Uncategorized

رواية أنا والمجنونة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

 رواية أنا والمجنونة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

بُهِتً جلال من قرارها المفاجئ هذا… الذي اتخذته مهجة بسرعة ناجمة عن نتيجةً غضبه العارم عليها وحدته في التعامل معها، فالتفت إليها سريعاً بأعين مشتعلة كالنار الحارقة قائلاً لها بصرامة غاضبة: ممكن أعرف إيه معنى اللي جولتيه دلوك….
أولته ظهرها من قسوة نظراته المتفحصة إليها، بتمعن ملحوظمع ارتعاش قلبها بقوة قائلة بتردد: معناه…. معناه…. إني خلاص عايزة أطلج… لأن خلاص زهجت بصراحة…. وبردك بنفذ كل اللي بتريده….. ولساتك مش طايجني ولا مصدجني لدلوك وأظن كمان إن ده حجي عليك وجت ما الاجيك مهملني طول الوجت.
أغمضت عينيها بقوة من ردة فعله عليها، فهي تعلم بطبعه جيداً، فأمسكها بكل قسوة لديه، مختزنة بداخله…. من رسغها بعنف وأدارها بقوة لمواجهته قائلاً بحدة وتهديد: مهجة اتعدلي في الحديت وايايا، إنتي ناسية إنتي إهنه ليه..
تطلعت إليه بشموخ، مشجعة نفسها على مجابهته للآخر قائلة له بشجاعة: ما آني بتحدت وياك زين أهوه يا سعات البيه وده حجي عليك إنك بردك تعاملني زين… طالما فيه مصلحه بيناتنا لغاية دلوك…..  وإذا كانت على الحجيجة فآني جولتها جبل سابج ومنيش هجولها تاني، وبراحتك يا سعات الباشا عايز تصدج …. صدج….. مش عايز خلاص براحتك….. من دلوك آخد خلجاتي وامشي…. وانت خابر مكاني زين ابجى وصلني عليه ورجتي.
لم يدري جلال بنفسه ولا بما يفعله…. إلا وهو صافعاً إياها على وجهها من جراء حديثها الجريء إليه…. ساقطةً أرضاَ من قسوة لطمته لها بقوة ، فوضعت يدها على وجنتها بصدمة وألم صائحة بصوت معذب قائلة له بعدم تصديق : جلال….!!!
من كثرة إثارة غضبه لم ينتبه لها وهي تناديه بإسمه مجرداً دون ألقاب ولأول مرة تفعل ذلك منذ زواجهم.
حتى هي لم تنتبه لما قالته من تلقائية ناجمة عن ما فعله بها للتو، فانحنى نحوها بغضب هادر قائلاً لها بانفعال:إخرسي…. مسمعش صوتك تاني ، بجى إكده آني دلوك فهمت…. بجى عايزة تطلجي علشان تتجوزيه مش إكده ، بس ده على جثتي يا مهجة خابرة يعني إيــه على جثتي….إنه هيحصل واصل، إلا لما أنفذ إللي آني عايزه.
ورغم لمعان عينيها بالدموع ووجع قلبها من عذابها التي تعيشه الآن…. إلا أنها عارضته بحدة قائلة له بألم وإصرار: لاه هطلجني ودلوك كمان يا جلال بيه ….. وده حجي عليك ….لما تكون معاملتك إكده، ومنيش خايفة منيك واصل، وهتجوز كمان اللي آني عايزاه بعد إكده وملكش صالح بيه عاد…فاهم يا باشا. 
اتسعت عينيه الواسعتين والشرر يتطاير منهما كالشظايا الملتهبة، وبكل الغضب الكامن بداخله اقترب منها بخطواتٍ أخافتها ، جعلتها تريد الابتعاد عنه بسرعة…. فزحفت على الأرض إلى الوراء بكل قوتها…..  لكنه كان الأسرع منها وانقض عليها كالثور الهائج.
جاذباً إياها من قدميها بقبضتيه بعنف، وجثى على ركبتيه بجوارها، وحملها بين ذراعيه بسرعة وتهديد، متمسكاً بها بكل قوته فصرخت به من كثرة الذعر التي تركز في عينيها قائلة بصوت مرتجف: بعد عني بَعد، نزلني  وإوعاك تلمسني ، إنت ناوي على إيه فهمني، وأخذت تضربه بقضتيها على صدره دون أن يتأثر ولو بقدر صغير بما تفعله.
اتسعت عينيَّ ياسين بصدمة قوية كأنها صفعته صفعةً قوية تلقاها من أقرب الناس إليه، بذهول تام .
قائلاً بانفعال غاضب تلقائي : على جثتي يا ماما فاهمة، عقدت ذراعيها أمام صدرها بعناد وتحدي قائلة له بقوة: هجوزها مادام مسبب ليها مشاكل كل شوية فاهم …. لم يرد على والدته انما حدجها بصمتٍ ثم انتقل بنظراته الجنونية هذه ناحية نوال التي تقف خلف والدته لتتحامى بها.
ولم يعي ياسين بما يفعله بها ولا هي أيضاَ إذ فوجئت به يجذبها بقبضته القوية ناحية صدره بقوة ، من وراء والدته التي تحول وجهها إلى من البياض إلى الاحمرار الغاضب…. من أفعال ولدها ياسين مع نوال.
شعرت نوال بأنفاس حاره على وجهها قائلاً لها بصوت هادر: إنتي موافقة على الكلام اللي ماما بتقوله ده يانوال.
تطلعت إليه نوال بوجه شاحب ، مذعورة من غضبه الثائر هذا، لا تدري بأي شيء تجيبه.
فصرخ بها بحدة قائلاً بنرفزة:  ما تنطقي ساكته ليه يا هانم …. هتفت به بتلقائية برغم عذابها بسببه قائلة بعفوية وتحدي كاذب: أيوة هتجوز ومش من حقك إنك تدخـــ….. لم يجيبها إنما قاطعها بسحبها وراءه بقوة من يدها، متجهاً بها إلى غرفتها التي هي في الأساس غرفته.
قائلاً بخشونة : طب طالما الأمر كده بقى  تعالي معايا… هرعت والدته خلفهم، فهتف بها بجمود حاد قائلاً بحزم: ماما إوعي تتدخلي وإلا هتصرف معاها بطريقة مش هتعجبك.
توقفت مكانها دون أن تدري ماذا تفعل وعينيّ نوال تتلفت عليها بهلع، ودموع الخوف والقلق في عينيها تترجاها أن لا تتركها له.
أدخلها ياسين غرفته مغلقاً الباب خلفه بقوة ملقياً بها على الأرض بكل قوته، فصرخت من الألم قائلة له تترجاه : ياسين … إنت هتعمل إيـــ…. قاطعها كالصقر الذي ينقض على فريسته الضعيفة ولا سبيل لها من الفرار، انحنى نحوها وأمسكها من شعرها بعنف، كاد ان يقتلعه من جذوره، رافعاً رأسها إليه بقسوة، فشهقت نوال بوجع.
قائلاً لها بتهديد منفعل: إنتي عارفه ما أسمع سيرة الجواز دي على لسانك تاني…. إنتي مش عارفه انا ممكن أعمل إيه ساعتها أكتر من كده…
اتسعت عينيها بهلع من تهديداته لها ، وحاولت ان تمنع دموعها عن الهطول الغزير على وجنتيها الشاحبتين،  لكنها عاندتها بقوة، وانهمرت بكثرة على وجهها.
قائلة له بعناد: انت… مين انت… علشان تتحكم فيه طول الوقت ، ما تروح لخطيبتك وافرض سيطرتك دي عليها، وسيبني اتصرف بحياتي بقى زي ما أنا عايزة حرام عليك.
زاد من ضغط يده على شعرها بقسوة متعمدة نتيجة لما قالته لها قائلاً بغضب : أنا هفرض سيطرتي عليكي وعلى أي حد تاني فاهمة.
ثم تركها بقسوة تترنح للخلف قائلاً لها بلهجة آمرة : اسمعي بعد كده مفيش خروج من الأوضة دي فاهمة، والأكل والشرب أنا اللي هجيبهولك، وياريت يعني تسمعي الكلام أفضل بدل ما انتي عارفه اقدر اعمل إيه بعد كده.
صُعقت نوال مما تسمعه فقالت له بعدم تصديق : ليه مسجونة ولا إيه…. قاطعها بحدة قائلاً لها بصرامة غاضبة: أيوة مسجونة…. علشان تبقى تمشي حلو من خطوبتي وتروحي تقابليه بره من ورايا، وكانت النتيجة أهوه انكم متفقين على الجواز من غير علمي وجاي يتقدملك كمان.
انهارت نوال غير مصدقه ما تسمعه من اتهاماته لها الباطلة قائلة له بعذاب ووجع: انت لا يمكن تكون بني آدم طبيعي أبدا…ً أنا بكرهك… يا ياسين…. بكرهك أوي ، وسيبني في حالي بقى سيبني… مبقتش طايقة أشوفك قدامي تاني، قالت ذلك وانتحبت من شدة البكاء.
كاد قلبها ان يتمزق من نظراته لها المشتعلة كالجمرقائلاً لها بتحدي غاضب: منيش سيبك فاهمة… وعلى جثتي ان شوفتيه تاني…
غادر الغرفة ودون ان يعطيها أي اعتراض من جانبها، أغلقت عينيها بقلبٍ موجوع قائلة لنفسها بحزن عميق: أنا إيه اللي وقعت فيه ده، أنا تعبانة…. تعبانة أوي يارب.
نوال ….نوال… مالك سرحانة كده ليه، أفاقت من شرودها هذا الذي كانت تتذكر كل ما مر بها منذ يومين فقط مع ياسين، فقالت لها بارتباك: أبداً يا مها أنا كويسة ، ابتسمت لها قائلة : أنا جيت أقعد معاكي شوية فرصة وأبيه مش موجود، تنهدت بضيق قائلة لها : أنا بقيت حاسة اني زي المسجونة تمام.
ضحكت مها ضحكة صافية فاغتاظت نوال قائلة لها بحنق: بتضحكي على إيه إنتي كمان، فقالت لها مبتسمة : أصل أنا أول مرة أشوف غيرة بالشكل ده.
قطبت حاجبيها قائلة لها بعدم تصديق: لا إنتي أكيد بتهزري مش كده، هزت رأسها بسرعة قائلة لها بسخرية: لا إنتي من الواضح كده معندكيش درس وجاية بقى تتسلي عليه مش كده، ابتسمت مها بعبث قائلة لها: بصراحة أيوة وفرصة أبيه مش موجود طالما منعني إني أدخل عندك.
زفرت بضيق قائلة : مش بقولك مسجونة تبقي تصدقي ، فهمست لها بهيام : ياريت أنا بقى فارس أحلامي يحبسني كده وأنا أبقى مبسوطة كمان، تنهدت بضيق قائلة لها: لا ده انتي شكلك كده بقيتي تقري روايات انتي كمان ، ضحكت قائلة لها : بصراحة آه شفت عندك فوق في اوضتك رواية كده وقريت فيها شوية وعجبني حبس البطل للبطلة وأظن كده انتم زيهم تمام .
ابتسمت ابتسامة باهتة قائلة لها : خلاص انا كرهت الروايات بأبطالها يا مها ، أنا لو شفتهم دلوقتي هولع فيهم كلهم ومش هصدق ولا كلمة مكتوبة.
انزعجت قائلة لها: طب وليه كده مش تدهموني ابقى اقرأهم أحسن في الأجازة أفضل.
فقالت لها بندم : للأسف كل اللي قريته طلع وهم كبير ودرب من الخيال، فا نصيحة مني بلاش أحسن.
هزت رأسها بالموافقة قائلة : هحاول أعمل بنصيحتك ، يالا هطير أنا بقى على إوضتي قبل ما أبيه ييجي لان ميعاده خلاص قرب وهتلاقيه داخل عليكي بالأكل زي ما قال، وأشوف ماما كمان جهزته ولا لأ.
عادت ولاء إلى كليتها في اليوم التالي التي كانت تتحدث به إلى صديقتها مريم ، بعد انتهائها من إحدى محاضراتها.
وجدت من يرن عليها فكان الدكتور فهمي، قائلاً لها : ازيك يا ولاء إوعى اكون أزعجتك في حاجه، ابتسمت بهدوء قائلة له : لا مفيش ازعاج واصل اني بس كل الحكاية إني في الكلية ولساتني مخلصة محاضرة دلوك.
تنهد قائلاً لها بهدوء : طب كويس جوي انك بدأتي تروحي من جديد فقالت له مبتسمة : أيوة بجالي يومين، تنهد بهدوء قائلاً لها : طب ألف مبروك وعجبال ما تتخرجي ، على فكرة آني اتحدت ويا يحيى في الموضوع إللي جولتي عليه.
فاختلج قلبها بقلق قائلة له : طب وجالك إيه يا دكتور فهمي ، فقال لها ببطء: جالي انه هيتصرف وبس.
تهللت أساريرها قائلة : بجد جالك إكده فقال لها باستغراب : أيوة طبعاً وجالي هيتصرف بسرعة.
فقالت له بسعادة : أني سعيدة جوي يا دكتور فهمي ربنا يجدرك على فعل الخير.
فتحت والدة مريم الباب فوجدت يحيى يقف أمامها بثبات قائلاً لها : السلام عليكم… الحاج عبدالرحيم موجود إهنه؟ 
ابتعدت والدتها قليلاً عن الباب قائلة باضطراب : لاه مش إهنه بس اللي موجود حسين ولدي.
فقال لها بهدوء: طب آني عايز أجابله دلوك، أسرعت والدتها في ندائها لولدها حسين .
استغرب حسين من وجود يحيى في منزلهم قائلاً لها بتساؤل: وجاي ليه دلوك فقالت له بعدم استيعاب : مخبراش يا ولدي تعالى جابله الاول وبعد إكده شوفه.
تلاقت نظراتهم بجمود تام لكن يحيى بادره بقوله له بهدوء: آني جاي النهاردة علشان أفك الجبس لآنسه مريم شجيجتك.
تنهد قائلاً له : طب اتفضل إجعد إهنه لغاية ما أشوفها، في هذه الأثناء كانت والدتها قد أخبرتها بقدومه فصدمت وشحب وجهها من الخوف بسبب أخيها ومعاملته القاسية ليحيى ولها وانكسارها أمامه.
فقالت لوالدتها بلهفة: طب بسرعة ساعديني أغير خلجاتي ، ساعدتها والدتها وهي غير مستوعبه ما يحدث أمامها .
طرق أخيها عليها الباب ، ففتحته والدته وواربته قليلاً قائلة : نعم يا ولدي فيه حاجه مريم بتغير خلجاتها.
فقال لها بوجه متجهم : طب خليها تخلص بسرعة علشان الدكتور يحيي هيفكلها الجبس دلوك.
ابتعلت مريم ريقها بصعوبة وهي تستمع إليه وقلبها يخفق بسرعة، غير مصدقة أنه أتى من أجلها وحدها.
فقالت له والدته: حاضر يا ولدي أول ما تجهز هنادي عليك.
بعد قليل كانت قد استعدت مريم لملاقاته، تقول لنفسها : يا ترى يا يحيى جايلي علشان الجبس بس ولا جاي علشان تنجذني من اللي انا فيه.
طرق حسين عليها الباب وبصحبته يحيي فقالت والدتها : ادخل يا ولدي هيه جاهزة دلوك .
دخل حسين يتقدمه أولاً….. إلى داخل الغرفة وتحرك يحيي من مكانه بخطوات ثابتة لا يدري كيف سيتحدث معها بوجود شقيقها.
ما أن رفعت بصرها إليه حتى تلاقت أعينهم بحديثٍ مبهمٍ طويل وقلوباً تأن من الحنين الذي يعجز صراخه عن الخروج إلى العالم الخارجي ويصرخ وينادي بأعلى صوتاً لديه إنكِ لي وحدي ، لكن هيهات… هيهات ما آن الآوان بعد… لصوت هذه الصرخات لتعلن عن الظهور بجلاء بعد…
ابتلعت ريقها بصعوبة واحمر وجهها من نظراته تلك لا تعرف بأي شىء تفسرها إلى أن قاطع حديث أعينهم هذا شقيقها حسين وهو يقول : اتفضل يا دكتور.
تقدم بخطوات أكثر ثبات من ذي قبل بالقرب أكثر منها وبجوار قدميها انحنى نحوها ليقوم بفك الجبس لها على الفور.
كانت مريم تتأوه قليلاً من لمسات يده الآليه على الجبس ، فيعود ويرفع بصره قليلاً نحوها ليطمئن عليها، فتتلاقى الأعين من جديد بنفس الحديث الذي قطعه شقيقها حسين.
فقالت والدته : هات يا ولدي كرسي للدكتور يحيى ، فقال لها بجمود : حاضر يا اماي.
ما أن خرج حسين حتى رفع يحيى نظره إليها قائلاً لها بهدوء ظاهري : بعد ما هتفكي الجبس من بكرة تيجيني  المستشفى علشان أكملك العلاج .
فقالت له بتردد : يعني أجيلك ميته إكده بالظبط ، تنهد قائلاً بجمود : بكره جبل الضهرهكون مستنيكي هناك وآني هبلغ حسين بحديتي دلوك.
خفق قلبها بقوة عندما شعرت أنه لن يتركها بمفردها وسوف يساعدها على عدم جوازها من ابن عمها.
فأومأت برأسها قليلاً قائلة له بتوتر : حاضر هحاول آجي في نفس الميعاد .
فقال لها بحزم : مفيش حاجه انك هتحاولي لازم تيجي ضروري فاهمة.
فقالت له والدتها : حاضر يا دكتور يحيي هخليها تيجي مادام علشان صحتها بردك.
دخل في نفس اللحظة حسين وقد قارب على الأنتهاء من فك الجبس لمريم قائلاً له : اتفضل إجعد ارتاح لغاية أماي ما تعملنا كوبايتين شاي.
أسرع يحيي قائلاً له: لاه مفيش داعي آني خلاص جربت أخلص، أسرع يحيي فيما يفعله إلى أن انتهى .
توقفت نظراته عليها فرمشت ببطء بأهدابها في خجل رغم أنها تشتاق لوجوده بجانبها قائلاً لها بهدوء: متنسيش تيجي بكرة ثم التفت إلى حسين قائلاً : بكرة لازم تجيني خيتك في المستشفى إن شاء الله، علشان هتتابع معايا علشان هتحتاج علاج طبيعي بعد إكده.
أومأ برأسه بضيق قائلاً له : حاضر بس هتجعد أد إيه في العلاج الطبيعي علشان خلاص فاتحتها جربت.
تمالك يحيى أعصابه جيداً وعيناه تتلاقى مع نظراتها البائسة قائلاً له : هتستمر فترة كبيرة شويه علشان دول رجليها التنين.
زفر حسين بحنق قائلاً: أهوه ده اللي كنا ناجصينه ، كمان عاد فقالت له والدته بقلق: معلش يا ولدي دي لساتها تعبانة لدلوك واتحمل علشانها بردك.
ودعته مريم بعيناها وهو ينصرف من أمامها مع أخيها كأنه أخذ قلبها معه ، تود لو تصرخ به وتقول لا تتركني لأخي لا تتركني وحيدة من دونك.
اقتربت منها والدتها شاعرة بنظراتها له…. كأنها تتفهم مشاعرها،  فاحتضنتها بحنان وحب دافق قائلة لها بحزن: غصب عني يابتي كل اللي بيحصلك دلوك، أغمضت عيناها وانهمرت دموعها على صدر والدتها .
وصل يحيى إلى منزله ونظارتها له كأنها تناديه أن يحميها لا ينساها بل تحاوطه في كل مكان يذهب إليه، في هذه اللحظة بالذات تمنى ضمها بين ذراعيه ، ليحميها ولكي يطمئنها مما هي فيه.
دخل غرفته لا يريد أن يقابل أحداً بل كل ما يريده هو الاختلاء بنفسه فقط لا غير ، تمدد على الفراش شارداً بذهنه في كيفية تخلصيها من زواج لا تريده.
ارتدى ياسين ثيابه ووقف أمام مرآته يتأمل عينيه الحمرواين التي لم تنم جيداً طوال ليلتين ماضيتين، غير عابئ بصحتهما.
تنهد وهو يأخذ بعض النقود ومفتاح منزله وهاتفه المغلق منذ الأمس، فتحه قبل أن يخرج من غرفته قائلاً لنفسه : أكيد هلاقي نهى بتتخانق معايا بالتأكيد في الرسايل.
وبالفعل وجد العديد من الرسائل لها فقام بالاتصال بها قائلاً لها باختصار جاف : اجهزي يا نهى وأنا هعدي عليكي سلام… وأغلق بعدها الهاتف دون أن يعطيها فرصة للرد.
توقف ياسين متردداً أمام منزل والدته ، شيئاً ما في داخله يريد أن يراها قبل أن ينصرف، لمقابلة خطيبته، إنه لم يرها إلا مرةً واحدة منذ ذلك اليوم لذا يشعر بأنه يريد النظر في وجهها لكن شيئاً ما منعه من الطرق على الباب وانصرف في حال سبيله.
قالت له نهى بغضب : نفسي أعرف بتقفل تليفونك مني ليه ، تأفف وحاول إمساك أعصابه قائلاً : نهى من فضلك وطي صوتك إحنا في مكان عام وأنا مش طايق حتى نفسي ، فقالت له بسخط : طب طالما الوضع كده ليه بتتصل عليه وتقابلني ها .
زفر بغضب قائلاً لها : علشان أصالحك يبقى أنا كده اللي غلطان، هزت رأسها بعصبية قائلة له بنرفزة : لأ إزاي تقول كده، فقال لها بحده: لأ يا ستي أنا اللي غلطان ممكن بقى تبطلي عصبية وتقوليلي تحبي تشربي إيه.
تنهدت بضيق قائلة : مش عايزة يا ياسين ، لان تعبانة بجد من اللي بتعمله ده، تنفس بعمق وهو يمسك يدها بين قبضتيه قائلاً لها : معلش استحمليني اليومين دول ، أنا نفسي مش عارف إيه ده اللي بيحصلي.
رقت له قائلة بابتسامة : حاضر يا ياسين هستحملك بس إعمل حسابك مش على طول، ابتسم لها قائلاً : موافق ها تحبي بقى تشربي إيه.
وضعت يدها أسفل ذقنها تتأمله مبتسمة قائلة له : أشرب عصير برتقال ، هز رأسه قائلاً لها : وأنا كمان هشرب زيك بالظبط.
وصل ياسين وقت الغداء إلى منزلهم، الذي رفض تناوله في منزل نهى متعللاً بأنه مشغول.
كانت والدته تجلس مع زوجها على المائدة عندما فتح ياسين الباب بمفتاحه، تجاهلته والدته وأشاحت بوجهها بعيداً عنه.
فقال له والده وعينيه على زوجته: اقعد يابني اتغدى معانا ، فقال له : لا مش جعان …. ثم اقترب من والدته يريد تقبيل رأسها فأزاحته وابتعدت عنه.
شعر ياسين بالإهانة ولكنه قال لها بلطف: لغاية امتى يا ماما هتفضلي مخصماني كده، لم ترد عليه انما تركته ودخلت إلى المطبخ.
فنظر ياسين إلى والده قائلاً له : ما تقولها أي حاجه يا بابا، خليها تصالحني ، تنهد قائلاً له : طلعوني منها انتم الأتنين ، وحلوها سوا أنا مش فاضي وورايا شغل وشوية ونازل.
اقترب منها وهي في المطبخ بعدما فشل في التحدث مع والده، قائلاً لها : يعني أعمل إيه علشان تكلميني وتسامحيني.
لم ترد عليه إنما وضعت أمامه الطعام ليدخله إلى نوال كما يفعل عندما يكون موجوداً فهو قد قرر ذلك ولكنه بالرغم من ذلك هذه ثاني مرة فقط يفعلها.
زفر غاضباً وأخذ الطعام وتوجه به صوب غرفتها ، طرق الباب بهدوء ظاهري ثم فتحه بهدوء شديد، ابتعت ريقها بصعوبه وهي ترى الباب ينفرج ببطء .
ابتعدت إلى الوراء باضطراب ، وقف أمامها وهو يحمل الصينية بين يديه يقدمها لها ، فقالت له بحدة : منيش هاكل من إيدك حاجه ، شعر بعصبيته تريد ان تطفو من جديد على السطح قائلاً لها بضيق: نوال أنا ماسك أعصابي بالعافية هتاكلي بالذوق ولا أوكلك بإيدي .
انزعجت من كلماته الأخيرة قائلة له : قلتلك منيش واكله يعني منيش واكلة ومن فضلك بقى ابعد عني وسيبني لوحدي.
لم يبتعد ياسين كما أوحى لها باتجاهه ناحية الباب إنما أغلق الباب بالمفتاح من الداخل ووضع مفتاحه في جيب بنطاله قائلاً لها ببرود : ها تاكلي ولا لأ ، رأت في ملامحه شيئاً غير عادي ، ورغم ذلك ابتعدت عنه إلى الوراء خطوة أخرى قائلة باضطراب : مليش نفس قولتلك هوه الأكل بردو بالعافية .
ما أن انتهت من إلقاء كلماتها حتى فوجئت بمن يقترب منها ويضع قطعة صغيرة من الخبز في فمها بالقوة وهو يمسك ذقنها بيده بقسوة وعنف.
تأوهت بألم من إمساكه لها بهذا الشكل ، محاولة الابتعاد عنه لكنه أمسكها من خصرها متمسكاً بها بقوة… وهو يضع ذراعها الأيمن وراء ظهارها مقرباً إياها من صدره…. مما جعلت أنفاسهم القوية تختلط بطريقة سحرية رغم عنفها، متأملاً لوجهها الذي تخضب بالاحمرار قائلاً لها بصوت خافت قاسٍ: أنا مش بهزر ساعة ما أقولك تاكلي يبقى تاكلي فاهمة.
حاولت الابتعاد عنه لكنه سجنها بين بذراعه الآخر ، متطلعاً إلى عينيها الواسعة برموش كثيفة سوداء قائلاً بصوت خفيض : إوعي تفكري تعملي حاجه منيش عايزها لأنه كده غلط أوي عليكي.
كانت نظراته لها مهددة هذه المرة، فقالت له بقلق : ابعد عني ….وإوعى تلمسني تاني مرة، هز رأسه بتحدي وهو ينظر إلى شفتيها التي ترتعد من شدة قربها منه
قائلاً لها بهمس متعمد: مش انتي بردو السبب ولا إيه حد قالك متاكليش بهدوء، ابتلعت ريقها من هذا الهدوء المفاجئ الذي حل به وارتعد جسدها مع ارتجاف قلبها من تحديقه العابث بوجهها قائلة له بتوتر: طب ابعد عني وانا هاكل ….
هز رأسه بالرفض ببطء وهو مازالت عيناه على شفتيها الحمراوين، التي كلما شعرت أنفاسه تقترب منها أكثر ، كلما زاد ارتعاشها بين ذراعيه وكاد أن يلامس شفتيها، فضربته بقبضتها في صدره بغتهً، فابتعد قليلاً عنها، مبتسماً بخبث قائلاً لها بغموض : تستاهلي كل يوم من ده إذا رفضتي تاكلي.
ثم تركها وانصرف من الغرفة مغلقاً الباب خلفه، تجمدت نوال في مكانها وهي تضع يدها على شفتيها التي كاد أن يقبلها بها غير مصدقة ذلك، وصرخ قلبها بها بعذابٍ أنين، كيف يتجرأ ويفعلها وهو الذي يذُلها ويهينها طوال الوقت ، كيف يريد تقبيلها دون إرادتها بالرغم من إنها كادت أن تستلم له وتقبله هي الأخرى لكن لا لن تسمح له بتكرار ذلك إنه يلعب بها وبمشاعرها معاً .
إنها بالتأكيد خطة لديه يريد بها الكذب على مشاعرها، دون أن يحن إليها ، أو يرق لحالها ، إن مشاعره بالنسبة لها ليس إلا للتسلية وهي لن تسمح له بإيذائها أكثر من ذلك.
تهاوت على فراشها تأن من كثرة عذابها في حبها له ، قائلة لنفسها بحزن : تعبت يا رب تعبت ، ليه يا ياسين تعمل في قلبي كده ليه تبعد وتقرب وتبعد تاني وتقرب عايز مني إيه تاني… إنت خلاص خطبت واحدة تانية…. يعني خلاص مش ليه فيك حق بعد كده وهيه بس اللي من حقها تكون ليك آه يا قلبي آآآآه.
بكت بحرقة في هذه اللحظة، وهي تسحب نفسها من على الفراش إلى الأرض، مستندة بظهرها إلى الفراش واستندت إلى ركبتيها بذقنها تبكي بمرارة بقلب موجوع محتضنة أطرافها بذراعيها.
برقت عينيّ جلال بلمعان خبيث مفاجىء لم تفهمه مهجة وهي تحاول أن تبتعد عنه ، عندما وضعها على الفراش فأخذت تزحف إلى الوراء بسرعة، اقترب منها بنظراتٍ مهددة، فاتسعت عينيها بذعر شديد وقلباً مرتعش.
قائلة له بصوتٍ مهزوز: انت هتعمل إيه بالظبط ، إياك تجرب مني، ابتسم ساخراً منها ، وأنامله تلامس شفتيها التي ترتعش من شدة اقترابه منها قائلاً لها بصوتٍ هامس : إنتي مش بتجولي إنك مرتي بردك ولا إيــه…يعني ألمسك وجت ما أحب….!!!
شحب وجهها بقوة من نظراته لها وكاد أن يغشى عليها من تلميحاته لها وهمساته القريبة من وجهها قائلة بتلعثم : أيوة…. أيوة صوح بس….بس… وضع إصبعاً واحداً على شفتيها يمنعها عن الأسترسال في الكلام قائلاً لها بصوت خفيض متعمد: إنتي مش ملاحظة بردك إن حديتك كتر عن حجوك دي …. وسبج جبل إكده وحذرتك منيها وجولتلك لساتك صغيرة…. منتيش جدي، ومتجوليهاش تاني، ثم صمت برهةً متفحصاً في شفتيها وأردف قائلاً بخبث ناعم : بس شكلك إكده حنيتي و لساتك عايزة حجوجك بردك…!!!
ابتلعت ريقها بصعوبة ، وشعرت بغصة بحلقها وهو يقترب من وجهها أكثر ، وانفاسها اللاهثة تلفح وجهه العابث، قائلة بتوتر : لا منيش عايزاها، كل اللي عايزاه دلوك إنك تسيبني لحالي وتطلجني، يا اما هرفع عليك جضية طلاج وهكسبها على طول ومن أول جلسة كمان.
وفي الحال تحولت نظراته الخبيثة والعابثة تلك إلى نظرات غاضبة كالبركان الذي يريد أن ينفجر في وجه صاحبه، دون أي شفقةِ أورحمة مما جعلها تبتعد عنه مرةً أخرى من أثر كلماتها التي تعارضه كثيراً اليوم.
لكنه جذبها بقوة  من خصرها واضعاً ذراعه وراء ظهرها، بغضب عارم قائلاً لها بقسوة : بجى إكده يامهجة عاد…. بجى عايزة ترفعي جضية عليه وتكسبيها بسرعة كمان، علشان تروحي تجابليه وتجوليله حجيجة جوازنا، فايفرح ويتجوزك مش إكده، بجى ده إللي انتي عايزاه يا مهجة ، فصرخت به برغم خوفها قائلة بإسلوبٍ مستفذ: أيوة ده إللي عايزاه…… وهعمله، فيه حاجه تاني على الأجل حوده كان بيحبني وب ….. قاطعتها لطمةً قوية بقبضته على إحدى وجنتيها، فصرخت من الألم، وكاد أن يغشى عليها منها،  صائحاً بها بصوتٍ هادر: إخرسي …. وإوعاكي تجيبي سيرته مرة تانية على لسانك فاهمة…. ومن النهاردة يا مهجة هبوظلك كل حاجه مخططالها.
ارتجف قلبها بشدة من تهديده والآلام التي تشعر بها الآن قائلة له بعذاب : هتعمل إيـــه….. اقترب منها أكثر وأكثر قائلاً لها بخبث غامض: هتشوفي دلوك…!!!
كاد أن يخرج ياسين من منزلهم عندما استمع إلى صوت والدته وهي تقول لزوجها : وبعدين يا أبو ياسين هنفضل ساكتين كده على اللي بيعمله ياسين في البنت المسكينة نوال لغاية امتى.
تأفف قائلاً لها : والله أنا احترت ولازم يبقى فيه حل فعلاً ، صمتت زوجته برهةً ثم قالت بشرود : مفيش حل غير نجوزها للولد اللي كان جاي يخطبها أو نجوزها لواحد يصونها ويقدرها.
فقال لها بتساؤل : وتفتكري هيه هتوافق على القرار ده ، مطت شفتيها قائلة له بحيرة : وإيه اللي هتخليها تمانع… ده أفضل حل انها فعلاً تتجوز من واحد يكون بيحبـــ…..
قاطعها ياسين بغضب عارم قائلاً: على جثتي إن نوال اتجوزت،  قطبت حاجبيها بغضب قائلة له : وإنت مالك ومالها ما تسيبها في حالها.
شعر بأن قلبه يكاد يختنق من الحيرة ومشاعره المتضاربه قائلاً لها بحدة : مفيش حاجه اسمها كده وقلت مية مرة محدش له يدخل بينا أنا وهيه.
فقال له والده بدهشة : ولكن يابني ده ظلم ليها ونوال ده سن جوازها إيه عايز تخللها جنبنا ولا إيه، ولازم نجوزها من واحد يصونها ويحميها من الدنيا وخصوصاً انها وحيدة ملهاش حد غير ربنا واحنا.
حدجهم بصرامة قائلاً بتصميم ساخط: بردو مش هتتجوز فاهمين، ومحدش يدخل في حياتها غيري.
احتدت والدته ووقفت بمواجهته بنفاذ صبر قائلة له بسخط : ليه بقى….. ان شاء الله انت مين إنت….. علشان تحكم وتتحكم فيها طول الوقت وبأي صفة تمنعها انها تتجوز وتعيش حياتها ……ها.
بدون تفكير أجابها بتلقائية صارمة قائلاً لها بتحدي: بصفتي جوزها…..!!!
اتسعت عيونهم بصدمةً قوية وذاهلة قائلين بصوتٍ واحد غير مستوعب : هتتجوزها…. طب ونهى هتــ….. وقف شامخاً، محدجاً بهم بغرور وتصميم، يقاطعهم بحدة مرة أخرى قائلاً لهم بحزم وصرامة: هتجوز اللي الأتنين فاهمين..!!!!
قام رضوان بالاتصال على مصطفى قائلاً له : الشحنة التانية من البضاعة وصلت ابتسم قائلاً له : طب كويس أوي من زمان مسمعتش اخبار حلوة كده.
ابتسم رضوان هو الآخر قائلاً له : بصراحة الشغل مع العمدة مسهلنا أمور كتيرة أوي.
تنهد قائلاً له : فعلاً…. فاضل كده وصول أكبر شحنة سلاح عملناها لغاية دلوقتي….
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حبيبة بالخطأ للكاتبة سهير علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!