Uncategorized

رواية أحرقني انتقامي الفصل الثالث عشر 13 بقلم سهام العدل

 رواية أحرقني انتقامي الفصل الثالث عشر 13 بقلم سهام العدل

رواية أحرقني انتقامي الفصل الثالث عشر 13 بقلم سهام العدل

رواية أحرقني انتقامي الفصل الثالث عشر 13 بقلم سهام العدل

في نفس اللحظة فتح مراد باب الشقة بمفتاحه الخاص… ونظر للجميع ثم قال:
↙… ميار!!!…  أنتي لسه عايشة!!! 
ميار بذهول ????: مرااااد!!!
▪انتبه آدم لما نطقته ميار….  فاحمرت عيناه وتجهمت ملامحمه واعتلاه الغضب…  نظر له بعينين مظلمتين…. 
-اندفع مراد اتجاه ميار واحتضنها وقال : ميار.. حبيبتي…  انتي لسه عايشة…  وحشتيني… كان قلبي حاسس… 
لم تبدي ميار أي ردة فعل وهي في أحضانه بل تملكها الرعب من القادم…. 
⬅في لحظة انقض آدم عليه يشد ميار منه ويوقفها خلف ظهره ثم لكمه لكمة أدت إلي وقوعه أرضاً… 
▪مراد يمسح بيده الدم الذي سال علي جانب فمه وقال بصوت موجوع : أنت مين يا******* أنت. 
حينها صرخت ميار وجرت تمسكت بابيها الذي وقف مذهولا هو الاخر وظن انه لكمه لانه رآه يحضنها… فذهب لآدم يقول له : يابني… دا أخوها… 
▪نزل أدم على ركبتيه جالسا علي ساقي مراد واجلسه قليلاً،،، ثم سدد له لكمات قوية متتالية مدرب عليها من قبل …. ظل يضرب فيه والاخر يصرخ ولم يستطع الدفاع عن نفسه من شدة الألم، فهو ضئيل الجسد مقارنة بآدم ذو الجسد الرياضي القوي… 
▪كانت ميار تصرخ وأبيها يشد آدم من علي مراد ويقول : فيه ايه يابني سيبه…  هتموته في إيدك… (ولكن آدم في عالم تاني لم يسمع لأحدا لم يري أمامه سوي أخته وهو يتخيلها تصرخ وتستنجد به…يراها في مخيلته عارية مغتصبة…. ثم ملقاة علي قارعة طريق في الظلام)
▪تركه آدم ومراد قد فقد كل قواه ووجهه ينزف من كل فتحاته ويأن ثم اتجه سريعاً إلي المطبخ وأتي بسكين كبيرة حادة… 
▪جرت عليه ميار وامسكت يده وهي تبكي : أبوس إيدك ياآدم… أبوس إيدك كفاية كده…
▪صرخ آدم فيها بصوت أرعبها… و رج أركان المنزل : مياااااااااار… ابعدي أنتي وطلعي نفسك من الموضوع ده…. أقسم بالله ماهسيبه إلا أما آخد حق أختي  ….. 
▪عاصم بصوت مهزوز : حق ايه يابني… لو لك حق هجيبهولك بس بلاش تأذيه… 
▪آدم بعينين عماهما الانتقام : أي أذي قليل عليه… وحقي أنا هاخده بإيدي…. 
↙ سار آدم بخطوات تهز الأرض من تحته وصورة أروي وهي مكفنة أمام عينيه…. رفع آدم السكين لينزل به علي صدر مراد وفي نفس اللحظة ارتمت ميار علي أخيها تحميه وقالت : اقتلني انا ياآدم…  لو عايز تقتل اقتلني أنا…  اقتلني خليني ارتاح بدل ما أعيش في الدنيا وأخويا مقتول وجوزي قاتل…. 
تعلقت يد آدم في الهواء للحظات ثم أنزلها وتنهد بألم ملحوظ وتركهم جميعاً وخرج مطرقاً الباب خلفه بقوة…..
▪ نهضت ميار من علي مراد وجلست القرفصاء ارضاً وظلت تتمتم بدموع: الحمد لله… الحمد لله…. 
▪ تسطح عاصم علي الأريكة يتنفس بصعوبة والرعشة تسكن أوصاله… رغم جهله بما يدور ولكنه ابنه فلذة كبده… ظن للحظة أنه سيموت… شعر حينها أنه سيفقد روحه بعدها… 
 ▪أما مراد كلما حاول النهوض خانته قوته  ووقع مرة أخري…  إلا أن تمالك قوته بصعوبة ونهض جالساً…  اقترب من ميار شيئاً فشيئاً إلا أن وصل إليها… قال بصوت يأن: عايز أفهم مين ده وعايز ايه وبيعمل فيا كده ليه ابن الكلب ده…. 
▪رفعت ميار وجهها ومسحت دموعها وقالت بصوت مغلول وقوي: اتكلم عن آدم كويس واياك تغلط فيه تاني… آدم ده جوزي وانت السبب في كل ده وتستاهل القتل فعلا… 
▪ مراد بصوت جهوري : ليه.. دا انا اول مرة اشوفه…. 
▪جلس عاصم منتبهاً لكلام ابنته : ماتفهمينا يا بنتي… 
▪ميار : عايزين تعرفوا… حاضر…  ابنك المحترم من حوالي أربع أو خمس شهور… كان بيوصل واحدة في تاكسي في وقت متأخر واخدها في طريق مهجور وسرقها واغتصبها…. 
▪ جحظت عيني عاصم : إيه!!!… ومراد نظر للأرض يتهرب من نظرات أبيه…. 
▪ استكملت ميار حديثها بصوت تخنقه العبرات : البنت دي تبقي أخت آدم…وانتحرت بعد فترة من اغتصابها…  عرفت ليه يابابا آدم اتجوزني… عرفت ليه قالك اللي قاله… بس آدم طلع رحيم معرفش يكمل في الظلم…  حس بغلطه وعرفني الحقيقة وحاول بكل الطرق يصلح اللي بينا…. بس انت يامراد ظهورك دمر كل حاجة بعد ما حياتي استقرت مع آدم… 
▪ عاصم بصوت موجوع ومقهور : وأنت برضه السبب إني جوزتها له… كنت عايز استرها واجوزها لأي حد بعد ما هشام سابها… كنت عارف ان محدش هيجيلها بسببك وبسبب سمعتك الطين… بس توصل بك الوساخة انك تعمل كده في بنات الناس… ربنا ينتقم منك… ياريتني ماخلفتك… ياريتك ماجيت علي الدنيا…. 
▪نهض مراد واقفاً ثم ترك المنزل وخرج.. ظل يسير في الشوارع يتذكر هذه الليلة المشئومة وما فعله بهذه الفتاة…  هو نادم حقاً… لأنه كان أول مرة يفعل ذلك وكان تحت تأثير المخدرات… وتذكر أنه عندما أفاق ظل يبكي… يفعل دائماً الخطأ ويبكي بعد فوات الأوان… ولكنه سرعان مانسي حين باع ماسرقه منها واشتري به الكثير من المخدرات ولكن أراد الله أن ينتقم منه،،  فقد تم القبض عليه بهذه الكمية وظل شهوراً محبوساً حتي وكل له أحد أصدقائه محامياً كبيراً أخرجه علي ذمة القضية… ولكن الفترة اللي قضاها في السجن أردت له كثيراً من عقله الذي فقده في دوامة المخدرات وقرر جاهداً أن يبتعد عنها ويبدأ بداية نظيفة … ولكن الماضي المؤلم يطارده…  وكالعادة يدفع ثمن أخطائه أقرب الناس إليه … ظل يمشي طويلاً حتي وجد نفسه أمام أحد الأوكار التي كان يذهب ليشتري منها السموم التي كانت سبباً تدميره….. 
⬅دخلت ميار غرفة أبيها تبكي بحرقة علي سرير أمها… تبكي بحرقة وتحتضن وسادتها… تبكي قهراً ووجعاً وحرماناً وكأن الدموع أخذت عهداً ألا تفارقها… دخل عليها أباها ونظر إليها بندم علي مامضي من حياته قاسياً يعنفها… تذكر كلمتها وهي تبكي يوم زفافها وبعد أن ذهب إليها وهي تقول له : بابا… أنا والله ماعملت حاجة ولا فاهمة حاجة… أرجوك يابابا أقف جمبي… 
▪ نزلت من عينيه الدموع وهو يتذكر ذلك… يلوم نفسه لمً لم يقف جوارها ويفهم منها ويسألها… لم لم يقف لزوجها ويقول له أنه يثق بابنته… تمزق قلبه علي دموعها… تذكر أنه لم يكن حنوناً عليها رغم أنه يحبها ولكن تمرد ابنه وانحرافه قد جعل منه شخص غاضب متذمر ناقم للحياة…. اقترب منها وجلس بجانبها ومسك يدها… انتبهت له وارتمت في أحضانه وقالت بدموعها : وحشتني أوي يابابا… نفسي أشوفها وأقولها متفهمش غلط…  متفهمش اني غلطت قبل مااتجوز… 
▪مسح أباها علي شعرها وقال : بالعكس… هي الوحيدة اللي كانت واثقة في طهارتك واخلاقك…. 
▪ ميار وهي تشهق من بين دموعها : بس استعجلت ليه وسابتنا في الدنيا الوحشة دي… 
▪عاصم وهو يشدد من احتضانها : ربنا كرمها واختارها ترتاح من عذاب الدنيا…  امك كانت ست مفيش منها… ست عارفة ربنا وعارفة اصولها وعاشت عمرها صابرة وصامدة… ربنا ان شاء الله يجعلها من أهل الجنة. 
▪ رفعت ميار بصرها إليه وقالت : يعني أنت كنت بتحبها يابابا. 
▪ قال والدموع قد ملأت عينيه ولكنه حاول أن يوقفها : وهي أمك دي متتحبش.. دي كانت بلسم وانتي طالعالها  ياميار… لو الزمان يرجع هنام تحت رجليها واطلب منها السماح علي كل الأسي اللي شافته معايا والعذاب اللي شافته في حياتها… بس هي في مكان أحسن من هنا… وانتي ياحبيبتي عيشي حياتك وكملي وكفاية اللي حصلك بسببنا وبسبب اخوكي…. 
▪اعتدلت ميار جالسة وقالت بحزن : خلاص يابابا مبقاش ينفع… بعد اللي حصل النهاردة مفيش أمل ان اعيش مع آدم تاني…  واتحكم عليا اعيش انا واللي في بطني من غيره… 
▪ الأب متفاجئاً : انتي حامل يابنتي… 
▪ ميار : أيوة يابابا… حامل. 
▪ الأب : يبقي  ترجعي وتعيشي معاه  وترمي اللي فات ورا ضهرك… انتي قولتي انه طيب وابن ناس… واللي عمله ده كان غصب عنه وكانت نار الإنتقال عمياه.
▪ ميار : أيوة يا بابا والله طيبة وجدعنة وحنية…  أحسن شخص عرفته في حياتي… 
▪ الأب: يبقي تكلميه وتطلبي منه يجي ياخدك وتكملوا وتنسوا اللي فات. 
▪ ميار : طب اوصله إزاي؟؟؟…  مش معاه خط مصري وانا معرفش هو فين دلوقتي ولا حالته إيه…  عارفة ان اتغلب علي غضبه عشان خاطري… ياريت بإيدي حاجة أواسيه أو أخفف عنه. 
▪ الأب : لا ياميار..  بإيدك… بإيدك تكوني جمبه وتقفي  معاه لما يتخطي الوجع والأزمة دي… وانتي قدها ياميار… 
▪ميار : طب ممكن خدمة يابابا…  ممكن توصلني للشقة بتاع آدم اللي في مصر لأني مش عارفة العنوان…. 
▪ الأب : حاضر…  قومي اجهزي وانا هوديكي…  بس فرضاً هو مش موجود…  هتدخلي إزاي؟  
▪ ميار : آدم ساب شنطته هنا وانا متأكدة ان فيها مفتاح غير اللي مع آدم…
⬅بعد أن تركها آدم يظل يجوب الشوارع لساعات… حتي انتهي به الأمر يجلس علي كورنيش النيل… يفكر فيما حل به…  كلما خطي خطوة للأمام… تجبره الظروف علي العودة مائة للخلف… صورة ميار وهي تطلب منه أن يطعنها بدلا من أخيها…  هو يعشقها ولكن كيف له أن يهنأ معها وقاتل أخته يتمتع في هذه الحياة… لو قتله بالطبع سيخسر ميار ولكن ناره لم تبرد إلا بعد قتله وحرمانه من الدنيا…  كما حرمت أخته…. 
▪ لم يعلم كم مر عليه من الوقت وهو حبيس أفكاره المتزاحمة… يريدها لا يجد راحته سوي بجانبها لم يذق للراحة طعم إلا في عبيرها الذي يملأ عبقه رئتيه… كيف له أن يكمل بدونها…. ولكن كيف له أن يعيش وهذا القذر يرمح في الحياة وكأنه لم يفعل شيء… أضناه التعب فنهض يبحث في جيبه عن ميدالية مفاتيحه الذي يوجد بها مفتاح شقته… فوجدها… 
 ⬅دخل آدم الشقة وجدها علي حالها كما تركها يوم أن أخذ ميار وسافر بها…لم يزدها إلا الأتربة التي ملأت الأرض واغطت بعض من الأثاث… دخل غرفة النوم وألقي عليها وعلي الفراش نظرة سريعة… جال في ذاكرته مشهد اغتصابه لميار وهي غير مدركة ثم مشهدها وهي بالملاءة تترجي والدها أن يرحمها ثم مشهد ضرب والدها لها وهي تنزف من وجهها…شعر بألمها التي شعرت به حينها… اختنق وكأن المكان خالي من الأكسجين… 
فتح الدولاب يخرج منه ملابس ليبدلها بما يرتديه… فوقعت عيناه علي فستان زفافها… حمله واحتضنه وكأنه يبحث عن أي شيء يحمل رائحتها… تسطح علي الفراش واحتضن الفستان وكأنه يحدثها ويشكو لها مايجول بخاطره : ميار حطي ايدك في ايدي وانتقم منه عشان اقدر اتخطي الحاجز اللي بينا ده…  عشان أقدر اعيش انا وانتي وابننا من غير حاجة تعكر علينا حياتنا.
⬅في سيارة أجرة أسفل الشقة…. 
▪ ميار : متشكرة يابابا… أنا هطلع وروح أنت… 
▪عاصم : اطمن عليكي الأول يابنتي… 
▪ ميار: اطمن يابابا…  انا هطلع واقفل عليا الشقة استني آدم لو مش موجود… 
▪عاصم : طب اطلع اتفاهم معاه واعتذر له عن اللي عمله أخوكي. 
▪ ميار : معلش يابابا…  عايزة انا اتكلم مع آدم… 
▪عاصم : خلاص يا بنتي اللي يريحك. 
⬅فتحت ميار الشقة ودخلت بهدوء تبحث عنه حتي وجدته غارقاً في نومه يحتضن فستانها الأبيض… دمعت عيناها لم رأته فهي تعلم جيداً كم من الحروب داخله… وكم من الحيرة التي تعذبه..  قالت في نفسها (أنا جمبك ياآدم لحد مانتخطي الأزمة دي) خلعت حجابها وسحبت الفستان ببطء ونامت مكانه حتي حل الصباح…. 
▪ استيقظ آدم علي رائحتها العبقة تملأ أنفه… فتح عينيه بحماس وجدها نائمة بين أحضانه….. 
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية زهرتي الخاصة للكاتبة زهرة التوليب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى