روايات

رواية أو أشد قسوة الفصل الرابع 4 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الفصل الرابع 4 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الجزء الرابع

رواية أو أشد قسوة البارت الرابع

أو أشد قسوة
أو أشد قسوة

رواية أو أشد قسوة الحلقة الرابعة

تقود سيارتها عائدة إلى قصر الخشاب بسعادة والإبتسامة تنير ملامحها الرقيقة .. ف ها هو حلم مستحيل يتحقق .. تذكرت ما حدث معها في إذاعة ” في السكه”
حين وصلت هناك كانت سوما تنتظرها عند البوابة الكبيرة .. وما لاحظته وأشعرها بالتوتر والقلق العدد الكبير المتقدم لتلك الوظيفة التي بالنسبة لها ليست مجرد وظيفة أنها حلم .. أو حياة … أو بوابة عبور حتى تصبح شخصية أخرى غير تلك الشخصية التي تدور في فلك عدنان فقط .. حتى تستطيع أن تثبت له أنها لم تعد تلك الفتاة الصغيرة التي تتعثر في خطواتها وتمسك بيده حتى لا تسقط لكنها قد نضجت الأن
وكما قالت لها جدتها من قبل
“أنتِ طوال الوقت قدام عينيه .. شاف شوقك ولهفتك .. عارف إنك مستنياه .. وطول ما أنتِ سهلة ومتاحه وموجودة ديماً .. هيعمل مجهود علشانك ليه”
لذلك وبعد ذلك الألم القوي التي شعرت به وهو يتحدث مع تلك الفتاة … كانت قد أخذت قرارها التي تعلم جيدًا أنها لن تنفذه … لكن القدر أراد أن يعطيها فرصة جديدة .. بتلك الوظيفة عادت إبتسامتها وهي تتذكر تلك المقابلة
طرقت الباب ودخلت وهي ترفع رأسها بشموخ وإبتسامة ثقة ترتسم على ثغرها
رغم أن جسدها ينتفض بقلق وتوتر وهي ترى أمامها “مراد منير” صاحب الصوت الأشهر بالإذاعة يجلس خلف مكتبه وأمامه أحد مساعديه
أشار لها أن تجلس .. لتقترب وتجلس على الكرسي بظهر معتدل وأنف شامخه نظر إلى الورق أمامه وقال بهدوء
-إسمك ظلال
أومأت بنعم مع إبتسامة رقيقة ليقول من جديد
-ظلال حسام
أومأت من جديد بنعم .. ليقول بابتسامة
-وباقي أسمك فين .. مكتوب الأسم رباعي
أخفضت عيونها أرضًا للحظات ثم رفعتها له وقالت بهدوء
-هقول لحضرتك أسمي رباعي بس في أخر كلامنا علشان الأسم ميأثرش على المقابلة لا بالسلب ولا بالإيجاب
أندهش مراد من حديثها لكنه قال بعد أن حرك رأسه
-مفيش مشكلة .. قوليلي يا ظلال ليه عايزة تشتغلي مذيعة راديو .. أنا شايف أن ملامحك وهيئتك مميزة جدًا وأعتقد إنك على الشاشة هتكوني مميزة جدًا
أبتسمت بسعادة حقيقة وقالت بصدق
-أنا من صغري بسمع راديو مع جدتي .. وأتعلقت بكل تفاصيل الراديو .. عشقت الأصوات وبقيت أقدر أميزها .. إحساس أن حواسي كلها بتتجمع في وداني وأنا بسمع الراديو إحساس عجيب لكن مميز وقدرة المذيع أنه يوصل المشاعر بصوته بس للناس دي إمكانيات مقدرش أوصفها لكن عارفه إني أملكها
أعجب بإجابتها رغم أنها لم تكن تلك الإجابة النموذجية المتعارف عليها لكنها لاقت قبول بداخله فقال بمشاغبة
-حلمك توصلي لفين؟
-أبقى أشهر مذيعة راديو .. ويكون عندي برنامج بإسمي .. معاده ثابت والكل بيستناه … وكمان
صمتت لعدة ثواني ليقول مراد باستفهام
-كمان أيه؟!
-لا ده حلم كبير هيفضل جوايا لحد ما أحقق أحلامي الصغيرة
أجابته بابتسامة طفوليه .. شاركها فيها مراد وكان المساعد يشعر بالإندهاش من تلك المقابلة … ف هي لم تسير ك سابقتها ومراد الذي كان مقطب الجبين جاد الملامح مع كل من سبقوا تلك الفتاة الأن يبتسم ويشاغب .. إنتبه المساعد من أفكاره حين قال مراد ببعض الشر المصطنع
-يعني أحلامك الصغيرة إنك تكوني مكاني
-لا يا أستاذ مراد مفيش حد ممكن ياخد مكانك … أنا عايزة يكون ليا مكان خاص بيا .. مكان لظلال محدش كان فيه قبلي ومحدش ياخده بعدي
أومأ مراد بنعم وإجابتها لمست روحه المحاربه التي ساعدته منذ بدء طريقه حتى أصبح الأن مراد منير أيقونة الراديو المعروفه
عاد مراد ينظر إلى الأوراق وقال بمرح
-طيب يا ظلال المقابلة أنتهت ممكن أعرف أسمك رباعي بقى
ظلت تنظر إليه بعيون متوسلة كالأطفال لكنه ظل ينظر إليها بإصرار لتقترب ب جذعها من المكتب وقالت بهمس
-توعدني أنك لما تعرف أسمي ده ميأثرش في قرارك
قطب جبينه بقلق .. لكنه رفع أحدٍ حاجبيه وهو يقول
-أنتِ بنت خُط الصعيد ولا أيه؟!
لتبتسم وهي تقول برقه
-لأ … أنا ظلال حسام مصطفى الخشاب
لتجحظ عيون المساعد وهو يحرك عينيه بين مراد وظلال .. لكن مراد أبتسم وهو يقول بهدوء متجاهلاً التعقيب عن أسمها
-تمام يا ظلال حسام هنتصل بيكي نعرفك نتيجة المقابلة
أبتسمت ووقفت وعيونها ثابته على مراد الذي كان يشبه أبطال الروايات بجسده الرياضي ولحيته التي أختلط سوادها ببعض الشعيرات الفضية ك خصلات شعره .. و بداخلها يردد (( أربعيني خالط الشيب شعره))
لكنها قالت بهدوء وثقة
-أكيد … أتشرفت بمقابلتك أستاذ مراد والمقابلة دي في حد ذاتها نجاح بالنسبه ليا
وقف مراد ومد يده لها وهو يقول
-الشرف ليا يا أستاذة ظلال حسام
تأكيده على نطق أسمها وأسم والدها فقط متجاهلاً لقب العائلة أسعدها بشده … لتضع يدها داخل يده في سلام عملي وغادرت وبداخلها طاقه من السعادة لا تسطيع أن تصفها .. أخذت صديقتها وأوصلتها إلى منزلها وها هي على وشك الوصول إلى قصر الخشاب … وقبل البوابة بعدة أمتار سمعت صوت هاتفها لتخرجه من حقيبتها تنظر إلى الرقم غير المسجل ثم أجابت ليصلها صوت رجل يقول
-أنسه ظلال أستاذ مراد بيبلغ حضرتك إنك أتقبلتي وبكرة تكوني موجوده في الإذاعة الساعه ٦ صباحًا
لتطلق صيحه سعادة وهي تعود لتشغيل سيارتها وتعبر بوابة القصر وإبتسامة واسعه ترتسم على وجهها الجميل أوقفت السيارة في مكانها وهي تفكر في رد فعل عائلتها على هذا الخبر خاصة هو
~~~~~~~~~~~
طوال الطريق وهي تفكر فيما حدث
حين كاد مديرها أن يسقط أرضًا .. وشعوره بالدوار .. ولا تعلم من ذلك الشخص الذي دلف إلى المكتب وأخرجها منه بالآمر بأسلوب فظ وغريب
وكيف سمح أدهم بذلك؟
أدهم … منذ متى تنطق أسمه دون ألقاب؟ وماذا كانت تنتظر منه بالتحديد؟
أخذت نفس عميق وأخرجته بهدوء تحاول أن تمحي صورة إبتسامته من خيالها .. وتلك اللحظة التي لمست فيها يده حتى تدعم وقفته ولا يسقط أرضًا
همست لنفسها بتوبيخ
-أيه إللي جرالك يا سليمة؟ أيه الأفكار الغريبه إللي أنتِ بتفكري فيها دي .. ده بدل ما تستغفري على لمسك لراجل لا يحل ليكي
نظرت إلى النافذة وبدأت في الإستغفار بصوت هامس
حين وصلت إلى البيت .. كان عقلها مازال يكرر عليها أخر ما حدث وكيف شعرت بالخوف عليه .. وركضت حتى تمسك به قبل سقوطة
لم تدخل لوالدتها بالمطبخ كعادتها ولكن توجهت مباشرة إلى والدها الذي أستقبلها بابتسامته الحنونه وهو يقول
-جيتي في وقتك .. أمك عمله لينا عشا ملوكي النهاردة
لم تتجاوب مع مزاح والدها وهي تجلس بجانبه ليسأل بقلق
-مالك يا سليمة؟
رفعت عيونها إليه ودون أن يسأل من جديد أخبرته بكل شيء وإحساسها بالذنب من لمسها له .. وحديث ذلك الشخص التي لم تعرف من هو .. ونظراته التي أشعرتها بالدونية
وحين أنتهت كانت عيونها معلقه بوالدها تنتظر كلماته بخوف وترقب .. ورغم شعوره بالضيق إلا أنه قال
-طبعًا لازم تستغفري كتير .. صحيح أنتِ كان قصدك خير لكن … أنتِ عارفه أنه يحرم على المرأة أن تصافح الرجال الأجانب، بدليل حديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ) علشان كده لازم تستغفري كتير وتوبي عن الذنب ده ومتكرريهوش تاني
أومأت بنعم والحزن يرتسم على ملامحها الرقيقة ليقول والدها ببعض المرح حتى يخرجها من تلك الحاله
-يلا قومي غيري هدومك بسرعه وصلي المغرب .. علشان تلحقي العشا الملوكي
أومأت بنعم ووقفت حتى تتوجه إلى غرفتها ولكنها وقفت في منتصف الطريق وقالت له
-هو أنت زعلان مني؟
هز رأسه بلا وإبتسامة صغيرة تزين شفتيه لتبتسم بخجل وهي تقول بصدق
-شكرًا يا بابا
دخلت غرفتها وأغلقت الباب ليأخذ نفس عميق وهو يدعوا الله لها بالصلاح والهدايه وراحة البال
~~~~~~~~~
يجلس في مطبخ شقته يتناول شطيرة من البيض والجبن .. وكوب قهوة ذات رائحة مميزة .. وبين يديه سيجارة لكنها من نوع خاص جدًا
سيجارة يحرقها كما يحرق أيامه وليالي عمره دون هدف أو حلم أو سبب وجيه .. هو حي فقط
يعيش يومه كما يحلو له … يخرج .. يجلس على المقهى … يقابل صديقاته المتنوعات يعبث معهم قليلًا .. ثم يعود إلى شقته الخاليه تقريبًا إلا من غرفة نوم … وذلك المطبخ المتكامل … والشرفة التي أهتم بها أكثر من إهتمامه بباقي الشقة
أنتهى من تناول طعامه … وقف يضع الصحن وكوب القهوة في المغسلة .. ثم أخرج زجاجة خضراء اللون من الثلاجة وتوجه إلى مكانه المفضل … الشرفة .. نستطيع أن نقول أنها خلوته الخاصة .. خاصة وهي مغلقه بخشب الأرابيسك ف توفر له بعض الخصوصية وهذا أكثر شيء لفت أنتباهه بالشقه حين قام باستئجارها .. جلس على أحد الكراسي ومدد قدمه على الأخر رافعًا رأسه إلى السماء يتأمل نجومها اللامعة … وبين شفتيه سيجارته المميزة وبيده تلك الزجاجة وبدء في الغناء بصوت منخفض
لفت نظر تلك التي تقف في شرفتها تفكر في كل ما حدث معها خلال الأيام الماضية
أبتسمت برقه ف صوته ليس جيد لكنه له نبره مميزة .. ويعلم اللحن جيدًا فكل ما يصدر منه مقبول
أطلت برأسها عبر الحائط الفاصل بينهم لكنها لم تتمكن من رؤية شيء بسبب ذلك الشباك الذي يحاوط سور الشرفة لكنها كانت تحاول أن تتذكر متى سكن هذا الشخص هنا؟ هي لم تراه أو تصادفه على السلم يومًا .. وهذه المرة الأولى التي تصادف أن تراه في شرفة شقته لكن صوته حقًا سيء .. لكن ويالا الغرابه لا تريده أن يتوقف عن الغناء
أنتهى هو من سيجارته وألقاها بإهمال على الأرض وعيونه معلقه بالسماء أخذ رشفه من الزجاجة ثم عاد ل يغني باستمتاع رسم البسمة على وجهها وأنساها ما كان يحيرها
~~~~~~~~~~
ظل يضرب كيس الملاكمة بقوه وعنف بداخل صاله الألعاب الذي أنشئها أدهم منذ سنوات داخل قصر الخشاب حتى توفر لهم جميعًا الخصوصية والراحه وزودها بكل شيء .. الألآت الرياضيه وأثقال .. ومسبح كبير وبها أيضًا مكان لألعاب الفيديو الحديثة ومزوده بنظام موسيقى عالي الجودة … وأعتاد هو اللعب فيها كل يوم حتى يحافظ على لياقته ومستواه الرياضي … لكن اليوم مختلف .. ف بداخله غضب لا يفهم سببه ويريد أن يخرج كل هذا الغضب في شيء ما … لكن هو لا يفهم سبب غضبه … ف هل أصبح لديه من الغرور ما يجعله يحزن حين تتجاهله ظلال؟
أليس هذا ما كان يسعى إليه؟ كان يقوم بكل ما يجرح كبريائها .. ويعذبها حتى تبتعد عنه .. تترك حبال حبه الذائبة وتلتفت إلى نفسها وحياتها؟
لما الأن يشعر بالغضب؟ لما يشعر بنيران حارقة تلتهم أحشائه؟ ولما يشعر بهذا الآلم داخل قلبه؟
ضرب الكيس لمرة أخيره ووقف يلهث بقوة … لم يعد لديه القوة ليظل واقف فتمدد أرضًا وأغلق عينيه بقوة .. والسؤال الأهم يطرق رأسه ويزيد ألم قلبه … ماذا سيحدث إذا قُوبلت ظلال في ذلك العمل؟ وكيف سيتحمل هو ذلك؟
وصل إليه صوت البوابه الإلكترونيه وهي تفتح .. وصوت سيارتها تقترب من الجراج القريب من صالة الألعاب
أعتدل جالسًا وبداخله قد أنقسم إلى نصفين … نصف يريد الركض إليها ومعرفة ما حدث .. والنصف الثاني يكابر ويرفض التحرك من مكانه … لكن قلبه كان في مكان آخر بعيد عن كلا النصفين … كان يريد أن يركض إليها يضمها إليه .. يخبئها بداخله .. يغلق عليها عظام صدره فلا يراها سواه
وتغلب قلبه على عقله ونصفه المغرور وتحرك يغادر صاله الألعاب غير عابيء بمظهره غير المرتب .. وشعره المشعث ولا حتى قطرات العرق التي تكسوا جسده
دخل إلى القصر ليجدها تجلس هناك أمام الجدة شُكران تقص عليها كل ما حدث معها بسعادة كبيرة وحين وقعت عيونها عليه .. أهدته أجمل إبتسامة قد تراها عينيه … ولم تكن بخيله معه بل إقتربت منه وهي تقول بسعادة طفل قرر والده أن يجعله يلعب ويعبث في كل شيء دون قيود
-تخيل يا عدنان من بكرة هشتغل مع مراد منير في الراديو … من بكرة هبدء أحقق حلمي
لم يستطع قول شيء .. مراد منير .. ذلك المذيع صاحب الصوت المميز … والهيئة الأكثر تميزًا … سوف تعمل معه ظلال … كيف يتحمل
لكنها لم تهتم لصمته … وعادت إلى مكان جلوس شُكران وقالت
-أحلى حاجة يا نناه أن أسم الخشاب مكنش له علاقه نهائي أنا قولتله بس أن أسمي ظلال حسام
وقفزت في الهواء وهي تقول بمرح وأنطلاق
-هبقى مذيعة راديو … هبقى مذيعة راديو
-بس أنا مش موافق
قالها عدنان بغضب … لتقف ظلال مكانها تنظر إليه بصدمه … وأختفت الإبتسامة من فوق وجه شُكران التي كانت تتابع حركات ظلال بسعادة
إقترب بضع خطوات وقال من جديد
-أنا مش موافق على شغلك ده … وخصوصًا مع إللي إسمه مراد منير ده
شعرت شُكران بالغضب من عدنان والخوف من تراجع ظلال لكنها إبتسمت حين سمعتها تقول
-وأنت مالك أصلًا توافق أو ترفض بصفة إيه؟ أخويا وموافق وجدتي كمان أنت بقى علاقتك أيه بالموضوع؟
برزت عروق عنقه من شدة غضبه .. وقال بصوت عالي
-أنا أبن عمك .. وأكيد ليًا رأي في موضوع شغلك .. وأنا شايف أنه مش مناسب خالص
ظلت واقفه في مكانها أمام جدتها لكنها عقدت ذراعيها حول صدرها وقالت بهدوء زاد من إشتعال غضبه
-صحيح أبن عمي .. لكن مش ولي آمري .. يعني رأيك مش شرط ناخد بيه … آبيه أدهم موافق وبيشجعني ونناه كمان يبقى رأيك مش مهم بالنسبة ليا
ثم نظرت إلى شُكران وقالت بابتسامة حلوه خطفت أنفاس ذلك المغرور الذي يلتهم كل أنش فيها بعينيه رغم غضبه وأعصابه التي على وشك الإنفلات
-هطلع أنام بقى علشان هصحى بدري .. المفروض أكون في الإذاعة الساعه ٦
وقبلت وجنة جدتها وركضت إلى الأعلى وهي تردد
-هبقى مذيعة راديو … هبقى مذيعة راديو
لينظر عدنان لوجه جدته التي تنظر إليه بلوم … ف شعر بنار تشتعل من جديد بداخل قلبه ليغادر القصر عائدًا إلى صالة الألعاب حتى يلكم ذلك الكيس عله يهدء
~~~~~~~~~~~
يسير بغضب متوجهًا لصاله الألعاب لكنه توقف في مكانه بصدمه وهو يرى أدهم يجلس داخل سيارته يستمد برأسه على المقود
شعر بالخوف وركض في إتجاهه … عينيه تحمل الكثير من القلق فتح باب السيارة ليزداد خوفه ف أدهم لم يتحرك أو ينظر إليه
ربت على كتفه برفق وهو ينادي بأسمه لكنه لم يجيب . دفع جسده برفق إلى الخلف ليجد أدهم ينظر إليه بابتسامة عابثه لم يراها من قبل ترتسم على وجه أبن عمه الأكبر فقال بقلق
-مالك يا أدهم؟ أنت تعبان؟
ظل أدهم ينظر إليه بنفس الإبتسامة لعدة ثواني ثم قال
-عايز أخرج من العربيه
أعتدل عدنان سريعًا وأمسك بيد أدهم الذي ظل جالس في مكانه ولم يتحرك ليقول عدنان ببعض الضيق
-نزل رجلك يا أدهم
-رجلي
ردد خلفه باندهاش ثم ضحك وهو يقول
-أيوه صح إزاي نسيت
ثم أخرج ساقه من السيارة ولحقها بالأخرى لكنه ظل جالسًا ليترك عدنان يده وهو يقول بغضب حقيقي
-أنت شارب يا أدهم
رفع أدهم عينيه إلى عين أبن عمه الذي شعر أنه ينظر إلي شخص آخر .. شخص عابث تفوح منه رائحة الخمر … وتنتشر فوق عنقه علامات تدل على كونه كان مع أحد الفتايات العابثات من هذا؟ ومتى كان أدهم بتلك الأخلاق؟
لكن أدهم أعتدل واقفًا أمام عدنان وقال يجديه عكس ما كان يتحدث به منذ لحظات
-في ايه يا عدنان واقف كده ليه؟ أنت كويس يا أبني؟
تراجع عدنان للخلف وهو يقول باندهاش
-أنا … أنت إللي كويس يا أدهم؟ ومن أمتى وأنت بتشرب؟
-أشرب .. أنا عمري ما شربت وأنت عارف كده كويس
قال أدهم ببعض العصبيه … ليقول عدنان بعصبيه مشابهه
-ريحتك فايحه … وبعدين أيه العلامات إللي على رقبتك دي؟
رفع أدهم يديه يتحسس عنقه وقال بصدق
-مش عارف صحيت الصبح لقيتها موجوده
شعر عدنان بالإندهاش من كلام أبن عمه لكنه لم يعلق … لكن ظل السؤال يدور برأسه
ماذا يحدث مع أدهم؟ أنه لا يفهم لكنه رأى حاله أدهم منذ قليل بنفسه فكيف يتجاهل كل هذا؟
لكن أدهم تحرك من أمامه متوجها إلى باب القصر الداخلي ليوقفه عدنان من جديد وهو يقول
-أنت صحيح موافق على شغل ظلال مع مراد منير في الإذاعة؟
نظر له أدهم بهدوء وقال باستفهام
-هو أنت معترض؟!
إجابه عدنان بعصبيه وغضب كبير
-طبعًا … إزاي توافق يا أدهم؟ ده مجال صعب ومنعرفش مراد ده أيه أخلاقه أو
ليقاطعه أدهم وهو يقول بصرامه
-أي أن كانت أخلاقه إيه إحنا عارفين أخلاق ظلال كويس … وبعدين ده المجال إللي نفسها تشتغل فيه وحلمها من صغرها .. إزاي أقتل الحلم ده وهو ممكن يتحقق دلوقتي
وتحرك خطوه واحده مبتعدًا لكنه وقف من جديد وقال ببعض اللؤم
-وبصراحة دي فرصة علشان ظلال تخرج من الشرنقة إللي كانت حابسه نفسها فيها ومعيناك حارس للشرنقه دي … أهو أنت تتحرر منها وتعيش بحريتك وهي كمان تتفطم منك وتشوف حياة تانيه بعيد عنك ومع حد غيرك
أبتسم وهو يرفع له يده بتحيه وغادر تاركًا خلفه رجل صفع على وجه … صفع بنفس الصفعة التي كان يصفعها لها كل ليله وهو يراها تتلصص لكي تراه وهو يؤلمها بحديثه مع غيرها
~~~~~~~~~~
حين أغلق الباب حمد الله أنه اأستطاع أن يصل إلى غرفته قبل أن يقابل جدته …ف هناك رائحه كريهه تفوح من جسده بالفعل .. ولا يعرف مصدرها
أغلق باب الغرفة بالمفتاح وتوجه مباشرة إلى الحمام خلع عنه ملابسه ووقف تحت المياه يحاول تذكر ما حدث .. وكيف وصل إلى هنا
أخر ما يذكره حديثه مع سليمة قبل أن يغادر المكتب .. لكن ما حدث بعد ذلك لا يتذكره ولا يعرف سبب تلك الرائحة وكيف وصل إلى القصر من الأساس
خرج من الحمام يحيط جسدة بمنشفة كبيرة عقله لا يعي ما يحدث معه أنتبه لصوت هاتفه ليجده عبدالله أجابه ببعض الضيق
-ايوة يا عبدالله
-أنت كويس يا أدهم؟ أنت فين؟
سأله عبدالله بلهفه وقلق واضح .. ليقطب أدهم حاجبيه وهو يقول
-ايوه … إيه إللي حصل لكل القلق ده؟
نفخ عبدالله الهواء ببعض الراحه ثم قال بعصبيه
-أنت لازم تجيلي يا أدهم .. لازم يا أدهم إللي بيحصل ده خطر ومينفعش نتأخر حياتك في خطر
سمع كلمات صديقة وطبيبه وعقله يضرب بقوة .. صداع قوي وألم لا يحتمل
ليسقط الهاتف من يده .. وترنح هو في مكانه ثم سقط مغشي عليه
~~~~~~~~~~~
أرتدت ملابسها وفوقها العبائة …ومرت على غرفة والدها وألقت عليه نظرة سريعة عليه لتتأكد من أنه نائم ثم أغلقت باب غرفته ومباشرة غادرت المنزل
لكن سقط قلبها أسفل قدميها حين قابلت حنان أمام باب البيت تبتسم لها ب سماجه وهي تقول:
-إيه ده أنتِ رايحه فين دلوقتي يا زيزي؟! ده أنا كنت جايه أسهر معاكي شوية
تلونت وجنتي زيزي بجميع ألوان الطيف حيث شحب وجهها وتحول إلى الأصفر … ثم إلي الأحمر وهي تقول بصوت مرتعش
-معلش يا حنان أصل الحقنه بتاعة أبويا خلصت ولازم ياخدها والصيدليه هنا قفلت ف لازم أطلع للصيدليه إللي في أول الشارع الحق أجيبها قبل ما يقفلوا هما كمان
لوت حنان فمها بامتعاض وقالت من بين أسنانها:
-ومالوا يا حبيبتي أبقى أجيلك في وقت تاني
وغادرت دون كلمه أخرى … ظلت زيزي تتابعها بعيونها حتى تأكدت من دخولها إلى بيتها وإغلاقها للبوابه لتركض في إتجاه الطريق الطويل الذي يصل إلى خارج الحارة حيث ينتظرها بيبرس
قلبها يكاد يغادر جسدها بسبب دقاته المتلاحقة من كثرة الخوف حتى صعدت إلى السيارة وجلست وهي تضع يدها فوق خافقها وأنفاسها تكاد يسمعها المارين بالشارع بسبب سرعتها وعلوها ليقول بأستفهام
-مالك يا ست زيزي؟!
لتقص عليه ما حدث … ليقطب جبينه بضيق ولم يعقب ولم تنتظر هي رد على كلماتها .. كانت تعلم أنها تغامر بكل شيء حين قررت العمل كراقصة
أغمضت عينيها حين تحرك بالسيارة وأنحدرت دموعها مختلطة بكحل عينيها ليشوه وجهها الجميل
~~~~~~~~~~~~~~~
أنتهت من زينتها حين دلف ترتر إلى الغرفة يقول بطريقته الخاصة في الحديث:
-الجوكر عايزك يا ست الكل قبل ما تطلعي على الأستيتج
قطبت جبينها بخوف وحيرة .. وقالت بصوت مرتعش:
-هو سي بيبرس فين؟!
إقترب ترتر من مكان جلوسها .. وجلس على إحدى ركبتيه وقال:
-إنسي بيبرس … وركزي مع الجوكر هو مفتاح النجاح .. بإشارة من إيده يطلعك السما وبإشارة تلاقي نفسك في الشارع وأنتِ عارفه بقى واحدة زيك يا ست الكل لو بقت في الشارع أيه إللي ممكن يحصلها
قال أخر كلماته بتحذير .. وبطريقة جعلت جسدها يرتعش خوفًا من التخيل فقط .. وبأقدام من هلام وقفت ليقف هو الأخر وتحرك يتمايل بخصره حتى يفتح لها الباب لتسير بخطوات متعثره ليحثها على التحرك قائلًا
-يلا يا ست الكل معاد فقرتك قرب
تحركت بخطوات خاليه من الروح .. خوف يلاحقه خوف .. تنازل يليه تنازل … صوت صرخات متتاليه داخلها تطلب منها بل تتوسلها أن تركض خارج هذا المكان وأن لا تعود من جديد … لكن كيف؟ وإلى أين؟ لا مفر
طرقت على باب غرفة الجوكر ثم فتحت الباب بيد مرتعشة .. وبدل من أن تتقدم إلى داخل الغرفة رجعت إلى الخلف حين قال هو بترحيب:
-آهلًا آهلًا بنجمتنا المتألقة .. أهلًا باللي أبواب السما أنفتحت قدامها وبتقولها خطي
ظلت صامته تنظر إليه بعيون مرتعشة وجسد متجمد … لكنه لم يرحمها وأقترب منها وهو يكمل كلماته:
-الناس كلها هتتجنن عليكي .. الجمال الرباني ده .. والخجل المرسوم على ملامحك مجنن الكل … وأنا بحب نظام شوق ولا تدوق .. لأنه بيخرج كل الفلوس إللي في جيوبهم
لم تعلق على كلماته لكنها أستجابت ليده التي تسحبها إلى داخل الغرفة وعينيه تتجرأ على مفاتنها بنظرات خبير
ويده التي بدأت ترسم جسدها دون لن يلمسها مصاحبه لكلماته الجريئه
-جسمك زي الكرباج .. و مفاتنك قتاله .. وعيونك دباحه … يبقى إزاي مش عايزاهم يتجننوا عليكي.
أخيرًا وجدت صوتها لتقول بنبره مرتعشة:
-هو أنت كنت عايزني في إيه؟!
ليرفع أصبعه أمام وجهها وكأنه قد تذكر السبب الحقيقي في طلب حضورها له
تحرك في إتجاه مكتبه وأمسك رزمه ماليه ومد يده في إتجاهها وهو يقول
-ده حقك في النقطه بتاعة إمبارح .. أنتِ خلصتي فقرتك وروحتي جري ملحقتش أديكي نصيبك
نظرت إلى المال بين يديه غير مصدقة هل كسبت هذا المبلغ الكبير في ليله واحده … إن تلك الأوراق الماليه الكثيرة ومن فئه العمله الكبيرة … جزء من حقها في نصف ساعه فقط
رفعت يدها تمسك بالمال ليتركه لها وهو يتابع التماع عيونها … وصدمتها … ولعابها الذي سال على المال .. ليقول بلؤم
-من النهاردة هتعملي ثلاث فقرات … وشوفي بقا هتكسبي قد أيه؟!
رفعت عيونها إليه بأبتسامه بلهاء وأومأت بنعم ليشير هو إلي ترتر وقال
-شوف شغلك
ليقترب منها ترتر وهو يقول بدلال مستفز
-يلا يا ست الناس عندنا شغل
لتومأ مره أخرى بنعم وسارت خلفه … وهي لا تعرف أن أول خطوات سقوطها كانت دخولها هذا المكان … ولن تتوقف عن السقوط أبداً

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى