Uncategorized

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دعاء الكروان

 رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دعاء الكروان

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دعاء الكروان

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دعاء الكروان

فى شركة على الرفاعى… 
يجلس بمقعده يعمل بحماسة زائدة، حتى أنه تساهل فى بعض الصفقات و إبرام العقود على غير عادته، كنوع من أنواع الإحتفال بالنصر العزيز. 
أنهى بعض الأعمال العالقة، و من ثم استدعى ذراعه الأيمن وائل لكى يخططا سويا لاحتفال حقيقى، يشعر فيه على بلذة النصر على غريمه المعتاد. 
طرق وائل الباب فاذن له بالدخول، و تقدم من مكتبه حتى جلس بالمقعد المقابل له مردفا بترقب: 
خير يا باشا… حضرتك عايزنى ف إيه؟! 
رسم على وجهه السمج إبتسامة منتشية مردفا بحماس: 
عايزك تظبطلى سهرة محترمة كدا، علشان نفسى مفتوحة أوى للسهر و عايز أحس بحلاوة الفخ اللى عملته لسى يوسف. 
ضحك الآخر بشماته مردفا بنبرة لعوب: 
أيوة بقى يا باشا… من زمان مسهرناش و لا فرفشنا كدا زى أيام الشقاوة. 
زم شفتيه بضيق مردفا بضجر: 
كان سادد نفسى ابن أحمد سليمان، ماكنش ليا مزاج أسهر و أروق و هو ماسك عليا ذلة..
انفرجت شفتاه بابتسامة سمجة كوجهه و هو يقول: 
بس من النهاردة هسهر و أفرفش و هخربها ياض يا وائل… بس أهم حاجة أوعى حد يحس بينا، و جهزلى العربية التانية بتاعت الخروجات الخاصة و الذى منه…آه مانا لازم أحرص، بدل ما حد من المنافسين بتوع الانتخابات يشوف عربيتى الأصلية راكنة قدام كباريه، و لا تحت عمارة من اياهم و يشتغل لنا ف الأزرق بقى و أنا مش ناقص…أنا ماصدقت خلصت من الزفت يوسف.
اومأ له بحماسة:
أوامرك يا باشا ياللى دماغك دى توزن بلد…بس انت كدا متأكد إن يوسف دا بعد عننا خلاص.
أجابه بثقة و غرور:
هو بعد اللى عملته معاه دا هيقدر يفتح بوقه معايا؟!… هو أى نعم هددنى و قال كلام كبير أوى، بس كل الكلام دا ف الفاضى…هيخاف يعمل أى حركة كدا و لا كدا لأنشرله الصور و الفيديوهات..يوسف بقى شرفه فى ايدى و الناس اللى زى يوسف و عيلته بيخافو على شرفهم أكتر من نفسهم و بيحافظو عليه.
سأله بترقب و هو يميل برأسه ناحيته:
يعنى احنا دلوقتى ف أمان يا باشا؟!
رسم على وجهه إبتسامة واثقة مومئا بغرور و هو يدور بكرسيه يمينا و يسارا:
أمان الأمان ياض يا وائل.
ابتسم الآخر بسعادة بالغة مصفقا بيديه:
بااااشا و هتفضل طول عمرك باشا.
ثم استرسل بحماسة:
هطير أنا بقى أوصل الواد راضى أخليه يظبط الدنيا ف الكباريه لاستقبال الباشا على الرفاعى فى ليلة من ليالى ألف ليلة و ليلة.
ضحك على بملئ فمه على طريقة رجله الساذج و قال له:
طاب يلا متتأخرش.
وائل:
هوا يا باشا.
فى فيلا راشد سليمان….
بعدما انتهى من إطعامها، و نحى باقى الطعام جانبا، طرقت على كتفه طرقة خفيفة فالتفت لها فى الحال يرمقها باستفهام، فراحت تشير بيدها على كفها و كأنها تكتب، ففهم يوسف أنها تريد ورقة لتكتب له ما تريد إخباره به، فنهض و سار باتجاه غرفته، و عاد لها بعد دقائق معدودة و فى يده دفتر صغير و قلم، فناولها إياهما و بدأت تكتب…..
أعطته الدفتر فقرأ ما كتبت:
” أنا خايفة على ينشر الصور و الفيديو…لو عمل كدا أنا هموت نفسى “
رفع رأسه لها يقول بلهفة:
بعيد الشر عنك يا حبيبتى…متخافيش يا زينة طول ما أنا معاكى…مش هديله فرصة يعمل كدا..هو بس كان عايز يبتذنى علشان مهددهوش كل شوية بالفيديو اللى معايا و يكون هو اللى ماسك عليا ذلة علشان يرضى غروره…صدقينى يا حبيبتى هقتله قبل ما يعملها.
هزت رأسها بالنفى و علامات القلق قد احتلت ملامحها و هى تشدد من قبضة يديها على ذراعه، فقال لها مبتسما:
خايفة عليا؟!
هزت رأسها بالأيجاب عدة مرات بتأكيد و أسرعت بمسك القلم تكتب:
” ابعد عنه و خلاص و هو أكيد مش هيعمل حاجة طالما انت سايبه ف حاله”
قرأ ما كتبت، فأجابها برفض قاطع:
لأ يا زينة…أنا مش جبان زيه و مش هخاف منه و أنا هعرف أخدلك حقك منه و ف أسرع وقت كمان…ان شاء الله مش هيلحق يفرح و يتهنى باللى عمله.
هزت رأسها بيأس، فقبل جبينها بحب و أخذ كفيها بين كفيه مردفا بنبرة واثقة:
أنا عايزك بس تتفرجى على اللى هعمله فيه، أنا هدمره و هخليه يشحت دا ان ماجتلوش جلطة و راح ف مصيبة تاخده.
رمقته بفخر و اعجاب بثقته بنفسه و باصراره على عدم ترك حقها يذهب سدى.
مسد على شعرها بحنان مردفا بحب:
أنا مضطر أسيبك دلوقتى علشان ورايا كام حاجة كدا مهمة عايز أعملها و بعدين هرجعلك تانى…تمام؟!
أومأت بابتسامة فبادلها إياها و نهض من جانبها و هو يقول:
هنزل أبعتلك سهيلة تقعد معاكى…سلام يا حبيبتى
انحنى بمستواها و طبع قبلة سريعة على وجنتها فابتسمت بخجل و تركها و انصرف. 
نزل إلى بهو الفيلا و أخبر سهيلة بأن تصعد لها حتى لا تتركها للأحزان و التفكير فى تلك الذكرى الأليمة، فاستجابت له برحابة و سعة صدر و صعدت لغرفتها فى الحال، بينما هو اتجه إلى غرفة المكتب و أغلق الباب و جلس خلف المكتب يجرى اتصالا فأتاه صوت الطرف الآخر، فأجاب بجدية:
أيوة يا هشام…عايزك تجيلى الفيلا حالا…لا مش مهم الشركة دلوقتى..أنا عايزك فى موضوع مهم…ظبط انت الدنيا و تمم على الأمن كويس و تعالى…متتأخرش ف انتظارك.
أغلق الهاتف و زاغ بعينيه فى الفراغ يفكر بتركيز شديد فيما سوف يفعله بعلى الرفاعى و بطرق سليمة تغنيه عن المسائلات القانونية، ليضربه الضربة القاضية دون أن يمسه و أهله مكروها أو سوء.
بعد مرور ساعة من الإنتظار أتاه هشام و هو مدير أمن شركاته الذى فكر فى الإستعانة به باعتباره ضابط سابق متقاعد برتبة رائد، و الذى يمتلك خبرة فى المسالك التى يمكن أن يسلكها للقضاء على على الرفاعى بالطرق القانونية، كما أن له علاقات متعددة مع زملائه الضباط، الأمر الذى سيسهل له مخططه.
رحب به بحرارة و جلسا سويا على أريكة الغرفة، أدار يوسف دفة الحديث مردفا بجدية:
عايزك فى موضوع مهم اوى و عايز منك تركيز من نار.
أومأ مجيبا:
اتفضل قول اللى عندك يا يوسف و أنا كلى آذان صاغية.
استرسل بتركيز:
انت عارف طبعا إن زينة كانت مخطوفة، و اللى خطفها يبقى على الرفاعى، و خطفها علشان يصورها بوضعيات مخجلة علشان يبتذنى، و أنا عايز أؤدبه على اللى عمله بطريقة قانونية…فأنا عرفت أنه بيسهر ف النايت كلابز و الشقق المشبوهة و له فى الحرام، و ناوى يترشح لانتخابات مجلس الشعب فعشان كدا عايز أعمل حاجتين:
أول حاجة عايز أتهمه بخطف زينة و تصويرها لابتذاذى بيها و أسجله مكالمات باعترافه بكدا و انت عارف طبعا ان الموضوع دا عايز أمر من النيابة بالتسجيل علشان أقدر أدينه باللى عمله و معايا كمان تسجيل للكاميرات الخارجية المتثبتة على الفيلا من برا فيها تسجيل للعربية اللى بعتها و صورة السواق ظاهرة فيها، لو قدرنا نجيبه و نقرره هتبقى نقطة ف صالحنا دا غير إن زينة طبعا هتتعرف عليه بسهولة.
رد هشام بعملية:
النقطة دى سهلة و أنا ليا علاقاتى و إن شاء الله هقدر أجيبلك تصريح بالتسجيل.
استرسل يوسف بحماس:
تمام…تمام.
الحاجة التانية بقى…عايز حد كويس من رجالتك يكون ثقة يراقب كل تحركاته و أى حركة مريبة أو مش تمام يسجلها أو يصورها و تبقى دليل إدانة ليه و كمان تبقى نقطة سودة ف تاريخة، و بكدا هيطلع من الانتخابات بفضيحة، و مش بعيد أسهم شركته تسجل هبوط فى البورصة بسبب سوء سمعته طبعا، و بالطريقة دى هيخسر و يفلس و يروح فى داهية…و بكدا أكون حققت انتقامى منه و أخدت لزينة حقها.
أهم حاجة مش عايزه يحس إنه متراقب أو بيتصور أو بيتسجله علشان ميعملش حركة ندالة و ينشر الحاجة اللى معاه…اللى زى دا الخسة و الندالة بيجرو ف دمه و مستعد يعمل أى حاجة عشان يطعنى ف شرفى، ان شالله حتى يخسر كل حاجة بس المهم ما انتصرش عليه.
أومأ هشام بتأكيد مربتا على فخذ يوسف قائلا:
متقلقش يا يوسف…كل حاجة هتمشى زى ما انت عايز و أحسن كمان.
تنهد براحة قائلا:
ان شاء الله يا هشام…عايزك تبدأ مراقبته من دلوقتى…الساعة دلوقتى ١١، يعنى أكيد فى شركته دلوقتى، و تبلغنى بكل تحركاته أول بأول…تمام؟!
هشام:
تمام يا يوسف…أستأذن أنا بقى علشان أشوف راجل كويس من الرجالة يبدأ المراقبة و بعد كدا هروح النيابة أنفذ اللى اتفقنا عليه.
ابتسم بمجاملة و ربت على ظهره بتحفيز:
هستنى أسمع أخبار حلوة منك…بالتوفيق…مع السلامة.
غادر هشام إلى وجهته، بينما يوسف تنهد بارتياح و أخذ يدعو الله أن يوفقه فى مخططه للإيقاع بعلى فى شر أعماله.
فى غرفة زينة….
دلفت سهيلة الغرفة و على وجهها ابتسامة واسعة فقابلتها زينة بملامح واجمة، قلقت سهيلة لمظهرها الحزين، فجلست بجانبها تسألها بترقب:
مالك يا زينة؟!…شكلك زعلانة…هو يوسف زعلك تانى؟!
هزت رأسها بنفى و أمسكت القلم تكتب:
“خايفة أوى على يوسف…خايفة الحيوان اللى اسمه على دا يأذيه…أقنعته كتير يبعد عنه بس هو مصمم يردله اللى عمله فيا”
قرأت سهيلة ما كتبت، ثم أجابتها بإقناع:
يوسف معاه حق يا زينة و صاحب الحق ميتخافش عليه، و ان شاء الله ربنا هيوفقه ف اللى هيعمله، لأن على دا ظالم و ربنا مبيرضاش بالظلم…و بعدين يوسف هيعيش ازاى و لا هيبص ف وشك ازاى و هو عارف إنه سايب شرفه ف ايد كلب زى دا ممكن يغدر بيه ف أى لحظة و بدون سابق انذار….لا..اللى يوسف بيعمله هو الصح.
أومأت زينة باستسلام و مازال القلق يحتل جوارحها و الخوف عليه يأخذ منها مأخذه دون رحمة بها أو شفقة.
استرسلت سهيلة مغيرة مجرى الحديث:
ايه رأيك يا قمر تيجى معايا بنها تغيرى جو شوية…و كمان علشان آخد بالى منك..كلها كام يوم و الأجازة اللى أخدتها من الشغل تخلص و هضطر أسيبك و أمشى…فانتى زى الشطورة كدا تيجى معايا أحسن.
لوت فمها و هزت كتفيها لأعلى إشارة لترددها فكتبت:
قولى ليوسف و بابا الأول.
ردت عليها سهيلة بمرح:
لااا…يوسف و بابا دول سيبهوملى..اهم حاجة تكونى انتى موافقة.
ابتسمت و أومأت بموافقة. 
ابتسمت سهيلة بسعادة و أجابتها بحماسة: 
تمام اوى… كدا نبقى متفقين 
لأ…لأ يا سهيلة زينة مش متحركة من قدام عينى.
هدر بتلك العبارة برفض قاطع عندما أخبرته بما اتفقت عليه مع زينة، فراحت ترجوه باصرار:
بالله عليك يا يوسف سيبها تيجى معايا تغير جو يمكن نفسيتها تتحسن، و بعدين يا أخى هى موافقة…مابلاش التحكمات دى بقى.
قالت عبارتها الأخيرة بحدة و عصبية.
رمقها الآخر بغضب و احتدت نبرته قائلا:
يا غبية دى مش تحكمات..دا من خوفى عليها…أنا مش هسيبها تغيب عن عينى تانى، كفاية اللى حصل.
سكتت لبرهة تفكر بحيلة لإقناعه، و ما إن وصلت لها هتفت باقناع:
يوسف أنا عايزة أعرضها على الدكتور النفسى اللى أنا متابعة معاه علشان يشوفلها حل ف موضوع فقدان النطق دا و كمان تمشى على أدوية للإكتئاب بدل ما حالتها تسوء أكتر.
أجابها بحزم:
هشوفلها دكتور هنا.
اصتكت فكيها بغيظ ثم أردفت:
يا فصيح عصرك و زمانك هتبقى مرتاحة أكتر لما تروح مع بنت زيها، انت كدا هتقيدها و هتعقدها أكتر.
تأفف بضجر ثم قال بعصبية:
و بعدين معاكى بقى يا سهيلة…يا بنتى أنا اللى مش هكون مرتاح و هى بعيدة عنى.
أجابته بمرح:
خلاص..تاهت و لقيناها…ابقى يا سيدى تعالى شوفها كل يوم و لو عايز تبات كمان بات و روح الصبح على الشركة علطول.
سكت يوسف شاردا فى الفراغ، فقد بدأ يقتنع بعرضها، فهز كتفيه لأعلى باستسلام مردفا:
ان كان كدا ماشى.
ابتسمت بسعادة قائلة:
كدا تمام..و طالما انت وافقت أكيد بابا مش هيرفض…اممم..أنا هرجع الشغل السبت الجاى، ايه رأيك توصلنا الجمعة؟!
أومأ مجيبا:
ماشى..يكون أحسن بردو عشان أجازة و كدا.
صفقت بسعادة:
تمام..اتفقنا.
فى مساء نفس اليوم…
استقل على الرفاعى سيارته الاحتياطية التى خصصها لأغراضه المشبوهة حيث أنها مسجلة باسم شخص آخر و رخصة القيادة أيضا منسوبة لنفس الشخص، حتى يتثنى له التملص منها إن حدث و ادعى أحد منافسيه أنه يستخدمها لتلك الأغراض.
وصل إلى الملهى الليلى الذى امتلكه مؤخرا، و ركن السيارة بمرفأ الملهى و من ثم ولج بكل كبرياء الى الداخل فاستقبله راضى و وائل بحرارة و أوصلاه إلى الركن الخاص به و المجهز على أعلى مستوى، كان فى ذلك الحين يراقبه أحد رجال الرائد هشام و الذى يدعى مصطفى متخفيا بحلة رسمية و كأنه أحد الزبائن الأثرياء، و مثبت بإحدى أذنيه سماعة بلوتوث يتحدث من خلالها إلى يوسف، تتبعه الى الداخل دون أن يشعر، و انتقى أقرب طاولة قريبة من ركنه الخاص حتى يتثنى له التصوير او التسجيل أيهما أسهل.
جلس على بالمقعد مسترخيا براحة و يحتسى ما حرم الله من الخمور، و بعد قليل أتت له فتاتان بملابس خليعة، أجلس إحداهن على يمينه و الأخرى على يساره و راح يفترسهما بعينى ذئب متحفز للهجوم على فريسته، و يداعبهما بين الحين و الآخر.
كان أمر التصوير عسير على مصطفى، فاتصل بيوسف و أخبره بذلك فقال له يوسف:
حاول يا مصطفى على قد ما تقدر…لو معرفتش تصور أو تسجل، حاول تسمع أى حاجة من اللى بيتكلم فيها، يمكن تنفعنا أو تكون طرف خيط يوصلنا لأى حاجة نضربه منها.
مصطفى:
تمام يا باشا…ربنا يستر…دا لو حد حس بيا مش هطلع من هنا سليم.
يوسف:
انت خايف و لا ايه؟!…دا هشام بيه بيقول انك من أشجع و أذكى رجالته.
مصطفى:
أنا مش خايف منهم طبعا يا يوسف بيه، بس دول شكلهم واخدين احتياطاتهم كويس، و مش سهل أبدا إختراقهم…بس متقلقش بعون الله مفيش حاجة تصعب على مصطفى المدقدق.
يوسف:
أيوة كدا..عايزك واثق من نفسك و من قدراتك…يلا يا بطل و رينا همتك.
مصطفى:
حاضر…سلام.
اقترب مصطفى من الركن المقصود و لحسن حظه وجود ستارة معتمة معلقة بطول الجدار الموجود به ركن على و فتياته، فاختبأ سريعا بالقرب منه دون أن يلحظه أحد و فتح برنامج التسجيل بهاتفه و بدأ يسترق السمع و يسجل فى آن واحد عله يخرج بمعلومة مفيدة تدين ذلك الوغد.
فى تلك الأثناء، كان راضى يصب لعلى الخمر فى كأسه و يناوله إياه، أخذه منه و هو يقول:
ايراد الشهر اللى فات مش عاجبنى خالص يا راضى.
ازدرى راضى لعابه بصعوبة و هو يقول بارتباك:
ليه بس يا باشا…دا أنا مورد الفلوس بنفسى و مش ناقصين كتير يعنى عن الشهر اللى قبله.
رمقه بمكر مردفا:
ماشى يا راضى هصدقك علشان بس مش عايز أطير الدماغ اللى عاملها، بس يكون ف علمك، مش معنى إنى  اشتريت الكباريه و كتبته باسمك، تفتكر إنه بتاعك و تقدر تسرق ف الإيراد براحتك….لا يا حبيبى أنا مش مختوم على قفايا…و بعدين مش كل شوية هفكرك بايصالات الأمانة اللى واخدها عليك، و اللى لو قدمتها للنيابة هتروح ف أبو نكلة.
جف حلقه من تهديده الصريح، و أجابه بخضوع و انكسار:
يا باشا أنا خدامك و اللى انت عايزه هعمله.
احتدت نبرته مردفا بانفعال:
الايراد يتورد كامل مينقصش مليم…فاهم؟!
أومأ و هو مطرق الرأس فى ذل و انكسار:
حاضر..حاضر يا باشا انت تؤمر.
ابتسم الآخر بشماته و غرور مردفا:
أيوة كدا تعجبنى…ناس متجيش غير بالعين الحمرا صحيح.
بينما مصطفى كان يستمع لذلك الحوار و يسجله بذهول و سعادة فى آن واحد، و بعد أن انتهى تسلل سريعا من خلف الستار قبل أن يلحظه أحد متجها للخارج، متحمسا لنجاح مهمته و متحفزا لإرسال التسجيل إلى رب عمله بأسرع ما يمكن.
وصل التسجيل ليوسف، فأسرع بتشغيله و استمع له بذهول و أخذ يسب و يلعن بذلك الشيطان لأفعاله الشنعاء، و لكنه شعر براحة كبيرة، فإقترابه من هدفه بات وشيكا للغاية.
مر يومان إلى أن أتى يوم الخميس المقرر به إقامة حفل خطبة يحيى و ديما.
كان يحيى يرتدى حلته الرسمية بغرفته و معه عمار يساعده، كان يزفر و يتأفف بين الحين و الآخر، تنتابه حالة من الضيق الشديد لعدم وجود عائلته بجانبه فى ذلك اليوم، يشعر أن دائما فرحته ناقصة.
لم يستطع إحكام رابطة عنقه من فرط عصبيته و توتره، فلاحظه عمار و أجزم أنه غاضب لذلك السبب، فأبعد يديه عن عنقه و هو يقول:
خلينى أساعدك بربط الكرافات.
أومأ دون رد، فاسترسل عمار بهدوء:
اهدى شوى يحيى…ديما إذا حست إنك هيك معصب و مانك فرحان رح تزعل كتير و يمكن رح تحس بالذنب كمان، و يمكن صفوت بيك يفكر إنك مو مبسوط بالخطبة او إنك مجبر على ها الشى.
أجابه بضيق بالغ:
غصب عنى يا عمار… مخنوق و فعلا مش مبسوط و حاسس إن فرحتى ناقصة.
رد عليه بعقلانية:
يا زلمة كلنا هون أهلك و بنحبك كتير…و بعدين ها الأشيا نصيب و هاى إرادة الله.
تنهد بعمق عله يستعيد هدوء أعصابه و أردف بهدوء و ثبات:
و نعم بالله…الحمد لله على كل حال.
رد عليه بابتسامة رضا:
هاى أحلى كلمة قولتا…يلا..يلا يا زلمة عروستك ناطرتك.
ابتسم له بامتنان و أخذه و خرجا من الشقة مستقلين سيارة والد ديما باتجاه المقهى المزين بعناية فائقة و غاية فى الجمال ليشهد على حفل طال انتظاره من قبل الحبيبين ديما و يحيى.
يتبع… 
لقراءة الفصل الخامس والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!