Uncategorized

رواية راهنت عليك الفصل الثامن عشر 18 بقلم عبير فاروق

 رواية راهنت عليك الفصل الثامن عشر 18 بقلم عبير فاروق
رواية راهنت عليك الفصل الثامن عشر 18 بقلم عبير فاروق

رواية راهنت عليك الفصل الثامن عشر 18 بقلم عبير فاروق

بدأ وقت الجد اليوم مهم جداً بالنسبة للكل وصعب جداً على “هدهد” لأن عندها مقابلة مع لجنه التحكيم، وده أول لقاء والانطباع الأول بيدوم؛ خايفه يصدر منها اي خطأ والدنيا تخرب بسببها خوف ورعب متملك منها ركبها بتخبط في بعض، وايديها بتترعش حتى الميك اب مش عارفه تظبطه، “ملك” سبتها ونزلت بعد إلحاح منها أنها تسبها لوحدها، نزلت لقت الكل في حاله من التأهب والاستعداد وعلى اعصابهم، “آمر” عمال يدخن وبس، حتى “ميشو” حب يلطف الجو “آمر” ثار عليه و”آسر” راضاه وقاله يسبقهم على الشركة ومايزعلش؛ لأن الكل أعصابه مشدوده “ملك” انسحبت عندها ترتيبات في الشركه، مافضلش غير “آمر” و “أسر” والكلام بينهم مشدود “آسر” فك الصمت وبلغه:
– على فكره عمك كلمني امبارح وقال هيرجع على يوم المسابقة.
آمر رد برخامه وقرف:
-عارف ماهو بعتلي ماسيدج بكده.
استفزه الرد وشتمه بصوت واطي؛ سمعه والتفت له ويكلمه بقرف تاني:
– أه بتقول حاجه يا حضرة المحامي.
 جه يرد سمع من وراه صوت هما  عارفينه عن ظهر قلب التفت على بيقول:
– لسه زي مانتوا ناقر ونقير، ايه مابتزهقوش من الرخامه والخناق مع بعض.
-عمي
نطقها “آمر” و ابتسم وقام، و”آسر” نط من على ضهر الكرسي اللي كان قاعد عليه؛ وراح عنده و”آمر” حصله فتح لهم درعاته الاتنين على وسعها اخدهم في حضن واحد زي ما بيعمل معاهم.
“آسر” بيضحك وبيقول له:
-أي يا بوس مش هتبطل حركات العيال دي بقى، مش قولت مش جي! 
– اعملك ايه، وانت حمار بديل ازاي وأنا عضو في اللجنه اللي ريحها كمان شويه. 
– أي ده يعني أصدق اللجنه واكدبك أنت يابوس، عايزاني تدخلني في عقوق الوالدين اخس عليك. 
ضحك “سالم” و” آمر” على كلام “آسر” ودخلوا في موجه كوميدي غيرت الجو المشحونة ما بينهم، لكن انتبهوا على صفاره طلعت من “سالم” لما شاف “هدهد” نزله من على السلم بكل شياكه واناقه بي فستان رقيق وانوثة طاغية ابتسمت لحد نزولها قدامهم، وقف لها “سالم” وسلم عليها بكل ذوق، ومسك ايدها وبسها برقي رجال الأعمال، وهي كانت سعيد جداً غير العاده ممكن عشان “ملك” حكت لها عنه، وعن خفه دمه ارتاحت له من اول نظره، وفعلا يشبه “آسر” كتير حبوب وجنتل فكرت بين نفسها ليه “آمر” مش زيهم كده، وشبهته بقناه الأخبار في التلفزيون، وعمه وابنه بي موجة كوميدي، وضحكت كتييير بينها وبين نفسها، و”سالم” كمان استلطفها اوي وفضل يهزر معاها واندمجوا هما التلاته، وكأن كميتهم بقت واحده و “آمر” هيطق منهم أو بمعنى أصح منها، ازاي بتتكلم كده بأريحية مع عمه، ودي اول مره تشوفه حتى، معنى اي الكلام ده الضحك والظرافه دي كده طلعت مره واحده ليه، وضرب في عقله انها بتلاغي عمه هو كمان، اتجنن اكتر وقام اتنطر من مكانه وقالهم يلا هنتأخر على معادهم وبالفعل خرجوا كلهم. 
“آمر” لسه دراعه بيألمه، هيركب مع “آسر” اقترح عمه “سالم” ان “هدهد” تركب معاه “آمر” رفض بشده ومعرفش يبرر رفضه، واقترح على عمه انه يركب معاهم وافق وركب ورأى هو و”هدهد” واتحركوا على الشركه تحت نظرات “آمر” اللي لو طال يولع في العربيه كلها كان عملها. 
وطول الطريق “سالم” مش بيبطل كلام مع” هدهد” وبيقولها على الاسئلة اللي ممكن تتسألها من اللجنه، وهي بتسمعله بانصات، افتكرت لي لحظة “عبده” وكلامه معها اللي مفتقداه، بس حست ان “سالم” بيتكلم بحنيه وطيبه زيه بالظبط، عشان كده قلبها اتفتحله بسرعه. 
       ****************
في غرفة “صافي” قاعدة على سريرها، ضامة روحها، يمكن تعرف تداوي جروحها، قدامها صينية الأكل زي ماهي، مقربتش حتى منها، دخلت الدادا بصت عليها، وشافت حالها، قلبها وجعها، قعدت جنبها وبتسألها:
– مفطرتيش برضو ياصافي، يابنتي كده مينفعش، شوفي وشك خس إزاي، وصحتك ضعفت، بقالك كام يوم مش بتاكلي إلا اللي يعيشك ويخليكي واقفه، أنا هموت من الخوف والرعب عليكي، لو بس تقولي بتعملي في نفسك كده ليه؟ لو تفهميني ليه بتعاقبي روحك بالشكل ده؟! كنت ارتاح، أوعي تكوني عامله كده عشان آمر، والله مايستاهل حبك، ولا تسألي فيه، يغور بغروره، وربنا يعوضك واحد يحبك ويصونك، مش انتي اللي بتحبيه، سيبك منه، وشوفي حالك، أنتي زي البدر وألف من يتمنى تراب رجليكي. 
اتنهدت بوجع، وبصت ليها بعيون دامعه، عايزة تصرخ بس صوتها محبوس جواها، نفسها تطلع كل الحمل اللي شيلاه في قلبها، يمكن تهدأ من عذابها، بس مش قادره، جرحها أكبر من أي كلام يتقال، ياريتها كانت جت على “آمر” كانت بقت اهون، ومين بس من الألف دول هيقبل بواحدة زي، مكسوره، ومدبوحه بسكينة تلمه، اااه لو اقدر أقولك مكنش ده بقى حالي،  فضلت ساكته، الباب خبط فتحت، لاقته ابوها، متعجب من أنها لسه مجهزتش فسألها:
– أنتي لسه ملبستيش لحد دلوقتي؟ كده هنتأخر.
– مش هروح في حتة، مش قادرة انزل، ولا أقابل حد.
– يابنتي مينفعش، النهاردة اللجنة كلها مجتمعه، ولازم تكوني موجوده.
– يابابا قولتلك تعبانه، ارجوك سبني في حالي.
قالت كلامها بغضب، وتعب محدش عارف يفسره، قرب منها ابوها، وطبطب عليها، وقالها بنبره حانيه:
– طب خلاص متتعصبيش كده براحتك، هقولهم أنك تعبانه، بس كان في حاجة مهمه جدا عايز أقولك عليها.
– حاجة اية؟
– في عريس، كل شوية يطلبني عايز يعرف ردك، وأنا قولتله أنك تعبانه، وهو مش ساكت، اية رأيك اخليه يجي وتشوفيه؟
وعند اخر كلمه، لم تتمالك نفسها وانهارت بصوت مرتفع ودموع  ردت:
– أنا قولتلك خلاص مش عايزة اتنيل اتجوز، ولا بفكر في الجواز.
– ليه كده بس ؟! انتي لسه عايشة وحاطه امالك، واحلامك على آمر، ولسة محتفظة بالخيال والحلم، قولتلك عمر الرهان ده ما هيجيب نتيجة معاه، فوقي يابنتي ومضيعيش نفسك في وهم حبه، اللي هتندمي عليه.
بصتله والدموع نزلت من عينها بحسره وندم قالت :
– خلاص يابابا، معدتش في حاجة اتراهن عليها، سبني ارجوك، أنا مش عايزة اتجوز، ولا في دماغي لا آمر ولا غيره.
سابها والحيرة هتقتله، مش عارف اية اللي قلب حال بنته بالشكل ده، من بعد ماكانت هتموت على الجواز من آمر، فجأه رافضاه، ورفضت فكره الجواز نفسها، فاق على صوت تلفونه، رد:
– ايوة يابني، والله مش عارف أقولك اية، هي نفسيتها تعبانه خالص، ورافضه فكرة الجواز نهائي.
– طيب ممكن بس ياعمي تديني فرصة اجرب أتكلم معها، طبعاً في وجود حضرتك.
– هقولك اية يابني، أنا بس خايف تكسفك، هتعمل ايه أكتر من اللي عملته، ده أنا ابوها ومعرفتش اقنعها.
– معلش اخر محاوله، واوعدك مش هزعج حضرتك تاني.
– خلاص عدي علينا بليل، وربنا يقدم اللي فيه الخير. 
*****************
في الشركه في غرفه مجتمعين فيها كل المودلز، وكل واحده بتظبط نفسها “هدهد” بتتفرج عليهم وبس اخدت جرعه ثقه فوق الطبيعيه، كأنها واثقه من الفوز بكلمها مع “سالم” والإرشادات اللي قال لها عليها اطمنت كتير بكلامه وبثقته فيها اللي حسيتها بكلامه كان نفسها يكون “آمر” هو الدافع ويعطيها الثقه دي، “ميشو” دخل عليهم وطول ماهو ماشي وسط البنا عمال يتغزل فيهم. 
– يا دلي يا دلي على هالصبايا راح أقع، واتكعبل من هالجمال اي اي اي شو هالسمرا مثل القطه السودا (فتح طرف قميصه وتفتف جواه) تفتفتف شو يخربيتك والله رعبتيني.
البنات كلها ماتوا ضحك على لهجته، وطريقه كلامه شاورت له “هدهد” يجلها، راح لها ومسك ايدها زي عارضات الأزياء وخدها يقدمها للجنه، قلبها دق جامد، وخافت بس اول ما دخلت عيونها جت على “سالم” غمز لها بخفه ابتسمت، واتكلم بقلب جامد كل الحكام مبهورين بيها، ونظرات الاعجاب اللي اكتسبتها منهم وجاوبت على كل الاسئله حتى سؤال اللغات جاوبت بثقه، واتعجب “آمر” من اتقنها للغه واكتشف فيها جانب تاني خالص، انها قد ايه عندها القدره على إقناع اي حد إنها تكسب ثقه الجميع، اتنرفز من أعجاب اللي حواليها بيها، وجز على اسنانه وقال لنفسه أن دي الطريقه اللي بتقدر تخدع بيها الرجاله، بس أنا لأ ما تقدر تخدعني وأنا كاشف العبها كلها.
خرجت “هدهد” بتتنطط من السعاده والفرحه، بأعلى درجات بين المتسابقين، وفاضل الليفن الأخير وتخلص المسابقه. 
اللجنه بتهنأ “آمر” باختياره لممثلة الشركه تبعه “أحمد” كمان بيهنيه ويقوله متوقع لها الفوز ويبارك له مقدماً بس آثار فضول “آمر” غياب “صافي” وسأله عليه بلغه انها مريضه شويه، بس الكلام ما اقنعش “آمر” هز دماغه بتفهم ودعى لها بالشفاء ووعده انه يزورها في أقرب وقت تفهم “أحمد” بس رده انه مافيش داعي، وهي كويس وحثه انه ينتبه أكتر على المسابقه عشان يتم الفوز بجداره “آمر” مثل الاقتناع بس فهم أن “أحمد” مش عايزه يقابل “صافي”، أو يتعامل معاها وده شيئ ريحه شويه اتنهد وقال لنفسه لما يشوف أخرتها مع الست “هدهد”. 
********************
وجاء الليل بغيومه، جرس الفيلا عن “صافي” يرن، يتقدم وأحد من الخدم، يدخل رجلاً طويل القامه، لابس بدله سوداء، لمقابلة “احمد” والد صافي يمشي مع الخدم بشموخ، وثقه زايده، قعد في الصالون، حط رجل على الأخرى، بلغ الخادم بوصول الضيف، دقايق وجه  “أحمد” وعلى وجه ابتسامه، وتقدم منه وسلم:
– اهلا وسهلا ياجاسر يابني.
– اهلا ياعمي، اخبار صافي اية؟
– والله ياجاسر زي ماقولتلك في التليفون، زي ماهي، حابسه نفسها ومش بتتكلم مع حد، يادوب بس النهاردة الدادا اتحيلت عليها تخرج، وقاعده قدام البسين بقالها كتير.
– طب ممكن اروح اتكلم معاها بعد إذنك.
– حاضر يابني، ثواني اخلي حد يوصلك ليها.
جت واحدة من الخدم، ووصلته مكان “صافي” ماشي بكل جبروت، لبس نضارته الشمسيه مع أنه في عز الليل، كانت قاعدة سرحانه، بصه إلى لا شئ، تايهه في بحر احزانها، وشها حزين، دبلانه، بدون أي مكياج، قرب منها وهمس بحروف اسمها، أول ماسمعت صوته، قامت منتفضه من مكانها، ضمت نفسها، خافت للحظات، لكنها فاقت واطمنت إنها في بيتها، وانها في أمان، زعقت في وشه وقالت:
– أنت أية اللي جابك هنا؟
ليك عين توريني وشك ياحقير، ياسافل، أنت قتلت القتيل وجاي تمشي في جنازته.
– ارجوكي اسمعيني بس.
– امشي اطلع بره، وإلا والله ادخل أقول لبابا كل حاجة ولا يهيمني، كفاية اللي عملته، مش عايزة اشوفك تاني، اخرج من حياتي يامجرم، أنت حطمتني، وكسرتني.
خلع الضارة عن عيونه كانت مليانه دموع، اول ماشفها بالشكل ده ماقدرش يتحمل حالتها؛ لكنها في عيونه أجمل أميرة، اللي بيحلم بيها طول الوقت، كانت كلماتها بمثابة الخنجر داخل قلبه، بتدبحه وهو مظلوم وبرئ، عيونه لمعت بسحابه من الدموع، ركع على ركبته، ومسك ايديها، اتفاجئت من منظره، واتصدمت لما قال:
– ارجوكي، اسمعيني للمره الاخيرة، وبعدها اوعدك أنك لو مش عايزة تسمعي صوتي ولا تشوفيني، هختفي تماماً من حياتك، انتي طول عمرك نفراني، ومش بتحبيني، برغم الحب الكبير اللي بحبهولك، دايما مش شايفه حد غير “آمر” وبس، اسمعي الحكاية عشان تعرفي مين اللي بيحبك وبيعشقك، ويفديكي بروحه، وعمرك ماهتندمي.
سحبت اديها بقوة، وجلست على كرسيها، وبصتله بألم وقالت:
– حكاية اية؟، وحب اية اللي جاي تمثل بيه عليا، هو في حد بيحب واحده يدبحها زي ماعملت؟
قام من على الأرض، وقرب الكرسي عشان يكون جنبها، وقال باندفاع وحب:
– والله ماحصل حاجة؛ انتي لسة زي ما أنتي، مقربتش منك والله مالمستك.
عيونها مبرقة مش قادرة تصدقه، هز دماغه بتأكيد وكمل:
– كل اللي حصل ساعتها، كنت بجاري “كامليا”، أنا كنت عارف من البداية اتفاقك معها، وأنك عايزة توقعي “آمر” ، شوفت نظرات الغل والانتقام منها، قربت منها وعملت حاجات غصب عني أخجل اقولهالك، عشان اعرف نويالك على أية، وأجيب اخرها، دفعت ليها فلوس كتير عشان تطمنلي، بينت ليها إني عايز انتقم منك عشان رفضتيني، حسيت إنها ناوية على الغدر، لما اتصلت بيا وكنتي مغمي عليكي، كنت هتجنن، شافت الخوف في عيوني ولهفتي عليكي، لتكوني مش بخير أو عملت لك حاجه، لاقتها هددتني لو منفذتش اللي اتفقنا عليه، هتجيب الف غيري، اترعبت، عقلي مستوعبش ان ممكن حد يلمسك او ياذيكي، حتى لو محبتنيش؛ معرفتش اذيكي، شيلتك وحطيتك على السرير، كنت متأكد انها حاطه كاميرات عشان تراقبنا، شوفت واحده، قلعتك جزمتك ورمتها عليها اتكسرت، لو تفتكري لما فوقتي دورتي على الفرده التانيه (طيف في ذاكرتها فكرها فعلاً بضياع جذمتها)، وطفيت النور، وكل اللي عملته فتحت سوسته الفستان،  وجرحت ايدي عشان تصدق هي أنه حصل، وفضلت طول الليل قاعد هتجنن عشان تصحي، ولما فوقتي وقربتي مني وضربتني، كنت هقولك اطمني، بس صراخك جاب “كامليا”، وكانت واقفه على الباب، كان لازم اتقن دوري قدامها، واكسرك عشان تتأكد إني نفذت اللي عايزاه، لأن لسه في ايديها سلاح ضدك اللي هو التسجيل؛ أي كان اللي اتسجل دقيقة بس ما كنت عايز اي شيئ يأذيكي، وأنتي واقفه ومش عارفه ولا حاسة بالنار وكسرة قلبي قبلك، عمرك ماهتحسي براجل بيعشق واحده، وهي مفضله عليه راجل تاني، وياريته بيحبها، انما رافضها، يمكن لو “آمر” كان حبك؛ صدقيني كنت اتمنيلك السعاده، بس عذابي كان ضعفين ياصافي، ومش كده وبس، بعد مامشيتي دخلت بسرعه اجيب الكارت الميموري من اوضتها(وطلعه من جيبه وادهولها، مسكته ومش مصدقه عينها، انها خلاص مش تحت رحمة “كامليا” واخدت مفاتيح عربيتك، وشنطتك وبعتهملك على هنا، نزلت زي المجنون وراكي مش عارف روحتي فين دورت عليكي في كل الشوارع وفي الاخر جيت قدام بيتك وسألت الأمن قالو لسه ما جيتي، كان هاين عليا اقتل نفسي عشان اذيتك، انتظرتك كتير، بس لما شوفتك نزله من التاكسي روحي ردت فيه، كنت عايز اجري عليكي واخدكفي حضني واطمنك انك بخير، بس مالحقتش دخلتي ولو كنت قربت توقعت انك تعملي دوشه والأمن واقف ويكون في شوشره على سمعتك، وطول الفترة دي وأنا بحاول اوصل ليكي مش عارف، كلمت والدك وطلبت إيدك، عشان بحبك من كل قلبي، واتمني يجي اليوم اللي هتحسي بحبي ده، وتتأكدي أني هسعدك واحطك جوه عيوني، الحب ياصافي؛ افعال مش أقوال، وأنا دافعت عنك وحافظت عليكي، وهحافظ حتى لو هترفضي حبي تاني، أنا خلاص خلصت كلامي، وهنستنى منك قرارك مهما يطول وقتك.
كانت بتسمعه ومش عارفه تحدد مشاعرها، هل تفرح عشان الكابوس اللي عاشت فيه الأيام اللي فاتت خلص وانتهى، وهترجع لحياتها تاني، ولا تزعل من صدمتها في “كامليا”، بس اللي متأكده منه إنها فرحانه من جواها، بصت له ومعرفتش ترد، كلامه كان بصدق، والمره الأولى تحس انه فعلا بيحبها، مش مجرد أنه عايز يمتلكها، صمتت وهو قدر حالتها، وسابها، وهي فضلت تفكر كتير.
ابوها كان مراقبهم من شباك مكتبه، شاف عصبيتها، وحنية “جاسر” وركوعه قدامها، وأنه متكسفش، احترمه واتمنى بنته توافق عليه، لانه شاف حبه وسمعته كويسه، وابوه صديقه من زمان، خرج عشان يودعه، ووعده أنه يحاول معاها تاني.
روح على أمل جديد شافه في عيونها وحس بنظره فخر واعتزاز من “أحمد” اول ليله يرتاح من الحمل اللي شايله واتعهد قدام ربنا انه ينتقم من “كامليا” لو فكرت تأذيها زي ما هددته لما رفض يرجع لها التسجيلات.
******************
“صلاح” قفل الكشك واخد زي كل يوم اكل وبيره وشيلهم لرجالته وماشين وراه طلع عند بطه، وأول ما سمعت خطوة رجليهم فتحت الباب ترحب بيهم، “صلاح” شافها اتهبل أول مره يشوفها بجلابيه ملونه غير الأسود؛ اللي كانت لابساه ليل نهار ده وربطه شعرها بطرحه حمرا، صبغه خدودها خلت وشها منور، وابتسمتها الواسعه من الودن للودن، دخلوا واحد ورأى التاني وكلهم لحظوا إختلاف النهارده في استقبلهم، صلاح استني لما آخر واحد دخل وقف قصدها وسألها بمغازله:
-الله.. الله  هو انهاردة عيد ولا ايه ياجدعان.
– يوه بوجودك ياسي صلاح. 
ضحكوا الرجاله لما سمعوه وكل اتنين ضربوا كف بكف، وهزوا رؤوسهم بسلطانه بصلهم بغدر وقالهم:
– في حاجه يا رجاله؟ 
الكل سكت بكلمه واحده منه وعملوا نفسهم انشغلوا، وبيولعوا سجاير، التفت لبطه وابتسامه عريضه؛ بينه سنته الفضه، طلب منها تجهز الأكل بسرعه وحط ايده على بطنه دلاله على جوعه، قفلت الباب وقالت له هوى ويكون جاهز. 
عدى نص ساعه من الزمن، وبطه دخلت لهم الأكل والكوبيات، لزوم البيرا سهروا يكلوا ويشربوا، وضحك ولعب اُمار الفجر قرب وهم لسه قاعدين، بطه نيمت عيالها، وراحت وقفت على باب الصاله اللي قاعدين فيها، حطه ايدها في وسطها وتتكلم بدلع:
– عاايز حاجه عندك يا سي صلاح، شوف كده طلبات الرجاله. 
اتنفض من مكانه وهو بيخبط بايده على صدره:
تسلمي يا غاليه إحنا كده ميت فل وعشر. 
ميلت رأسها نحيته و وشوشته:
– بقولك ايه ماتخلي الرجاله دي تتكل، ونقعد كده نتانس مع بعض. 
“صلاح” فاتح بؤقه مش مصدق نفسه، واللي سمعه بصلها عشان يتأكد هزت رأسها بتأكيد وكملت:
-أي مالك؟ ده أنا حتى عملالك صنيه بسبوسه تستاهل حنكك. 
صلاح الفرحه مش سيعاه، والشياطين بيرفرف فوق كتافه، وعيونهم بطلع قلوب، لف للرجاله وقالهم يمشوا، وبمعني أصح جرجرهم على بره وقفل الباب وراهم، بيعدل ياقة قميصه بمنجهه؛ لقى بطه طلعه من المطبخ وشايله صنيه كبيره وبتتمايل بيها صقف صلاح ورد بصوت مسموع:
– ده احنا ليلتنا فل. 
       *****************
شقه “كاميليا” جرس الباب بيرن بستماته، وهي في سابع نومه قلقت بتنفخ بتنادي على الخدامه، مافيش حد بيرد عليها؛ افتكرت انها اجازة انهاردة قامت بنرفزه، لبست روب خفيف على قميص نومها يفضح اكتر ما يستر ماسكه رأسها من الصداع اللي اتملك منها؛ إثر الشرب والسهر رايحه ناحيه الباب فتحته وبتزعق للي بيرن بالشكل ده:
– أي جرا اي بتخبط على أموات ماتترزع تستنى لما افتح.
اقتحم الباب راجل طويل بعمر الخمسين، زقها قدامه وقفل الباب وراه رغم كبر سنه إلا وعيونه بتطق شرار اترعبت من نظراته لها خافت وسأله:
-أنت مين و عايز اي مني أنا معرفكش يا راجل أنت ؟!
رغم قوه اندفاعه عليها إلا أن الرجل ضعيف بدقنه البيضا الطويله، شعره متبعثر، هدومه قديمه متبهدله، بتدل علي انه رجل غلبان، بس مع كل ده ملامحه جامده، نيران الغضب بتحرقه وطالعه من عيونه الحمرا، قرب منها وضغط على اديها بكل قوته، بص في عينها شاف نظرة الرعب، اللي كان نفسه يشوفها من زمان، رد عليها زي أفعى بنادي فرستها للموت:
– عايزه تعرفي أنا مين؛ أنا اللي ضمرتي حياته؛ ودعستي برجلك على شرفه، أنا اللي خليتي راسه في الوحل، ومش قادر يرفعها، أنا اللي دبحتيه يافاجره. 
مرعوبه وبترجع بخطواتها للخلف وهو بيتقدم كل خطوه معاها، 
بيخرج شئ من جيبه، بتحاول تهرب منه وتجري بدون وعي، وقعت على الارض واذا فجأة…
يتبع..
لقراءة الفصل التاسع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشق ياسين للكاتبة سمسمة سيد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى