روايات

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الجزء الحادي والعشرون

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي البارت الحادي والعشرون

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الحلقة الحادية والعشرون

الجزء الثانى
أبناء الساعه
انها خدعه بصورة ما يا تمارا!؟
ما تتحدثين عنه يشبه الزواج الاليكتروني، هكذا دون حب، دون خطبة وبهدلة؟
قلت لك يا عوني الساعة تختار لنا ونحن نشعر بذلك.
صمت للحظه مفسحا لأفكاري ان تترتب، ما تخبرني به تمارا اكبر من أن يصدقه عقلي، اسمعي، قلت وكأنني وجدت السر، الأمر بسيط يتم الزواج حسب العمر عن طريق شهادات الميلاد، اي ان لك عمر ما يقابله.
ليس هكذا ياعوني ، هناك فتيات وشبان يحضرن لحفل العرس كل ثلاثة أشهر ولا يصيبهم الدور، بعضهم تعدت أعمارهم الأربعين عام.
انها قوانين مجحفة، ظالمه! اذا كان الأمر حقيقي لماذا لا يجد كل شخص رفيقه الروحي الخاص به،.
لأنه غير موجود اصلا أنهيت كلامي بضيق؟
موجود يا عوني لكنه تهرب عن الحفل رفضا للقوانين، لشكل الوليف الروحي الذي يشعر بوجوده قبل يوم من الحفل!
أتدري لماذا يصر اولائك الأشخاص الذين لم يصبهم الدور علي الحضور كل ثلاثة أشهر والوقوف بعزله في حفل العرس!؟
صراحة لم أعد اعرف شيء!

 

يحضرون هنا كل عرس علي أمل أن تكون الشرطة قد قبضت علي وليفهم الروحي الهارب، يترقبون بكل لهفة لحظة القصاص، عندما يصرخ القاضي، خائن، فتسلب فترة الخيانة وتضاف لوليفه وما تبقي من عمر يسلب منه حتي الموت أمام عينه.
تقصدين الفترة التي هرب خلالها من العرس وحتي القبض عليه؟
بالضبط يا عوني، من عمر العشرين عام وحتي لحظة القبض عليه تضاف تلك الفترة لعمر وليفه الا في حالة واحدة!
وانا اتأفف قلت اكملي.
اذا كان ذلك الشخص غير موجود اصلا بمدينة الساعة او ان الساعة لم توافق علي زواجه بعد، من هذا المنطق يمكن أن يتعدى عمره العشرين دون زواج، بل والسادسة والعشرين مثل اورا ابنة صاحب الشرطة!
مالها؟
اورا كل عرس تقف بحفل العرس وتخبر القضاة ان رفيقها الروحي لم يظهر بعد حتي تعدى عمرها السادسة والعشرين!
لماذا لا تتزوج اي شخص آخر؟
لا يمكن، مستحيل، ستحل عليها لعنة الساعة، ستصبح خائنه ومطارده طوال حياتها حتي يتم القبض عليها.
ثم همست، اغلبنا سعداء بما حدث لاورا، تلك الفتاة متكبرة، رعناء وشريرة.

 

كنا قد وصلنا بائع الخبز، ابتاعت تمارا الكثير من الأرغفة ورفضت محاولاتي لدفع الثمن من عمري.
بداخل ذهني كان هناك العديد من التساؤلات التي تتصارع متدافعة، لماذا يقام عرس الساعة منتصف الليل؟
من هم الرهبان، القضاة، كيف يعلمون تلك الحقائق الغيبية؟
كنت قد وصلت لحالة من الشك جعلتني اسألها، كيف يتم اختيار الرهبان؟
الرهبان تختارهم الساعة يا عوني!
يولد كل راهب وعلي يده ختم الساعة، ذلك الختم الذي يعني انه مؤهل لتنفيذ ارادة الساعة بارض الساعة وانه تم تشريفه ليكون ابن الساعة.
قلت يبدو انهم يتمتعون بقدرات خاصه!
الأمر بدى ممتعا لما راحت تمارا تشرح بانسجام،
الرهبان يقيمون بالمعبد المقدس بالقطاع الثامن من أرض مدينة الساعة، قطاع مغلق ومحظور، يمتلك مساحة شاسعة من الأراضي الزراعية والحقول والغابات، اذا تجرأ اي شخص علي دخوله غير عمال المعبد وهم موشمين أيضا بختم الساعة يتم سلب عمرهم علي الفور بعد اول خطوة داخل القطاع تلقائيا!
الرهبان يمكنهم سلب العمر بسبب او دون سبب، يمكنهم منح العمر او الحكم ببراءة مجرم مدان ولا يستطيع اي شخص الاعتراض.

 

بتولون لا يتزوجون ولا ينجبون ذلك ضمان لحيادية قراراتهم ولا يتعدى عددهم السته.
انهم الحكام الحقيقين لمدينة الساعة ولكل واحد منهم قسم وجناح خاص به ثم انهت كلامها بقول، كل ما يصل إلينا عنهم مجرد حكايات تناقلتها الألسن فنحن لا نراهم الا يوم عرس الساعة عندما يصدرون القرارات ، علي فكره؟ قالت تمارا وهي تنظر نحوي، هناك عرس الليلة يمكنني أن اصطحبك لهناك! موافق طبعا قلت بسعادة، مع تمارا انا لا امانع الذهاب إلى الجحيم ذاته.
وصلنا بائع الفاكهة، كان شاب نحيف يعلو وجهه دمدم متقيح ، البثور منتشرة بوجهه كسوسة الخشب، بدرت منه ابتسامة مقيتة وهو يرمق قوام تمارا ولاحت أسنانه الصفراء المتعفنة.
وضعت تمارا خلفي ووقفت امامه، يمكنك أن تحملق بي انا؟
لم يرد الشاب، اولاني لامبالاته، وضع الفاكهة بالسلة، دفعت أنا تلك المرة الثمن من عمري!
كنت قد اوليت تمارا ظهري وعندما التفت وجدتها ترمقني بنظرة إعجاب مستعرة مفضوحة.
كان مضي وقت طويل وكان علينا العودة، لذلك سلكنا طريق مختصر موحل، مليء بالحفر القذرة.
سبقتنا لورا بالعودة راكضه نحو الكوخ، عندما وصلنا كانت فريدة واقفة علي باب كوخها حاشرة خصرها بين يديها واحد حاجبيها مرفوع.

 

دلفت تمارا للداخل لتعد لنا الطعام وكانت فريدة تحملق بي، عوني لو سمحت احتاجك في كلمة
رميت احمد عبد الهادي المكتوم فوق كومه من قش الشعير اطلب الأذن فأومئ لي برأسه دون أن يتحدث!
لماذا تأخرت، قالت، أين قضيتم كل ذلك الوقت؟
قبل أن ارد اردفت، يقع علي عاتقي ان اذكرك دوما سبب وجودنا هنا، البحث عن عمك والرجوع الي مدينتنا، لم نحضر هنا لنزوة عابرة يا عوني، بنبرة خجلة اردفت، اذا كنت تبحث عن علاقة كان يمكنك أن تفعلها بسهولة هناك بمدينتنا قبل أن تلطخنا معك بالوحل.
رفعت يدي بتذمر، ما الذي جعلك تعتقدين ذلك بحق الله؟
ثم انت لست ولية أمري!
لست ولية امرك فعلا لكن لدينا مهمه وعلي ان اذكرك بذلك!
شكرا لك، قلت ذلك وأنا اوليها ظهري!
تجمعنا حول الطعام، التهمت أنا وأحمد الطعام بنهم بينما كانت فريدة تأكل بصمت شاردة تحملق بفراغات جدار القش المقابل لها.
بالمساء سأذهب لمشاهدة عرس الساعة، ألقيت الكلمة وانا لا انتظر ردهم!
حفلة خاطبني احمد عبد الهادي متسائلا؟

 

اجل حفل الساعة حيث يعاقب المجرمين ويتزوج فتيان وفتيات الساعة.
متي تبدء الحفلة سألتني فريدة وكانت قد انتبهت للتو؟
يبدأ حفل الساعة حدود العاشرة وعندما تدق الساعة الثانية عشر ليلا يبدأ عرس الساعة أجابت تمارا أخذه بناصية الحديث.
كانت فريده تستمع لها وهي تحدق نحوي بابتسامة ودودة تائهة.
الليلة تبدأ رحلتنا اذا قالت فريده!
اي رحلة سألتها تمارا؟
رحلتنا يا عزيزتي ردت فريده بنبره متزحلقه تحمل اكثر من معني، لم نحضر هنا للإقامة اردفت فريده، كل غايتنا البحث عن عم عوني ونعود مره اخرى، نحن لا نخطط مطلقا للإقامة بتلك المدينة القميئة المتعفنة!
سرحت نظرة حيرانه من عيون تمارا نحوي سرعان ما وارتها!
كيف ستعودون لمدينتكم؟ لا أحد يستطيع الخروج من مدينة أبناء الساعة!
مثلما دخلنا قالت فريده، لقد تركت علامات خلال الطريق خلفنا!
علامات سألتها؟

 

نعم علامات ارشاديه خلال سيرنا، قلت لك علي أحدنا ان يتذكر السبب الحقيقي لوجودنا هنا.
صرخت لورا سأذهب معكم!
قبلتها فريدة وضمتها لحضنها، طبعا يا حبيبتي، أنا وعوني لن نتخلى عنك
قالت تمارا، مستحيل! وتبدلت ملامحها، لم تعد راغبة بمواصلة الحديث.
مر الليل فوق القرية والقى وشاحه الأسود عليها وبدت اكواخ القرية المتناثرة بمصابيحها الزيتية نجوما بسماء مظلمة.
كان أهل القرية قد ارتدوا ملابس الأعياد والأفراح وتوافدوا علي بوابة مدينة الساعة القريبة بينما تلكأنا نحن لبعض الوقت ريثما انتهت فريدة من زينتها.
بطريقنا نحو البوابة استوقفني رجل مسن بمعالم عشوائية كان يمضغ عشبة تتكور انحني ووضع يديه فوق ركبتي، سامحني يا رئيسنا كنا ننتظر وصولك لكن السناتريين غدروا بنا!
رفعته من علي الأرض، قلت، اسف لكني لا أعلم ماذا تقصد، لست الشخص الذي تقصده!
مضينا نحو البوابة وسمعته يصرخ خلفنا باضطراب عندما يبزغ نجم اركازيا ستعرف الحقيقة.
وصلنا البوابة المفتوحة الساعة التاسعة ليلا كانت المدينة مضيئة كشعلة حرب، وكان لها سور طويل ومرتفع تتخلله ابراج الحراسة المحصنة بالمتاريس والتي يقف داخلها جنود بأجساد ضخمه وقسمات وجه مخيفه.
سمحوا لنا بالدخول دون عناء ولا تفتيش ، دلفنا من البوابة إلى فسحة كبيرة ذات ارضيه من الجص، علي مقربة لاح ميدان تشعب الطرق انتصب خلاله تماثيل خرافية من الجير والحجارة لكائنات خرافية، بشر وحيوانات!

 

أوقفت تمارا حوذيين وطلبت منهم توصيلنا لساحة العرس، جلست انا وتمارا ولورا بأحدهم بينما استقل احمد عبد الهادي وفريده العربة الأخرى، رفع الحوذيين سياطهم فرفرت في الهواء قبل أن تلسع الجياد التي هبت راكضة وسمعنا طقطقة حوافرها علي الطريق الصلب، ستصل قبل الموعد، لا تقلق،.
طمأنتني تمارا.
ورغم ركض الجياد المستمر وتعرفها الا اننا لم نصل الي الساحة الا بعد العاشرة، كانت الحشود متدافعة نحو ساحة العرس والتي تشبه حلبات المصارعة الرومانية الكل يرغب بإطلالة قريبة ومميزة.
بصعوبة دلفنا للداخل وجلسنا جوار بعضنا اعلي الناحية اليمني من الساحة.
كانت المدرجات من الحجارة المطلية باللون الياقوتي تطل علي باحة واسعه لا تكاد ان تري الجالسين بالطرف الاخر، الأرضية من الجص الأزرق والأحمر، بكل ركن من أركان الساحة تنهض مسلة مرتفعة عليها ساعه ضخمه من الذهب تحمل نفس الشكل.
منتصف الساحة، اسفل مدرجات الساده وتحت قبه مزخرفه من الفضة والياقوت والذهب جلس القضاة والرهبان، الي جوارهم من باب سري كان يخرج الحرس يقتادون المجرمين لينالوا عقابهم.
يصطف المجرمين مقيدين بالسلاسل في صف واحد ، يبدأ حارس يجلس علي مقعد امامه طاولة ودفتر يذكر بصوت واضح اسم كل مدان وجرمه، بعدها يطلق القاضي الحكم اذا لم يكن للرهبان رأي آخر.

 

بالبداية كانت الجرائم صغيره وعقوبتها تتراوح بين فقد ستة أشهر الي عشرة أعوام.
كان القاضي يصدر حكمه فيظهر الأثر فورا علي جسد المدان، ينحف جسده، يبيض شعره، ينحني ظهره، يسقط أرضا لعدم قدرة الجسد علي تحمل فقد العمر الفجائي.
بعد كل حكم، يهلل العامة وتصيح بغوغائية مزعجة، ثم بدر صوت موسيقي حماسيه مجلجلة من بوق عملاق، اقتاد الحراس صف طويل من المجرمين وقفوا بمنتصف الساحة.
زعق الحارس الجالس علي المقعد بنوع الجريمة فأصدر القاضي حكمه بفقد العمر، راحت الأجساد تتساقط خلف بعضها متلاحقة وقد أصبحت هيكل عظمي.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى