Uncategorized

رواية بنى سليمان الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب سمير

 رواية بنى سليمان الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب سمير

رواية بنى سليمان الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب سمير

رواية بنى سليمان الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب سمير

.. ! ذكريات ! ..
‘ لدي ذكري سوداء.. ك غيري من البشر، كانت ومازالت علامة سوداء في تاريخ حياتي ‘
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 
تمر الليالي عليها بلا جديد، تزداد فيها احزانها ووحدتها ولا تقل سنتيمتًرا واحدًا، يزداد كرهها له تدريجيًا ويوميًا وكأنها لم تحبه يوما، جميع مشاعرها اللطيفة التي كانت تمده بها اختفت بعد حديثه بذلك اليوم المشئوم، لا تعلم حقا لما هي تهرب من كل شئ، رغم انها اقنعت ذاتها انه لا شئ، هل لانها تشعر بالكسرة؟ كسـر نفسيتها وتحطيمها وكسـر كرامتها واهدارها! حقا.. حديثه ذلك وطلبه الحقير اشعرها وكأنها من اؤلئك الفتيات اللواتي يوافقن علي أي شئ لاجل المال وفقط.. بل يعد الزواج السري لهم بالأمر العظيم..
هل هي بنظره قليلة إلي تلك الدرجة؟
تفكيرها منذ ثلاثة ايام متتالية وإلي حتي الأن لا يتوقف، يزداد منذ ان تستيقظ وحتي تنام، توقفت عن ممارسة حياتها بشكل طبيعي، حتي محلها العزيز لم تعد تزوره، وهي التي ما توقفت يومًا عن زيارته، تأتي لها ذكري مقابلته بذلك المحل فتنغص عليها حياتها، وتشعر فجأة انها لا تطيق ان تري عطورها التي شهدت علي الحديث مرة أخري..
ولكن.. إلي متي؟ ستظل حبيسه غرفتها وفقط..!
قطع حبل افكارها التي لا تنضب، صوت جرس الباب، توجهت نحوه بخطوات كسولة وفتحته، وجدت ان الطارقة ‘ ناني ‘ التي بدورها دفعتها ودخلت وهي تقول بنبرة متسائلة قلقة:-
_مختفية فين يابنتي الأيام اللي فاتت، ومبترديش علي مكالماتي لية؟
جلست علي اقرب مقعد قابلها وراحت تلعب بخصلات شعرها بأرهاق و:-
_موجودة اهو..
جلست في مقعد مجاور لـ الذي تجلس عليه و:-
_مبترديش لية؟ والمحل مقفول لية؟ ومالك كدا و…
توسعت عيونها وهي تتابع بصراخ:-
_اوعي تقولي انك رجعتي لـ القرف دا تاني يابيسان
نظرت لها بعيون ناعسة ولم ترد، بينما نهضت ناني عن مكانها بعصبية واقتربت منها، امسكت ذراعيها وراحت تهزها بعنف وقوة
ناني:-
_انتي رجعتي لـ المخدرات تاني يابيسان؟ ضعفتي ورجعتي، ياشيخة حرام عليكي نفسك.. برضوا رجعتي لـ السم دا.. برضوا يابيسان.. برضوا
بدأت تدخل ناني في حالة من الهستريا الغاضبة، لكن قطع حالتها تلك صوت بيسان الهادئ:-
_انا مأخدتش حاجة ياناني، اهدي بقي
نظرت لها بنص عين، فقالت بصدق:-
_والله ما أخدت
عادت تجلس مكانها وهي تقول:-
_اومال حالك دا من اية؟
بيسان بنبرة مريرة:-
_سليمان توفيق بيحبني
توسعت عيون ناني بزهول، خاصة عندما تابعت بيسان:-
_وعايز يتجوزني..
وكادت تصرخ بسعادة، لكن صخرة الحقيقة الباقية سقطت علي تلك السعادة و:-
_في السـر
صاحت بغضب:-
_الحقير.. حتي هو طلع و** زيهم وعامل فيها عنده مبادئ وقيم
بيسان بملامح جامدة.. ك من لا روح فيها:-
_مفيش حد بقي عنده لا اخلاق ولا قيم ياناني، احنا في زمن دلوقتي صدقيتي من احقر الازمان اللي عدت في العالم دا، كل الغلط بقي مستباح.. كل الصح بقي غلط، الناس مبقيتش بتخاف من الاعتراف بجرايمهم وغلطاتهم لا.. دول بقيوا فخورين بيها، الناس دي هي السبب في إني ابقي مدمنة في يوم من الايام، كنت بحاول اهرب من القرف اللي بشوفه بأي طريقة.. كانت غلط بس كانت بتخليني غايبة عن حقيقتهم ياناني
رمقتها ناني بحزن عليها، ربتت علي كتفيها وحاولت ان تخرجها من ذكرياتها السيئة فقالت متسائلة:-
_طيب انتي عملتي اية؟
نظرت لها وراحت تحكي لها كل ما حدث منذ معرفتها به ولحتي تلك اللحظة.. والأخري تستمع لها بكل اهتمام..
بذلك الحين.. اسفل المبني
ضغط زاهر علي زر الأجابة ووضعه علي اذنه فجاءه صوت سليمان:-
_قولي اية الجديد عندك يازاهر؟
فهو ارسله لها ليكون حارس لها منذ ذلك اليوم، فزاهر يعد ذراعه الايمن واكثر من يثق فيهم، ومعني أنها تحت انظاره.. أنها دوما ستكون بخير
زاهر وعينيه معلقة بالدور الذي به شقة بيسان:-
_منزلتش برضوا ياباشا ولا طلعت من بلكونتها حتي، بس من شوية واحدة طلعتلها، وبقالهم ساعتين اهو فوق سوا…
لم يكاد يكلم حديثه حتي رأي ناني تخرج من بواية المبني، فسارع بالقول لسليمان:-
_صحبتها نزلت اهي ياباشا، بس لوحدها
تنهد سليمان عاليا و:-
_طيب ياسليمان خلي عينك عليها برضوا، وبلغني بكل جديد
_اوامرك ياباشا
واغلق معه..
وضع الهاتف علي طاولة المكتب ونظر لسقف الغرفة بأرهاق جلي، معني انه لم يراها لمنذ ثلاث ايام لا يعرف كيف سيشرحه.. هو يشعر وكأن جزءًا منه ناقصًا ومفقودًا.. تاركًا مكانه فراغ مُوحش، لا يعلم انه احبها الي تلك الدرجة الا الان.. بعدما ذاق فراقها وان كانت تحت عينيه، ففكرة انه لا يري بسمتها الخجولة، ويستمتع بعبقها الساحر، ويستمتع بحديثها المندفع غير مقبولة أبدا في قاموس عشقه لها.. لم يعد حقا يستطيع تحمل فكرة الخصام الذي بينهم
نهض وقد قرر ان يذهب لها، ويفهمها كل شئ، وان لم تفهم، وأصرت علي موقفها.. سيستخدم أوراقه ضدها، وطريقة آل سليمان ليجعلها تحت يديه الي الأبـد..
وبعد ذلك.. وبعد ان تصبح له، سيحاول ان يصالحها بأي طريقة..
في طريق خروجه وجد عليا تكاد تدخل له، قال بنبرة متعجلة:-
_بعدين ياعليا بعدين..
قالت بنبرة معترضة:-
_اللآلآت وصلت يامستر حسان و….
قال قبل ان يغادر:-
_ابعتي عابد يشوفها وروحي معاه
ومعني ان تذهب معه انها فقط عليها ان تراقبه، وتري تصرفاته و… فقط
_طيب وحسان باشا….
لم تُكاد تكمل حديثها وكان بالفعل قد غادر
                             . . . * . . .
_لسة زعلانة؟
قالها واجد وهو يحتضن زوجته الجالسة علي الاريكة بغرفتهم من الخلف، حاولت ان تبعد ذراعيه عنها وهي تقول بضيق منه:-
_مش زعلانة.. مصدومة ياواجد
قال بتبرير وهو يلتف ليواجهها:-
_صدقيني كنت عارف انها هتبقي كويسة، انا بحب تيتا اوي ياسلمي ومكنش قصدي آذيها
سلمي بعيون لائمة:-
_انت لو كملت خططك هتآذينا كلنا
واجد بنفي وملامح عادت الي الجمود بعد ان كانت بدأت تلين:-
_محدش هيتأذي غيره وغير شغله
سلمي بعدما علمت ان سليمان استطاع ان يتفادي كثير من الوقائع التي خطط لها واجد بالفعل:-
_بس انا شايفة ان كل شغله ماشي تمام وبيتفادي خططك ولو وقع.. بيعرف يصلحها
استراح في جلسته و:-
_انا دخلت مع سليمان حرب نهايتها الموت ياسلمي، وانا معنديش مانع إني أستعجل موته
انتفضت عن مكانها وهي تصيح:-
_لا انت أتجننت بقي..
قاطعها:-
_وطي صوتك، هي هتبقي قرصة ودن.. جابت أجله ماشي، مجابتش يبقي هتكسره 
ادمعت عيونها وقد بدأت تشعر انها تري شخصًا اخر غير زوجها الذي تعلمه، وان من امامها حقا شياطنًا لا يتواني عن القتل وفعل الخطأ مادام سيحقق اهدافه
سلمي:-
_صدقني لو حصل لسليمان حاجة، وعرفت ان ليك ايد فيها ياواجد.. انا اول واحدة هبلغ عنك
واجد وقد نهض عن مكانه، مستعدا لـ المغادرة:-
_مش هسمحلك تعملي كدا
بسخرية اجابت:-
_اية.. هتقتلني انا كمان؟!
نفي برأسه و:-
_مقدرش، بس همنعك تخرجي من البيت دا، ومتخفيش، انا مش هنفذ دلوقتي.. فاضل خطوة وحدة وبعدين هنفذ
بعيون مليئة بالشك.. اردفت سلمي:-
_هتعمل أية؟
غمز لها و:-
_بعدين هتعرفي، المهم فين ادهم؟
_نام بعد ما خلص تمرين السباحة بتاعه
بـ غرفة بعيدة عنهم قليلا، وقفت منال امام صورة لـ أربعة افراد، لم تكن سوي لها هي وزوجها، واخ زوجها وزوجته اي والد ووالدة سليمان، شع من عيونها الندم البالغ وهي تنظر لـ اخ زوجها وزوجته، تلمست ملامح والدة سليمان والتي في يوما ما كانت صديقة لها واردفت بنبرة مليئة بالندم والخزي من نفسها:-
_سامحوني، انتوا مشيتوا بدري اوي بسببي ياسمية، لو الطمع مكنش سيطر عليا كان زمانا حاجة تانية دلوقتي، كان زمانكم علي الاقل عايشين او حتي سميح مات وهو راضي عني
تنهدت عاليا لعلها تبلع تلك الغصة التي تعلقت في حلقها و:-
_شـري.. عيالي خدوه مني، وسليمان بقي نسخة من توفيق بقوته وجبروته وذكائه ياسمية، كل ما بشوفه بفرح.. انا بحبه، ساعات صح بتفلت مني كلمات تضايق بس اعمل اية؟ مهما أحاول أصلح من نفسي مبقدرش، احيانًا بتمني التلاتة يبقوا ايد واحدة، واحيانًا الاقي نفسي بقول لعيالي متسبوش حقكم، انا كل لحظة والتانية برأي ياسمية
_لو سليمان عرف اني كنت ولو بشكل مش مباشر السبب في موتكم.. عمره ما هيسامحني، دا ممكن يطربقها علي دماغ الكل، سليمان زي ابوه.. دايما بايع، ومبيهمهوش غير انه ميحسش نفسه ضعيف وغبي، ربنا يستر ياسمية.. ربنا يستر وبس من الايام اللي جاية
                          . . . * . . .
رغم كل ما يحدث ورغم ان عابد وواجد يعملا جاهدين لهدم امبراطورية سليمان، وجد عابد نفسه يعاين الآلآت بكل جدية ويتفحصها، وجد نفسه ينتقل بين الاورقة ليطمئن علي باقي العمل ويباشره ايضا، بل عدل عدة اخطاء موجودة، عليا التي تعلم كل ما يجري بين بنّي سليمان، كانت عيونها تتوسع بزهول وهي تري ذلك، عابد من يفعل ذلك؟! ليت سليمان هنا ليري ما يحدث..
هتف عابد بغضب لـ عليا:-
_عليا..
انتفضت وهي تجيب:-
_نعم يامستر عابد
عابد بجدية:-
_قولي لسليمان ياريت يجيي زيارة مفاجأة لـ المصنع دا ياعليا علشان الاهمال فيه كبير وياخد موقف
اؤمات بحسنا، وعاد هو يباشر الفحص، اخيرا بعد وقت ليس بقليل خرجا من المصنع، توجهت عليا إلي سيارتها واستقلتها ثم غادرت، لكن قبل ان يغادر عابد وجد الفتاة التي اصطدم بها من عدة ايام.. أمامه، ضيق حاجبيه بتعجب من وجودها فنادها:-
_هيي. انتي يا…
انتبهت له فتقدمت منه:-
_هو انت ياحليوة؟
عابد بتعجب:-
_حليوة!
_المرة اللي فاتت كنت رخمة معلش، بس كنت خايفة لـ تموتني
تجاهل حديثها وسأل بفضول:-
_انتي بتعملي اية هنا؟
اشارت لـ حقيبة بلاستيكة بيدها و:-
_جايبة اكل لـ بابا.. انت بتعمل اية هنا؟ بتشتغل هنا
عدم نظارته الشمسية التي علي عينيه وقال بثقة:-
_تـوء، انا صاحب المصنع وكنت جاي اشرف عليه بس
_كنت لازم اعرف برضوا، عربيتك متقولش انك شغال هنا ولا منظرك
عابد وقد أصابه الفضول لمعرفة اسمها فجأة:-
_انتي اسمك اية؟
ردت:-
_جني.. وانت؟
_عابد
مررت اسمه بأعجاب لـ الاسم و:-
_حتي الناس النضيفة اساميهم عليها القيمة برضوا
وجد نفسه يضحك بقوة علي حديثها، استاذنته وغادرت، بينما بقيت عينيه معلقة عليها وهمس بداخل نفسه متلذذا بنطقه لـ الاسم:-
_جنـي!!
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية ابن الجيران للكاتبة سهيلة سعيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!