Uncategorized

رواية عشق الأدم الحلقة الثالثة 3 بقلم حنان قواريق

 رواية عشق الأدم الحلقة الثالثة 3 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة الثالثة 3 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة الثالثة 3 بقلم حنان قواريق

اصطفت سيارة الأجرة أمام ذلك القصر الذي شهقت تلك التي ترجلت من السيارة وهو تمعن النظر بجمال وحداثة تشييد ذلك القصر الذي يخطف عقول كل من ينظر له بسبب جماله الملفت للأنظار وخاصة تلك الورود الأرجوانية التي تتسلق جدران القصر مشكله تحفة فنية بما للكلمة من معنى ، ناولت السائق بعض النقود وهو يخرج لها حقيبتها من قفص السيارة الذي أبتسم لها بهدوء وهو يودعها  منطلقا الى عمله من جديد .. في حين وقفت هي تمسك نفسها بقوة حتى تكون مستعده لذلك اللقاء مع خالتها التي لم يسبق لها أن رأتها من قبل إلا من خلال صورة صغيرة تحتفظ بها والدتها للذكرى ..

سارت بخطوات بطيئة وهي تعبر من تلك البوابة الكبيرة التي كانت لحسن حظها مفتوحه على وسعها

لتدخل إلى الداخل وتقابل بعينيها جنة جميلة متشكله من زهور بمختلف الألوان والأشكال ، وما جذب أنظاارها أيضا شجرة الياسمين الكبيرة التي كانت رائحتها المعطرة تفوح في أرجاء المكان لتصل تلك الرائحة مداعبه أنفها الصغير برقه ..

تقدمت أكثر حتى وصلت أمام إحدى صفوف الورد الجوري الجميلة التي كانت تتراقص مع نسمات الهواء الناعمه ، أحنت جذعها قليلا لينسال شعرها الناري معها أيضا وهي تلتقط إحدى الوردات التي كانت على وشك السقوط لتقربها من أنفها تستنشق عبيرها الفواح بكل براءة ..

رفعت جذعها قليلا وهي تسلط أنظارها على باب القصر الكبير لتعود وتجر حقيبتها خلفها وتسير بطوات مرتبكه وهي تزفر بقوة من القادم ..

رفعت يدها اليمنى تضغط على جرس القصر ، مرت عليها ثواني كأنها ساعات طويلة قبل أن ترى تلك البوابة تفتح وتظهر منها احدى خادمات القصر التي أخذت تنظر لها بانبهار من جمالها ذلك ..

أخفضت رأسها خجلا وهي تهرب من عيني تلك الخادمة التي أخذت تتفرسها بقوة وتعجب ..

تنحنحت هي تكسر ذلك الصمت  وهي ترسم ابتسامة عفوية على وجهها الأبيض قائلة :

” احم ، لو سمحتي مش ده قصر جمال الزهرواي ؟”

اومأت الخادمة برأسها بايجاب وهي ما زالت غير قادرة عن ازاحة عينيها عن كتلة الجمال التي تقف أمامها ..

تنحنحت تلك التي تمنت أن تعود حالا الى ايطاليا من ذلك الموقف التي تقف به الآن لتهتف من جديد قائلة :

” لو سمحتي ممكن أشوف صفيه هانم ؟..”

نظرت لها الخادمة خجلا ومن ثم أزاحت جسدها تفسح لتلك الجميلة بالمرور للداخل وهي تهتف :

” أنا أسفه ، اتفضلي هنا على الصاله … “

اومأت لها بابتسامة وهي تحمد ربها بأن تلك الخادمة قد أدخلتها وإلا كانت ستسقط من كثرة التوتر والقلق ..

جلست على أقرب مقعد أمامها وهي تضع حقيبتها بجانبها ، لتبدأ بتأمل جمال القصر من الداخل الذي لا يقل جمالا عن خارجه ..

لحظات ورأت سيده في العقد الخامس من عمرها تتقدم ناحيتها بحذر وهي تهتف بابتسامتها المعهوده :

” أنا صفيه هانم يا بنتي ، خير ؟ “

وقفت على قدميها بتوتر وهي تتقدم من تلك المرأة قائلة بخجل وتوتر بعض الشيء :

” أنا عشق يا خالتو ، بنت اختك صفاء … !! “

****************************

صفعه تبعتها أخرى لتتبعها ضربة قوية أسفل معدتها لتترنح وتسقط أرضا غير قادرة على الحركة نتيجة الضرب العنيف التي تعرضت له من بين يدي زوجها التي انعدمت الانسانية من قلبه وقد أعماه شيطانه عندما علم بأن حبيبته هربت من المنزل ، لينهال على والدتها بالضرب المبرح غير مكترث بأنينها تارة وصراخها الذي يدمي القلب تارة أخرى ..

امسكها من شعرها الأشقر مقربا إياها من وجه ليهتف بصراخ عنيف :

” وديتي البت فين يا صفاء ؟ انطققي ؟… “

أخذت تتألم بقوة نتيجة امساكه إياها بتلك الطريقه ولكن لا لن تنطق بحرف واحد عن مكان ابنتها لذلك الذي انعدم الحياء من عقله تماما ..

بصقت قطرات الدماء التي تسربت داخل فمها بوجه ذلك الكريه ليستشيط غضبا ويبدأ بضربها كالمجنون في كافة أنحاء جسدها حتى سقطت بين يديه خائرة القوى ..

نفثها من بين يديه بتقزز وهو يلعنها في سره ، ويبدأ بالتفكير بالمكان الذي يمكن أن تكون قد هربت إليه جميلته التي كانت كالسهل الممتنع بين يديه ، لقد عشقها حد النخاع منذ أن رأها وعشق كل تفصيله فيها ولكن هي صدته أكثر من مرة بقوة ليبدأ بالتقرب من والدتها ينهال عليها بكلمات الحب المعسولة حتى وقعت بشباكه وتزوجها على الرغم من أنها تصغره بعشر سنوات ولكنه أقنع نفسه بأن الوصول لوالدتها يعني الوصول إليها أيضا ، ولكن كان مخطئا فقد واجه منها جدار صلب لا يلين أمام تلميحاته وغزله الدائم لها ، ليقوده شيطانه للفعلة الشنعاء التي قام بها منذ عدة أيام …

تراجع للخلف وهو يجلس على إحدى المقاعد الخشبية ينظر لزوجته بحقد وهو يهمس لها غير مكترث بأنها قد فقدت وعيها قائلا :

” مش هتموتي قبل ما أعرف مكان عشق

يا صفاء … “

*************************

تنفس بعمق وهو يحاول فض تلك الذكريات من رأسه عندما توجه ناحية سيارته بخطوات متثاقله وهو يضع يديه في جيوب بنطاله الكحلي الذي صمم خصيصا ليكون على مقاسه ذلك ..

رفع رأسه ليرى جوز عيون زرقاء تطالعه بنظرات لعوبه وجسد رياضي يسد عليه طريقه ناحية سيارته السوداء ، دقق النظر جيدا وهو يؤكد لنفسه بأن الذي يراه حقيقه وليس حلما ..

في حين صدحت ضحكه لعوبه من ذلك الشخص الذي يقف يكتف يديه أمام صدره بغرور قائلا بمرح :

”  شفت عفريت يا أدم ؟… “

شقت ابتسامة واسعه ثغر أدم متناسيا كل ذكرياته التي تعصف برأسه ليتقدم بخطوات مستعجله بعض الشيء وهو يمد ذراعيه قائلا بصدمه ممزوجة بفرحة حقيقية :

” مش ممكن ، كتلة الشعر الاحمر واقف قدامي دلوقتي ؟… “

بادله صديقه الحضن بكل رحابة صدر واشتياق شديد ليهتف له بغضب مصطنع :

” كتلة الشعر !! أنت منسيتش اللقب دي يا أدم ولا ايه … “

شدد من احتضان صديقه وكأن الله بعثه في تلك اللحظات حتى ينسيه ماضيا ألمه بشده ليهتف بسعادة باديه على وجهه :

” جيت امتا يا “أيهم” ؟ وبعدين انت عرفت مكاني ازاااي ؟… “

غمز له صديقه أيهم قائلا بغرور :

” أنا أيهم يا بني وعارف ان المكان ده لو حد ضيعك هيلاقيك هنا ، وبعدين أنا اتصلت بالبيت عندكم وامك قالتلي انك طلعت من بدري … “

سار بخطوات بعيدة مبتعدا عنه وهو يوليه ظهره وينظر أمامه بشرود قائلا :

” كلهم نفس بعض يا أيهم ، خايينين ، بيستغلوك واخر حاجه بيختفو من حياتك بعد ما يحققو هدفهم … “

تقدم ناحية صديقه ليقف بجانبه قائلا بجديه :

” غلطان يا أدم ، مش كل البنات نفس الحاجه ، مش معنى إلي عملته عبير معاك تظلم كل البنات بسببها … “

سكت فجأة وهو يتذكر تلك الفتاة الرقيقة التي كانت تجلس بجانبه في الطائرة لترتسم على ثغره إبتسامة صغيرة دغدغت خلايا قلبه …

زفر بقوة وهو يطالع صديقه الذي لا يكف عن ذكر تلك الحرباء التي كانت زوجته في يوم من الأيام ليهتف بضجر :

”  ممكن نقفل الموضوع ده ؟ ويلا على البيت علشان الست صفيه بس تشوفك مش هتسيبك غير وهي عامله معاك تحقيق جذري عن سبب رجوعك هنا تاني … “

أبتسم بسعادة وهو يتوجه برفقة صديقه لركوب السيارة والتوجه معا ناحية القصر الذي كانت تنتظرهم مفاجأة كبيرة …

**************************

نزل درجات السلالم وهم يدندن ببعض كلمات الأغاني بصوت مرتفع ويقفز كل درجتين مع بعضهما كأن أحدهم يلاحقه بقوة ، وجد والدته تجلس مع فتاة معطيه اياه ظهرها ليهتف بحرج من حركاته التي لا يقف عن ممارستها قائلا :

” ماما انا هخرج أشوف واحد صاحبي وبعد كده هروح النادي شويه … “

توقف عن الكلام حينما وجد تلك الفتاة تدير رأسها ناحيته تطالعه ببراءة ويبدو عليها الخجل الشديد

تسمر مكانه من الصدمه وهو يرى كتلة الجمال التي لم ترى عينيه أجمل منها في حياته على الرغم من أنه رأى فتياتات على عدد الشعر برأسه ..

وبدون وعي منه هتف :

” تبارك الرحمن فيما خلق وأبدع … “

صدحت ضحكات والدته وهي ترى وجه ابنها الذي تغير مجرد ما رأى تلك الجميلة أمامه فهي أيضا لم تكن أفضل حالا منه عندما عرفت هويتها بأنها ابنة شقيقتها الأصغر صفاء التي تقطن بأحد المدن الأوروبية منذ زمن بعيد ..

هتفت والدته وهي تقرب عشق من أحضانها :

” دي عشق يا أحمد بنت خالتك صفاء … “

وكأن قدماه هي التي تقوده ليجلس على مقعد بجانبها يطالعها بنظرات بلهاء قائلا :

” هو في كده يا ماما … “

أخفضت عشق رأسها خجلا من جديد بسبب كلماته تلك في حين نظرت له والدته بغضب بعض الشيء قائله :

” ما تتلم يا أحمد ، ايه قلة الأدب دي .. “

وكأنه لم يكن يستمع إليها ليوجه حديثه إلى تلك التي أصبح وجهها أحمر كلون شعرها قائلا ببلاهه أكبر :

” هو انتي طالعة من رواية ايه … ؟ “

ضحكه صغيرة أطلقتها رغما عنها وهي تراه على تلك الحالة في حين نظرت والدته قائله بعتاب :

” لا حول ولا قوة إلا بالله ، ده الولد تجنن ، ما تروح تشوف صاحبك يخويا …. “

وعلى نفس حالته تلك أجابها :

” يولع صاحبي على النادي على العالم ده كله ، انا عايز اقعد معاكي يا ست الكل … “

تأففت والدته وهي ترى بأن الكلام غير مجديا معه أبدا لتوجه كلامها لتلك الحمراء قائلة :

” تعالي معايا يا حبيبتي هوديكي أوضتك علشان ترتاحي شوية قبل الغداء “

اومأت لخالتها بخجل وهي تتبعها باستحياء

في حين بقي أحمد يطالعها كالأبله وهو يقسم بنفسه بأنه لم يرى فتاة أجمل منها …

لحظات ورأى شقيقه يدلف للداخل برفقة أحد ما ليهب من مكانه مستعدا لتلك المواجهه مع شقيقه ….

يتبع..

لقراءة الحلقة الرابعة : اضغط هنا 

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 

نرشح لك أيضاً رواية أحببت قاسياً للكاتبة دعاء فرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى