روايات

رواية وجع الهوى الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ايمي نور

  رواية وجع الهوى الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ايمي نور

 رواية وجع الهوى الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ايمي نور

 رواية وجع الهوى الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ايمي نور

جلس عاقدا لحاجبيه بشدة يتطلع اليها وهى تقف امامه تقوم بفرك كفيها معا بقلق ليكرر حديثه لها مرة اخرى لكن هذه المرة بصوت ثابت بطيئ
: روحى ياليله هاتى الفستان اشوفه….. بطلى كلام ملهوش لازمة
توترت ملامحها تنظر اليها ليؤمأ لها برأسه مشيرا بعينه ناحية الخزانة الخاصة بها لتستسلم اخيرا لاتجد حلا اخر امامها سور ان تتقدم بخطوات بطيئة تحت مراقبة عينيه ناحية خزانتها تفتحها تخرج منها ثوب مغلف بغطاء سميك
ثم تعود اليه ترفع الثوب بأناملها قائلة بشجاعة مزيفة
: اهو الفستان…. شوفت فستان عادى خالص
اغلق جلال عينيه زافرا بعمق وهو يتحدث بصبر وهدوء
: شيلى الغطا من عليه ياليله…. مطلعيش روحى
ترددت لثانية ثم اسرعت يدها تحل الغلاف من حول الثوب قبل ان ترفعه بايدى مرتعشة اما ناظريه تقف متوترة فى انتظار هبوب عاصفة رفضه ولكن يأتى الصمت التام منه وهى تراه يتفحص الثوب بعين ثاقبة قبل ان يتحدث قائلا بحيرة
: انا شايف انه فستان جميل اوى… ومفهوش اى حاجة تخليكى مش عوزانى اشوفه…. يبقى ليه بقى قلقك ده
همت بتأكيد حديثه عن الثوب بحماس سرعان ما تحول لذعر وعى ترى عينيه تمر فوق جسدها بأدراك ثم يتحدث قائلا بصوت خافت بطيئ
: البسى الفستان ادامى يا ليله…عاوز اشوفه عليكى
جف حلقها تزاد العقدة داخل معدتها تشددا واخذت تتلعثم بالحديث وهى تحاول ان تنهيه عن تلك الفكرة قائلة باضطراب
: اصل…. بس…. انا… كنت يعنى
حاول كبت تلك الابتسامةالمرحة التى جاهدت للظهور على شفتيه وهو يراها بتلك الحال متظاهرا بالجدية هو بعيد عنها كل البعد قائلا
: هنفضل نتكلم كتير يا ليله….. مش، كنت هتخلى الجدة تشوفه قبل الكل….. انا بقى عاوز اشوفه الجدة نفسها…. هاهتزعلينى
قال كلمته الاخيرة برجاء وبنظرة بريئة فلم تستطيع مقاومته وهو يتحدث بهذه الطريقة ولا تلك النظرة بعينيه
لتسلم فورا متنهدة لتحمل الثوب تتجه به ناحية الحمام ليوقفها صوته الهادئ قائلا
: رايحة فين…. غيريه هنا
التفتت اليه سريعا عينيها تتسع بذهول وجنتيها  تشتعل بالاحمرار ليكمل بنفس البراءة هازا لكتفه بلا مبالاة
: مفيش داعى يعنى تتعبى نفسك وتروحى للحمام….. وانتى هتغيريه فى ثوانى
لم تجد ما تستطيع النطق به مع منطقه تجد نفسها تنفذ ما قاله دون تفكير كثير تترك الثوب فوق المقعد مرة اخرى ثم تشرع فى حل ازرار ثوبها ببطء شديد لم تتعمده ولكن لم تسعفها اناملها على السرعة وهى تراه يتراجع فى مقعده الى الخلف مراقبا وعينيه تتابع حركتها باهتمام وشغف لكنه لم يستطع التظاهر بالهدوء كثيرا حين سقط ثوبها اسفل قدميها يسرع فى النهوض متحركا ناحيتها وفى لمح البصر كان يختطفها من خصرها جاذبا جسدها المرتجف بين احضانه ينهى لعبة التظاهر هذه وهو يقول بافتتان وصوت اجش دافنا وجهه فى حنايا عنقها
: بقولك ايه… احنا نأجل موضوع الفستان ده لبعدين… فى اللى اهم منه دلوقت….. ايه رايك
نبض قلبها بجنون تهمم بموافقة مرتعشة وهى تغمض عينيها باستماع حين شعرت بشفتيه تلثم بشرتها عنقها بنعومة هامسة هى الاخرى ولكن بصعوبة وهى تشعر بقبلاته تنحدر الى اسفل قائلة بلهاث
: انت بتضحك عليا…. انت مش همك الفستان ولا شكله من الاساس
ارتفعت عينيه اليها تلتمع بشغف ورغبة مع لمحة من الخبث لتلتقى بعينيها يهمس لها
: براڤو عليكى…. كده انتى بدأتى تتعلمى وتفهمى دماغى صح
لم يمهلها الفرصة لرد ياجتاحها بهجوم شرس من المشاعر والاحاسيس جعلت قلوبهم تخفق بايقاع متناغم وانصهار قوى بين الجسد والروح
**************
توقفت خطوات اميرة واسرعت برسم الالم والمهانة فوق وجهها وهى ترى فواز يقترب منها بخطوات سريعة وهو يتطلع الى هاتفه يمر من جوارها غير مبالى بها
لتشهق عاليا تتصنع البكاء فى محاولة للفت انتباه وبالفعل نحجت حين توقفت خطواته يلتفت برأسه الى الخلف يسألها بدهشة
اميرة! فى ايه؟ بتعيطى ليه كده؟
اسرعت اميرة بشحذ سلاح الانثى وهو دموعها تلتفت له بعيون باكية ووجه برئ متألم يحرك اقسى القلوب تعاطفا قائلة بصوت رقيق وحزين
: بعيط على حظى يافواز… بعيط على ضعفى ادام عمتى وولادها
جذب حديثها اهتمام فواز يقترب منها وهو يسألها بفضول ودهشة
: ليه بس بتقولى كده؟! حصل ايه؟
جاءتها الفرصة لتستغلها ترتمى فوق صدره تشهق عاليا ببكاء، مصطنع اجادته قائلة بأنهيار وهى تتشبث به كأنه طوق النجاة لها
: عمتى بتعايرنى بفقرى…. طلعت بتكدب عليا وجيبانى هنا علشان تهين مرات ابنها بيه…. علشان يعنى انا غلبانة واهلى ناس على قد حالهم
توتر جسد فواز حين شعر بقربها الشديد هذا منه لكنه تمالك نفسه وهو يسألها باضطراب
: يعنى مفيش جواز….. وكل ده كان علشان تضايق ليله وبس
اجابته بهزة من راسها وهى تبكى بصوت متألم جريح جعله يشعر بالتعاطف والشفقة عليها والغضب الشديد من زوجة عمه وتلاعبها بمشاعر تلك البريئة فهو ادرى الناس بها وبقسوة قلبها ولا مبالاتها بمشاعر بجراح الاخرين طلما ستكون النتيجة لصالحها. الم تكن شقيقته وتلك المسكينه اكبر دليل على ذلك لذا وجد نفسه يرفع يده يربت بها فوق ظهر اميرة قائلا بتعاطف وحنان
: مش عارف اقولك ايه… بس صدقينى انا مش موافق على اللى عملته ده…. وانتى الف واحد يتمناكى وهى الخسرانة على فكرة مش انتى
زادت اميرة من تشبثها به تبتسم خفية حين تحدث اليها وقد ادركت انها على اولى خطوات النجاح تزداد بسمتها اتساعا وخبثا حين سمعته يكمل قائلا
: وعاوزك تعتبرينى من هنا ورايح زاى اخوكى واى حاجة تحتاجيها تحت امرك
****************
مرت الايام سريعا واتى اليوم المقرر لخطبة سلمى وقد كان جميع العاملين فى المنزل على قدم وساق
استعداد لتلك المناسبة تحت اشراف زاهية والتى لم تدع شاردة او واردة تمر من تحت بصرها عينيها تشع بالفرحة والسعادة من اجل ابنتها
اما سلمى فقد لازمت غرفتها تستعد هى الاخرى مسلمة لامر الواقع بأنها لم تكن يوما لجلال ولا ستكون يوما له تدعو الله وان تكون هذه الليلة لها بداية لحياة مع شخصا اخر قد يجعله الله عوضا لها عن احلام وامانى انهارت وتحطمت بقسوة
اما الباقى من العائلة فكلا يسبح فى ملكوته فقدرية تسعى بكل ما اوتت من قوة فى سبيل استعادة علاقتها بولدها المتسمر على جفائه معها يستمر بالحديث معها للضرورة لكن بفتور اصابها باليأس غافلة فى محاولاتها تلك عن افعى قامت بأوئها فى منزلها لتسعى فيه خرابا وقد اخذت بنسج شباكها حول زواج ابنتها ليقع بكل سذاجة فى تلك الشباك يلهث ورائها كمراهق غض يتلهف لنظرات عيونها المغرية والتى تعده بالكثير والكثير لكن دون ان يطال منها شيئا وقد جعله هذااكثر يأسا واصرارا فى الوصول اليها تزداد علاقته بحبيبة جفاءا التى شعرت بوجود خطبا ما لكنها لا تستطيع وضع يدها على شيئ ملموس
اما ليله وجلال فقد زاد تقاربهم وتلهفهم الى بعضهم لا يستطيعا اخفاء مشاعرهم حتى فى حضور اهل المنزل وقد لا حظوا جميعا الحالة العابثة والتى اصبح عليها جلال كأنه اصبح شخصا اخر غيره يتابعون بذهول ما يفعله به مجرد حضور ليله معه فى مكان واحد ليصير عاشقا متهورا فى حضورها
*******
وقفت ليله فى غرفة الجدة تلتف حولها نفسها وهى ترتدى ثوبها الجديد لتهتف الجدة بسعادة وانبهار
: روعة ياليله… يجنن … اكيد لما جلال شافه عليكى عقله طار واتجنن بيه
ضغطت ليله شفتيهامعا بشدة تشتعل وجنتيها بحمرة الخجل وهى لاتدرة كيف تخبرها ان جلال الى الان لم يرى الثوب فكلما طلب منها ان ترتديه امامه تسير الخطة الى شيئ اخر بعيد كل البعد عن ارتداء الملابس وهى لاتنكر انها جارته فى ذلك بل واوقات تعمدت ان تلهيه عن تلك الفكرة حتى لا يراها به قبل موعد الخطبة تتنفس الصعداء
حين قال لها انه سيخرج ولن يستطيع الحضور الا قبل الحفل بقليل تستغل الفرصة وتسرع فى ارتدائه والاختباء فى غرفة الجدة منه
ابتسمت الجدة بمعرفة تسألها
: جلال ماشفش الفستان صح؟
اومأت ليله برأسها بالموافقة بخجل لتتسع ابتسامة الجدة اكثر كأنها تعلم لما لم يفعل فيزيد معها خجل ليله يزحف الاحمرار فوق بشرة وجهها كله ليضاهى حبة الفروالة فى احمراره تخفض عينيها ارضا
لتكمل الجدة برقة قائلة
:وشكلك مش عوزاه يشوفك بيه الا فى الخطوبة …اكيد علشان تبقى مفاجأة ليه
هزت ليله رأسها لها بالنفى لتعقد الجدة حاجبيها دهشة قبل ان تقول بتفهم
:خلاص عرفت….خايفة ميرضاش يخليكى تلبسيه مش كده
اومأت ليله لها بالايجاب لتهز الجدة هى الاخرى رأسها  يسود الصمت للحظات بينهم اتى خلالهم طرق فوق الباب يبدده  لتدلف نجية بعدها قائلة بأدب
:ست ليله..سيدى جلال وصل وعاوز تطلعيله فوق فى الجناح
اسرعت ليله فى الالتفات الى الجدة بذعر تطلب بنظراتها العون منها  فتهز رأسها بتفهم ثم توجه الحديث الى نجية قائلة بحزم
: روحى يا نجية قولى لجلال… ان الجدة طلبت من ليله تقعد معاها لانها حاسة بشوية تعب ومش عوزة تقعد لوحدها
اومأت نجية بالموافقة تختفى فورا تنفيذا للامر بينما ليله اسرعت بالجلوس فوق المقعد بعد ان شعرت بوهن ساقيها لتقول لها الجدة بهدوء وطمأنينة
: متخفيش كده… يعنى فى اسوء الظروف هيقول ايه ولا هيعمل ايه…. هخليكى تلبسى غيره وخلاص
رفعت ليله عينيها لها بخيبة امل لبتسم الجدة لها برقة قائلة
: بس انتى بقى مش عاوزة تلبسى غيره…. يبقى انتى وشطارتك بقى معاه
اتسعت عينى ليله بأدراك لمعنى كلمات الجدة والتى ابتسمت تغمز لها بخبث
فجأة ودون مقدمات فتح الباب يدلف من خلاله جلال سريعا متقدما الى الداخل بخطوات واسعة قائلا بلهفة وقلق وعينيه تتركز فوق الجدة
: خير مالك ياحبيبتى… نجية بتقولى انك تعبانة…. تحبى اجيب الدكتور ولا نروح المستشفى افضل
كان يتحدث ويده تجول فوق وجه جدته بلهفة غافلا تماما عن ليله والتى تراجعت الى الخلف تتمنى لو اخفت نفسها عنه فى احدى الزوايا حتى لا يراها ويمر الامر بسلام وهى تستمع الى الجدة تحدثه بصوت رقيق مطمئن
: متخفش، كده ياحبيبى انا كويسة…. انا بس كنت عاوزة ليله تقعد معايا تسلينى لحد الضيوف ما يجوا
حين اتت الجدة على ذكرها اغمضت عينيها تلعن حظها فهو الان ستبحث عينيه عنها داخل الغرفة وسيرى ما ارادت اخفائه وقد صدق حدثها حين تعال صوته الذاهل قائلا
: ايه ده يا ليله بالظبط اللى انتى  لبساه
فتحت عينيها ببطء ترسم داخلهم البراءة قائلة بخفوت
: الفستان…. اللى قلتلك عليه
صرخ جلال بعنف ورفض ذاهل
: لا مش ده  خالص… التانى كان…. كان…
فجأة لمعت عينيه بشدة وهى تمر فوق حنايا جسدها والتى ابرزها الثوب وقماشه اللامع كانه مرسوم بدقة فوقها تدرك نظراته ان العيب ليس فى تصميم الثوب لو كان على اخرى غيرها لن يكون بهذا الشكل الرائع بل الاكثر من رائع فجسدها هى من يجمله ويعطيه الروح وتلك الروعة لذا همس ببطىء يسألها
: علشان كده مخلتنيش اشوفه.؟
اقتربت ليله منه قائلة بسرعة ولهفة
لا خالص… بس كل مرة اجى علشان اقيسه ادامك انت…. انت
التفتت باتجاه الجدة والتى جلست تتابع ما يحدث بينهم باستمتاع ثم التفتت اليه مرة اخرى تخفض عينيها عنه بخجل تتوقف لا تستطيع اكمال حديثها فادرك مقصدها يتذكر جيدا ما حدث بينهم فى كل مرة حاولت فيها ان ترتدى الثوب له يعلم انه هو من لم يعطيه الفرصة وهو ينقض عليها بشوق ولهفة ينجرف معها فى بحور من المشاعر الصافية تنسيه كل شيئ اخر غيرها…
تنحنح بصعوبة يحاول اخراج عقله ومشاعره التى ثارت مرة اخرى قائلا بصوت اجش مرتجف
: طيب خلاص ماشى… بس مش هينفع تلبسى الفستان ده…. اطلعى يلا غيريه لحاجة تانية
تغللت خيبة الامل بداخلها تنظر ناحية الجدة كانها تقول لها ماذا اخبرتك منذ قليل لكن الجدة غمزت لها باشارة ذات مغزى تذكرها بردها لتلتفت ليله الى بتردد قائلة بصوت حزين
: اللى تشوفه يا جلال… هطلع ادور وسط فساتينى القديمة والبس اى حاجة
هزته نبرة الحزن فى صوتها وتهدل كتفيها باحباط يتابع تقدمها ناحية بخطوات مستسلمة ليلتفت الى الجدة والتى حركت شفتيها دلالة على حزنها هى الاخرى ليحسم امره سريعا يسرع خلفها وهو يناديها مقتربا منها يلف خصرها بيده يجذبها الى صدره قائلا بتحذير وصوت حازم
:  مش مشكلة خليه عليكى… بس اعرفى ايدك متسبش ايدى طول الليلة ولا تبعدى عن عينى ثانية واحدة مفهوم
هزت راسها بالايجاب سريعا لينحنى اكثر عليها شفتيه تلامس اذنها وهو يهمس بشدة حتى لا يصل صوته الى مسامع الجدة انفاسه تلامسها بنعومة ولكن ما بعث الارتجاف والوهن فى اوصالها هى كلماته التالية والتى قالها بصوت متوعد عابث تعلمه جيدا
: بس متفكريش انها هتعدى على كده…. لسه عقابك جاى بعدين… شكلك نسيتى ومحتاجة افكرك
****************
مر الوقت وقد حضرت عائلة العريس وقد اقتصر الحضور عليه هو اشقائه ووالدته ووالده تمر الليلة وقد جلس الجميع فى القاعة الكبرى المخصصة لاستقبال رجالا ونساءا فلم يكن هنا داعى لتفريق الجمع فهم عائلة واحدة يسود جو من البهجه والفرح المكان حتى سلمى والتى جلست ترتدى ثوب من اللون السماوى رائع التفصيل سرعان ما ارتسمت السعادة فوق وجهها حين وجدت اهتمام ورقة زوج المستقبل معها وسعادته الواضح بها
اما ليلة فقط وفقت فى احدى الاركان تمسك بيدى جلال وقد امسك بها طوال الوقت دون تركها لحظة واحدة حتى حانت لحظة قراءة الفاتحة ليتقدم جلال من الجمع بعد نداء عمه يجلس وسط الرجال وثم يقوم الجميع بتلاوة الفاتحة فى خشوع تتعالى الزغاريد بعدها تعبيرا عن الفرحة وحين قام العريس بالباس العروس شبكتها الذهبية وقفت ليله تتابع ما يحدث بعيون مهتمة وهى ترى الفرحة والسعادة فوق وجه العريس لتهاجمها ذكرى ليلة خطبتها يرتسم فى عينيها الحزن للحظة شاردة تماما عن اقتراب احدى اشقاء العريس منها متسللا يهمس بخفوت وصوت وابتسامة متلاعبة
: مكنتش اعرف ان عروسة جلال حلوة كده…. يا بخته بيكى والله
التفتت اليه بذهول سرعان ما تحول للغضب تهم بالرد عليه لكن رؤيتها  لاقتراب جلال منهم السريع جعلها تصمت وهى ترى وجهه الحانق وغضبه المتستعير وهو يرمق ذلك الاحمق والذى اخذ يبحث بعينيه عن مهرب ليوقفه صوت جلال الحازم هاتفا به
: واقف عندك ليه يا صفوت مش الاصول تقف هناك جنب اخوك
تصبب وجه صفوت بالعرق وهو يتحدث قائلا بتلعثم
: اه…. حاضر….. اللى تشوفه…. انا هروح له حالا
تحرك سريعا يمر بجوار جلال ولكن اوقفته قبضة جلال الحديدية فوق ذراعه وهو يفح من بين انفاسه
: ابقى خد بالك بعد كده من الاصول… علشان اللى بيبعد عنها بيندم بعد كده… ولا ايه يا صفوت
اسرع صفوت يهز راسه بالايجاب وبوجه شاحب وقد وصل اليه ما يقصده جلال ثم يسرع بخطوات متعثرة ناحية الجمع من العائلتين
ليلتفت جلال بعدها الى ليله يمسك بيدها ويسحبها خلفه متجها الى الخارج بخطوات سريعة حاولت ان تجاريه فيها وهى تقول بلهاث
: على فين يا جلال…. انا لسه عاوزة اتفرج…
توقفت خطواته بغتة يلتفت اليها لترتطم بصدره تنظر اليه مضطربة وهو يقول بوجوم وحدة
: عاوزة تتفرجى؟! دانا اللى هفرجك دلوقت… تعالى معايا
ثم جذبها خلفه مرة اخرى غير مبالى بما قد يحدث او يقال عن اختفائهم هذا
*************
وقف الجميع فى مدخل المنزل مودعين لعائلة العريس بعد انقضاء وقت بسيط على اختفاء جلال وليله ليسال عن والد العريس حتى يودعه لكن اتت اجابة قدرية السريعة قائلة
: تلاقيه رايح يطمن على جدته انت عارف انه مابيقدرش يفوت وقت طويل الا ولازم يطمن عليهابنفسه
تقبل والد العريس اجابتها بصدر رحب يعلم جيدا صدق حديثها وما يكنه جلال من محبة شديدة لجدته
لتمضى بهم اللحظات ما بين توديع وتقبيل وتبادل التهانى حتى ذهبوا اخيرا ليقول صبرى فور ذهابهم بأسف
:سألوا عن ابن عم العروسة ومحدش فيهم سأل عن المحروس اخوها اللى معرفش اختفى راح فين هو كمان
اسرعت حبيبة قائلة مدافعة عنه بحكم العادة
: يمكن طلع فوق يا عمى انت عارف انه مش بيرتاح مع ولاد الخال
لوت زاهية شفتيها قائلة
:هو من امتى بيرتاح مع حد علشان يرتاح فيهم….يلا هقول ايه بس
لم تدرى حبيبة بما تجيبها لتلتفت الى سلمى الصامتة وهى تقف مكانها تتطلع الى يدها الحاملة لدبلتها بذهول واهتمام
: مبروك يا سلمى ويارب يتمملك على خير
رفعت سلمى نظراتها اليها ترى فيهم الفرحة
: الله يبارك فيكى يا حبيبة… متشكرة ليكى اووى
ابتسمت لها حبيبة سعيدة بما تراه فمن الواضح انها تخطت ازمة حبها المزعوم لجلال بسلام فرحة ببدء حياة جديدة مع انسان من الواضح حبه الشديد لها
اتى صوت قدرية الحاد مقاطعا لافكارها وهى تهتف بها
: روحى شوفى جوزك فين…. وانا هروح اشوف اخوكى اختفى فين هو كمان
اسرعت نجية تجيب من خلفها قائلة بهدوء
: ستى… سيدى جلال طلع اوضته وبيقول مش عاوز حد يزعجه لو مين ما كان
احتقن وجه قدرية بشدة حتى انتفخت عروقها تدير وجهها الى زاهية حين سمعت ضحكتها المكتومة تتطلع اليها بغل ليسرع صبرى فى محاولة لتدارك الامر
: طيب حيث كده…. يبقى نطلع احنا كمان اوضنا…. وكفاية علينا النهاردة لحد كده
اسرع بجذب زوجته وابنته كل واحدة بيد يصعد بهم الدرج سريعا تتابعهم قدرية بنظراتها قبل ان تلتفت الى حبيبة تهتف بها بحدة
: وانتى كمان واقفة عندك ليه يلا اطلعى على اوضتك
لم تترد حبيبة ثانية واحدة تتحرك هى الاخرى ناحية الدرج بينما وقفت قدرية تتابعها بشرود وعيون مظلمة يتأكلها نيران اصبحت تلازمها طوال الوقت
********
اقتربت بخطوات هادئة من غرفة ابنة اخيها وقد اتت الليلة اليها حتى تنهى معها خلافاتهم بعد مكالمة اخيها لها منذ قليل يستحلفها بصلة الدم التى بينهم ان تترك لهم ما بحوزة اميرة حتى يستطيعوا ان يمضوا فى حياتهم الشاقة يعدد لها مشاكله وهمومه مبررا ما فعلته اميرة بأنه كان خوف من بطش جلال بها بعد ان قام بتهديدها وانها لم تكن لها حيلة سوى ان تنفذ ما قاله وقد انهت معه المكالمة على وعد منها بالتحدث الى اميرة وازالة كل خلافاتهم وهاهى الان امام باب غرفتها تمسك بمقبض بابها لكن تسمرت حركتها حين وصل الى مسامعها صوت اميرة المغوى وهى تقول بصوت غنج
: لا يا فواز….قلتلك مش هيحصل الا لما تتجوزنى
زاد فواز من قربه منها يلهث بانفاس عالية متلاحقة وهو يحاول الوصول اليها
: حرام عليكى يا اميرة… هتفضلى تعبانى لحد امتى
رفعت اميرة يدها تتلمس شفتيه وهى تقول برقة ودلال
: انا قلتلك من الاول شرطى… تتجوزنى واقعد هنا فى البيت…. انت بقى اللى مش عاوز تنفذ
فواز وقد زاد لهاثه وحرارة جسده يحاول اقناعها
: هيحصل يا اميرة…. بس اللى بتطلبيه ده مينفعش يتنفذ بين يوم وليلة وعاوز وقت
هزت اميرة كتفها قائلة بأسف مصطنع
: خلاص براحتك… بس مفيش بقى اللى فى دماغك ده الا لما يبقى بشرع ربنا وحلاله
هنا ولم تحتمل قدرية الوقوف ساكنة طويلا تدفع الباب بقوة وهى تصرخ بعنف هستيرى
: اه يا بنت ال…. انتى وهو…. بقى عاوزين تقهروا بنتى يا ولاد ال…. دانا هطلع روحكم فى ايدى النهاردة
فزع فواز يتراجع بعيدا عن اميرة والتى وقفت مكانها تستقبل عاصفة قدرية الغاضبة بكل برود وهى ترى تحرك فواز ناحية عمتها يمسك بها وهو يقول برجاء وتوسل
: اسمعينى يا مرات عمى وانا اهفهمك
رفعت قدرية كفها تهوى به فوق وجهه بصفعة عنيفة قوية  استقبلها هو بمذلة وخضوع تصرخ وقد شع وجهها بالغضب قائلة
:تفهمنى ايه…بقى انت عاوز تتجوز دى على بنتى انا
اشارت بيد مرتعشة ناحية اميرة والتى وضعت يدها فى خصرها تتمايل الى جانب واحد قائلة بشماتة واستهزاء
:ومالها دى….مانت كنتى هتموتى وتجوزينى ابنك وتقهرى مرات ابنك بيا….ايه اللى حصل بقى غير تعديل بسيط…. وبدل ما هبقى مرات ابنك هبقى  ضرة للحلوةبنتك ….. واقعد على قلبك على طول
اتبعت حديثها بابتسامة صفراء ونظرة تحدى اشعلت نيران قدرية وغلها وهى ترى ابنة اخيها وصنع يدها تحاول ان تسقيها من مرارة افعالها تذيقها من نفس الكأس والتى حاولت ان تسقيه لغيرها
يتبع..
لقراءة الفصل السابع والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى