روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثالث عشر 13 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثالث عشر

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثالث عشر

فتاة العمليات الخاصة
فتاة العمليات الخاصة

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثالثة عشر

رواية / فتاة العمليات الخاصه
{ اللهم إني أعوذ بك من شتات القلب }
هبطت من السياره لتدلف للداخل ولكنها شعرت بهدوء … فأحست بالقلق .. ولكنها أستعمت لصوت الندي الذي ترنم بصوت سجي مطرب لاذانها ليخترق قلبها ليفعل به فعل السحر أو أشد ، ذلك الصوت الذي دلف حصون قلبها فهزه بقوه ليعيده للحياه .. وتلك الكلمات أهدته السكينه بشغف … ترنم ذلك الصوت ليخترق قلبها ك السهم … فأغمضت عينها باستمتاع .. وهي تستمع لتدخل كل كلمه إلى شغاف قلبها … أحست بأرتياح لم تعتاده من قبل .. أحست أن قلبها قد رحلت منه الهموم والاوجاع … خطت للداخل فلم تجد أحد … ولجت إلى غرفتها لتجد هاله جالسه وبجوارها وعمرو و ورد “تقرأ القرآن” بصوت هادئ وجميل يبث السكينه والهدوء والراحه بالقلوب .. سارت على أصابع قدمها بخفه لتجلس لجوارها وهي تستمع لها بحب وارتياح وأمان … شعرت بمشاعر لم تعتداها من قبل … فهبطت دمعاتها بصمت وخوف وندم وحزن وحب وهي تستمع لها … أما ورد فقد كانت تقرأ بصوتها الرقيق بخشوع تام وقلب سليم … أنتبهت للمار فأغلقت المصحف وهي تقول :-
صدق الله العظيم …
فنظرت لها بابتسامه مشرقه :- لمار أنتي جيتي ؟
نظرت لمار بحب :- اه ، صوتك حلو يا حبيبتي مين بقا معلمك كل ده ؟
أجابة مسرعه بفرحه :- جدو حبيبي .
أختفت أبتسامة لمار بحزن شديد بعدت عينها عنها ..
أحست ورد بتغير ملامحها فاقتربت منها وهي تمسك بيدها :- لمار هترجعيني أمتي عند جدو هو وحشني جداً. .. وانا سيباه لوحده .. ياتري مين بيهتم بيه ؟ واكيد هو قلقان عليا ؟
صمتت لمار بحزن لم تدري كيف تجيبها .. كيف لها أن تحزن تلك الطفله البريئه .
وقفت ورد أمامها ورفعت وجه لمار :- هاااا هتوديني أنهارده ؟
أغمضت لمار عينها لتهرب من عينها :- حبيبتي مينفعش ترجعي هناك ؟
ردت ورد مستغربه :- ليه انا جدو هناك وعايزه اروحله ؟
لمار :- جدك ااااا جدك تعيشي أنتي ..
أغمضت لمار عينها ظنت منها أنها ستبكي وتحزن وتحمل هماً …
أما هاله فقد نظرت لها بشفقه ..
لم تسمع لمار بكاءها ففتحت عينيها لترفعهم بها وجدتها واقفه تردد برضا :-
أن لله وأن إليه راجعون … الحمد لله الحمد لله ..
نظرت لمار وهاله لبعضهم باستغراب ..
لمار بحيره :- أنتي مش هتبكي ؟
ردت ببراءة :- أبكي ليه ؟
فردت هاله بزهول :- علي جدك مش هو اللي مربيكي ؟
فردت ورد رد صدمهم من تلك الطفله :-
لا طبعاً مش هبكي … ربنا خد أمانته أنا مين عشان أعترض هو راح لمكان أحسن بكتير من هنا … ومينفعش أبكي عليه عشان ميزعلش جدو مني هو قلي لما أموت متبكيش عليا …
ذهبت من أمامهم لتفرد المصليه وتسجد وظلت تدعوا لجدها مراراً وتكراراً وهي ترجوا له الرحمه والمغفره … وتسئل ربها أن يرزقه الفردوس الأعلى … ظلت تسئلها له مراراً كثيره … ظلت تدعوا من صميم قلبها بالعفو والمغفره والرحمه وتسئل له الجنه … فتخيلت جدها وافتكرت كلماته وكما كان يعلمها الصلاه وقرأءة القرأن … وقصص الصحابه … كيف علمها الحياء والأخلاق والأحترام والأدب وظلت تبكي ليس. لانه توفي أو ذهب لدار الحق … دار الأحباب … بكت شوقاً وحنين إليه فقد كان هو الوحيد الذي لها بتلك الحياه … أفتكرت كيف كان يدعوا لها فمن سيدعوا لها بعد رحيله … فبكت بقوه وصوت شهقاتها تعال … أقتربت لمار لتجلس لجوارها بحزن فهي تشعر بها وبمعانتها … ربتت على كتفها .. لترفع “ورد” رأسها وعانقت لمار بقوه وتمسك وهي تبكي …
بعدت عنها لمار لتحتضن وجهها وقالت :-
متبكيش تاني هو بمكان احسن من هنا فمتبكيش ؟
فردت ورد ببكاء :- جدو وحشني أوي … انا بقيت وحيده ؟
وضعت فوراً لمار سبباتها علي فمها وقالت :-
أي وحيده دي من اللحظه دي وانا أمك واختك وصحبتك وكل حاجة احنا أهلك ؟
عانقتها ورد بحب وهي تقول :- أنتي مش هتسبيني ؟
فردت لمار بتأكيد :- أبداً أبداً أبداً .
بعدت عنها ورد وجلست جوارها … وعيناها ذرفت الدمع بغزاره …
فقالت لمار :- انتي مش قولتي أنك مش هتبكي بتبكي ليه بقا ؟
نظرت ورد بعيناها المليئه بالدمع :-
ببكي لان هو هيوحشني أوي ..
لمار مصدت على خصلاتها بحنان .. وقبلتها من جبينها بحب …
# لمار مش يلا تروحي تشوفي أحمد ؟
لمار أستدارت لهاله :- اه صح فكرتيني ..
هاله :- هاتيه أنهارده يتعشي معانا ؟
لمار :- اكيد هجيبه بس في ناس كمان هتيجي ؟
هاله باستغراب :- مين ؟
لمار :- عمو إسماعيل ..يلا همشي أنا خلي بالك منهم ؟
هاله :- في عيوني … خلي بالك من نفسك ؟
لمار ودعت ورد وجاءت أن تودع عمرو ولكنه لم يجيبها فرحلت ….
ريم كانت جالسه تقرأ أحدي الروايات … أما أحمد فقد كان يجلس بملل …
رمقها بغضب وقال :- مقربتيش تخلصي قراءة ؟
ردت دون أن تنظر له :- ليه ؟
قال بغضب :- زهقت يا ريم من القعده لوحدي طب تكلمي معايا ؟
ريم ابتسمت بمكر وأجابة دون النظر إليه :-
مينفعش يا أحمد عايزه أخلص باقي الروايه اصلها مشوقه ؟
توعد لها بذاته قال وهو يرمقها بخبث :- يعني الروايه أهم مني ؟
فردت وما زالت عينها مثبته بالكتاب :- بالظبط كدا ؟
أحمد بهمس :- ماشي يا ست ريم ؟
أستمع لطرق الباب … وولجت الممرضه بابتسامه جميله ورقيقه … أقتربت من أحمد وهي تقول :-
صباح الخير عامل ايه دلوقتي ؟
أحمد بلطف :- صباح الفل على القمر اللي هل الحمد لله تمام …
أما ريم فرفعت رأسها لترمق الممرضه بنظرات ناريه … وتملكتها الغيره … وكادت أن تحرقها فقالت بغضب :- شوفي شغلك بسرعه لأن احنا مشيين ؟
أما الممرضه فقد كانت تتأمل في أحمد ولم تستمع لها مما أغاظ ريم بشده … فأقتربت بكرسيها لجوارهم وهي ترمق أحمد بنظرات قاتله …
الممرضه :- جيت أغيرلك على الجرح ؟
أحمد بمكر وهو يرمق ريم ويكبت ضحكته بصعوبه :- الجرح وصاحب الجرح تحت أمرك ؟
أقتربت منه لتفق أحدي أزرار قميصه … جاءت أن تمسك بأيده … أمسكت ريم بيدها وقالت :- روحي أنتي أنا هغيرله
الممرضه :- بس يا فندم مينفعش ؟
ريم بغضب :- بقولك روحي بدل ما أولع فيكي وفيه دلوقتي ؟
الممرضه نظرت ﻷحمد فأشار لها على الباب … خطت كم خطوة و وقفت على صوت أحمد :-
مقولتليش أسمك أيه ورقم تلفونك ؟ عشان لما أحتاجك يعني ؟
الممرضه همست له وهي تنظر لريم التي تكاد تحترق :- شهد
فصاحت بها ريم :-
أياكي بقا تيجي هنا تاني فاهمه ؟
الممرضه ضحكة وأؤمأت برأسها وغادرت …
رمقت ريم أحمد بغضب قاتل وعيون ك الجحيم
فقال بضحكه :- أيه يا ريم يا حبيبتي في أيه ؟
ريم أقتربت أكتر بكرسيها :- كنت بتقولها عايز أيه معلش اصل مسمعتش يا خويا ؟
أحمد بصدمه :- أخويا ؟
لكمته ريم بقوه على قدمه :- متحورش يا أحمد ؟
فقال بنفي :- انا مقولتلهاش حاجة انتي سمعتيني قولتلها حاجة ؟
أستدار وهو يعطي لها ظهره وهو يقول :- يلا بقا غيريلي على الجرح ؟
جاء أن يفك أحدي أزرار قميصه … فقالت بخجل :- أنت بتعمل ايه يخرب بيتك ؟
فأجاب بتريقه :- يعني بعمل ايه مش هتغيريلي على الجرح ؟ وبعدين عايزه تخربي بيتنا قبل ما يتبني ليه ؟
مدت يدها علي كتفه :- لا ما الجرح في الكتف فمتهزرش … تعمدت أن تضغط مكان الجرح فتأوه بألم شديد فقالت :- أحسن عشان تعاكس البنات تاني ؟
أبعد يدها بغضب طفولي :- بس بس اوعي كدا انتي وحشه انا عاوز البنت الحلوه التانيه ؟
فقالت بغيره شديده :- طيب هجيبهالك ما هي أحلي مني وياتري بتعرف كم وحده غيرها وبتكلمها ؟
أحمد :- كتيرررر متعديش ؟
ريم بحزن :- اه طيب ربنا يذودلك فيهم ، هو أنت محبتنيش ؟
أحمد بدهشه :- أنتي لسه بتسألي يا ريم ؟
ريم بحزن وغيره :- يعني اقولك ايه ما انت عاكستها قدامي .. لو كنت حبتني مكنتش هتبص لوحده غيري … بس اصلا هتحب وحده مشلوله ليه ؟
أستدار بغضب وصاح بعصبيه وصوت مرتفع
:- تاني أم الحوار ده ايوه يا ستي مش بحبك واكيد مش هتجوز وحده مشلوله ؟
ترقرق الدمع في عيونها ونظرت إليه بصدمه … أعاد ثباته وهدء من روعه .. أقترب ليحضن وجهها بيده السليمه وقال بحب :- يا بت متزعليش مش قصدي انتي نرفزتيني وبعدين بقا البنت دي تغيري منها طب انتي احلي منها بكتير وعيوني مش بتشوف غيرك وقولتلك مليون مره أنتي ملكي أنا وبس مش هتكوني لحد غيري … انا كنت بس بغيظك عشان كنتي بتقري في الروايه ومردتيش تكلميني …
دفعت يده بقوه وأبعدت وجهها للجه الاخري :- لو سمحت حضرتك أيدك متقربش مني تاني ؟
أحمد :- ريم مقصدش أزعلك صدقيني أنا أسف .
لم تجبه ولم تعطيه أي أهتمام … فكر قليلاً سرعان ما أمسك كتفه بألم وتأوه بشده … فأقتربت منه مسرعه :- ايه مالك ايدك وجعك اندهلك الدكتور ؟
فقال بخبث :- لا لا بس أنتي غيريلي على الجرح وهبقي كويس ..
أقتربت منه لتمسك بيده ولكنها شعرت بتذايد دقات قلبها بشده … فبعدت يدها بخجل وقربتهم مره أخري … ألتقت يدها بحب وطبع قبله رقيقه وقال ببسمه عاشقه :- ربنا يخليكي ليا .
غمرها الخجل لتحمر وجنتيها بعدت عنه مسرعه عندما أستمعت لصوت لمار الغضب :-
أي اللي بيحصل بتعملوا أيه أنتوا لاتنيين ؟
بعدت ريم بخضه … أما أحمد مسك الوساده وألقاها عليها بحده :- اي اللي جابك دلوقتي يلا أمشي ؟
تلقتها ومضت إليه لترفع أحدي قدميها على التخت بجواره وقالت :- تصدق اني غلطانه جايه أشوفك … أبقي شوف مين هيرحمك من تحت ايدي في التدرييات دا انا هنفخك !
رد بتلقائيه :- رعد هيحوش عني ..
حلل تلك الكلمه سرعان ما تملك ملامحه الحزن وهو يترحم عليه …
فقالت لمار بهزار :- والا بس بس متزعلش مش هعمل حاجه ؟
نظر لها مطولاً كيف تخفي وجعها فقال :- فهد كويس لمار باطمئنان :- اه يا حبيبي متقلقش .
أرادت أن تهرب من وجعها علي موت رفيقها فقالت :- هروح أشوف الدكتور وهخلص الأوراق وهاجي عشان نمشي ؟
مالت عليه قليلاً وقالت :- وتلم وملكش دعوه بالبنت ماشي ؟
أجاب ببراءه :- هو أنا جيت جنبها ؟
رمقته لمار بتريقه … ونظرت لريم :-
خلي بالك منه ماشي ؟
أؤمأت لها ريم …
كانت بسنت في طريقها إلى المشفي ولكن توقفت السياره مصدره صوت قوي .. ضربت مقود السياره بغضب :- يوووه مش وقتك تتعطلي دلوقتي …
تنهدت بعمق وهبطت منها … ركلتها بقدمها وقالت بحزن :- ليه كدا يا حبيبتي بس ليه يعني ملقتيش غير هنا وتقفي اعمل ايه أنا بس …
وقفت تحت الشمس المحرقه … وهي تحاول أيقاف عربيه ولكن لا حياة لمن تنادي ..
وقفت سياره بها بعد الشباب وهم يهللون بسعاده فقال واحداً منهم وهو يخرج رأسه من النافذة :- عايزه تروحي فين يا جميل واحنا نوصلك لاي مكان عايزه ؟
تهجمت ملامحها بالغضب وقالت بصوت غاضب :- أمشي من هنا احسنلك ؟
هبطا من السياره واقتربا منها
@ طب يرضيكي نمشي ونسيب القمر لوحده تعالي وأحنا نبسطك ؟
& تعالي متتكسفيش وعربيتك هنصلحها ؟
حاولت تهدئت نفسها … سرعان ما أقتربت منهم ولكمة أحداهما بقوه .. والاخر جاء أن يمسكها فمسكت يده وكسرتها ضربتهم ثلاثتهم فهرولوا من أمامها ركضا … وضت يدها بخصرها وقالت :- يا ربي أي اليوم ده نقصاهم أنا …
أستمعت لصوت ضحكات تعرف لمن جيداً فنظرت وجدت زيد علي الدراجه الناريه وبيضحك … نظرت له بتزمر قائله :- بتضحك ليه أنت كمان ؟
اجابها بضحكه وهو يهبط من دراجته :-
اصلي مش عارف ايه الحظ الوحش ده كل ما اشوفك الاقي في مشكله ؟
ققالت بغيظ :- وانا مش معايا مشاكل .
زيد وهو واقف مقابل لها :- والله طب والعربيه العطلانه دي دا غير الشباب بقا وكدا .
فقالت :- ضربتهم اسكت بقا وبلاش تريقه ؟
زيد :- مش بتريق بس في حاجة غريبه …
نظرت له باهتمام فاكمل :-
أنهاردت ضربتهم من غير خوف مش غريبه دي لا والمصيبه من غير بكي كمان ..
تلقت ذلك الحجر من الأرض وألقته عليه بقوه بغيظ :- أسكت بقا انا مش ببكي ومش بخاف ؟
زيد صوت ضحكاته مرتفعه :- والله طب أحلفي كده ؟ رفعت سبابتها أمام وجهه قائله :- متكلمنيش تاني فاهم يا بارد … وغادرت وهي تمشي بسرعه كبيره بغيظ ..
تمتم بذاته :- طفله طفله مفيش كلام ..
أشمر عن ساعديه وشغل دراجته الناريه ورحل خلفها مشي موازياا لها ببطئ وقال بضحكه :- اركبي يا مجنونة ؟
صرخت بطفوله وقالت :- أنا مش مجنونه ؟
اوقف دراجته ليسحبها من معصمها فأصتدمت في جسده العريض … ظل يتأملها بعشق وهي أيضاَ
تمتمت بخجل وبعدت عنه … صعدت خلفه وهي تستند علي كتفيه … مما أذاد دقات قلبه وأنطلق مسرعاً بها وهو يخطف النظرات إليها … كانت خائفه بشده وممسكه به ..
فهمس لها :- خايفه ؟
فأجابت بتلقائيه دون أن تشعر :- يعني شويه بس مش بخاف وانت ..
احست بما كانت ستتفوه به ففضلت الصمت
شعر بمشاعر متلخبطه أرد أن يخبرها أن تكمل جملتها فقال :- مش بتخافي وانا ايه كملي ؟
فقالت بتهتها :- ولا حاجة ؟
زيد :- رايحه عند أحمد صح ؟
بسنت :- اه وأنت ؟
زيد :- اه …
ريم أقتربت من أحمد بقلق وسألته :- أحمد هو أنت عايش وحدك
فأجابها :- اه
ريم بقلق :- بس مين بيهتم بيك ومين بيغسلك ومين بيطبخلك ؟
أجاب ببساطه :- عادي أنا بعرف أطبخ وأحياناً بجيب من برا ؟
قطع حديثهم ولوج لمار للغرفه وهي تقول :- افرح جبتلك أذن بالخروج ؟
أحمد تنهد براحه :- أخيراً هطلع من المستشفي دي ..
لمار :- اه أخيراً بس هنيجي تاني ؟
أحمد : مشيني مشيني من هنا وبعدين نشوف حكاية الرجوع هنا تاني ؟
دلفت بسنت وهي تقول :- اي ده انتوا كلكم هنا وانا لا ؟
أحمد :- ياختي قولي عامل ايه الأول ؟
بسنت أقتربت من لمار وهي تعانقها :- وحشتيني اووي …
لمار :- متشوفيش وحش ما انا يلا سيباكي مليش يوم ..
بسنت :- وحشتني برضه
استدارت لريم وصافحتها … أقتربت من أحمد :- أبو حميد عامل ايه دلوقتي ؟
أحمد بغيظ :- ايه ابو حميد دي يلا يابت من هنا ؟
دلف زيد … استدارت لمار لتعانقه بحب وأشتياق وهو كذلك … أم أحمد فاستقام بوقفته وذهب باتجاهه وقال بأسف :- زيد بجد أنا آسف على كل كلمه قولتها … “نظر للمار بصدق” بس أنت عارف لمار بالنسبالي ايه ،
ربت زيد على كتفه وقال :- مفيش اعتذار بين الاخؤات وانا لو كنت زعلان مكنتش هاجي ؟
عانقه أحمد بحب … فأقتربت بسنت قائله بتزمر :- ما أنت بتكلم الكل كويس اهوو امال شمعنا أنا ؟
نظر إليها بابتسامه سحرتها وقال :- ﻷنك طفله ؟
لمار :- ياربي منكم يلا قدمكم بس خمس دقايق وتكونوا تحت وإلا هسيبكم وأمشي ؟
اتجهوا للاسف راكضاا اما هي اقتربت من بسنت لتأخذها وتذهب بها …
هاله تركت عمرو و ورد وذهبت لتجلب بعد الطلبات بعودتها بالدلوف للعماره فأصدمت به فقالت دون النظر إليه :- أنت أعمي يا عم مبتشوفش يا غبي مش تفتح دا أنا هوريك دا أنت يومك أسود أنهارده وربنا لحبسك ؟
# بس بس اي ده كله اهدي ببورة غاز اتفتحت في وشي مش قصدي يا ستي ؟
رفعت هاله نظرها فوجدت أيهاب … نظرت بشئ من اللاوعي وقالت :- أيهاب مش قصدي مكنتش أعرف أن أنت …و عدلت من نظارتها ..
فقال هو ضاحكاا :- لا لا عادي ولا يهمك بس ابقي خدي بالك بقا …
شعرت بشئ من السخريه في حديثه :- أنت تقصد أيه بكلامك وبعدين انت اللي طلعت في وشي المفروض تنتهبه أكتر ؟
أجاب وهو يكتم ضحكته :- قصدي يا أم كشافات انك تخلي بالك وانتي ماشيه لان لو حد غيري مش هيعديهالك ..
شعرت بالغضب فلم تدري ماذا تفعل فدفعته بقوه من امامها ورحلت … أستند بيديه على الحائط وهو يضحك على مظهرها … وبعد ذلك صمت بابتسامه عاشقه وهو يشعر بشئ ما في قلبه … فتأكد حيناها ان تلك الفتاه دقت حصون قلبه لتدخل وتسكن به … فتمتم بذاته :- بقا يا إيهاب تعيش وسط الخواجات وشئ احمر وشئ اصفر وفي الاخر قلبك يحب دي … هز رأسه ورحل بطريقه إلى وجهته ؟
ولج مايكل مكتبه بتعب وأرهاق شديد وخلفه احدي الممرضات …. تمدد على الاريكه بارهاق وأغمض جفنيه …
( الحوار مترجم هااااا)
فقالت الممرضه بتساؤل :- حضرتك تريد شئ د / مايكل
أشار لها بيده بالذهاب :- أبعتيلي قهوه بس مع الدكتوره حبيبه إسماعيل التي جاءت من القاهره
أجابته باستغراب :- يا فندم هذه الدكتورة لم تأتي إلى هنا أنا سأجلبها لك ؟
رمقها بنظره ناريه فذهبت مسرعه من أمامه …
أغمض جفنيه بغموض وهو يحادث نفسه :-
جيه الوقت اللي هشوفك فيه … وألعب لعبتي
وابتسم بمكر …
ذهبت الممرضه وأخبرت حبيبه بما يريده . .
فقالت :- يعني ايه اوديله القهوه هو مفكر نفسه مين … وبعدين انا مش خدامه عنده انا هنا دكتوره روحي بقا وفهميه الكلام ده …
أجابت ممرضه مصريه بخوف :- يا د / حبيبه أتقي شره وروحي وديهاله ..
فردت حبيبه :- لا يعني لا عندي مريضه هروح أطمن عليها …
جذبت أحدي الملفات ورحلت … ولكن بداخلها تريد أن تعرف من ذلك مايكل ولما الكل يهابه يكفي سماع اسمه ليصاب الجميع بالخوف والفزع …
ذهبت احدي صديقاتها خلفها ونادتها … استدارت لها وهي تربع يديها أمام صدرها :- هااا يا ستي “وبتحذير” أياكي تقوليلي زيهم بقا وبعدين شمعنا أنا عايزني دي اول مره من لما جينا هنا …
فردت الاخري :- يا حبيبتي مش هتخسري حاجه كنتي ودتيها وخلاص انا خايفه عليكي .. وبعدين مش هو ده الدكتور اللي كنتي تتمني تشوفيه وتقولي انه احسن دكتور في العالم وتتمني تكوني زيه .
ردت حبيبه بنفاذ صبر :- ايوه ده رأيي فيه وفعلاً اتمني اكون دكتورة متفوقه شاطره زيه بس ده ملهوش دخل ب ده … ودلوقتي عن اذنك عندي شغل …
أما مايكل ولجت الممرضه بخوف وهي ممسكه بكوب القهوه بيدين مرتعشه … وضعتها من بين يديها على الطاولة … واطمئنت أنه نائم لتذهب مسرعه دون يرأها ويسئلها … وقبل أن تغادر فتح جفنيه .. ليعتدل بجلسته وهو يشعر بالدوار الشديد وقال بغضب :- أنا مش قولت حبيبه هي اللي تجيب القهوه ؟
فأجابة بخوف :- هي رفضت ان تاتي بها …
جذب الكوب ليلقيه أرضاً بغضب جامح :- أطلعي برا
انتفضت من صوته وهرولت مسرعه للخارح ..
شدد علي خصلات شعره بغضب فمن هي لترفض طلبه … دوي صوت هاتفه معلناً عن أتصال من “عدنان” صديق عمره …
– مايكل جيبالك أخبار انهارده انما ايه ؟
أجاب بحده :- أخلص ؟
عدنان :- ديف ناوي ينزل القاهرة وشكله ناوي على حاجه … واتجن من لما عرف ان كامل ماسكته لمار وشكله كدا هينزل عشان يهربه او يبعت حد يقتله … رعد أتوفي في العمليه أمبارح .. وأحمد اتصاب بدل لمار … بس دي الأخبار اللي عندي تؤمرني بايه .
رفع عينه المميته قائلاً :- اللي قتل رعد يكونوا عندي انهارده قبل بكرا …
عدنان :- بس رعد بالفعل خلص عليهم قبل ما يموت لانه كان بينقذ الأطفال …
ردد قائلاً :- تمام متعملش حاجة غير لما أقولك وأغلق فوراً … ليلقي بالموبايل من يده ويتمدد بتعب بادي على وجهه …
حبيبه بمكتبها تضغط على أحدي الأزرار … لتولج أحدي الممرضات قائله :- نعم د/ حبيبه .
حبيبه بتجذب بعد الملفات وتمد يدها بهم لها :- كنت عايزكي تودي الملفات دول للمدير ؟
الممرضه بخوف :- لا لا حضرتك هو متعصب أنهارده أعذريني ؟ بعد أذنك .
وغادرت أما حبيبه فنظرت لها باستغراب شديد وتمتمت :- مفيش فايده شكلي أنا اللي هوديهم … وأشوف مين الشخص ده … اللي أسمه بيرعب المستشفي كلها !
هبت واقفه لتغادر مكتبها … وسألت عن مكتب المدير وتوجهت إليه … وقفت أمام الباب بخوف وتردد … تحلت ببعض الشجاعه ودقة على الباب عدة طرقات … فلم يأتيها أي صوت أو أذن بالدخول … فعادت لتطرق كذا مره دون جدوي … فقالت بذاتها :-
يبدوا أنه مش موجود يلا هرجع وقت تاني !!
أستدارت لتغادر ولكنها وقفت بتفكير … ووصلت لحل بأن تدلف وتضع الملفات وترحل وهو يرأهم عندما يأتي !!
فتحت الباب لتدلف وأغلقته خلفها ..
وعينها جابت المكتب الذي لم توصل لنهايته أو بدايته … أدهشها لونه الغامق … ولكن أعجبها زخرفته النادره … تسللت بخفه للداخل لتضع الملفات من يديها على الطاوله … كادت أن تغادر ولكن أنتبهت لأحد نائم على الاريكه … تسللت بخفه لتقف أمامه وعجبها شكله لم تستطع السيطره على عيناها التي تأملته بهيام … فحادث ذاتها عندما أحست أنها رأته من قبل :-
أنا شفته فين قبل كده ؟ فين يا حبيبه فين ؟
فكرت قليلاً فصاحت بتذكر :- ايوه أفتكرت هو نفسه اللي كان جنبي في الطياره ؟
رأت ملامحه محتقنه بالتعب شديد … أستدارت لتغادر بتفكير … وصلت عند الباب وكادت بالخروج ولكن لم يطاوعها قلبها فشكله وملامحه توحي أنه مريض … أقتربت منه لتضع يدها علي جبينه سرعان ما أبعدتها سريعاً وهي تقول :- يا الله حرارته مرتفعه جداً ؟
ذهبت وأحضرت الدواء … فحقنته بحقنه بوريده وهي معجبه بجسده الرياضي الذي لم تري مثله من قبل و ومعالم وجهه الرجوليه … وجدت أن الحراره لم تهبط بعد … فوقفت وهي تتلفت حولها من ذلك المكتب الذي لا يوجد له نهايه لم تدري ماذا تفعل فانتبهت لتلك الثلاجه الموضوعه جوار مكتبه .. اسرعت لتحضر ماء بارد وظلت تعمل له كمدات لوقت طويل دون ملل … أستغفرت ربها كثيراً لانها سمحت لنفسها بالنظر إليه … جذبت ذلك الشريط وجذبت منه برشامة وجذبت كوباا من الماء … فكرت كيف ستعطيها ليه. .. فحاولت أن تعدل بجلسته … حاولت رفعه فلم تستطع لضخامة جسده الصلب … رفعته بصعوبه وأجهاد كبير لتجلس خلفه … كي لا يرجع للنوم مره أخرى .. كاد بالوقوع منها فأمسكت به بقوه … أدي ذلك لجعله يفيق … فتح جفنيه فشعر بيديها تحتضنه … نظر لها بعيناها الساحره فتسارعت نبضات قلبها وحقا اقسمت ان عيناها لن تجد مثلهم أبداً … ناولته كوب الماء وساعدته على أخذ البرشامه … أعدلت رأسه و وقفت سريعاً قاسة له الحراره وجدتها أختفت فحمدت ربها … كادت أن تخرج ولكنها تصنمت محلها عندما مسك يدها … أستدارت له لترمقه بعضب قاتل ودفشت يده بقوه … هب واقفاً بعدما أستاعد ثبات نفسه وقال وهو يشير لها :- بتعملي أيه هنا ؟
اجابت بدفاع وبراءه وهي تخفض نظرها :- كنت جايبه لحضرتك الملفات !
ظل يتقدم منها وهي تبعد :- جايبه الملفات تحطيهم وتمشي مش تفضلي في مكتب شاب قاعد لوحده أعترف أني حلو وعادي يعني ف شوفي حجه غير الملفات ..
أصتدمت بالحائط .. ليحاصرها بين يديه وعينه تجوب علي ملامح وجهها البريئه والبسيطه :- هااااا مقولتيش جايه ليه ؟
لتترقرق الدمع بعيناها بخوف وهي تعلم ما يملي إليه وظنه بها فدفعته بقوة وصرخة به ببكاء :-
أنا مش وحده زي اللي أنت تعرفهم وقبل ما تتكلم عني نص كلمه فأنا أشرف منك … يا استاذ يا محترم انا فعلاً جيت اديك الملفات ولقيتك سخن وكنت بتخرف وادتك علاج وعملتلك كمدات دا بدل ما تشكرني ؟
هو يعلم جيداً أنها صادقه ولكن ماذا يفعل تعمد فعل ذلك حتي تترك الشغل وتعود وضع يده بخصره تألم لدموعها وقال :- أطلعي يا حبيبه من هنا ؟
نظرت له باستغراب قائله :- أنت تعرف اسمي منين ؟
فقال بجمود ونبره محذره :- اطلعي من هنا وإلا متلوميش غير نفسك … وصاح بصوت عالي … أخرجي
كادت أن تغادر فوقفت على صوته …
– أعملي حسابك بعد ساعه هتحضري معايا اجتماع في الفرع التاني ؟
غادرت صافقة الباب خلفها بعنف ..
جلس على مكتبه وهو يقول :- أفهمها ازاي دي وأقولهالها ازاي ؟
تنهد بعمق فجذب الملفات وشرع في أكمال عمله … ظل يعمل لوقت طويل فألقي القلم من يده واستند براسه على حافة المقعد … رفع يده لينظر بساعته فهب واقفاً وجذب مفاتيجه ونظارته وثبتها على عينه … سئل عنها وذهب لها … دلف دون ان يطرق فوجدها جالسه مستنده براسها علي الطاوله ومنهمره دموعها …
قال بنبره مخيفه :- عندك بس ربع ساعه وألقيكي تحت … وغادر صافقا الباب خلفه
انتفض جسدها من صوته فتمتمت باستغراب :- يارب ماله ده كمان بيعاملني كدا ليه وأنا ليه خايفه منه كدا ….
عدلت من حجابها وذهبت مسرعه … رأته مستنداً بجسده علي سيارته بجذبيته .. رأها فصعد سيارته بالخلف ….
فتوجهت هي لتصعد بالإمام فصاح بها :- أطلعي هنا …
لم تعطيه اي اهتمام وصعدت بمكانها … كاد أن ينفجر من غيظه فظل يرمقها بنظارت حارقه ولو كانت النظرات تحرق لاحرقتها لا محاله …
وصلا ليهبط من سيارته ويصعد تاركاً أيها. … فهرولت خلفه شبه راكضه .. دلفا للاجتماع سوياً فجلس هو بالمقدمه وهي جواره … بدأ الاجتماع وأبتداء يشرح عمله وهي معجبه اكتر واكتر بشخصيته وذكاءه والأكثر حضوره الطاغي …
أنهي الاجتماع ورحل بغضب … وهي خلفه تكاد ان تتعثر … رأه السائق فهبط وفتح له الباب فأغلقه وهو يقول :- أذهب أنت انا هسوق ؟
كادت أن تجلس بالخلف فصاح بها :- انا مش السواق بتاعك اطلعي . .
خافت من نظراته فركبت جواره بخوف شديد …
أهداهها بعد الملفات وأمرها ان تخلصهم اليوم ..
وصلا إلى وجهتهم فرحلت هي راكضه إلى مكتبها وأغلقت الباب بقوه وظلت تتنفس بصعوبه وكأن الأكسجين قد نفذ وها قد عاد …
جلست وهي تقول بخوف :- خليني أخلصله الملفات دي بسرعه ليموتني ايه ده يا ربي مش وعقول الانسان ده أبداً …
ظلت تعمل لوقت طويل علي الكمبيوتر … حتي أنهت كل شئ …
تنهدت براحه :- الحمد لله خلصتهم اروح اخبره وااطمن علي المرضى وامشي ..
كادت بطريقها إلي مكتبه فوقفت جنب النافذه وهي تراه محتضن أحدي الفتيات شعرت بالاختناق .. طرقات على الباب فأذن لها بالدخول … ولجت وهي تنظر للأرض وضعت ما بيدها علي المكتب :- اتفضل حضرتك كل اللي طلبته مني جاهز ؟
ما زال محتضن بتلك الفتاه فقال بحده :- تمام سيبه وامشي ؟
غادرت مسرعه من أمامه …
أما هو أبتعد عن تلك الفتاه :- تالا حبيبتي فهميني في أي ؟
تالا جلست علي المقعد :- مفيش عايزك توصلني البيت بعد ما نتغداء سوي
مايكل تنهد بعمق وجلس على مكتبه :- أوصلك اه لكن غداء لا ؟
أتجهت له لتحضنه وهي تقبله من جبينه :- لا هتوصلني وهنتغداء سوي ..
قال بنفاذ صبر :- قدامي ..
فصاحت بفرحه
رحل بها إلى الفيلا … ولجا سوياً ليجدا رجلاً جالس بانتظارهم … نظر له مايكل بحقد
تالا ذهبت لتحتضن والدها :- بابا مايكل جه عشان يتغداء معانا انهارده …
أؤمأ لها وأشار لها بالذهاب :-حبيبة قلب بابا اطلعي فوق
وتابع بسخريه :- دلوقتي عايز اتكلم مع الاستاذ مايكل على انفراد ..
تالا برفض :- لا يا بابا أنا ما صدقت أنه جه ..
فقال مايكل بصوته المخيف :- تالا اسمعي الكلام على اوضتك …
ركلة الارض بغضب طفولي وذهبت راكضه بتزمر …
تقدم مايكل له :- عايزني في ايه يا ديف ؟
تخل عن مقعده وقال :- ايهاب فين ؟
جلس علي المقعد ليرفع قدميه علي الطاوله وقال ا :-
ابنك ولا ابني المفروض أنت اللي تعرف هو فين ؟
اقترب منه ليقول بصراخ :- متنساش نفسك لما اكلمك تكلمني باحترام ايهاب فينه دلوقتي ؟
وقف غاضباا وعينه تحولت للون الأحمر طرق بعنف علي المكتب وهو يعتدل :- أنت اللي متنساش أنا ابقي مين ومتلعبش بعداد عمرك معايا بأشاره وحده اخفيك من علي وش الأرض ؟
أبتلع ريقه بخوف :- مايكل يا بني انا مقصدش انا بس قلقان علي ابني وانت اللي هتعرف هو فين ؟
جلس مره أخري ببرود تام ورمقه بنظره مشتعله :- معرفش ابنك فين … ممكن يكون أتقتل وممكن مات متعلمش فين دور بقا عليه ؟
فأجابه بتوسل ورجاء :- يا ابني الله يخليك قولي ايهاب فين دلوقتي أنا متاكد أنك تعرف ؟
استقام بوقفته وخطي بخطوات قاتله ليقف أمام عينه بصمت طال … تخلي أخيراً عن صمته بتفكير ليقول :- هكدب عليك ليه معرفش ابنك فين ؟ دور عليه وابقي طمني لما تلاقيه ؟ ظهرة ابتسامة غامضه على زوايه فمه عندما رأي حرقة قلبه وأرقه ، ثبت نظارته وخطي ليغادر فتراجع خطوتين بتذكر :- اه صح ابنك غايب ليه كم يوم يسحسن تبحث عنه ليكونوا خلصوا منه وانا مش موجود عشان انقذه كل مره !!
قال تلك الجمله بثقه كبيره ورحل بثبات ….
ظل يجول بسيارته بالانحاء حتي أوقف السياره وقام بالاتصال على إيهاب ..
أتاه صوته المرح قائلاً :- حبيب قلبي اخبارك ايه
فقال بصوت به الوجع :- الحمد لله انت عامل ايه ؟
– الحمد لله وحشتني … متعرفش انهارده انا مبسوط قد ايه ؟
قال بفضول :- ليه
وأكمل حديثه بشوق :- قابلة أميرتي ؟
قال بأسف :- لحد الآن لا لسه ولا شفتها ولا لمحتها حتي
وأكمل بسعاده :- بس انهارده هشوفها ام كشافات جتلي
يوسف باستغراب :- أم كشافات مين ؟
قال بتذكر :- اقصد هاله جت انهارده وعزمتني ورفضت بس هي أسرت بشده وقالت بنت خالها هي اللي طلبة كدا عشان تشكرني ؟
تألم فكم مشتاق ان يرأها ولكن لا يمكنه الآن فقال :- تمام المهم ارجع بسرعة تمام ؟
وأغلق السكه فورا دون أن يستمع لاي كلمه أخريً
أما أيهاب فظل يتحدث دون أن يشعر أنه أغلق بوجهه وعندما لم يجد رد وجده اغلق فتمتم بغيظ :- بقي تقفل السكه في وشي ماشي .. هروح اظبط نفسي عشان هشوف لمار …
وتوجه بفرحه لا مثيل لها لخزانته ….
كانت جالسه باحدي زواية تلك الغرفه الحالكة السواد … تبكي بصمت وجسدها يرتعش من الخوف … لا تعلم أين هي ولماذا هي … لا تعلم ما مصيرها .. هل ستموت أم ستنجي … ولكن تيقنت أن هذه نهايتها فلا يوجد أخاها ولا والدها ليساعدها … بكت بدموع لا حصي لها … وعيناها تتحفص الغرفه بخوف … كل ما تذكره هو عندما كانت خارجه من المشفي … ظلت واقفه بانتظار سيارة أجره … حتي خطت قليلاً بملل و وجدت سياره كبيره الحجم وسوداء اللون وقفت مجوار لها … وهبط منها بعد الرجال يرتدون زي موحد بلون “الاسود” جذبوها عنوه عنها وشلوا حركتها وكتموا فمها وجذبوها داخل تلك السياره … ولم تدري بشئ سوي حينما قذفوها داخل تلك الغرفه المظلمه إلا من ضواء بسيط … دفشوها دون رحمه لتنصدم بالحائط وتتأوه بألم أغلقوا الباب وتركوها…
بكت حبييه بقوه وظلت تذكر ربها وتكبر … حتي أستحملت على ذاتها وعادت بشئ من الشجاعه و وقفت لتصلي كي تطمئن بربها أنفتح الباب على مصرعيه و ……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى