روايات

رواية وجع الهوى الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم ايمي نور

 رواية وجع الهوى الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم ايمي نور

رواية وجع الهوى الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم ايمي نور

رواية وجع الهوى الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم ايمي نور

انت ساكت و بتصبلى كده ليه يا جلال؟! ….مش مصدقنى؟ طب والله يابنى…..
صمتت عن اكمال كلماتهاحين وجدته ينهض من مكانه متجها اليها بخطوتت بطيئة هادئة لكن ما جعلها تصمت هى تلك النظرة الشرسة بعينيه فترجف اوصالها لكن سرعان ما اختفت سريعا فتعود عينيه لصفائها وهو ييقول بصوت رصين اذهلها
: لااا.. انا ساكت علشان اسمعك وانتى بتخوضى فى شرف ابنك ومراته يا حاجة قدرية
ضغط على حروف كلماته الاخيرة ليشحب وجه قدرية تصلها رسالته لكنها لم تسلتم تسرع هاتفة برجاء وتوسل
: يابنى صدقنى انا سمعتهم بودانى دى.. وهو بيقولها عن صور وحاجات تانية مسكها عليها… وعاوز الارض قصاد انه ميفضحهاش
ساد الصمت التام يشع معه التوتر وبقوة فى ارجاء الغرفة وقدرية تقف فى انتظار ردة فعله بعد ما قالته ولكنه استمر على صمته وقد اعطى لها ظهره ليظهر لها كرفض منه على حديثها لتصرخ بذهول واستنكار
:برضه مش عاوز تصدقنى….. دانا حلفتلك
لتكمل بغيظ وغضب هى تتلفت براسها يمينا ويسارا
: انا مش عارفة البت دى سحرالك ولا عملالك ايه علشان تسكت على حاجة زاى دى
: بس كفاية…. مش عاوز اسمع كلمة تانية بعد كده
ارتجفت قدرية تهب فزعا حين التفت لها جلال صرخا بها بعنف وقسوة يوقفها عن كلامها المسموم وقد انتهت قدرته على التظاهر بالهدوء وقد انفجر بركان الغضب بداخله مبعثرا حممه بكلمات خرجت منه شرسة قاسية يكمل حديثه وقد اصبح وجهه فى واجهة وجهها تماما
: كفاية لحد كده…. وبلاش تخلينى انسى فى مرة انك امى واتصرف تصرف هيخسرك ويخسرنى كتير
تراجعت قدرية للخلف يجمد الخوف اطرافها وقد رأت بعينيه ما لم تراه ابدا بهم وقد اختفى تماما جلال ولدها المعروف بحنانه و عطفه ليقف امامها الان شخصا اخر اصبحت تخافه وتهاب غضبه المستعير بعينيه وهو يتطلع اليها الان وكانت تلك اللعوب هى المسئولة عن تحوله هذا لذا حاولت كسبه مرة اخرى لها تتحول ملامحها الى الانكسار والمذلة قائلة بألم وذهول
:كده يا جلال بقى بتيجى عليا كل مرة علشان خاطر مراتك….و بتقولى انا الكلام ده…. وكل ده ليه علشان خايفة عليك ومش عوزاك تكون عايش على عماك معاها
صرخ جلال واضع اصابعه فى خصلات شعره يشدها مزمجرا بغضب وقد انتهت قدرته على الصبر لتسرع قدرية تحاول تهدئته قائلة باستعطاف
:خلاص ياجلال…خلاص انا خارجة…. ومش هفتح بوقى تانى فى الموضوع ده
انتهت كلماتها تسرع باتجاه الباب خارجة منه بخطوان متعثرة كانها تفر بعيدا عنه وعن غضبه المستعير بينما وقف هو مكانه بجسد متصلب وانفاس متعالية تمر عليه الدقائق يقف كما هو لا تتحرك عضلة واحدة بجسده اما عقله فقد كان يدور فى دائرة من الافكار الشرسة العنيفة تتركز حول شخصا واحد فقط اصبح هدفا لها
***************
: ماتهدى بقى يا عمتى اللى حصل حصل وخلاص
قالتها اميرة وهى تحاول تهدئة قدرية واخراجها من حالة القلق والهلع التى انتابتها منذ ان علمت بخروج جلال ومعه بعض من رجاله لكن جاءت نتيجتها عكسية حين توقفت قدرية عن الحركة تلتفت لها صارخة
: بتقولى ايه انتى….. انتى مش عارفة حاجة اسكتى خالص
زفرت اميرة بحنق صارخة هى الاخرى بحنق
:مانتى برضه اللى عملتيه كان غلط يا عمتى وهو انا كنت بقولك علشان تجرى تقولى لجلال
قدرية بغيط وهو تمنع نفسها عن خنقها بصعوبة
:اومال كنت عاوزانى اعمل ايه يا عين عمتك
هزت اميرة كتفها قائلة بجدية ومع بعض اللؤم
:تروحى لليله نفسها…
هزت رأسها بالايجاب حين رأت ملامح قدرية الدهشة تكمل بتأكيد وحزم
:ايوه ليله نفسها يا عمتى….. لو كانت عرفت انك كشفتى سترها وانها بقيت تحت رحمتك….كنتى هتقدرى بعدها تخليها زاى خاتم فى صباعك…. تحكمى وتتحكمى فيها ولا تقدر تقولك تلت التلاتة كام
وقفت قدرية تمام عن الحركة تضيق عينيها بتفكير كانها تزن كلماتها داخل عقلها للحظة ثم سرعان ما تحولت ملامحها للسرور كانه اعجبها ما قلته اميرة تهمس باعجاب ولهفة
:برافو عليكى يابت يا اميرة….كانت رايحة عن دماغى الحكاية دى فين….واحنا لسه فيها حالا هروح لبنت ال….. دى اجيبها من شعرها
وبالفعل تحرك من مكانها تهرول باتجاه الباب لتلحقها اميرة بسرعة توقفها عن الحركة قائلة بحدة
:رايحة فين دلوقت ماخلاص مابقاش ينفع
قدرية بحيرة وتجهم
:ليه بقى مانتى لسه قايلة…..
قاطعتها اميرة تهتف بها وهى تجذبها لداخل الغرفة مرة اخرى
: افهمى يا عمتى الكلام ده قبل ما جلال يعرف… كنا ساعتها نقدر نسويها على الجانبين انما دلوقت احنا هنستنى نشوف جلال هيعمل ايه؟
عقدت حاجبيها بشدة تشتعل عينيها بالقسوة تكمل بغل
: ياما نفسى اشوفها مذلولة ومطرودة من هنا زاى الكلاب وبفضيحة كمان
قدرية وقد انتقلت اليها عدوى الحقد والكره الساكن بقلب اميرة قائلة وقد نسيت تمام ان من تتحدث عنها تكون زوجة لولدها
: اااه يا اميرة لو ده يحصل…..دانا كنت يومها ارقص من فرحتى…..بس عندك حق احنا نستنى نشوف جلال ناوى على ايه…..وبعدها…..
ارتفعت فورا ابتسامة خبيثة فوق محياها تكمل عنها الباقى من جملتها ولا تترك مجالا للشك عما نوت عليه
******************
داخل احدى المخازن المخصصة لتخزين المحاصيل المظلمة نسبيا وقد احاط العديد من الرجال بجلال الذى وقف يتوسطهم يتطلع الى راغب بلا مبالاة شديدة ووجه خالى من التعبير جعلت من الاخير يهتف بعصبية وتوتر
: بقى بتتشطر عليا برجالتك يابن الصاوى وجايبنى هنا تتمنظر عليا ادمهم
لم يعيره جلال اهتماما بل اشار برأسه الى الرجال اشارة ذات مغزى لينفض الجمع من حولهم فورا يغادر الجميع ليخلو المكان الا من جلال وراغب فقط لتتوتر ملامح راغب اكثر يظهر الهلع بعينه وهو يراقب مغادرتهم قبل ان يلتفت الى جلال فيراه يقوم بخلع سترته يلقى بها ارضا ثم يحل ازرار معصمى قميصه مشمرا عن ساعديه ليهتف راغب جزعا يتلعثم فى كلماته وهو يتراجع الى الخلف خوفا
: اسمع يابن الصاوى…. مفيش حاجة من اللى حكتلك عليها ليله حصلت….كل الحكاية انى كنت…..كنت عاوز ارجع ارضنا واظن…..ده من حقنا
جحظت عينيه بشدة حين قبض جلال على حلقه يجذبه بعنف نحوه فترتجف فرائصه حين تلاقت اعينهم يرى داخل عين جلال مليئة التوحش والقسوة وهو يفح من بين انفاسه
: وحقك دى هتاخد زاى بقى يابن المغربى؟…..بتهدد ليله بأيه علشان توصلله
توتر راغب عينيه تدور بارتباك بعيدا عن عيني جلال وقد اردك انه لا يعلم شيئا عما يدور بينه وبين ليله يبحث داخل عقله عن مخرج لمأذقه لكن لم يمهله جلال الوقت يعاجله بضربة قوية بين اضلعه جعلته يصرخ عاليا بألم ومع استمرار ضربات جلال له حتى انقطعت انفاسه تماما يتراخى جسده من شدة الالالمه لكن اسرع جلال برفع مرة اخرى بقسوة هاتفا بصوت مخيف
: هااا تتكلم ولا نكمل كده لحد ما تنطق انا فاضيلك
ادرك راغب انه امام من لا يرحم يقف بين يدى وحش والة صممت للضرب ولا يمكن ايقافه الا بعد ان تنال ما يريد لذا اسرع يقول بصوت مترجى ضعيف
: هقول على كل حاجة بس قبل ما انطق كلمة انا عاوز منك الامان
كانت اجابة جلال عليه لكمة اخرى قاسية فى معدته اطاحت بجسده ليسقط ارضا على ظهره صارخا بألم
يجلس بعدها جلال على عقيبيه امامه مستندا بمرفقه على ركبته قائلا بصوت صارم ووجه شرس
:ملكش عندى امان….واللى عاوز اعرفه منك هعرفه براضك ولا غصب عنك….واظن اننا جربنا موضوع برضاك ده…يبقى نشوف بقى هتتكلم غصب عنك ازاى
تراجع جسد راغب راحفا بهلع وهو يهز راسه بالرفض حين رأى جلال ينهض واقفا مرة اخرى يسرع قائلا بارتعاب وهلع
:خلاااص…خلاص هتكلم والله هتكلم بس ابوس ايدك كفاية لحد كده
وقف جلال ينظر اليه للحظة مرت على راغب كالدهر حتى جذب جلال مقعدا من احدى الاركان يضع امام جسده راغب الملقى ارضا ثم يجلس فوقه يضع قدما فوق اخرى عاقدا لساعديه فوق صدره قائلا بصوت بارد برودة الجليد تجمدت له الدماء فى عروق راغب
: اتكلم…..عاوز اعرف كل كلمة وحرف اتقالت بينك وبينها….عاوز الحكاية من اولها لحد اخرها واياك تخفى حاجة عنى
***********************
اخذت تجوب ارجاء الغرفة بخطوات متوترة قلقة تفرك كفيها معا بعصبية شديدة عقلها يدور معها فى دوائر مغلقة بحثا معها عن حل تستطيع به اصلاح ما قامت به من اخطاء لا تغتفر لا تجد امامها حلا سوى اخباره حقيقة مايحدث معها من تهديدات راغب لها ومحاولاته بطرقه القذرة لاخذ الارض منها
زفرت بقوة انفاسها تخرج حارقة من داخل صدرها قبل ان تهمس باحباط وتردد
:الظاهر مفيش ادامى غير الحل ده….انا هقوله وهو اكيد هيسامحنى ويقدر انا ليه خبيت عليه
ظلت تنظر عودته بلهفة وامل تعد الدقائق حتى سارت ساعتين ولم يظهر بعد حتى فقدت الامل فى عودته لها مرة اخرى ولما يفعلها قد اخبرها ان قد قرر ان ينهى ما بينهم فلما يعود هنا ثانيا
جلست فوق الفراش تشعر بغصة البكاء فى حلقها تخنقها بشدة تترقرق عيونها بالدموع لكنها رفضت الاستسلام لها تحاول بث الامل بداخلها تنهر نفسها الا تستسلم لليأس حتى تعالى صوت هاتفها بالرنين لتخطفها بلهفة ظنا منها انه اتصالا منه لكنها اسرعت تلقيه مرة اخرى باحباط وغضب بعد ان انهت الاتصال بصغطة زر هاتفة
: مش نقصاك انا دلوقت خالص…. ابعد عنى بقى
لكن لم يستمر الصمت طويلا يتعالى الرنين مرة اخرى تغمض عينيها بألم فتتساقط دموعها فى وجنتها تشعر بتثاقل الاحمال والهموم فوقها حتى كادت ان تزهق روحها والهاتف يتعال رنينه تشعر بها كانها ضربات عنيفة قاسية فوق راسها فاسرعت بوضع كفيها فوق اذنيها تتأرجح يمينا ويسارا فى محاولة لايقاف تلك الضربات غافلة تماما عن الباب الغرفة الذى فتح يقف امام عتبته جلال مستندا فوق اطاره يراقبها بوجه حاد قاسى وعينه جامدة هاتفا بعد حين ببرودة شديدة
: ردى على تليفونك يا ليله
توقفت عن الحركة يتجمد جسدها وهى تفتح عينيها بذهول تطير نظراتها اليه تراه يتقدم بخطوات بطيئة الى داخل وعينيه فوق هاتفها الملقى فوق الفراش ومازال رنينه يتعال لتختطفه تضمه الى صدرها تنهض واقفة تنهى الاتصال خفية قائلة بعدها بصوت متلعثم مرتبك
: مش….. مهم…. هو…. اسا.. سا…. قفل
توقف جلال على بعدة خطوات منها يسألها بصوت لم تستطع تحديد نبراته
: وياترى مين اللى بتصل بيكى بالاحاح ده مش عاززة تردى عليه
ازداد ارتباك ليله اكثر تضم الهاتف اكثر الى صدرها تحاول البحث عن اجابة لكن توقف عقلها عن العمل تماما لتقول دون تفكير بصوت حاولت اظهاره لا مبالى
: دى شروق…. بترن عليا علشان… علشان عوزانى اروح اجهز معها لترتبات الفرح… وانا بحاول اهرب منها
التوت معدتها خوفا وقلقا وهى ترى شفتيه تلتوى بابتسامة ساخرة لكن ما بعث وخزات مؤلمة الى قلبها تلك النظرة التى التمعت عينيه بها وهو يتطلع اليها فهى خليط مابين خيبة الامل والغضب قبل ان يخرج هاتفا من داخل جيب سترته يضغط زر الاتصال به دون ان تفارق عينيه عينيها المرتبكة وانفاسها المتسارعة يتعالى رنين هاتفها مرة اخرى لترتجف يدها الحاملة له حتى كادت ان تسقطه وهو يقول لها بصوت شديد الهدوء طالبا منها الاجابة على الهاتف لكنها لم تستجب بل وقفت بجسد متجمد لاا تتحرك عضلة واحدة بها ليحدثها مرة اخرى ولكن تلك المرة بصوت امر خشنا قاسى صارخا
: قلت ردى على تليفونك ياليله
هبت فزعا ترتعش بعنف حتى كادت ان تسقط الهاتف من يدها لكنها اسرعت باحكام قبضتها حولها ترفعه ببطء فترى عينيها هوية المتصل لتتسع عينيها ذهولا ورعب تعود بنظرات الى الهاتف الموجود بيد جلال تشاهد ينهى الاتصال به ليتوقف هاتفها عن الرنين هو الاخر فلم تشعر سوى ويدها تلقى بالهاتف ارضا بعنف وقد ادركت اخيرا هوية صاحب الهاتف بين يدى جلال لتنسحب الدماء من وجهها فور تتركه شاحبا بشدة تترنح بقوة هى تحاول البحث عن كلمات تستطيع بها فهم ما يحدث ليخرج صوتها مهزور اجش قائلة
:ازاى…..ازاى…..التليفون ده وصل ليك ازاى
صرخ جلال بها بحدة لا يشعر بذرة من الشفقة على حالها المتمثل امامه
:ده كل اللى همك…وصل لايدى ازاى….خايفة من ايه خايفة اشوف صور اختك وافضحها زى ما عقلك صورلك
اسرعت تهز رأسها ترفض حديثه كله بهستريا ودموعها تتسابق للهطول فوق وجنتها لكنه كان غافلا عنها يعطى لها ظهر ويضع يده بين خصلات شعره قائلا بعدم تصديق وذهول
:معقولة….رضيتى انك الكلب ده يلعب بيكى وبسمعة اختك ولا انى اعرف….كنتى فاكرة ايه انى هذلك بيهم….همسكهم ورقة ضغط عليكى….لدرجة دى انا صورتك وحش اووى كده فى عنيكى
اسرعت تتحرك باتجاهه تهتف بصوت باكى مرتجف
:جلال….انا
لم تكمل بل دوى صوت صرختها المذهولة اكثر منها متألمة حين نزلت صفعته فوق وجنتها بصوت مدوى يوقفها عن الكلام يصرخ بها بغضب اعمى عينه لاترى شيئا من ملامحها االذاهلة ولا كفها الموضوع فوق وجنتها فوق اثر اصابعه قائلا
:اسكتى خالص….انا مبقتش طايق صوتك ولا انى حتى اشوف وشك ادامى….انتى لعنة وحطت عليا…علشان تخرج اسوء مافيا….لعنة مش لاقى ليها خلاص….غير انى….
ارتجفت خوفا من صوته ونظرات عينيه اكثر مما اخافتها صفعته منذ قليل وهى تراه وقد ضاقت نظراته عينيه وهو ينظر لها هامسا بصوت قاسى وبعنف مكبوت به
: بس لا…. كفاية لحد كده… ادامك نص ساعة تلمى هدومك فيها واى حاجة ليكى فى الاوضة دى… وهاخد بيت اهلك… مبقاش ليكى جوايا اللى يخلينى اتحمل كل ده
ثم تحرك يتركها مغادرا يعبر الباب بخطوات سريعة حاسمة لتنهار ارضا بعنف بعيون ذاهلة جفت دموعها تشعر بانهيار عالمها فلم تتصور فى اقسى تصوراتها ان تكون ردة فعله على ما حدث بتلك القسوة مفسرا تصرفها على انه سوء ظنا منها به لم تتخيل هذا ابدا ولم تضع له حسبانا
شعرت بحركة عن باب الغرفة لترفع رأسها فورا فتجد والدة زوجها تصحبها تلك الافعى وعلى وجههم ابتسامة ساخرة تنطق ملامحهم بالشماتة تقول قدرية بسخرية واستهزاء
: انتى لسه قاعدة عندك قومى بسرعة اعملى الل  قالك عليه…. اصل يجى يجرك يطلعك بره وساعتها ولا تلحقى تطولى حاجة
تشدقت اميرة بكلماتها تميل بخصرها الى الجانب تضع احدى يديها فوقه قائلا بأسف مصطنع
:براحة عليها يا عمتى مش كده….كفاية اللى هى فيه برضه
هنا وانتهت قدرة ليله على التظاهر بالصمود تنهض واقفة على قدميها تصرخ بها بحدة وعنف
:بره اطلعى بره انتى وهى….مش عاوزة اشوف واحدة فيكم هنا
تحركت قدرية تندفع الى الداخل وعلى وجهها امارات الغضب والشراسة تصرخ بها
:انتى اتجننتى يابت انتى….بتطردينى من بيتى….دانا هطلع روحك فى ايدى النهاردة
اسرعت اميرة تمسك بها بصعوبة تحول بينها وبين ليله والتى وقفت ثابتة ووجه متجمد قائلة بلهفة ورجاء
:خلاص يا عمتى….مش وقته…جلال تحت ومش عاوزينه يطلع دلوقت
التفت اليها قدرية تنظر لها بحدة لتغمز اميرة خفية لها فتتراجع حدة قدرية ويتراخى جسدها تتطاوع يدى اميرة متراجعة الى الخلف وهى مازالت تتطلع الى ليله بغضب وقسوة حتى خرجوا نهائيا من الغرفة لتسرع ليله الى غلق بابها بسرعة تستند بجسدها اليه وتشعر بدوار شديد يلفها لكنها حاولت مقاومته تحاول التحرك لكنه اخذ بالتزايد حتى غامت الغرفة بها تلفها تلك الداومة السوداء تجذبها داخلها على حين غافلة لتسقط ارضا بدوى قوى
          *****************
شعرت بجسدها خفيف يحمل برقة فى الهواءقبل ان يستقر فوق تلك الغيمة الدافئة تقاوم وبشدة محاولات عقلها للعودة الى الواقع فهى سعيدة حيث هى لاتريد العودة مطلقا ليستجيب عقلها لتوسلاتها مستسلما هو الاخر لتظل فى حالة اللاوعى حتى هب منها حين وصلت اليها تلك الرائحة النفاذة يعقبها الما
شديد فى ذراعها وصوت غير معروف لها يتحدث بهدوء قائلا
: متقلقش يا جلال بيه كلها دقايق وهتفوق على طول
وصل لها صوت جلال قلق مرتعب جعلها ترغب فى النهوض وطمئنته عليها وهو يسأله
: يعنى ده ملهوش دعوة بلى حصلها قبل كده…. اصل هى… اتعرضت لضغط جامد وانا خايف…
ابتسم الطبيب له بهدوء مقدرا حالة القلق التى عليها قائلا بصوت عملى
: ده بقى مقدرش احدده غير لما تفوق وان شاء الله متكنش انتكاسة والامور تعدى على خير
كانت ليله تستمع الى حديثها بحيرة تتسأل بحيرة عما يتحدثوا حتى سطع ضوء المعرفة داخل عقلها تعلم بانهم يتحدثوا عن حادث سقوطها من فوق الدرج ما اتبعه بعد ذلك لتقرر انه قد حان وقت النهوض تهمس شفتيها دون وعى منها تناديه برقة
ماان وصل همسها الرقيق مناديا له حتى هرع اليها تاركا الطيب يجلس فوق الفراش بجوارها ينحنى فوق جبهتها يقبلها بلهفة قائلا بصوت مرتعش
:ليله…..حمدلله على سلامتك يا قلب جلال
لم ينتبه لاميرة وهى تنحنى لاوية شفتيها تهمس بسخرية حاقدة فى اذن قدرية الواقفة تتابع ما يحدث بوجوم وعيون تشتعل غلا
: الحقى ابنك.. ده يبقولها قلب جلال…. هو ده اللى كان عاوز يمشيها… بلا نيلة علينا وعلى حظنا
لم تجيبها قدرية بل وقفت تتابع ما يحدث عينيها مستقرة فوق المشهد المتمثل امامها وهى ترى ليله تفتح عينيها ببطء شديد تتطلع الى جلال بحنان تضع كفها الرقيق فوق وجنته تتلمس لحيته برقة تسأله بحيرة
:  انا جيت هنا ازاى… وجيت امتى اخدتنى من عند بيت اهلى… وهو انا نمت ولا ايه
تكهرب الجو تتعالى شهقات الذهول من جميع الحضور يتطلعون الى بعضهم بدهشة وحيرة حتى جلال وقد جلس مكانه بجمود  ينظر اليها بعيون ذاهلة قبل ان يسألها بعدم تأكيد
: انتى اخر حاجة فكراها ايه ياليله
حاولت النهوض لكن اتت حركت يده فوق كتفها توقفها عن الحركة لتطاوعه قائلة بصوت عادى النبرات هادىء
: انى كنت مع شروق فى اوضتنا بنجهز حاجة جهازها علشان فرحها كمان كام شهر
اغمض جلال عينيه بقوة ضاغطا فوق اسنانه وقد علم بانهم عادوا الى نقطة الصفر من جديد
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى