Uncategorized

رواية أنا والمجنونة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

 رواية أنا والمجنونة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

وضعت والدة ياسين طعام الغداء على المائدة قائلة لابنتها مها: اطلعي نادي لياسين ييجي يتغدى معانا .
فقالت لها مها باستغراب : انتي متعرفيش ان أبيه مش موجود من الصبح، فقالت لها بدهشة : وراح فين ده ، هزت كتفيها قائلة : مش عارفه يا ماما بس أنا وأنا جاية من الدرس شُفت عربيته مكنتش موجودة.
تنهدت قائلة : طب نادي لبابا يالا وربنا يسترها من عنده.
جلس هما الثلاثة على المائدة يتناولون طعام الغداء، بعد أن سأل والد ياسين على ولده .
فأجابته مها بأنه خرج ، زفر الأب بقوة وهو يتناول قطعة من الخبز، قائلاً بتساؤل : وراح فين أخوكي متعرفيش يا مها .
هزت رأسها قائلة له : معرفش يا بابا أنا كنت في الدرس ، تأفف والدها قائلاً بضيق: ياسين بقت مش عجباني تصرفاته خالص اليومين دول، زفرت زوجته بقوة قائلة : انت السبب قولتلك بلاش موضوع الخطوبة ده وبردو مسمعتش كلامي .
حدق بها باستغراب قائلاً لها بدهشة: ياسين ابنك راجل مينفعش أفرض عليه حاجه مش عايزها غصب هوه مش بنت هتغصبيها، وأكيد نوال كمان ربنا هيعوضها باللي أحسن منه .
رمقته بضيق واضح قائلة : أكيد بس البنت اللي حضرتك روحت معاه وخطبتوها سوا ، عمرها ما هتبقى زي نوال أبداً وأديني قولتلك أهوه علشان ميجيش يوم وتلومني ان مقولتلكش كده.
زفر باستسلام قائلاً لها بهدوء ظاهري: معاكي حق بس هوه حر احنا نبهناه وخلاص وعملنا اللي علينا وهوه مش صغير علشان ميعرفش مصلحته فين ، ونوال ربنا أكيد هيعوضها باللي أحسن منه بإذن الله.
تدخلت مها متذكرة شيئاً ما قائلة له بلهفة: تصدق يا بابا إن فيه شاب امبارح ما شلش عينه من عليها من ساعة ما شافها داخلة القاعة، وواضح كده انه كان معجــ….. لم تستطع مها استكمال الجملة عندما فوجئت بوجود ياسين أمامها ونظرات عينيه لها كالشرر المتطاير في الهواء.
خشيت مها من مجابهة نظراته لها فأطرقت برأسها بالأسفل قائلة باضطراب : أنا شبعت عن أذنكم .
لكنها قبل أن تنصرف هتف بها ياسين بقوله غاضباً : استني هنا رايحه فين … وقفت مها دون حراك ، وقلبها يرتجف من الذعر، حدقت به والدته باستغراب قائلة بتساؤل: في إيه يا ياسين؟
لم يرد على والدته إنما هاجم شقيقته بقوله العصبي لها: مين ده اللي حاطط عينه على نوال…. وتعرفيه منين… اتكلمي بسرعة.
ارتجت أطرافها من حدة أخيها معها في الحديث واضطربت ولا تعرف بأي شيء تجيبه فأسرع هوقائلاً لها بنرفزة: ما تنطقي ساكتة ليه.
وقبل أن تجيبه مها قال والده بدهشة: بالراحة على اختك يا ياسين مش كده يابني، التفت إلى والده قائلاً بضيق: إنت مش سامع كلامها بتقول إيه.
فأجابته والدته هذه المرة قائلة له بحدة : أختك مغلطتش يا ياسين فيها إيه لما شاب يعجب بنوال ، هيه مش بنت زي كل البنات ولازم تحب وتتجوز في يوم من الأيام .
حدق بها متسع العينين على آخرهما قائلاً بصدمة : يعني إيه…. يعني أفهم من كده إنك موافقة على كلام مها ومش زعلانة.
هزت كتفيها باللامبالاة قائلة له ببرود: وأزعل ليه دي حاجه تفرحني طبعاً وخصوصاً إن نوال حلوة وصغيرة وتعجب أي شاب عايز يتجوزها.
إلى هنا لم يتحمل ياسين حديث والدته وزادت عصبيته كثيراً عن ذي قبل قائلاً لها بجنون: مفيش حاجه إسمها تعجب ومتعجبش ، ومحدش هيقدر يبصلها فاهمين.
قال كلماته الغاضبة والمجنونة تلك ثم تركهم صاعداً، إلى منزله ،حملقت والدته بالباب المغلق خلفه بذهول تام قائلة بصدمة : هوه ماله ياسين يكنش…. قطعت عبارتها عندما لمحت نظرات الاستغراب في عيني ابنتها وزوجها.
نظر إليها مصطفى محرم بصمت طويل ثم قال بتردد : أنا سبق وشفتك …. قبل كده صح مع جلال عندي في الفيلا مش كده .
تأملته بنفس صدمتها به قائلة له بدهشة : أيوة أنا بس ليه مقولتليش وقتها إنك أبوية …. ليه ها .
صمت مصطفى طويلاً لا يعرف بأي شىء يجيبها ، شاعراً بالعجز قائلاً لها بارتباك: لأن مكنتش عارف إن كان ليه بنت تانية من البداية غير سالي بنتي وبس ووالدتك كمان مبلغتنيش بالحقيقة كلها إلا من كام يوم بس.
رمقتها مهجة بحدة قائلة بضيق: وليه مقولتليش إنه عايش من البداية ليه….. قطبت حاجبيها بارتباك قائلة بتوتر: أنا عارفه انك اتحرمتي منه كتير، بس….. بس…. اللي خلاني مقولكيش انه كان بعيد عنا يعني هوه ده السبب.
رمقته مهجة بنظرات اتهام واضحة قائلة له بعتاب حزين: ما انت لو كنت سألت علي ماما مكنش ده بقى حالنا دلوقتي.
لم يعرف مصطفى محرم كيفية الرد على ابنته ، فالتفت إلى سماح قائلاً لها بغضب: إنتي قولتلها إيه عني بالظبط ، ممكن أفهم …!!! ارتبكت سماح للحظات بسيطة واستجمعت شجاعتها قائلة له بحنق : مقولتش أي حاجه عنك أبداً ، وآدي ياسمين قدامك أهوه تقدر كمان تسألها.
اقترب من مهجة بخطوات مترددة قائلاً لها بهدوء ظاهري : أنا …. أنا آسف يا ياسمين سامحيني…. عن العمر اللي مر بيكي وعيشتي فيه من غيري ، أنا لو كنت عرفت من زمان إنك موجودة من قبل كده كنت أكيد هدور عليكي لغاية ما ألائيكي.
صمتت مهجة كثيراً تفكر بحديثه إليها قائلة باستنكار: وعايزني بقى أسامحك بسهولة مش كده ، إنت عارف يا مصطفى بيه انا كنت عايشه ازاي من غيرك .
صمت برهةً عاجزاً عن الرد مرةً أخرى ثم هز رأسه باضطراب ، نافياً ما كان يعلمه عنها قائلاً لها بتوتر: لا .. لا طبعاً معرفش ، بس…. أنا واثق إني لو كنت عايش معاكي وقتها كانت حياتك هتفرق كتيرعن دلوقتي .
حدقت به بضيق واضح قائلة له بتساؤل حاد : يعني مجاوبتنيش على سؤالي يا مصطفى بيه، ولا عايز تهرب منه هوه كمان زي زمان ساعة ما سبتنا. 
توترت أعصابه أكثر قائلاً لها بارتباك : يا بنتي …. أنا … أنا مش بتهرب منك ولا أي حاجـــ…. قاطعته مهجة بحدة قاسية : بس متقولش بنتي دي تاني مرة، وقولي إيه المطلوب مني بقى دلوقتي علشان مستعجلة.
صُدم من كلماتها ، محدقاً إليها بذهول فهو لم يكن يعلم أنها ستعامله بمثل هذه القسوة ، قائلاً لها باضطراب : ياسمين يا حبيبتي أنا جاي النهاردة علشان أقولك إني عايز أعوضك عن سنين الحرمان اللي عيشتيها من غيري.
ابتسمت مهجة بسخرية ثم صفقت له قائلة بتهكم : برافو عليك يا مصطفى باشا عرفت تمثل دورك كويس أوي، وتستاهل عليه جايزة كمان، بس أنا بقى للأسف مش هبلة علشان ما أفهمش تمثيلك ده عليه دلوقتي.
عقد مصطفى حاجبيه باعتراض قائلاً لها بلهفة : لا يا ياسمين ولا كلمة من اللي قولتها دلوقتي تمثيل، إنتي بنتي أنا، بدليل إني أول ما عرفت الحقيقة كلها، كلمت مامتك وطلبت مقابلتك وبسرعة كمان ، وحسيت إني مشتقالك كأنك كنتي معايا وأعرفك طول عمري زي سالي تمام .
تنهدت مهجة بغضب قائلة بحنق : بردو مجاوبتنيش على سؤالي إيه المطلوب مني؟ وإيه هوه المقابل لكل ده.
زاد ارتباكه أكثر وأكثر قائلاً لها بتوتر: يا حبيبتي الأب مش بيحتاج أي مقابل من ولاده أبداً ومش بيبقى عايز منهم أي حاجه غير سعادتهم وبس، وأنا من ناحيتي مش عايز منك أي حاجه غير بس تقبلي مني إني أحاول أسعدك طول ما أنا عايش على أد مقدر وأعوضك سنين العذاب والشقى اللي عيشتيهم بعيد عني.
عقدت ذراعيها أمام صدرها بتهكم قائلة له بهدوء ساخر : طيب هحاول أفكر وهبقى أرد عليك عن إذنك .
بُهتَ والدها من تصرفاتها التي جعلته يُصدم بها وهي تتركه مغادرة الحجرة بخطوات سريعة قائلاً لسماح بعدم فهم : تقدري تقوليلي إيه تصرفات بنتك الغلط دي .
جلس سماح على المقعد خلفها ووضعت قدم على قدمها الأخرى قائلة : والله اللي عملته ده شيء يرجعلها هيه ومتنساش بردو إنها معذرورة وإديها فرصة كمان وحاول تسمعها .
حدق بها بغضب قائلاً لها : قوليلي الحقيقة كنتي بتقوليلها إيه عني مخليها تكرهني أوي كده.
فقالت له بسخط : قولتلك مقلتش أي حاجه فاهم وانت أكتر واحد عارف اني مش بكدب والكدب ده طبعك إنت وبس.
ضم قبضته غاضباً ثم نظرإليها بكره واضح لها جعلها تبتسم ساخرة منه.
قولتلك مفيش حاجه ممكن تسيبيني لوحدي شوية وعلى فكرة قبل ما أنسى السواق هياخدكم للقاهرة بكرة علشان تبقي عامله حسابك إنتي وبنتك .
قال كل هذه الكلمات مصطفى محرم لزوجته بحدة شديدة ، مما جعلها تقول له بعدم تصديق : إنت أكيد فيه حاجه مخبيها عليه لأنك مش مصطفى اللي أنا عارفاه واتجوزته من زمان .
نطقت بعبارتها ثم تركته مغادرة الغرفة بسرعة، زفر مصطفى بسخط داخلي، عاجزاً لا يدري كيف يتصرف مع ابنته التي وجدها وبعد كل هذه السنوات الطويلة.
كان يحيى يخرج من المستشفى متجهاً صوب سيارته في المساء، عندما فوجىء بمن يباغته ويلكمه في فكة لكمةً قوية قائلاً : دي علشان متدخلش وتعمل نفسك البطل الخارق .
ارتد جسد يحيى إلى الوراء وهز رأسه قليلاً لعله يستوعب ما يحدث معه، وجاء الشخص ليباغته مرةً أخرى بلكمة في بطنه فتحاشاها يحيى بكل قوته مقترباً من الشخص ولكمه هو الآخر في فكه بقبضةً قوية جعلت الشخص يترنح بجسده إلى الوراء .
وكاد يحيى أن يستكمل ضربه مرةً أخرى بنفس قوته لولا وجود شخص آخر خلفه لم ينتبه لوجوده يحيي.
وباغته وقام بضربه بعصى غليظة على مؤخرة رأسه، فترنح جسده إلى الخلف وسقط في الأرض مغشياً عليه في الحال.
ما أن رأوا شكله هذا حتى فروا هاربين جُبناء من فعلتهم التي ارتكبوها.
صادف ذلك خروج صديقه الدكتور يحيي الذي لمح صديقه فجأة ملقياً به على الأرض ، أسرع نحوه بجزع قائلاً بصدمة : يحيي مين اللي عمل فيك إكده.
انحنى عليه ورفع رأسه إلى صدره بقلق وأخذ يتلمس وجهه ويقوله له بجزع : يحيي فوج وكلمني، لم ينتبه له الأخير فأسرع وحمله بين ذراعيه ودخل به إلى المشفى مرةً أخرى .
كان جلال في غرفة مكتبه مفكراً بوجه مصيبته كما يسميها دائماً، متذكراً وجهها وشفتيها الذي قام بتقبيله لها ولأول مرة منذ زواجه بها.
لام جلال نفسه كثيراً في هذه اللحظة على تهوره بتقبيله لها بهذا الشكل، كأنه كان غائب عن الوعي، وحمد ربه على أنها لم تكن منتبهة له، فيما فعله، هذه الليلة، فهي في الصباح تعاملت معه بطريقتها العادية وسألته بعد أن فطروا سوياً بأنها رأت في حلمها ثعباناً وبأنه هو الذي قضى عليه ولم تذكر شيئاً آخر غير ذلك.
اغلق جلال عينيه متنهداً بقوة قائلاً بصوت غاضب : أد إكده كان تأثيرها عليك جامد جوي ، إنت لازم تمسك نفسيك جدامها بعد إكده على طول ثم إنها لا تليق بيك ولا بمكانتك ولولا مهمتك مكنتش جابلتها واصل من الأساس ولا عرفتها في يوم من الأيام .
هب من مقعده شاعراً بالضيق ، متجهاً صوب النافذة يتأمل الشارع من الخارج ، لكن وجهها تراءى له بالرغم عنه حتى وهو ينظر من النافذة .
أفاق من شرود ذهنه على صوت طرقاتها على الباب قائلاً دون أن يلتفت : إدخلي يا مهجة.
دخلت مهجة قائلة له بتردد : العشا جاهز يا عمدة، إلتفت إليها في هذه اللحظة متأملاً لها بصمت طويل .
ثم أومأ برأسه قليلاً قائلاً لها بهدوء ظاهري: روحي وأني جاي وراكي.
جلس ليتناول طعامه وجلست هي الأخرى لكن على مسافة بعيدة عنه، كانوا يتناولون طعامهم بصمت على غير العادة فالكثير من الأحيان يتناولونه وهم يتشاجرون عكس هذه المرة.
كانت مهجة تتهرب من نظراته الصامته لها ، تنهد قائلاً لها : بعد ما تخلصي وكل إبجى إعمليلي كوباية شاي ، وهاتيهالي مكتبي .
هزت رأسها بالموافقة دون أن تتحدث، استغرب منها لذلك، فهو لم يعتاد منها على ذلك الصمت المطبق من جانبها كأنها تقاطعه.
انتهى من طعامها وتركها ودخل إلى مكتبه، بعد قليل تناول من مهجة من الشاي كما أمرها.
كانت ستغادر الغرفة لكن جلال استوقفها قائلاً لها بحزم: مهجة استني عنديكي .
إلتفتت إليه بدهشة قائلة بهدوء مفتعل : في حاجه تاني يا عمدة ، هب من مقعده ونظراته المتفحصة على وجهها قائلاً لها بجمود : بس كنت عايز أتشكرك .
حدقت به بتساؤل قائلة بتعجب : يالهوي بالي …على إيه يا بيه هتتشكرني ، اقترب منها متأملاً لعينيها الوسعة التي يبدو عليها الاستغراب .
قائلاً لها بهدوء حائر: مخبرش بس حسيت إني عايز أجولك إكده يا مهجة ، قطبت حاجبيها باستغراب واستغربت ما تسمعه منه لأول مرة وظنت أنها تحلم وهي تستمع إليه الآن قائلة له بدهشة : مفيش داعي لتشكرني يابيه ده آني مصيبة ومجنونة زي ما بتجولي دايماً…. آني واحدة طلعت ولا نزلت مسواش حاجه جدامك ياعمده.
تجمدت ملامحه من كلماتها تلك وكاد أن يرد عليها بغضب عنيف لكن هاتفه رن في هذه اللحظة وتعالى رنينه فلم يلتفت إلى هاتفه فكل إنتباهه معها الآن.
خشيت من نظراته المسلطة عليها فأسرعت تقول له بهدوء مفتعل : رد على تليفونك يا بيه مضيعش وجتك علشاني.
قالت كلماتها هذه ثم أسرعت منسحبة من أمامه بسرعة ، كاد أن يناديها بغضب كيف تجرؤ على أن تحدثه بهذه الطريقة، وتنصرف من أمامه دون أن ينتهي من التحدث إليها .
تحرك من مكانه خطوتين للأمام ليلحق بها، ليستفهم منها معنى كلماتها تلك، لكن هاتفه تعالى رنينه مرةً أخرى بإلجاح متواصل.
أغمض عينيه بضيق لثانية واحدة واتجه ناحية هاتفه قائلاً باستغراب : دكتور فهمي يا ترى فيه إيه .
بادره فهمي قائلاً له باستعجال : الدكتور يحيي يا عمدة مغمى عليه لدلوك في المستشفى .
انتفض قلبه قائلاً بهلع : من إيه يا دكتور فهمي خبرني بسرعة، فقال له بلهفة:مخبرش يا عمده أني كنت مروح البيت ورايح اركب عربيتي ولجيته مرمي في الأرض ومغمى عليه فجلت لازم تعرف بالخبر .
قطب حاجبيه قائلاً له بلهفة : حاضر آني جاي دلوك بسرعة ، لم يتناول الشاي وأسرع في ارتداء ثيابه تحت أنظار مهجة الذاهلة من هذا الاستعجال الواضح وودت لو سألته لكنها لم تجرؤ من سؤاله من ملامحه المتجهمة.
غادر المنزل وقبله والده قائلاً له باستغراب : رايح فين يا عمدة دلوك إكده، فقال له بسرعة : جاي دلوك يا بوي، هز رأسه باعتراض قائلاً له باستنكار: لازم تجولي رايح فين ملامحك مش مطمناني واصل وكإن فيه مصيبة واعرة جوي حصلت ومش راضي تخبرني بيها .
زفر بقوة قائلاً له باستعجال : يحيي يا ابوي مغمى عليه في المستشفى ومحدش خابر إيه السبب .
ارتجف قلبه بخوف قائلاً بذعر صادم : ولدي ماله يا عمده فقال له : مش خابر آني هروح دلوك وهشوف وهخبرك ، هز إسماعيل رأسه بقوة رافضاً قائلاً له بلهفة حزينة : لاه مش هتمشي من غيري واصل، خدني وياك دلوك .
تنهد قائلاً باستسلام : طب يالا يا ابوي بسرعة ، استقل اسماعيل معه السيارة التي قادها بنفسه بسرعة صوب المشفى الذي بها الآن شقيقه يحيي .
وصل جلال إلى المشفى وترجل كل منهما من العربة بسرعة، استقبلهم فهمي داخل المشفى قائلاً لهم : كويس انك جيت يا عمده فقال له اسماعيل بجزع : طمني على ولدي يا دكتورفهمي .
فقال له بهدوء: اطمن يا حاج احنا عملنا ليه دلوك أشعة على المخ علشان نطمن عليه وبدأ يفوج الحمد لله بعد ما أسعفناه بسرعة.
أسرع جلال يقول له : هوه فين دلوك فقال له : تعالوا ويايا ، أدخلهم إلى الغرفة التي بها يحيي .
هرع إليه جلال قائلاً له بلهفة : يحيي عامل إيه دلوك يا أخوي، حدق به بضعف قائلاً : آني بخير يا أخوي يا دوب كام غررزة إكده على راسي من ورا وبجيت بخير وجدر ولطف.
قطب حاجبيه بتفكير ، وهرع والده إليه : ولدي الحمد لله إنك بخير، سلامتك يا يحيي ألف سلامة عليك.
فقال له بتعب : اطمن عليه يا ابوي اني بخير طالما انت وأخوي بخير ، قال له جلال بتساؤل : مين اللي عمل فيك إكده جولي بسرعة ومتخبيش عني أي حاجه واصل .
كانت مريم بحجرتها نائمة استيقظت على صوت رنين الهاتف ، قطبت حاجبيها بتفكيرواستغراب : ولاء تتصل دلوك يا ترى فيه إيه…!!!
بادرتها ولاء قائلة لها بلهفة وخوف : إلحجيني يا مريم …. إلحجيني ….آني في مصيبة…. ووجعت فيهــ …. انتفض قلبها بقسوة بين أضلعتها وقاطعتها بجزع قائلة بصدمة : فيه إيـــه يا ولاء طمنيني…. مصيبة إيـــه جوليلي.
فقالت لها بسرعة وخوف: الحيوان اللي اسمه عادل، بعتلي فيديو النهاردة على تليفوني وصور وآني عنديه في الشجه معاه، وكمان صور وفيديو ليكي من شجته بردك، ومن ساعتها وآني حاسة إني هموت من الخوف وكإن الدنيا إطربجت فوج نافوخي.
كاد قلب مريم أن يقفز من مكانه من الرعب الذي يحاصرهم الآن هما الأثنين واتسعت عينيها بصدمة شديدة قائلة بذعر: طب والعمل يا ولاء ، تنهدت بيأس خائف قائلة لها باضطراب: منيش خابرة آني في دوامة من ساعة ما بعتلي الصور والفيديوهات دي، وبيهددني إني لازم أروح آني وانتي ناخد منيه الصور والفيديوهات وإلا هيفضحنا وهددني إنه هيخلص على يحيي كمان وجالي المرادي بس خبطة بس صغيرة ليه جرصت ودن ، لكن المرة الجاية هيجتله بجد.
اتسعت عينيها بهلع قائلة بصدمة وذعر: يحيي لاه كله إلا هوه …. صمتت برهة بعد أن انتبهت لعبارتها الأخيرة فاستطردت قائلة : يعني إيـــه خبطة … معجول يكون آذاه وعمل فيه حاجه.
تنهدت ولاء بجزع قائلة بتردد حزين: بينه إكده يا مريم أخوي حسان كان جايب مرته من المستشفى وبيجول إنها مجلوبة بسببه والعمده هناك ووالده الحاج إسماعيل وجلت لازم أخبرك.
انتفض قلب مريم من الذعر التي شعرت به والقلق الذي استبد بها صاحت بلهفة قائلة بقلب موجوع: يحيي لاه … كله إلا يحيي…. لازم يكون بخير آني مجدرش أعيش من غيره.
نظرت نوال إلى ساعتها فوجدتها العاشرة مساءً، تمددت على فراشها وصورة ياسين أمام عينيها تحاصرها.
أغمضت عينيها بأسى من تذكرها ما حدث معها بالأمس قائلة بحزن : أنا تعبت أوي يا ربي واحترت من اللي أنا فيه ، وتحكمه فيه طول الوقت ومن غير سبب، وكمان غير انه جابني هنا تاني امبارح غصب عني، مش عارفه بيعمل معايا كده ليه.
وصل خبر ما حدث مع يحيي إلى والدته عن طريق إحدى جاراتها، فانقبض صدرها ولمحت دخول ولدها العمدة فهرعت إليه قائلة بجزع ولهفة : ابني ماله يا عمده ، تنهد قائلاً باقتضاب : طمني جلبك يا اماي ولدك يحيي بخير والحمد لله.
فقالت له بسرعة : آني لازم أروح أشوفه ، هز رأسه بالرفض قائلاً لها : مش هينفع يا اماي ابجى روحي بكرة ، فقالت له باعتراض : يعني يبجى ابني في المستشفى يا عمدة ، واجعد إكده مخبراش عنيه حاجه عاد.
زفر بقوة قائلاً لها بهدوء : يا اماي اطمني يحيي بخير جولتلك وآني بذات نفسي هاخدك ونروح نزوره الصبح كمان ونجيبه ويانا كمان .
تنهدت باستسلام قائلة له: طب طالما إكده يا ولدي فين بجى الحاج اسماعيل ، ابتسم لها قائلاً : ابوي صمم يجعد وياه وجالي اطمنك عليه وهيبات هناك كمان مرافج ليه.
نظرت إليه قائلة بلهفه : طب آني عايزة أتحدت ويا يحيي علشان جلبي يطمن عليه.
هز رأسه بالموافقة وقام بالاتصال على شقيقه ثم أعطاها هاتفه لتحدثه.
بعد قليل كان جلال في منزله، دلف إلى مكتبه وتناول هاتفه بتردد ثم وضعه مرةً أخرى متنهداً بضيق .
دخل إلى الغرفة فوجد مهجة مازالت مستيقظة، حدق بساعته وقال لها بتساؤل مقتضب: لساتك منمتيش لدلوك يعني.
اومأت برأسها قائلة له بتردد: لساتني مجنيش نوم يا بيه، لغاية دلوك ، فهي بالفعل لم تستطع النوم من شدة قلقها عليه من ملامحه المتجهمة والسرعة الذي خرج بها من المنزل .
نام بجوارها بعد أن استبدل ثيابه ولم يبادلها الحديث فسألته بتردد : هوه كان فيه حاجه يا بيه .
قطب حاجبيه بضيق قائلاً دون أن يلتفت إليها قائلاً لها : وإيــه اللي خلاكي تجولي إكده.
صمتت برهة بتردد قائلة بقلق : أصل كان شكلك بيجول إن فيه حاجه واعرة جوي.
تنفس بعمق قائلاً لها بتفكير: أخوي يحيى اتفتحت راسه وراجد بالمستشفى .
انزعجت مهجة لهذا قائلة بجزع: يا لهوي ومين اللي عمل فيه إكده يا عمدة، تنهد بضيق قائلاً لها بسخرية : مش خابر لما يبجى عندي خبر أبجى أجولك، ياريت تكوني ارتحتي عاد وتنامي بجى علشان نعسان وعايز أنام آني كمان.
اضطرت مهجة أن تحاول النوم هي الأخرى، بالرغم عنها حتى راحت في ثُباتٍ عميق.
دخل ياسين إلى منزله في وقتٍ متأخر، بعدما تشاجر مع نهى بسبب الشقة التي تريدها.
توجه إلى حجرته، وهو يتأفف بضيق مما حدث معها من تصميمها على منزل بعيداً عن أهله متعللة بأشياء تافهة بأن الشارع لا تريد السكن به وأنها تريد الاستقلال بعيداً عن الجميع.
جلس ياسين على الفراش ووضع كفيه على وجهه بضيق، متنهداً بضيق ثم تمدد بفراشه، شاعراً بشتى الأحاسيس المختلفة التي تجعله حاد وغاضب هذه الأيام باستمرار، مفكراً بحديث شقيقته ووالدته اليوم عن ذلك الشخص المجهول المعجب بنوال.
استيقظت نوال على صوت طرقات متوالية على الباب فكانت والدة ياسين قائلة بتردد : أنا آسفه يا بنتي صحيتك بدري ، بس حبيت اطمن عليكي قبل ما أمشي هشتري شوية حاجات.
ابتسمت لها قائلة بحب: مش محتاجه أسف يا ماما أنا كده كده كنت لازم أصحى علشان أمشي على المحل بقالي كام فترة مفتحتوش، وأنا بخير اطمني عليه.
بادلتها الابتسامة قائلة : يدوم يا بنتي ربنا يكرمك، طب مش عايزة حاجه أجيبهالك معايا.
هزت رأسها بالرفض قائلة لها: شكراً يا ماما منيش محتاجه حاجه، ابتسمت لها بحنان قائلة : طيب يا بنتي عن إذنك أنا دلوقتي.
بعد انصراف أم ياسين، استبدلت نوال ثيابها وتجهزت لتذهب إلى المتجر التي تعمل به، مرت ساعتين على نوال وهي بمتجرها، وحاولت شَغل نفسها عن أي تفكير أو شرود يقودها إلى معذبها.
مع الوقت بدأت تنشغل بالفعل عن الشرود به، ومن دخول بعض الزبائن الذين اشتروا منها بعض الثياب، إلى أن توقفت سيارة ما أمام متجرها بالضبط ، لم تنتبه نوال لها ولا لصوت صريرها العالي كأن صاحبها غاضباً وبقوة.
كانت منكبه على وجهها باهتمام بالغ على مكتبٍ صغير، تؤيد بعض الحسابات الخاصة بالمحل كما كانت تفعل مهجة من قبل، شعرت بألم ما في رقبتها من الخلف فرفعت رأسها ببطء، ما أن رفعتها واتجه بصرها للخارج بغتةً، حتى وجدته واقفاً أمامها حاد النظرات وعينيه مثبتةٍ عليها بقوة، مما جعلها تطرق ببصرها إلى الأسفل من كثرة تحديقه بها، وارتجف قلبها بعنف مما جعل ريقها يجف من خوفها الشديد منه.
فهي لم تتوقع حضوره الآن وفي هذا التوقيت،
ومع ذلك حاولت أن تتماسك أمامه،وقررت أن تجابهه لكن دون النظر إليه قائلة له بثبات : ممكن أعرف إنت جاي هنا ليه.
اقترب منها بخطوات سريعة دون أن يجيبها قائلاً لها بغضب عارم: إقفلي المحل وتعالي ورايا، بسرعة.
تطلعت بنظراتها إليه بصدمةٍ كبيرة قائلة بذهول تام : إيه الكلام اللي بسمعه منك ده .
زفر بقوة قائلة بلهجة حازمة : كلامي يتنفذ من غير مناقشة وبس .
هزت رأسها بعدم تصديق مما يحدث معها قائلة باعتراض : إزاي أقفل محل عيشي ، ده شغلي فاهم.
تنهد بنفاذ صبر قائلاً لها بسخط غاضب: شغلك ….مش شغلك …. بقولك اقفلي المحل وتعالي ورايا بسرعة….. ولا تحبي أقفلهولك بنفسي.
لم تستطع نوال مجاراته وهو بهذا الشكل الغاضب، وخشيت من نظرات الناس إليها من خارج المتجر على علو صوته، واضطرت مجبرة إلى تنفيذ أوامره لها .
اضطرت نوال مرةً أخرى  أن تستقل معه السيارة فقال لها بحدة : اربطي حزام الأمان بسرعة، قطبت حاجبيها باستغراب من طلبه ، لكنه أسرع بقوله الساخط لها : إيه ما عملتيش ليه حزام الأمان.
نظرت إليه بقلق وارتجفت يدها باضطراب وهي تضع حزام الأمان ، فضم شفتيه بنفاذ صبر ، والتفت إليها بحده وأخذ منها الحزام بعنف قائلاً لها بانفعال: سيبيه أنا هعمله .
توترت من شدة قربه منها واشتمت إلى رائحة عطره المميزة لها وهو ينحني نحوها لضبط الحزام لها.
ابتعد عنها بسرعة وسارع بقيادة عربته بسرعة جنونية ، لهذا فهمت اسباب تصميمه لوضعها حزام الأمان الآن .
صاحت به نوال قائلة بنرفزة : قلل السرعة انت اتجننت ولا إيه، لم يلتفت إليها بل ظل ناظراً أمامه بغضب صامت .
وضعت يدها على جبتها بضيق قلق قائلة بنفاذ صبر: بقولك قلل السرعة ، التفت إليها هذه المرة بعصبية قائلاً لها بانفعال : إخرسي ومش عايز أسمع صوتك تاني فاهمة.
تأملته بصدمة من انفعاله عليها بدون سبب يذكر، لم تتحدث مرةً أخرى وتحاملت على نفسها هذه السرعة وصمتت بالرغم منها ومن تصميمه.
وصل بها إلى مكان ما هادئ مفتوح لا يوجد به إلا أشخاص قليلون ومبتعدون عنهم أيضاً ، قائلاً لها بضيق غاضب : انزلي يالا بسرعة … نزلت وهي تتأفف من هذا التحكم الوضح بها.
تأملت المكان حولها شاعرةً بالضيق والسخط بداخلها ، إنه مكان يشبه الصحراء على عدم وجود إناس كثيرون كما اعتادت هي على ذلك.
فسألته بغيظ قائلة له : ممكن بقى أعرف إنت جايبنا هنا ليه بالظبط…..وخلتني كمان أقفل المحل علشان تجيبني هنا، وفي مكان زي ده، تجاهل ياسين سؤالها عن عمد، وقف أمامها مباشرةً يكاد يلتصق بها، يواجهها وعينيه تطلقان شرراً مثل الرصاص المنهمر على العدو.
قائلاً بحدة غاضبة : ممكن بقى تقوليلي مين ده اللي كان عينه عليكي طول الخطوبة، واللي أول مامشيتي مشي وراكي.
صُعقت نوال من هذا السؤال الغاضب، وقفز قلبها من بين جنبات صدرها من مكانه ، هارباً الدم من وجنتيها.
جحظت عيناها وهي تقول له بذهول : تقصد إيه بسؤالك ده ، أمسكها من ذراعها بقسوة مقرباً إياها من صدره، شاعرةً بأنفاسه القوية والمنفعلة على وجهها قائلاً لها بنرفزة غاضبة: إنتي هتقولي الحقيقة من غير لا لف ولا دوران ولا أدفنك صاحية في مكانك هنا.
شهقت نوال بذعر من تهديده الصريح هذا قائلة بصوت مرتجف : معرفوش…. وأول مرة أشوفه… صرخ بها بقوله بصوتٍ قاسٍ: كدابة… كدابة…. ده منزلتش عينه من عليكي من أول ما شافك وأول ما مشيتي راح وراكي ، أكيد علشان تتقابلوا برة براحتكم مش كده يا ست هانم.
صُدمت نوال من اتهامه الباطل لها ، غير مستوعبة ما تسمعه منه للتو قائلة له بعدم تصديق : إنت أكيد اتجننت ومش في وعيك، علشان تقولي وتتهمني بالطريقة البشعة دي.
جن جنونه أكثر من ذي قبل من أثر كلماتها الحمقاء التي وصفته بالجنون، محدقاً بها بشراسة ، جعلها تندم على ما قالته الآن، وقد تهاوى قلبها بين قدميها من شدة ذعرها، وهو يجز على أسنانه منفعلاً، مقرباً وجهه من وجهها قائلاً لها بعصبية جنونية: طب طالما أنا بقى مجنون كده أوي زي ما قولتي، أنا بقى هوريكي الجنان على أصوله.
أخذ جلال معه والدته كما وعدها وذهبوا إلى يحيى بالمشفى ، هرعت إليه والدته باكية عندما شاهدته نائماً على ظهره على الفراش ، وبجواره والده فقال لها يهدئها : آني بخير يا اماي بس الخبطة على راسي كانت واعرة حبتين متجلجيش.
انهمرت دموعها أكثر قائلة له : سلامتك يا ولدي ألف سلامة عليك، الله ينتجم من اللي عمل فيك إكده .
ربت يحيي على كتفها قائلاً لها بخفوت : متخافيش يا اماي هينتجم ربنا مش بيسيب حد ظالم واصل يتهنى باللي عمله.
تنهدت قائلة من وسط دموعها : ونعم بالله يا ولدي …. ونعم بالله … بس آني نفسي أعرفه.
تهرب منها يحيى قائلاً لها بتوتر: نور هتيجي بكرة ان شاء الله من كليتها إبجى جاهزيلها وكل كتير تلاجيها مشتاجة لوكلك يا اماي.
ابتسمت وهي تمسح دموعها قائلة له بلهفة : نور جايه بكرة ، ده آني اتوحشتها كتير جوي .
كان جلال يتابعهم بعينيه وعقله شارد بمن فعل بشقيقه هذا، متوعداً في نفسه لمن كان السبب.
كان عادل يقود سيارته وبصحبته صديقه صلاح الذي قال له بضيق: ياريت تكون ارتحت لما عملت إللي انت عملته امبارح ، التفت إليه عادل بحدة قائلاً له : طبعاً ارتحت ده متخلقش اللي يعمل فيه اللي عمله ده ، المرادي دي خبطه صغيرة على راسه المرة الجاية هدفنه.
انزعج صلاح قائلاً له بحنق : عادل انت بتدخلنا في مشاكل ملهاش حل ، خلينا نلتفت لشغلنا بقى وسيبك منه، وكمان إيه هتدفنه ده ، انتي ناسي أخوه يبقى مين ثم احنا من امتى وبقينا قتالين قتلى .
زفر بغضب قائلاً له بسخط : لا مش ناسي بس هما نسيوا بيلعبوا مع مين …. قاطعه بحدة قائلاً له : إذا يحيي سكت على اللي حصله ، أخوه مش هيسكت خالص، دول صعايدة ومش هيسيبوا حقهم أبداً.
تنفس بعمق قائلاً بضيق : صلاح طالما بقيت جبان أوي كده يبقى متدخلش في الموضوع ده تاني فاهم.
هتف به بحده قائلاً له : مش حكاية جبن ، أنا عمري ما كنت جبان ، بس الناس دي إحنا مش قدهم فعلاً ، ومهما استخبيت هيجيبوك ولو من تحت الأرض.
انزعج عادل من كلماته وبالرغم من صحة حديثه إلا أنه عليه أن يمضي قدماً فيه ولن يتراجع عن ما بدأه، وفكر برهةً قائلاً له بحنق : بردوه هنفذ اللي في دماغي علشان مش بنتين يضحكوا عليه أنا.
زفر صلاح بحنق قائلاً له : انت جبتلنا المشاكل وربنا يستر بقى في اللي جاي.
عاد جلال من المشفى وهو شاعراً بالضيق من عدم إخبار شقيقه الحقيقة إلى الآن ، فشعر بأن يحيي يريد اخباره لكن هناك شيء ما لا يدري ما هو يعوقه عن إخباره بالأمر .
وضعت مهجة الغداء على مائدة الطعام ، جلسوا معاً يتناولونه بصمت ، ونظراته الشاردة على وجهها .
سألته قائلة بتردد : كيف أخوك النهاردة ، تنهد قائلاً لها : بخير والحمد لله عن إمبارح.
صمتت مهجة بعدها ولم تجد ما تتحدث به فقطع هو الصمت قائلاً لها : بكرة بإذن الله عنديكي مهمة تانية.
عقدت مهجة حاجبيها بذهول تام قائلة له بدهشة : يا وجعة مربرة… تاني يا بيه … فقال لها بضيق واضح : طبعاً إنتي ناسيه إنتي جايه إهنه ليه.
ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة له بصوت متحشرج : خابره يا بيه طبعاً هيه دي تتنسي واصل… وهبجى لوحدي بردك يا باشا.
أخذ جلال نفساً عميقاً قائلاً لها بجمود غام : أيوة…. بس المرادي هتبجى مختلفة شوية.
فتحت سماح الباب فوجدت مصطفى في وجهها ، افسحت له الطريق ليدخل قائلة له : اتفضل يا مصطفى بيه .
دخل مصطفى قائلاً لها بضيق: أنا مش هاخد من وقتك كتير، أشارت له بالجلوس قائلة له : اتفضل إقعد واقول اللي انت عايزه .
فقال لها وهو يجلس : أنا بصراحة فكرت في اقتراحك عليه كتير ، ولقيت إنه أحسن حل علشان أقرب من بنتي ياسمين .
ابتسمت له ابتسامة انتصار ووضعت قدم فوق الأخرى وهي تجلس قبالته قائلة له ببرود خبيث : طب كويس أوي وأنا هبلغها وهشوف هتقول إيه.
يتبع..
لقراءة الفصل الثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حبيبة بالخطأ للكاتبة سهير علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!