روايات

رواية فارس النار الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد

رواية فارس النار الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد

رواية فارس النار الجزء الخامس

رواية فارس النار البارت الخامس

رواية فارس النار الحلقة الخامسة

…………..
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
حين وجد فارس نسمة بتلك الهيئة وسمع حديث سلامة معها ، أنتابه الجنون وغضب كثيرا وانتظر مغادرة نسمة بفارغ الصبر .
وما أن غادرت حتى وجد سلامة من يقبض على عنقه بيديه حتى كاد أن يختنق .
تلون وجه فارس بالحمرة من كثرة الغضب مردفا بصوت جهورى حاد …هو انت اللى عملتها يا كلب .
سلامة بصوت ضعيف….عملت ايه ؟
وبعد يدك عنى ، عتموتنى.
فارس ….ايوه عموتك عشان يموت معاك الشر اللى عتمله فى الناس .
سلامة مرواغا ….شر ايه انا هساعدهم !
فارس بعدم تصديق …..ده اللى بتجوله عشان تضحك عليهم وعلى نفسك .
بس المهم عندى دلوك عنبر ، اللى عتموت بسببك .
جولى دفنت فين العمل بتعها ؟
سلامة ناكرا …عنبر مين ؟ انا معرفش وحدة بالاسم ده .
ومش كل وحدة تمرض يبجا انا السبب .
وكمان انت مالك ومال البت دى ؟
فوج يا فارس واعرف انك معتنفش لوحدة من جنس الإنس لأنها مش عتستحملك واصل يا ولدى صدجنى .
والاحسن تچوز چنيه وانا عخطبلك بنت عمك ( سكروت ) ، ما انت خابرها زين ( هكتش ) .
لتخرج له فى الحال هكتش بابتسامة عريضة بوجهها الانسانى وجسد يشبه عروسة البحر مردفة…هتنادينى يا عمو يا سلامة ، ايه خلاص فارس هيكلم بابا سكروت .
ازغرط يا ناس ، اخيرا قلبى هيرتاح .
لتبعد بعد ذلك يد فارس عن سلامة وتقترب منه مردفة بحب ….اخيرا يا فارس هتجمعنا خلية واحدة ونخلف قطاطيط صغيرين .
ليدفعها فارس بعنف مردفا بحنق…بعدى عنى ، انا اتچوزك أنتِ ، ليه ناجص جرف ، ده أنتِ لسانك الاخضر ده طولى .
هكتش بغيظ …متعيبش على لسانى ، الا بنتك منى تطلع زيه .
وماله لسانى مهو خلقة ربنا عشان اقدر أبلع اى حد ميعجبنيش من صنف الانس اللى هتحب منهم .
ثم ضحكت ضحكة شيطانية مردفة…..صدقنى محدش هيحبك قدى ، واصلا محدش غيرى هيقبلك بنصك الانسى ونصك الجنى .
ده غير كمان تقدر تقول البقاء لله فى الأنسية عنبر .
وانا بغمسة وحدة فى نهر الحب فى مملكتنا هتنساها ومش هتشوف غيرى .
فتجمدت أطراف فارس وخرجت كلماته بصعوبة …عتجولى ايه عنبر عتموت !
لااااا ، ليمسك بسلامة مرة أخرى متوعدا له …..جول فين العمل وديته ، عشان لو منطجتش وقولت فين وماتت ، عحرجك انت ومين يتشددلك .
توتر سلامة مردفا بخوف .. ..لااااا عجولك عجولك .
فى الصحرا اخر المركز ، ولكن هكتش أسرعت بقولها ..حتى لو جبته ، خلاص قضى الأمر .
وتقدر تروح تودعها ، ولو تحب اجى معاك .
فطالعها فارس بذهول وجسد مرتجف ، ليختفى فى غمضة عين .
اما سلامة فسئل هكتش …..عملتى ايه فى البت يا هكتش ؟
ده حتى العمل اللى عملته بالمرض مش هيموتها إكده على طول .
فضحكت هكتش بقولها …خنجتها بلسانى اللى هيعيب عليه فارس قلبى .
وخلاص هتشهد اهيه وهو واجف جنبها مسكين بيعيط زى الحريم عندكم .
يلا معلش النهاردة يعيط ، بكرة يضحك معايا .
توتر سلامة مردفا بقلق ….. ربنا يستر ، احنا مش جد غضب فارس .
هكتش بلا مبالاة ….ميقدرش يعمل حاجة لانى هكبله وهخده معايا ، لعالمى تحت .
سلامة …ياريت وتريحينا منه ، ده عامل زى الشوكة فى زورى وخسارة فيه تربيتى ليه .
……..
وقف فارس بجانب عنبر يطالعها بإنكسار ودموع لا تتوقف وهى تنازع فى الروح .
ووالدتها بجانبها ، لتفزع عندما تراه فأردفت بصراخ …حسبى الله ونعم الوكيل ، انت السبب فى اللى جرا لبتى ، يا وش الشوم .
ده انا مليش غيرها ، حرام عليك ، ليه هتعمل إكده ، ليه ؟
لتنهار من البكاء ثم أردفت بنحيب …انا مش هسكت وهروح للشيخ سلامة يحرجك بجاز .
فأغمض عينه بحزن مردفا …مش هو اللى يحرجنى ، انا إللى هحرجه ، لانه حرج جلبى عليها .
ومش انا اللى عملت إكده ، صدجينى ، دى نسمة اللى عاملة نفسها صحبتها .
حتى بصى للشباك إكده.
ليعيد لها مشهد حديثها مع سلامة .
لتضرب على صدرها مردفة …الفاچرة ، انا هفضحها بين الخلج .
لتشهق عنبر وهى تعانى من سكرات الموت فيعرق جبينها ، وتنظر الى فارس نظرة وداع ، أدمت به قلبه .
لترفع سبابتها قائلة بصوت ضعيف ..اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله.
لترتقى روحها الطاهرة إلى السماء .
ليصرخ فارس …عنبر ، لاااا
متموتيش وتسبينى ، انا مصدجت كنت لجيتك ، أنتِ الوحيدة اللى حسيت معاكى انى بنى ادم وممكن فعلا اكون انسان ، ليه عترجعينى عاد ليهم .
انا كرههم ، وعايز اكون منكم انتم ، لكن للاسف مش بتدونى فرصة ، انا مش وحش جوى كده .
انتوا اللى خلتونى وحش ، وعملت كل ده بسببكم .
بس مش هسيب طارك واصل ، ليصل فى غمضة عين إلى سلامة الذى دخل فى قلبه الخوف عندما رآه .
فصرخ بأسم هكتش ، مستغيثا بها ، لتأخذه كما وعدته بعيدا عنه .
فجاءت بالفعل ولكن فارس أظهر براعة جديدة فى تكوينه ، وهى عمل حاجز بينه وبين الچن لا يستطيع أحد اقتحامه ، فلم تستطع الوصول إليه .
ليخرج بعدها فارس شرارة النار من عينيه ، لتصيب سلامة ، فيحترق حيا أمام عينيه ، وتتوالى صرخاته فيحدثه فارس شامتا …دوج شوية من العذاب اللى عتعذبه للناس يا سلامة .
ولو أجدر أعيد ليك الروح كل ما تموت وارجع احرجك تانى ، عشان تتعذب طول عمرك .
ثم تركه يحترق ، وأسرع إلى القبو الذى يخبىء به سلامة أمواله التى من دماء ضحياه من السحر والدجل .
ليجمعها فارس سريعا فى حقيبة ، ثم يشعل البيت عن اكمله ليحترق بالكامل ، وتحترق معه اعمال ناس ليس لها ذنب سوى أن آخرين تمنوا زوال النعمة من أيديهم حقدا وحسدا .
ليقرر بعدها فارس مغادرة الصعيد بأكمله ، متجها إلى الأسكندرية ليبدء حياة جديدة وفريدة من نوعها .
كرجل أعمال ظهر فجأة فى سوق العمل ، مستندا على رأس مال كبير ، يجعله يقتحم كل مجال دون تردد .
ليلمع اسمه سريعا بين رجال الأعمال .
وساعده فى ذلك شاب قريب من عمره ( حسام ) ، قد سمعه عند نزوله الإسكندرية يحدث اخر بقوله …يعنى مكنتش ارتشى واقبل زيهم ، يعملوا فيه كده !!
يشتكونى للكبير بتاعهم يقوم يدينى استمارة ستة .
محمد صديقه …مهو للأسف الدنيا اتشقلب حالها يا صاحبى واللى ماشى عوج هو اللى السالك ، لكن اللى يقول حرام وحلال ، يركنوه على جمب .
حسام …لا حول ولا قوة الا بالله ، بس لا انا هفضل زى ما انا ، مش هتخلى ابدا عن مبادىء ولو مت من الجوع .
وعارف ربنا هيكرمنى ومش هيئس عشان واثق فى قدرته سبحانه وهو القائل ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ) .
وعندما سمع فارس حديثه ذلك اعجب به رغم كونه ، شخص لا يعرف شىء عن الحلال وأمواله مصدرها الحرام .
ولكن هناك شىء فى داخله يجعله يميل للحق رغم انغماسه فى الباطل .
لذا تقدم منه فارس وعرض عليه العمل معه فى الشركة التى أسسها للمقاولات ، ففرح حسام وشعر أنه عوض من الله عز وجل له عما ما عاناه من ذى قبل.
ليكون أخا وعونا لـ فارس فى كل كبيرة وصغيرة فى عمله .
…………
وفى حديث بين أحد رجال الأعمال
مرتضى …وبعدين يا عامر ، من ساعة ما ظهر فارس ده فى السوق ، ومعرفش اصلا جلنا من اى داهية !!
واحنا مش عارفين نشتغل وحالنا واقف ، وهو واكل السوق ، وكل صفقة أو مزاد ياخده لحسابه.
وكل الشركات بتطلبه بالأسم ومش عايزين غيره للأسف .
واحنا اهو انا وانت وغيرنا قربنا نعلن افلاسنا .
حرك عامر رأسه بآسى …اه يا مرتضى ، حاجة غريبة ، ظهر فى يوم وليلة ، ومفيش شهر وبقا نمبر ون فى اسكندرية كلها .
واحنا اتركنا على الرف .
مرتضى بغل …طيب هنسكت على كده ؟
عامر …فى ايدينا ايه نعمله ؟
مرتضى …لازم نعرف عنه كل حاجة ونعرف نقطة ضعفه ، يمكن نقدر ندخل من الحتة دى ونستغلها فى صفنا .
عامر …افرض ملهوش نقطة ضعف .
مرتضى …بس اكيد فى حياته سر ، لانه ظهر فجأة والامكانيات دى ، اكيد وراه حاجة .
عامر …اكيد ، بس هتعرف ازاى ؟
مرتضى …مفيش غير ياسمينا ، بنت ذكية وحلوة وبتقدر تتعامل بأسلوب جذاب ، نبعتها بحجة الشغل ، وتقرب منه وتعرف أسراره ، وياريت كمان لو توقعه فى حبها ، كده يبقا حطناه فى جبنا .
فضحك عامر بقوله …بدال قولت ياسمينا ، يبقا فعلا هنكسب الجولة دى ، لأنها بنت أبلسة فعلا وياما وقعتنا فى شر أعمالنا بسبب جمالها ودلعها .
مرتضى ..مهو ده السبب اللى بيخلى الرجالة تقع فى شباكها الجمال والدلال .
عامر …بس دى سكينة حامية وعايزة مبلغ وقدره .
والحال ناشف زى ما انت عارف .
مرتضى …معلش مهى هتمشى الحال لما يحصل المطلوب .
فنديها اللى هى عايزاه بالنص طبعا .
عامر…أمرى لله ، ماشى .
……..
ليتفاجىء حسام فى الصباح بمن تقف أمام مكتبه وتميل إليه بچذعها مردفة فى دلال….بنچور عليك .
طالعها حسام بنظرة نفور لما ترتديه من ملابس مكشوفة وصوتها الرفيع وحركاتها المثيرة فأردف بغلظة…وعليكم البنچور .
افندم يا انسه ، محتاجة حاجة اقدر أقدمهالك ؟
فابتسمت ياسمينا بقولها …انا السكرتيرة الجديدة ، يا ترى فين مكتبى؟
فوقف حسام ورفع حاجبيه مردفا بإنفعال ….نعم يا اختى ، سكرتيرة ازاى وامتى ده حصل ؟
ياسمينا بابتسامة غرور وثقة …اعتبره حصل .
انتوا مش طالبين سكرتيرة ، وانا اهو قدامك .
بكلم تلت لغات وخبرة عشر سنين ، ثم مالت برأسها قائلة بتغنج …ده غير المظهر الحسن .
حسام بحنق…ممكن حضرتك تكلمى كويس وتقفى مظبوط وتبطلى مياعة .
وكمان للأسف طلبك مرفوض ، لأن معندكيش شرط أساسى احنا طالبين إنسانة محجبة بلبس ساتر .
فاتفضلى طريق السلامة يا آنسة.
فخرجت ياسمينا عن هدوئها لتنفعل عليه ..حضرتك مين عشان تكلمنى بالاسلوب ده !
انت مجرد موظف هنا ، فلو سمحت كلامى يكون مع فارس بيه ، هو اللى يحدد اشتغل أو لأ .
حسام …انا متأكد كمان من فارس بيه ، إنه هيقول نفس الكلام لأنه انسان محترم وكمان صعيدى مش يعجبه ابدا الحال المايل ده .
فاتفضلى من غير شوشرة .
لتجلس ياسمينا ببرود مردفة ..انا مش همشى غير لما اقابل فارس بيه بنفسى واسمع منه .
انفعل حسام ووفر بغضب ….لا كده كتير اوى ،وانا هضطر أناديلك الأمن يرموكى برا .
ليخرج فارس فى تلك اللحظة من مكتبه مردفا …ايه الصوت العالى ده ؟
لتقف ياسمينا على الفور ، وابتسمت له بدلال ثم أقتربت منه مردفة بإنكسار مصطنع …انا اسفة جدا ، يا فارس بيه ، بس يرضيك الطريقة الهمجية اللى بيعاملنى بيها الاستاذ ده ؟
طالعها فارس بإعجاب ظهر على تقسيمات وجهه والإبتسامة التى زينت ثغره .
فارس مبتسما …لا طبعا ميرضنيش .
بس مش خابر ايه الموضوع ، ممكن تتفضلى چوا فى مكتبى ، عشان افهم ايه الموضوع عاد ؟
ليشير الى حسام بقوله …من فضلك يا حس ، اطلبنا لمون يهدى الآنسة .
لتفور الدماء فى جسد حسام ولكنه لم يستطع معاندته ، احتراما لشخصه .
فطالعت ياسمينا حسام بنظرة انتصار ثم ولجت الى مكتب فارس تتغنج فى مشيتها ، وفارس من ورائها ينظر إلى منحيات جسدها محدثا نفسه …يا بوى على بنات البندر ، ده اللى عندنا فى الكفر طلعوا غفر على إكده مش نسوان واصل .
جلس فارس على مكتبه ،مشيرا إلى ياسمينا بالجلوس بقوله …اتفضلى يا جمر .
جوليلى بس اسم الجمر ايه ؟
وطلباتك ايه يا عسل ؟
واعتبريها مجابة من دلوك .
ابتسمت ياسمينا محدثة نفسها …مكنتش اعرف أنه وسيم وچنتيه اوى كده ،وده هيخلى الشغل معاه ممتع اوى ، وكمان هيخلص بسرعة وده باين فى عينيه واعجابه بيه وكأنه عمره ما شاف ستات حلوة ، قبل كده .
ياسمينا…صراحة حضرتك چنتيه خالص وكيوت ، فميرسى اوى ليك .
وانا سمعت عن حضرتك كتير ، فـ اتمنيت اشتغل معاك وهيكون من دواعى سررورى لو حضرتك يعنى وفقت .
وهتلاقينى اكيد عند حسن ظنك ، لانى خبرة فى التعامل جدا وبعرف كويس جدا اجذب العميل ، فيتعامل بالتالى معانا مرة واتنين وتلاتة .
طالعها فارس بنظرة طويلة ليبتسم بقوله …لا واضح جدا الانجذاب ، ده انا من دلوك منجذب .
فضحكت ياسمينا بصوت عالى وصل إلى مسامع حسام .
فانفجر من الغيظ مردفا….طلعت لينا من اى داهية دى .
هو كل شغلانة كده يطلع ليا فيها عفريت .
بس اللى مجننى انا كنت بفتكره محترم مش بتاع كده .
لكن للاسف خيب ظنى وربنا يستر على اللى جى .
فماذا سيحدث ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فارس النار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى