رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت الحادي والعشرون 21 بقلم سمسم
رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت الحادي والعشرون 21 بقلم سمسم |
رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت الحادي والعشرون 21 بقلم سمسم
اخرج من جيبه تلك السلسلة التى تبحث عنها سچى فاستغربت سچى كيف وصلت تلك السلسلة الى يد عصام
عصام…مش السلسلة دى بتاعتك ولا انا بيتهيألى
سچى…ايوة دى سلسلتى بس انت لقيتها فين او وصلتلك ازاى
عصام…انا لقيتها واقعة منك هنا فى الاسطبل لما جيت اول مرة وشوفتك انتى ورائف
سچى…ولما حضرتك لقيتها مدتهاش ليا ليه ليه خلتها معاك او كنت تديها لرائف وهو كان هيديهالى
قامت بسحب السلسلة من يده بحركة غاضبة فهو يتعمد ان يشعرها بالغضب والقرف من تصرفاته
عصام ببرود…مش عارف ايه اللى خلانى اخليها معايا اصل انا لقتها بعد ما جوزك هو كمان سابنى ومشى فمردتش اتعبه وانادى عليه وقولت اجى اديهالك
سچى… تديهالى ! على العموم شكرا وعن اذنك بقى
عصام…وانتى مستعجلة ليه كده مستعجلة تروحى لرائف لحق وحشك بسرعة كده
سچى بتساؤل….انت عايز ايه بالظبط يا استاذ عصام علشان انت كلامك مش مريح وانا مبحبش كده
عصام…ليه هو انا قولتلك ايه علشان كلامى ميبقاش مريح او علشان انتى متحبيش كلامى انا بتكلم عادى اهو
سچى…انا عايزة اقولك حاجة واحدة بس لو عقلك مصورلك انك تقدر تتجاوز حدودك معايا احسنلك متفكرش
عصام…هو فين التجاوز اللى حصل منى ده يا دكتورة سچى انا قولتلك ايه لده كله
سچى…لا تقولى ولا اقولك و عن اذنك بقى علشان متأخرش على جوزى
شددت على تلك الكلمة حتى تفهمه انها لن تسمح له بتجاوز حدوده معها فالافضل له ان يظل بعيد عنها فهى اصبحت لا تطيق رؤية وجهه ولا تلميحاته المستفزة
ابتسم عصام نصف ابتسامة وكأنه لديه الاصرار الكامل على ان يجعل رائف يعانى مثلما عان هو من مقارنته به منذ ان كانوا صغارا
عصام… هنشوف يا دكتورة سچى هتفضلى على عندك لحد امتى
عادت سچى الى غرفتها وهى تشعر بالقرف لان هذا الشخص لمس تلك الذكرى الغالية عليها لاحظت ان قفل السلسة به عيب ويجب اصلاحه وربما هذا ما تسبب فى فقدانها كان رائف دخل الغرفة لاحظ وجود السلسلة فى يدها وليس فى رقبتها مثلما اعتاد ان يراها
رائف…انتى قلعتى السلسلة ليه يا سچى
سچى…القفل بتاعها فيه مشكلة عايز يتصلح يا حبيبى
رائف…خلاص هبقى اخلى أكرم يا خدها يصلحها لما نرجع البيت
سچى…ان شاء الله انت جيت الاوضة ليه فى حاجة حصلت ولا ايه
رائف…لاء بس لما اتأخرتى جيت اشوف فيكى ايه وخصوصا ان ريهام رجعت وانتى لاء انتى كويسة ولا فى حاجة ضايقتك
سچى…انا كويسة يا حبيبى مفيش حاجة متقلقش انا تمام
رائف…سچى
سچى…نعم يا قلب سچى
رائف بغيرة…هو عصام كان بيقولك ايه وانتوا فى الاسطبل وكان عايز منك ايه
سچى…وانت عرفت منين ان احنا كنا هناك فى الاسطبل هى ريهام اللى قالتلك
رائف…لما سألت ريهام عنك قالت انك روحتى الاسطبل علشان السلسلة بتاعتك ضاعت وانتى بتدورى عليها لما روحت اشوفك لقيت عصام هناك هو كمان وانتى سبتيه ومشيتى فعايز اعرف حصل ايه علشان لو هو ضايقك انا مش هعديهاله على خير وهطلع روحه فى ايدى لو كان عمل حركة مش ظريفة من حركاته المستفزة
سچى…هو ميقدرش يضايقنى لانى مش هسمح له بحاجة زى دى فى حدود فى التعامل لازم ميتخطهاش ولازم يلزم حدوده
رائف…عصام انا عارفة كويس انسان سمج ورزل ومش بيبطل حركاته الغريبة دى وخصوصا ان انا اعرفه من واحنا صغيرين وعارف كل الاعيبه
سچى…على نفسه مش عليا مش انا اللى اسمح لاى حد ان يرزل عليا او يضايقنى انا بتعامل مع الناس باحترام اه لكن كل حاجة بحدود وبحساب وانا مش من طبيعتى ان انا اتكلم مع اى حد وانا عشت معاكم فى البيت وعرفت انا ماما مربيانى ازاى
رائف…انا عارف يا حبيبتى كل الكلام اللي قولتيه ده لأن انتى مفيش زيك يا عمرى وطبعا انا واثق فى اخلاقك وتربيتك بس انا مش بطيق حد يقرب منك وخصوصا هو ببقى نفسى اكسرله رقبته
سچى…وتجيب لنفسك مشكلة ليه بسببى يا حبيبى انا اعرف اتجنبه ازاى ووقفه عند حده انا شريرة بس انت لسه متعرفش ههههه
رائف….ههههه فى شريرة حلوة كدة ومؤدبة بالشكل ده
اقترب منها اخذها فى أحضانه بقوة وضعت يديها حول خصره تضغط بوجهها على صدره فكان صوت دقات قلبه عاليا كأنها تخبرها بمدى عشقه لها الذى اصبح يسرى فى كل خليه من خلاياه
رائف بعشق… بعشقك اوى اوى يا قلبى
سچى…وانا اكتر يا رائفى بحبك اوى اوى اوى اوى
رائف…بقيت احب اسمع منك الاسم ده قوى يا سچى وكمان انتى اول واحدة تنادى اسمى بالشكل ده
سچى… كويس علشان انا بس اللى اقولهولك وانا هفضل اقولهولك لاخر اخر نبضة من نبضات قلبي
رائف…اااه يا سچى على قلبى اللى مبقاش عايز حاجة من الدنيا دى غير حبك انتى وبس عايزك قريبة منى ومتبعديش عنى ابدا
سچى بابتسامة حب…بحبك اوى يا رائف
رائف… انتى قلب وعيون وروح رائف بموت فيكى يا عمرى
وضعت سچى تلك القبلات على عنقه فهو عندما تفعل ذلك يجد نفسه يعتصرها اكثر بين ذراعيه القويتين حتى صدر عنها أنين منخفض بسبب ضغطه على عظامها
رائف بخوف… حبيبتى انا وجعتك
سچى بابتسامة…يعنى شوية عضلاتك قوية اوى يا رائف بحس ان عضمى هيتكسر
رائف…بعد الشر عليكى انا مش عارف لما بقرب منك ببقى نفسى اخبيكى جوايا ومخليش حد يشوفك غيرى
سچى… بتحبنى اوى كده يا رائف
رائف…عمرى ما حسيت اني بحب حد كده او اغير على حد بالطريقة دى قبل ما نتجوز لما كنتى بتقولى انك خارجة من البيت كنت بتجنن علشان انتى خارجة كان نفسى اقولك لاء متخرجيش يا سچى
سچى…ااه ولما كنت تقف ليا على الباب وتقولى يا ريت يا انسة ما تتأخريش برا ولما ارجع تقولى انتى اتأخرتى ليه كده اصل قطتك كانت بدور عليكى قطتى برضه اللى كانت بدور عليا يا رائف
رائف بابتسامة…. الصراحة انا اللى كنت بدور عليكى ومستنيكى ترجعى
سچى…عارف يا رائف الايام اللى فاتت دى كنت حاسة انى بموت بالبطئ وخصوصا انك انت كنت ساكت خالص ومبتتكلمش مع حد
رائف…بعد الشر عليكى يا حبيبتى انا عارف ان انا ضايقتك بس غصب عني
سچى…خلاص يا حبيبى اللى فات فات بس اللى زعلنى اكتر ان رفضت تكمل الجلسات دا انت خلاص مبقاش فى وقت كتير علشان تسافر تعمل العملية
رائف…مكانش عندى رغبة في ان اعمل اى حاجة خالص
سچى…بس دول كانوا مهمين علشان انت قربت تسافر
رائف…خلاص اعمليها دلوقتى يا دكتورة سچى
سچى…ازاى بقى ومفيش الاجهزة اللى بنستعملها فى الجلسة
رائف بابتسامة…خلاص يا روحى نقضيها تدليك للعمود الفقري بس على ما نرجع البيت
سچى بخجل… مش عارفة ليه حاسة فى كلامك بقلة ادب
رائف بضحك…حاسة بس يا روحى ومش متأكدة يعنى
سچى…رائف بس بقى
رائف…روح رائف قولتى ايه هتعمليلى الجلسة ولا ايه يا دكتورة
سچى…هههه خلاص ماشى هعملهالك وأمرى لله
رائف…يلا وانا مستعد يلا نبتدى
سچى…ايه السرعة دى كلها اللى انت فيها من امتى الحماس ده كله
رائف… يلا خير البر عاجله يا حبيبتى
قامت سچى بعمل التدليك الذى كان عبارة عن جلسة مساج مهدئة للاعصاب شعر بالاسترخاء التام حتى انها سمعت صوت انتظام انفاسه فربما هو الآن بحاجة إلى النوم عندما حاولت الابتعاد سمعت صوته
رائف…راحة فين يا سچى
سچى… انت لسه صاحى انا افتكرتك نمت لما سكت خالص ومبقتش تتكلم
رائف…انا فعلا كنت هنام بس لما بعدتى عنى صحيت
سچى…انت عايز تنام دلوقتى بس لسه الوقت بدرى على النوم
رائف…انا كنت بس حاسس باسترخاء علشان كده كنت حاسس ان انا هنام
سچى…رائف
رائف…نعم يا عيون رائف
سچى…مامتك زعلانة اوى يا رائف
اعتدل رائف فى جلسته باهتمام فهو يحب والدته بشده ولا يحب ان يرى انها متضايقة من اى شىء ولا يحب ان يكون هو السبب فى هذا الحزن
رائف باهتمام…مالها ماما يا سچى وزعلانة من ايه
سچى…كانت زعلانة بسبب اللى حصل واللى انت كنت فيه كلنا كنا زعلانين علشانك يا رائف
رائف…انا عارف بس خلاص هحاول اهدى نفسى وهصالح ماما انا مبحبش اشوفها او اشوف اى حد منكم زعلان
سچى…خلاص لما نخرج حاول تبقى هادى وتروق كده علشان يبقوا مبسوطين اهلك بيحبوك جدا على فكرة
رائف…عارف وانا بحبهم اوى ومبحبش اشوف حد فيهم زعلان او مضايق
سچى…خلاص احنا اليومين دول نحاول ننسى اللى حصل علشان نقضى اجازة سعيدة ويبقوا هم كمان مبسوطين
رائف…ان شاء الله يا حبيبتى بس قوليلى بقى اهلى بيحبونى طب وانتى
سچى…انا بعشقك يا رائفى
رائف…وانا بموت فيكى يا روح رائفك هو فين القميص بتاعى
سچى…اهو يا حبيبى اتفضل
رائف بضحك…طب يلا اقفليلى الزراير بقى بقالى كام يوم بلبس تيشرتات والصراحة زهقت وحشنى لبس القميص
ضحكت سچى من كلامه فكم هو جذابا عندما يبتسم بهذا الشكل لانها فهمت مقصده من هذا الكلام
سچى…حاضر يلا علشان اقفلك الزراير مش ده اللى انت عاوزه وبتلمح ليه
رائف بحماس…يلا انا جاهز اهو اتفضلى بقى اقفليهم
هى تعلم انه ينتظر تلك القبلة التى ستطبعها على عنقه بعد الانتهاء مما تفعله انتهت من غلق الازرار ولكنها احبت ان تشاكسه قليلا
سچى…خلاص خلصت أهو يلا بينا نخرج بقى
رائف…نعم هو ايه ده اللى خلصتى انتى مش ناسية حاجة تانية انتى معملتهاش
سچى باستعباط…حاجة ايه دى انا مش فاكرة ان انا ناسية حاجة القميص وخلاص قفلتلك الزراير فى ايه تانى
رائف…بقى كده استعبطى بقى يا سچى
سچى..فى ايه يا حبيبى بس الزراير وقفلتهالك فى ايه تانى لو ناسية حاجة قولى بدل الحيرة دى
رائف…خلاص يا سچى يلا بينا نخرج ليهم برا
سچى…استنى بس انت زعلت منى
رائف…اه زعلت وزعلت جامد كمان
سچى…وانا ميرضنيش زعلك يا حبيبى خلاص متزعلش
قامت بطبع عدة قبلات على عنقة وليس قبلة واحدة حتى شعر انه سيفقد السيطرة على نفسه من سريان الشوق في عروقه
سچى…كفاية كده ولا عايز حاجة تانى
رائف…كفاية كده لان شوية كمان ومش هنخرج من هنا
سچى بشهقة…هاا لاء انا خارجة سلام
قالت ذلك وجرت من امامه وهو يضحك على تصرفاتها التى تشبه تصرفات الاطفال
******
حان ميعاد ذهاب أروى لشراء الدبل فقامت بالاتصال بسچى حتى تكون معها فى هذا اليوم المهم بالنسبة لها
أروى…سچى عاملة ايه وحشتينى
سچى…وانتى كمان يا حبيبتى اخبارك ايه
أروى… الحمد لله انا كنت عيزاكى تيجى معايا وانا بختار الدبل والشبكة
سچى بفرحة…الف مبروك يا حبيبتى بس انا للاسف يا اروى مش فى القاهرة
أروى…امال انتى فين فى حاجة ولا ايه
سچى…لاء يا حبيبتى مفيش حاجة بس احنا فى المزرعة بتاعت اهل جوزى ولسه مرجعناش
أروى بتفهم…ماشى يا حبيبتى ربنا يسعدكم يارب
سچى…تسلميلى يا رب وانا ان شاء الله لما ارجع هجيلك علشان اشوف الدبل واباركلك
أروى…ان شاء الله يا حبيبتى تيجى بالسلامة
سچى…الله يسلمك يا أروى ومليون مبروك وعقبال الفرح ان شاء الله
أروى…تسلميلى يارب وعقبال ما افرح انا كمان وابقى خالتو
سچى…ان شاء الله يا حبيبتى
ذهبت اروى ووالدها مع هشام ووالدته لاختيار دبلتها والشبكة الخاصة بها كانت تشعر بخجل وارتباك ايضا ولاتعرف ماذا تختار ولكن والدة هشام تفهمت حالتها
تهانى…ايه يا حبيبتى اختارتى ايه ايه الحاجة اللى عجبتك
أروى…مش عارفة يا طنط
تهانى…شوفى عايزة ايه واختاريه الحاجة اللى تعجبك وتريحك
هشام…اللى يعجبك اختاريه وميهمكيش حاجة كل اللى انتى عوزاه تحت أمرك
حامد…تسلم يا ابنى يلا يا حبيبتى شوفى عايزة ايه وهتختارى ايه
قامت باختيار دبلة رقيقة جدا وايضا اسورة جميلة واكتفت بذلك
تهانى…شوفى حاجة كمان يا حبيبتى
أروى…دول حلوين يا طنط وكفاية كده
هشام…طب سيبينى انا اخترلك خاتم ممكن
قام هشام باختيار خاتم لها فهو يعلم انها تشعر بالكسوف فاحب ان يخفف من توترها قليلا
هشام..ايه رايك في الخاتم ده عجبك
أروى… شكله جميل
تهانى…خلاص مبروكين عليكى يا حبيبتى
أروى…تسلميلى يا طنط
تم شراء الدبل والشبكة وقامت اروى بلبس دبلتها وايضا لبس هشام دبلته الفضية كانت تسعر بسعادة غامرة فالله سوف يجعل الشخص الذى تمنته من نصيبها
تهانى بفرحة…الف مبروك يا حبايبى
هشام…الله يبارك فيكى يا ماما
حامد…الف مبروك يا أروى ربنا يسعدكم
أروى…تسلملى يابابا
هشام…احنا ان شاء الله نكتب الكتاب لما اروى تخلص السنة دى وتبقى تكمل دراستها بعد الجواز ماشى يا عمى
حامد…ربنا يسهل يا ابنى ان شاء الله
******
فى المزرعة
بحث رائف عن والدته حتى يستطيع مصالحتها فهو لا يريد ان تظل حزينة بسبب ماحدث وجدها تجلس بمفردها فجلس بجوارها
رائف…ماما
هدى…ايه يا حبيبى عايز حاجة
رائف..انا جاى اقولك انا آسف يا ماما
هدى باستغراب…اسف على ايه يا حبيبى بتتأسف ليه
رائف…اسف لو كنت ضايقتك او زعلتك او ان انا خليتك تحسى بالحزن والزعل الايام اللى فاتت دى
هدى…حبيب قلبى انا مش ممكن ازعل منك انا امك يعنى زعلى مش منك انا زعلى بيبقى عليك زعلانة علشان انت مضايق وزعلان يا رائف وانت عارف غلاوتك عندى قد ايه علشان انت اول فرحتى واول واحد اسمع منه كلمة يا ماما
رائف بابتسامة…خلاص بقى يادودو متزعليش ماشى
هدى…انت حبيب قلب دودو واول فرحتى يا رائف يعنى يا حبيبى انت واخواتك اغلى ما عندى فى الدنيا دى كلها
رائف بمكر… احنا اغلى حاجة عندك طب وبابا ايه النظام
هدى بابتسامة…بس يا واد انت بلاش شقاوة
رائف…انتى لسه بتقوليلى يا واد بعد العمر ده كله والطول والعرض ده
هدى…حتى لو بقيت ايه انت هتفضل طوا عمرك ابنى اللى كبر قدام عينى يوم ورا يوم ولسه فاكرة تفاصيل حياته من وانا حامل فيه لحد النهاردة لحد ما بقى بسم الله ماشاء الله راجل ومتجوز
قام باحتضان والدته بقوة فالله رزقه حنيتها ورزقه ايضا بزوجة كان يتمنى الحصول عليها منذ زمن فماذا يتمنى اكثر من ذلك؟
وجدوا شادى قادما اليهم بابتسامة على وجهه فهو لا يحب ان يرى اخيه حزينا أبدا فهو يعتبر رائف ليس اخيه فقط ولكن بمثابة اب ثانى له لأن رائف هو من كان يدلل شادى منذ صغره
شادى بتمثيل…اه اه قلبى خيانة ماما بتحضن ابيه رائف وانا لاء لاء مش قادر الحقونى انا هيغمى عليا ولا ايه
رائف بضحك…مش بقولك تمثيلك فاشل يا شادى يا حبيبى
شادى..ليه يا ابيه بس دايما تحبطنى كده اضحك عليا وقولى شاطر يا شادى برافو عليك يا شادى اى كلمة تشجيع
رائف بضحك…اضحك عليك اغشك اقولك البحر مليان تروح تلاقيه فاضى
هدى…وحشتنى ضحكتك وهزارك يا حبيبى
شادى…بقولك ايه يا ابيه انا عايز اركب الحصان بتاعك رماح قولت ايه
رائف بخوف…لاء يا شادى بلاش رماح انت عارف انه ممكن يوقعك ويجرالك حاجة اركب اى حصان تانى بلاش رماح فاهم يا شادى ومش هكرر كلامى انت فاهم
شادى…انت خايف عليا اوى كده يا ابيه
رائف…طبعا انت مش بس اخويا يا شادى دا انا بحس انك ابنى اللى انا مربيه على ايدى
شادى…طب ما تجيب بوسة بقى يا أبيه بمناسبة الكلمتين الحلوين دول
رائف…يلا ياض غور من هنا
شادى…كده الحنية طارت من قلبك فى ثوانى بتقلب فى ثانية
رائف…علشان عارف انت هتعمل ايه يا شادى بعد ما تبوسنى
شادى…مبقاش عندكم ثقة فيا كده خالص شكراً ليكم
هدى بمزاح…انت دمرت الثقة دى يا شادى خالص مبقتش موجودة
شادى… ماشى يا ماما خلاص يلا نخرج نقعد معاهم برا
******
كانت فادية عاقدة العزم على بيع الورشة حتى تستطيع ان تجعل حامد يشعر بالحسرة على تلك الورشة التى افنى عمره فيها لكى تكون بتلك الشهرة التى اصبحت عليها فهى ستقوم ببيعها واخذ المال لتتصرف به كيفما تشاء فحان الوقت لتوقيع العقود بعد ان اتفقت مع المشترى على السعر الذى تريده ثمنا لها
منير…خلاص يا ست فادية العقود جاهزة اتفضلى اهى
فادية…ماشى يا معلم منير مبروك عليك الورشة
منير..اتفضلى امضى على عقد البيع
قامت فادية بامضاء العقود ووقع ايضا منير فى خانة المشترى وبذلك قد اصبحت تلك الورشة ملكه
منير…اتفضلى فلوسك اهى يا ست فادية كاملين بالتمام والكمال
فادية بغل..شكرا يا معلم ومبروك عليك ورشة حامد
منير… الله يبارك فيكى يا ست فادية
فادية..عن اذنك انا بقى علشان امشى
منير..مع السلامة مع الف سلامة
فادية..الله يسلمك يا معلم
اخذت فادية حقيبة المال وذهبت سريعا الى المنزل بينما كان المعلم منير ينظر الى الورشة بابتسامة انتصار وتشفى فما كان يريده حدث بالفعل واصبح هو المالك لها حتى انه قام بعمل لافتة كبيرة تحمل اسمه وأمر عماله بانزال اللافتة القديمة التى كانت تحمل اسم حامد ووضع اللافتة الجديدة
منير..حاسب يابنى انت وهو على اليافطة لتقع ثبتها كويس
اثناء ذلك لمح منير مرور حامد من الشارع فنادى عليه ليريه انه هو من اصبح مالك لهذه الورشة التى كانت فيما مضى ملك له
منير..اهلا يا معلم حامد مش هتقولى مبروك ولا ايه
حامد..مبروك بس خير اباركلك على ايه
منير…ان انا اشتريت ورشتك قصدى ورشة الست فادية
حامد باستهزاء…مبروك عليك يا معلم منير
منير…اوعى تكون يا اخويا زعلان ولا حاجة ان انا اشتريتها ولا تكون مضايق
حامد…وانا ايه اللى هيزعلنى انت حر ومبروك عليك وعن اذنك بقى علشان ورايا مشوار مهم
منير…مع السلامة طريق السلامة ان شاء الله
قال حامد ذلك وانصرف بالرغم من ذلك الحزن الذى اصابه بعد معرفته انه خسر تلك الورشة الذى افنى عمره فيها فربما هذا عقاب من الله على ما فعله بحق زوجته الراحلة وابنته فلابد ان يذيقه الله جزاء ما فعل فى حياته من ظلم لأقرب الناس اليه فهو اصبح الآن ضميره يألمه بشده فكيف سيطلب السماح من زوجته نعمة وهى قد رحلت عن هذا العالم بقلب غير راضى عن ما فعله بها وبأبنته
******
ذهبت مايا لاداء بروفة لفستان زفافها برفقة خطيبها الذى اصبحت الان تتأفف من ملازمته لها معظم الوقت فالوقت الوحيد الذى تتخلص منه فيه عندما تكون فى شركة والدها فأصبحت لا تتمنى ان ينتهى وقتها فى الشركة حتى لا ترى هانى
هانى باعجاب… واوووووالفستان الابيض هيبقى تحفة عليكى يا مايا ايه الجمال ده كله
مايا…شكرا يا هانى على ذوقك
اثناء ذلك لمحت مايا دخول نيللى فاستغربت لماذا اتت الى هنا وخصوصا ان برفقتها شاب تراه مايا لاول مرة
نيللى ….ايه ده مايا ازيك عاملة ايه
مايا من غير نفس…اهلا يا نيللى الحمد لله انتى اخبارك ايه
نيللى… تمام يا حبيبتى انتى بتعملى بروفة لفستانك فرحك
مايا..ايوة عندك مانع يا نيللى
نيللى…لاء وانا هيبقى عندى مانع ليه اصل انا جاية اعمل بروفة لفستان فرحى انا كمان
مايا….انتى هتتجوزى يا نيللى
نيللى..ايوة و الشاب اللى واقف هناك ده خطيبى
مايا ببرود….لايق عليكى فعلا يا نيللى مبروك
نيللى… الله يبارك فيكى لايقين على بعض بجد مش كده وكمان ايه دا ظابط شرطة
مايا… الظاهر انك متأترة اوى بموضوع الظابط ده يا نيللى مطولتيش واحد فلاقيتى واحد تانى شكل الموضوع ده يهمك اوى انك ترتبطى بواحد يكون ظابط
نيلللى بسخرية…انتى برضه لسه مفكرة ان انا كان عينى من رائف وكنت عايزة اخده منك
مايا…ما الدليل بان اهو انك حتى لما اتخطبتى اتخطبتى لظابط بتعوضى عقدة نقص عندك ولا ايه مش عارفة
نيللى…وليه متقوليش ان ده من حسن حظي ان اتجوز راجل بجد مش اتجوز واحد لا مؤاخذة يعنى فى الكلمة
مايا…انتى قصدك ايه بلامؤاخذة دى تقصدى ايه يا نيللى
نيللى…ان اتجوز واحد عاطل وعايش عالة على فلوس ابوه وطول النهار سارح فى النوادى ومبيعملش حاجة غير ان يصرف فلوس ابوه
مايا بغضب….احترمى نفسك بقى يا نيللى علشان انتى زودتيها على الاخر
نيللى…هو انتى ليه اللى يقولك الحق تفتكريه قليل الادب والذوق بس على العموم مبروك يا حبيبتى الحق انا خطيبى بقى علشان هو مش فاضى ووراه شغل بس حب ييجى معايا وبعدين هيرجع شغله عن اذنك يا مايا ومبروك وربنا يتمملك بخير انتى ونونو
كان تريد مايا ضرب نيللى بأى شئ حتى تستطيع ان تخرج ما بها من غضب فهى السبب فيما اصبحت عليه منذ ان اهانتها بسبب تركها رائف وخطبتها لاخر اقل ما يقال عنه انه شخص سطحى وتافه
****
فى المزرعة
كانت ريهام تجلس مع زوجها وسچى ورائف عندما لمحت شخص قادم بتجاههم يركب حصان ولم يكن سوى عصام
ريهام بهمس لأكرم…الحق عصام جاى راكب حصان عامل فيها رفيع بك العزايزى
أكرم..دى حركة استفزاز منه لرائف علشان عارف ان رائف كان بيعشق يركب الحصان بتاعه فعايز يبينله انه خلاص ميقدرش يعمل كده واحد حقير فى تفكيره
ريهام…وبعدين فى البنى ادم المستفز ده دا عايز الضرب بالشبشب زى البرص اللى بيمشى على الحيطة
أكرم….متتعبيش نفسك رائف لما يجيب آخره منه هيغيرله خريطة وشه وانتى شوفتى رائف لما بيتعصب وبيزهق بيبقى عامل ازاى
ريهام….اه دا اخوك بيقلب الرجل الأخضر على طول بس يلا يستاهل عصام اللى هيجراله دا انا ساعتها هفرق شربات من كتر الفرحة
أكرم…بس بقى يا ريهام علشان هتضحكينى كده
ريهام…ما تضحك يا حبيبى حد واخد منها حاجة
عصام…منورين الدنيا كلها
رائف…دا نورك انت اللى جبلنا العمى يا عصام
عصام…ايه رأيك فى الحصان ده يا رائف انا لسه شاريه جديد بس عنيد حبتين عايز ترويض
رائف…تلاقيه هو بس اللى مش طايقك يا عصام علشان الخيل مخلوقات حساسة بتحس بالشخص اللى قدامها اذا كان مريح ولا رخم ورزل
عصام باستهزاء…انت لو كنت كويس كنت خليتك تروضهولى يا رائف علشان انت كنت شاطر اوى فى ترويض الخيل
حاول رائف تمالك اعصابه فلا فائدة من ان يثور من أجل هذا الشخص التافه فحاول ان يتكلم بهدوء
رائف…اصبر عليا يا حبيبى اعمل العملية واروضهولك ومش هو بس هو وانت كمان هعلمكم الأدب انتوا الاتنين
عصام…اه ان شاء الله بقى ازيك يا دكتورة سچى
سچى من غير نفس…كويسة عن اذنك يا حبيبى انا داخلة جوا
رائف…ماشى يا حبيبتى
سچى…يلا بينا يا ريهام
ريهام…ماشى احسن الدبان اتلم علينا وانا الصراحة بقرف
اخذت سچى ريهام ودخلوا الى المنزل فالاثنان اصبحوا لا يطيقوا هذا الشخص المدعو عصام
أكرم…انت مش هتنزل مصر يا عصام علشان تشوف شغلك يا حبيبى انت كده هتعطل شغلك
عصام…شغلى بشوفه فى اى مكان يا دكتور ثم معقولة تبقوا هنا واتحرم من قاعدتكم الحلوة دى
أكرم بهمس…دا انت اللى شكلك عايز تتحرم من دنيتك بدرى بقى عامل زى الدبور اللى بيزن على خراب عشه
عصام…مقولتليش يا رائف ناوى تعمل ايه بعد العملية ان شاء الله
رائف…وانت عايز تعرف ليه يا عصام عايز حاجة وايه اللى يهمك فى انا هعمل ايه او مش هعمل ايه بعد العملية
عصام…بطمن عليك بلاش يعنى يا رائف
رائف..لاء اطمن يا حبيبى بعد العملية ان شاء الله فى حاجات كتير اوى هتحصل يا عصام وهتبقى اول مفاجئة ليك انت يا حبيبى
عصام بعدم فهم…. يعنى ايه مش فاهم حاجة من كلامك
رائف…خليها مفاجئة يا عصام متحرقهاش من دلوقتى بقى
******
بعد تناول العشاء كانت جلسة ودية لطيفة خصوصا بعد ان استعاد رائف بعض من هدوئه فهو اخذ قراره سيقوم باجراء العملية ولابد ان يبدأ من جديد ولا يجعل اليأس يتملك منه مرة تانية حتى لا يسبب الحزن لاهله مرة أخرى
ماهر… الجو عجبكم هنا يا حبايبى انبسطتوا بالاجازة
شادى…اوى اوى يا بوب الواحد زعلان انه خلاص هيمشى وهرجع للكلية تانى اهئ اهئ كنت مبسوط انا بالانتخة اللى كنت فيها هنا
ريهام…انت بتفكرنى ليه يا شادى ان احنا راجعين الكلية تانى ما تسيبنا ناسيين متفكرنيش
أكرم بضحك….يا سلام على مراتى الفاشلة يا ناس انتى مش عايزة تتخرجى فى سنتك دى ولا ايه
ريهام…هو فى امتع من الفشل يا دكتور لاء ياعم ان شاء الله نتخرج على خير
سچى…خلاص يا ستى هانت وقربنا نتخرج وهترتاحى من ده كله ومارسى هواية الفشل براحتك
صفية…ربنا بوفقكم ان شاء الله السنة دى هيبقى عندنا ٣ هيتخرجوا من الجامعة
شادى…تصدقوا انا ناسى ان انا فى اخر سنة فى الكلية انا كمان
هدى…وهى دى حاجة تتنسى يا شادى
رائف…. شادى صعبان عليه انه يتخرج قبل ما يهد الكلية بتجاربه الجميلة
شادى….دا انا بقيت اشهر من النار على العلم فى الكلية
ماهر….عقبال ما تبقى مشهور في العالم كله يا حبيبي
شادى…حبيبى يابوب ربنا ما يحرمنى منك أبدا
صفية…يلا قوموا ارتاحوا علشان الصبح هنرجع البيت
ذهب كل منهم الى غرفته لتجهيز حقائبهم حتى يعودوا إلى المنزل مرة اخرى
قامت سچى بحزم أمتعتهم وتجهيزها وذهبت الى السرير كان رائف سبقها وجدته يفتح لها ذراعيه حتى تستكين بين أحضانه ابتسمت له ابتسامة صافية ثم وجدت نفسها انها هى من تريد اخذه بين أحضانها وبالفعل اخذته هى فى أحضانها وضع رأسه على كتفها يحاوطها بيده وهى تمسد على شعره تلك الحركة التى جعلته يغمض عينيه استمتاعا بتلك الحركة
سچى…انت نمت يا حبيبى
رائف… لاء صاحى منمتش عايزة حاجة يا روحى
سچى…رائف انا هسافر معاك وانت بتعمل العملية
رائف برفض…لاء يا سچى مش هتيجى معايا
سچى باستغراب…. ليه بقى مش عايزنى اسافر معاك
رائف….
يتبع..
لقراءة البارت الثاني والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي أجزاء الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية رومانيك للكاتبة منة بدر