Uncategorized

رواية النمر الجامح الفصل الأول 1 بقلم أميرة أنور

 رواية النمر الجامح الفصل الأول 1 بقلم أميرة أنور

رواية النمر الجامح الفصل الأول 1 بقلم أميرة أنور

رواية النمر الجامح الفصل الأول 1 بقلم أميرة أنور

_ مش عاوز أشوف وشك هنا مرة تانية فهمتي!! 
حملقت به بصدمة فمازالت على فراشه عارية، ابتسمت حيث كانت تفكر بأنه يمزح معها فمن يرفض أمراة شديدة الجمال مثلها،  اقتربت منه حتى تطبع قبلة صغيرة على خده ولكنه قال بحدة بعد أن قام من جانبها: 
_ بقولك امشي وعلاقتي معاكِ خلصت 
استغربت حديثه فقالت بسخرية: 
_ علاقتك بيا خلصت دا إحنا لسة عارفين بعض إمبارح إنت بتتكلم بجد والله!!
جلس على الأريكة ووضع رجل على الأخرى ومن ثم أمسك علبة سجائره والتي كانت ذات ماركة عالية،  وأخرج منها واحدة وأشعلها بعد أن وضعها بفمه، نظر لها بغضب مكتوم قائلاً بقسوةً: 
_مفيش حد أبداً من جنسك بيبقى له علاقة بيا غير يوم واحد بس ومتنسيش نفسك وإني جايبك من ملهى ليلي فروحي في شيك في مبلغ كويس عشان الليلة الزبالة دي وأصلا خسارة كبيرة في واحدة زيك يالا مع ألف سلامة عندي شغل.. 
شعرت بأن كبريائها أصبح لا شيء أمام جبروته،  تسهر وتفعل كل ما يغضب ربها لا أحد يقول لها شيء ولكنه كان أول من ذلها،  الجميع يسيروا ورائها من شدة جمالها ،  أي أحمق هذا ليجعلها تغادر قصره… 
مازالت تقف أمامه لا تفعل شيءٍ،  حيثُ أن الصدمة انتابتها بقوة،  عاد يتحدث من جديد بانفعال: 
_ هو مش أنا قولت تمشي ولا لازم أخلي الأمن يرموكي برا.. 
زدات وقاحته فقالت بعنف: 
_ احترم نفسك إنت متعرفش أنا مين وبنت مين وبابي ممكن يعمل فيك إيه..!!! 
_بابي…!!! 
قالها بسخرية،  لاحت على ثغره بسمة واثقة من نفسه،  بدأ يتمم حديثه بـ: 
_ طب يا بنت “حمدي المغربي”  باباكي الحنون الكويس اللي ميعرفش عن بنته اللي بتسهر في الكباريه وبتروح مع الرجالة بس اللي على مزاجها للآسف ميعرفش عنك حاجة كل اللي يعرفه هو إنه بيشحنلك الفيزا بتاعتك كل أول شهر بس للآسف واديني يا حلوة كتبتلك شيك مقابل الليلة دي عشان أبوكي دخل صفقة غير مربحة ودخلها عشان يلعب مع الوحش فدا كان عقابه خسر نص فلوسه يا حرام
تركته وغادرت من أمامه بعد أن أخذت ذاك الخبر،  شعرت بأنها تريد قتله ولكنه قوي،  يمكن أن يوقفها بأقل مجهود. 
تاكد بأنها غادرت،  ليقوم بعد ذلك من مكانه، ويحضر نفسه حتى يغادر لعمله، أخرج من دولابه بدلة شديدة السواد،  وضعها على الأريكة ومن ثم دلف إلى المرحاض ليأخذ حماما ساخنا.. 
………………………………….. 
في تلك المنطقة الراقية،  في منزل بسيط للغاية كل شيءٍ فيه بذوقٍ عالٍ،  تحديداً في غرفة النوم الخاصة بتلك الشقة،  كانت هناك فتاة غافلة بارهاق على الفراش،  تستمتع بنومها ولكن لحظة شروق الشمس بالنسبة لها عذاب حيثُ تفتح الستائر المغلقة،  تبغض اسمها الذي يخرج من فم المربية الخاصة بها حين تقوله بلهجة أمر: 
_ “ملاك”  قومي بلاش كسل يا بنتي شغلك مستنيكي. 
بتلقائية تضع الوسادة على رأسها حتى تهرب من ضوء الشمس ونداء المربية لها، اعتادت أن تفعل هكذا كل يوم.. 
اقتربت منها المربية الخاصة بها بعد أن تأففت بقوة قائلةٍ بصراخ بعد أن أخذت الوسادة منها: 
_ “ملاك”  قومي يالا..!! 
جزت “ملاك” على نواجذها بغضب طفولي،  فتحت عيناها الجميلتان والتي تتميز بلونها الرمادي، تنهدت بقوة قبل أن تقوم بعنف قائلةٍ لها بحزن: 
_”ملاك” “ملاك” مفيش غيري طبعاً فجاية تصحيني يا “سامية”  والله حرام نفسي أنام أنا يعني ولا في الشغل حد راحمني ولا البيت.. 
أومأت لها المربية “سامية”  برأسها وقالت بحنو: 
_ عشان إنتي أحلى صحفية في الدنيا فلازم تتعبي في شغلك ولازم تصحي وتفوقي عشانه… 
رفعت سبابتها في وجهها قائلةٍ بوعي: 
_إنتي صح.. 
ثم نظرت لها بقوة وسألتها ببسمة صغيرة عنـ: 
_ هي الساعة كام؟ 
ردت عليها بفتور فهي تعلم مالذي ستفعله بعد أن تعلم إلى أي حد وصلت الساعة:
_ الساعة ٧.٣٠ بالظبط
انتفضت “ملاك” من فراشها بفزعٍ جم، تثاءبت بنعاس فهي لم تأخذ الجرعة الكافية لأي إنسان في نومه، أمسكت رابطة الشعر من على الكومود ومن ثم عقدت شعرها الطويل في شكل ذيل حصان، دلفت الى المرحاض بعد أن قالت بصراخ:
_ حرام والله يا “سامية” اللي بيحصل دا الواحد ميعرفش يروح الشغل في معاده قولتلك صحيني على ٦ عقبال مالبس وجهز نفسي وأفطر أوف ياربي…
لم ترد عليها “سامية”  قط حيثُ بدأت في ترتيب غرفتها الصغيرة والتي تملأها العرائس البلاستكية،  والألعاب وكأن تلك التي تسكن بها طفلة وليست فتاة في سن الثالث والعشرون… 
توقفت “سامية”  عن فعل أي شيء حين سمعت صوت “ملاك”  التي صرخت بـ: 
_”سامية” الحقيني المية باينها قطعت… سناني فيها معجون ووشي فيه صابون هعمل إيه أنا دلوقتي!!!!… 
قهقهت “سامية”  بقوة من تصرفاتها،  ضربت كفيها ببعضهما قبل أن تقول بعتاب يومي: 
_”ملاك” الأستاذة اللي دائماً ناسية نفسها المطور بتاع حمامك متفتحش يا ناصحة هانم.. 
ردت عليها “ملاك”  بتذكر لما تقوله: 
_ أوبس طب معلش يا “سوسو”  افتحيه لو سمحت..!!! 
نفذت “سامية”  ما قالته لها،  وبعد ذلك خرجت حتى تعد لها وجبة الإفطار… 
……………………………………………
في مكان آخر تحديداً في فيلا “ال عزمي”  
استيقظ الجميع على الخبر المشؤوم،  موت الأب الروحي للعائلة،  لم يتمكن “مالك” حفيده الوحيد أن يتحمل الخبر،  والذي يبلغ من العمر خمس وعشرون عاما لم يستطيع جسده العريض ان يسنده بهذا الوقت،  فهو لا يستطيع أن يبقى بدون جده الحبيب،  اتجهت نحوه زوجة عمه حتى تكن بجانبه حيثُ قالت: 
_ بس يا بني متعملش في نفسك كدا قوم وكون صلب إنت الوريث الأول والراجل اللي في وسط البنات جدك “عزمي”  مات بس إنت يا “مالك”  موجود معانا.. 
حبس “مالك”  دموعه التي تعلقت في مقلتيه،  عاد ليقف مرة أخرى،  رافعًا رأسه،  شامخً كما كان يفعل جده،  انتظر حتى يخرج الطبيب الشرعي من غرفة جده،  فالطبيب الذي أخبره بالوفاه قال أن الموت حادث مدبر.. 
تقدمت نحوه إبنة عمه الصغيرة والتي لم تكمل عامها التاسع، كانت تبكي بشدة،  قائلةٍ له بهلعٍ: 
_ أبيه “مالك”  أنا خايفة وبعدين هو كدا مش هشوف جدو تاني.. 
ملس “مالك” على شعرها وقال بحنو لها بعد أن إنحنى على أقدامه حتى يكون في مستواها: 
_ حبيبة قلبي كل حاجة هتبقى تمام خليكي واثقة فيا مش إنتي بتحبيني؟ 
أومأت الصغيرة برأسها فعاد ليتمم ما بدأ في قوله: 
_ يبقى يا بنوتي الحلوة روحي على اوضتك ومتخرجيش منها غير أما أجيلك،  روحي إفطري يا قمري الصغنن…!! 
ثم وبعد إنهاء الحديث معها،  نظر إلى زوجة عمه وقال بأمر: 
_ طلعى “ريناد”  فوق لو سمحت..!! 
وافقته على قراره وجاءت بالفعل حتى تصعد ولكنه عاد يواصل حديثه بـ: 
_ إطمني على “دنيا”  من ساعة ما عرفت الخبر وهي ما بتقولش حاجة.. 
_ ماشي يا “مالك”..
صعدت إلى غرفة بناتها، تاركة”مالك” واقفا بصلابة بعد أن أفاق من إنهياره من أجل عائلته التي تحتوي كل من زوجة عمه وبناتها “دنيا” و “ريناد” 
خرج الطبيب بتلك اللحظة ليقول ما كان يتوقعه قط:
_ “مالك” بيه…!!!!
………………………………………
خرج من المرحاض الخاص به، وارتدى بذلته ظبط شعره، ثم خرج من منزله، تجمع الأمن خلفه، فهناك من سيفتح له السيارة، ومن يحرسه، أوقفه أقرب شخص له من الأمن من يكن السند له في أعماله، قائلاً له بلهفة:
_ “جبل” بيه وصلنا خبر بإن السيد “عزمي” جد صديق حضرتك تعيش إنت…
جحظ “جبل” به، وقام بإزالة نظارته الشمسية، لتظهر عيناه الحادتان المرعبتان برغم من أن لونهما أخضر، كالأزهار والنباتات، ولكن الجمال لا يكتمل، كور يده الكبيرة حتى يضرب بها حائط المبنى وكأنه يستعرض قوته حيثُ أنه عريض المنكبين، متوسط الطول، “جبل” المنشاوي أكبر رجل أعمال برغم.من  صغر سنه، الذي لم يصل للثلاثين؛
لا يطلب المساعدة من أبيه برغم من كونه ثري ولكن لا يحب أن يقول أحد أنه عظيم بسبب والده…
تحدث أخيرًا بعد صمته الذي طال :
_يالا بسرعة على بيت ال “عزمي” 
أومأ الحارس له برأسه ومن ثم أسرع حتى يفتح له سيارته الفاخرة؛ حرك. السائق مكبحها وإنطلق إلى منزل صديق رب عمله…
بداخل السيارة كان يحاول “جبل” أن يهاتف “مالك” ولكن المحاولة فاشلة حيثُ لا يجيبه أحد..
صرخ بشدة :
_ أوف رد بقى يا ” مالك” 
_إن شاء الله هيكون بخير يا فندم…
كان هذا ما تفوه به حارسه ولكنه تجاهله وقال بأمر :
_ خلص يا بني آدم كل دا في الطريق بقالك خمس دقايق سايق وموصلتش ..
نظر له السائق باستغراب قائلًا بخفوت:
_ يا فندم خمس دقايق وبأقصى سرعة يعني دا وقت الطريق.
جز “جبل” على نواجذه حين قال :
_ غلطان وبتجادلني إنزل ..
ثم وبعد أن قال هكذا اوقف السائق السيارة بخوف، لينزل “جبل” من المقعد الخلفي ويصعد لمقعد السائق مستعد للإنطلاق ، واصل كلامه بثقة :
_ خمس دقائق وهوصل هناك إركب مكاني وشوف يا “عباس” افندي ..
……………………………………..
خرجت “ملاك” من غرفتها واتجهت نحو منضدة الطعام تنهدت بقوةً قبل أن تقول بحزن:
_ تعرفي بابا وماما وحشوني أوي الواحد بيكره الوحدة وأنا انكتب عليا أرافقها لولا وجودك أنا كان حصلي حاجة
أمسكت “سامية” يدها بحنو وقالت :
_ وأنا مليش غيرك يعني إنتي الدنيا عندي وما فيها يا “لوكا” يالا حبيبتي إفطري عشان تجهزي وتبقي قادرة تفوقي في الشغل..
هزت “ملاك” برأسها لتمسك بعد ذلك قطعت الخبز وتضع عليها بعض الجبن والخضار وتبدأ في تناولها، انهت طعمها وقامت بعد أن تناولت رشفة من عصير البرتقال، اتجهت نحو المرآة حتى تتمم على مظهرها حيثُ أنها تركت لشعرها العنان
تلمست بشرتها السمراء وابتسمت لأنها تذكرت والدها حين كان يخبرها بـ: 
_ أخدتي الجمال كله من أمك وخدتي عني السمار فعملتي مزيج شرقي رائع يا طفلة.. 
كم تشتاق إليهم،  مر ثلاث سنوات على موتهم ولازال ألم الفراق صعب وكأنهم أختفوا في الليلة الماضية.. 
أخذت زفيرها لتخرج كل العذاب التي تمر به، حاولت أن تمنع تلك الدمعة اليتيمة التي تقف على جفنها، أمسكت  المنديل لتزيلها.. 
ثم قالت بصياح: 
_ سوسو أنا ماشية يالا سلام.. 
_ سلام يا حبيبة قلبي… 
هذا ما قالته “سامية”  والتي قامت من مكانها ونظرت في صورة أهل “ملاك”  قائلةٍ بحزنٍ :
_ الحزن اللي شايلاه “ملاك” في قلبها كبير يا سيد “ناصر” حاسة إنها وحيدة وأنا بقالي مدة حاسة بحاجة غريبة هتحصل وياعالم هي إيه ؟
……………………………………..
للتو خرج الطبيب وبصدمةً قال :
_ للآسف يا “مالك” بيه المتوفي مات مسموم ولازم نبلغ حالًا و “عزمي” بيه يدخل التشريح..
_ لا….!!!
صرخ “مالك” بها بقوةً لتتحول عيناه الحمراوتان إلى الشرار وكإن النيران تخرج منها بشدة، رد عليه الطبيب الذي كان يعارض لأمره :
_بس يا فندم لازم نعرف المصدر  دي حاجة ما ينفعش أبدًا نسكت عنها…
جز “مالك” على نواجذه بحدة  ورفع سبابته  ليقول بعنف وتحذير :
_ أنا خلصت كلامي معاك المبلغ اللي عاوزه هيتكتبلك أهم حاجة جدي يدفن بخير وأما حكاية التسمم فأنا مش هيغمض ليا جفن غير وأنا عارف إيه اللي حصل ولو مطعم هقفله ولو كان حد قاصد فهو هيموت أهم حاجة محدش أبدًا يعرف حاجة…
أومأ الطبيب برأسه بعد أن تنهد بخيبة امل في إقناعه، غادر من أمامه، لتبدأ مراسم التغسيل…
دلف إلى الغرفة محاولاَ ألا يبكي حيث أنه أجبر دموعه أن تجف، تحدث بقسوةٍ :
_ وغلاوتك عندي يا غالي ليجيلك حقك ربنا يرحمك يارب ويجعلك في الجنة يا غالي …
إقترب منه الخادم الخاص به وقال :
_ “مالك” بيه “حازم”باشا والدك اتصل وبيقول إنه مش هيقدر يجي لإن عنده شغل وبيقول خليك إنت مع مرات عمك وبناتها وإنهي مراسم العزاء
…………………………………..
أوقفت محرك سيارتها أمام جريدة “….” التي تعمل بها، ولكن وقبل أن تصعد مرت سيارة من جانبها بسرعة فائقة ولسوء الحظ كانت هناك مياه على طريق السير فتبللت ملابسها مما جعلها تصرخ بشدة :
_ حيوان ماشي لا وكمان عديم الذوق والله لعلمك درس يا حيوان
نظرت للوحة السيارة فحفظت رقمها حيث أنها تتصف بالذكاء وسرعة الحفظ..؛ أغمضت عيناها بإستياء وكانت ستغادر ولكن سمعت صوت صاحب الجريدة يناديها بصرامة :
_ أستاذة “ملاك” حضرتك راحة فين ومطلعتيش للشغل ليه…؟؟؟
التفت له بصدمة فكانت تتمنى ألا يراها أحد من العمل ولكن رأها من تبغضه بشدة..
ابتسمت له وقالت بتوتر :
_ أستاذ “فؤاد” أسعد الله صباحك يا غالي عامل إيه ؟
نظر لها بحدة ثم قال بصراخ :
_ إنتي أشطر صحفية وبرغم من كدا متهورة ومتأخرة
ابتلعت ما.في حلقها وحدقت به بقهر وقالت بحنق :
_ يافندم إحنا مظهر الجريدة وواحد مش كويس ماشي بعربيته فبهدلني هروح أغير وأرجع
_ امم لا تروحي تغيري وتجهزي عاوزك تروحي شركة وبيت “حمدي المغربي ” عاوزين نفهم إزاي خسر وترجعي تروحي لشركة “جبل المنشاوي” وتعرفي إزاي قدر يكسب الصفقة ويخسر  “حمدي” نص أملاكه أخبار رجال الأعمال لأزم تكون مكتملة قبل أي حد عاوز باقي الصحف يقلدونا عاوزك كمان…
قاطع استرساله بما يقول حين رن هاتفه وأخبره أحد شيءٍ ما جعله يقول :
_ إيه طيب برافو عليك تمام سلام…
قفل الهاتف مع المتصل ليقول بأمر :
_”ملاك” إنسي اللي قولته عشان “عزمي النصراوي” مات وهتروحي تغطي أحداث العزاء وبكرا هتروحي للشركتين يالا يا أستاذة…عاوز أعرف مات إزاي وإيه اللي بيحصل في بيته تمام…
أومأت برأسها بعد أن كورت يدها بغضب قائلةٍ بطاعة:
_ تحت أمرك يا فندم عن إذنك
صعدت سيارتها وبدأت تحرك مكبحها، ظلت تسب وتلعن في هذا المدير الذي لا يرحم قط…
………………………………………. 
وصلت سيارة “جبل” أمام منزل ال “عزمي”وبالفعل كما قال في سرعة؛ نزل منها يهرول نحو المنزل بعد أن صفها وقال بجموح للسائق :
_ لولا إني في ظروف كنت قولتلك خد حسابك وأمشي أنا مش أحسن منك عشان أوصل في خمس دقايق 
رد عليه “عباس” بإعتذار:
_ آسف يا فندم مش هتتكرر تاني
تجاهله ودلف لصديقه؛ كان سيسأل عنه الخادم ولكنه سمع صوته الصارخ يأتي من غرفة جده؛ أسرع للغرفة وفتحها قائلًا بهدوء:
_ إهدأ يا صاحبي دا نصيبه من الحياة
_ذنبه إيه يا “جبل”عشان يخلف ابن زي أبويا اللي عشان صفقاته مش قادر يحضر العزاء هو مغلطش لمَا قال إن ولاده ماتوا هو كان صح…
حضنه “جبل” بقوة ومن ثم هتف بحب :
_أنا وإنت والبنات كل حاجة له يالا يا حبيب أخوك قوم كدا 
همس في أذنه بقهر :
_جدي مات مسموم يا “جبل” !
نزل الخبر على أذن “جبل” كالصاقعة ، ابتلع ما في حلقه وقال بوعيد :
_ والله لأعرف إزاي دا حصل بس دلوقتي لازم نغسله وندفنه عشان العزاء
انكمش حاجب “مالك” باستغراب ألقى سؤاله بفضول :
_ إزاي عرفت الخبر أنا جدي مات الصبح يعني الخبر لسه داخل حيطان البيت
_مش عارف بس ممكن خدام أو مرات عمك اتصلوا بحد أو “دنيا” كلمت صحابها وتلاقيه كمان وصل للصحافة..
……………………………………………
حل الليل سريعًا، نُصب صوان كبير في حديقة المنزل، تجمع الرجال فيه، كان صوت القارئ عذب؛ وقف “جبل” ومعه “مالك” لإستقبال الأقارب، كانت العبرات متجمدة في عيناهم التي كانت تحمل الحزن،  تقدم والد “جبل” السيد “جلال المنشاوي” حتى يصافح “مالك” قائلًا له بصلابة :
_مش عاوز أشوف أي نظرة حزن في عينك إنت كبير عيلتك خليك قوي
هز “مالك” رأسه ورد عليه بـ: 
_ حاضر يا عمي.. 
لمح “جبل”  شيءٍ ما فقال بستأذان: 
_ طيب بابا “مالك”  ثواني وجاي 
سأله والده باستغراب: 
_على فين! 
لم ينتظر حتى يجيبه،  فقط هتف بـ: 
_خليك مكاني دقيقة
ذهب باتجاه سيارته وعيناه حادتان وكأنه وجد فريسته،  تحدث بغضب: 
_ إنتي مين وبتعملي إيه هنا..
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية لا تعشقني كثيراً للكاتبة بتول علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى