روايات

رواية أنا وزوجاتي الفصل السادس 6 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الفصل السادس 6 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الجزء السادس

رواية أنا وزوجاتي البارت السادس

رواية أنا وزوجاتي الحلقة السادسة

“أنا وزوجاتي”
الحلقة السادسة (في ديك الساعة)
_________________
من عابَ أحدًا بشيء، لم يمت حتى يراه، الله عادل.
_________________
كانت تتحرك في المنزل بسرعة كبيرة مرة هنا ومرة هناك، تتأكد من إتمام كل شيء، وفجأة رأت شوق أمامها وهي ترتدي عباءة مغربية، ذات أكمام واسعة وذيل واسع، ويزيّن خصرها حزام مطرز بنفس التطريز الذي يملأ العباءة من أعلاها لأسفلها، نظرت لها راوية بانبهار بينما دارت شوق حول نفسها بهدوء وهي تسألها بابتسامة:
-إيه رأيك بقا؟
-سكر، عمري ما شوفت حد بالجمال دا، مكنتش أعرف أنها هتبقى حلوة عليكِ كدا دا أحسن ما كانت عليا.
قالت راوية ذلك بانبهار وهي لا تصدق جمال العباءة على شوق، بينما هي ردت عليها ضاحكة:
-بس طويلة شوية، فرق الطول بقى، وبعدين ذوقك حلو أوي في الهدوم.
-حبيبتي، كدا كدا احنا في البيت ميهمكيش الطول، دا حتى مخليكِ برنسيس.
-لما هي برنسيس أنا إيه بقى؟
كان هذا الصوت يأتي من الخلف مما جعل راوية تستدير بسرعة وعيناها اتسعتا من السعادة، جرت نحوها وقبل أن تحتضنها وقفت تنظر لما تحمله تلك المرأة، امتلأت عيناها بالدموع وهي تأخذه منها بحنان بالغ وتسألها ببكاء:
-دي ريم؟ ما شاء الله قمر حبيبة عمتو.
ابتسمت زوجة أخيها وهي تجيبها:
-أنتِ اللي قمر يا ريري، وحشتيني أوي.
نظرت لها راوية باشتياق وهي تتنهد قبل أن تقول:
-يـــــاه يا بسمة السنة دي كانت أطول سنة في حياتي، أومال جلال ورحيم فين؟
قالت ذلك وهي تتلفت خلف بسمة لتبحث عنهما، فجاوبتها الأخرى قائلة:
-بيجيبوا الشنط من العربيات هما وعم فوزي.
تحدثت راوية بلوم وعتاب:
-أنا مش عارفة مسمعوش كلامي ليه وجيت استقبلتكم في المطار دا أنا مستنية اليوم دا من زمان.
جاءها صوت اشتاقت له بشدة وهو يقول:
-يا ستي احنا مش عايزين نتعبك، احنا اللي نجيلك لحد عندك.
أعطت راوية الطفلة لوالدتها وهي تجري نحو أخيها تهتف باسمه:
-جــــلال.
وأخيرًا وصلت إليه وعانقته بشدة، طال العناق وهي تردد اسمه وتخبره كم اشتاقت إليه.
-وحشتني أوي يا جلال إيه الغيبة دي كلها؟
-جلال بس اللي وحشك؟
أتاها هذا الصوت من خلف أخيها فذهبت إليه تعانقه هو الآخر وهي تقول باشتياق:
-رحيم، أنت كمان وحشتني يا روح قلبي دا أنت حتة مني.
-حبيبتي يا ريري عاملة إيه؟
– الحمد لله يا حبيبي، تعالوا اقعدوا ارتاحوا من السفر.
ذهب الجميع إلى البهو بعدما ألقوا التحية على إيزيس وشوق، تحدث رحيم بعدما ألقى جسده على الأريكة وهو ينظر لشوق:
-بس مقلتوش مين الحلوة؟
انكمشت شوق على نفسها بخجل وهي تعدل عباءتها، بينما ردت عليه رواية بتحذير:
-دي ضيفة يا رحيم، ها ضيفة يعني نلم نفسنا.
اعتدل رحيم وأسند ظهره بلا مبالاة وهو يقول:
-طب يا أختي براحة أنا عملت حاجة؟ أنا بسأل بس.
قامت راوية وهي توجه حديثها لإيزيس:
-يلا يا إيزو نحط الأكل عشان زمانهم عايزين ياكلوا.
-آه يا دادة لأحسن أنا واقع من الجوع، عاملين أكل إيه؟
هكذا نطق رحيم فجاوبته إيزيس قائلة:
-رقاق باللحمة ومحشي كوسة وبتنجان وورق عنب وفلفل ومكرونة بشاميل وشوربة وسلطات وطبعا الفراخ المشوية اللي بتحبها وكباب الحلة اللي سي جلال بيحبه ومش نسينا الجلاش بتاع بسمة ولسة الحلويات بعد الأكل.
نطق رحيم بسرعة:
-إيدا إيدا كله أنا جعت خلصوا حطوا الأكل عشان الأكل دا وحشني أوي.
قامت بسمة وهي تقول:
-خدوني معاكم أساعدكم.
فعلت مثلها شوق بتوتر وقالت:
-وأنا كمان جاية معاكم.
وقبل أن تخطوا خطوة أخرى تعثرت في ذيل عباءتها فكادت تسقط على الأرض، كتم رحيم ضحكته وهو يضع يده على فمه بينما نكزه جلال في جنبه، خرجت النساء من البهو بينما جلس جلال وأخوه كل منهما يمسك هاتفه يتصفحه.
_____________
كان يجلس في غرفته على المكتب الخاص به، ويمسك قلمه ويفكر في الكلمات التي تقفز في رأسه ويدونها، لم يعجبه ما كتبه فأزاله ورمى القلم وهو يصيح محدثا حاله:
-لأ ما هو مش نافع كدا، كل ما أكتب حاجة تطلع وحشة، لازم أسلم الأغنية بسرعة.
مدَّ يده وأمسك كوب القهوة ورشف منه ثم وضعه على المكتب مرة أخرى وهو يفكر، وأخيرًا صفق بسعادة قائلًا:
-أيوة، هي دي لقيتها، ركز بقا يا واد يا موسى وشوف الكلام اللي يشرح القلب.
اعتدل في جلسته وأمسك قلمه مرة أخرى وهو يكتب كلمات الأغنية التي يؤلفها وينطق بها بصوت مسموع:
-عشانك أروح الصعيد، وأجبلك كل جديد، هو أنا أفديك الساعة؟ لما أشوفك سعيد؟
لا لا شكلها مش بتتكتب كدا، تقريبا أنا في ديك الساعة مش أفديك الساعة، بس في ديك إزاي يعني هو أنا بيضة؟ إيه دا أصلا الديك مش بيبيض، آه يا نافـــوخي، بت يا مَلَك يا ملــك.
نادى بأعلى صوته فأتت ملك مسرعة وهي تقول:
-في إيه يا موسى صوتك جايب آخر المعادي.
-أنا في مشكلة ولازم أحلها دلوقت وإلا مش هعرف أكمل الأغنية.
-يا أخويا وأنا مالي تحلها ولا تربطها هي دي أغاني بتكتبها؟
-يا بت دا أنا فنان، وبعدين لما أنجح وأتشهر هينوبك نصيب وهتبقى أخت الفنان المشهور موسى قنديل على سن ورمح.
حكت رأسها بتفكير:
-صدّق أقنعتني، قول مشكلتك وإن شاء الله حلها عندي.
اعتدل بحماس وهو يلقي على مسامعها كلمات الأغنية بفخر:
-اسمعي يا ستي أنا كتبت كلمات من الأغنية الجديدة، عشانك أروح الصعيد، وأجبلك كل جديد، هو أنا أفديك الساعة لما أشوفك سعيد؟ بس محتار في كلمة أفديك، مش عارف بتتكتب أفديك ولا في ديك.
انكمشت ملامحها بجهل وهي تقول:
-إيه الأسئلة الغريبة دي يا موسى هو أنت كل مرة تجيب سؤال أغرب من اللي قبله؟
لوى فمه بسخرية ثم قال:
-أومال بس عمالة تقولي حلها عندي وعاملة فيها أم العُرِّيف، فين حفصة؟
-‏في المطبخ.
-البت دي علطول في المطبخ؟ ناديلها بسرعة.
ذهبت ملك ونادت على حفصة التي أتت مسرعة وهي تظن أن هناك مشكلة كبيرة، وصلت إلى غرفته وسألته بقلق:
-في إيه يا موسى مشكلة إيه؟
وقف في منتصف الغرفة وهو يتحدث بصرامة:
-أنا عايز أعرف دلوقت، كلمة في ديك الساعة اللي الناس بتقولها اسمها في ديك الساعة ولا أفديك الساعة؟
ضيقت حفصة بين حاجبيها وهي تنفي ما يقول:
-لا دي ولا دي، الاتنين غلط.
نظر لها بتركيز وهو يسألها:
-أيوا بقا أنا عايز أعرف إيه الصح؟
رفعت رأسها بشموخ وهي تجييه بثقة:
-طول عمري بسمعها هو أنا أفديك السعد.
نظر لها بعدم تصديق ولم ينطق بحرف، وأخيرًا قال بحنق:
-دا هيبقى يوم السعد لما تغوري من وشي، امشي بقولك.
أمسك رأسه بنفاذ صبر ثم خرج من الغرفة وهو يقول:
-أنا عارف مفيش غير تيتا هي اللي هتساعدني.
جرت خلفه ملك وهي تقول:
-استنى خدني معاك عايزة أعرف الإجابة.
نزل موسى إلى غرفة جدته وخلفه ملك وحفصة يريدان معرفة ما يريده هو الآخر، وقبل أن يدخل إلى الغرفة وقف ينظر لما يحدث في الداخل وقد كان الباب مفتوحا قليلا، سألته ملك بفضول:
-في إيه مدخلتش ليه؟
-ششش وطي صوتك وتعالي شوفي ستك بتعمل إيه.
أمالت ملك رأسها بفضول ونظرت للداخل ولكن خرجت منها شهقة لم تصل لآذان السيدة، جذبتها حفصة للخلف وتقدمت هي لترى ما يحدث هي الأخرى، وفور أن رأت وضعت يدها على فمها تكتم ضحكاتها، فقد كانت تجلس أمام المرآة وتضع طلاء للشفاه وتهز أكتافها على الموسيقى الصادرة من هاتفها الحديث، وبعد انتهاءها قامت وأمسكت الوسادة واحتضنتها وظلت ترقص بها وتتمايل وهي تحدثها:
– يا حج ارقص حلو هفضل أعلمك لحد امتى؟
توسعت أعين موسى وهو يقول:
-يا نهار اسوح! تيتا بترقص مع المخدة على أنها جدي؟ عشان كدا مـات، ولو كان عايش كان مـات تاني.
ضحكت حفصة وهي تقول:
-إلحقي يا ملك ستك بتقول للمخدة شيلني يا حج.
فتح موسى الباب على آخره ودخل يصيح بحنق وهو يجذب الوسادة منها ويلقيها على الأرض:
-إيه المهزلة اللي بتحصل هنا دي؟
غضبت السيدة بشدة وهي تلومه:
-كدا رميت جدك؟
أمسك موسى ملابسه بنفاذ صبر وكاد يشقها:
-أخرج من هدومي؟ يا تيتا أنتِ هتشـلّيني؟
مد يده ليمسكها من يدها فسحبت نفسها بسرعة وهي تقول:
-لا لا لا متلمسنيش.
لوى فمه باشمئزاز وهو يسألها:
-ليه عندك جَرَب؟
-جَرَب في عينك، أنا بس حاطة تاتوه وخايفة تمسحه.
أكملت كلماتها بدلع وهي تجلس على الفراش وتضع قدما فوق الأخرى، بينما هو سخر منها قائلا:
-تاتوه؟ وأنتِ اسم الله عليكِ مكنتيش خايفة يتمسح وأنتِ حاضنة المخدة، قصدي جدي.
قالت بدلال مضحك:
-لأ ما هو كان واخد باله، وبعدين قولي إيه اللي جابك؟
جلس موسى بهدوء وهو يسألها:
-بصي يا تيتا بصراحة أنا جايلك وعارف أنتِ اللي هتساعديني، كلمة في ديك الساعة اسمها كدا ولا أفديك الساعة؟
صمتت تفكر قليلا ثم أجابته:
-بص زمان كانت ساعات الحائط بيكون فوقها ديك بيصيح كل ساعة، عشان كدا اسمها ديك الساعة، بس أنا مش مقتنعة بالكلام دا، لكن قرأت كلام كتير وعرفت أنها تنفع الاتنين، يعني مثلا ديك الساعة أصلها هاديك الساعة أو ذيك الساعة من ذاك للإشارة، يعني بيشير للساعة دي بعينها واللي بيحصل فيها حاجة عايزينها ومستنيينها، إنما أفديك الساعة من الفدا، يعني هو أنا أطول أفديك الساعة اللي هيحصل فيها كدا، زي مثلا أفديك عمري.
صفق موسى بحماس وسعادة ثم قبلها من وجنتها وقال:
-الله عليكِ يا فروحة، صدق اللي سمّاكِ فرح، أينعم أنتِ تافهة وبتعملي حاجات خايبة بس عندك ثقافة مش عند حد.
قامت السيدة فرح وأمسكت عصاها تنكزه بها في ظهره بعدما قام:
-أنا تافهة وبعمل حاجات خايبة يا اللي مشوفتش يوم تربية؟ امشي ومش عايزة أشوف خلقتك قدامي، فينك يا مؤنس أنت اللي ناصفني دايما؟
______________
-خدي دي بس كمان من إيدي عشان خاطري.
ضيقت عينيها بعدم رغبة وهي تقول:
-يا مؤنس والله شبعت كفاية.
-دي بس.
فتحت فمها وأكلتها من يده على مضض فملأ ملعقة أخرى وقدمها لها قائلا:
-دي كمان.
-لا لا مش هقدر.
-عشان خاطري.
تحدثت آسية برجاء:
-والله مش هقدر بجد أنا كلت كتير.
قال وهو يشير لصحنها:
-يا بنتي الطبق بتاعك لسة زي ما هو وبعدين أنا طالبلك رز حبة وحبة عشان تزيد المحبة.
ضحكت بسعادة وهي تقول:
-علفكرة أنا بتغفل بسرعة وبضعف قدام الكلام الحلو فمتاكلش بعقلي.
استند بذراعيه على الطاولة أمامه وظهر الحب جليًا في عينيه وهو يقول:
-وأنا لو أطول أجبلك نجمة من السما مش هتأخر، بصي يا سوسو كدا ناحية البحر وشوفي السما وهي بتلمع بالنجوم، بصراحة حاسس النجوم دي اتخلقت للعشاق بس.
التفتت له تسأله باستغراب:
-اشمعنى؟
تنهد بهدوء وهو يجيبها:
-أصل أي واحد يقع في الحب بيبقى نفسه يقطفهم ويقدمهم لحبيبته، بحس النجوم دي ألطف حاجة يقدمها الحبيب.
أومأت بهدوء وعقّبت تبدي رأيها:
-بس بصراحة أنا بشوف الورد له الأحقية في دا، الورد بيعبر أكتر، بشوف لما واحد يقدم لحبيبته وردة هي بتملك الدنيا وما فيها، على الأقل دا من وجهة نظري، بس أنت لحقت تحبني بجد؟ احنا يدوب اتقابلنا من أسبوع بس.
قام من مكانه وهو يطلب النادل لدفع الأموال:
لأ دا مش هنا بقى احنا نروح نكمل سهرتنا في مكان تاني وأقولك.
قامت معه وذهبا إلى مكان آخر فاقترحت أن يقفا أمام البحر وهواءه يلفح وجهيهما، صمتا قليلا ثم وضع ذراعه على كتفها وتحدث بهدوء وهو ينظر للبحر:
-عارفة يا آسية؟ أنا مش عارف اللي أنا فيه دا حب ولا لأ، وأنا معاكِ في إن إحنا ملحقناش نتعرف على بعض أو نحب بعض زي ما بتقولي، بس اللي أعرفه إن الحالة اللي أنا فيها دي أول مرة أعيشها، الشعور اللي جوايا دا أول مرة أحس بيه، جذبني شكلك ورقتك ومضحكش عليكِ ضعفك، لما حسيت إنك محتاجاني وإني مصدر الأمان الوحيد بالنسبالك، ساعتها مقدرتش أسكّت الصوت اللي جوايا اللي عمال يقولي ساعدها دي تستاهل، وأنتِ فعلا تستاهلي تتشالي فوق الراس والله.
دق قلبها بقوة إثر سماعها كلماته التي أول مرة تسمعها، أول مرة تشعر بالأمان رغم غربتها في هذا المكان، شدّد من ضمّها إليه بينما هي همست:
-شكرا

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنا وزوجاتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى