Uncategorized

نوفيلا إنذار بالقتل الفصل الثاني 2 بقلم نسمة مالك

 نوفيلا إنذار بالقتل الفصل الثاني 2 بقلم نسمة مالك

نوفيلا إنذار بالقتل الفصل الثاني 2 بقلم نسمة مالك

نوفيلا إنذار بالقتل الفصل الثاني 2 بقلم نسمة مالك

بسم الله الرحمن الرحيم.. 
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ۝ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)  [البقرة:278-280] صدق الله العظيم.. 
“إسلام العطار”.. 
شاب بأواخر العشرينات، خريج كلية حاسبات ومعلومات قسم هندسة برمجيات، يعمل بإحدى الشركات الخاصة، 
كان مثال للشاب الخلوق قبل عام واحد من الآن حتي تعرف على صحبة فاسدة سحبت قدمه نحو مشروع رأس ماله معتمد على نقود القروض،
 حاولت زوجته و والديه منعه بشتي الطرق من الأشتراك معهم، إلا أنه أصر على موقفه، قام بجميع مبلغ من الأموال كان صغير للغاية لم يفي بالغرض فقدم على قرض يسدد على خمسة سنوات يقوم بسحب أكثر من نصف راتبه كل شهر،
لم يستمع لحديث عائلته التي قامت بنصيحته أن يبتعد عن مال القروض فقد نهي الله عز وجل عنها،
ليصفعه القدر صفعة داميه بفشل المشروع، حسر كل ما يملك،
 بل و تكاثرت عليه الديون بسبب القسط الكبير الذي يخصم من راتبه كل شهر أجبره على بيع ذهب زوجته، و حتي أثاث شقته الجديد قبل حتي أن يتم عام ثاني على زواجه، 
تاركاً فراش فقط بأرضية إحدي الغرف ينام عليه بجانب زوجته وصغيره،
من وقتها و تبدل حاله لأسوء ما يكون.. 
“يا ابني اسمع كلامي و جرب البرشامة دي.. هتعملك دماغ جامدة و تنسيك كل همومك”.. 
قالها “سعد” بابتسامة زائفة و هو يعطيها ل “إسلام” الجالس أرضًا مستند بظهره على الحائط، واضعًا رأسه بين كفيه.. 
رفع “إسلام” رأسه ببطء و نظر له نظرة جامدة يكسوها الحزن و الحسرة نجح في أخفائهما، و طرد زفرة نزقه من صدره وهو يقول.. 
” قولتلك مليش في الزفت دا”.. 
هب واقفًا، و أخرج هاتفه من جيب سرواله نظر به مكملاً.. 
“الساعه بقت سابعة يدوب أروح أغير هدومي وأطلع على الشغل”.. 
وقف “سعد” هو الأخر و مد يده وضع قرصين السموم بجيب قميصه، و غمز له مغمغمًا.. 
“طيب خلي البرشمتين دول معاك.. أنت مطبق من إمبارح لو حسيت إنك بتنام على نفسك في الشغل أرفع واحده هتصحصحك أسبوعين قدام”.. 
لم يرد عليه” إسلام ” أكتفي برمقه بنظرة محتقرة فهو سبب ما وصل إليه بعد إلحاحه الشديد على أذنيه حتي إنصاع له، و خسر كل شئ.. 
غادر المكان متجه نحو منزله الذي يتعمد الهروب منه دائمًا حتي لا يواجهه والديه، و زوجته.. 
خاصةً زوجته” رقية” حبيبة قلبه، عشقه الوحيد والأبدي، منذ ما حدث، و هو لا يستطيع النظر بعينيها، فكلما نظر لها يري حجم خطأه الهائل، و الحزن الدائم الذي سببه لها جعل ملامحها منطفئه.. 
ظل يسير بخطوات مسرعة حتي وصل أمام منزله بعد عده دقائق قليله، وقف أمام الباب، و أخذ نفس عميق قبل أن يدلف للداخل.. 
صعد الدرج بتمهلٍ حين وصل لسمعه صوت والده “عبد الحميد” الغاضب يتحدث قائلاً.. 
“أنا هعرف بطريقتي هو بيسهر في أنهى مصيبه كل يوم للصبح كده؟!”.. 
قطع حديثه حين لمح “إسلام” يقف على الدرج أمامه، وينظر له و ينفخ بضيق.. 
“أهلاً بلبيه اللي بقي يصيع على كبر بعد ما بقي أب و مسؤل عن بيت و زوجه وطفل”.. 
كانت زوجته تقف خلف والده تبكي بصمت، وتنظر له راسمة الأسف على محياها، نظرتها هذه جعلته يطبق جفنيه بعنف، وهرول بالسير نحو شقتهما وهو يقول بإقتضاب.. 
“أنا عندي شغل، و مش فاضي للخناق معاك دلوقتي”.. 
جن حنون” عبد الحميد ” من طريقة إبنه الوقحه معه، فصرخ عليه بصوت عالٍ للغاية يدل على مدي غضبه قائلاً.. 
” أقف عندك يا بيه يا متربي و أنا بكلمك، و قولي إزاي تمد إيدك اللي تنقطع على أختك الصغيرك في غيابي؟!”.. 
” بعد الشر”.. همست بها” رقية”بداخلها، و هي تنظر لزوجها بلهفه، و قد انهمرت عبراتها أكثر على وجنتيها.. 
بادلها “إسلام” النظرة بأخرى يملؤها الأشتياق، و الألم في آن واحد.. 
“أهدي يا عبد الحميد علشان صحتك ليجرالك حاجة.. إحنا منستغناش عنك يا أخويا”.. 
قالتها” مني” زوجته، و هي تربت على ظهره، و تنظر له بتوسل و أعين دامعة، بينما تقف” آية ” داخل شقة والدها حاملة “حمزة” ابن شقيقها تقبله بحب، و تضمه بحنان لحضنها متمتمه.. 
“متخفيش يا روح عمتك”.. 
انتبهت لرنين هاتفها برقم” يوسف” خطيبها، فسارت نحو غرفتها على عجل، و دلف
ت للداخل غالقة الباب خلفها حتي لا يصل لسمعه صوت شجار والدها، و شقيقها.. 
” صباح الخير يا يوسف”.. 
نطقت بها “آية” بصوتٍ حاولت جعله طبيعيًا إلا أنه خرج مرتجف، به نبرة انكسار بعد تلك الصفعة التي تلقتها أمامه ليلة أمس على يد شقيقها الوحيد.. 
“صباح الخير!!!”.. 
تمتم بها “يوسف” ببوادر غضب، و صمت لبرههٍ ثم تابع وهو يصطك على أسنانه.. 
” أنا منمتش من إمبارح يا آية بسبب اللي عمله اخوكي فيكي قدامي”.. 
ابتلعت “آية” غصة مريره بجوفها، و تحدثت بتعقل قائله.. “بصراحة أنا اللي غلطانة يا يوسف.. إسلام قالي قبل كده مينفعش أقبلك بلبس البيت ولا بشعري مكشوف، وأنا اللي مسمعتش الكلام”..
“هو أنا غريب يا دكتورة ولا أيه.. أنا خطيبك وقريب أوي هبقي جوزك ولا نسيتي؟! “.. 
قالها “يوسف” بضحكة ساخرة لا تخفي غضبه المشحون.. 
تنهدت” آية ” بتعب و أردفت بهدوء قائله.. 
“ما هو علشان انت لسه خطيبي ماينفعش فعلاً اقبلك بلبس البيت، و لا تشوف شعري .. يعني أخويا عنده حق و خايف عليا يا يوسف.. لما نتجوز ان شاء الله ساعتها أبقى براحتي معاك و محدش يقدر يمنعني عنك أبدًا”.. 
“لما نتجوز يا آية أنا اللي همنعك عن اخوكي دا خالص، و همنعه هو كمان يدخل بيتنا، ولا أنتي هتروحي عند أهلك،و لو مامتك أو باباكي عايزين يشوفوكي يتفضلوا ينورونا في أي وقت.. لكن اخوكي واي حد يخصه سواء مراته او ابنه ميدخلوش بيتي”.. 
قالها” يوسف” بإصرار شديد، حديثه هذا كان واضح وصريح و به نبره لا تقبل النقاش.. 
لوهله أنقبض قلب” آية ” و أسرعت بضم الصغير الذي نام على كتفها لحضنها بقوة أكبر، و همست بصوت متقطع.. 
” عايز تمنعني من اخويا الوحيد بعد الجواز؟!.. أنت أكيد بتهزر يا يوسف!! “.. 
انتفضت بفزع حين صرخ “يوسف” فجأه بصوت عالٍ مغمغمًا.. 
“لا مبهزرش، و كلامي دا هيتنفذ بالحرف يا دكتورة.. علشان أنا معنديش استعداد ان اخوكي يجي في مرة يتجنن ويمد إيده عليكي في بيتي.. ساعتها أنا ممكن ارتكب جريمة”.. 
ساد الصمت للحظات، و تابع بأمر قبل أن يغلق بوجهها الهاتف.. 
“الكلام مش هينفع في التليفون أنا هجيلك بكرة الجامعة بعد ما أخلص شغلي في العيادة، و هاخدك نقعد نتكلم في اي مكان بعيد عن بيتكم علشان أعرفك النظام اللي هنمشي عليه في حياتنا.. سلام”.. 
أطلقت” آية” آهه ملتاعة وهي تنظر لشاشة الهاتف التي تظهر صورتها برفقة خطيبها، و تنقلت بنظرها للحلقة الذهبية حول أصبعها وقد حسمت أمرها بإنهاء تلك الخطبة وإعطاءه شبكته فور رؤيته، و إختيار شقيقها رغم ما فعله معاها إلا أنه مازال وسيظل شقيقها الوحيد وأختيارها الأول، وحدثت نفسها بأسف.. 
” حياتك أنت لوحدك يا يوسف.. أنا مليش مكان فيها”.. 
رفعت عينيها التي تجمعت بها العبرات للسماء، و همست بصعوبة.. 
“يارب عوض عليا عوض الصابرين، و نور بصيرة أخويا و أهديه ورده لينا زي ما كان يارب”.. 
……………………………………. سبحان الله ????.. 
بمنزل شرف الحداد.. 
الجميع على أبهى استعداد لبداية يومٍ عمل جديد.. 
“يله يا نهاد ادخلي شطبي المطبخ قوام علشان أنا واختك هنحضر حاجة الغدا قبل ما أنزل العيادة”.. 
غمغمت بها” تهاني” التي تسير بجانب زوجها خلفها أولادها “نوح، نور” نحو باب الشقة تودعهم أثناء ذهابهم للعمل كالعادة.. 
نظرت لزوجها و تابعت بنبرة راجية.. “ما تاخدوا انهارده أجازة وتخليكم معانا يا شرف.. أنا قلقانة و قلبي مقبوض مش عارفة ليه، و كمان الأرصاد قالت هيبقي في مطرة جامدة انهارده بليل”.. 
أستندت برأسها على كتفه، ليسرع “شرف” و مال بوجهه عليها بوجهه واضعًا قبله مطولة فوق جبينها جعلها تبتسم بخجل وتابعت بحماس.. 
” خليكم بس معانا وأنا والبنات هنعملكم احلي محشي سخن يدفيكم والحلويات اللي بتحبوها، و نجيب شوية تسالي ونسهر سوا نتفرج على فيلم حلو كده”.. 
“احححم.. ياريت كان ينفع والله يا ام نوح.. بس عندنا شغل كتير جداً انهارده”.. 
قالها “نوح” بابتسامة عابثة و غمز لها بشقاوة مكملاً.. 
” لو مصرة أوي ممكن نسبلك الحاج شرف أجازة انهارده بس هتتخصم من مرتبه”.. 
” اخصم المرتب كله.. فداكي يا تهاني”.. قالها “شرف” و هو ينظر لزوجته بابتسامة دافئة جعلها تقف على أطراف أصابعها وتطبع قبلة رقيقة على لحيته الكثيفة وهي تقول بحب جمً.. 
“ربنا ميحرمنيش منك أبدًا يا حبيبي”.. 
” اممم.. طيب يله بينا إحنا يا عم نوح الله يرضي عليك.. كده أبوك الحاج أجازة رسمي انهارده”.. 
أردف بها “نور” وهو يسير برفقة شقيقة لخارج الشقة.. 
لتهرول “تهانى” خلفهما وتتحدث بلهفة قائله.. 
“نوح يا حبيبي بلاش تاخد الماكنة انهارده الجو مش مظبوط والأرض هتبقي مزحلقة من المطرة.. أركب مع أخوك العربية يا ابني”.. 
” مستغناش عن الماكنة وانتي عارفة يا أم نوح”.. 
قالها” نوح” وهو يهبط الدرج، و تابع بمزاح قائلاً.. 
“ادعيلي بقي في المطرة أقابل اللي هجبلك منها أحفاد انهارده يا تونة يا شقية”.. 
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول النوفيلا : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى