روايات

رواية اخ زوجي زوجي الفصل التاسع 9 بقلم سيلا

رواية اخ زوجي زوجي الفصل التاسع 9 بقلم سيلا

رواية اخ زوجي زوجي الجزء التاسع

رواية اخ زوجي زوجي البارت التاسع

رواية اخ زوجي زوجي الحلقة التاسعة

من اصعب الاشياء انك تنصت لقصة حزينة بطلها يكون نصفك الثاني الذي فقدته على غفلة.. ولكن ذاك البطل ليس مجرد اي بطل بل كان إنسانا بمعنى الكلمة. في عز ضعفه و قلة حيلته الجسدية. كان يفكر بمن معه حتى لا يحزن على مصابه أحد ويجعله يدخل معه دائرة عذابه.
هذا ماجرى لعدي بالضبط في عز مرضه لم يخبر محبوبته انه يعاني من مرض خبيث وتكبد العناء مع نفسه وهذا بعد ما إكتشفه بالصدفة بعد سقوطه وإغمائه في فترة عمله.. وعندما عاود له الدوار والغثيان قام بالفحوصات اللازمة. وتبين بعد ذلك انه يعاني من ورم سرطاني متقدم في الرئة..
في تلك الأثناء لم يجعلني عدي اشعر بما يجري له.. اتقن خفاء مرضه. بعدها كما اخبراني والداه. انه قرر ان يسافر إلى باريس. ربما يجد علاجا يؤخر في تقدم مرضه.. فاصطنع تلك الكذبة البيضاء حتى لا اعيق مايرمي إليه وخوفا علي من الصدمة كذلك.. ولكن للاسف سفره قضى على آماله. لم يطل العلاج واكتوى بنار البعد عن زوجته التي تتمنى ان تتنفس بأنفاسه وتحمل عنه كل ألامه حتى ولو كانت اخر ايامه.. كل ما كان يهمها انها تكون معه فقط واقفة في محنته وشدته يعبرا معا ذاك الشوط الإضافي في حياتهما. ولكن عدي قرر بدلا عني ان يكمل مشواره بمفرده. ظنا ان صدى الحزن والالم سيكون اقل. ولكن في الحقيقة قراره بالبعد وإخفاء مصابه جعله اضعافا مضاعفة من الالم والوجع الذي لايكاد ينتهي.
قال لي حماي ان عدي إشترط عليهم في اخر ايامه ان لا يخبروني بما يجري معه. حتى يهون خروج روحه بسلام دون ان يشعر بالضعف وخذلانه كما يعتقد بتركي بمفردي. كما اشترط ان يدفن تحت تربة وطنه.. وهم لبوا مراده.. وهذه هي ملخص سبب وفاة عدي في وقت قصير جدا.
وصلنا للمقبرة وكم كان قلبي يدق بسرعة وجسمي لا يكاد يطاوعني على الحركة. ولكن ما إن وصلت بالضبط إلى قبره وقرأت اللافتة اسمه واليوم الذي توفي فيه.. إنخارت قواي وانهرت بالكامل. ولم يستطع احد ان يوقف دموعي واهاتي حتى الجميع شاركني في ذلك. لان عائلة عدي مهما كان يظهر عليها الصبر والثبات إلا انها إنهارت هي ايضا امام قبر ولدهم العزيز… إحساس بشع ومر. كم هي النفس ضعيفة امام الموت.
♕♕♕♕♕♕♕♕
بعد مرور اربع سنوات
♕♕♕♕♕♕♕♕
_صابر تعال هنا يا شقي. والله اتعبتني وانا اركض وراءك.. حان موعد ذهابك للحضانة… سيوبخك والدك لانك لم تجهز نفسك بعد.
_دعيني مامي ألعب قليلا.. وبابي يحبني و لن يوبخني انت فقط تفتعلين الكلام.
_ماقصدك.. سأقطعك إربا إربا وارميك للقطط.. قصدك انني شريرة ووالدك هو الذي يحبك… تعال هنا.. خذ هذه.. ثم هذه.. ههه. تعال.. صااابر.
_مامي هههه كفى. كفى.. لاتدغدغيني.. هههه.. مااامييي.
ربما تكهن الجميع من يكون والد صابر بما ان والده الحقيقي توفي.. ولكن قبل ان اخبركم من هو؟ اريد ان اعلمكم كيف مرت الايام والشهور و….معي.
مرت السنين بسرعة حتى انني اصبحت لا أعد وراءها فبعد الذي مررت به من كل الإحباطات والإكتآبات والخيبات مع نفسي.. إستطعت في الاخير ان اتجاوزها ولكن ليس بمفردي. ففي الحقيقة لولا إحتواء قاسم وعائلته لفضلت ان انهي حياتي في الايام الاولى بعد اكتشافي المصيبة بدل ان أتكبد كل ذاك الوجع الذي لا يحتمل من الفقد والذكريات الملازمة لوسادتي وفي كل ركن من اركان منزلي.
في تلك الفترة إضطرا حمواي للعودة إلى ديارهما بباريس بسبب موعد الطبيب المختص في علاج عمي المنصور. فبعد تأجيله مرارا جعلت من عمي تسوء صحته مع الوقت.. لذلك إقترح الجميع امرا كان يصعب علي تخيله. او حتى الموافقة عليه!
طلبا مني حمواي ان أقترن بقاسم حتى اقوم بولادة حفيدهما على خير.. فهما لن يستطيعا تركي بمفردي دون رعاية. خاصة ان والدتي لن تكون معي طوال الوقت فهي لديها عائلة كذلك تحتاج إليها. وبالطبع لن استطيع بدوري ان اعيش في بيتنا السابق والسبب تعلمونه جميعا.
كان الإقتراح في البداية نزل علي كالصاعقة. فوصفتهم بالمجانين.. حتى كلمني قاسم على إنفراد ليوضح وجهة مايحصل.
انظري يابنت الحلال.. عدي قبل وفاته اوصاني كثيرا بك ان لا اجعلك تحتاجين إلى اي شيء حتى تقومين بإختيار حياة اخرى بعده.
انا لم اتخيل ان تتطور الامور لنصل لهذا الحل.. ولكن من اجل إبن اخي الذي لم يكن في الحسبان فلا احد سيهنأ منا لو تخلينا عنه وبالاحرى عنك . ونبرم لنعود هكذا إلى باريس كأنه لم يكن شيئا..
_ولكن هناك حلولا اخرى كثيرة. ليس فقط ان يكون بالزواج منك.. وانت ماذنبك حتى تضع نفسك في هذه المعضلة.
_لكي اقوم بمساعدتك. يجب علي ان اعرج عليك من وقت لآخر داخل منزلك ولكن لا من الحكمة ولا من العرف و الدين سيسمح لي بفعل ذلك . حتى ألسنة الناس لاترحم.
_وماهمي بالناس وانا اعلم من اكون وربي يعلم بأفعالي ويعلم بنيتي.
_ولكن انا لن اكون على سجيتي وراحتي خاصة انني قررت تأجيل سفري واقوم بحمايتك ورعايتك حتى تضعين مولودك بإذن الله.
انا مشوشة العقل ومتوترة من كل الكلام الذي لا اكاد استوعبه.. كل الفكرة التي وصلتني من كل الحديث انهم يريدون ان ألد حفيدي من هنا.. ثم يأخذوه مني من هنا… وهذا لن يكون إلا على جثتي.
_ساقول لك كلاما مهما يا سهى يجب ان تدركينه جيدا وتقتنعين به… زواجنا لن يكون إلا على الورق. اما واجبات وحقوق الزواج فاطمئني لن تكون مطلقا ما بيننا…وكما قلت بعد ولادتك.وتقومين بالسلامة وتصبحين تعتمدين على نفسك في تربية إبنك. حينها سنفسخ الزواج.واعود إلى حياتي السابقة في باريس.
كانت الامور تتسارع بطريقة مخيفة غارقة في فوضى افكاري ولكن في وسط ذلك الازدحام و الضغوطات علي من كل النواحي لم اجدني إلا وانا امام الإمام اعلن موافقتي امام عائلتي وعائلة قاسم.
بعدها رحلا حمواي وبقي معي قاسم.
لا ادري مالذي سأقوله او أصف به قاسم..فخالتي زليخة ربت احسن الرجال رجولة..فهو لم يختلف كثيرا عن اخاه عدي.لا أقصد ان اقارنهما.او اضع لهما المراتب.ولكن فعلا من احسن مارأيت في التعامل.من حيث تربيتهما واخلاقهما وشهامتهما…
في الحقيقة كان قاسم يقف معي في كل حالاتي.ولو شخص اخر لن يتحمل ابدا تقلب ميزاجي من حين لآخر.
كان مابين فترة وفترة يأخذني لطبيبة النساء حتى نطمئن على الصبي…ومن لا يعرفه لايشك بأنه والده وليس بعمه…كان حنونا طيبا معنا وعندما يجدني مكتئبة يأخذني في بعض النزهات و لا يبخل علي انا وجنيني بعضا من المشتريات.حتى عمله الجديد جعلني اشاركهه فيه دون ان ادري. يأخذ بأرائي.يعلمني كل المستجدات. لم ألاحظ نفسي كيف تعودت عليه.اصبحت انتظر عودته.واقون خصيصا لاطبخ له اشهى المأكولات اسأل عنه عبر الهاتف عند تأخره. وهكذا عشنا تلك المرحلة ماقبل الولادة كإخوة فقك. كل واحد منا ينام في غرفة محايدة عن الاخرى.
لحتى جاء موعد ولادتي. واثناء المخاض لم اتصور ان يكون غير قاسم بجانبي في تلك اللحظات المؤثرة.. وولدت صابر. لم اشأ أسميه عدي لشيء في نفسي أخفيه..وكم ساعدني قاسم في الشهرين الاولين من ولادتي. لم يقصر بأي شيء ومن كل النواحي.
بعدها جاء الوقت المنتظر..وكأن الايام تعيد نفسها وتضعني في إختبار قاسي مرة اخرى.
_أظن يا سهى الوقت قد حان لرحيلي.. وأرى الان اصبحتي تستطيعين الإعتماد على نفسك كما تستطيعين مواصلة حياتك مع إبنك صابر.
_ولكن.. ولكن… انااا..
_لا تخجلي مني يا سهى فانا بت اعرفك عندما تخفين الكلام بقلبك.
_قصدي.. قصدي انا وصابر ألفنا وجودك مابيننا.
_وانا كذلك.. والله يشهد كم اصبحتما بالنسبة لي.. لذلك سأقترح لك امرا اخر يا سهى. إن قبلته سنكون جميعا سعداء. وان رفضته فأنا سأحترم قرارك وبعدها ستتحملين مسؤوليتك بنفسك.
_ماهو؟
إن قبلتي ان تكوني زوجة لي للمرة الثانية. ولكن هذه المرة على سنة الله ورسوله. وسنقوم بشهر العسل في باريس لنستقر هناك قرب والدي… فهما ايضا تقدما في السن ولن اتخلى عنهما في مرحلتهما هذه من العمر.
وهل يوجد كلام اخر يضاف. بالطبع اقبل ولن اكون اسعد وانتم العائلة التي رأيت منها كل الخير.. أقبل.. اقبل.. أقبل.
بعد شهر من انتهاء كل إجراءات السفر و جوازات السفر.. ودعت الماضي وانتقلت لمرحلة اخرى لم اتوقع حدوثها قبل اشهر.. إذ ذقت السعادة مجددا مع عائلتي واصبحت سهى بحلة جديدة مثل تماما فاتنات باريس بل احلى.
_قاااسم تعال حالا الان ارجوك.. انا جد خااائفة… قاااسم.
_الوو الووو. سهى مابك سهى. هل صابر بخير.. مالذي يحدث…والدي حصل لهما شيء؟ قولي مالأمر رجاء؟
_اظنني على وشك الولادة..لقد حان وقت خروج إبنتك للنور.
#النهاية.

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اخ زوجي زوجي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى