Uncategorized

رواية النمر الجامح الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أميرة أنور

 رواية النمر الجامح الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أميرة أنور

رواية النمر الجامح الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أميرة أنور

رواية النمر الجامح الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أميرة أنور

بفيلا “مالك” جلس ولا يعرف كيف سيقول لصغيرته عن هذا الموضوع، هل يخبرها بكره شقيقتها لها، أغمض عينه بتعبٍ شديد ليفتحهما حين سمع صوتها المشاغب:-
_يعني ينفع كدا تروحوا كلكم المحكمة وتسبوني لوحدي والله عيب عليكم..
حدق بصغيرته وابتسم بوجع، لا يعلم بما يبدأ، أيصارحها أم يصمت، رد عليها بهدوء:-
_كان لأزم تروحي المدرسة يا عمري يالا اطلعي ارتاحي شوية
استغربت طريقته، وصدمت من شكل المنزل، شعرت بأنه بارد لا يوجد به دفء، أين الجميع، ظلت تنادي بعلو:-
_”دنياا” مامي يا “دودي” تعالي عاوزة أوركي المس ادتني إيه
شعر بصعوبة الموضوع، حاول أن يمهده لها فقال:-
_”رينو” تعالي عاوزك
اقتربت منه وجلست بجانبه وقالت بخوف لأنها تشعر بأنه سيقول شيءٍ يؤلمها:-
_إيه؟
_إنتي كبيرة صح؟!
_صح
لم يمهد لها وبدأ يسرد لها ما حدث مع والدتها، والجروح التي سببتها للعائلة، بعد أن أنها حديثه نظر لها فشعر بالوجع عليها حيثُ كانت صامتة وكأنها كبرت قبل الأوان، وضع يده على كتفها وقال بتوتر:-
_حبيبتي أنا مش عاوزك تزعلي أبداً
نظرت له وكأنها فتاة كبيرة ، مسحت دموعها ومن ثم قالت:-
_أنا سمعتها كذا مرة بتتفق إنها تسافر وتسبني وعرفت إنها مش بتحبنا بس خوفت اتكلم عشان ما تكرهونيش
كنت حاسة إنكم هتتخلوا عني يا “مالك”
يالله كان خائف على “دنيا” ولكن ما تشعر به الصغيرة أقوى بكثير ياليته كان قريب منها أكثر من ذلك، أمسك يدها وقبلها وقال:-
_إنتي من دمي يا “ريناد” لأزم تعرفي يعني إيه ترابط العيلة يعني إيه تبقي شايلة دم عيلتك يعني كلنا واحد عمرهم ما يتخلوا عنك لو إنتي إيه وهما كمان عمرك ما هتتخلي عنهم صح ولا لاء
أومأت برأسها، مد يده ومسح دموعها وقال:-
_يالا روحي ارتاحي وأنا هخلي الدادة تعمل لك آكل
نظرت له وقالت بلهفة:-
_فين “دنيا”؟؟؟
توتر بشدة، كيف له أن يقول أنها تخلت عنها، تحدث بتلعثم:-
_ااا هي اا
أغمضت عينها بوجع وقالت:-
_مش عاوزاني أنا كنت حاسة بدا طب أنا همشي وخليها ترجع
ابتلع ما في حلقه بتعبٍ ثم قال بتواسي:!
_لا يا حبيبتي أختك بتحبك بس هي عاوزة تقعد مع نفسها شوية
سألته بهلعٍ:-
_وهي فين دلوقتي؟!
تنهد بقوةٍ ثم أجابها:-
_في بيت”جبل”!!!
………………………………………………………………
دلفت”دنيا” غرفتها، أعطت لدموعها العنان لتنزل،ظلت تنظر إلى جدران الغرفة، أغمضت عينها بتعب ثم قالت:-
_إزاي ماقدرتش أكرهها أزاي؟!
استدارت وعيناها يملأها الانتقام، قالت بقسوة:-
_بس ملحوقة بنتها هي اللي هأخدها بذنبها
بتلك اللحظةرن هاتفها المحمولي، أمسكتُه بيدها فوجدت المتصل “أحمد”، ردت عليه بلهفةٍ وقالت ببكاء:-
_” أحمد”!!!!!
صوتها كان حزين للغاية مما جعله يقلق، تكلم بلهفة:-
_مالك يا حبيبتي إيه اللي حصل معاكي
سردت له ما حدث وبعد أن انتهت أكملت بـ:-
_لا وكمان الحقيرة كانت بتدخل في حياتي كانت عاوزة تبعدنا عن بعض أكيد والله متربتش ولا حد عرف يربيها
بتواسي شديد قال “أحمد”:-
_معلش يا حبيبتي سيبك وانسي اللي حصل وفكري في جوازنا وبس
ابتسمت بحزن وقالت:-
_مش قبل ما أخد حقي واللي هيكون من”ريناد”
بغضبٍ جم رد عليها وقال:-
_إنتي هبلة يا بت عاوزة تنتقمي من أختك إيه نسيتي إنها وقفت قدام أمها عشانك برغم صغر سنها ولا مش فاكرة ليها حاجة
أغمضت عينها بضيق وصرخت بعلو:-
_لا فاكرة بس شوف إنت أنا استحملت قد إيه أنا عشت من غير أم وأب يا “أحمد”
بسخريةٍ قال:!
_وهي كمان هتكمل عمرها من غير أب ولا حتى أم والفرق بينكم إن أمها خربت حياتها ولو حد عرف إن والدتها اتعدمت أختك هتدخل في حالة سيئة جدا هي مظلومة زيك
بخفوت ردت على حديثه:-
_هي ما مارتش باللي مريت بيه
بصوت حنون قال:-
_بس يا حبيبتي بلاش الشيطان يلعب في دماغك روحي شوفي أختك وحضونيها هي محتاحة ليكي..
……………………………………………………………..
جلس بالصالون، لم تعد أقدامه قادرة على السير، بتلك اللحظةشعر بيد أمه على كتفه، نظر لها وقال:-
_ليه يا ماما سابتني هو أنا عملت لها حاجة
وضعت أمه يدها على وجهه ومن ثم قالت بحنو:-
_يومين وهترجع يا حبيبي وافتكر كلامي
صرخ بشدة:-
_ولا يوم برا البيت
هب واقفاً وقال بتمرد:-
_لا هتجي النهاردة مش هسبها تبات برا البيت أنا مش هخليها تطلع برا البيت ولا يوم واحد
هزت أمه رأسها بهدوء ثم قالت بحنو:-
_طب تعالى نطمن على أختك و “دنيا” ونروح
بالفعل نفذ أوامرها، صعد غرفة شقيقته فسمع صوت تكسيرات، اصابه الهلع هو وأمه، توتر بشدة، دق الباب بقوةٍ فلم تفتح له، دفع الباب بكتفه بشدة حتى فتح،نظر لها بغضب ثم قال:-
_مضايقة ليه بتعيطي وتكسري ليه عشان واحد ما يسواش في سوق الرجال جنية أخرجي واطلعي واعملي حسابك هتتجوزه ونفرح بيكي
نظرت له والدموع تملأ بعيناها صرخت بشدة:-
_ازاي هقدر أحط عيني في عين “مالك” يا “جبل” أبويا سرق فرحتي وموت أعز إنسان على قلب حبيبي
تذكر “جبل” زوجته بعد حديث أخته بالفعل أبيه سرق فرحتهم، ولكنهم ضحايا معهم، اقترب منها وأخذها بداخل أحضانه مما جعلها تصرخ بشدة:-آااااااه يا “جبل” آااااه يا أخويا
كانت “فوقية” تراقبهم، تعلم بأنها أمهم ولكنهم علاج بعضهم، أكبر فترة كانوا معا يواسيها وتواسيه، يلعب دور الأب بحياتها وهي تلعب دور الأم..
بتلك اللحظةأخرجت من فمها أنفاسها ثم قالت بحنو:-
_ربنا يخليكم لبعض ويملأ عيني بوقفكم مع بعض إنتوا حياتي كلها
ابتسمت “مرام” و “جبل”، ردت عليها”مرام”:-
_تسلمي يا ماما
توقفت عن الحديث قليلاً لتفكر بعض الوقت، ثم عادت لتتحدث من جديد:
_أظن مش هيتعدم دلوقتي أنا عاوزة أروح له زيارة قبل ما يموت
بصرامة شديدة قال:-
_لا مش هتروحي لمجرمين
…………………………………………………………….
في غرفة”سامية” التي كانت تنظر بشدة لصورة السيد “ناصر” وزوجته بدموع كثيرة قالت:-
_قولتلي أبعدها عنهم واحافظ عليها ولو عرفت أرجعها لأختك أرجعها بس هي كرهتني
وضعت “صباح” يدها على رأسها وقالت بهدوء:-
_يا حبيبتي إن شاء الله هتعرف إنك كنتي بتعملي كدا عشان مصلحتها
أمسكت ” سامية” بيدها ونظرت لها بضعف ومن ثم قالت بتعب:-
-معتدتش يا أختي “ملاك” لو قلبت على حد استحالة ترجع تتكلم معاه هي مش هتتكلم تاني
هزت “صباح” رأسها بلا ثم قالت بحنو:-
_لا اطمني هي عمرها ما هتعمل كدا ثقي فيا هي بس عاوزة تقعد لوحدها
هزت “سامية” برأسها وقالت بتمني:-
_يارب يارب
بتلك اللحظةنادت عليها “فوقية” فقامت تهرول نحوها وترد بـ:-
_نعم يا “فوقية” هانم
كانت “فوقية” تنزل من الدور العلوي، تعلم ما بداخل قلب المربية من حزنٍ شديد، تحدث بحب:-
_أنا راحة مع “جبل” بيت “ملاك” يالا تعالي معانا
نظرت “سامية” بالأرض بفقدان الأمل ثم نظرت لذلك العاشق المتيم والذي يتمنى أن يذهب لحبيبته بأسرع وقت، تحدثت أخيراً وقالت بضيق:-
_للأسف يا “جبل” لأزم تستنى شوية “ملاك” مش هتصفى دلوقتي
صرخ بها بانفعالِ:-
_إحنا عملنا اللي علينا وقولنا ليكي تعالى مش عاوزة خلاص يالا يا أمي أنا مستنيكي برا
قال كلامه وخرج ينتظر في سيارته وبالفعل لم يمر خمس دقائق إلا وجاءت أمه والمربية لينطلق باقصى سرعة لبيت ملاكه…
……………………………………………………………….
عادت لمنزلها وكيانها، حياتها البسيطة التي كانت تعشقها، نظرت لجدران المنزل، تبحث عن طفولتها وشبابها، أبيها وأمها، فقدتهم، كم كانت متمنية أن يرؤها بفستان الزفاف الخاص بها، رن جرس المنزل فذهبت لتفتح فوجدت الطارق “جبل” ومعه مربيتها وعمتها، أدخلتهم للصالون ولكن “جبل” اتجه نحو غرفتها لذلك لحقته..
وقفت أمامه وبدموع منهمرة قالت:-
_مش هينفع ارجع لك بعد اللي حصل يا “جبل”
كاد أن يركع أمام اقدامها، الآن أصبح ذليل لحبه، لقد علم كل شيء بعد أن كان خائف أن تتركه بمفرده كما فعلت أمه الآن هو من يبكي حتى لا ترحل، ويعلم أنها محقة ما حدث معها صعب أن يتحمله أحد ولكن هو أيضا كان ضحية لما تعاقبه عليه، تحدث برجاء:-
_”ملاك” أنا ذنبي إيه أنا بحبك والله ما تسبنيش لو ليا خاطر عندك
بدموع باكيا ردت عليه:-
_ذنبك ماذنبكش حاجة بس أنا ذنبي إيه أنا كل ما بص في وشك هفتكر اللي حصل
لم يستطيع أن يتحمل قسوتها، ليت قلبه كقبل، قاسي، تنهد تنهيد عميق قبل أن يغادر ولكن دخول أمه جعله يقف مرة ثانية، اتجه نحوها وقال بخوف:-
_أمي أنا خايف اخسرها هي بتسمع منك خليها ترجع لي
اقتربت “فوقية” منها وبحنو شديد قالت:-
_هو كمان له حق عند الراجل دا طب إنتي كنتي عارفة تربة أمك وأبوكي بتروحي تتكلمي معاهم هو عاش عمره كله مش لاقي أمه وفاكرها زانية وخاينة لأبوه فكري فيها
بكت ” ملاك” بشدة ثم مسحت دموعها وقالت بضعف:-
_بابا ممكن يزعل مني يا عمتو
أمسكتها ” فوقية” بيدها وقالت بحب:-
_بالعكس يا روحي أبوكي كان عاوزك إنتي و “جبل” تتجوزوا
حدقت “ملاك” بزوجها وقالت بانهيار:-
_أنا بحب ابنك أكتر من حبي لنفسي بس مش هقدر أظلمه معايا مش هقدر يا عمتي حبي ليه هيقل
مسح “جبل” دموعه ثم قال بصرامة:-
_هتروحي معايا بالذوق أو بالعافية هتروحي معايا وأنا هعرف أخليكي تمشي إزاي
أسرع نحو المطبخ وجلب سكين حادة وبعلو صوته قال:-
_لو ما رجعتيش معايا مش هتشوفيني باقي عمرك
فزعت والدته من منظره صرخت بهلع:-
_يا بني ارجع عن اللي بتعمله له هي هتوافق
بينما “سامية”فاسرعت نحو”ملاك” وقالت بانفعال:-
_قول له حاجةيا بنتي هو عنيد زيك
لم تقول شيء، مازالت على تاثير الصدمة لما فعل، أسرعت “فوقية” وأمسكتها من يدها بقوة وقالت برجاء:-
_عشاني قولي له حاجة!!!
……………………………………………………………….
في منزل “لميس”
جلست بجانب “مصطفى” بحزن وقالت:-
_بجد مش عارفة إيه الجبروت دا يا “مصطفى” العيلة كلها اتظلمت من “جلال” و “عبير” مش بس “فوقية”
تنهد “مصطفى” بقوةٍ ثم قال:-
_مكنتش متصور إن “جبل” يقرب “ملاك” أنا شكيت فيها شبه منه كتير الصراحة ومن أخته بس ماحطتش الموضوع في بالي
تأففت بشدة ثم قالت بضيق:-
_صعبت عليا أوي يا “مصطفى” وهي مصدومة
أومأ برأسه ومن واجبه كصديق قال:-
_هنروح لها انهاردة نقعد معاها ونخليها تغير جو ونخرجها
ابتسمت له وقالت:-
_اشطا جداً
ثم أكملت بـ:
_نطمن على صاحبتنا ونكتب الكتاب ونعمل الفرح في يوم واحد يا حبيبي
غمرته الفرحة بشدة وقال بسعادة:-
_الله بقى!!!
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية لا تعشقني كثيراً للكاتبة بتول علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!