Uncategorized

رواية نيران ظلمه الفصل السابع عشر 17 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل السابع عشر 17 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل السابع عشر 17 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل السابع عشر 17 بقلم هدير نور

دخل عز الدين الى الغرفة بجسد منهك فقد ظل يقود سيارته لأكثر من 4 ساعات متواصله دون هدف محدد محاولاً خلال هذه المده تهدئت بركان الغضب المشتعل بداخله فاذا كان عاد الى المنزل وهو بتلك هذة الحاله كان سوف يؤذيها بطريقة لا يمكن ان يغفرها لنفسه ….
فمنذ معرفته باللعبة الحقيرة التى تم ايقاعه بها و هو يشعر بالنيران تتأكله من الداخل ظل طوال تلك المده التى قضاها فى القيادة يحاول الوصول الى سبب زواجها منه حتى كاد ان يتسبب فى مقتله اكثر من مرة حيث فقد السيطرة على عجلة القيادة بسبب ذهنه الشارد و قيادته السريعة المتهوره التى كان يخرج بها غضبه…
ظل يعيد فى ذهنه جميع ما حدث منذ تلك الليله التى قفز بها ذاك الحقير لغرفتها و حتى الان
متذكراً رفضها للزواج منه فى بادئ الامر و محاولتها فى اقناعه بانها بريئة لكن كل هذا ما كان الا جزء من مخططهم اللعين حتى تجعله يقع فى شباكها….
اشتد وجهه بقسوة فور ان وقعت عينيه على تلك النائمة باسترخاء فوق الفراش اقترب منها ببطئ متأملاً ملامح وجهها فمن يراها بهذه البراءه لا يمكنه ان يصدق ما فعلته به تشكلت غصة حادة بحلقه فور تذكره لحظاتهم سوياً و التى ما كانت الا تمثيلاً من قبلها طوال تلك الفترة المنصرمه فالذى كانت تحاول الوصول اليه من كل ما فعلته هو ان تجعله يقع بحبها و يصبح تحت سيطرتها لكى تتحكم به كيفما تشاء ..
قبض على يده بقبضة حاده حتى ابيضت مفاصل اصابعه عندما صدح بعقله صوت يسخر منه فقد نجحت فى ذلك بالفعل فقد كان حتى هذا الصباح لو كانت طلبت منه ان يكتب لها كل ما يمتلكه فلم يكن سيتردد لحظة واحدة فى ان يفعل ذلك حتى يجعلها فقط سعيدة لقد عشقها حد الجنون بل اصبحت الهواء الذى يتنفسه شعر بالدموع تلسع عينيه لكنه قاومها بقوة…بينما اخذت النيران تضرم بصدره من جديد فقد اصبح مغفلاً على يدها لعبه تتحكم بها كيفما تشاء…
غصه حادة ضربت قلبه فور تذكره ان كل ما عاشوه سوياً لم يكن الا من ضمن مخططها ولم يكن سوا خداع من قبلها اطاح بغضب الادوات الموضوع فوق الطاولة المجاورهكة للفراش و هو يصرخ بالم وقد اعماه غضبه الذى سيطر عليه…..
انتفضت حياء فازعه من نومها على صوت صراخ عز الدين الحاد اضائت على الفور المصباح الذى بجوار فراشها واضعه يدها فوق صدرها الذى كان يعلو و ينخفض بينما تكافح لالتقاط انفاسها بذعر لكن فور ان وقعت عينيها فوق عز الدين الذى كان يقف بجانب الفراش بوجه قاتم حاد نهضت مسرعه نحوه وقد تأكلها القلق عليه خاصة فور رؤيتها للاشياء المبعثره بارضية الغرفة
=عز ايه حصل… ؟!
تنفس عز الدين بعمق محاولاً تهدئت الغضب الذى لا يزال يعصف بداخله حتى لا يقوم. بالاستداره نحوها و خنقها بيديه كارهاً تصنعها للبرائه امامه بهذا الشكل اجابها بجفاف
=مفيش حاجة…
اقتربت منه واضعه يدها فوق ذراعه قائلة باقتضاب وقلق مراقبه الانفعالات الحاده التى تمر فوق وجهه
=مفيش ازاى….مالك يا عز فى ايه ؟!
ازاح يدها من فوق ذراعه بحدة وهو يتمتم بغضب
=قولتلك مفيش …
ليكمل وهو يتجه نحو الحمام بوجه متصلب حاد
=روحى كملى نومك…
جلست حياء باحباط فوق الفراش تراقب اختفاءه بالحمام شاعره بالحيرة و هى تضطلع بصدمه الى الاشياء المبعثرة فوق ارضية الغرفة و التى بالتأكيد قام هو ببعثرتها فى وقت سابق لكنها لا تعلم ما الذى اصابه.زز
اعتدلت فى جلستها عندما رأته يخرج من الحمام و يتجه نحو الفراش يستلقى فوقه بصمت اقتربت منه ببطئ محاوله معرفة ما به قائله بصوت منخفض اجش
=مالك يا عز ..؟! طمنى عليك متسبنيش قلقانه كده….
لتكمل عندما لم يجيبها و ظل وجهه على حدته
=طيب لو فى حاجة مضايقاك تقدر تحكيلى..و نفكر سوا و هنلاقى لها حل اكيد
ابتسم عز الدين بسخرية على حنانها الزائف هذا متمتماً بحده لاذعه مزيحاً يدها التى كانت تستند فوق صدره بحده مرمقاً اياها بنظرات قاسية
=هو انا مش قولتلك مفيش حاجه …ايه بقى لزمته الرغى الكتير ده
ثم ادار لها ظهره بحده..لكن سرعان ما التفت اليها مرة اخرى متفحصاً اياها بنظرات ثاقبة قبل ان يتمتم بهدوء
=هو انتى ليه مقبلتيش هديه داوود الكاشف..؟!
مر الارتباك فوق وجهها قبل ان تتمتم بعدم فهم
=و اقبلها ليه مش فاهمة…. ؟!
اجابها بتهكم و هو ينظر اليها بنظرات استهجان
=يعنى المفروض انه قالك انها هدية جوازك…و هدية تتعدى ال5 مليون جنيه رفضتيها ليه…؟!
اجابته حياء بهدوء و قد اربكها سؤاله هذا
=علشان انا معرفوش..بعدين هقبل هديه ب5 مليون من واحد ليه……
لتكمل بحيرة وهى تقضب حاجبيها
=هو فى ايه يا عز بالظبط..؟!
ظل عز الدين يتفحصها عدة لحظات قبل ان يوليها ظهره مرة اخرى وهو يجيبها بجفاف
=مفيش حاجة نامى…
صاحت حياء بحدة و قد نفذ صبرها
=هو كل اللى عليك نامى…نامى
ما تفهمنى فى ايه …و مالك مقلوب كده ليه….
لتكمل بصوت منخفض و رجفة من الذعر تمر اسفل عمودها الفقرى عندما لم يجيبها
=هو داوود ظهر تانى ..؟!
اجابها بقسوة
=لا…
ليكمل بجفاف لاذع وهو يجذب الغطاء فو جسده
=لو انتى مش حابه تنامى فانتى حره بس ممكن تسبينى انا انخمد
ظلت حياء متجمدة بمكانها تضطلع الى ظهره الذى يوليه لها لأول مره منذ زواجهم باستثناء تلك الليلة التى كان غاضباً بها منها شاعرة بقبضة حادة تعتصر قلبها بقسوة
تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها مرفرفه لرموشها المبلله محاولة كبت دموعها وعدم اظهار تأثرها بمعاملته القاسيه تلك..
استلقت بصمت فوق الفراش بصمت مغلقه الضوء الذى بجانب فراشها لتغرق الغرفة سريعاً فى عتمه تشبه العتمه التى اصبحت بداخلها..
فى اليوم التالى….
كان كلاً من سالم وتالا جالسين باحدى المطاعم يتناولون طعام الغداء وضعت تالا قطعه من اللحم بفمها وهى تتمتم بحماس
=هااا و عز لما سمع كلامه ده عمل ايه ..؟!
اجابها سالم وعينيه تلتمع بالنصر
=لو كنت شوفتى وشه وقتها كانت حياء ممكن تصعب عليكى من اللى ممكن يعمله فيها….
ضحكت تالا بسخرية
=تصعب عليا…ده انا لو طولت اولع فيها حيه هعملها…..
زفر سالم و هو يضع الشوكه بفمه يمضغ طعام ببطئ قبل ان يتمتم بهدوء
=احنا دلوقتى هنعقد و نتفرج….عز استحاله يعدى اللى هى عملته
ليكمل و عينيه تلتمع بالشماته والفرح
=خصوصاً وانه اتفضح قدامى انا و ياسين و طلع قدامنا انه غبى و وقع فى فخهم بكل سهوله يعنى مفرقش عنى كتير….
هتفت تالا وهى تضع شوكتها بصخب فوق الصحن متجاهله حديثه عن نصره ذلك
=بس يعنى مشوفناش ولا سمعنا حاجة لحد دلوقتى …و اهى مرزوعه زى القردة فى البيت ولا كأن حاجة حصلت
اجابها سالم بثقة وهو يشير بيده كعلامه للتراوى
=مش لازم يبقى قدامنا………
ليكمل وعينيه تلتمع بالغل
=بعدين كفاية عندى اوى ان نظرة السعادة اللى كانت على طول بتلمع فى عينيه من يوم ما اتجوزها انطفت………..
ليكمل بهدوء وهو يرتشف من كوب الماء ببطئ
=بعدين متقلقيش لو لقناه محتاج زقه كمان علشان ننهى جوازهم ده خالص هنعملها….
هتفت تالا و قد التمعت عينيها بالسعادة
=فى حاجه فى دماغك مش كده..؟!
اومأ لها بصمت هازاً رأسه بالايجاب
امسكت تالا بيده متمتمه بلهفه
=طيب عرفنى هتعمل ايه تانى ؟!
سحب سالم يده قائلاً ببرود
=لما يجى وقتها نطمن الاول اذا كان خطتنا الاولى ماشيه زى ما احنا عايزين ولا محتاجين نضيفلها شويه بهارات من عندنا علشان نخلص على الليله دى خالص
ضحكت تالا بصخب وهى تتمتم من بين انفاسها اللاهثه
=ده انت دماغ يا سالم وانا اللى كنت مستقليه بك
صاح.سالم بحده و هو يضرب الطاوله بيده بغضب مما جعل جميع من بالمطعم يلتفتوا اليهم
=مستقليه بيا..! قصدك ايه بالظبط ؟!
تمتمت تالا سريعاً محاوله تفادى غلطتها
=مقصدش حاجة يا بنى مالك فى ايه….اهدى
ثم تصنعت انشغالها بالارتشاف من كوب العصير محاولة تفادى غضبه فهى تعلم عقدة النقص التى يعانى منها و التى سببها تفوق عز الدين عليه منذ الصغر لذلك كانت تضغط على هذه العقدة كل فتره حتى تطمئن انه سينفذ ما تريده…
كان عز الدين جالساً بمكتبه الخاص بمنزله شارد الفكر فلازال عقله يرفض تصديق بانه قد تم ايقاعه بهذا الشكل من قبل حياء و والدتها فقد ظل قلبه الاحمق طوال ليلة امس يبحث عن شئ يبرر لها ما فعلته به ..لكن للاسف لم يجد حتى انه تذكر يوم رفضها الزواج منه فى بادئ الامر لكنه للاسف تذكر كلمات والدتها معه بعد ان ترك غرفتها و التى لم تكن الا سوا جزء من خططتهم ايضاً فقد اخذت تتحدث عنها بافظع الاشياء حتى تجعله يفكر بانه لا يوجد حل اخر يمكن انقاذ به الوضع سوا ان يتزوجها فقد كانوا متأكدين بانه سوف يوافق بسبب جدته التى ما ان تعلم ما فعلته حياء لن تتحمل الامر خاصة بعد ما فعلته عمته مريم بالماضى فقد قاموا بتكرار الماضى حتى يجبروه على الزواج منها…….
زفر عز الدين فاركاً وجهه بغضب وقد اخذ عقله يدور فى دوائر مفرغه محاولاً الوصول الى مبتاغها من هذا الزواج فاذا كان المال هو كل ما يهمها من زواجها منه لما لم تطلب منه اى شئ حتى الان فقد مر على زواجهم اكثر من 4 اشهر حتى الان ولم تطلب جنيهاً واحداً لنفسها..
افاق من شروده هذا على صوت طرق خفيفاً فوق باب غرفة مكتبه لتدخل بعدها حياء الى الغرفة بخطوات بطيئة متمهلة شعر بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا فور رؤيته لها….
وقفت امامه قائله بصوت منخفض
=عز كنت عايزه اتكلم معاك…
جلست فى المقعد الذى امام مكتبه ثم التفت نحوه متمتمه بصوت مرتجف
=عز …انا عايزة اعرف مالك انت من امبارح متغير…..انا عملت حاجه زعلتك منى ؟!
لتكمل باحباط عندما ظل وجهه جامد لم يبدى اى ردة فعل
=طيب فى مشاكل فى الشغل او حاجة تانية مضايقاك
زفرت حياء بحنق عندما لم يجيبها مرة اخرى فقد ظل ينظر اليها بعينين خاويه من المشاعر
لتكمل بصوت مرتجف بشدة وقد بدأت فى الانتحاب بصمت
=فاهمنى يا عز علشان خاطرى فى ايه مضايقك…؟!
انقبض صدره بألم فور رؤيته للدموع التى اغرقت وجهها رغب بشدة بالالتفات وجذبها بين ذراعيه حتى يهدئها و بالفعل كان يهم بالنهوض و الذهاب اليها لكنه تجمد بمكانه معنفاً ذاته بشدة على ضعفه نحوها بهذا الشكل اشتعل الغضب بداخله مجدداً عندما ادرك كم اصبح ضعيفاً اى اصبح لعبة تسيطر عليها بيدها كما كانت تريد بالضبط قبض على يده بقوة حتى ابيضت مفاصل يده متمتماً بصوت حاد
=انا عندى شغل و مش فاضى لكلامك ده…اطلعى برا
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك بينما اخذ صدرها يعلو و ينخفض و هى تكافح لالتقاط انفاسها تمتمت من بين انفاسها اللاهثه بصوت مرتجف
=انت بتطردنى يا عز…؟!
لم يجيبها والتفت مبعداً نظره عنها متناولاً ملفاً كان امامه متصنعاً تفحصه محاولاً تجاهل الضعف الغريب الذى استولي عليه عندما نهضت واقفة ببطئ تنظر اليه بحسره و الم و عينيها مغرورقتين بالدموع متجهه نحو باب الغرفة الذى فتحته و خرجت منه بهدوء….
اسندت حياء جبهتها بضعف فوق باب مكتبه فور خروجها تنتحب بصمت لكنها انتفضت فازعه عندما سمعت صوت تكسير حاد ينبعث من مكتبه وضعت يدها فوق مقبض الباب ترغب بالدخول مرة اخرى لتطمئن عليه …لكنها تراجعت فى اخر لحظه خوفاً من اهانته لها مجدداً لكن عندما سمعت صوت صرخته الحاده وصدح صوت تكسير اخر بالغرفة اندفعت لداخل الغرفة على الفور دون تفكير فى اى شئ.لكنها تجمدت بمكانها فور رؤيتها للغرفة التى تحولت رأساً على عقب فقد اصبح كل شئ بها شبه محطماً بينما كان عز الدين واقفاً يلهث بقوة وقد اصبح مظهره مبعثراً صاح بشراسه عندما لاحظ وجودها بالغرفه مرة اخرى
=مش قولتلك اطلعى برا….
وقفت حياء تراقبه باعين متسعه لا تدرى ما يجب عليها فعله لكنها انتفضت فازعه عندما صاح بغضب
= اطلعى برا…بقولك
تحرك مقترباً منها بخطوات متواعده عندما وجدها لازالت متسمره بمكانها و عيناه تشعان بالغضب عليها مما جعلها تتراجع بذعر الي الخلف…لكن تجمدت خطواته عندما لاحظ الذعر الذى ارتسم على وجهها زفر ببطئ متمتماً بصوت منخفض لم يصل الى مسمعها و هو يمرر يده بين خصلات شعرت باحباط
=اطلعى…اطلعى قبل ما أذيكى و أذى نفسى معاكى
ارتجفت حياء بخوف فور رؤيتها للقسوه التى التمعت فى عينيه و تحفز عضلات صدره و التى كانت تشير بانه علي الحافه مما جعلها تلتفت مغادرة الغرفة دون ان تنطق بحرف واحداً…
بعد مرور 4 ايام..
كانت حياء جالسة بالحديقه تحمل بين يديها كتاب تحاول قرأته لكن عقلها كان شارداً كالعاده فى حال عز الدين الذى تغير معها كثيراً فمنذ ذلك اليوم الذى قام بطردها به من مكتبه و قد اصبح حاد الطباع معها اكثر من قبل كما لم يعد يتحدث معها مطلقاً و هى ايضاً منذ ما فعله لم تحاول محادثته مرة اخرى باستثناء مره واحدة فقد انتظرت ان يمر يومين حتى يكون هدأ تماماً وعندما همت بان تسأله بهدوء ما به اجابها بجفاف كعادته ففضلت من بعدها ان تصمت حتى يهدأ ويتحدث هو من تلقاء نفسه فهى تعلم بانه يوجد شئ يضايقه فقد لاحظت انه اصبح شارد الذهن دائماً كما اصبح جسده انحف من قبل قلبها يتألم عليه ترغب معرفة ما به والتخفيف عنه لكنه لا يعطيها فرصة لذلك …
كما اصبح يعود كل ليلة بوقت متأخر يصل احياناً الى انه يقضى الليل باكمله بمكتبه … و كل ليلة يولى لها ظهره بالفراش فالذى كان لا يستطيع ابعاد يده من فوق جسدها اصبح ينفر منها لا يطيق لمسها..و كلما حاولت الاقتراب منه يبتعد عنها كما لو انها قامت بلدغه..
انحدرت دمعه فوق وجنتها لكنها قامت ازالتها سريعاً مرفرفة بعينيها بقوه حتى تبعد الدموع المحتقنه بداخلها عندما رأت تالا تقترب منها جلست بذات الطاولة التى تجلس بها حياء دون ان توجه اليها كلمه واحدة لتقم بتجاهلها بالمقابل هى الاخرى…
نهضت حياء بعدة عدة لحظات تلملم اشيائها من فوق الطاولة عندما سمعت تالا تهتف قائلة ببرود
=هو عز صحيح فين يا حياء معتش حد يعنى بيشوفه خالص ؟!
تجمدت يد حياء التى كانت تهم بتناول هاتفها من فوق الطاولة زفرت ببطئ وهى تتناول اياه مقررة تجاهلها ملتفته لكى تعود الى داخل المنزل لكنها تفاجأت بتالا تهمس بسخرية لاذعة بالقرب من اذنها و قد اصبحت تقف خلفها تماماً
=ايه زهق منك….طفشتيه ؟!
التفتت اليها حياء تنظر اليها بحده لتكمل تالا بمكر
=و لا شاف غيرك لما اكل من الصنف كتير و زهق….
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماتها تلك اعتصرت يدها فى قبضة حادة حتى ابيضت مفاصلها وهى تتمتم من بين اسنانها بحده
=بقولك ايه يا تالا ما تحاولى كده تبلعى ريقك و تخسرى خالص بس ابقى حاسبى و انتى بتبلعيه تموتى فيها اصله كله سم زيك
هتفت تالا بغل وهى ترمقها بقسوة
=متحاوليش تمثلى انه مش فارق معاكى كلنا ملاحظين طريقته معاكى و انه بقى مش طايق حتى يشوف خلقتك….صحيح هتهمه ليه واحده رخيصة زيك و بتاعت رجاله وسخه……
لم تشعر حياء بذاتها الا و هى تصفعها بقوة فوق وجنتها مما جعل رأس تالا يطيح للجه الاخرى من شدة الصفعة
هتفت تالا بغل هى تمسك بذراع حياء تعتصره بقوة بيدها متجاهله صرخة الالم التى انطلقت منها غارزه اظافرها به اكثر حتى شعرت حياء بان اصابعها وصلت الى عظام ذراعها
=انتى بتمدى ايدك عليا يا زباله يا واطيه و دينى ……
لكنها سرعان ما تركت ذراعها مغيرة نبرة صوتها الى الانتحاب متصنعه البكاء فور رؤيتها لفريال تقترب منهما اخذت تصيح بهستريه حاده
=بتضربينى….ليكى حق تعمل فيا اكتر من كده…..
هتفت فريال و هى تقترب منهما و عينيها مسلطة فوق ابنة شقيقتها المنتحبه
=فى ايه يا تالا بتعيطى ليه ؟!
همست تالا بضعف مصطنع و هى تزيح يدها من فوق وجنتها حتى تظهر احمرارها لها
=حياء ضربتنى….شوفتى يا خالتو ….انا خلاص مبقاش ليا ان اعيش هنا مادام وصلت للضرب بس لها حق ما كله فاكرنى يتيمه و ماليش حد يدافع عنى….
لتكمل و هى تركض مغادرة المكان وهى تزداد فى الانتحاب
=الله يرحمك ياماما.. سبتينى ليه بس….
كانت فريال تتابع مغادرتها تلك بعينين دامعه…لكنها فور ان التفتت الى حياء اخذت تضطلع اليها بحقد وقد اشتعل الغضب بداخلها فور سماعها كلمات تالا حول وحدتها و وفاة شيقيقتها الذى يعد اكبر نقطه ضعف بحياتها
صاحت بغضب وقد استفزها اكثر برود حياء التى كانت تتابع كل ما يحدث و على وجهها تعبير ساخر
=هى خلاص حصلت انك تمدى ايدك عليها……فاكره ايه محدش هيقولك بتعملى ايه……
تمتمت حياء بهدوء و هى تهز كتفيها بعدم اكتراث
=هى اللى بدأت الاول…بنت اختك انسانه مش طبيعيه و لو انتى مش شايفه ده يبقى ….
قاطعتها فريال بقسوة مرمقة اياه بنظرات حاده نافره
=انتى قليلة الادب ….و كان لازم امنع ابنى من المصيبة اللى ارتكبها فى حق نفسه يوم ما قبل انه يتجوزك بعد فضيحتك
اشتعلت النيران بداخل حياء لكنها تنفست بعمق قبل ان تجيبها بحده لاذعه و هى تضغط على كل حرف من حروف كلماتها بغضب و قد التمعت عينيها بقسوة
=انا مش قليلة الادب …و ياريت تتكلمى بطريقه كويسة…انا بس محترمة انك مرات عمى مش اكتر علشان كده مش هرد على كلامك ده بالرد المناسب…
اخذت فريال تصيح بهستريه
=الرد المناسب ايه هتشتمنى انا كمان ولا هتضربنى ما خلاص محدش مالى عينك و ماشيه تطيحى فى الكل لا و بتعلى صوتك عليا كمان عليا…..
دخل عز الدين الى الحديقة فور سماعه صوت الصراخ الذى وصل الى مكتبه…
اقترب عز الدين و هو يهتف بحدة
=ايه الزعيق ده.. فى ايه… ؟!
التفتت اليه والدته وهى تنتحب بشدة مقرره عدم ذكر تالا بالموضوع حتى لا يأتى فى صف زوجته ككل مرة
=مراتك يا عز بيه بتعلى صوتها وبتقل ادبها عليا
لتكمل بهسترية و هى تضع يدها فوق قلبها
=ما….لها حق ما بعد ما قلت ادبها على تالا و قدامنا كلنا ومحدش كلمها نص كلمه ولا قالها حتى عيب ولا بتعملى ايه … تعمل فينا اكتر كده لا و وصلت بها انها تقل ادبها عليا خلاص بقيت ملطشة لحتة عيله..
لتكمل بحدة من بين شهقات بكائها المصطنعه
=و كل ده بسبب دلعك فيها افتكرت خلاص انها بقت قادره على الكل تعمل اللى هى عايزاه براحتها فينا ما عز بيه …ابنى بقى سيبلها الحبل على الاخر
اشتعل الغضب داخل عز الدين فور سماعه كلمات والدته تلك و التى ضغطت على عمق جرحه الذى يحاول مداوته….
حتى الجميع اصبحوا يعلمون انه اصبح لعبه بين يديها مرر يده بغصب بين خصلات شعره بغضب وهو يرى انتحاب والدته يزداد بقوة
شعر بقبضة حاده تعتصر قلبه فور رؤيتها تبكى امامه بهذا الشكل..
اقترب من حياء التى كانت واقفة تتابع المشهد بوجه جامد خالى من التعبير وعندما اصبح.بالقرب منها همت بشرح له ما حدث لكنها شعرت بالصدمه ما ان امسك بيدها وقام بدفعها بحده نحو والدته متمتماً من بين اسنانه بغضب
=اعتذريلها….
وقفت حياء جامدة بمكانها مقررة عدم تنفيذ امره ذلك خاصة و انه قد حكم عليها دون ان يسألها عما حدث او يستمع اليها لكنها انتفضت فازعة بقوة عندما صاح بغضب و هو يضغط على يدها بقوة
=قولتلك اعتذريلها ….
نزعت حياء يدها من قبضته بحده قائلة بهدوء وهى تضطلع اليه باعين محتقنه بالدموع
=حاضر…يا عز هعتذرلها
ارتسم الرضا فوق وجهه و هو يراها تقترب من والدته التى كانت لا تزال جالسة تنتحب فوق المقعد تتمتم بصوت ضعيف هادئ
=انا…انا اسفة لحضرتك يا طنط……
لتكمل حياء بحدة و هى تنظر اليهم بتحدى
=اسفه لانى مردتش على حضرتك بالرد المناسب و اللى كان يليق على كلامك معايا…….
ثم فرت من المكان هاربه تركض نحو الداخل متجاهله صوت عز الدين الحاد الذى كان يهتف باسمها بغضب اهتز له ارجاء المكان ….
دفع عز الدين باب الغرفة يفتحه بحدة ضارباً اياه بالحائط مما جعل حياء الجالسة فوق الاريكة تنتفض فازعه بمكانها لكنها اعتدلت فى جلستها بهدوء يعاكس ما يعتمر بداخلها من ذعر تضغط يدها بقوة فوق الوسادة التى بين يديها فى محاولة ان تستمد الشجاعة منها لكى تثبت بمكانها و هى تشاهده يقترب منها بعينين تطلقان الشرار…
جذبها بحدة من فوق الاريكة حتى اصبحت تقف على قدميها
امامه زمجر بشراسه من بين اسنانه بكلمات متقطعه ينبثق منها الغضب
=هتنزلى قدامى حالاً وهتعتذريلها و رجلك فوق رقبتك….
قاطعته حياء تتمتم بحده و اندفاع
=مش هعتذر يا عز ….ولو هتموتنى مش هعتذر…. انت فاهم
ظل يحدقها عدة لحظات بنظرات تشتعل بها النيران قبل ان يتمتم من بين انفاسه الحارقه
=انا سكت عليكى كتير…يمكن فاكره علشان عديتلك يوم ما بهدلتى تالا قدامنا انه خلاص هتبهدلى فى الكل براحتك
و عز العبيط هتضحكى عليه بكلمتين و حركتين من بتوعك والموضوع هيعدى زى كل مرة
تمتمت حياء بصدمة و قد شحب وجهها بشدة
=حركتين من بتوعى …؟!
اكمل عز الدين هاتفاً بقسوة متجاهلاً كلماتها تلك وقد برزت عروق عنقه بحده
=بس المرة دى حسبتيها غلط…علشان كده هتنزلى و هتعتذريلها غصب عنك… فاهمة
همست حياء بقسوة و هى تنظر بعينيه بتحدى وقد المتها كلماته تلك حيث اظهرها كما لو كانت العنصر الشرير بالمنزل
=مش هعتذر يا عز..و لو عملت ايه مش هعتذر…انا مغلطتش فى حد علشان اعتذر
رمقها عز الدين بقسوه متمتماً بسخرية لاذعه
=ما المشكلة انك مبتحسيش انك بتعملى اى حاجة غلط كل القرف اللى فى حياتك ده وشايفة انك صح و مش غلط..
ارتجفت حياء من قسوة كلامته تلك
تضطلع نحوه بالم و حسرة لكنها هزت رأسها بقوة ترفض ان تظاهر له كم المتها كلماته تلك قائلة بهدوء وهى تعقد يدها فوق صدرها محاوله ان تخبئ ارتجاف جسدها عنه
=اللى عايز تعمله اعمله انا مش هعتذر لحد..
احكم قبضته فوق ذراعها بقسوه يجرها خلفه نحو باب الغرفة وهو يهتف بحدة
=الظاهر انى فعلاً دلعتك لدرجة انك بق……
لكنه ابتلع باقى جملته عندما انطلقت صرخة متألمة منها التفت نحوها بحدة قائلاً و هو يضطلع اليها بغضب
=بتصرخى ليه ؟! اعتقد انى ملمستكيش علشان تصرخى بالمنظر ده …ولا انتى التمثيل بقى فى دمك خلاص….
نفضت حياء ذراعها من يده قائلة بصوت مرتجف و قد المتها قسوته معها التى لم تعتادها منه فهى لا تعلم كيف اصبح بهذه القسوة اهذا الذى كان لا يتحمل رؤيتها تتألم حتى لو كان الم تافه لا يذكر ابتلعت الغصه التى تشكلت بحلقها قائلة بصوت مرتجف
=انا مش بمثل يا عز بيه……..
لتكمل وهى تثنى ذراع قميصها للاعلى ليظهر له ذراعها المكدوم بشدة حيث كانت اثار اصابع واظافر تالا لازالت به….
=دراعى فعلاً واجعنى….
شعر عز الدين بكلمه حاده بصدره فور ان رأى ذراعها مكدومه بتلك الطريقة حيث كانت هناك اثار اصابع مطبوعة عليها و اظافر حادة قد غرزت بها و التى يعلم جيداً بانها بالتأكيد ليست اصابعه….
امسك بذراعها بين يديه على الفور متمتماً بحده وهو يشير برأسه نحوه
=مين اللى عمل فى دراعك كده ؟!
نفضت يده الممسكه بذراعها مبعده اياه عنها و هى تتمتم بحدة لاذعه
=روح اسال مامتك و هى تقولك
وقف متجمداً بمكانه عدة لحظات تتسلط نظراته المشتعله فوق ذراعها المكدوم قبل ان يترك الغرفة بخطوات غاضبة صافقاً الباب خلفه بحده افزعتها….
دخل عز الدين الى غرفة الاستقبال ليجد والدته التى كانت جالسة فوق الاريكه تهز قدميها بانفعال مبالغ به تنتفض واقفة فور رؤيتها له يدخل الغرفة تضطلع الى خلفه بنظرات أمله لكنها تمتمت بغضب فور تأكدها بان حياء لم تنزل معه
=فين مراتك يا عز …هى دى اللى هتجيبها وتعتذرلى خلاص مبقا…..
قاطعها عز الدين بحدة
=قبل ما اسمع كل كلامك ده….اعرف الاول مين اللى بهدل دراع مراتى بالشكل ده
هتفت فريال بغضب و هى تتراجع الى الخلف تجلس مرة اخرى بمقعدها
=دراعها ايه محدش لمسها….
لكن شحب وجهها بشدة فور تذكرها رؤيتها لتالا و هى تمسك بذراع حياء عندما كانت تقترب منهم بالحديقة تنحنحت بقوة محاولة عدم اظاهر شئ لعز الدين الذى كان يرمقها بنظرات ثاقبه حادة كنظرات الصقر تتمتم بارتباك
= تلاقيه فيلم من افلامها…..
صاح عز الدين بغضب و هو يضرب بيده فوق الطاولة التى تنتصف الغرفه بقوة
=فيلم ….؟! حياء دراعها كله ازرق
ليكمل صائحاً بشراسه
=مين اللى عمل فيها كده…؟!
صدح صوت جدته دريه التى هتفت و هى تدخل الى الغرفة قائلة بحدة
=انا هقولك يا عز…
اقترب منها عز الدين على الفور متناولاً يدها مساعداً اياها على الجلوس على احدى المقاعد قبل ان تكمل بصوت حاد لاذع
=تالا اللى عملت فىحياء كده..
صاحت فريال تقاطعها بانفعال
=تالا مالهاش ذنب …هو انتى كنت موجودة يا نينا اصلاً علشان تقولى كده…..
صاحت دريه بقسوة و هى ترمقها بنظرات حاده لاذعة
=جرى ايه يا فريال فكرك علشان تعبانه و قاعده معظم الوقت فى اوضتى مش هعرف اللى بيحصل ف البيت حوليا ولا ايه دبت النمله بتوصلى وانا فى مكانى…..
لتكمل باصرار وهى تضطلع اليها بقسوة
= و ايوه بنت اختك اللى عملت فى حياء كده بعد ما بهدلتها وشتمتها كمان…..
هتفت فريال وهى تقترب من عز الدين الذى كان واقفاً بجسد متجمد يثور الغضب بداخله كالبركان
=هى ..هى عملت كده علشان حياء ضربتها بالقلم الاول يا عز صدقنى…
قاطعتها دريه بسخرية و هى تضرب بعكازها بالارض بغضب
=وياترى حياء ضربتها ليه يا فريال …مش علشان بنت اختك قليلة الادب قالتلها انها رخيصة و بتاعت رجاله….
اهتز جسد عز الدين بعنف كمن ضربته الصاعقة فور سماعه ذلك صاح بصوت غاضب اهتز له ارجاء المكان متجاهلاً والدته التى اخذت تبرر تصرف ابنة شقيقتها
=انصاااااااف
دخلت انصاف الغرفة على الفور وهى تتجنب النظر الى فريال التى كانت ترمقها بنظرات حاده فقد كانت تعلم بانها من اخبرت دريه بكل ما حدث فهى من كانت تقف بالحديقه وقت حدوث المشكلة بين حياء و تالا…
=اطلعى اندهيلى تالا….
ليكمل وهو يصيح بغضب عندما وجدها لازالت واقفة بمكانها
=بسرررعه اخلصى …
هرعت انصاف مغادرة الغرفة سريعاً تنفذ ما امر به بعد ان اومأت برأسها بصمت….
ِ
دخلت تالا الى غرفة الجلوس تمتم بصوت ضعيف متصنعه الحزن ظناً منها بان الجميع متعاطفاً معها بعد التمثليه التى قامت باداءها امام خالتها اكبر نصير لها فى هذه الحياة
=ايوه يا عز…؟!.
لكنها شهقت فازعه تتراجع الى الخلف بذعر عندما اندفع نحوها ممسكاً ذراعها بقسوة يلويه خلف ظهرها بقوة مؤلمة و هو يتمتم من بين اسنانه بغضب
=مرااااتى…مش بتاعت رجاله و لا رخيصه
كان يزيد من لويه لذراعها عند نطقه لكل كلمه متجاهلاً صراخها المتألم
ليكمل من بين اسنانه بشراسة متجاهلاً هتاف والدته التى اندفعت نحوهم محاولة منعه عما يفعله
=مراتى اشرف منك…و من مليون واحدة من عينتك ….فاهمة
ثم دفعها بحده جعلتها تسقط بقوه فوق الاريكة بجسد مرتجف
اخذت تتصنع البكاء وهى تضم ذراعها نحو صدرها تتمتم من بين شهقات بكائها الكاذبة
=والله يا عز ما قولتلها حاجة هى اللى…..
قاطعها عز الدين صائحاً بشراسة
=اخرسى….و مش عايز اسمعلك حتى نفس
ليكمل بقسوة وهو يرمقها بنظرات نافره غاضبة
=انتى معتش ليكى قاعد في البيت ده تلمى حاجتك و تمشى من هنا فوراً
صاحت فريال بذعر
=و تروح فين يا عز دى من و هى صغيرة عايشه معانا هنا
اجابها عز الدين بحدة لاذعه وهو لا يزال يضطلع نحو تالا بنظرات قاسية بثت الرعب بداخلها
=ميخصنيش تروح و تعيش مع خالها ابراهيم فى تركيا
اندفعت فريال جالسة بجانب تالا تحيطها بذراعه بحماية قائلة و هى تبدأ فى البكاء هى الاخرى
=خلاص يا عز …يبقى انا كمان هسيب البيت معها مش هعقد من غيرها ولا للحظة واحدة انت فاهم….
وقف عز الدين ينظر الى والدته بعجز فهو لا يستطيع التخلى عنها بهذه السهولة كما انه يعلم بان اذا الامر تعلق بابنة شقيقتها فهى لا تطلق تهديدات فارغه فهو يعلم مدى تعلقها بها..
زفر بغضب قبل ان يقترب من تالا و ينحنى فوقها و عينيه تلتمع بغضب اسود بث الذعر بها مما جعلها تتراجع بظهرها الى خلف فوق الاريكة محاولة الابتعاد عنه قدر الامكان…
=هتعقدى هنا يبقى تعقدى بأدبك…و لو حياء اشتكت منك شكوه واحده بس….
ليكمل وهو يبتعد عنها مرمقاً والدته بنظرة ذات معنى فاهمتها والدته جيداً
=وقتها مش هعمل حساب لأى حد وهتكونى على اول طيارة طالعة تركيا …
اومأت تالا برأسها قائلة بتلعثم محاوله امتصاص غضبه
=حح..حاضر يا عز و لو عايزنى اطلع و اعتذرلها انا هط…
قاطعها بحدة وهو يتمتم من بين اسنانه
=لا…عارفه ليه لان من اللحظه دى مش مسموحلك حتى تتكلمى معها بحرف واحد …فاهمه يا تالا
ابتلعت تالا الغصة التى تشكلت بحلقها قبل ان تومأ له برأسها بصمت رمقها بنفور قبل ان يلتفت ويغادر الغرفة بخطوات غاضبه …
اخذت فريال تربت بحنان فوق ذراع تالا التى لا زالت ترتجف من شدة الذعر الذى تعرضت له على يد عز الدين…
عندما نهضت دريه تتمتم بشماته =ابقى خدى بالك بقى من بنت اختك يا فريال
لتكمل بسخرية لاذعه وقد ارتسم على وجهها ابتسامه مشرقه
=احسن تلاقيها سيباكى وطالعه على تركيا فى اول طياره ولا حاجه
ثم خرجت من الغرفة بهدوء متجاهله صياح فريال الغاضب…..
كانت حياء مستلقية فوق الفراش محاوله استدعاء النوم حتى تهرب من كل ما يدور برأسها عندما سمعت طرقاً خفيفاً على باب غرفتها هتفت بصوت مرتفع بعض الشئ
=ادخل…
دخلت انصاف الى الغرفة و هى تحمل بعض الادوات الطبية قائلة
=عز بيه امرنى ان احط لحضرتك المرهم ده والف دراعك كويس
احابتها حياء بتهكم و هى تعتدل فى جلستها
=لا والله كتر خيره…عز بيه
لتكمل وهى تمرر يدها بين خصلات شعرها بضجر
=روحى انتى يا انصاف وانا هبقى اعمله
وقفت انصاف متجمده بمكانها قائله بتردد
=اسفه يا حياء هانم…لازم اعمله بنفسى عز بيه مأكد عليا …و لو عرف ممكن يبهدلنى و انتى……
تأففت حياء قائلة بغضب وهى تمد ذراعها اليها
=خلاص يا انصاف ..اعملى اللى هتعمليه خالينا نخلص
بدأت انصاف تداوى جرحها بصمت حتى انتهت و وقفت قائلة بهدوء
=تؤمرينى بحاجة تانية يا هانم .؟!
اجابتها حياء وهى تستلقى فوق الفراش مرة اخرى
=لا…شكراً يا انصاف
اومأت لها انصاف برأسها بصمت قبل ان تغادر الغرفة بهدوء…
ظلت حياء مستلقية تنظر الى اللفافة التى تغطى اعلى ذراعها باعين شارده و قد اصبحت الاحداث الاخيرة التى تعرضت لها تضغط عليها بقوة لكن كل هذا لم تكترث له فهى تعلم بان تالا و زوجة عمها لا يحبونها كثيراً لكن ما ألمها حقاً هو عز الدين الذى اصبح شخصاً اخر لم تعد تعرفه…
هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها ترغب بالانتحاب بشدة على ما فقدته معه فقد اصبح كالجليد معها تحسست السلسال الذى بعنقها متذكره اليوم الذى اهداها اياه به فقد اشتاقت اليه كثيراً اشتاقت لحنانه و تدليله لها اشتاقت لضحكاتهم سوياً انحدرت دمعه فوق وجنتها لكنها ازالتها سريعاً لا ترغب بارهاق نفسها اكثر من ذلك همست بصوت ضعيف
=نفسى اعرف ايه غيرك بالشكل ده يا عز…
دفنت وجهها فى الوسادة محاوله اغراق نفسها فى النوم لعله يخلصها من الالم الذى يعصف بداخلها….
هتفت تالا بحده بالهاتف وهى تمرر يدها فوق ذراعها الذى كان الالم يعصف بها
=خلاص يا سالم انا كده فى اى لحظه عز ممكن يطردنى
وصل اليها صوت سالم من الطرف الاخر
=اهدى يا تالا …استحاله يعمل كده
همست تالا بصوت جعلته ضعيفاً قدر الامكان وهى تبدأ بالانتحاب محاوله كسب تعاطفه
=انا طول عمرى عايشه معاكوا يا سالمِ..ازاى هسيبكوا بسهوله كده و اروح اعيش فى تركيا مع خالو
زفر سالم بحده وهو يشعر بالشفقه نحوها
=متقلقيش يا تالا انا هتصرف…
تمتمت تالا من بين شهقات بكائها الكاذبه
=شكل خطتنا باظت يا سالم عز لسه بيدافع عنها و اكتر من الاول كمان تخيل انه يطردنى علشان بس قالتله انى عورتها فى دراعها….
قاطعها سالم قائلاً بنبرة يتخللها الشك
=وانتى معملتيش كده يا تالا ؟!
اجابته تالا وهى تزيد من انتحابها
=لا طبعاً…حتى انت يا سالم هتكدبنى..ِ
زفر سالم باستسلام قائلا بغضب
=خلاص يا تالا مقصدش و متقلقيش هتصرف ..
ليكمل مزمجراً بقسوة و غل
=اما بقى حقك فانا هجبهولك من بنت ناريمان تالت ومتلت متقلقيش
اغلقت تالا معه ترتمى فوق الفراش وعلى وجهها ترتسم ابتسامه مشرقة فقد وصلت الى مبتغاهها فاذا كانت لا تستطيع الاقتراب من حياء لرد لها الصاع صاعين فسوف تنتقم منها من خلال سالم الذى تعرف جيداً كيف تتلاعب به بكل سهوله…
يتبع..
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية خطأ أفقدني عذريتي للكاتبة سمسمة سيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى