Uncategorized

رواية ملكة على عرش الشيطان الجزء الأول الفصل الرابع 4 بقلم إسراء علي

 رواية ملكة على عرش الشيطان الجزء الأول الفصل الرابع 4 بقلم إسراء علي
رواية ملكة على عرش الشيطان الجزء الأول الفصل الرابع 4 بقلم إسراء علي

رواية ملكة على عرش الشيطان الجزء الأول الفصل الرابع 4 بقلم إسراء علي

التأخر في الانتقام يجعل الضربة أشد قساوة…
-في نهاية اللقاء تحب تضيف حاجة يا سيادة الوزير!…
أجاب الوزير الأشيب بـ دبلوماسية وهو يستعد لـ النهوض
-إن شاء الله الأمن بدأ يستتب فـ سينا ومُعظم البؤر الإرهابية بدأنا نبيدها..في حفظ الله…
أغلق زر سترته ثم نهض وآلات التصوير تلتقط له بعض الصور الفوتوغرافية وهو يختفي خلف الأبواب
تأفف الآخر ليقابله أحد الحرس يمد يده بـ الهاتف ثم همس
-في رسالة وصلت من رقم براڤيت من عشر دقايق يا فندم…
أخذ الهاتف منه وتفحصه لتتسع عينيه وهو يرى فحوى الرسالة النصية..أرخى رابطة عنقه فـ قد أحس بـ تنفس
جذبه أحد الحرس ليُدخله إلى غُرفةٍ ما ثم سارع بـ جلب كأسٍ من الماء ليرتشفه “وزير الدفاع” سريعًا ليرتوي حلقه الجاف..ثم تمتم بـ ذهول ونبرة مُختنقة
-دا راجع تاني!!…
لم يبدُ على الحارس أنه قد فهم ولكنه ظل ساكنًا مكانه دون حراك ليرفع نظره وتساءل بـ صوتٍ مُرتجف
-معرفتش توصل لصاحب الرقم!
-حرك رأسه نافيًا وأردف:للأسف لأ..حاولنا كتير بس السكك بتتقفل قدامنا
-مسح على وجهه الشاحب وتمتم:ودا اللي متوقع من واحد زي دا
-أردف الحارس بـجدية:لازم نبلغ السُلطات يا فندم ونبدأ إجراءات الحراسة المُشددة من دلوقتي
-أشار بـ يده وقال:أعمل اللي أنت عاوزه…
*************************************
أغلقت مصدر المياه بعدما إنتعشت بـ حمامٍ دافئ يُبدد الصقيع الذي غلف جسدها رهبةً..وقفت أمام المرآة وأزالت بُخار المياه وبقت تُحدق بـ نفسها وهي تتساءل
-إشمعنى أنا!..وإيه قصده بـ اللي قاله؟..معقول أدخل بيت الرُعب دا تاني!!..لالالا مستحيل دا أنا أروح فيها…
إلتفتت على صوت طرقات خفيفة تبعها صوت سُمية المُتساءل بـ قلق
-ست سديم!..أنتِ كويسة؟..أتأخرتي أوي
-أجلت سديم حنجرتها وقالت:أنا كويسة يا سُمية..ثواني وطالعة…
جذبت مئزرها الوثير وإردته ثم توجهت إلى الخارج لتجد سُمية جالسة فوق الأريكة وما أن لمحتها تخرج حتى نهضت وهرعت إليها تتساءل
-أنتِ كويسة يا ست سديم؟!
-تنهدت سديم وهي تربت على ذراعها:متخافيش يا سُمية هو ماكلنيش يعني
-أردفت الأُخرى بـ تعاطف:إن جيتي للحق..أنا لو مكانك كان زماني مُت من الرُعب..الحمد لله إنك بخير
-ضمت سديم شفتيها وأردفت:متقلقيش يا حبيبتي..موقف وعدا..إن شاء الله مش هيتكرر
-يارب ياختي…
ثم إتجهت إلى طاولةٍ ما وجذبت كأس حليب دافئ لتقول بـ إبتسامة وإصرار
-بصي بقى..الكوباية دي لازم تخلص عشان تروق أعصابك وتعرفي تنامي
-إمتعض وجه سديم قائلة:بس أنا مش بحب اللبن…
جذبت يدها لتضع الكأس عنوة وأردفت بعدها بـ صرامة
-معلش حبيه..يلا إشربيه يا ست الدكتورة..دا سي قُصي موصيني عليكِ
-ضيقت عينيها وقالت بـ غيظ:أهو عشان خاطر سي قُصي دا مش عاوزة أشرب..هو حاشر نفسه فـ حياتي ليه!…
أخرجت سُمية صوتًا من بين شفتيها لتقول بعدها بـ عتاب
-الحق عليه خايف عليكِ..دا لما عرف اللي حصل قلب الدنيا ومقعدهاش وبهدل بتوع أمن المُستشفى..لالا ملكيش حق يا ست سديم
-تأففت سديم وقالت:خلاص يا سُمية مكنتش كلمة
-ربتت على ظهرها وقالت:طيب يلا أشربي كوباية اللبن
-إبتسمت سديم وقالت بـ إستسلام:حاضر يا ستي…
أخذت تتجرع الكأس على مراتٍ عدة حتى إنتهت لتضعه فوق الطاولة ثم أردفت بـ مرح
-خلاص كدا يا ستي!!..يلا إنزلي شقتك بقى أنا كويسة
-شهقت سُمية قائلة:هيييه يا ندامة!..بقولك سي قُصي موصيني تقوليلي أسيبك وأنزل!..بقى دا اسمه كلام
-لتتساءل سديم بـ تعجب:أومال هتعملي إيه؟!…
نزعت حجابها ثم ألقته بـ إهمال تبعه عباءتها السوداء وجلست فوق الأريكة قائلة بـ حماس
-أنا هبات معاكِ هنا
-لتقول سديم بـ غباء:تباتي معايا هنا!!…
أومأت بـ إبتسامة وقبل أن تعترض سديم كانت سُمية تسبقها قائلة
-متحاوليش أنا قلعت خلاص ولا أنا مش من مقامك عشان أبات هنا!
-إيه اللي بتقوليه دا سُمية!..طبعًا مش كدا..أنا مش عاوزة أتعبك
-تعب إيه دا يا ختي فـ النوم..ويلا أنتِ كمان نامي عشان ترتاحي..تصبحي على خير
-إبتسمت سديم وردت:وأنتِ من أهل الخير…
تمددت سُمية فوق الأريكة وجذبت غطاء كانت قد أعدته مُنذ قليل..أما سديم فقد إتجهت إلى الغُرفة لتُبدل ثيابها..فـ إرتدت كنزة صوفية تتلائم مع الطقس الشبه بارد من اللون الأبيض..وبنطال أسود
صففت خُصلاتها على هيئة كعكة مُجدلة و تمددت فوق فراشها..إلا أنها ظلت تتحرك يمينًا ويسارًا دون جدوى..تأففت بـ ضيق وإعتدلت بـ جلستها قائلة
-وبعدين بقى فـ الليلة اللي زي وش سي زفت دي كمان!…
حكت فروة رأسها لتنهض وتتجه إلى الخارج..وجدت سُمية قد غطت في سُباتٍ عميق سريعًا لتبتسم سديم ثم أكملت سيرها بـخفة حتى لا تستيقظ الأُخرى
دلفت إلى الشُرفة .. لتستند بـ مرفقها إلى السور وأخذت عدة أنفاس عميقة تنعش به رئتها الفارغة
وضعت كفها أسفل عنقها لترتكز عليه وظلت تنظر إلى ذلك المنزل البارز وسط البنايات وكأنه يتحداهم أن يقتربوا..تذكرت مدى الخوف الذي عانت منه بـ داخل فـ جعل قلبها يرتجف وجسدها يرتعش لما عايشته هُناك
حركت رأسها عدة مرات هامسة لنفسها بـ غضب
-أنسي..كدا كدا مش هتشوفيه تاني…
ظلت تُردد تلك العبارة وهى تُحاول أن تنسى وعده بـ لقاءٍ آخر..فـ وجدت لسانها يُردد بـ عفوية
-يارب أشفي مراته وخليها قردة..أنا مش عاوزة أشوفه تاني.يارب أنت قادر على كل شئ…
أخفت وجهها خلف كفيها وظلت تهمس بـ هذا الدُعاء
-أنتِ كويسة!!!…
صرخت سديم بـ خوف وهي تتراجع ظنًا منها أن شيطانها هُنا..وضعت يدها على صدرها ما أن إستوعبت أنه لم يكن سوى قُصي..يرتدي كنزة صيفية وسروال قصير
تفاجئ قَصي من صرختها ولكنه يتفهم لما عانته ليُشير بـ يده أن تهدأ قائلًا
-متخافيش يا سديم..دا أنا قُصي
-حرام عليك وقفت قلبي
-حقك عليا..بس كنت معدي من جنب البلكونة وسمعت صوت همس فـ طلعت ولاقيتك…
مسحت على وجهها لتقول بـ هدوء وهي تمسح وجهها
-خلاص حصل خير
-تساءل بـجدية:أعصابك هدت شوية!
-أومأت قائلة:أها..سُمية لسه مشرباني لبن وعاملة دور ماما كويس…
إتسعت عيناها بـ دهشة حقيقية وهي تراه يضحك..صحيحًا ليس بـ عُمق ولكن تلك الضحكة كانت أكثر من رائعة..قُصي يبتسم..قُصي يضحك..والأكثر من هذا أنها أحبته يضحك
حركت رأسها بـ نفي تطرد أفكارها الغير منطقية لما تنحدر له أفكارها..لتزم شفتيها بـ ضيق مُصطنع قائلة
-بتضحك ليه!..على فكرة أنا مش بحب اللبن وهي شربتهولي غصب عني
-ليرد بـ تعاطف وهو يبتسم:لأ كدا ملهاش حق
-لتردف بـ غضب:بتتريق حضرتك!
-حرك رأسه نافيًا:لأ خالص…
ضيقت عيناها بـ غيظ لتُشيح بـ رأسها بعيدًا عنه..ليبتسم بـ جانبية وهو يرى تذمر طفلة تشتكيه والدتها التي تُجبرها على إرتشاف الحليب..وكأنها لم تمر بـ ساعات أرهقت أعصابه أكثر منها شخصيًا
حدق بـ هيئتها الشبه طفولية بـ تدقيق لا يُنكر جمالها الفتّاك الذي جذبه أول الأمر إليها حتى جسدها فـ ناظريه لم يفتهما التأمل
تنحنح قًصي وقال يجتذبها إلى الحديث
-هتروحي المستشفى بكرة!
-إلتفتت إليه وقالت دون تردد:أكيد طبعًا..وليه مروحش؟
-عشان اللي حصل مثلًا يعني…
إقتربت منه حتى وصلت إلى السور الفاصل وقالت بـ قوة وعيناها تتطلع إلى خاصته بـ نظرة تشع إصرار وتحدي
-أنا مش لازم أخاف منه..النفخة اللي هو فيها دي عشان ملقاش حد يقفله..أنا بقولك تاني..أنا مش خايفة
-رمى بـ كلمته:كدابة!!!…
إرتفع حاجبيها سريعًا تزامنًا مع إتساع عيناها وهي تستمع لما قاله..ينعتها بـ الكاذبة .. هي لا تخاف من أرسلان..بلى تخاف ولكن كبرياءها يمنعها أن تعترف
صمتت غيرُ قادرة على الحديث ليُكمل قُصي حديثه وهو الآخر يتقدم
-شوفتي بقى!..مش عيب إنك تخافي على فكرة..بس العيب تعرفي أنتِ خايفة من إيه ومتحاوليش تتغلبي عليه
-ردت بـ آلية:أنا بحاول أتغلب أهو..بدليل إني هنزل شُغلي بكرة…
إبتسم قُصي بـ إنتصار..لتعض سديم على شِفاها بـ صدمة لما قالته فـ هي قد إعترفت أنها خائفة..لتُحمحم بـ إرتباك هاتفة
-برضو مش خايفة
-مصدقك…
قالها بـ نبرة ساخرة لتضرب الأرض بـ حنق ثم أردفت
-طب أدخل بقى نام عشان أنت مضايقني
-وضع يديه بـ جيب سرواله وقال:أنا جيت جنبك ولا هو رمي جتت وخلاص
-هدرت بـ حنق:شوفت بقى لسانك هو اللي بيخليني أقول كلام يزعلك
-والله!!!…
قالها بـ تعجب لتؤكد على حديثه بـ إيماءة ثم تابعت
-أها ويلا أدخل أنت مش سقعان بـ اللي لابسه دا!..الجو بارد يا مؤمن…
نظر إلى ثيابه بـ دهشة ولم يُعقب بل إرتفع ناظريه إليها وأردف بـ جدية
-متنزليش بكرة يا سديم
-بصفتك إيه تمنعني إني منزلش!
-أكمل بـ هدوء:مش بصفتي حاجة..بس دا كله لمصلحتك…
صرت على أسنانها بـ غضب لتحل ذراعيها المعقودين ثم أردفت بـ حدة
-أنا أدرى بـ مصلحتي وهنزل شُغلي مش هخليه يفكر أنه خوفني وإني هقعد فـ البيت كنوع من الحماية…
أشارت بـ سبابتها بـ تحذير وأكملت بـ نفس ذات الحدة
-ومتدخلش فـ حاجة متخصكش..عشان دا مش من حقك
-هنا وهدر بـ صرامة:هتسمعي الكلام غصب عنك..أنا مبلعبش معاكِ صلح
-ضربت الأرض بـ قدمها وهدرت بـ غيظ:مش بـ مزاجك وهنزل يعني هنزل وشوف بقى هتمنعني إزاي..ومفيش تصبح على خير…
ثم تحركت بـ إتجاه الشُرفة لتدلف وقبل أن تُغلقها سمعت صوته يقول
-و أنتِ من أهله…
أعادت رأسها إلى الخارج وهدرت بـ غضب
-أنا قولت من غير تصبح على خير
-وبـ نبرة مُستفزة أردف:وأنا رديت..وأنتِ من أهله
-تأففت ثم قالت بـ إشمئزاز:على فكرة دمك مش خفيف…
ثم أعادت رأسها إلى الداخل لتُغلق الباب وتعود إلى غُرفتها..أما قُصي كانت إبتسامة تحتل شفتيه القاسيتين وهو يتلذذ بـ إغضابها
وضع يده بـ جيبي بنطاله ونظر إلى الفراغ ليتنهد قائلًا بـ حيرة
-وبعدين فـ الدوامة اللي مش هنخلص منها دي…
جلست فوق فراشها غاضبة لتقول بـ غيظ وهي تضم يديها إلى صدرها
-فاكر نفسه مين عشان يتحكم فيا!!…
ظلت زامة لشفتيها لعدة لحظات قبل أن تتذكر ضحكته..عادت تردف “قُصي يضحك” “قُصي يمتلك ضحكة رائعة”..إذًا لما كان دائمًا معها مُقتضب الوجه..فـ تلك أول مرة يتبسم..بل أول مرة تراه يبتسم..إبتسامة صافية تبعث الراحة عكس ضحكة الآخر..أرسلان “الشيطان والكابوس” فـ إبتسامته تجعل الخوف يسري بـ عروقها لتتيقن أن القادم سيكون أسوء
************************************
صعد إلى غُرفتها عقب عدة ساعات أمضاها بـ التخطيط لما سيُقدم عليه..وجدها تفتح عيناها ليتقدم منها وملامحه المُقتضبة تتحول إلى أُخرى قاسية
إنكمشت زوجته على نفسها لتعود وتُغمض عيناها خوفًا من رؤية عينيه القاسية ولكن برودة نبرته أجبرتها على النظر إليه
-بُصلي يا ريم..بُصلي لآخر مرة…
إتسعت عيناها وهى تتساءل بـ ضعف
-يعني إيه آخر مرة!
-جلس فوق طرف الفراش وأكمل:يعني آخر مرة..يعني مفيش خلاص النهاية…
حاولت الإعتدال ولكن جسدها عجز عن الإستجابة ليضع يديه على كتفيها يُعدل من جلستها لتهمس بـ نفس الضعف ولكن تحشرجت نبرتها
-فهمني!..عرفني أنا مصيري إيه؟
-أردف بـ جمود:أنا مبحددتش مصير بني آدم..حتى لو أنتِ..أنا جاي أعرفك بحكم العشرة اللي أنتِ دوستي عليها زمان..إن معاد أبوكِ أذن…
صرخت صرخة مبحوحة ضعيفة حاولت بعدها إمساك يده قائلة بـ رجاء
-أبوس إيدك بلاش..إقتلني أنا..بلاش هو…
أبعد يده عنها بـ حدة ثم جأر بـ صوتٍ جهوري أفزعها وقد تحولت ملامحه إلى أُخرى شيطانية
-أخرسي..أخرسي ولا كلمة..أنتِ مفكرة إني هقولك على عيني حاضر ومش هقتله..دا لا دمك ولا دمه هيكفيني..فاهمة!..العذاب اللي عشتيه فـ الكام سنة دول ميجوش لمحة من اللي عشته..وأبوكِ أول واحد هيغرقه طوفاني…
إقترب منها يضع يده خلف عنقها جاذبًا إياه إليه بـ شراسة غيرُ عابئًا بـ جسدها الهزيل ثم همس بـ فحيح
-مش هو دا اللي دبر ونفذ!..مش هو دا اللي خلى نفسه كلب لناس هتبيعه دلوقتي لما يعرفوا اللي هيحصل!..مش هو دا اللي دوستي عليا عشانه وأهو باعك ليا عشان يضمن حياته..بس للأسف ميعرفش إن ربنا مبيسبش حق حد..وبنته بقت سلاح هيموت بيه…
هبطت عبراتها بـ غزارة تألمًا و خوفًا لتهمس بعدها بـ إرتجاف
-بس دا أبويا
-كدااابة..أنتِ عُمرك ما فكرتي فـ أبوكِ..أنتِ زيك زيه عرق الوساخة والدناءة مالي دمكم..أنا وبس هو دا اللي عايشين عليه..بس وعهد الله يا ريم..كل اللي شوفتيه دا مش هيجي جنب اللي جاي حاجة..و دورك جاي لسه..دا مُجرد تمهيد لعقابي الحقيقي ليكِ…
صرخ بـ عبارته الأخيرة بـ حقد وهو يتطلع بـ عينيه السوداوين واللتين تحولتا إلى بركتين من الظلام الدامس كـ الذي يُشبه روحه
ترك عنقها بـ حدة ينفض يده وكأنها ستلوثه..غيرُ عابئًا لتألمها..عدّل من هندام ثيابه ثم أردف بـ نبرته القاسية والحاد كـ الخنجر المسموم
-إعملي حسابك..أنك هتشوفي كل حاجة live (بث مُباشر لكل اللي هيحصل..إستعدي لخبر موت أبوكِ..واللي بعدهم..هسيبك تشوفي موت كل واحد منهم والرُعب بياكل قلبك والدور بيقرب منك…
تحرك خطوة ثم عاد يُبعد يدها عن وجهها بـ حدة وهمس بـ إشمئزاز
-نسيت أقولك إنك طالق…
أجهشت بـ البُكاء ولكنه كان ينظر إليها بـ جمود قبل أن يترك يدها و يبتعد
ثم توجه خارج الغُرفة ليصفق الباب بـ عُنف ثم صرخ بـ الخادمة التي أتت مهرولة تقف أمامه خائفة وهى تستمع لأوامره
-جهزيها مع المُمرضة الخاصة بيها لما تيجي عربية إسعاف تسبيهم يدخلوا .. هما عارفين هيعملوا إيه..سامعة!!!…
هدر بـ عبارته بـ غضب لتومئ الخادمة بـ سرعة وخوف مُرددة بـ تلعثم
-آآ..حـ. حاضر..يا..باآ..باشا…
ودون كلمةً أُخرى توجه إلى غُرفته المُحرمة يُحضر حاجياته ثم رحل دون أن يعلم أحد
*************************************
كان العرق يتصبب منه وهو جالس بـ سيارته يعلم أن أجله آتٍ لا محالة..كم كان أخرقًا بـ تركه يهرب مُنذ سنوات ولكنه لم يكن يعلم أنه سيتحول إلى شيطان سيستبيح دماء من سفكوا دماءه
الجميع تخلى عنه..هو صاحب الفكرة والتخطيط..هو من أوقعه بـ فخ هؤلاء ولأجل مصلحتهم ولكنهم ما أن علموا أنه قد عاد من جديد..تخلوا عنه وبدأوا بـ تحصين أنفسهم
ألم تكن إبنته قُربانًا له!..ألم يُعطها إليه كي يدعه وشأنه؟!..إذًا لما العودة..سيموت بعدما وصل إلى منصب “وزير الدفاع” بعد عناءًا طويل..الآن سيموت و دون مُقابل
إستفاق على صوت السائق وهو يقول
-وصلنا يا معالي الوزير…
أومأ وقد تسلل إلى نفسه بعض الراحة والأمن..ذلك المنزل المُنعزل والذي لا يعرف عنه أحد سيُشكل درعًا مؤقتًا له حتى يستطيع الهروب نهائيًا
كما أن طاقم الحراسة وبعض أفراد الأمن الذين أمر بـ إحضارهم سيشكلون درعًا إضافيًا له..مهما بلغت مهارته لن يستطيع العبور
توجه إلى الداخل والحرس يتبعونه حتى وصل إلى غُرفة نومه..إلتفت إليهم وقال
-مفيش داعي تبقوا هنا..خليكوا فـ الدور اللي تحت…
أومأ الحارسين ليهبطا الدرج..أما هو قد دلف إلى غُرفته
وضع يده على زر الإنارة ثم أغلق الباب ونزع سترته ثم تبعها أزرار قميصه
لحظة واحدة فقط كانت فاصلة لما حدث..نصل حاد وُضع على نحره ويد تُكمم فِيه عن الصُراخ..و صوتًا لم يُغيره الزمان ولكنه جعله أكثر قساوة يبعث الرجفة بـ قلوب أعتى الرجال فـ ما بالك بـ رجلٌ أشيب
-ليك وحشة يا حمايا…
حاول الصُراخ ولكن يد أرسلان كانت تُكمم فِيه بـ حرص..ليهمس بـ هسيس ويده تضغط على نحره
-تؤتؤتؤ..لو عاوز عُمرك يطول لحظة تخليك هادي..أنا مبحبش الصوت العالي..إتفقنا يا حمايا!!…
أومأ بـ خوفٍ ليدفعه أرسلان هامسًا بـ خُبث
-دلوقتي إقعد ندردش مع بعض كدا
-وكان أول سؤال مُتوقع:دخلت هنا إزاي!!!…
جلس أرسلان فوق المقعد المواجه لمقعد الآخر ثم قال بـ نبرته القاسية
-عيب تسأل السؤال دا وأنت أستاذي
-عرفت البيت دا منين!
-ضحك أرسلان وقال:متبقاش غبي أومال..منا لسه مجاوبك…
تلاعب أرسلان بـ النصل بين يديه ليبعث الرهبة بـ قلب الآخر الذي كان بـ دوره ينظر إلى النصل وهو يزدرد ريقه بـ خوف ثم أردف مُتصببًا العرق الغزير
-بنتي جرالها إيه؟
-وأنت من أمتى يهمك بنتك!..مش دي كانت كفالة نجاتك المؤقت!…
أردف عبارته بـ نبرةٍ سوداء تُقطر غضبًا وحقد ثم أكمل حديثه
-بنتك لسه مماتتش..ولسه مش هتموت دلوقتي..هي هتحضر العرض من أوله لآخره
-تلثعم مُتساءلًا:جاي عاوز إيه!
-بـ نبرة كـ الفحيح أردف:روحك..جاي عاوز روحك ومش همشي من غيرها…
إرتعد لعبارته ونبرته التي عَلِم منها أنها النهاية..ليبدأ جسده بـ الإنتفاض والتشنج..لينهض أرسلان بـ هدوء مُتلذذًا لما يحدث له ثم أردف بـ فتور
-لأ إجمد كدا يا معالي الوزير..مكنتش مفكرك خفيف كدا..فين أيام الشقاوة..فاكرها!..فاكر أرسلان ساعتها وإزاي وقعته فـ فخك بكل سهولة ويُسر..أهو أنا محتاج دا قدامي دلوقتي…
شعر الآخر بـ إختناق ليتنفس بـ صوتٍ عال ثم قال بـ تقطع
-لو..لو عاوز..تقتلني..إعملها
-إنحنى أرسلان وهمس بـ نبرة مُزدرية:مش أنا اللي أوسخ إيدي بيك..وبعدين مش أنا اللي هقتلك
-مين!…
-هذه المرة كانت نبرته قاتلة:أنت…
إبتعد يرى ملامح الآخر الباهتة..ليضع أرسلان النصل بين يديه وأكمل همسه بـ نبرة جحيمية
-إدبح نفسك..زي اللي خليتني أدبحه بالظبط
-همس الآخر وهو يبكي:مش هقدر…
ربت أرسلان على منكبه وقال بـ فحيح
-لأ هتقدر..عشان لو مقتلتش نفسك..طريقتي مش هتعجبك أبدًا
-إرحمني..الرحمة…
قست عيناه أكثر وهو يدنو إليه أكثر ثم هدر بـ نبرة مُميتة ، حاقدة
-كانت فين الرحمة وأنت عارف إنك مش هتنولها دلوقتي..كانت فين زمان ها!..جاي بتطلب حاجة مديتهاش!..فاقد الشئ لا يُعطيه يا معالي الوزير…
نظر إليه بـ كره وأكمل بـ نبرة مملؤة بـ الغل والحقد
-كل ثانية بتتأخرها..هعذبك قُصادها ساعة
-والآخر يردف بـ ضعف:هيمسكوك
-متخافش..أنت اللي أنتحرت لأسباب شخصية..لمرض بنتك اللي ملوش علاج..ودا اللي أنت كاتبه فـ وصيتك
-وعاد يُردد بـ هذيان:هيقتولك..مش هيسبوك عايش..هما خلاص عرفوا…
إبتسم أرسلان بـ شيطانية وبـ نبرة تُشبه إبتسامته همس
-متخافش..مش هتبقى فـ جهنم لوحدك كتير..هبعتهملك بسرعة..كان لازم تعرف إنك مجرد طابية فـ لعبتهم أول واحد هيتخلوا عنه..اللعبة كانت أكبر من مجموعة وزراء ولوءات فـ الجيش…
كان الآخر يبكي بـ عُنف عله يرأف بـ حاله ولكنه نظر إلى ساعة يده وقال بـ ملل
-كدا أنت أخرتني عشر دقايق بـ حالهم..يلا إنجز…
أخرج أرسلان هاتفه وفتح الكاميرا الخاصة به ثم بـ صوتٍ كانت نبرته قاطعة
-هعد من واحد لتلاتة لو مدبحتش نفسك..يبقى أنت الجاني على نفسك وساعتها متلومنيش على اللي هعمله
-أنا آآ
-ولكن أرسلان قد بدأ العد:واحد…
بكى الآخر بـ إذلال يعلم أنه لن يتوانى عن تنفيذ تهديده..سيقتله بـ طريقة مُؤلمة ستستمر لأيام ويعلم..يكفي الرهبة التي عاش بها لسنوات يُهدده بها..تلذذ بـ تدمير حياته طوال السنوات السابقة..ولن يبخل عليه بـ القادم..صوت أرسلان أخرجه من تحديقه بـ النصل
-هااا وصلت لإيه!…
أغمض عيناه لتسقط آخر قطرتين قبل أن يُقرب النصل من نحره..وقد أنهى حياته بـ نفسه كما أمر بـ إنهاء حياة الآخرين..دائرة وقد وصل لنقطة الإنطلاق
************************************
عاد أرسلان وهو يُطلق صفيرًا ثم دلف إلى المنزل فـ وجد الخادمة تقول
-عربية الإسعاف جت من تلات ساعات وأخدت الست هانم زي ما أمرت
-طب روحي…
أشار إليها بـ الإنصراف ليتجه إلى غُرفته المُحرمة ثم إلى اللوحة البيضاء ليضع دائرة حول الاسم القادم
نظر إلى يده لينزع حلقته الفضية ويرتدي مكانها خاتمًا أخر به حجر كريم من العقيق الأحمر
جلس فوق الأريكة المُقابلة اللوحة وبقى يُحدق بـ الاسم وإبتسامة تتسع وهو يُفكر بـ طريقة إنتقام مثالية
يتبع…
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى