رواية فخ طبيبة الفصل الثاني 2 بقلم سيد داوود المطعني
رواية فخ طبيبة الجزء الثاني
رواية فخ طبيبة البارت الثاني
رواية فخ طبيبة الحلقة الثانية
_ ليليان انتي صيدلانية، وعارفة إن مفيش حد بيجيب السكر لحد، ده مرض له أسبابه
«كلامه صدمني، حسسني إني برمي بلايا عليه، بورطه في مصيبتي علشان يكمل معايا»
قلت له وأنا منفعلة:
_ رامي، أنا عندي السكر، وشوف نفسك هتكمل معايا ولا مش ناوي تكمل..
«استفزتني حيرته، وسكوته، ولخبطته، وارتباكه»
مش عارف يتكلم، مش قادر ياخد قرار، وبيهرب مني بعينه كمان، ويقول لي سيبيني كام يوم أفكر..
_ يااااااه يا رامي، انت لسة محتاج تفكر، بعد ما صبرت عليك سنة ونص، ووقفت جنبك ودافعت عن سمعتك الأيام اللي فاتت دي كلها، وانت دلوقتي محتاج فرصة تفكر، ماشي يا رامي، فكر براحتك
«دي كانت أكبر غلطة غلطتها في حق نفسي، إني سمحت له يفكر إن كان هيكمل ارتباطه بيا ولا هياخد قرار يسيبني»
هو ايه اللي انا بعمله في نفسي ده، هو انا هخلي حياتي متوقفة على قرار منه، ياااه ده انا حقرت من نفسي أوي، ده أنا اللي هفسخ معاه قبل ما أسمعها من لساته..
وبعد ما مشي من عندي بساعتين .. اتصلت بيه علشان أقول له إني أنا اللي مش عايزة أكمل معاه، وبمجرد ما بدأ المكالمة لاقيته بيقول لي، لسة كنت هكلمك حالا.
_خير .. عايز ايه؟
_ عايز اقولك وبدون زعل، اني من لحظة ما رجعت من عندك وانا بتخانق مع بابا وماما بس موضوعنا
_ بتتخانق معاهم عشاني أنا؟ ده اللي هو ازاي يعني؟ وليه كمان؟
_ بحاول أقنعهم اننا نفضل مرتبطين، لكن هما مش عارف حصل لهم ايه بعد ما عرفوا بحوار السكري اللي عندك، ومصممين إننا …. ءأ ءا .. مصممين يعني اننا …..
«مكانش قادر يكمل جملته الجبان التافه ضعيف الشخصية، لحد ما صرخت فيه أنه ينطق، وبالفعل نطق وقال لي إنهم عايزينه يفسخ الخطوبة..
وبالرغم من إني اتصلت بيه علشان أفسخ معاه، إلا إن الدنيا لفت بيا، والسكر بدأت يرتفع أكتر، ومكنتش حاسة بأي حاجة، صوتي كان بيهبط تدريجيا وانا بزعق له واقول له:
_ غور في داهية، في ستين داهية، أنا ربنا نجاني من اني ارتبط بإنسان تافه زيك، غور في مصيبة تاخدك مش عايزاك ولا عايزة اسمع صوتك ولا اشوف وشك..
«الفون من الرعشة وقع مني، ووقعت على الأرض، ولولا إن اهلي كانوا صاحيين في الصالة وسمعوا صوتي، كنت هموت مكاني ومش هيعرفوا غير الصبح..
«تخيل كده يا استاذ سيد، إني اتعرض للصدمة التالتة في أقل من عشرة أيام، صدمة اتهام رامي بالتحرش، وصدمة اصابتي بالسكر، والصدمة الأكبر هي صدمتي في رامي»
تلات صدمات هو السبب فيهم وبيخلع في أول اختبار حقيقي يتحط فيه.
ليلة كاملة في العناية المركزة، شفت فيهم اهتمام كبير من زمايلي في المستشفى، سواء أطباء أو صيادلة، وفنيين التحاليل، وطقم التمريض كله، ما عدا طبعا الطبيبة الأوڤر أس المشاكل دي كلها..
مفكرتش حتى تيجي تقول لي سلامتك، مع إن الفخ الحقير بتاعها ده كان سبب كل البلاوي دي..
بابا وماما مكانوش يعرفوا سبب اللي حصل لي، ولا يعرفوا حتى إن رامي فسخ الخطوبة، وكانوا يتصلوا بيه كل شوية علشان يطمنوه عليا..
بابا راجل طيب أوي، وكان معتقد إن رامي مش قادر ييجي يزورني في المستشفى علشان مكسوف من زمايله بعد الفضيحة اللي حصلت عندنا هنا..
ولما رجعت البيت حكيت له إن بابا رامي ومامته أجبروه يفسخ معايا..
بالليل كده، جات خالتو وردة تزورني، وكان معاها ابنها معتصم، وانا مش طايقة أبص في وش حد من قرايبي وخصوصا خالتو وردة دي..
مش عايزة اشوف نظرة شفقة ولا شماتة في عين حد من قرايبي، وزي ما قلت لك بالذات خالتو وردة وابنها، لأنها اتكلمت مع ماما من سنتين علشان تخطبني لمعتصم، وانا رفضت بدون نقاش، لأن معتصم أيامها كان بيشتغل مندوب توزيع في شركة سلع غذائية، وبصراحة كان ده سبب رفضي..
كنت شايفة اني تعبت كتير في حياتي علشان اكون صيدلانية، وصعب ارتبط بحد أقل من البوزيشن ده، وعلشان كده وافقت على دكتور رامي _داهية تاخد أجله_ بدون أي تردد ولا تفكير..
أكيد خالتي جاية تشمت شوية، وتقول لي بعيونها أهو الدكتور اللي اتكبرت على ابني وأخدتيه، شوفي عمل فيكي ايه، ووصلك للحالة دي ازاي.
معتصم مش وحش، ولا جاهل، ده بالعكس دماغه نضيفة، وشاطر في شغله، ومجتهد جدا، وبيعزني خالص، بس كل الفكرة اني مش مستوعبة اني ارتبط بحد مش دكتور..
ومع إصرار ماما إني أخرج أسلم عليهم، خرجت وقعدت شوية، وكنت ناوية أكون حادة في ردودي لو اتسألت عن خطيبي وهو فين وعامل ايه، أو حتى اتسألت عن السكر ووصلت نسبته كام..
الغريب أن معتصم كان ماسك شنطة هدايا في إيده، وفتحها كده وهو بيقول لي:
_ بصي انا عارف ان الظرف مش مناسب، بس معلش معرفتش أعديها المرادي..
«طلع لي من الكيس فيل معمول بالقطن، ومنقوش عليه اسمي lilian وتاريخ ميلادي، ومكتوب عليها Happy birthday to you
انا اتخطفت من الموقف في لحظتها، وبصيت للهدية وانا ساكتة، وهو يا عيني اتخض، أعتقد اني زعلت منه، أو شايفة أنه تجاوز حدوده معايا لاني في نظره لسة مخطوبة، علشان كده فضل يبرر لي ويعتذر لي:
_ أنا آسف مقصدش حاجة، بس امبارح كان عيد ميلادك، وانتوا كنتوا مشغولين في حوار تعبك اللي راح لحاله ده، وحسيت انكم مش هتحتفلوا بيه، وقررت أكسر القاعدة دي، وأجيب لك فيل صغنن، لانك بتحبي الأفيال من صغرك.
أنا ضحكت بجد، ومش مستوعبة أن معتصم يكون الوحيد اللي يفكر يجيب لي هدية تفرحني في عيد ميلادي..
مش كده وبس، ده حتى كان ذوق جدا في كلامه وهو بيقول لي مشغولين في حوار تعبك «اللي راح لحاله» جملة خففت كتير، أنه جايب هدية لحد عزيز، مش شفقة على حد مريض ونفسيته في الأرض، دي غير إني بحب الأفيال جدا..
يااااه يا معتصم، يا ريتك كنت مكان رامي، أو هو حتى اللي كان مكانك..
الوقت مر أخف وأهون بكتير من غيره، مفيش حاجة ضايقتني، وخالتي وابنها كانوا في منتهى اللطف اللي في الدنيا.
تاني يوم نزلت شغل ورجعت مارست حياتي بشكل عادي، وبدأت أهتم بصحتي، وأقنعت نفسي إن الموقف اللي حصل لي ده أفادني أكتر ما هو ضرني..
أثبت لي إن بنت من جوايا جدعة، وقدرت أوقف جنب الزفت دي في محنته، وأثبت لي كمان إن رامي ده ندل وانكشف قبل ما اتورط في جوازة ممكن تجيب أجلي..
وبقيت فايقة ورايقة، وخففت من علاج السكر كمان، بقيت آخد العلاج فين وفين، واتعودت أشرب كل حاجة بدون سكر خالص، وخففت النشويات والدهون، وبطلت أشرب الكولا، وعصاير السوق، وكل حاجة في حياتي بقت صحية خالص وفريش..
ده انا اتفاجئت اني ماشية على نظام غذائي كل الناس ماشية عليه.
لحد ما حصلت الكارثة، الصدمة اللي كانت أعنف من كل اللي فاتوا، لدرجة اني كنت هدخل في غيبوبة بسببها..
على جروب الواتس بتاعنا اللي عاملينه لأطباء وصيادلة المستشفى، لاقيت حد عامل تهنئة للدكتور رامي بمناسبة خطوبته على الدكتورة جوانا..
يا نهار اسود، دي الدكتورة «روجدا»
روجدا دي نفسها البنت الأوڤر اللي اتهمت رامي بالتحرش ودمرت حياتي..
كنت هموت حرفيا، هو مين يودي لفين، اتصالحوا امتى وازاي، ولحقوا امتى يتفقوا على الخطوبة كمان..
هو مين ده اللي عايز ينقطني وبيخطط لكل ده، هل رامي؟. هل روجدا؟
هو أنا أذيت رامي في ايه علشان يعمل فيا كده؟
ليه كده بس، ده أنا كنت خلاص بدأت أخف، بدأت أتخلص من صدمات الزفت دي اللي نازلة ترخ فوق دماغي دي..
في عز انهياري، وحرقة قلبي، لاقيت نفسي بتصل بمعتصم ابن خالتي لأول مرة أستنجد بيه، واقول له إلحقني..
وزي ما توقعت، كان معتصم راجل بمعنى الكلمة
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية فخ طبيبة)