روايات

رواية سراج الثريا الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الجزء الحادي والعشرون

رواية سراج الثريا البارت الحادي والعشرون

رواية سراج الثريا الحلقة الحادية والعشرون


السرج الحادي والعشرون «قُبلة بمذاق الحياة»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
ذهول عقلي
ما سمعه مستحيل أن يتخيله عقله والأصعب كيف ثريا مرت بكل هذا ، تذكر تبلُدها معه منذ بداية زواجهم، كان يظن أن هذا دلال، بل كان جفاف مشاعر بداخلها كآنها إنسحقت… عاود ينظر الى سعديه وسؤال برأسه قبل أن يسأله أجابته سعديه:
مكنش ينفع نبلغ الشرطة الدكتورة نفسها خافت من سطوة عيلة العوامري
تفهم ذلك لكن سؤال آخر سأله:
وليه ثريا وافقت ترجع تاني مع غيث وتعيش معاه…
توقف للخظات قبل أن يستطرد سؤاله بترقب بقلب يشعر بالغِيره:
ثريا كانت بتحب غيث؟.
ضحكة مؤلمة فى وجه سعديه تغص فى قلبها:
ثريا بعد ما فاقت كانت عاوزه ترجع لدار أمها وأنا وممدوح كنا مرخبين بكده، بس نجيه خافت عليها من حديت الناي الفارغ، ومحاولتش تضغط عليها، بس فجأة لقينها هي اللى غيرت قرارها وقبلت ترجع تاني معاه لداره، وقعدت حوالي تلات أسابيع مكنش حد بيزورها، حتي كان حديتها مع نجيه قليل، وانا كنت زعلانه منها ومكنتش بكلمها، لحد يوم ما عرفنا إن غيث إتجتل… روحت أنا ونجيه نجدم واجب العزا، بس طردونا ومحدش رضي يدخلنا وتانى يوم طردوا ثريا كمان من الدار، وفضلت راقدة فى السرير حوالي شهر ونص كانت طول الوقت شبه نايمه او يمكن كانت بتدعي النوم.
إستغرب سراج يغص قلبه وهو يسأل بترقُب :
كانت بتحبه للدرجه دي؟.
تهكمت سعديه بسخريه وإستهزاء قائله:
ثريا جلبها معرفش الحُب، ثريا كانت زي اللى بتداري مش عاوزه تقابل حد ولا حد يشوفها، زي اللى كانت بتتواري من وصمة عار،كنت بحس أنها بتعاقب نفسها على غلط وخايفه حد يعرفه،لحد ما وصل لينا المحامي بتاع أبو غيث إن لازم ثريا تعمل إعلام وراثه عشان يقدروا طبعًا يتصرفوا فى الاملاك اللى كانت بإسم غيث وثريا كانت من ضمن الورثه ولازم غصب عنهم يعترفوا بده،وقتها ثريا إتبدلت تاني وحسيت إنها عاوزه تستقوي،وفعلًا إستقوت،وغصب عن عينهم خدت حتة الارض اللي متساويش واحد على ميه من ميراثها فى غيث،وإتنازلت عن بقية ميراثها،معرفش سبب ليه إتنازلت،وإسمعنا حتة الأرض دي بالذات،وهما وافقوا غصب،لان لو ثريا إتمسكت ووجفت جصادهم كانت هتنول أكتر منيها، بس هما وافجوا فكروا أنها مسألة وجت والأرض هترجع لهم تاني، بس ثريا رفضت، حتى إنت كمان رفضت تبيع لك الأرض.
كل ما يسمعه يُثير بعقله تساؤلات أكثر وترقُب لإجابه واحدة يود معرفتها
“هل ثريا كانت مُغرمة بـ غيث”
والإجابه بالتأكيد ستكون غير مُقنعة ولا مؤكدة.
تنهدت سعديه بآسف ربما هذا جزء من جواب على سؤال عقل سراج:
ثريا طول عمرها بدور عالسند اللى تتسند عليه وتحس بأمان، ولغاية دلوقتي السند ده مش حاسه موجود حتى معاك يا سراج، ثريا زمان قبل موت أبوها كانت بتخاف تعدي من قدام شارع التُرب(المقابر)،بس لما مات أبوها الخوف ده راح وبقت تروح كتير،ولما تتوه كنا ندور عليها ونلاقيها قاعدة جنب قبر أبوها،ولما كنا نمنعها كانت تقول إنها بتحس بالامان لما بتسند ضهرها على جدار القبر أن إيد أبوها بطبطب عليها،ولما كبرت بجت تقول أنها بتحس أن ده المكان الوحيد اللى مفيش فيه لا لمكانه ولا لفلوس
هنا الأماكن كلها شبه بعض بعيد عن الصخب الصمت له حالة خاصة…
إنفزع قلب سراج لوهله، ثريا تعتقد أن الموت هو الراحة، لكن لن يسمح بذلك تلك المحتالة مازال هنالك من ينتظر عودتها ليس لهدف سوا أن وجودها ذات أهمية كبيرة وخاصة
بدأ فى سؤال خلف آخر يسأله لـ سعديه وهي تِجييب حسب معرفتها، لكن ذُهل حين شعر بحياء وهو يسأل سعديه عن ذاك الآثر الذى بفخذ ثريا:
وإيه السبب فى علامة الحرق اللى فى فخد ثريا؟.
ضيقت سعديه عينيها بعدم فهم قائله:
حرق إيه ده؟.
إستغرب سراج عدم معرفتها، وفسر ذلك:
ثريا عندها علامة كبيرة بفخدها الشمال ومتهيألي إنها آثر لحرق واضح كده.
إستغربت ذلك وبتلقائية قالت:
بعد موت غيث كانت بتعرج ولما سألتها قالت إن وقعت على رجلها ويمكن مجزوعه، يمكن ده السبب، بس لا إيه اللى هيحرقـ…
نظرت سعديه وسراج لبعضهما فمن يفعل وينتهك عِرض سهل عليه الحرق…
خفق قلب سراج، هنالك أسرار مازالت إجابتها لدى ثريا.
❈-❈-❈
إنتهى ظلام الليل وأعلنت الجوناء عن يوم جديد
بمنزل قابيل
لم يهتم بمرض زوجته هكذا، مثلما يشعر الآن بإنشقاق فى قلبه منذ أن علم بإصابة ثريا، وهو مثل الممسوس عقله… يقف بحقد بشقته يهزي:
أكيد سراج هناك لازم أشوف طريقه أعرف بها حالة ثريا إيه بالظبط، لو وصلت أخطفها من المستشفي،مستحيل؟.
لم يستوعب عقله فقط يهزي كآن له الحق بذلك،فكر وفكر،يزداد غلول قلبه وشيطان عقله… يهزي بإسمها
“ثريا، ثريا”
يتنفس كآنه يدخل الى صدرة دخانًا يزفره لهبًا
كيف أصيبت لابد أن يبيد تلك العائله… تتلاعب به الظنون وهو يحاول ان يصل الى أحد ويسأله عن حالتها دون الشك فىسبب سؤاله، لا يود أن يعلم أحد بمكانة ثريا فى قلبه، لكن لا لن يهتم، توجه نحو باب شقته لكن توقف يلوم نفسه:
بلاش تتسرع وتكشف نفسك يا قابيل، سراج مش زي غيث، غيث كنت بتعرف تسيطر عليه بحتة بِت من بنات الليل تركع تحت رجليه،تنفذ رغباته ويتوه معاها، سراج مالوش فى كده.
جلس بإنهاك فكري وقلبي على مقعد بالردهه
بلوم نفسه:
فضلت مستني فرصه عشان تقرب من ثريا وفى لحظه خطفها سراج، زي ما عمل غيث قبله، دلوقتي لازم أفكر فى طريقة أتخلص بيها من سراج مش لازم أنتظر كتير
تلاعب شيطانه به وهو يُفكر حتى رسم له بداية الخِطة التى بنهايتها سينهي سراج.
❈-❈-❈
بـدار عمران العوامري
رغم أنه للتو قد عاد الى الدار، صعد مباشرةً الى شقته، دلف الى غرفة النوم يشعر ليس بإرهاق بدنى بل أيضًا آلم فى ساقه يشتد، تفاجئ حين وجد
حنان مُستيقظة ونهضت من فوق الفراش حين جلس على ذاك المقعد إقتربت منه بقلق سائله:
آدم ثريا أخبارها إيه؟.
أجابها وهو يخلع نعليه:
لسه فى مرحلة الخطر، ربنا يُلطف، أنا جاي أغير هدومي وأخد هدوم تانيه عشان سراج،إسماعيل هناك معاه فى المستشفى مش هينفع نسيبه لوحدك فى الحاله اللى هو فيها،أول مره أشوفه بالشكل المهزوز ده.
وضعت حنان يديها على كتفي آدم تمسد عليهم برتابه وتبسمت قائله:
عشان بيحبها،رغم إنى الكام يوم اللى عشتهم هنا كنت بحس ثريا بتحاول تبعد عن الدار أكتر وقت،ولاحظت معاملة عمتك ولاء ليها فيها نوع من التكبر عليها،يمكن ثريا اللى مش من النوع الإجتماعي واللى بتاخد عالناس بسرعه،بس حاسه قلبها نضيف.
رفع آدم يديه وجذب حنان لتجلس على ساقيه وضمها مُبتسمًا وهو يُقبل وجنتها قائلًا:
فعلًا بحس إن ثريا عندها شوية إنطواء من اللى حواليها،حتى من سراج نفسه رغم أنهم متجوزين،بحس أنها من النوعيه اللى بتخاف تظهر مشاعرها فتتصدم،او تتخذل،كمان بتحاول تبان قويه وهي هشه جدًا.
لمعت عين حنان ببسمه وهي ترفع يدها تضعها فوق وجنة آدم تتحدث بإعجاب:
حبيبي واضح إن هواية الكتابه مآثره عليه،عنده فضول زايد يعرف دواخل الشخصيات ويحلل نفسياتها.
إبتسم وهو يُقبل يدها يضمها أكثر له قائلًا:
مش فضول زايد،أنا أتعودت متسرعش فى الحكم على أفعال الناس،يمكن تكون دي مَلكه ربنا عطاها لى من صغري،أو يمكن تكون موهبة مُكتسبه بعد اللى مريت بيه،كان لازم يكون عندي طولة بال قبل الإرادة.
غص قلب حنان وضمت آدم وهمست جوار أذنه بنعومه:
أنا بحبك يا آدم،وبحب قلبك الطيب.
إبتسم وضمها مُستمتعًا قبل عُنقها،وكاد ينهض وهو يحملها،لكن شعر بآلم فى ساقه،ظل جالسًا،شعرت حنان بآه خافته خرجت من فم آدم،نظر لوجهه قائله:
آدم أنا حاسه إنك بتتآلم من رجلك،المفروض تعمل عليها إشاعه،كمان بتاخد مُسكنات كتير فى الفترة اللى فاتت.
إبتسم وهو يضم وجهها بين يديه قائلًا:
أنا بخير صدقيني،هما شوية وجع بسيط فترة وهيروح.
تدللت ببسمه:
وماله برضوا عشان خاطري إعمل.آشعه وفحوصات حتى لو روتيني.
إبتسم وهو يضمها قائلًا:
تمام،بس نطمن على ثريا وهعمل الفحوصات عشان قلب سيادتك يطمن.
تبسمت وهي تضمه بحب…لكن فجأة شعرت بغصه وهي تعلم أن بعودة حفظي للوعي سيكون هنالك عواقب،تنهدت بتمني أن لا يحصل شئ يفسد عشقها لـ ذاك الآدمي الذي يغمرها بعشق ومحبه ودلال لم تشعر به سابقًا.
❈-❈-❈
بالمشفي
غصبً واقف كل من سعديه ونجيه المكوث بغرفه قام سراج بحجزها لهن،وتركهن كي لا يشعرن بالحرج منه،ذهب الى مكان غرفة ثريا،لكن
لاحظ حركة غريبه أمام الغرفة.. خروج الممرضه وعودتها ببعض الادويه كذالك دخول أكثر من طبيب ومكثوا لوقت سبب هاجس له وحسم امره سيدخل الى الغرفه لن يهتم بمنع الأطباء، لكن فتح باب الغرفه كان هنالك باب آخر زُجاجي مُعتم، قبل أن يفتحه تفاجئ بفتح أحد الأطباء للباب، نظر له قائلًا:
أنا مقدر حالة قلقك عالمريضة، بس ممنوع الدخول، والمريضة نقدر نقول عدت مرحلة الخطر، وان شاء الله ولو محصلش لها إنتكاسة
ممكن بكره تتنقل غرفة مجهزة بس عشان الأوكسجين،لآن إصابة الرئه هيبقى لها تأثير عالتنفس الطبيعي هياخد وقت على ما ينتظم بشكل طبيعي، فمن فضلك بلاش عدم إنصياع، وبس الحالة تستقر بشكل أفضل اوعدك اسمحلك تدخل لها وده هيبقى لوقت صغير.
أومأ سراج له متفهمًا رغم قلقه وشعوره بالإشتياق.
❈-❈-❈
بدار عمران العوامري ظهرًا
وقفت زوجته تطلب منه بإستحياء:
مش المفروض إنى أروح أنا وإيمان نزور ثريا عشان خاطر سراج.
كاد ان يسمح له بالموافقه، لكن تلك الخبيثه ولاء قد جائت وسمعت قولها تهكمت بسخط قائله:
مش بيجولوا الدكاترة مانعه الزيارات، لازمتها إيه، وبعدين ليه نتشحطط كلها كام يوم وترجع لإهنه، عن نفسي بمرض لما بروح المستشفى، كفايه الأيام اللى فاتت كنت شبه مرافقة لـ إيناس، وجولت للدكتور تكمل علاجها بره المستشفى،وسمح بإكده،هترجع النهاردة،مش عارفه إيه النحس اللى فجأه صابنا،هي أعتاب وأقدام،كنا بخير،بس هجول إيه على رأي المرحومه أمى
كترة النسوان فى الدار ببجيب الخراب.
عن قصد كانت تتحدث ولاء حين رأت حنان تقترب من مكانهم،لم تُبالى حنان بحديثها الماسخ،وذهبت نحو عمران وتبسمت له ثم قالت:
آدم من شويه وصل المستشفى وقالى إن حالة ثريا شبه مُستقرة.
تبسم عمران كذالك زوجته التى تمنت:
ربنا يكمل شفاها يااارب.
بينما همست ولاء بحقد:
عامله كيف البِسس (القطط) بسبع أرواح…
ثم نظرت الى حنان قائله بتصريح:
وإنتِ لابسه أسود كده ورايحه فين؟.
أجابتها:
رايحه دار أبوي.
إعترضت ولاء قائله:
لاه، إنتِ لساكِ عروسه والمفروض مكونتيش تروحي دار أبوكِ قبل من شهر عالاقل، كفايه لبسك الاسود ده فال شوم.
نظرت لها حنان بتحدي قائله:
ماله لبسي الاسود، ده حتى الاسود موضه، وكمان انا خدت الإذن من آدم جوزي وهو وافق، وهو اللى كلمته تمشي عليا، عن إذن حضرتك، لازم أفوت على دار مرات عمي الاوا عشان أعرف هنطلع المقابر أمتى نزور عمي ونقرا له الفاتحة وندعي له بالرحمه،الرحمة تجوز عالحي والميت.
لم تنتظر حنان وغادرت وتركت ولاء تشتعل،بينما فهيمه كانت تُخفي بسمتها،وعمران لم يُبالى،الا حين نظرت له ولاء وقالت بإستهجان:
الدار مربطها ساب،بقى كل واحد بيعمل اللى هو عاوزه،إمبارح ثريا عاندت وراحت الفرح اللى إتصابت فيه،والتانيه رايحه عشان تطلع المقابر،إنت لازمن يكون لك كلمه فى الدار دي،كفايه چلع(دلع) فاضي…الحريم لازمن تتحكم بجبضة جويه إكده هيتمرعوا ومحدش هيعرف يمشى عليهم كلمه.
صمتت فهيمه،بينما تفوه عمران قائلًا:
تمام هتحدت ويا آدم ىقول لمرته تخف زيارات لدار أهلها،دلوك عندي ميعاد فى مصنع الكتان ولازمن الحقه،والمسا هروح المستشفى عشان سراج… جهزي نفسك يا فهيمه إنتِ وإيمان هبعتلكم السواق ياخدكم.
اومات فهيمه بقبول، بينما شعرت ولاء بالكيد لكن ضمرته فى قلبها بعد مغادرة عمران نظرت لـ فهيمه التى تبدلت ملامحها شعرت بغيظ قائله:
حلو دور الحِنيه اللى بترسميه ده، بس متنسيش، سراج مش ولدك، ده إبن جوزك، ومفيش مرات أب بتتمني خير لولاد جوزها.
لم ترد فهيمه وتركتها وغادرت بعد أن نادت عليها عدلات التى لاحظت حديث ولاء معها، ذهبت نحو عدلات وسيرن الى داخل المطبخ تفوهت عدلات:
بتحدف طوب ومس حاسه بنفسها دي إتجوزت من هنا ابن جوزها اللى كان شاب زي الورد فجأة مات.
تفوهت فهيمه:
بلاش نبقي زيها يا عدلات ومتنسيش لها ودان فى كل مكان مش عاوزاهم تتكلم.
تنهدت عدلات:
والله يا فهيمه إنتِ طيبه ومنكسره،دي مينفعش معاها الطيب.
نظرت لها فهيمه نظرة تحذيريه،فصمتت لثواني ثم قالت:
الحج عمران سمح لك تزوري ثريا فى المستشفى.
أومأت لها بموافقة،تنهدت عدلات قائله:
هاجي معاكِ ثريا غاليه عندي والله ما تستاهل،اللى گانت تستاهل رصاصه فى نص دماغه‍ا هي وباء على رأي الغلبانه ثريا.
عاودت فهيمه نفس النظره التحذيريه فصمتت حيت دخلت إحد الخادمات عليهن.
❈-❈-❈
بالمشفى مساءًا
سمح الطبيب لـ سراج بخمس دقائق فقط يدخل الى غرفة العنايه
تعقم وإرتدى كمامه ثم ذهب نحوها… وقف يتأمل ملامحها للحظات، لم ينكر جمالها سابقًا لكن اليوم كانت شاحبة الوجه، كذالك تلك الانابيب الطبيه الموصوله بفمها وأنفها… خفق قلبه بآلم، وهو يقترب أكثر الى أن أصبح جوارها إنحني على يدها غص قلبه من كم الإبر المغروسه بها، قبل راحة يدها ونظر لها قائلًا:
تعرفي يا ثريا إنتِ فعلًا محتالة، عرفتي تحتلي قلبي، قلبي اللى كنت مفكر أنه من فولاذ وقادر أتحكم فيه، من أول مره شوفتك، شئ كان بيجذبني ليكِ، تحديكي، عنادك
مش عارف، بس كنت ببقى عاوز دايمًا أبقي قريب منك، فاكرة يوم لما قولت لـ عصران يومهك بالإغتصاب حسيت بندم وغِيره، أيوه غيرت عليكِ منه،رغم إني كنت متأكد أنه مش هيقدر يقرب منك، لما دخلت ولقيتك بتنزفي قلبي إتخلع مني، أنتِ محتالة يا ثريا، في لحظه إتغلغلتي مني وبقيت مش عارف إيه بيجذبني ليكِ، دلوقتي عرفت إيه اللى كان بيجذبني تمردك وعِصيانك
السراج الغاضب فى لحظة حنين وقع فى غرام الأرض.
❈-❈-❈
بمركز الشباب
بوقت راحة مُستقطع بين التمرين جلست إيمان على إحد المقاعد كذالك جسار بينما الاشبال يتهامسون فيما بينهم حول من الافضل فيهم بإشادة المدربين
تبسم جسار وهو ينظر الى إيمان وبفضول لا يعلم سبب له:
تعرفي إنى بستغرب إن بنت هنا فى الصعيد تهوا رياضة الكارتيه.
إعتدلت فى جلستها ونظرت له قائله:
وإيه الغربب فى ده؟.
لمعت عيناه بوميض خاص وهو يجيب عليها:
معروف بنات الصعيد بتتجوز بدري، حتى لو الزمن اتغير وبقوا يتعلموا بس مش إهتمام برياضه، ورياضه عنيفه زي الكارتيه… اللى أعرفه إن الاهالي عندهم شوية تحفُظ عالبنات.
تنهدت حقًا كان هنالك إعتراض من والدها، لكنها لجأت لـ آدم صاحب القلب النقي، والذي لديه تأثير على.. والداها وافق مُرغمًا على أنها لفترة لن تطول فقط بضع اشهر وستمل، لكن تلك الرياضه رغم عُنفها لكن شغلت عقلها وأدمنتها وأصبحت هي ملاذها،كى لا تفتعل المشاكل مع عمتها ولاء بسبب تحكُماتها،رغم أنها حاولت كثيرًا أن تتلاعب بعقل والدها،لكنها لن تكون صورة أخري من والدتها وتتقبل وتقبل أن تكون لها سطوة على قرارتها بشآن حياتها…
لمعت عين جسار بإعجاب
جلسة صفو بين ايمان وجسار وأحاديث مرحة تنساق بينهم دون شعور، لكن قطع تلك الجلسه صوت رنين هاتف، ايمان
نهضت وتوجهت الى ذاك الركن التى تضع به متعلقاتها الخاصة،جذبت هاتفها وقامت بالنظر له خفق قلبها لوهله حين رات رقم والدتها، لكن حاولت تمالك قلقها وبامت بالرد سرعان ما تنهدت براحه حين أخبرتها والدتها قائله:
ألحج عمران وافق نروح المستشفى لـ ثريا وقال هيبعت لينا العربيه كمان ساعه كده، بلاش تتأخري عشان ميتعصبش علينا.
اجابتها:
تمام يا ماما، انا مسافة السكه وهكون عندك فى الدار.
أغلقت الهاتف ثم ضبت متعلقاتها الخاصة بتلك الحقيبه وذهبت نحو مكان جلوس جسار قائله:
أنا مضطره أمشي دلوقتي كمل انت بقيه تمرين الاشبال سلام.
لم تنتظر وغادرت،ود ان يسألها عن سبب مغادرتها،لكن وقف ينظر فى إثرها بمشاعر تنساق وتتبدد النظرات وتزداد الخفقات.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
تحسنت حالة ثريا خرجت من غرفة العنايه الخاصة، الى غرفة عاديه، لكن مازالت تسبح بتلك الغيبوبه،
تنهد الطبيب ونظر الى سراج قائلًا:
المفروض إن إحنا وقفنا المخدر من الفجر ودلوقتي قربنا عالعصر، والمفروض كانت تفوق،لو مفاقتش لوحدها لبكره الصبح هنلجأ للإفاقه الخاصه.
شعر سراج بالآسي قائلًا:
وإيه السبب لعدم إفاقتها.
اجابه الطبيب:
مفيش سبب طبي، ده ممكن رد فعل من المريض اوقات كتير بتحصل، إن العقل يتسبب فى غيبوبه للجسم كله، بس طبيًا مفيش تفسير الحاله أصبحت مستقرة وزي ما قولت هننتظر لبكره يوم فات اربعه وعشرين ساعه كامله على وقف المخدر.
اومأ سراج برأسه قائلًا:
تمام، بس ليا رجاء عندك، أكيد والدة المريضه او خالتها هيسألوا عن حالتها، بلاش تقول لهم الكلام اللى قولته ليا دلوقتي، بس عشان منزودش قلقهم، إنت شايف حالتهم عامله إزاي.
أومأ الطبيب موافقًا، ثم غادر الغرفة
ظل سراج ينظر الى ثريا وتنهد وهو يقترب منها وإنحني يقبل رأسها، ثم قبل وجنتيها وإقترب من أذنها هامسًا:
مش كفايه نوم يا محتاله، إصحي بقى وحشتني عيونك.
❈-❈-❈
باليوم التالى
بمنزل عم حنان
ظهرًا
كانت تشعر بنظرات زوجة عمها التي تحتقرها، هي ووالدتها… نهضت قائله:
مش يلا يا ماما زمان أبوي راجع عشان يتغدا.
نهضت سناء بموافقه، وودعن تلك السيدة التى تنظر لهن بغلول حتى أنها لم تتمسك ببقائهن لوقت قليل، لكن تفاجئن قبل أن يفتحن باب المنزل، بفتح الباب، وقفن مثل الصنم للحظات الى أن تحدث ذاك الذي دخل يستند على أخيه قائلًا بنبرة شبة إستهزاء وتقليل من شآن آدم:
حنان بِت عمي إهنه فى دارنا، جصدي دارها، أمال المحروس آدم فينه دلوك، لا يكون فى الإستطبل نايم جنب الأحصنه بينش العصافير عنهم.
كادت ان ترد لكن نكزتها سناء تعلم أن ذاك الوغد مُستفز، صمتت حنان لوهله ثم أغاظته قائله:
حمدالله على سلامتك نورت دارك، يلا يا أمي.
كدن ان يُعادرن لكن قبل خروجهن تفوه حفظي:
سلميلي على أبونسب.
أجابته بهدوء:
يوصل، يا حفظي.
❈-❈-❈
بالمشفى
خرج الطبيب مُبتسمًا يقول:
الحمد لله المريضه إستجابت وفاقت،بس رجاءًا يا جماعه بلاش إجهاد للمريضة.
تبسموا له وهم يندفعون الى الغرفه
شعروا بسعادة حين وجدوا ثريا قد فاقت من غفوتها،بحذر أقتربوا منها وظلوا يمرحون جوارها،وهي فقط تنظر لهم ولافعالهم
لم تستغرب من قُبلة والدتها ولا خالتها لها،لكن شعرت بغرابه ممزوجه بسعادة حين إقترب ممدوح منها وقبل جبينها مُبتسمًا،يقول:
حمدالله على سلامتك يا ثريا.
بخفوت أجابته تشعر بسعادة:
الله يسلمك يا ممدوح.
تقابلت عيناهم بحديث صامت،فقط مشاعر أخويه لأول مره يشعر بها الإثنين،ودمعه تلألأ،لكن سرعان ما إبتسم ممدوح وقبل جبينها مره أخري مُبتسمًا،ثم تنحي،ظهر سراج الذي يخفق قلبه بسعادة وتبسم وإقترب منها فقط قائلًا:
حمدالله على سلامتك يا ثريا.
أومأت براسها صامته،مازال هنالك جزء من ذاكرتها لم يستوعب ما تراه،من لهفة وسعادة لعودتها
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
بالمشفى ظهرًا
حاولت إدعاء القوة قائلة:
البتاعه اللى على وشي دي خنقاني أساسًا مش عارفة أتنفس.
تنهد بسؤال:
تقصدي إيه بالبتاعة اللى على وشك دي؟.
اشارت بيدها الى تلك الأنابيب على أنفها الخاصة بالتنفس الاصطناعيّ.
تبسم بخفاء قائلًا:
دي آنابيب عشان تظبط التنفُس عندك.
تذمرت قائله:
لاء دى خنقاني، مش كفاية الإبر المغروسه فى إيديا دي، حاسه إنى زي اللى متقيدة.
أغمض عيناه وسحب نفس عميق ثم فتحهما ونظر لها قائلًا:
ثريا، بلاش دلع، وإفتحي شفايفك لازم تاكلي… والا الدكتور هيلجأ للمحاليل.
لم تُبالى ثريا، تنهد سراج قائلًا:
ثريا بلاش تبقي زي الأطفال… اللى أمهم بتتحايل عليهم عشان ياكلوا.
نظرت لذاك الطبق بإمتعاض قائله:
أولا انا مش طفله ومش بعند، وفعلا جهاز الاوكسجين ده مضايقني وأقدر أتنفس من غيره
ثانيًا مش هاكل من أكل العيانين ده هستني لما خالتي تجي أنا قولت لها على كام صنف وقالت هتجيبهم بس هى إتأخرت،يمكن الطريق زحمه.
تنهد سراج باسمًا:
على فكره خالتك جت وإنتِ كنتِ نايمة والأكل ده هي اللى جابته ثريا إنسي الأكل اللى طلبتيه منها، مستحيل.
زفرت ثريا بضجر قائله:
يعني خالتي جابت الاكل ده ومشيت،ومجبتش اللى قولت لها عليه ليه، وأيه اللى مستحيل أنا نفسي موعت وبطني نشقت من أكل المستشفى والمسلوق.
تبسم سراج قائلًا:
للآسف مفيش اكل غير كده، وكفاية دلع.
تنهدت بضجر قائله:
مش بدلع، خلاص هشيل جهاز الأوكسجين، وهاكل بإيدي.
تنهد سراج بإستسلام قائلًا:
تمام هشيلك أنابيب الأوكسجين لحد ما تاكلي وبعدها…
قطعت حديثه بضجر:
بعدها إيه أنا أتخنقت من الانابيب دي حاسه إن عيني إحولت وإنها بضيق نفسي.
ضحك سراج… نظرت له بضجر قائله بإستياء:
بتضحك على إيه، أكيد كان نفسك أموت، وتلاقى إنت اللى بتقول لخالتي تستخسر فيا الأكل اللى طلبته منها.
إبتسم وهو يقوم بإزاحة تلك الانابيب عن أنفها،شعر بأنفاسها فوق ساعديه نظر لوجهها وبلا إنتظار وضع قُبله ناعمة خاطفه فوق شفتيها، شعر كآن تلك القُبله
« قُبلة بمذاق الحياة»

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سراج الثريا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى