رواية نيران ظلمه الفصل السادس عشر 16 بقلم هدير نور
رواية نيران ظلمه الفصل السادس عشر 16 بقلم هدير نور |
رواية نيران ظلمه الفصل السادس عشر 16 بقلم هدير نور
في صباح اليوم التالى…
دخلت حياء الغرفة و هى تحمل بين يديها صنية طعام اعدت عليها طعام الافطار الخاص بعز الدين حيث استيقظت باكراً و هبطت الى المطبخ تعد له طعام الافطار بنفسها فهذه هى المرة الاولى لها داخل المطبخ حيث انها لم تصنع الطعام من قبل فى حياتها الا انها حاولت بذل اقصى جهدها من اجله كنوع من انواع الاعتذار عما فعلته بالامس حيث اتت بوصفة الطعام من شبكة الانترنت و حاولت على قدر الامكان ان تلتزم بالمقادير وتتبع الخطوات الخاصه بها …
وضعت الصنية فوق الطاولة المجاوره للفراش ثم جلست على طرفه تتأمل عز الدين الذى لايزال نائماً بعمق تنهدت حالمه و هى تتشرب ملامحه وجهه الوسيم بشغف و قد شعرت بدقات قلبها تزداد بعنف انحنت فوقه تلثم وجنته بحنان وهى تمتم بهمس
=حبيبى ….
تتم عز الدين متزمراً رافضاً الاستيقاظ لكنها اخذت تمرر يدها بين خصلات شعره بحنان و هو تمتم بصوت اعلى قليلاً
=اصحى يلا يا عزى..
فتح عز الدين عينيه ببطئ لترتسم فوق شفتيه ابتسامه مشرقة فور ان وقعت عينيه عليها منحنيه نحوه جذبها من يدها لتسقط فوق صدره تستند عليه تمتم بصوت اجش من اثر النوم و هو يقبل جبينها بحنان
=صباح الخير يا قطتى…
ليكمل وهو يضع احدى خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها خلف اذنها
=ايه مصحيكى بدرى كده..؟!
اجابته حياء بحماس وهى تنهض من فوقه جاذبة اياه من ذراعه لكى يجلس
=قوم اقعد..و انا هقولك
جلس عز الدين فوق الفراش يستند بتكاسل بظهره فوق الوساده التى خلفه
=هااا يا ستى..
تناولت حياء صنية الطعام من فوق الطاولة و وضعتها فوق ساقيه
قائلة بوجه مشرق بالسعادة
=حضرتلك الفطار…
ظل عز الدين ينظر الى صنية الطعام عدة لحظات متمتماً فى النهاية بصدمة
=انتى اللى عملاه..؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب لترتسم ابتسامه مشرقة فوق شفتيه فور ادراكه المجهود التى بذلته من اجله مرر يده بنعومه فوق وجنتيها مما جعلها تدس وجهها اكثر بها تطبع بشفتيها قبله فوق راحة يده…
همست حياء قائلة بفخر و هى تبتعد عنه مشيره برأسها نحو صحن البنكيك الذى كان مزين بقطع الفراولة
=ايه رأيك …؟!
اجابها عز الدين و هو يتناول شوكته يقطع اول قطعه من الصحن
=جميل زى اللى عملته…
لكن عندما وضع اول لقمة منه بفمه سعل بقوة عندما وجده مالح اكثر مما هو حلواً و قد كان به شئ حاد كما لو كان القشرة الخارجية للبيض تناول سريعاً رشفة من كوب العصير محاولاً ابتلاع ما بفمه حتى لا يتسبب باحراجها مجبراً ذاته على ابتلاعها
همست حياء بقلق و هى تتابع وجهها الذى اصبح محمراً كما لو كان يختنق
= فى ايه يا عز البنكيك مش عجبك ..؟!
اجابها عز الدين على الفور هازاً رأسه بالنفى
=لا ابداً بس انا مبحبش البنكيك بس قولت ادوقه علشان متزعليش…
اومأت له حياء قائلة وهى تشعر بالاحباط على مجهودها الذى ذهب سدى فلو كانت تعلم بانه لا يحبه لكانت صنعت له شيئاً اخر اشارت نحو الصحون الاخرى
=خلاص كل جبنة او مربى ….ِ
لتكمل بفخر وهى ترفع يدها الممسكة بالشوكة امامه
=ما ادوق بقى البنكيك بتاعى…
ثم تناولت الشوكة تقطع قطعة من البنكيك ترفعها نحو فمها لكن اسرع عز الدين بوضع قطعة من الخبز مليئة بالمرب بفمها حتى لا تتذوق الشئ البشع الذى صنعته
=دوقى كده المربى…؟!
همهمت حياء باستياء وهى تعقد حاجبيها
=يا عز مبحبش المربى…
قبلها برقه من طرف شفتيها
= بس انا بحبها..
ثم ازاح الصنيه من فوق ساقيه ناهضاً من فوق الفراش جاذباً اياها معه اتجه بها نحو المرأه و اوقفها امامه محيطاً خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحوه لكى يستند ظهرها فوق صدره ثم مرر يده فوق عينيها قائلاً بهدوء
=غمضى عينك..
تمتمت حياء بمرح و هى تزيح يده من فوق عينيها
=ليه….؟!
قاطعها عز الدين بحزم
=غمضى عينك…
اغلقت حياء عينيها بقوة و هى تتمتم بصخب
=اهوو..بس خد بالك لو….
لكنها ابتلعت باقى جملتها شاهقة بخفه عندما شعرت بثقل بارد فوق يستقر اسفل عنقها همس عز الدين بجانب اذنبها بصوت اجش دافئ
=فتحى عينيك…
فتحت حياء عينيها تضطلع الى صورتها المنعكسة بالمرأه لتشهق بقوة عندما رأت السلسال الذى زين عنقها فقد كان قطعة فنية مشكلة باللقب الذى تناديه به “عزى ” مصنوعة من الماس و الياقوت الذى كان بذات لون عينيها…
همس باذنها بصوت دافئ متملك ارسل رجفة بجسدها
=السلسله دى تفضل فى رقبتك علشان الكل يعرف انك ملكى
ليكمل بصوت اجش وهو يقبل عنقها بشغف
=ملكى انا و بس…
اومأت له حياء رأسها بصمت وقد التمعت عينيها بالشغف اخذت تمرر يدها فوق احرف اسمه الذى يزين عنقها و دقات قلبها اخذت تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها
لكنها استدارت اليه وعينيها تلتمع بشراسه تتمتم بدلال
=طيب وانا كمان عايزه اللى يشوفك يعرف انك ملكى…
ضحك عز بخفه وهو يزيح احدى خصلات شعرها المتناثر من فوق عينيها بحنان
=وانتى محتاجه يا حياء …ده انتى لسه مطلعه عين تالا علشان طلبت بس ان اوصلها
قاطعته حياء وقد اشتعل وجهها بالغضب
=والله انا مطلعتش عينها علشان كانت عايزاك توصلها وانت عارف كويس هى عملت ايه……….
لتكمل وهى تعقد ذراعيها بصرامه فوق صدرها تضطلع اليه بتحدى
=بعدين شوف مين بيتكلم ..اللى قوم الدنيا علشان بس صوت ضحكتى كانت عالية شويه و انا
بتكلم مع صاحب عمره ……
زمجر عز الدين بغضب فور تذكيرها له بما حدث
=حييييياء….
زفرت حياء بضيق و هى تتجاوزه مبتعده عنه تتمتم بغضب
=خلاص يا عز انسى انى قولتلك حاجه…..
امسك بذراعها جاذباً اياها مرة اخري بين ذراعيه قبل ان تتخطاه هامساً وهو يقبل جبينها بحنان
=خلاص متزعليش…
ليكمل وهو يرفع امام عينيها اصبعه الذى يحمل دبلتها
=شوفى كده….
اخذت حياء تضطلع باعين متسعه الى الدبله التى كانت قد ابتعتها له فى وقت سابق و قد حفر عليها اسمها. “حياء” باللون الفضى ليتناسق مع لونها الاسود الرائع التمعت عينيها بدموع حارقه شاعرة بقلبها يتضخم بحبه
ارتمت فوق صدره تضمه اليه وهى تضحك بسعاده احاطها هو الاخر بذراعيه جاذباً اياها اليه اكثر وهو يدس رأسه بعنقها يستنشق نفساً عميقاً محملاً برائحتها التى كانت مزيجاً من الزهور الرائعة والتى اصبح مدمناً عليها ….
رفع رأسه بعد عدة لحظات مقبلاً جبينها بحنان
=مبسوطة…؟!
اومأت له حياء برأسها بصمت مقبله وجنتيه وهى تتمتم
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى
لتكمل عندما وقعت عينيها على صنية الطعام الموضوع فوق الفراش
=انت مكملتش فطارك …
مرر يده فوق وجنتيها بحنان قائلاً
=تعالى نطلع نفطر برا
هزت حياء رأسها قائلة بتذمر
=يعنى ابقى محضرالك الفطار بنفسى و تبقى عايز تفطر برا
اومأ لها وهو يبتسم متمتماً
=عندك حق …..
ليكمل بتردد
=احنا ناكل جبنه ومربى…بس بلاش بنكيك
وضعت حياء يدها فوق خصرها وهى تهتف بحده
=ليه ان شاء الله بقى يا سى عز
اخذ عز يتأمل حركتها تلك بتسلية والتى اصبحت تفعلها كثيراً كلما قام بفعل شئ لا يعجبها
اخفض عز الدين رأسه هامساً باذنها
=علشان البنكيك مملح و كله قشر بيض يا حياء
اتسعت عينين حياء بصدمة وقد اصبح كالجمرة المشتعلة من شدة الخجل تمتمت من بين انفاسها
=بب…بجد ..؟!
اومأ لها بصمت غرزت اسنانها بشفتيها وقد اشتعل وجهها بالخجل اكثر متذكره تفاخرها امامه منذ قليل جذبها نحوه ممرراً ابهامه فوق شفتيها محرراً اياها من بين اسنانها قائلاً
=بس تسلم ايد قطتى…
تمتمت حياء بصوت منخفض وهى تلوى شفتيها بحسرة
=تسلم ايدى ايه بقى بالعك اللى اكلتهولك…..
قاطعها بهدوء رافعاً يدها الى فمه مقبلاً اياها قبلات متتاليه من بين كلماته
=كفايه عندى انك قومتى بدرى علشان تحضريلى الفطار بايدك الحلوه دى…
اشتعل وجه حياء بالخجل متمتمه وهى تقترب منه تلف ذراعها حول خصره
=كنت بحاول اصالحك…
قبل اعلى رأسها بحنان متمتماً بمكر
=و مين قال انى زعلان منك…ولا امبارح مكنش دليل كفايه على ده
هتفت حياء بخجل و هى تضربه بخفه فوقه ذراعه دافنه وجهها بصدره
=بس يا عز…
ضحك عز بخفه مما جعل صدره يهتز اسفل وجهها
=قطتى مكسوفه…؟!
ثم رفع رأسها نحوها متأملاً جمال وجهها المتورد بالخجل قبل ان يخفض رأسه متناولاً شفتيها فى قبله شغوفة فقد كانت بطيئة متمهلة للغاية يبث بها شغفه وعشقه لها….
فى ذات الوقت….
كانت نهى جالسة فوق الفراش تراقب بعينين ضجره سالم الذى كان يرتدى ملابسه حيث مضى اكثر من ربع ساعة واقفاً امام المرأه يعدل من شعره
نهضت مقتربة منه قائلة بنفاذ صبر
=هاتيجى التمرين بتاع ساندى زى ما وعدتها…؟!
قضب سالم حاجبيه متمتماً و هو يضع الفرشاة فوق الطاولة
=تمرين ايه… ؟!
هتفت نهى بغيظ فقد كانت تعلم بانه قد نسى الامر كعادته
=انت مش وعدت بنتك لما رجعت الاسبوع اللى فات معيطة من التمرين بسبب ان كل صحابها ابهاتهم بيحضروا معاهم الا هى انك هتحضر معها التمرين الجاى…..
قاطعها سالم وهو يتمتم ببرود
=اها ..اها خلاص افتكرت….بس انا مش فاضى….
هتفت نهى بحده و هى تزجره بغضب
=اومال فاضى لايه يا سالم …
لتكمل بسخرية لاذعة
=فاضى بس للخروج مع صحابك ليل و نهار…ده انت حتى يا اخى الشركة مبتخطهاش الا بكيفك و بمزاجك …
التفت اليها و هو يعدل من ربطة عنقه متمتماً ببرود
=بالظبط كده….
ليكمل وهو يرفع حاجبه باستفزاز
=هااااا…الاسطوانة بتاعت كل يوم خلصت و لا فى جديد
تنفست نهى بعمق فاركة وجهها براحة يدها بضيق محاولة تهدئت نفسها فهى تعلم بانها مهما انفعلت لن يؤثر به الامر تمتمت بصوت حاولت جعله هادئ قدر الامكان
=يعنى هتروح معها ولا لاء يا سالم…؟!
اجابها و هو يتناول هاتفه من فوق الطاولة يلقي عليه نظرة خاطفة قبل ان يضعه فى جيب سترته
=قولتلك مش فاضى…المرة الجاية هبقى اروح معها…
هزت نهى رأسها بصمت تتمتم بصوت منخفض منكسر
=اها..المره الجايه ..ان شاء الله
اقترب منها واضعاً قبله سريعة فوق وجنتها متمتماً قبل ان يغادر الغرفه
=باى يا حبى…..
همهمت نهى بصوت منخفض وهى تنظر الى الباب الذى اغلقه وراءه بغيظ و احباط
=باى يا اخرة صبرى….
دخلت حياء غرفة الاستقبال بعد ان ودعت عز الدين حتى باب المنزل اثناء ذهابه للعمل كعادتها
تهتف بمرح و وجه مشرق لجميع الجالسين
=صباح الخير….
اجابها عمها فخر و على وجهه ابتسامة لطيفة
=صباح النور…
بينما انتفضت زوجة عمها فريال واققه بحده فور رؤيتها لها تتمتم بجفاف بعد ان وضعت فنجان قهوتها الذى كان بيدها فوق الطاولة بغضب
=اهلاً…
ثم التفت مغادرة الغرفة بخطوات غاضبه بعد ان رمقت حياء بنظرة نافرة حاده
همست حياء لنهى التى كانت تقف بجوارها
=مالها فى ايه…. ؟!
هزت نهى كتفيها كدلالة عدم المعرفة لتتفاجأ بعمها فخر ينهض مقترباً منها قائلاً بهدوء
=بقى مش عارفه مالها… ؟! طبعاً بسبب اللى عملتيه امبارح
شعرت حياء بالتوتر يزحف بداخلها فاعدت نفسها لاستماع محاضرة كبيرة من عمها يبوخها بها عما فعلته بتالا بالامس…
لكنها تفاجئت عندما وجدته يقترب منها هامساً بالقرب من اذنها
=بس برافو عليكى.. مش بنت المسيرى اللى تسكت عن حقها او تسيب حد يقرب من جوزها… فاهمانى طبعاً يا حياء
اومأت له حياء بالايجاب وهى متسعه العينين بصدمة ربت على كتفيها بحزم قائلاً
=جدعه….
ثم التفت مغادراً الغرفة هو الاخر م
بصمت..
التفتت نحو نهى تهتف بحيرة
=نهى هو فى ايه بالظبط…؟!
=تعالى يا حياء وانا اقولك فى ايه
ليأتى صوت جدتها دريه من الخلف التفت اليها حياء على الفور لتجدها جالسه بالشرفة تتناول قهوتها
اتجهوا نحوها يلقيان عليها تحيه الصباح.. جلست حياء بجانبها فوق الاريكه تقبل وجنتيها تمتم برقة
=صباح الخير يا تيتا..
ربتت دريه فوق شعرها بحنان
=صباح الورد يا قلب تيتا …
لتكمل بصوت منخفض و هى تشير اليهم لكى يقتربوا منها كأنها ستخبرهم بسر عظيم
=امبارح بعد ما حياء بهدلت تالا وطلعت اوضتها فريال قومت الدنيا مقعدتهاش و اصرت انك تعتذرى للعقربة بنت اختها
لتكمل و هى تشير باصبعها بالنفى
=بس لا عز الدين مسكتش و رفض علشان كده هى مش طيقاكى اصل عندها بنت اختها خط احمر ده انا ساعات بحسها بتحبها اكتر من عز الدين وسالم…..
شعرت حياء بالسعادة تغمرها من موقف عز الدين لكنها تنحنحت قائلة بحدة وهى تهز كتفيها ببرود فور تذكرها موقف زوجه عمها معها
=عايزه تزعل براحتها انا مغلطتش فى حد ….
لتكمل وعينيها تلتمع بالنيران
=بعدين كانت عايزانى يعنى اسيب بنت اختها العقربه تدلع على جوزى وافضل ساكته…
انفجر كلاً من نهى و دريه بالضحك ضغطت دريه باصابعها فوق خد حياء تعتصره بخفه
=جدعه ..طالعه لجدتك …تعرفى انا زمان كنت مخليه جدك الله يرحمه ماشى زى الالف ولا واحده كانت تقدر تقرب منه…واللى كانت تفكر بس تهوب ناحيته كنت باكلها بسنانى…
لتكمل بعينين تلتمع بالحنان و هى تربت فوق بطن حياء
=اتشطرى انتى بس وهاتى لعز حته عيل يتلهى فيه
اشتعل وجه حياء بالخجل واخذت تتمتم بكلمات غير مفهومه لتهتف نهى وهى تغمز لدريه
=اطمنى يا تيتا هو كده كده ملبوخ بس مع حياء دى مطلعه عينه
و الله بيصعب عليا….
صاحت حياء باستنكار ضاربه نهى بخفه بذراعها وهى تهتف بحده
=يا بنتى اتهدى بقى…
انفجرت جدتها بالضحك قائلة بفرحه
=يارب تجننه كمان و كمان انا اكره..
قاطعتها حياء محاوله تغير الحديث
=بس قوليلى يا تيتا عرفتى ده كله منين وانتى كنت فى اوضتك وقت ما مسكت فى تالا …
رجعت درية الى الخلف فى مقعدها تتناول كوبها من فوق الطاوله ترتشف منه ببطئ قبل ان تتمتم بتفاخر
=انا عيونى و ودانى فى كل مكان فى البيت ده…
اقتربت نهى من حياء هامسه فى اذنها بصوت منخفض
=من انصاف…دى المخبر الخاص بتاع جدتك
ضحكت كلاً من نهى و حياء بصوت منخفض مما جعل دريه تلتفت نحوهم تهتف بحده
=بتضحكى على ايه انتى و هى…؟!
تمتمت نهى وهى تحاول كتم ضحكتها
=ابداً يا تيتا افتكرنا بس منظر تالا امبارح….
هتفت دريه بتحسر
=اهاا اهو شكلها ده اللى كان نفسى اشوفه بس للاسف الردار بتاعى مبينقلش غير صوت بس ..
انفجرت كلاً من نهى وحياء فى الضحك عند سماعهم كلماتها تلك حيث لم تتحملا اكثر من ذلك لتزجرهم دريه بغضب فى بادئ الامر ثم شاركتهم بعد ذلك فى الضحك هى الاخرى
كان عز الدين جالساً بمكتبه يتفحص بعض الاوراق الخاصة بالصفقة القادمة عندما دخل سالم و جلس بالمقعد الذى امام مكتبه قائلاً
=عز كنت عايزك فى موضوع كده
اجابه عز الدين و هو لايزال يتفحص الاوراق التى امامه
=خير يا سالم ..؟!
اجابه سالم بعصبية وهو يفرك يده ببعضها البعض
=بصراحه الموضوع ده يخص حياء
رفع عز الدين رأسه سريعاً نحوه قائلاً بقلق و لهفه
=مالها حياء…حصلها حاجه ؟!
كبت سالم الضحكة الساخرة التى بداخله قائلاً بهدوء و هو يرسم الجدية على وجهه
=لا متقلقش حياء كويسة …
ليكمل وهو يتصنع الارتباك
=بس فاكر اليوم اللى …اللى…يعنى
هتف عز الدين بنفاذ صبر و هو يلقى الاوراق من يده بغضب
=اللى ايه يا سالم ما تنطق
اجابه سالم سريعاً
=اليوم اللى كان فى راجل دخل اوضه حياء و……
تجمد عز الدين بمكانه عدة لحظات فور سماعه كلماته تلك قبل ان يجيبه بخشونة و عينيه تلتمع بقسوة
=مالها….؟!
شعر سالم برجفة من الذعر تمر بجسده فور ان رأى القسوة التى تلتمع بعين عز الدين لكنه حاول استجماع شجاعته متمتماً و هو يضع ورقة مطوية بعناية و فلاشة امام عز الدين
=احنا صلحنا شرايط الكاميرا وجبتلك اسم وعنوان الواد…اللى كان فى اوضتها و على الفلاشه دى فيديو المراقبة بيوضح شكله ..
ازاح عز الدين الورقة و الفلاشه بيده مبعداً اياهم من امامه قائلاً بحده و حزم
=الموضوع ده اتقفل..و مش عايز حد يجيب سيرته تانى….
ليكمل هاتفاً بحدة وهو يضرب المكتب بكف يده بقوة
=مفهوم….
ارتبك سالم بشده فهو لم يكن يتوقع رفضه هذا و الذى سوف يؤدى الى تخريب كافة خططه ليتمتم سريعاً
=لا يا عز لازم تسمع …انا..انا بصراحه لما شوفت الفيديو اتأكدت ان حياء مالهاش علاقه بالواد ده و بصراحه حسيت ان فى حاجة مش مظبوطه خصوصاً و الواد اصلاً شكله مش مظبوط استحالة حياء تكون تعرفه….
ليكمل بارتباك عندما رأى عينين عز الدين اصبحت قاتمتين من شدة الغضب متناولاً هاتفه الخاص واضعاً اياه امام عز الدين
=شوف بنفسك وانت هتفهم قصدى ايه…
اخفض عز الدين عينيه نحو شاشة الهاتف يشاهد مقطع الكاميرا التى سجلت دخول احدى الرجال الى غرفة حياء عبر الشرفة حيث لم يمر اكثر من دقيقتين وفر من الشرفة مرة اخرى توقفت الشاشة فوق وجهه عدة لحظات الذى كان ملئ بالندوب التى كانت تدل على اجرامه….
انتفض عز الدين واقفاً يهتف بغضب وقد شعر بجسده يهتز بعنف كمن ضربته صاعقه
=و الفيديو ده مظهرش ليه غير دلوقتى ..؟!
اجابه سالم متصنعاً الهدوء بعكس ما يثور بداخله من قلق
=الفيديو اخد وقت طويل من المهندس عقبال ما قدر يصلحه ولسه امبارح مكلمنى وقالى انه خلص و……
قاطعه عز الدين بغضب و هو يلتف حول مكتبه
=الواد ده عنوانه فين… ؟!
اجابه سالم وقد شعر بالنصر بداخله
=انا امرت الرجاله تجيبت و تحجزه فى المخزن الصحراوى بس…….
لم ينتظر عز الدين ان يكمل جملته و اتجه مباشرة نحو باب الغرفة يغادر المكان كالعاصفة الهوجاء
لحقه سالم بخطوات بطيئة و هو يطلق من شفتيه صفيراً مرحاً فقد نجحت الخطوة الاولى من خطته….
دخل عز الرين الى المخزن ليجد الشخص الذى كان بالفيديو مقيد باحدى المقاعد اقترب منه بخطوات بطيئة متمهلة مسلطاً نظراته عليه متأملاً مظهره البشع فاذا لم يشاهد فيديو المراقبة بنفسه فلم يكن سيصدق انه هو…لقد تأكد انه من الاستحاله ان تكون هناك علاقة تجمعه بحياء كما ادعت زوجة عمه ..وقف امامه ط يرمقه بنظرات نافرة قبل ان يتمتم بهدوء
=كنت بتعمل ايه فى قصر المسيرى
.؟!
اجابه الرجل بتوتر
=ككنت…كنت رايح اشوف حياء
اسرع عز الدين بلكمه بوجهه لكمه ادمت انفه من قوتها صائحاً بغضب اعمى
=اسمها متنطقهوش على لسانك يا ابن الكلب…سامع
ليبتعد عنه و هو ينفض يده بحده قائلاً بشراسة
=سيبك من الكلام الخايب ده …انا لو كنت شوفتك وقتها مكنتش هصدق الفيلم اللى اتعمل يومها
ليكمل بصوت منخفض حاد و هو ينحنى فوقه يتضطلع اليه بشراسة
=هتنطق كنت بتعمل ايه فى اوضتها…و لا اخلص عليك و اريح دماغى
تمتم عبد المنعم بارتباك و قد بث مظهر عز الدين الثائر الذعر فى نفسه…التفت نحو سالم الذى كان يقف خلف عز الدين بعدة خطوات بصمت
=هق…هقول…هقول على كل حاجة يا باشا و الله…
ابتعد عنه عز الدين و هو يربت فوق كتفه بحزم
=احكى…
تمتم عبد المنعم و هو يتضطلع نحو عز الدين بتردد
=بصراحه انا عمرى ما شوف الست حي….
لكنه ابتلع باقى جملته بذعر عندما زجره عز الدين بنظره حادة
ليكمل بصوت مرتجف ملئ بالذعر بعد ان اومأ له سالم من الخلف برأسه مشجعاً اياه
= غير مرتين و الست ..الست ناريمان هى اللى اتفقت معايا ان اطلع اوضة بنتها و اول ما اوصل هناك ارن عليها علشان تطلع هى و تصوت و انا اهرب من البلكونه على طول قبل ما حد يشوفنى…
صعق عز الدين مما سمعه ليتمتم بارتباك وهو يعقد حاجبيه متمتاً
=و هى هتعمل كده ليه..؟!
اجابه عبد المنعم سريعاً
=معرفش …والله يا باشا بس انا سمعتها يومها قبل ما تصوت بتكلم بنتها اللى طلعت اوضتها و بتقولها لازم يتجوزك…مينفعش يفلت من ايدينا …
شعر بالبرودة تتسلل الى جسده فور سماعه كلماته تلك متمتاً بارتباك
=حياء..؟!
اجابه عبد المنعم وهو يهز رأسه الدامى
=ايوه يا باشا انا مكنتش عايز انطق اسمها لتزعل منى تانى …اظاهر كده يا باشا شكلهم كانوا متفقين على الليله دى علشان يدبسوا واحد فى جوازها…
اندفع نحوه عز الدين يعتصر رقبته بين يديه وهو يصيح بشراسه غير راغب بتصديق ما سمعه لا يمكنه ان يتخيل بانه تم التلاعب به من قبل حياء بهذا الشكل
=انت كداب يالا….كداااب
اخذ يزيد من قبضته حول رقبته وقد اعماه غضبه مما جعل سالم يندفع نحوه سريعاً جاذباً اياه بقوة مبعداً اياه عن عبد المنعم الذى اصبح وجهه ازرق من شدة الاختناق
=سيبه ..يا عز سيبه يا عز هيموت فى ايدك
انتفض عز الدين مبتعداً عنه بعد ان جذبه سالم و ياسين الذى كان قد دخل المكان منذ لحظات قليله
نجاحا بصعوبه فى ابعاده عن عبد المنعم الذى اخذ يسعل بقوة محاولاً التقاط انفاسه ..
تمتم عبد المنعم بصوت لاهث و قد ارتسم معالم الارتعاب على وجهه
=والله ما بكدب يا باشا انا حتى قابلت حياء هانم ف المول امبارح
فضلت مراقبها لحد ما شوفتها داخله مول كده هى و واحده كمان بس لما قربت منها و وقفت معها شاورتلى ناحيه الحرس وفهمت انها متراقبه حتى واحد من الحرس بتوعها لما لقانى واقف معها جه و سألنى ان كان ف حاجة وانا رديت انى كنت بسألها عن مكان محل معين فى المول…
صاح عز الدين بغضب وهو يعتصر قبضته بحده
=ياسين هاتلى واحد من الحرس اللى كانوا معها امبارح…ِ
اومأ له ياسين برأسه ثم اجرى مكالمه هاتفيه ليدخل بعدها شخص ضخم قائلاً
=اؤمرنى يا عز بيه..؟!
اشار عز الدين نحو عبد المنعم الذى كان لا يزال مقيد بالمقعد
=الحيواااان ده شوفته امبارح فى المول ؟!
وقف صقر يتضطلع نحو عبد المنعم عدة لحظات مدققاً النظر بملامحه =ايوه يا باشا…كان واقف مع الست حياء بس احنا لما شكينا فى شكله بصراحه يعنى لامؤاخذه…….
ليكمل وهو يشير نحو وجه عبد المنعم الممتلئ بالندوب
= ادخلنا على طول و سألناه ان كان فى حاجة ..بس قال انه كان بيسأل عن محل و وصفناله مكانه… وفضلنا مرقبينه لحد ما بعد بعيد
ليكمل صقر بارتباك و قد ارتسم الارتعاب على وجهه عندما رأى وجه عز الدين الذى اشتد وجهه بغضب عاصف فور سماعه كلماته تلك معتقداً بان هناك امر خاطئ قد حدث بسببهم
=والله يا باشا هو ملحقش يكلمها اصلاً ولا يقرب منها احنا كنا ….
قاطعه ياسين بحزم
=خلاص يا صقر….روح انت شوف شغلك
اومأ له صقر مغادراً المكان بصمت
التفت عز الدين الى عبد المنعم قائلاً بصوت بارد كالصقيع يعاكس النيران المتأججه بداخله
=برضو ده مش دليل على كلامك..
تمتم عبد المنعم بصوت لاهث و قد ارتسم معالم الارتعاب على وجهه عندما رأى عينين عز الدين تعصفان كالبركان
= انا ..انا يا باشا …هثبتلك كلامى بس حد يجبلى تليفونى….
اشار عز الدين الى ياسين برأسه بصمت ليتناول ياسين هاتف عبد المنعم من فوق الطاولة مناولاً اياه بعد ان حل ويثاقه …
اخذ عبد المنعم يبحث بين اسامى هاتفه حتى توقف امام رقم هاتف ناريمان قائلاً وهو يشير نحو عز الدين
=مش ده رقم الست ناريمان يا باشا ؟!
اقترب منه ياسين متفحصاً الرقم قبل ان يتناول هاتفه الخاص باحثاً عن اسم ناريمان حتى يتأكد من تطابق الرقمين ابتعد وهو يهز رأسه بتأكيد الى عز الدين الذى كان يقف بهدوء و اتزان بعكس ما كان يثور بداخله من مشاعر عاصفه لو فقد السيطرة عليها سوف يدمر كل من حوله…
ضغط عبد المنعم على زر الاتصال بعد ان فتح مكبر الصوت ليصدع صوت ناريمان وهى تهتف بحده
=عايز ايه يا عبد المنعم… ؟!
اجابها عبد المنعم وهو ينظر الى عز الدين بطرف عينه
=ازيك يا ست ناريمان…انا كنت بكلمك بخصوص باقى حسابى عدى 3 شهور من يوم ما نطيت فى اوضة الست حياء…
لكنه توقف عن تكمله جملته ينظر الى عز الدين وقد ارتسم الرعب على وجهه لكنه اكمل عندما اشار له ياسين بان يكمل حديثه
=بعدين انا استنيت كتير اوى وكده كتير
وصل اليه صوت ناريمان الحاد
=خلاص يا عبد المنعم اول ما هرجع من السفر هديك باقى حسابك…
قاطعها عبد المنعم بخبث
=خلاص هبقى اجيلك البيت..
قاطعته ناريمان صائحة بغضب
=اياك تهوب ناحية البيت انت اتجننت عز الدين لو عرفك هتبقى مصيبه و انا ما صدقت ان الدنيا هديت بينه و بين حياء
اجابها عبد المنعم بهدوء
=خلاص ياهانم مش ههوب ناحية هناك اطمنى……
ليكمل بسماجه وهو ينظر نحو عز الدين بعد ان تضطلع نحو سالم الذى شجعه بعينيه
=الا صحيح الهانم الصغيره اخبارها ايه ..؟!
هتفت ناريمان بحده
=وانت مالك ايه هتصاحبها علشان اتكلمت معها مره ولا ايه يلا غور و مش عايزة اشوف …
شعر عز الدين بالبرودة تتسلل الى جسده فقد اخذ جسده يهتز بعنف كمن ضربته صاعقه فور سماعه كلماتها التى اكدت له اسوء مخاوفه لكنه لم ينتظر سماع المزيد تناول منه الهاتف مغلقاً اياه بحده قبل ان يلقيه بقوة بالارض صاح بحدة وهو يلتفت ينظر الى سالم و ياسين
=اللى حصل هنا ده….لو حد تانى عرفه هتكون رقبته التمن
ليكمل وهو يلتفت نحو عبد المنعم
=اما الحيوان ده سيبه بس قبلها و وريه كرم الضيافة…
هز ياسين رأسه بالايجاب وقد فهم ما لمح به رئيسه …
ثم التفت عز الدين مغادراً المكان بينما وقف سالم يراقب شقيقه وهو يغادر المكان بوجه عاصف حاد فقد كان كاعصار من الغضب مشي فوق الارض…
تمتم سالم بصوت منخفض ساخر وقد ارتسمت فوق وجهه ابتسامة شامتة
=بالشفا يا خويا….