Uncategorized

رواية النمر الجامح الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أميرة أنور

 رواية النمر الجامح الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أميرة أنور

رواية النمر الجامح الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أميرة أنور

رواية النمر الجامح الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أميرة أنور

ضربات متتالية تشعر بها بداخل رأسها، لقد أحتل الصداع جمجمتها، نظرت لها والدموع تنزلق بشدة من عينها:-
_قصدك إيه أنا مش مصدقة الكلام دا استحالة أصدق
تعالت همهمات الحاضرين، اسكتهم القاضي بقوله:-
_هدوء هدوء
ثم أشار إلى “فوفية” حتى تكمل كلامها:-
_كملي يا أستاذة!!!…
وبالفعل أكملت “فوقية” حديثها بعد أن مسحت دموعها:-
_حتى ومش بس كده دا الجيران اللي حبينهم وكانوا صاحبنا اتفق مع زوجة ابنهم واللي كانت داخلة على طمع إنهم يقتلوا جوزها وبعد كدا يقتلوا الجد وبعدها الابناء والأخ الكبير واللي هو بيكون أبو “مالك” العزمي
كان “مالك” لا يتفاجىء بينما “دنيا” ففتحت فاهها من الصدمة، أما عن “جبل” لم يعد يتفاجىء بشيء، و “مرام” فابتلعت ما في حلقها من هول الصدمة.
سألها القاضي عن:-
_وفين دليلك عن هذا الحديث
ردت عليه بخفوت:-
_”مالك” هو اللي معاه كل الأدلة عن الكلام دا يا فندم
كيف لها أن تهرب، تسمع الحديث وتشعر بأنها ستموت، كان يخطط مع “فوقية” وهي لا تعرف، لقد سمح لها أن تاتي إلى هنا باقدامها وكأنها فار يريده أن يقع في المصيدة، كيف لها ألا تعقل هذا، حاولت أن تفر وتستغل انشغالهم ولكن “صباح” أمسكتها من يدها وقالت بحد:-
_لو حاولتي تهربي هقول للقاضي إنتي نهايتك قربتك يا “عبير” الكلب
شعرت بأنها ستفقد توازنها الآن تحديداً، زاد الهلع حين أذن القاضي لـ “مالك” أن يتحدث، قام “مالك” يسرد ما حدث بالتفصيل:-
_جدي أما مات الدكتور قال مسموم كتمت على الموضوع لأن كان لأزم أعرف إيه اللي حصل معاه بقيت خايف على العيلة بس مش قايل لحد، وفي يوم روحت بتنا القديم ولقيت أدويته متبدلة ولقيت ازازة سم في أوضة مرات عمي واللي أكد دا تغيرها وخوفها وأسلوبها
قاطعه القاضي بسؤاله:-
_وإنت ليه مبلغتش بعد ما عرفت كل دا
ابتسم “مالك” بسخرية ثم استدار حتى ينظر إلى زوجة عمه ومن ثم يجيبه:-
_كان لأزم أجيب دليل وأعرف مين كان بيساعدها طول السنين دي، رقبت تلفونها من غير ما تعرف ومكننش متخيل إنه هيكون عمي “جلال” لحد ما سمعت مكالمة بينها وبين واحدة اسمها “كريمة”
توقف عن الحديث وأخرج هاتفه من جيب بنطاله وبدأ في تشغيل المسجل:-
_”كريمة” أنا مش هخسر أبداً أنا ربيت “دنيا” عشان تحبني وأقدر أخد فلوسها موت جوزي وموت أمها ومستعدة أموت الدنيا كلها عشان الفلوس خونت صاحبتي “فوفية” مع جوزها وموتنا أخته وجوزها واللي بيكون أخوه صاحبتي يعني مش باقية على حاجة أنا لازم أعرف فين “جلال” لأزم وبأي تمن ولأزم أهرب من هنا
قفل المسجل وعاد يتحدث:-
_دا كفاية إن أقول هي فعلاً أنا مش هقول أكتر من كدا أنا بطالب بحبسها
كانت “دنيا” في حالة لا يرثى لها بعد سماعها للتسجيل، لقد حرمت من أمها بسبب تلك السيدة التي قضت عمرها تناديها بلقب الأم وكأنها تشكرها على كل شيءٍ فعلته، نزلت دموعها بغزارة فنظر لها “جبل” وقال بحنو:-
_بس يا “دنيا” يا حبيبتي مافيش حاجة تخليكي تزعلي افرحي عشان حقك رجع
لم ترد عليه، فعاد ينظر لزوجته التي كانت تنظر إلى مربيتها بغضب، همس في أذنها:-
_”ملاك” اهدي وكل حاجة هتتحل
نظرت له ثم ابتسمت بسخرية وقالت:-
_مش باين لها!!!!
كان لا يفهم أي شيء من حديثها، ما يدور داخل عقلها هي فقط من تعلمه…
عاد “مالك” مكانه بجانب ابنة عمه حضنها بقوةٍ وهمس بحب:-
_بس يا هبلة أنا معاكي وجانبك دايما.
سرعان ما تعلقت أنظارها به، وكأنها تقول كيف لها ألا تشعر بما حدث مع والدتها…
سمع الجميع قرار القاضي حين قال:-
_حكمت المحكمة على كل من “جلال المنشاوي” و “عبير السيد” و الدكتور “محمد الحديد” بتحويل أوراقهم لفضيلة المفتي وهذا كل ما عندي رفعت الجلسة.
صرخات عالية أخرجتها “عبير” :-
_أنا مظلومة والله صدقني يا باشا
لم يسمعها أحد حيث أن الأدلة ضدتها، شعرت “دنيا” ببعض الراحة فحق أهلها سيعود.
قامت “فوقية” والابتسامة تلوح على ثغرها، الانتصار حليفها، أخيراً ستقف أمام زوجها بدون خوف، الذعر لن يعود، اقتربت من القفص المقيد به ومن ثم أخرجت ما في فمها وألقته عليه وقالت بثقة:-
_كان عندي ثقة في ربنا برغم سنين عذابي اللي شوفتها منك يا “جلال” أنا بكرهك على قد كل ذرة حب حبتها ليك وشوف بقى أنا كنت بحبك قد إيه
الندم كان واضحٍ على وجهه، ليت السنين تعود ولن يخسر أهله وزوجته ورفقاته، رد عليها برجاءٍ:-
_سامحيني يا “فوقية”
وكأنه لا يتكلم، تقدمت قليلاً لتقف أمام “عبير” وتكمل وهي تنظر لها باستهجان:-
_اعتبرتك صديقة وأخت بس طلعتي ما تستحقيش تكوني حتى جزمة في رجلي هو دا مكانكم الحقيقي هو دا
بدموعٍ كثيفة ترجتها أن تعفو عنها:-
“فوقية” بالله عليكي تنقذيني
لم ترد عليها وأسرعت مع عائلتها للخارج
……………………………………………………………….
عاد الجميع من المحكمة، تجمعوا في فيلا “جبل” المنشاوي، كانوا جميعاً صامتين، مشاعرهم مبعثرة، ضائعة، كانت “ملاك” لا تتحرك من مكانها، فقط تجلس بأعلى الأريكة ولا تتكلم، بهلعٍ كبير نظر لها “جبل” الذعر الذي يحمله قلبه كان ككبر حجم الكرة الأرضية، تحدث بهدوء:-
_عارف إن كان في حقائق أول مرة نعرفها بس الكابوس دا فوقنا منه يا “ملاكي” خلاص وبعدين إنتي مش مبسوطة إن حبيبك طلع يقربلك
نظرت له وكأنها لا تعرفه، يشبه أباه كثيراً، كيف لها أن تتزوج واحد أبيه يحمل دماء أهلها، أي حديث ستقوله لاولادهم حين يسألوها عن جدهم، أتقول مات على يد جدكم أبيه لأبيكم، ومن يكون خالها، كيف ستكون حالتها عند سماع اسمه، “جلال المنشاوي”.
أغمضت عيناها بشدة، انتاب الصداع حمجمتها، قامت من مكانها وهي في حالة لا يرثى لها، قام” جبل” حتى يلحقها ولكن أوقفته “فوقية” بيدها قائلةٍ له:-
_سبها تقعد مع نفسها شوية هي لأزم تعيط
سمع لها وجلس بمكانه، لم يتحدث أحد مرة ثانية فأفعالهم مازالت تحت تاثير الصدمة…
تنهدت “مرام” بقوةٍ ومن ثم قامت من مكانها وقالت بتعب:-
_مامي أنا طالعة وبعد إذنكم سبوني لوحدي شوية
استغربها الجميع فهي لا تحب أن تنفرد بمكان بمفردها ولكن وبحنو تحدثت “فوقية”:-
_ماش ياحبيبتي روحي
كانت أنظار” مالك” القالقة تلاحقها، تحدث بخوف:-
_ليه سبتيها تروح لوحدها يا طنط
أغمضت عينها ليطمئن ردت عليه بكل هدوء:-
_متقلقش هتكون بخير
ثم حولت أنظارها نحو “دنيا” التي كانت تحاول كتم دموعها، اقتربت منها وفتحت ذراعيها لتحتويها بعد أن جلست بجانبها:-
_ماتفكريش في اللي راح فكري في اللي جاي، فكري في فرحك وفي خطيبك وفي حياتك
أخرجت زفيرها بتعبٍ ثم قامت من مكانها ونظرت إلى ابن عمها وقالت:-
_مش عاوزة أي حاجة ليها تكون في الفيلا مش عاوز أفتكر إني كنت بقول للي قتلك أمي وأبويا كنت بقولها ماما مش عاوزة أفتكر
ثم وبعد إنها حديثها نظرت إلى “فوقية” وقالت برجاء:-
_ينفع أقعد عندك انهاردة
أومأت “فوقية” برأسها وقالت بترحيب:-
_تنوري يا قمري روحي أي أوضة وارتاحي فيها
بتلك اللحظة تذكر “مالك” “ريناد” فقال بحنق:-
_”ريناد” زمنها رجعت من المدرسة
عادت تنظر “دنيا” له ومن ثم قالت بكره:-
_ياريت أكبر حاجة بتمتلكها “عبير” تغورها لأنا لا هي
لم يفهم حديثها فقال:-
_مش فاهم
صرخت بعلو:-
_يعني “ريناد” مش عاوزها تعيش معايا في نفس البيت
كان سيتحدث ويرد عليها ولكن “فوقية” أوقفته بحركة من يدها وقالت:-
_طب روحي يا حبيبتي ارتاحي إنتي
نفذت “دنيا” كلامها وصعدت للأعلى، بعد أن أختفت عن أنظارهم قالت “فوقية” لـ “مالك”:-
_هي دلوقتي معذورة يا بني روح شوف”ريناد” وكمان شوية هكلمها
أومأ برأسه ثم غادر من أمامها، الآن هي وابنها بمفردهم، كان “جبل” لا يسمع غير صوت قلبه، شارد، خائف من قرار زوجته، وضعت “فوقية” يدها على منكبيه وقالت:-
_”جبل”
انتبه لها فقال:-
_نعم
أكملت حديثها بحبٍ شديد:-
_حبيبي حبك اللي هيفوز في النهاية بس استنى وهي هترجعلك
أغمض عينه بوجعٍ جم، ثم تحدث بألم:-
_بس أنا زعلتها كتير يا أمي أنا زعلتها أكتر من اللأزم قعدت جنبي وأنا تعبان وأنا مقدرتش دا بأي عين يا أمي يوم ما تقول لي همشي وأقولها لا أبويا مخلاش ليا عين لحاجة خلاص
احضتنته “فوقية” بحنو وأردفت بيقين:-
_متقلقش يا حبيبي هترجعلك تاني
……………………………………………………………….
في غرفة “ملاك”
جلست تتفحص كل شيء، تتذكر أول مرة تدخل إلى ذلك المكان، تشعر أن أقدامها لا تحملها، نظرت إلى صورة “جبل” المتواجدة على الحائط، يشبه والده كثيراً، كيف ستحمل حباً لشخص يشبه قاتل أبيها، اتجهت إلى تراس غرفتها لتجد سيارتها مصفوفة، تذكرت حين جلبها “جبل” وقال بغضب مصطنع:-
_يارب تروحي بيها حي شعبي وتحطي نفسك في الخطر
حينها لم تفرح بسيارته، ردت عليه بحزنٍ:-
_بس عربيتي بحبها وكان فيها حاجات مهمة وذكريات جميلة
انقلبت ملامحه وانفعل عليها بشدة:-
_إنتي السبب وأنا حذرتك محدش قالك روحي للمكان دا إنتي فاهمة ولا لاء وبعدين مش أحسن ماتركبي تاكسي أصل أنا مش بحب حد يلمس عربيتي
كتمت حينها ضحكتها بشدة، لا تعلم متى كان سيزيل قناع الغضب والصلابة…
فاقت من ذكرياتها، لاحت بسمة السخرية على وجهها بشدة، تذكرت قسوته الزائفة، أفكارها ضائعة، اتجهت نحو حقيبتها لتفتحها وتخرج صورة لـ ۅالديها تحدثت والدموع تنزلق من عينها بشدة:-
_يا بابي أنا مش عارفة أعمل إيه ازي هقدر أقعد مع واحد أبوه قتلكم أنا أسفة ليك ولمامي ماشوفتش دمكم في أيده معرفتش أشوف دمكم في ايده بس أنا خلاص خد القرار
قامت من مكانها ونزلت إلى الأسفل لتقول لـ “جبل”:-
_أنا همشي وياريت ورقتي توصلني لحد باب البيت
قام من مكانه يترجاها ولكن باتت محاولاته بدون جدوى، بتلك اللحظة أسرعت”سامية” من الداخل وسألتها بخوف:-
_راحة فين يا بنتي؟!
اقتربت منها “ملاك” والدموع تملأ عينها، صرخت بغضب:-
_كان عندك اعتراض على “جبل” قولتلك قولي ماحاولتش تقولي أبوه قتل أبوكي ليه يا “سامية”
أمسكت “سامية” يدها بحنو وأجابتها بـ:-
_عشان هو ملهوش ذنب وعشان محدش كان هيصدق غير “جلال” صدقيني يا بنتي
بعدت يدها عنها بقوة ثم قالت بانفعال:-
_أوعي تلمسيني تاني إنتي فاهمة بكرا مرتب نهاية الخدمة هيوصلك
صرخت “فوقية” بها بحد:-
_”ملاك” عيب
واحدها من لها الحق في الحديث معاها، هي تعذبت من أجل والديها، استدارت لتنظر لها ثم قالت:-
_آسفة يا عمتو بس أنا مبقتش عاوزة حد
أمسك “جبل” يدها وقال:-
_بالله عليكي يا “ملاك” أنا مليش ذنب
نظرت له وقالت بثقة:-
_عارفة بس مش هقعد مع حد بيشبه الراجل اللي موت أهلي
أخرجت من حقيبتها مفتاح السيارة ومدت يدها نحو المنضدة وتركته وقالت:-
_مش عاوزة حاجة منك كتر خيرك
لم يرد عليها، نظرت لهم جميعاً وتركتهم وغادرت، صرخ “جبل” باسمها:-
_”مــــــــــــــــلاك” ليه هتمشي
اقتربت “فوقية” منه وقالت بهدوء:-
_هترجع يا حبيبي متقلقش أهدى إنت بس
نظر لها وبصراخ قال:-
_مشيت يا أمي ومش هترجع تاني قلبي واجعني يا أمي
تنهدت “سامية” محاولة أن تزيل الجرح التي سببته “ملاك” لها بدون قصد.
يتبع..
لقراءة الفصل الثامن والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية لا تعشقني كثيراً للكاتبة بتول علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى