روايات

رواية عندما فقدت عذريتي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة علي

 رواية عندما فقدت عذريتي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة علي

رواية عندما فقدت عذريتي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة علي

رواية عندما فقدت عذريتي الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة علي

هبطت والدة زياد ورنا بسرعة الى الطابق السفلي ليجدا زياد أماميهما ينظر إلى والدته بنظرات غاضبة مشتعلة قبل أن يقترب منها ويهتف بعدم تصديق فوالدته تخطت المسموح بأكمله وتجاوزت حدودها وفعلت ما لا يغتفر :
” وصلت بيكي للدرجة دي ..؟! تجهضيها غصبا عنها ..”
ردت الأم مدعية القوة أمامه :
” امال اسيبها تلبسنا طفل مش مننا ..؟!”
” الطفل ده كان ابن علي …”
صرخ بها بصوت جهوري حاد وقد أوشكت حباله الصوتيه على التمزق من شدة صيحته …
بينما اهتز جسدي الأم ورنا خوفا من غضبه وصراحة الذي كاد يمزق طبلة أذنهم …
” زياد اسمعني ..”
قالتها الأم بترجي وهي تقترب منه وتحاول لمس وجهه ليصيح بها :
” متلمسنيش ، انتي عملتي جريمة ولازم تتحاسبي عليها …”
صاحت رنا به:
” تتحاسب يعني ايه ..؟! انت اتجننت ..؟!”
” ايوه اتجننت ، بسبب عمايلكوا ..”
قالها زياد بقهر لترد الأم بتوسل :
” يا زياد انا عملت كده عشان مصلحتكوا، البت دي قتلت علي أخوكوا وانا كان لازم أمنع أي رابط يجمع بينا وبينها …”
أيدتها رنا فورا :
” معاها حق على فكرة ..”
” انتوا لا يمكن تكونوا ناس طبيعيين ، لا يمكن ..”
اقتربت رنا منه وهتفت بقوة :
” انت اللي بقيت مش طبيعي ومش واعي لتصرفاتك ، افتكر دي تبقى مين وعملت ايه ، ولا خلاص حبك ليها عماك عن حقيقتها ، دي مجرد عاهرة بتبات كل يوم فحضن رجل ..”
صفعها زياد على وجهها بقوة وهو يهدر بها بعنف :
” اخرسي ، اخرسي ومتفتحيش بقك بكلمة ….”
وقفت الأم أمامه وهي تصيح به محذرة :
” مش هسمحلك تمد إيدك على اختك يا زياد …”
رد زياد بفتور:
” انتي ارتكبتي جريمة فحق زينة وانا مش همنعها إنها تبلغ عنك لو قررت تعمل ده ..”
نظرت الأم الى رنا بتوتر بينما شمخت رنا برأسها عاليا وهي تقول بغل :
” طب تجرب تعملها وانا والله لأبلغ عنها عمامها في البلد يتصرفوا معاها ..”
” للدرجة دي الشر والحقد عماكي يا رنا ..؟!”
قالها زياد غير مستوعبا أن الواقفة أمامه تهدده هي رنا أخته بينما ردت رنا بتهكم :
” عالأقل أنا بدافع عن أمي وحق أخويا الله يرحمه ، يعني عندي مبرر للي بعمله … بس انت ملكش اي مبرر ..”
” انتوا مش واعيين للي بتعملوه …؟!”
قالها زياد بإنفعال لترد رنا ببساطة :
” حصل ايه يعني ..؟! طفل وراح ..”
” طفل وراح .. بسيطة كده ..؟! ياريته كان طفل وراح بس .”
قال جملته الأخيرة بمرارة لتسأله الأم بتوجس :
” تقصد ايه ..؟!”
رد زياد وهو ينظر إليها بقوة :
” أقصد انوا زينة خلاص مش هتقدر تخلف تاني بسبب اللي حصل ..”
” انت بتقول ايه ..؟!”
قالتها الأم بعدم تصديق بينما قالت رنا بتوتر :
” دي لعبة جديدة منك عشان نتعاطف معاها ولا ايه ..؟!”
زفر زياد نفسا عميقا قبل أن يهتف بحدة :
” ممكن تخرسي خالص ، انا مش بكدب ، زينة مش هتقدر تخلف تاني بسبب اللي أمك عملته …”
نظر زياد إليهما ليجد الشحوب والتوتر طغى على وجهيهما ليسترسل في حديثه القاسي :
” شفتوا عملتكوا البسيطة وصلتنا لفين …؟!”
” زياد ، أقسملك بالله مكنتش اعرف ، والله العظيم مكنتش اعرف الموضوع ده .. انا قلتله يجهضها بس .. والله هو كده ..”
تشدق فم زياد بإبتسامة متهكمة قبل ان يهتف ببرود ساخر :
” قلتيله يجهضها بس .. لا كتر خيرك الحقيقة …”
صمتت والدته ولم ترد بينما أكمل زياد بنفور واضح :
” من النهاردة مش عايز أي حد منكم يكلمني ولا يطلب مني إني ارجع .. علاقتي بيكوا من النهاردة اتقطعت …”
” لا يا زياد لا ..”
صاحت به الأم بتوسل وهي تحاول التشبث بذراعه بينما خرج زياد من الفيلا ..
……………………………………………………………………..
دلف زياد الى الغرفة التي توجد بها زينة … وقف أمامها يتأملها بملامح حزينة وقد تكونت الدموع داخل عينيه … كانت نائمة كالملاك لا تعي أي شيء مما حدث حولها …
هطلت دمعة لا إرادية من عينه ليتركها تأخذ مسارها على وجهه قبل أن يجذب الكرسي ويجلس بجانبها متأملًا إياها عن قرب …
كان يفكر بأنها بريئة أكثر مما تخيل وقد تحملت ما هو فوق طاقة استيعابها …
لم يتصور يوما أن يحب أحدًا الى هذه الدرحة … أن يشعر بروحه تختنق حينما يصيبها أي أذى …
مسك كف يدها بكف يده فشعر ببرودته التي جثمت على قلبه كصخرة قوية ..
تألم قلبه لمنظرها هذا وهي غير واعية لأي شيء قبل أن تبدأ زينة بفتح عينيها تدريجيا …
فتحت زينة عينيها لتتأمل زياد الجالس أمامها بملامح واهنة …
رمشت بعينيها محاولة إستيعاب ما جرى قبل أن تصرخ :
” ابني يا زياد .. ابني ..”
” اهدي يا زينة .. اهدي يا حبيبتي ..”
قالها زياد وهو يحاول إحتضانها لتنهار باكية بين أحضانه وهي تهتف بتوسل :
” ابني عايش مش كده … ؟! قولي انوا عايش .. طمني ارجوك .. ده أخر ذكرى منه ..”
شدد زياد من احتضانها وهو يقول بتردد :
” ربنا يعوضك يا زينة …”
تحررت من أحضانه تنظر له بعدم تصديق قبل أن تهتف به بترجي :
” انت بتكدب مش كده ..؟! قولي انك بتكدب …؟!”
هطلت الدموع من عينيه بغزارة وهو يشاهد حالتها تلك … لقد تحمل ما يفوق احتماله … ألا يكفيه أن يشاهد إنهيارها بهذا الشكل ..؟! إنهيارها الذي كانت والدته سببه ..
” زينة اهدي من فضلك وكوني قوية …”
انهارت زينة باكية داخل احضانه من جديد ليربت على كتفها وهو يقول :
” متنهاريش يا زينة .. عشان خاطري خليكي قوية ..”
بعد حوالي ربع ساعة توقفت زينة عن بكاءها وتحررت من بين أحضانه ليسألها زياد بقلق :
” بقيتي كويسة ..؟!”
أومأت برأسها دون أن ترد بينما قال زياد وهو ينهض من مكانه :
” هروح أنادي الدكتور يطمني عليكي …”
وخرج من الغرفة متجها الى الطبيب يطلب منه أن يفحصها ويذكره بعدم إخبارها بحقيقة عدم إنجابها بعد الأن خوفا على مشاعرها ..
…………………………………………………………………………..
كانت والدة رنا تجلس بين أحضان ابنتها وتبكي بإنهيار ، اليوم لقد فقدت ابنا أخر لها …
كانت رنا تحاول مواساتها وإقناعها بأن زياد حتما سيعود ويندم على ما فعله …
في هذه الأثناء دلف منتصر الى الفيلا ليشاهد هذا المنظر أمامه بينما ملامحه تقطر غضبا وتوعدا …
وقفت رنا أمامه ما إن رأته وهتفت به :
” حبيبي ، أخيرا جيت ..”
أوقفها منتصر بإشارة من يديه وقال :
” اللي سمعته ده صحيح …؟!”
نظرت رنا اليه بتوتر وسألته :
” بتتكلم عن ايه ..؟!”
نظر الى زوجة عمه وقال :
” بتكلم عن اللي عملتوه مع زينة …”
” مين اللي قالك ..؟!”
سألته رنا بضيق ليرد :
” عرفت من زياد ..”
” وطبعا حكالك كل حاجة لصالحه …”
قالتها رنا بعصبية ليرد منتصر بهدوء :
” هو محكاش أي حاجة إلا لما أصريت عليه … بس اللي مش مصدقه إنك تعملي كده ..”
” انا معملتش حاجة ، ماما هي اللي عملت ..”
قالتها رنا مبررة لنفسها ليقول بسخرية :
” وانتي دافعتي عنها وعن جريمتها ..”
أغمضت رنا عينيها ثم فتحتها وهي تهتف بنفاذ صبر :
” انت عايز ايه يا منتصر ..؟!”
صمت منتصر لوهلة قبل أن يهتف أخيرا :
” مش عايز حاجة .. بس للأسف اللي زيي صعب يكمل مع إنسانة أنانية زيك ..”
اتسعت عيناها بينما يخلع خاتمه ويضعه داخل يدها قبل أن ينسحب من المنزل تاركا رنا تتابعه بعينين جاحظتين قبل أن تهبط بجسدها على الكنبه غير مصدقة لما حدث …
…………………………………………………………………
خرج الطبيب من عند زينة بعدما قام بفحصها ، اقترب منه زياد وسأله :
” عاملة ايه دلوقتي ..؟!”
أجابه الطبيب بعملية :
” بقت احسن .. متقلقش عليها كمان تقدر تخرج من المستشفى بكره …”
أومأ زياد برأسه متفهما قبل أن يشكر الطبيب ويلج الى داخل الغرفة ليجد زينة ممددة على السرير تنظر الى الأعلى بنظرات شاردة …
اقترب منها وجلس على الكرسي بجانبها ثم لمس كف يدها بيده لتلتفت نحوه وتنظر إليه بحزن …
” ينفع مشوفش النظرة دي منك ..؟!”
سألها بنبرة واهنة لتبتسم بمرارة وهي تقول بحشرجة :
” النظرة دي مكتوب عليا أعايشها …”
ابتسم بألم وقال :
” النظرة دي مش عايز أشوفها منك طول منا عايش …”
تسللت دمعة واحدة من عينها ليمسحها بأنامله على الفور قبل أن يهتف بوجع :
” انتي هتبقي كويسة ، وهتتخطي كل اللي حصل…”
” ازاي ..؟!”
سألته بنبرة ضعيفة ليرد بقوة :
” بالإصرار والعزيمة هننسى الماضي ونبدأ من جديد ..”
” نبدأ ..”
قالتها بدهشة ليومأ برأسه وهو يبتسم بخفة ويقول بلهجة عذبة :
” امال فاكرة إني هسيبك لوحدك …؟! “
نظرت إليه وقالت بشك :
” ليه ..؟! ليه بتعمل كده معايا رغم كل اللي عملته ..؟!”
نظر إليها لوهلة يتمعن النظر الى وجهها قبل أن يهتف بجدية :
” يمكن عشان بحبك …”
زاغت نظراتها وهي تستمع الى ما قاله … لم تستوعب في بادئ الأمر ما سمعته فقالت بلهجة غير مصدقة :
” بتحبني ..؟!”
اوما برأسه ثم أطلق تنهيدة طويلة قبل أن يهتف بجدية :
” ايوه بحبك ، بحبك يا زينة …”
ارتجف جسدها كليا لوقع تلك الكلمات على قلبها ورمشت بعينيها غير مصدقة لما تسمعه … هو يحبها …
أومأ برأسه مؤكدا ما يدور داخل فكرها لتسأله بصوت شاحب :
” ازاي …؟!”
زفر نفسا عميقا وقال :
” ازاي دي حكاية طويلة … تحبي تسمعيها ..؟!”
سألها بإبتسامة لتومأ برأسها فينطلق في حديثه الذي احتل قلبه لسنوات طويلة :
” بحبك يا زينة ، حبيتك من أول يوم شفتك بيه ..”
اتسعت عيناها بعدم تصديق بينما أكمل هو :
” كنت براقبك كل يوم .. أبص عليكي من بعيد .. حبي ليكي كل يوم كان بيزيد … لحد ما ..”
صمت ولم يستطع التكملة فسألته هي :
” لحد ايه ..؟!”
أجابها :
” لحد ما علي اعترفلي انوا بيحبك .. ساعتها إتجننت .. مكنتش مصدق انوا اخويا الوحيد عاوز يتجوز حب حياتي …”
كانت يتحدث بمرارة لم تخفى عليها .. هو الزاهد في دنيا العاشق ، العاشق في دنيا أخرى …
” تعرفي إني عمري محبيت حد غيرك …”
نظرت إليه بحيرة ليكمل بشرود :
” طول عمري مكنتش بعترف بالحب .. ولا كان يهمني .. طول عمري شايف الحب دنيا ملهاش أمان .. دنيا مش حابب أعيشها .. لحد لما شفتك .. اكتشفت انوا الحب جنة مش هيحس بيها إلا إللي عاشها …”
هطلت الدموع من عينيها بغزارة ليمسحها بسرعة بأنامله وهو يهتف بها :
” مش عايزك تعيطي تاني .. مش عايز أشوف دموعك تاني ..”
أخذت تكفكف دموعها بأناملها بينما أكمل هو بخفوت :
” زينة أنا نفسي أعوضك عن كل حاجة … نفسي تنسي الماضي وتبدئي معايا من جديد ..”
صمتت ولم ترد بينما أكمل هو بجدية :
” زينة تتجوزيني ..”
جحظت عيناها بصدمة محاولة إستيعاب ما نطق به لتوه … لقد عرض الزواج عليها …
أشاحت بوجهها بعيدا عنه الى الجانب الأخر ليقول :
” انا مش هطلب رأيك دلوقتي .. أنا هسيبك ترتاحي ..”
ثم طبع قبلة على جبينها وتركها ورحل لتستدير هي تتابع أثره بشرود وقد تسللت دمعة خفية من عينيها …
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!