انتباهي:
– اتفضل يا علي يابني، مفيش حد غريب دى بنتي.
انتبهت على صوت ابويا وهو بيقوله ياعلي، حاولت انزل عيني من عليه لكن نظرتي له خليته هو كمان مركز معايا، ابويا اتكلم بحدة:
– ادخلي حضري لقمة للجماعة مع امك يلا.
انفعل عليا يمكن لان كان واضح عليا جدا الارتباك، حاسة اني مصدومة من انه واقف قدامي، ازاي اصلا يكون في بيتنا ومع واحدة ست غريبة زى دى وبيكدب ويقول لابويا انه اسمه علي؟ ازاي هو متجسد فى صورة انسان بكل ما فيه؟
دخلت المطبخ لأمي وانا تايهة، قالتلي:
– اللى برة دي انا مش مرتاحة ليها بالمرة، ما تطلعي يابنتي على بيتك احسن.
رديت عليها وانا بفكر فى اصلان:
– جوزها شكله مش غريب عليا.
امي:
– احنا مالنا بجوزها يا شامية، هي نفسها مش مريحاني.
انشغلت فى التحضير وانا سرحانة فى اصلان، خلصت انا وامي وطلعنا بالأكل وحطينا الصينية قصادهم وابويا قاللي انا وامي:
– ع الاوضة يلا، خلوا الجماعة ياخدوا راحتهم.
فى اللحظة دي اتكلمت نادية وقالت:
– لاء ابدا ما نحط لقمة فى بوئي غير لما ناكل مع بعض.
كانت مريبة لكن اللى مطمني وجود جوزها اللى كان على عكسها تماما، مكنتش عارفة ازاي واحد بجمال وهدوء وحنان اصلان يتجوز واحدة زى نادية دي؟ لاء..اصلان ايه؟ اكيد مش هو، اكيد حد شبهه اصل مستحيل ملاك زى اصلان يبقى موجود وسطنا كده ومتجوز واحدة زي دي، طبعا اصرارها احرجنا وكان سبب فى ان ابويا يوافق اننا نقعد معاهم على الاكل، قعدنا لكن نظرات نادية ليا خلتني حاسة بأن جسمي كله شبه حتة التلج، قومت بسرعة دخلت على الحمام علشان اهرب من وجودي قدام عنيها الغريبة دي، بعد شوية خبط الباب وكان ابويا بيطمن عليا وقاللي:
– لو خلصتي يا شامية اخرجي علشان الجماعة يغسلوا ايديهم.
طلعت فعلا ودخلت على اوضة امي وابويا وسيبت الحمام ليهم، دخل ابويا ورايا وقاللي:
– مش على بعضك ليه يا شامية؟ فى ايه؟
قولتله بسرعة:
– مش مرتاحة ليها يابا…
قاطعني وقاللي:
– ولا انا، لكن دول مش لاقيين مكان يناموا فيه، والراجل كويس وطيب، مش هقدر اقفل بابي قصادهم.
رديت بعدم ارتياح:
– هتقعدهم فين طيب؟
رد ابويا وقاللي:
– هقعدهم فى الاوضة اللى على السطح بتاعت عمك سيد، هو كده كده مش محتاجها ده كان بيعمل فيها شغل الدكان بتاعه وقفلها بعد ما عمل مخزن، البيت كله مليان مفيش مكان تاني ينفع يقضوا فيه الليلة غير الاوضة دي.
هزيت رأسي ولاحظ ابويا اني قلقانة، قاللي:
– عارف انك مش مرتاحة، لكن إن بعض الظن إثم.
ابويا كان مقتنع باللي بيقوله، لكن انا كنت مصدقة احساسي، وعلشان كده قولتله:
– طيب يابا انا عايزة اقعد مع اللى اسمها نادية دي قبل ما تطلعهم الاوضة، اصل مش اي حد هنسكنه وسطنا ووسط الجيران الغلابة دول يابا.
ابويا:
– ماشي يا شامية، بس انا كده كده مش همشيهم الليلة.
خرج ابويا من الاوضة وانا طلعت وراه، ودخل هو وعلي اوضة الضيوف تاني يشربوا الشاي وقعدت انا علشان اشوف ايه حكاية نادية دي، كان لازم ابقى مقتنعة انها تستاهل المساعدة بجد، قعدت قصادها وانا بحاول اطمن نفسي شوية من ناحيتها ولقيتها هي بتقولي:
– مالك انتي قلقانة مني كده ليه؟
رديت ومن جوايا مستغربة سؤالها:
– ليه بتقولي كده؟ انا بس مستغربة شوية انك خدتى علينا وعلى المكان بسهولة.
رديت نادية بهدوء:
– بيتكم يريح القلب، من اول ما حطيت رجلي فيه وانا حاسة بهدوء كده.
سألتها:
– واي مكان تدخليه اول مرة وتحسي فيه براحة تتعاملي بالود ده؟
اتكلمت وقالت:
– لاء..مش اي مكان، هنا بس…
سكتت لحظات ورجعت اتكلمت تاني وقالت:
– هنا لأن البيت ده مفيش حد مش بيقول عنه غير ان اللى بيعيش فيه بيتفتح قدامه كنوز، قالوا انه فيه سراديب بتوصل لكنوز فى بطن الارض محدش بيوصلها غير اللى بيعيشوا فى البيت.
باللي قالته ده عرفت ان فيه هدف ورا وصولها للبيت بتاعنا، هي جاية تدور على سرداب..سرادب يوصلها لأى خير من اللى موجودين تحت الارض، الناس كلامهم الكتير وصلهم انهم يقولوا:
– البيت ده تحت منه مقبرة فرعونية، علشان كده اللى بيعيش فيه ويوصل للسرداب اللى يوصل للمقبرة بيعيش ملك.
محدش يعرف الحقيقة لأن اللى بيظهرله حد منهم ميقدرش يتكلم ولا يقول، وعلشان كده التغيير او العز او الخير اللى بيظهر عليه بالنسبة للناس اللى متعرفش الحقيقة فهو لازم يكون له سبب مقنع بالنسبالهم، ملاقوش غير حكاية الاثار دي هي اللى يصدقوها، وهنا قولتلها:
– طيب تعالي اخليكي تتفرجي على الاوضة اللى هتباتو فيها، يمكن متعجبكيش.
قامت معايا بحماس وهي بتقولي:
– هو حد يطول؟
استأذنت ابويا وامي وهي استأذنت جوزها وطلعت اوريلها الاوضة بحجة انها لو محتاجة تتنضف قبل ما يناموا فيها، وفعلا كلهم وافقوا بس امي قالتلي:
– اوعي يا شامية تتعبي نفسك ولا تعملي حاجة، لو نادية مش هتقدر تعمل لواحدها خليها تيجي تقولي ابعت معاها هانم.
ضحكت لأمي وقولتلها:
– حاضر، متقلقيش مش هعمل حاجة.
طلعت انا ونادية الاوضة اللى على السطح بعد ما استأذنت من اسماعيل اللى وافق وهو متضايق بس علشان ميزعلنيش، اول ما دخلنا الاوضة كنت من عدم راحتى عمالة اردد اسم الله، واول ما فتحنا النور لقيتها زعقت و قالتلي:
– كفاااااية بقى، كفااااية.
استغربت وقولتلها:
– هو ايه اللى كفاية؟ انتي بتزعقي كده ليه؟ لا حول ولا قوة الا بالله.
برقت وقالت بغضب تاني:
– بقولك كفاية، انتي ايه مش بتفهمي؟
اتضايقت من تطاولها عليا وقولتلها:
– انتي بتتكلمي معايا كده ازاي؟ وبعدين هو ايه اللى كفاية؟ هو انا جيت جنبك.
بقيت بتلف فى الاوضة وكلها غضب وقالتلي:
– لاء…فوق السطح لاء، انا عايزة اوضة من اللى تحت، عايزة حاجة فى الارضي، واسكتي بقى وبطلي اللى بتقوليه ده.
مكنتش فاهماها كويس، لكن لقيت نفسي بقول:
– اعوذ بالله من الشيط….
صرخت فيا وعنيها اتحولت لسواد خفى كل البياض اللى فيها، وشفايفها اتقلبت لتحت بطريقة ترعب خلتني هموت واصرخ لكن مش قادرة، وقالتلي بصوت هزني:
– هأذيكي، لو مش هتسكتي هأذيكي، وانا مش جاية علشانك، انا جاية للي تحت الارض، وصليني ليه بدل ما ادفنك هنا.
على قد ما قلبي كان قايد نار من الرعب والخوف والذهول، الا اني حاولت ابان جامدة ومش خايفة، قولتلها وانا بحاول مبصش فى عنيها المرعبة:
– انتي مين؟ جاية هنا ليه؟
قالتلي اخر رد كان ممكن اسمعه:
– انا ميمووونة…انا اللى جاية علشان انهي على البيت ده باللي فيه، ساعديني والا هخليكي تتمني الموت ومتعرفيش توصليله، زمن واحنا مستنيين المفتاح للملكة واخيرا وصلناله، ساعديني والا….
قاطعتها:
– ميمونة؟! وتنهي على البيت؟ ليه؟ انتي ايه حكايتك؟
ضحكت بطريقة تخوف وقالتلي:
– انتي من سلالة انور، يعني فاهمة انا اكون مين، ولأن انتي المفتاح اللى جه من بعده فالمرة دي هنوصل للي احنا عايزينه، اللى حصل زمان مش هيتكرر تاني.
رديت ولأخر لحظة بحاول اقنع نفسي انه وارد يكون اللى فى بالي غلط:
– انتي شيطان؟
ضحكت بصوت مخيف وهي بتنزل مادة لزجة من بوئها لونها اسود رعبتني من جوايا اكتر وقالتلي:
– لسه دور الشيطان مجاش، انا بنت الشيطان، انا بنت ابليس العظيم، واخيرا وصلت للمفتاح اللى هيفتح البوابة اللى كانت مقفولة من سنين طويلة، هتفتحيلنا البوابة اللى هنوصل من طريقها لعشيرة المذهب، رسالتكم لازم يكون لها نهاية.
من جوايا بتنفض من الخوف، لكن انا لازم اكون اقوى منها:
– وانتي فاكرة انك انتي او ابليس نفسه ممكن تهزمونا؟ ممكن توصلوا بالشر بتاعكم لعالم مفيش فيه غير الخير؟
رديت وقالتلي بغضب:
– انا دخلت للبيت، ودى اول خطوة، ووصلت للمفتاح، ودى الخطوة المهمة، الخطوة الاهم هي انك تفتحي البوابة يا فيروزة، مش هطلع من هنا قبل ما نوصل للي احنا عايزينه.
جه فى بالي علي جوزها، معقول يكون اصلان جاسوس؟ معقول يكون شيطان من جواه؟ معقول قادر يخدع الملك مذهب؟
سألتها:
– وجوزك…علي… ولا شيطان زيك وبيمثل على ابويا؟
ضحكت وقالت بغضب:
– هتكوني اخبث من بنت الشيطان يا فيروزة؟ متنسيش انتي بشر، انسان…والانسان ضعيف، اضعف من انه يكون خبيث…
قاطعتها وانا بقول:
– ومين قال اني اتمنى اكون خبيثة؟ انا مبسوطة اني انسانة، مبسوطة اني معنديش اي عيب مربوط بالشيطان واتباعه، لكن انا عايزة اعرف انتي استخدمتي البشر فى انك تستغلينا ولا عندكم القدرة على الاقناع لدرجة ان ابويا يصعب عليه جوزك؟
ضحكت وهي قاصدة تستهزأ بيا:
– انا عارفة انتي عايزة توصلي لأيه، وجود اصلان معايا ولع قلبك من الغيرة، حبك له خلاكي مش قابلة تشوفيه قدامك مع واحدة تانية.
هنا بقى كانت الجملة اللى هديت حيلي فعلا ولقيت نفسي بقولها:
– اصلان؟! اصلان من اتباعكم؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين عالمين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى