روايات

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل الثاني 2 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل الثاني 2 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الجزء الثاني

رواية لأجلك نبض قلبي البارت الثاني

لأجلك نبض قلبي
لأجلك نبض قلبي

رواية لأجلك نبض قلبي الحلقة الثانية

انا حسيت ان فصل واحد فى الاسبوع قليل عشان كده قررت انى كل ما اكتب بارت حنزله بس حيكون من غير مواعيد ما عدا الميعاد الاساسى اللى هو الجمعه العاشره مساءا و يا ريت الاقى تقييم كويس و تعليقات تفتح النفس
قراءه ممتعه و اسيبكم مع البارت
★★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★★
صراخ هائل و دوى صفعات هادره… استنجاد و طلب للرحمه و لكن هيهات من اين الرحمه عند ما لا يرحم من اقرب له
يقف امير الجماعه فى منتصف تلك الصحراء القاحله وسط العتمه ليشعل رجاله النيران حتى تضئ عتمه الليل القاصى فيجد عمر نفسه مقيد باغلال من حديد و راسه يتدلى لاسفل و قدمه مرفوعه لاعلى و تلك الفتاه الرقيقه البريئه جاثيه على الارض و يدها مقيده خلف ظهرها و آثار الضرب و التعذيب قد هشمت ملامحها
الامير بقسوه ” اختارتى الخيانه و خنتى بنى قومك… لماذا انطقى؟ ”
خديچه باجهاد ” ارجوك… الرحمه ”
الامير “الرحمه اما لكى او له فلتختارى الآن”
خديچه ” قساوه قلبك ممكن تخليك تاذينى؟ ”
الامير ” القصاص مو القساوه و الخيانه تمنها الموت”
ليشهر سلاحه و يوجهه اليها بعيون حزينه و هو يردد بقسوه “بيدى بطهرك من الخيانه يا بنتى”
صرخه مدويه يطلقها عمر المعلق راسا على عقب على اثر اطلاق النار عليها لتخر صريعه فى لمح البصر وسط تهليلات المرتزقه و انبهارهم بقوه قائدهم و تشجيعهم له على الاستمرار
الامير ” هاتوه لهنا ”
يقومون بفك وثاقه و رميه على الارض امامه وسط ركلهم له فى انحاء جسده و اسفله بقسوه داميه
عوده من الفلاش ******
عمر يحدث نفسه ” اااه مجرد ذكرى اسمك بيفتح جروحى يا خديجه ”
يدلف الى سيارته و يقود عائدا لمنزله و افكاره تصارعه و ذكرياته تهاجمه باقصى اوقاته وجعا و الما
&&&&&&&&&&&&
تعود خديجه لمنزلها و تبدء فورا بالعمل على تعديل الصور التى التقطتها عدستها و وضعها على حاسوبها الشخصى حتى تستطيع طباعتهم بسرعه لتفاجئ رفيقتها بانهائهم فى وقت قياسى….. و اثناء تعديلها للصور تقع عينها على صورته وهو يقف يبتسم نصف ابتسامه بجوار رفاقه فتتمعن النظر لوسامته و تبتسم رغما عنها ليقطع شرودها صوت امها
حياه ” ديچا…. تعالى العشا جهز ”
خديجه ” حاضر يا ماما ”
يجلس الجميع على المائده و اثناء تناولهم العشاء يبدء وجه والدها بالازرقاق فيجد صعوبه فى التنفس
خديجه بلهفه “بابا….. مالك؟”
حياه بصراخ ” فى ايه يا عبده؟ بسم الله الرحمن الرحيم ”
يظل يتنفس ببطئ و يبدء الصغير محمد بالبكاء فتحاول اخته الكبرى تهدئته و لكن الامر يطول فتهم خديجه بالاتصال بالاسعاف
يسعفه المسعفون حتى يصلوا للمشفى و هناك تعلم خديجه بحاله والدها المرضيه فتجلس تبكى بحرقه و تحدث والدتها بتخاذل ” ليه كده يا ماما؟….. ليه خبيتى عليا؟ ”
حياه “ابوكى مكانش عايز يزعلك”
تدلفا لغرفته فينظر لهما من اسفل جهاز تنفسه و يرفعه عنه ليتحدث فتحاول خديجه منعه و لكنه يصر على الكلام
عبد الرحمن ” المره دى جت سليمه يا ديچا…. الحمد لله يا بنتى بس زى ما فهمتك لو ده اتكرر تانى لازم تكلمى عمك طه…. فاهمه؟ تكلميه قبل حتى اخواتى ما يعرفو ”
خديجه بطاعه و طمأنه ” حاضر يا بابا متقلقش ”
فور خروجهم من المشفى تصمم خديجه على حديثها مع ابيها “مفيش حاجه اسمها مفيش علاج و تيأس بالشكل ده… حضرتك تنزل على مصر و هناك اكيد فى دكاتره كبار و يقدروا يطمنونا”
عبد الرحمن ” يا بنتى منا روحت ”
خديجه بانتباه ” و قالك ايه الدكتور؟”
عبد الرحمن ” قال نفس الكلام بتاع دكاتره هنا يا بنتى… انا انتهزت فرصه انى فى القاهره و روحت لطه و عرفته كل حاجه ”
يحكى لها زيارته لابن عمه الذى قام بالترحيب به بشكل مبالغ فيه
طه ” اهلا اهلا اهلا يا عبده… ايه النور ده؟ القاهره نورت ”
عبد الرحمن ” منوره باهلها يا طه… اخبارك ايه؟”
طه بموده ” الحمد لله يا ابن عمى و انت مالك عجزت كده ليه؟ ”
عبد الرحمن بتنهيده ” المرض يا طه ”
ينظر طه بفضول و ضيق و يردد بخوف ظاهر على ملامحه “مالك يا عبده؟ اكيد زيارتك ليا بعد السنين دى كلها وراها حاجه”
عبد الرحمن ” انت عارف يا طه انك طول عمرك اخويا و احنا كنا اقرب اتنين لبعض لولا موضوع سميره ده مكناش افترقنا ابدا ”
ق
طه ببسمه ” انسى بقى يا عبده… انت فى حياتك و بيتك وولادك و هى ليها ربنا ”
عبد الرحمن بفضول ” لسه برده رافضه الجواز؟ ”
يضحك طه عاليا و يردد بسخريه ” يعنى و هى فى عز شبابها رفضت تتجوز حتيجى دلوقتى بعد سنها ما كبر تفكر فى الجواز؟…. اهى عايشه معايا و ولادى بيسلوها، المهم انت محتاج منى ايه؟ ”
عبد الرحمن “اوصيك على مراتى وولادى انا مفضليش كتير و عايزك انت تبقى الوصى عليهم”
طه بخضه ” لا يا عبده متحطنيش فى المواجه دى مع اخواتك و بعدين هو انت ولادك لسه قصر؟ ”
عبد الرحمن “ايوه خديجه لسه حتكمل 20 سنه و محمد يا دوب 12 سنه و انا فهمت حياه انك انت تبقى الوصى عليهم و بعدين انت كبير عيله الباشا و محدش يقدر يقف قصادك و انا مش حآمن على ولادى غير ليك انما اخواتى طمعانين فيهم”
طه بغضب “طمعانين فى ايه؟ هو انت لسه عندك حاجه يطمع فيها ما اخدوا كل حاجه”
عبد الرحمن “الطمع على حته الارض اللى ضحكو عليا بيها و ادوهالى بور خليتها جنه و بقت بتجيب محصول قد كده و طمعانين فى بنتى خديجه”
طه ببسمه تغزل ” طلعه حلوه لامها و لا ايه؟ ”
يضحك الاثنان ضحكه عاليه و يكمل طه ” مش امها دى اللى جننتك بجمالها و خلتك تقاطع عيلتك كلها”
عبد الرحمن “اهى البت طالعه احلى من امها… استنى اوريك صورتها”
يخرج هاتفه و يظهر صوره خديجه بجمالها الاخاذ فيردد طه باعجاب ” بسم الله تبارك الله…. زى القمر و فيها الطمع يا عبده اهو انا اول ما شفتها بقيت عايز اخدها لعيل من ولادى بس انا بقى معنديش الرفاهيه دى ”
عبد الرحمن بسخريه ” ليه يا طه؟ ملكش حكم على ولادك و انت بتحكم بلد بحالها ”
طه ” لا مش مساله حكم.. بس عمر الكبير من ساعه حكايه الجيش دى و هو رافض الجواز و التانى صايع و بتاع بنات و ناوى يجيب اجلى بدرى بدرى ”
عبد الرحمن بفضول “هو ايه اللى حصل لعمر؟”
طه “يا حبيبى فضل فى معسكر التعذيب ده 6 شهور و رجع منه متبهدل على الاخر، تصور يا عبده بعد ما رجع و دخل المستشفى خطيبته تسيبه”
عبد الرحمن “معندهاش اصل”
طه ” انا عاذرها بس التوقيت هو اللى كان غلط، لو كانت استنت يخف و بعد كده تتفاهم معاه بالراحه ”
عبد الرحمن ” و هى سابته ليه من الاساس…. عشان ساب الجيش؟ ”
طه ” يا ريت… دى سابته عشان التعذيب خلاه عقيم مبيخلفش وقفت له تقول انا من حقى ابقى ام و احنا لسه على البر و جه بعدها طلب القاده بتوعه انه يعمل معاش مبكر عشان شاكين فى حالته النفسيه و اهو ربنا معاه ”
عبد الرحمن “يا عينى عليك يا طه و على اللى جرالك ده انت شفت الويل فى ولادك”
طه ” الحمد لله على كل حال…. المهم دلوقتى انت تخف و ربنا يديك الصحه و منحتاجش ابدا لا لوصايه و لا مشاكل مع اخواتك ”
عبد الرحمن ” بس انت عند وعدك ليا… ولادى و مراتى امانه فى رقبتك يا طه ”
طه “من غير ما تقول يا ابن عمى”
&&&&&&&&&&&&
فى شركه الباشا للحراسات
يجلس عمر يتابع الاعمال فيتلقى اتصال من رفيقه مهاب يحدثه بمرح”يا باشا…. اختفيت من يوم الفرح”
عمر بجديه ” مشغول يا بنى انت ايه اجازه ولا ايه حكايتك؟ ”
مهاب ” لا مش اجازه انا فى الجيش بس صور الفرح اتبعتتلى من اخويا و حبيت افرجك عليها طالعه حلوه اوى ”
عمر بضحك “ابعت يا سيدى و انا عارف شكلى فى الصور بيطلع ازاى”
مهاب ” و الله طالع تجنن يا عمر الباشا ”
ينظر عمر للصور المرسله له و يبدء بتفحصها فيلاحظ وجود شعار بجانب الصور عليه اسم و رقم خديجه ( Deja photos)
فيضع فى اعتباره تعويضها عن كسر عدستها بعد ان علم منها ارتفاع سعر تلك القطع فيشعر بغبطه لاحساسه باذيتها ماديا و لا بد انها تحتاج للنقود فيتصل بها على الفور
تجيب خديجه بصوت رقيق “السلام عليكم”
عمر بهدوء و اعجاب ” و عليكم السلام…. انا عمر ”
خديجه بانتباه “عمر مين؟”
عمر بخجل “اللى كسر العدسه”
خديجه بتوتر “اه… ازيك؟”
عمر برزانه “الحمد لله… انتى عامله ايه؟”
خديجه بخجل “الحمد لله… هو انت جبت رقمى منين؟”
عمر ببسمه “اللوجو بتاعك على الصور”
خديجه بمرح ” اه انت شفتهم؟ طالعين حلوين اوى”
عمر ببسمه ” انا اول مره اطلع شكلى حلو فى الصور بس انتى شاطره”
خديجه بعفويه “ليه يعنى مش بتطلع حلو؟ انت وسيم و مش محتاج مصور شاطر عشان تطلع حلو”
يبتسم عمر من مدحها له و يردد باطراء “مش حقولك ان عنيكى هى اللى حلوه عشان متفتكريش انى بعاكسك بس حقول عدسه كاميرتك حلوه”
تشعر خديجه بالخجل بعد تفوهها بتلك العباره فتصمت لحظات ليقطع هو حاجز الصمت و يردد بثقه ” انا جاى المنصوره قريب ”
خديجه بتوتر “تنور… بس انا دخلى ايه؟”
عمر بجديه ” عايز اقابلك عشان موضوع العدسه ”
خديجه برفض ” لا خلاص ملوش داعى و انا قلتلك الموضوع مش مستاهل ”
يزفر عمر بضجر فيردد بحزم ” بصى يا انسه خديجه… اولا انا مش بعاكس او اعمل حجج عشان اقابلك لو انتى مفكره كده انا فعلا مش حقبل انى اكون سبب فى خسارتك بالشكل ده خصوصا بعد ما عرفت تمن العدسه…. و ثانيا صدقينى انا لو عارف الموديل بتاعها كنت اشترتها و بعتهالك بالشحن”
تجيبه خديجه بعصبيه شديده “هو حضرتك بتتعصب عليا ليه كده؟ انا مش عايزه منك حاجه”
تضغط على اسنانها بضيق و تردد بحنق من اسلوبه “انا مضطره اقفل… مع السلامه”
تغلق الهاتف دون انتظار اجابه منه ليشعر هو بالغضب الشديد و يزفر موبخا نفسه “فى حد يتكلم بالاسلوب ده… انت غبى اوى”
&&&&&&&&&&&&&&
فى ڤيلا الباشا
جلس الجميع على المائده يتناولون طعامهم بهدوء ليكسر طه حاجز الصمت و يردد بتوتر ” عمر…. انا محتاج منك تيجى معايا مشوار مهم ”
نظر له عمر بتعجب و ساله “مشوار ايه يا بابا و امتى؟ متنساش انى نازل البلد الاسبوع ده عشان اشوف الارض”
طه “ما المشوار له علاقه بالحكايه دى”
يجيب عمر بفروغ صبر “بابا… انا مش فاهم حاجه، نفطر و تعالى نتكلم فى المكتب و تفهمنى عايز منى ايه بالظبط”
طه بخضوع “ماشى يا بنى… بس انت وسع خلقك شويه”
يجلس الاثنان بغرفه المكتب و يحكى طه ما دار بينه و بين ابن عمه من حوار و ما وصاه به و اخذ يردد
“عبد الرحمن كان اقرب الناس ليا، يمكن يكون اقرب ليا من اخواتى زى ما انا كنت اقرب ليه من اخواته و لولا اللى حصل مكناش افترقنا ابدا”
عمر بفضول “هو عبد الرحمن ده اللى كان خاطب عمتى؟”
طه “ايوه يا بنى”
عمر بغضب “و هو السبب فى انها بالشكل ده؟”
طه “سميره اللى كبرت الموضوع يا بنى و…..”
يقاطعه عمر بصياح “عموما انا مش بغلطه هو اتصرف صح يمكن احسن ما حضرتك اتصرفت لما اتحطيت فى نفس موقفه”
طه بضيق ” خلاص يا عمر ملوش داعى تفتح القديم، المهم دلوقتى انا كنت واخد منه الاشاعات و التحاليل بتاعته و بعتهم لدكتور اورام كبير اوى آخد رايه فيهم بس الدكتور مطمنيش و قالى انه ايامه قليله اوى و كنت عايزك معايا اروح ازوره و اهو بالمره اتعرف على عيلته ”
عمر بحده “انا حاجى معاك بس عشان اخلص موضوع الارض و غير كده مش حدخل كفايه انى اوصلك و ابقى ارجع اخدك و انا راجع”
طه باستسلام ” ماشى يا بنى زى ما تحب ”
يخرج عمر من غرفه المكتب و يجلس طه يتذكر ما حدث منذ اكثر من اربعه و عشرون عاما
كان كعاده اهل الريف عند ولاده طفله بالعائله يقوموا بخطبتها و هى لا تزال رضيعه لاحد ابناء عمومتها و هو ما حدث مع كل من عبد الرحمن و طه فمنذ ان كانا بعمر صغير تمت خطبه طه لابنه عمته و كانت تدعى صابرين و تمت خطبه عبد الرحمن لابنه عمه و اخت رفيقه الوحيد و هى سميره
فور دخول عبد الرحمن الجامعه تعرف على فتاه جميله و هى حياه كانت اخت رفيقه بالدراسه و لكن فور ان علم اباه و عمه باعجابه بها رفضوا تلك الزيجه و هددوه بحرمانه من ميراثه الشرعى ما اذا اصر على رايه ليبتعد رغما عنه عن حبيبته
لم يمر الكثيرمن الوقت حتى توفى ابوه و عمه بالتوالى فتزوج من محبوبته بعد ان فك خطبته على ابنه عمه و هنا تمت مقاطعه عائلته له و ظلت سميره ترفض الزواج بعد صدمتها بحب طفولتها و الذى لم ترى بحياتها غيره بحكم انغلاق عالمها
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
فى منزل خديجه
سمعت خديجه طرقات خفيفه على باب المنزل فتوجهت و هى تمسك بيدها سكين التقطيع لانشغالها بتجهيز طلبات الطعام الذى تقوم بتحضيره…. تفتح لتجد امامها ذلك الرجل الوقور ذو الشعر الابيض و الذى يقف منتصبا امامها ليحدثها بصوت واثق
طه “ازيك يا بنتى؟ عبد الرحمن موجود؟”
خديجه بتوتر”ايوه اقوله مين؟”
طه بحنين “انا عمك طه”
تنفرج اساريرها و تهتف بفرحه “اتفضل يا عمى…اهلا و سهلا نورت المنصوره”
طه ببسمه “منوره باهلها ماشاء الله زى القمر و احلى من الصور كمان يا خديجه يا بنتى”
تخجل خديجه و تتورد وجنتاها و تردد “ربنا يخليك يا عمى، ثوانى و انده لبابا”
يرحب عبد الرحمن بضيفه و تقوم خديجه بتحضير الكثير من الاطعمه اللذيذه و تردد “السفره جاهزه يا بابا اتفضلو ”
طه باستمتاع “الله على الاكل…ايه الجمال ده؟ المدام شكلها بريمو يا عبده”
يضحك عبد الرحمن و يردد بمرح “المدام شاطره مفيش كلام لكن الاكل ده كله من عمايل ايد خديجه…اصلها سياحه و فنادق و واخده الموضوع عن حب”
طه بانبهار “معقول!”
عبد الرحمن “اه و الله زى ما بقول لك كده حتى مجموعها كان جايب اقتصاد و سياسه و هى اختارت السياحه و الفنادق”
ينظر طه لخديجه باعجاب و يسالها “انتى قسم ايه يا خديجه؟”
خديجه “فندقه يا عمى و نفسى ابقى شيف اوى و بعافر فى الجامعه عشان القسم ده الغالبيه العظمى فيه للشباب مش البنات”
طه بمرح “ليكى عليا تخلصى من هنا و اشغلك عندى فى فندق من الفنادق بتاعتى بس للاسف معنديش فندق هنا فى المنصوره”
خديجه بانبهار “هى فنادق الباشا بتاعه حضرتك؟”
طه ببسمه “ايوه يا بنتى…عندى فى القاهره و الاسكندريه و سينا فيها 4 فنادق كمان و الاقصر و اسوان”
عبد الرحمن “ما شاء الله ربنا يزيد و يبارك يا طه”
ينظر طه للصغير محمد و يساله بمرح “و انت يا محمد نفسك تطلع ايه؟”
محمد ” ظابط ”
يقوس طه فمه بضيق و يردد باسى “ليه يا حبيبى المهنه دى صعبه اوى ما تبقى دكتور و لا مهندس”
محمد باصرار ” لا انا عايز ابقى ظابط ”
طه ” ربنا ينولك اللى انت عايزه يا بنى ”
يصدح هاتف خديجه بالرنين لتجده رقم ذلك المزعج عمر فزفرت فى ضيق و استاذنت لتجيب فى غرفتها
فور دخولها تجيب بضيق و اقتضاب ” افندم ”
عمر بحده بسيطه “ايه الرد ده؟ عموما انا عارف انى اتكلمت معاكى بطريقه وحشه المره اللى فاتت بس انا كان عندى مشكله عشان كده مقدرتش اتمالك اعصابى”
خديجه بصرامه ” حضرتك بتسمى ده اعتذار؟ ”
عمر بغضب و دهشه ” نعم…. اعتذار، لا طبعا انا مش متصل اعتذر ”
خديجه بضيق ” امال عايز ايه و يا ريت بايجاز قبل ما اعملك بلوك ”
عمر بشده “تعمليلى بلوك؟…. انا !”
يضحك بصوره عنيفه و مستهزءه فتقوم خديجه باغلاق الخط عليه ووضعه على لائحه الرفض و هى تضغط على اسنانها فى ضيق و تردد بغضب “قليل الذوق و مغرور”
لا يمر الكثير حتى ياتيها اتصال من رقم اخر لتجيب فتجده عمر الذى تحدث بسرعه و ايجاز “قبل ما تقفلى انا عند توكيل كانون اللى عندكم فى المنصوره و مش عارف نوع العدسه اللى اتكسرت”
خديجه بحده “انا قلتلك انى……”
يقاطعها بسرعه ” انا حشترى اغلى نوع فيهم و حسيبهالك فى المحل و انتى روحى استلميها طلعت هى كان بها مطلعتش ابقى بدليها و حبعتلك عنوان المحل فى رساله بس فكى البلوك عشان توصلك…. سلام”
ليغلق هو هذه المره بوجهها دون انتظار ردها فتقوم بالاتصال عليه مرارا و تكرارا حتى تخبره انها لن تذهب و لا توافق على ما قاله و لكنه لا يجيبها
قامت بالغاء رقمه من على قائمه الرفض لتصلها رسالته بعنوان المحل فارسلت له ردها شديد اللهجه
( انا مش رايحه فى حته و متشكره بس اسلوبك يخلى اى حد يرفض الميه من ايدك و لو حيموت من العطش)
ينظر عمر للرساله المكتوبه و يجد نفسه يضحك رغما عنه على طفولتها فيجيبها برساله
( انا اتحركت من قدام المحل و العدسه هناك و انتى حره انا عملت اللى عليا)
تزفر فى ضيق و تردد “حجر… صخره مش ممكن مش بنى ادم بجد”
تسمعها امها و هى تسب فتقترب منها و تربت على خصلاتها الذهبيه و تسالها باهتمام “مالك يا ديچا نازله شتيمه فى مين؟”
خديجه بعصبيه “واحد معندوش دم”
تحكى لوالدتها ما حدث منذ حفل الزفاف و حتى تلك اللحظه فتضحك حياه و تردد بموده ” يا حبيبتى يمكن هو اسلوبه كده”
خديجه بغضب “بس المفروض يحسن اسلوبه شويه”
حياه بتساؤل ” و انتى مالك و ماله… واحد كسر عدسه و دفع تمنها و خلصت و لا عمرك حتشوفيه تانى متضايقيش نفسك من مفيش و تعالى سلمى على عمك طه قبل ما يمشى”
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
فى فندق الباشا بالقاهره
يجلس عدى على مكتبه يباشر الافواج القادمه فتدخل عليه سكرتيرته الحسناء ملك و التى تقف الى جواره توقع الاوراق و هى ترتدى فستان قصير يلتصق بجسدها بلون الجسم يكاد يتقطع من عليها و تبدء بالدلال و حركات الاغراء
ينظر لها عدى ببسمه خبيثه و يردد “مش حنبطل دلع و مياعه بقى”
تمتعض ملك منه فتنظر له بضيق و تردد ” كده يا عدى بيه الله يسامحك”
تحاول الخروج بغضب فيسحبها من يدها و يقف امامها بوسامته الفتاكه و ينظر لها بتركيز و يردد ” مش انا فهمتك ان مينفعش عشان احنا بنشتغل مع بعض و لو الحاجات دى دخلت فى الشغل الدنيا حتبوظ”
ملك برقه و دلال “قول ان ملكش غير فى المستورد”
يضحك عدى ضحكه عاليه و ينظر لها بمكر و يردد ” بالعكس ده انا بحب المحلى اوى و الله بس الظروف مش بتساعد ”
ليغير نبرته الرقيقه و تصبح حاده بعض الشئ و يردد “روحى شوفى شغلك و بلاش دلع”
ينظر فى اثرها و هى خارجه من مكتبه غاضبه فيضحك ضحكه خبيثه و يردد فى نفسه “لسه الحلو مستواش… فاضل له تكه”
&&&&&&&&&&&&
فى شركه الباشا للحراسات
يجلس عمر على مكتبه بمفرده فيتذكرها و يتسائل فى نفسه ” يا ترى راحت اخدت العدسه؟ ”
يظل يجلس و يفكر ماذا يفعل ايقوم بالاتصال عليها و لكن كل اتصال يعقبه عراك و اغلاق الهاتف فيظل على هذه الحاله حتى يحسم امره بالنهايه و يتصل بها فيصعق لوجود رقمه على قائمه الرفض، يتصل من الرقم الاخر و يجده ايضا على قائمه الرفض فيزفر فى ضيق و يردد بغضب
“عنيده…. متعبه ”
يخرج خارج مكتبه و يستدعى مساعده معتز و يهتف “هات موبايلك عايز اعمل منه مكالمه”
يعطيه الهاتف فيقوم بنسخ الرقم و الاتصال على الفور فتجيب بادب “السلام عليكم”
يجيبها عمر بصوت تهكمى “و عليكم السلااام”
فيكمل بسرعه فور احساسه بانها ستغلق الخط “و اوعى تقفلى قبل ما تسمعينى”
خديجه “عايز ايه؟”
عمر بحده “اخدتى العدسه؟”
خديجه باصرار “لا و قلتلك انى مش حاخدها”
عمر بضيق ” ليه العند ده كله؟…. الموضوع خلص و انتهى و ملوش داعى ابدا اللى بتعمليه ده ”
خديجه بايجاز “من فضلك انا ورايا مذاكره و امتحانات و بجد مش فاضيه فلو سمحت تقفل و تسيبنى اذاكر”
عمر برقه ” طيب من فضلك روحى خدى العدسه و اوعدك انى مش حضايقك تانى ”
تنكس خديجه راسها و تردد بخفوت ” طيب خلاص بكره و انا خارجه من الامتحان حعدى على المحل…. تمام كده و لا فى حاجه تانيه؟ ”
عمر ببسمه “لا تمام…. ربنا ينجحك”
خديجه بايجاز ” شكرا”
يغلق معها الهاتف و يعطيه لرفيقه الذى نظر اليه بتعجب و ساله بفضول ” مين دى يا عمر؟ اوعى تقول ان فى واحده فى حياتك؟”
عمر بذهول ” واحده فى حياتى؟ انت عارف ان مفيش حد و مش ناوى يكون فى حد ”
معتز ” امال مين دى؟ ”
عمر بضيق ” يا عم دى بنت فوتوجرافر و انا كسرتلها عدسه الكاميرا بتاعتها و جبتلها واحده تانيه… بس كده ”
معتز بخبث “ما هى بتبدء كده يا صاحبى”
عمر بفروغ صبر ” يا بنى اخلع و حل عنى بقى”
&&&&&&&&&&&&&
فى ڤيلا الباشا
بعد تناول العشاء يجلس الجميع بغرفه المعيشه فتنظر سميره لاخيها و تردد متسائله “ايه اخبار عبد الرحمن يا طه؟”
طه بحزن ” ادعيله يا سميره… حالته متاخره اوى ”
ليان بفضول “مين ده يا بابى؟”
طه ” ابن عمى و زى اخويا ”
سميره بضيق “و مراته و عياله كويسين؟”
طه بايجاز “ربنا معاهم يا سميره… و قفلى بقى انتى مفيش فايده فيكى بعد كل السنين دى و لسه زى ما انتى”
تنظر سميره لعمر الهادئ و تردد بغضب ” ساكت ليه يا عمر؟ عاجبك طريقه ابوك معايا؟”
عمر بضيق “يا عمتى انسى بقى، الراجل بيودع و مراته و عياله حيتيتمو”
طه بحده ” فى حد يقول كده برده يا عمر الواحد يدعى ربنا يشفيه انما يقول كده برده ”
ينظر عمر لابيه بضيق و يردد بغضب ” اسف يا طه بيه، الظاهر ان اسلوبى مبقاش عاجب حد و الاحسن انى انسحب من المناقشه دى ”
يقف بغضب و يصعد لغرفته وسط توسلات هاله ” حقك عليا يا عمر… متزعلش يا حبيبى”
عمر “خلاص يا ماما من فضلك سبينى لوحدى”
يجلس بمفرده ليتذكر حاله قبل ذلك الحادث فقد كانت شكيمته قويه على كل من حوله و كان يهابه الكبير و الصغير فيردد باسى
“بقى انا بقيت بالضعف ده؟ ليه و عشان ايه، انا لسه عمر الباشا و الكل لازم يعرف مين هو عمر الباشا”
يتمدد على فراشه لتهاجمه افظع كوابيسه بمقتل خديجه و تعذيبه و ضربه اسفله حتى نزفت اعضاءه
فلاش باك ****
الامير بقسوه “كفى يا رچال….. هاتوه عندى يقبل قدماى”
ينظر له عمر بغضب و يردد “اهون عليا اموت و لا ابوس رجل واحد قتل بنته من غير رحمه”
الامير ” انت اللى بتشيل ذنبها لانك السبب…. عشقتك و عشقها اتسبب بموتها و انت راح حتصلها”
تقترب قوات الجيش بعد ان عملت موقع معسكر التعذيب للثار منهم و لتحرير رفاقهم فتهجم القوات بقياده مهاب رفيق عمر و تستطيع تصفيه الكثير من العناصر و لكن الاوامر كانت شديده بشان الابقاء على حياه اميرهم لاهميه المعلومات التى بحوزته
مهاب بلهفه “عمر…. انت كويس؟”
عمر “ايوه، ادينى سلاح”
مهاب ” ايه النزيف ده؟ ارتاح انت و احنا حنخلص المهمه ”
يهدر به عمر بصوره كبيره و يردد بغضب و قسوه “بقولك ادينى سلاح”
يمتثل مهاب لغضب رفيقه فيعطيه سلاحه فيبدء عمر بتقفى اثر الامير حتى وصل اليه و وقف امامه يهدده ” مش قلتلك ان يومك جاى ”
الامير “انا ما بيهمنى لان اذا انا موت حدخل الچنه لكن انت رح تروح ع النار”
ينظر له عمر بغضب و لا يتمالك نفسه فيحاول مهاب ان يثنيه عن ما يدور بخلده “عمر…. القياده عيزاه حى”
عمر و قد اشتعلت النيران بداخله “و انا عايزه ميت”
فيقوم باطلاق النار عليه حتى يفرغ سلاحه من الطلقات و بعد كل طلقه يسبه و يلعنه
عمر “دى، عشان خديجه…. و دى، عشان احمد….. و دى، عشان كل زمايلى اللى ماتو و نكلتو بيهم….. و دى، عشان كل زمايلى اللى عاشو و عذبتوهم….. و دى ليا انا بقى”
يهدر به مهاب “ليه يا عمر كده؟ القياده عيزاه حى يا اخى”
عمر بغضب “القصاص…. دى كانت كلمتهم”
عوده *****
يفيق عمر من نومه يتصبب عرقا بفزع فيقف و ينظر لنفسه بالمرآه ليردد بغضب “امتى الكوابيس دى حتنتهى؟”
يقف يضرب الكيس الرملى الموضوع بغرفته حتى ينفس عن غضبه و يظل يضرب و يضرب حتى تبدء يداه بالتشقق فيصرخ عاليا بالم و هو يطيح بكل ما طالته يده فتهرول اليه هاله بفزع
هاله بخضه ” عمر… يا بنى اهدى يا حبيبى ”
يجلس على الارض فتجلس هاله الى جواره و تحتضنه و تبكى على حاله و تردد بالم “يا حبيبى… حرام عليك نفسك يا عمر و حرام عليك اللى بتعمله فى امك يا بنى انا بموت لما بشوفك كده”
عمر بانهيار “مش قادر يا امى…. مش قادر، خسرت كل حاجه شغلى و الانسانه الوحيده اللى حبتها بجد و خسرت نفسى و خسرت احساس الابوه و خسرت صاحب عمرى….. بجد مش قادر”
هاله بحنق ” الانسانه اللى حبتها دى بنى ادمه واطيه و متستاهلش دموعك ”
عمر ببكاء “لا يا امى انا مش بتكلم عن عبير انا بتكلم عن خديجه اللى ضحت بحياتها و ماتت بسببى”
هاله بحزن ” يا قلب امك… انت محبتهاش يا عمر، انت حسيت بالمسؤليه ناحيتها بس… يا حبيبى انسى يا بنى و عيش حياتك و اتجوز بقى و فرح قلبى ”
عمر بانكسار “و مين توافق تتجوز واحد حيحرمها من الامومه؟”
هاله “يوم ما تحب و تتحب حتلاقى اللى مستعده تعيش معاك على المره قبل الحلوه يا بنى”
&&&&&&&&&&&&&
فى منزل خديجه
افاقت من نومها باكرا لتذهب الى جامعتها لتاديه امتحانها و فور الانتهاء ذهبت مع رفيقاتها رنا و نورهان لاستلام عدسه اله التصوير التى تركها لها عمر
نورهان بخبث “بس طلع ذوق اوى عمر….جه لحد هنا و مطلبش انه يقابلك و دفع تمن العدسه”
خديجه بضيق “مين ده اللى ذوق، ده انسان مغرور و متعجرف و قليل الذوق”
رنا ببسمه “اه معاكى حق، انا قلت عليه كده لما شفته فى الفرح بس قوليلى يا نور هو متجوز؟”
نورهان “معرفش، بس كل صحاب مهاب متجوزين لانهم كبار يا بنتى بس معرفش عمر متجوز و لا لا”
رنا “طيب ما تسالى ابراهيم جوزك يا نور”
نورهان بفضول “ايه حكايتك؟هو عجبك ولا ايه؟”
رنا بحرج “يعنى….مز و رزين كده و شكله وقور”
خديجه بضيق و ملل من حديثهما “ما خلاص بقى….حنفضل فى سيره سى عمر طول اليوم”
تقهقه الفتيات و تتجه للمحل و فور استلام خديجه للعدسه تتنفس براحه و تردد بفرحه “كنت شايله هم شرا واحده جديده بس الحمد لله”
نورهان بسخافه “كنتى بس عماله تتنى و تتفردى على عمر و قال ايه لا مش عايزه و مش حاخدها”
خديجه بضيق “عشان اسلوبه وحش جدا بيامر اللى قدامه كانهم عبيد عنده”
رنا “حتلاقيه ظابط زى باقى الشله بتاعتهم”
خديجه بفروغ صبر “انا مروحه…اقعدو انتو بقى اتكلمو فى سى عمر ده”
تعود خديجه لمنزلها و فور دخولها تجد اعمامها و عماتها يتراصون بغرفه استقبال الضيوف و معهم ابنائهم
خديجه بخضه “فى ايه؟”
العم صفوت “ما احنا عرفنا ان ابوكى دخل المستشفى و جايين نزوره”
عبد الرحمن “خلاص يا صفوت قلتلك تعب بسيط و راح لحاله متعملش منها قضيه”
صفوت بضيق “قضيه…..يعنى نعرف من الغريب انك دخلت المستشفى و لا مراتك و لا بنتك تقول لنا”
ينظر العم جلال بغضب و يردد بحنق شديد “احنا عرفنا اللى عندك يا عبده…الواد صابر شغال فى المستشفى و شافكم و قال لنا، ازاى متقولش لاخواتك عشان على الاقل نقف جنبك يا اخويا”
عبد الرحمن “طالما عرفتو باللى عندى يبقى اكيد عرفتو ان مفيش علاج فملوش لازمه الكلام ده”
جلال بقسوه “ماشى يا عبده، بس خد بالك انت لازم تتطمن على مراتك وولادك الاول و احنا جايين انهارده عشان نطمنك يا اخويا انهم فى الحفظ و الصون”
عبد الرحمن بخوف”انا لا مراتى و لا ولادى محتاجين حد يا جلال ربنا معاهم و حارسهم ”
جلال بصرامه”ايوه بس مينفعش تسيب وليتين كده لوحدهم فى الدنيا و ابنك محمد لسه صغير ”
صفوت بتبرير”من الاخر كده يا عبده بنتك لازم تتجوز عيل من عيالنا يا ابنى يا ابن جلال ”
عبد الرحمن بغضب “و ليه بقى ان شاء الله؟ انا بنتى مش حتتجوز غير اللى تختاره هى ”
جلال ببرود “ما احنا بنقول اهو تختار لان مش حنسيب ارضنا تروح لحد غريب لازم يكون من عيله الباشا، فهمت و لا لا”
يكمل صفوت حديث اخيه المستفز و يردد بتاكيد “و ده حيحصل يا دلوقتى يا بعد ربنا ما يسترد امانته فالاحسن ليك و لينا اننا نتمم الموضوع ده فى حياه عينك”
تنظر لهم خديجه بالم و تهدر بهم بصوره عارمه و تردد بضيق “انتو ازاى كده؟ جايين تتكلمو عن موت اخوكم و كانه حاجه عاديه و كل اللى هاممكم بعد ما عرفتو حالته هو الارض متخرجش بره عيله الباشا”
جلال بصياح هادر “احترمى نفسك يا بت انتى و اتكلمى معانا كويس احنا اعمامك مش عيال صغيره قدامك”
خديجه بغل و كره “عمامى…انتو عمامى؟ عمرى ما حسيت بده و لا حسيت ان فى صله دم بينا اصلا و انسو انى اوافق على الموضوع ده”
يصفعها عمها جلال امام ابيها و كل الحاضرين فتصرخ حياه و تجرى لتحتضن ابنتها وسط صراخ جلال بشده “الظاهر ان ابوكى و امك معرفوش يربوكى كويس، بس ملحوقه يا بنت عبد الرحمن و ملكيش غيرى اللى حيربيكى”
يقف عبد الرحمن مسرعا ليحول بين ابنته و اخيه الفج و ينظر له بضيق و يردد بحنق “انا مربى بنتى كويس و عمرى ما مديت ايدى عليها و القلم اللى انت اديتهولها ده حتدفع تمنه غالى اوى يا جلال”
صفوت بمهادنه “بس يا جلال ميصحش كده…و انت يا عبده احنا جايين انهارده عشان بنتك تختار يا طارق ابنى يا محمود ابن جلال، ده حتى اختك دلال قالت على ابنها بس احنا قلنا انه مش من عيله الباشا”
يصيح عبد الرحمن باخوته و لكن يهاجمه المرض فيفتك برئته ليمتنع عن التنفس فجأه و يسقط ارضا فتهرع اليه ابنته و زوجته لمساعدته و تقوم خديجه بالاتصال بالاسعاف لنجده والدها
تذهب خديجه برفقه والدتها بسياره الاسعاف و يتبعهم اعمامها بسياراتهم لتهتف حياه وسط بكائها “اتصلى يا بنتى بعمك طه”
خديجه بضعف “حاضر يا ماما حكلمه حالا”
تتصل على الفور بعمها طه لتحدثه اثناء بكائها “ايوه يا عمى انا خديجه”
طه بخضه “مالك يا بنتى فى ايه؟”
تجيب خديجه وسط حشرجه صوتها من اثر البكاء ” بابا تعبان اوى و رايحين بيه على المستشفى ”
طه بلهفه “ماشى يا بنتى انا مسافه السكه و اكون عندكم”
بعد مرور اربع ساعات و عبد الرحمن محجوز بالعنايه المركزه يحضر طه للمشفى فيتفاجئ بوجود كل من صفوت و جلال ليردد الاخير بتعجب “طه؟!…. انت ايه اللى جابك و عرفت منين؟”
طه بجمود “مش مهم دلوقتى…..فهمونى ايه اللى حصل؟”
تقترب حياه ببكاء و تحكى له ما حدث من اعمام ابنتها فينظر طه بضيق و غل و يردد بصياح
“انتو خلاص اتجننتو، مش شايفين قدامكم غير الارض و الفلوس…ده اخوكم اللى تعبان جوه للدرجه دى قساوه قلبكم”
يخرج الطبيب ليطمأن عائلته باستقرار حالته و طلبه لمقابله طه فيستجيب الاخير على الفور
و داخل حجره العنايه يتمدد عبد الرحمن على فراش المرض و هو موصول باجهزه التنفس فينظر له طه بحزن و يردد بمرح زائف “جرى ايه يا راجل يا عجوز؟…… كل شويه حتخضنا عليك كده يا عبده”
عبد الرحمن بتعب “اسمعنى يا طه….. انا مش فاضل لى كتير و اللى شفته انهارده من اخواتى اكد لى مخاوفى انهم حيبدلوهم عشان الارض و الفلوس”
طه بحنق “انا مش فاهم….مكفاهمش اللى اخدوه، فاضل ايه تانى؟ ”
عبد الرحمن بتوسل “جوز خديجه لولد من ولادك يا طه، هم عايزين الارض متخرجش من عيله الباشا و انا حنفذ اللى قالوه….جوزها حد من ولادك اللى شايلين اسم الباشا عشان ابطلهم حجتهم”
طه بتردد” بس يا عبده….. اصل….”
يقاطعه عبد الرحمن “صدقنى ده الحل الوحيد و غير كده حيحصل زى زمان و يمكن اسوء…على الاقل خليه كتب كتاب لحد ما خديجه توصل السن القانونى و تقدر تستلم ارضها و ارض اخوها”
يفكر طه بتلك المعضله فعمر لن يوافق مطلقا على تلك الزيجه مهما كلف الامر و اما عدى فهو ليس باهل لتلك المسؤليه فماذا يفعل
عبد الرحمن بتساؤل و حيره “ها يا طه قلت ايه؟”
طه باستسلام “قلت لا اله الا الله يا عبده، انا حكلم عدى ابنى و افهمه الحكايه و هو مش حيمانع”
عبد الرحمن “بس نتمم الجواز باسرع ما يمكن عشان يحصل على حياه عينى و بكده محدش يقدر لا يشكك فى الجوازه و لا فى نواياك يا طه ”
طه بخفوت “ماشى يا عبده انا حتصل بعدى اخليه ييجى و نتمم الجواز انهارده و لا بكره و انت اتكلم مع بنتك يمكن متوافقش”
عبد الرحمن “لا من الناحيه دى اطمن، انا بنتى عمرها ما تكسرلى كلمه و لو فهمت ان دى وصيتى، حتنفذها مهما كانت
طه” خلاص يا عبده على بركه الله “

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك نبض قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى